عميل من غزة .. وقصة "هيفا من حيفا" !
غزة - دنيا الوطن/ وليد شكوكاني / الداخلية
لَيس هناكَ أشقى مِن الذين يتّبعون أهواءَهم ، غَير مدركين قدرة الله الصاعقة على لجمِ انحطاطٍ أخلاقِيٍّ توقعُهم فيه الحياة الدنيا ، مستفيدةً من أكثر ما يغري الشباب ويستدرجَهم لينحدروا نحو الهاوية.
دخلتُ عليه وهو متوجسٌ قلِق , وقد بدا على وجهه علامات الشحوب والاصفرار , وكأن الدماءَ تجمدت في عروقه دون ميـعاد , حاولتُ التمعن في وجهه علّني أرى تضاريسه التي أخفتها تلك السنوات الغابرة , لكنَه آثر تنكيس رأسه معلناً أن الموقفَ عاصفٌ لا يحتملُ الكبرياء.
هناك في غياهب سجن الأمن الداخلي التقت الداخلية بأحدِ المتخابرين مع الاحتلال الصهيوني ليحدثنا عن رحلة سقوطه المدوية طوال ثلاث سنواتٍ مضت.
علاقة غرامية
(م.ب) شابٌ في العشرينات من عمره يعملُ في أجهزة أمن السلطة , ابتعد عن ربه كثيراً وأتبع نفسه هواها وتعلق قلبه بالأغاني الماجنة ليدخلَ في ذات يومٍ عام 2009 على أحد مواقع الإنترنت الغنائية والتي كانت في حينها تضعُ إعلاناً لمسابقةٍ غنائية ليشارك بها ويضع رقم جواله الخاص , مرت الأيام وإذ برقم " أورانج " يتصل به ليبدأ مسلسل الانحدار نحو غيابات الجُب.
فتـاةٌ أطلقت على نفسها هيفاء من مدينة حيفا , أصابه التوتر في البداية لكنها كانت له بالمرصاد مُوهمةً إياهُ بأنها تَهيمُ فِيهِ حباً.
استمرت المدعوة هيفاء ببث سمومها العاطفية القاتلة بكلماتها المعسولة وسخائها اللامحدود مُستَخدمةً المَالَ طـُعماً لَذِيذاً لبلوغِ غايتها , فقد أرسلت له خلال شهرٍ واحد من تلك العلاقة أكثرَ من تسعة عشرَ رصيد جوال من فئة 50 شيكل ومبلغ مالي , لتقنعه فيما بعد أنها ستعمل جاهدةً على مساعدته للخروج من وضعه الاقتصادي الصعب عبر أحد رجال الأعمال.
وحل العمالة
يتحدث المدعو (م.ب) والدموع تتحشرج في عينيه حسرةً وندامة : "اتصل بي شخص يُدعى أبو عادل وعرَّفني على نفسه بأنه من طرف هيفاء ويريد مساعدتي وعرفتُ فيما بعد أنه الضابط المختص في تجنيد العملاء في منطقة سكناي".
أطرق برأسه وأضاف: "أبلغتني هيفاء بعد مكالمتي الأولى مع أبو عادل أنها تعمل لصالح المخابرات وأن أبو عادل ضابط ولا بد لي من التعامل معه لأن جميع مكالماتي مسجلة , وفعلاً بدأتُ بتزويده ببعض المعلومات البسيطة مثل أرقام السيارات وبعض المعلومات"
وَطمعاً منه أكثر ، بدأَ يقنص المجاهِدينَ ، وَيتلَصّص عَلى تَحرّكاتِهِم ، وَيشتمّ أخبارِهم وأماكِن تَواجُدِهِم ، ثُم ينقلها لِضابِطِ المُخابَرات الذي استطاع أن يُوقِعَهُ فِي فَخّ الانهِيار التاريخي البشع لاسمهِ ، وَالمُوجعُ لِشَرَفِه الوَطني.
ولفت (م.ب) إلى أنه استلم عدة مبالغ مالية على فتراتٍ متباعدة من نقاطٍ ميتة كان يحددها له ضابط المخابرات أبو عادل مضيفاً : "المخابرات الصهيونية جعلتني أشعر وكأنني من أكثر المخلصين لهم في حين أنهم كانوا لا يعطونني أي معلومة تخصهم"
الأمن الداخلي
وبصوت متقطع تابع حديثه : "في حرب حجارة السجيل طلب مني أبو عادل توصيف أحد بنايات قادة المقاومة في مكان سكني وقد أعطيته كافة المعلومات المطلوبة وحينها توقعت بأن يقوم الاحتلال بقصف البناية لكن بفضل الله تعالى لم يتم قصفها "
وأوضح أنه قرر تسليم نفسه بعد معركة حجارة السجيل حينما أبلغه ضابط المخابرات أن الأمن الداخلي يراقب كافة تحركاته وسكناته مستدركاً : "كنتُ أعلم أنني سأقع في قبضة الأمن الداخلي لذلك قمتُ بتسليم نفسي لهم وقد تعاملوا معي بسريةٍ تامة دون أي مضايقات وأنا الآن مرتاح نفسياً فقد أرضيتُ ضميري وتركتُ خلفَ ظهري تلكَ الجريمة بحق أبناء شعبي"
رسالة أخيرة
وفي ختام حديثه معنا آثرَ إلا أن يوجه رسالة لكافة الشباب قائلاً : "لقد ارتكبتُ جُرماً كبيراً بحق نفسي ووطني وأدعوكم جميعاً أن تحذروا من وقائع الشيطان فالاحتلال يحاول اقتناص أي فرصةٍ لإيقاعكم وحينها لن ينفَع الندم وأوصي كافة الشباب أن يكونوا ملتزمين بدينهم وأخلاقهم لأن القريبَ من ربه لا يمكن له أن يقعَ في وحلهم".
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/03/12/370683.html
تاريخ النشر : 2013-03-12
غزة - دنيا الوطن/ وليد شكوكاني / الداخلية
لَيس هناكَ أشقى مِن الذين يتّبعون أهواءَهم ، غَير مدركين قدرة الله الصاعقة على لجمِ انحطاطٍ أخلاقِيٍّ توقعُهم فيه الحياة الدنيا ، مستفيدةً من أكثر ما يغري الشباب ويستدرجَهم لينحدروا نحو الهاوية.
دخلتُ عليه وهو متوجسٌ قلِق , وقد بدا على وجهه علامات الشحوب والاصفرار , وكأن الدماءَ تجمدت في عروقه دون ميـعاد , حاولتُ التمعن في وجهه علّني أرى تضاريسه التي أخفتها تلك السنوات الغابرة , لكنَه آثر تنكيس رأسه معلناً أن الموقفَ عاصفٌ لا يحتملُ الكبرياء.
هناك في غياهب سجن الأمن الداخلي التقت الداخلية بأحدِ المتخابرين مع الاحتلال الصهيوني ليحدثنا عن رحلة سقوطه المدوية طوال ثلاث سنواتٍ مضت.
علاقة غرامية
(م.ب) شابٌ في العشرينات من عمره يعملُ في أجهزة أمن السلطة , ابتعد عن ربه كثيراً وأتبع نفسه هواها وتعلق قلبه بالأغاني الماجنة ليدخلَ في ذات يومٍ عام 2009 على أحد مواقع الإنترنت الغنائية والتي كانت في حينها تضعُ إعلاناً لمسابقةٍ غنائية ليشارك بها ويضع رقم جواله الخاص , مرت الأيام وإذ برقم " أورانج " يتصل به ليبدأ مسلسل الانحدار نحو غيابات الجُب.
فتـاةٌ أطلقت على نفسها هيفاء من مدينة حيفا , أصابه التوتر في البداية لكنها كانت له بالمرصاد مُوهمةً إياهُ بأنها تَهيمُ فِيهِ حباً.
استمرت المدعوة هيفاء ببث سمومها العاطفية القاتلة بكلماتها المعسولة وسخائها اللامحدود مُستَخدمةً المَالَ طـُعماً لَذِيذاً لبلوغِ غايتها , فقد أرسلت له خلال شهرٍ واحد من تلك العلاقة أكثرَ من تسعة عشرَ رصيد جوال من فئة 50 شيكل ومبلغ مالي , لتقنعه فيما بعد أنها ستعمل جاهدةً على مساعدته للخروج من وضعه الاقتصادي الصعب عبر أحد رجال الأعمال.
وحل العمالة
يتحدث المدعو (م.ب) والدموع تتحشرج في عينيه حسرةً وندامة : "اتصل بي شخص يُدعى أبو عادل وعرَّفني على نفسه بأنه من طرف هيفاء ويريد مساعدتي وعرفتُ فيما بعد أنه الضابط المختص في تجنيد العملاء في منطقة سكناي".
أطرق برأسه وأضاف: "أبلغتني هيفاء بعد مكالمتي الأولى مع أبو عادل أنها تعمل لصالح المخابرات وأن أبو عادل ضابط ولا بد لي من التعامل معه لأن جميع مكالماتي مسجلة , وفعلاً بدأتُ بتزويده ببعض المعلومات البسيطة مثل أرقام السيارات وبعض المعلومات"
وَطمعاً منه أكثر ، بدأَ يقنص المجاهِدينَ ، وَيتلَصّص عَلى تَحرّكاتِهِم ، وَيشتمّ أخبارِهم وأماكِن تَواجُدِهِم ، ثُم ينقلها لِضابِطِ المُخابَرات الذي استطاع أن يُوقِعَهُ فِي فَخّ الانهِيار التاريخي البشع لاسمهِ ، وَالمُوجعُ لِشَرَفِه الوَطني.
ولفت (م.ب) إلى أنه استلم عدة مبالغ مالية على فتراتٍ متباعدة من نقاطٍ ميتة كان يحددها له ضابط المخابرات أبو عادل مضيفاً : "المخابرات الصهيونية جعلتني أشعر وكأنني من أكثر المخلصين لهم في حين أنهم كانوا لا يعطونني أي معلومة تخصهم"
الأمن الداخلي
وبصوت متقطع تابع حديثه : "في حرب حجارة السجيل طلب مني أبو عادل توصيف أحد بنايات قادة المقاومة في مكان سكني وقد أعطيته كافة المعلومات المطلوبة وحينها توقعت بأن يقوم الاحتلال بقصف البناية لكن بفضل الله تعالى لم يتم قصفها "
وأوضح أنه قرر تسليم نفسه بعد معركة حجارة السجيل حينما أبلغه ضابط المخابرات أن الأمن الداخلي يراقب كافة تحركاته وسكناته مستدركاً : "كنتُ أعلم أنني سأقع في قبضة الأمن الداخلي لذلك قمتُ بتسليم نفسي لهم وقد تعاملوا معي بسريةٍ تامة دون أي مضايقات وأنا الآن مرتاح نفسياً فقد أرضيتُ ضميري وتركتُ خلفَ ظهري تلكَ الجريمة بحق أبناء شعبي"
رسالة أخيرة
وفي ختام حديثه معنا آثرَ إلا أن يوجه رسالة لكافة الشباب قائلاً : "لقد ارتكبتُ جُرماً كبيراً بحق نفسي ووطني وأدعوكم جميعاً أن تحذروا من وقائع الشيطان فالاحتلال يحاول اقتناص أي فرصةٍ لإيقاعكم وحينها لن ينفَع الندم وأوصي كافة الشباب أن يكونوا ملتزمين بدينهم وأخلاقهم لأن القريبَ من ربه لا يمكن له أن يقعَ في وحلهم".
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/03/12/370683.html