العميل "م.ح" .. فتاة الفيسبوك "ليليان" من الضفة الغربية تستدرجه حتى سقط في وحل التخابر
تاريخ النشر : 2013-03-12
رام الله - دنيا الوطن
قاده رفاق السوء إلى التدخين، ثم ضعف التحصيل الدراسي، فإدمان الإنترنت والمواقع الاجتماعية وهواية التعرف على الفتيات. لم يدرك العميل (م.ح) للحظة واحدة أن الفتاة -التي أضافته وتعرف إليها عبر "فيسبوك" وأوهمته أنها عشيقة أعجبت به- هي فتاة تعمل في خدمة جهاز الشاباك الإسرائيلي.
وعن بدايات سقوط العميل في وحل المخابرات الإسرائيلية، أشارت مصادر أمنية في تقرير لها أن العميل إلى حين بداية مرحلة الثانوية، كان تحصيله العلمي جيدا، لكنه شهد انحدارا ملحوظا عندما التفت لطريق التدخين والألعاب المضيعة للوقت بالتزامن مع الهروب من المدرسة.
افتعل المذكور مشكلة مع مدرس خلال المرحلة الثانوية، الأمر الذي دفع بعائلة المذكور إبعاده عن المدرسة لسوء أخلاقه، فعمل كبائع في أحد المحلات بعد انقطاعه عن التعليم، وعندها تعرف على رفاق سوء، فاق سوءهم من سبقوهم ممن تعرف عليهم في السابق.
أدمن على الانترنت وخاصة موقع "فيسبوك"، لدرجة السهر طوال الليل، ينام فجرا ويستيقظ عصرا، ليله نهار ونهاره ليل، لم يتوقف عند ذلك، فقد أصبحت لديه غريزة شيطانية تدفعه للتعرف والحديث مع أكبر عدد من الفتيات، وهنا تكمن إحدى الثغرات النفسية التي استغلتها المخابرات الإسرائيلية.
وحسب التقرير، عاد العميل للدراسة من جديد، حيث نال شهادة الثانوية بتقدير مقبول، وحصل على الدبلوم بتقدير مماثل، عاد بعدها للعمل في المحلات.
بداية السقوط
في شهر سبتمبر 2009 وأثناء جلوسه على صفحته عبر "فيسبوك" تلقى العميل إضافة من فتاة ادعت في البداية أنَّ اسمها ليليان من الضفة الغربية وتعمل في مجال المحاماة، تبين بعد ذلك أنها تعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية "الشاباك".
اتصلت الفتاة على العميل من رقم تابع لشركة أورانج الإسرائيلية للتعرف عليه أكثر، بحجة أنها أعجبت به، وطلبت منه أن يقوم بشراء شريحة أورانج بحجة أنها أقل تكلفة، تمهيدا لاستمرار المكالمات بينها.
استمرت العلاقة بينهما لمدة سبعة أشهر، لم يترك العميل معلومة شخصية إلا وقالها للفتاة، حيث التفاصيل الدقيقة في حياته الشخصية ومحيطه الاجتماعي، وأبرزها مشكلة مادية لأحد أقارب العميل في الداخل الفلسطيني المحتل أثناء عمله قبيل الانتفاضة الفلسطينية.
وصلت العلاقة بين العميل والفتاة إلى حد المكالمات الجنسية، ويقول العميل حول هذه النقطة: "لم يخطر في بالي للحظة أن ليليان تعمل مع المخابرات الإسرائيلية"، على حد وصف التقرير.
هنا، عرفت الفتاة العميل على مديرها في العمل كما ادعت، من أجل مساعدته في القضية المالية التي ذكر تفاصيلها بدقة للفتاة، وهنا تم ربط العميل بمدير الفتاة، والذي ما لبث أن ادعى أنه سافر للخارج.
عند ذلك، عرفه على شخص آخر يدعى أبو العبد بحجة مساعدته ماليا كبديل عن القضية المالية التي يعتقد العميل أنه سيحلها عبر هؤلاء الأشخاص، علما بأن العلاقة بين العميل وأبو العبد استمرت شهرين تقريبا، تخللها تكرار ذكر العميل لمعلومات دقيقة حول حياته الخاصة ومحيطه العائلي وجيرانه".
استلام الأموال
بعد ذلك، ادعى أبو العبد أنه سيسافر في مهمة عمل إلى الخارج وسلمه لشخص يدعى "زايد" وكبادرة منه على أنه يريد مساعدة العميل ماليا ولإيقاع العميل في شباك المخابرات الإسرائيلية بشكل كامل تم توجيه العميل لاستلام أموال من مكان حدده له مسبقا، علما بأنه كان مرفقا مع الأموال شريحة أورانج.
وفي تلك اللحظة، أخبر زايد العميل أنه ضابط مخابرات إسرائيلية، لكن ذلك لم يمنع العميل من إيقاف التعامل معه، حيث كان يقول ضابط المخابرات للعميل:" معنا حتحقق كل شيء في بالك، مش حتطلع من بيتك، مش خنخلي عليك خطورة، احنا أصدقاء مش أكتر"، في محاولة منه لتبسيط العمل مع المخابرات.
فيما بعد طلب الضابط "زايد" من العميل شراء جوال جديد خاص بشريحة أورانج من أجل عدم انكشاف أمره، أمام الأجهزة الأمنية في غزة، حيث كان يكرر دوما للعميل: "أمنك وسلامتك أهم شيء"، لإشعار العميل أنه مهم بالنسبة لهم.
وفي نفس الوقت، أصر زايد على العميل أن يثبت على وظيفة محددة حتى يكون أجرها غطاء لما يتم إرساله من أموال.
مهمات استخباراتية
سأل زايد العميل عن العديد من الأشخاص من محيط سكنه ولم يتوان العميل للحظة عن إخبار المخابرات الإسرائيلية بكل ما يعرف، وتابع سيارة حددها له الضابط كانت متواجدة في شارع صلاح الدين، وأخبر عن مواقع للمقاومة الفلسطينية داخل غزة، وحدد بيوت مقاومين فلسطينيين، وزودهم بأرقام سيارتهم ومواصفاتها، وحدد أماكن عامة داخل مدينة غزة وتفاصيل دقيقة عنها.
كما طلب زايد من العميل عمل حساب على "فيسيوك" من أجل التواصل مع الضابط، حيث طلب منه الضابط أن يزوده بمعلومات عن الجماعات السلفية في غزة والعناصر الشيعية، وهنا ينكشف المصدر الرئيسي للإشاعات التي تم تداولها في قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة.
في منتصف عام 2011م قال زايد للعميل: "الأوضاع صعبة، مش حقدر أبعتلك مصاري على غزة، وهنا اقترح العميل على زايد السفر للخارج واستلام الأموال هناك، وبالفعل هذا ما تم، حيث تم استلام الأموال مرتين ضمن حدود دولتين عربيتين. تم إلقاء القبض على العميل فيما بعد من قبل الجهات الأمنية المختصة".
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/03/12/370543.html
قاده رفاق السوء إلى التدخين، ثم ضعف التحصيل الدراسي، فإدمان الإنترنت والمواقع الاجتماعية وهواية التعرف على الفتيات. لم يدرك العميل (م.ح) للحظة واحدة أن الفتاة -التي أضافته وتعرف إليها عبر "فيسبوك" وأوهمته أنها عشيقة أعجبت به- هي فتاة تعمل في خدمة جهاز الشاباك الإسرائيلي.
وعن بدايات سقوط العميل في وحل المخابرات الإسرائيلية، أشارت مصادر أمنية في تقرير لها أن العميل إلى حين بداية مرحلة الثانوية، كان تحصيله العلمي جيدا، لكنه شهد انحدارا ملحوظا عندما التفت لطريق التدخين والألعاب المضيعة للوقت بالتزامن مع الهروب من المدرسة.
افتعل المذكور مشكلة مع مدرس خلال المرحلة الثانوية، الأمر الذي دفع بعائلة المذكور إبعاده عن المدرسة لسوء أخلاقه، فعمل كبائع في أحد المحلات بعد انقطاعه عن التعليم، وعندها تعرف على رفاق سوء، فاق سوءهم من سبقوهم ممن تعرف عليهم في السابق.
أدمن على الانترنت وخاصة موقع "فيسبوك"، لدرجة السهر طوال الليل، ينام فجرا ويستيقظ عصرا، ليله نهار ونهاره ليل، لم يتوقف عند ذلك، فقد أصبحت لديه غريزة شيطانية تدفعه للتعرف والحديث مع أكبر عدد من الفتيات، وهنا تكمن إحدى الثغرات النفسية التي استغلتها المخابرات الإسرائيلية.
وحسب التقرير، عاد العميل للدراسة من جديد، حيث نال شهادة الثانوية بتقدير مقبول، وحصل على الدبلوم بتقدير مماثل، عاد بعدها للعمل في المحلات.
بداية السقوط
في شهر سبتمبر 2009 وأثناء جلوسه على صفحته عبر "فيسبوك" تلقى العميل إضافة من فتاة ادعت في البداية أنَّ اسمها ليليان من الضفة الغربية وتعمل في مجال المحاماة، تبين بعد ذلك أنها تعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية "الشاباك".
اتصلت الفتاة على العميل من رقم تابع لشركة أورانج الإسرائيلية للتعرف عليه أكثر، بحجة أنها أعجبت به، وطلبت منه أن يقوم بشراء شريحة أورانج بحجة أنها أقل تكلفة، تمهيدا لاستمرار المكالمات بينها.
استمرت العلاقة بينهما لمدة سبعة أشهر، لم يترك العميل معلومة شخصية إلا وقالها للفتاة، حيث التفاصيل الدقيقة في حياته الشخصية ومحيطه الاجتماعي، وأبرزها مشكلة مادية لأحد أقارب العميل في الداخل الفلسطيني المحتل أثناء عمله قبيل الانتفاضة الفلسطينية.
وصلت العلاقة بين العميل والفتاة إلى حد المكالمات الجنسية، ويقول العميل حول هذه النقطة: "لم يخطر في بالي للحظة أن ليليان تعمل مع المخابرات الإسرائيلية"، على حد وصف التقرير.
هنا، عرفت الفتاة العميل على مديرها في العمل كما ادعت، من أجل مساعدته في القضية المالية التي ذكر تفاصيلها بدقة للفتاة، وهنا تم ربط العميل بمدير الفتاة، والذي ما لبث أن ادعى أنه سافر للخارج.
عند ذلك، عرفه على شخص آخر يدعى أبو العبد بحجة مساعدته ماليا كبديل عن القضية المالية التي يعتقد العميل أنه سيحلها عبر هؤلاء الأشخاص، علما بأن العلاقة بين العميل وأبو العبد استمرت شهرين تقريبا، تخللها تكرار ذكر العميل لمعلومات دقيقة حول حياته الخاصة ومحيطه العائلي وجيرانه".
استلام الأموال
بعد ذلك، ادعى أبو العبد أنه سيسافر في مهمة عمل إلى الخارج وسلمه لشخص يدعى "زايد" وكبادرة منه على أنه يريد مساعدة العميل ماليا ولإيقاع العميل في شباك المخابرات الإسرائيلية بشكل كامل تم توجيه العميل لاستلام أموال من مكان حدده له مسبقا، علما بأنه كان مرفقا مع الأموال شريحة أورانج.
وفي تلك اللحظة، أخبر زايد العميل أنه ضابط مخابرات إسرائيلية، لكن ذلك لم يمنع العميل من إيقاف التعامل معه، حيث كان يقول ضابط المخابرات للعميل:" معنا حتحقق كل شيء في بالك، مش حتطلع من بيتك، مش خنخلي عليك خطورة، احنا أصدقاء مش أكتر"، في محاولة منه لتبسيط العمل مع المخابرات.
فيما بعد طلب الضابط "زايد" من العميل شراء جوال جديد خاص بشريحة أورانج من أجل عدم انكشاف أمره، أمام الأجهزة الأمنية في غزة، حيث كان يكرر دوما للعميل: "أمنك وسلامتك أهم شيء"، لإشعار العميل أنه مهم بالنسبة لهم.
وفي نفس الوقت، أصر زايد على العميل أن يثبت على وظيفة محددة حتى يكون أجرها غطاء لما يتم إرساله من أموال.
مهمات استخباراتية
سأل زايد العميل عن العديد من الأشخاص من محيط سكنه ولم يتوان العميل للحظة عن إخبار المخابرات الإسرائيلية بكل ما يعرف، وتابع سيارة حددها له الضابط كانت متواجدة في شارع صلاح الدين، وأخبر عن مواقع للمقاومة الفلسطينية داخل غزة، وحدد بيوت مقاومين فلسطينيين، وزودهم بأرقام سيارتهم ومواصفاتها، وحدد أماكن عامة داخل مدينة غزة وتفاصيل دقيقة عنها.
كما طلب زايد من العميل عمل حساب على "فيسيوك" من أجل التواصل مع الضابط، حيث طلب منه الضابط أن يزوده بمعلومات عن الجماعات السلفية في غزة والعناصر الشيعية، وهنا ينكشف المصدر الرئيسي للإشاعات التي تم تداولها في قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة.
في منتصف عام 2011م قال زايد للعميل: "الأوضاع صعبة، مش حقدر أبعتلك مصاري على غزة، وهنا اقترح العميل على زايد السفر للخارج واستلام الأموال هناك، وبالفعل هذا ما تم، حيث تم استلام الأموال مرتين ضمن حدود دولتين عربيتين. تم إلقاء القبض على العميل فيما بعد من قبل الجهات الأمنية المختصة".
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/03/12/370543.html