رد: مآ هو الدفآع ىلجوي آلسلبي ..
الحرب خدعة
إنتقل استخدام وسائل التمويه والخداع من الممارسة المنبثقة من ردود الفعل الفطرية التلقائية إلى الابتكار والدراسة من خلال استثمار العقل البشري وخصائص الدهاء الإنساني الذي تعمق وأنجز في ميادين الحرب ليشكل مجموعة من المراحل المتجددة والمتطورة في استخدام التمويه والخداع في الحرب ،وفي التاريخ القديم نسبت أول استخدامات عسكرية للتمويه والخداع في الحرب إلى القدماء المصريين الذين استخدموها بأشكال عدة سواءً في حربهم أو سلمهم، والكل لا يجهل قصة حصان طروادة الشهيرة والذي عندما يئس الإغريق في حصارهم لطروادة تظاهروا بأنهم على وشك إنهاء الحصار ومغادرة المكان، وكانت بعض سفنهم قد أبحرت لكنها توارت خلف جزيرة قريبة، لجأ الإغريق إلى استخدام الخداع كوسيلة للنصر حيث بدأت الفكرة بصناعة حصان ضخم من الخشب يدخل في تجويفه مختبئين مجموعة من فرسانهم الشجعان الأشداء بحيث يقدم بالحصان إلى أسوار طروادة فعندما رأوا الطرواديون الحصان العملاق ظنوا أن إلههم قد أهداهم هذا الحصان فسحبوه إلى الداخل وأدخلوه المدينة فخرج منه المحاربون الأشداء الذين فتحوا لإخوانهم أسوار المدينة وكان لهم الفضل في إحراز النصر،هذا ما يذكرنا دائماً بأهم مبدأ عرفه التاريخ في الحرب وهو (أن الحرب خدعة).
وفي التاريخ الحديث لعل أول مرة استخدم فيها التمويه كانت في الحرب العالمية الأولى (1914-1918) حــين زادت الطائرات من قدرات المتحاربين على مراقبة وكشف مواقع العدو ، ولعل أشهر الأمثلة على ذلك هي قصة أحد الطيارين الفرنسيين الذي كان يحلق بطائرته فوق أحد السواحل فلاحظ أن قوارب الصيادين من احد الجوانب واضحة للعيان ومن الجانب الآخر رأى أشياء غير واضحة فعندما هبط ذهب إلى الساحل ليتأكد منها ماذا تكون فعندما وصل لاحظ أن شباك الصيادين كانت ممدودة على طول القوارب الأمر الذي جعل رؤيتها من الأعلى غير واضح فمن هنا ظهرت فكرة استخدام الشباك كوسيلة دفاعية للتمويه والخداع منذ ذلك الوقت حتى الآن ، أما في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) فقد استخدم التمويه، بدءاً من ارتداء الجنود للملابس البيضاء في المناطق القطبية والخضراء في الغابات، إلى إخفاء المدن تحت ستار من الدخان ولقد لمست معظم الدول الحديثة أهمية وسائل الإخفاء كسلاح فعال فاستعانت به بمقاييس كبيرة في الحرب العالمية الثانية فقبل نشوب الحرب ضللت روسيا العالم بإنفرادها سياسيا ًملتزمة ً الصمت بُغية التمويه والخداع لكي لا تنكشف حقيقة قواتها التي ظلت لغزاً محيراً لدول العالم، ومن وسائل التضليل المتعددة التي استخدمتها عندما أطالت المفاوضات بينها وبين حلفاء الغرب والتي كانت لكسب الوقت والمسافة للاستعداد لمقابلة الألمان فيما بعد ، ولما كشفت ألمانيا ضعف الحلفاء زادت الطرفين تضليلاً وذلك عندما استعانت ببعثة عسكري ألمانية لتنظيم الجيش الروسي والذي عرضت حينها عليه مجموعات أفراد غير مدربة تحمل أسلحة عتيقة لتضلل بذلك عن حقيقة تسليحها كما تمادت في وسائل الخداع حيث اشتبكت مع فنلندا الدولة الصغيرة في حرب طويلة أظهرت من خلالها أنها ضعيفة أمامها ،وبذلك التمويه والخداع وضعت ألمانيا خططها العسكرية على أساسه الخاطئ فهاجمت الحلفاء أولاً وبعد أن استنفذت جهوداً كبيرة اشتبكت مع روسيا وحدث ما يعلمه الجميع من هزيمة ألمانيا النهائية
المبادئ الأساسية للتمويه :
1\
اختيار الموقع:
يتم اختيار الموقع حسب طبيعة الأرض سواء كانت صحراوية أو زراعية أو غابات كثيفة وعند اختيار الموقع واحتلاله يجب أن يبدو وكأنة لم يتغير بسب وجود الأفراد والمعدات ويجب ألا يعيق الموقع الذي وقع علية الاختيار أنجاز المهمة ويجب إنشاء انتخاب الموقع تجنب العلامات الأرضية المعزولة مثل الأشجار والنباتات.كما يتم اختيار الموقع حسب نوعية السلاح والأفراد فمثلا في الدفاع الجوي يراعى في اختيار أو احتلال الموقع ملائمته لتمويه وإخفاء الأسلحة والمعدات فمنظومة الصواريخ د/جو عند احتلال مواقعها لابد أن يكون الموقع يتلاءم مع احتياجات التمويه والإخفاء وكما هو الحال مع منظومة القيادة والسيطرة ومنظومة المدفعية م/ط .
شروط الموقع الأساسية التي لا بد من توفرها عند اختياره وهي:
- لا بد أن يوفر إخفاء كامل للمعدات والأفراد عن نظر العدو بالإضافة إلى الحماية والتمترس من نيران العدو وذلك حسب نوع الأسلحة .
- موقع يسمح بالحركة بمرونة أثناء الضرب والمناورة في القتال ( الانسحاب ، التقدم ، تغير المكان ) .
- أن يتمتع بحماية كاملة ضد الهجمات المباغتة من مشاة العدو على الأرض من الأمام والخلف واليمين واليسار.
- أن لا يعيق الضرب أو الإطلاق من أيً من الأسلحة داخلة على حساب الآخر أي يسمح للجميع بالمشاركة .
- أن يسمح بكثافة الضرب أو الإطلاق والسيطرة على سير المعركة .
2\
نظام التمويه :
وينقسم نظام التمويه والإخفاء إلى قسمين هما التمويه النهاري والتمويه الليلي ، وتعتبر عمليات التمويه والإخفاء النهاري من الضرورة في الدرجة الأولى حيث يجب استعمال الممرات والطرق الطبيعية مع ملاحظة أي تغيير فيها مهما كان نوعها بل يجب إتباع قواعد التمويه وإتباع قواعد التحركات من وإلى المواقع لأن الحركة من أهم عوامل الانتباه والعين سريعة في التقاط أو ملاحظة أي تحركات كما أن التصوير الجوي يستطيع إيضاح أي شيء قد تحرك حتى في ظلام الليل باستخدام الكشاف أما في النهار فأنه ظاهر بطبيعة الحال ، أن عملية التمويه والإخفاء الليلي أقل ضرورة من النهار ولذلك نستطيع الاستفادة من الظلام لمنفعتك وهو ذو منفعة مزدوجة للابتعاد عن جلب الانتباه ويجب ملاحظة أن الصور التي تؤخذ من الجو في الليل بواسطة طلقات الإشارة فهي تظهر العيوب الموجودة في الموقع من تحركات ونظام الأنوار في الليل مهم وكذلك الأصوات لان الصوت في الليل يسري أكثر منه في النهار ، وكذلك يجب التقليل من نداء الأفراد بعضهم لبعض حتى بالهمس إلا إذا اقتضت الضرورة كذلك هو الحال مع الأنوار بحيث تستعمل في أماكن لا يمكن ملاحظتها كداخل الخيمة والملاحظ أن العين ستقود إلى الرؤيا كل ثلاثين ثانية وعند إشعال ضوء تحتاج لنفس المدة للتعود على الإضاءة .
يعرف نظام التمويه بأنة عبارة عن تجنب كل مظاهر الأشكال والمعالم التي تعبر عن مظهر الموقع أو كشف أي هدف فيه والتي يمكن من خلالها أن يكشفها العدو وهي : الظل ،اللمعان ،اللون ،الخلفية الضوئية،الصوت ،الحركة ،الآثار ،الشكل الهندسي ،الحرارة .
-الآثار الدالة على التمويه : وهي الدخان،الغبار ، الضوء ،الموجات التي تظهر بواسطة أجهزة الرصد.
3\
الوسائل المستخدمة في عمليات التمويه والإخفاء:
عند تنفيذ عمليات الإخفاء والتمويه يراعى في ذلك استخدام المواد الصناعية والطبيعية للمساعدة العملياتية لدمج أشكال الأفراد والمعدات بطبيعة شكل الأرض المحيطة والكائن عليها الموقع ، والمواد الصناعية هي تلك المواد الخاصة لعمليات الاختفاء والتمويه من الدهانات والأسلاك والخيش والأسلاك الشائكة والنسيج والشبكات المزخرفة وغيرها، والمواد الطبيعية هي المواد الطبيعية المحيطة أمثال الحشائش والأشجار والمياه ...الخ وهذه المواد إذا أحسن اختيارها فأنها ستضاهي نماذج طبيعة الأرض المحيطة بالشكل واللون وهناك سبب واحد وهو أن النباتات تذبل وتبهت إذا قطفت وتلافياً لذلك يتم تغييرها بسرعة .