الحضارة المحمدية
عزة الدمرداش
عزة الدمرداش
عرف الشهيد سيد قطب الحضارة فقال : الإسلام هو الحضارة و أي حضارة أخرى غير الإسلام فيها خلل.
هذا التعريف جامع مانع لأن حضارة الإسلام دستور منزل من رب العالمين على سيد المرسلين المبعوث رحمة للعالمين . فهي حضارة اقترنت بفكر يشكل كيان أمة ، لقد عاش نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاما في المدينة ، وخلالها صنع أكبر حضارة عرفها التاريخ أسس فكر بشر أضاء الأرض من مشارقها إلى مغاربها ، وأعطاه الله سبحان و تعالى قواعد و سننا وقوانين في كتابه الكريم تحكم البشر وتحكم الكون :
القانون الأول:
{....ُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ....(140)}(آل عمران)
فليس من الطبيعي لسنن الكون أن تظل الأمور في يد مجموعة من البشر تتوارثها و تورثها بنفس الفكر، ونفس البطانة ، ليجعلوا البشر في حالة طوارئ . و المصيبة أن التاريخ يؤرخ بحركة السياسيين و العسكريين ، وهما أسوأ مخاليق الله.
والقانون الثاني :
{ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)}(آل عمران).
فعلينا أن نتأمل في الأمم التي سبقتنا ، و نستفيد من تقدمها ، و نتجنب أخطاءها .
والقانون الثالث:
{.... وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)}(البقرة)
فمن سنن الله في الأرض ألا يكون هناك قطب واحد . إنه الوهم والضلالة اللذان تعيشهما أمريكا . فيعتقد العالم بأنها القوة الأبدية العظمى في هذا الكون ، إن هذا مخالف لقانون الكون ، إذ يأتي يوم تهيمن فيه أمة أخرى . أو يدمرون أنفسهم بأيديهم . فالمدنية التي يعيشونها لا تنشئ حضارة ، و العلم وحده لا يحقق سعادة علما بأن80% من الشعب الأمريكي يتعاطى مهدئات ومخدرات .
والقانون الرابع:
{ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)}(المجادلة) .
فعلى المؤمنين أن يلزموا الطاعة و الرجوع إلى الله سبحان وتعالى ، و يتمسكوا بالإيمان المقترن بالعمل ، فمن الخلل الكبير عزل الإيمان عن العمل { وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ..(77)}( القصص) .
والقانون الخامس :
{....إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ...(11)}(الرعد) . والمقصود هنا التغيير إلى الأحسن وليس التغيير إلى الأسوأ . وللأسف..أصبحنا نسير الآن بسرعة الصاروخ للخلف ، و السبب هو التركيز على المدنية المؤمركة ، فلا بد أن تكون لدينا مناعة حضارية نحمي بها حضارتنا ، حتى لا نذوب في الأمم الأخرى ، و نفقد هويتنا وعلينا أن نحصن حضارتنا ، ولا يحصن حضارتنا سوى العقيدة والإيمان بالله و اليوم الآخر ، وتحقيق العدل . و لا يقام العدل إلا بالتقوى و الإحسان ، ورفع كبت الحكام عنها ،وعدم الخنوع من المحكومين للحاكم الظالم . هذا السبب في تخلف حضارتنا وتقدم حضارة الغرب . و أمتنا أقدر على قيادة البشرية من الغرب ، فمازالت بها روح ،و الروح بدأت تظهر بشكل بارز، فنحن أمة محمد خير أمة أخرجت للناس .
فالحضارة المحمدية توازن بين الحقوق و الواجبات (تريد حقك تلتزم بواجباتك هذا للحاكم و المحكوم ) ، لا تفرق بين السلطة و الدين حتى نضمن تقوى الله فينا .
الحضارة المحمدية علماء يفهمون الدين و دعاة يفهمون العلم . والحضارة المحمدية الجسد الموازن بين الروح و العقل و العواطف ...تربية مكملة للتشريع ، و حكومة منفذة للشرع و الشورى ،
الحضارة المحمدية متفتحة على العالم ، و تستفيد مما عند العالم و تعدلها بقيمها لتوافق ديننا ، و تركز على العقيدة و الهوية وبناء الإنسان ، و تركز على بناء جيوش تضمن الأمن و الأمان ، لا جيوشا لإقامة الحفلات و الأفراح والليالي الملاح . تلك هي الحضارة المحمدية.
نحن اليوم حقا في أشد الحاجة إلى سفينة نوح إلى طوق النجاة ، فالعالم اليوم يتيه في ظلمات المادية الطاغية ، ويتخبط في الانحلال والإباحية ويرسف في قيود الظلم والاستبداد…وها هي ذي الدول الكبرى تنشب مخالبها المتوحشة لتفترس حضارة الإسلام ، وتخنق ببغيها ووحشيتها القيم الإنسانية ومثلها العليا ورسالات الأنبياء ، وتشن هجوما لاقتلاع الإسلام ، وتدمير الإنسان ، وطرده من أرضه ، وابتزاز خيراته ، وتشريده بالعراء مع أطفاله ونسائه وشيوخه . وما نراه في فلسطين والعراق وأفغانستان ونراه زاحفا إلينا سرا وعلانية أكبر شاهد على ذلك .فما الذي يقينا من هذه الكوارث والويلات ؟
ما الذي يحمينا من الانحطاط الفكري ،والانحلال الأخلاقي ؟
ما الذي يحمينا من حرب طاغية مدمرة ؟أين سفينة نوح وطوق النجاة وصمام الأمان؟
في تقديري وتقدير الكثير منا وأيضا شهادة فلاسفة عدول غير مسلمين أن القيم الروحية والأنظمة الاجتماعية والسياسية التي جاء بها الإسلام هي الجديرة بأن تحمل للعالم منارة الفكر والإصلاح والمبادئ ، لتخليص الإنسانية من ويلات الضلال ، وموبقات الفساد القادمة إلينا سرا و علانية ، فنجد (برنارد شو)الفيلسوف الإيرلندي يردد مقولته المشهورة (لقد كان دين محمد (صلى الله عليه وسلم) موضع تقدير لما ينطوي عليه من حيوية مدهشة ، وإنه الدين الوحيد الذي له ملكة الهضم لأطوار الحياة المختلفة ، و أري أن يدعى محمد منقذ الإنسانية ، وإن رجلا على شاكلته إذا تولى زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته) .
و يقول المؤرخ الإنجليزي (ويلز)في كتابه (ملامح تاريخ الإنسانية): (إن أوربا مدينة للإسلام بالجانب الأكبر من قوانينها الإدارية و التجارية)
لذلك أرى أن جيل الإسلام اليوم من المثقفين والعلماء ورجال الدين أمثال فضيلة الشيخ د.يوسف القرضاوي وغيره من العلماء المعتدلين مطالبون بأداء مسئولية كبرى ودور مهم في إنقاذ البشرية من ظلمات المادية ، وموجات الإباحية . وهذا لا يتأتى إلا بحمل رسالة الإسلام الخالدة إلى الدنيا من جديد ، حتى تنعم البشرية بشريعة القرآن ، هذه الشريعة التي تتسم بالربانية و العالمية و الشمول والعطاء الثر و الخلود .
فهي ربانية لأنها تنزيل من حكيم حميد ..
وهي عالمية لأنها شريعة البشرية جميعا ..
وهي شاملة لأنها جاءت لمناهج الحياة كلها ..
وهي معطاءة لأنها تفي بحاجات البشرية في كل مكان وزمان .
أما الخلود فلأنها تحمل في طياتها بذور نمائها واستمرارها إلى يوم الدين . و يكفي أمة الإسلام فخرا أن يقول سبحان وتعالى عنها:
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .... (110)}(آل عمران) .
فلينهض كل من ينير الإسلام صدره وعقله ... ولينهض صناع الحياة كما أمرهم الله عز و جل لتخرج للبشرية رسالة الإسلام و مبادئ القرآن، وليغرس المربون في نفوس أبنائهم وطلابهم هذه الحقائق ، ويلقنوهم الإسلام السمح ، وسيرة نبيهم الكريم محمد صلى الله عليه و سلم والصحابة والتابعين من رجال ونساء حول الرسول ، حتى يشعروا بمسئوليتهم على الوجه الأكمل . فإن هم فعلوا ذلك فسوف يجدون أولادهم دعاة صادقين ، وجنودا للإسلام ، يبلغون دعوة ربهم ، و لا يخشون أحدا إلا الله ، ويتحملون في سبيلها كل عنت واضطهاد ، وسيصلون في النهاية وبإذن الله إلى النصر الأكبر ، و ما ذلك على الله بعزيز . وما أصدق قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)}(محمد).
عن موقع رابطة أدباء الشام
هذا التعريف جامع مانع لأن حضارة الإسلام دستور منزل من رب العالمين على سيد المرسلين المبعوث رحمة للعالمين . فهي حضارة اقترنت بفكر يشكل كيان أمة ، لقد عاش نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاما في المدينة ، وخلالها صنع أكبر حضارة عرفها التاريخ أسس فكر بشر أضاء الأرض من مشارقها إلى مغاربها ، وأعطاه الله سبحان و تعالى قواعد و سننا وقوانين في كتابه الكريم تحكم البشر وتحكم الكون :
القانون الأول:
{....ُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ....(140)}(آل عمران)
فليس من الطبيعي لسنن الكون أن تظل الأمور في يد مجموعة من البشر تتوارثها و تورثها بنفس الفكر، ونفس البطانة ، ليجعلوا البشر في حالة طوارئ . و المصيبة أن التاريخ يؤرخ بحركة السياسيين و العسكريين ، وهما أسوأ مخاليق الله.
والقانون الثاني :
{ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)}(آل عمران).
فعلينا أن نتأمل في الأمم التي سبقتنا ، و نستفيد من تقدمها ، و نتجنب أخطاءها .
والقانون الثالث:
{.... وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)}(البقرة)
فمن سنن الله في الأرض ألا يكون هناك قطب واحد . إنه الوهم والضلالة اللذان تعيشهما أمريكا . فيعتقد العالم بأنها القوة الأبدية العظمى في هذا الكون ، إن هذا مخالف لقانون الكون ، إذ يأتي يوم تهيمن فيه أمة أخرى . أو يدمرون أنفسهم بأيديهم . فالمدنية التي يعيشونها لا تنشئ حضارة ، و العلم وحده لا يحقق سعادة علما بأن80% من الشعب الأمريكي يتعاطى مهدئات ومخدرات .
والقانون الرابع:
{ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)}(المجادلة) .
فعلى المؤمنين أن يلزموا الطاعة و الرجوع إلى الله سبحان وتعالى ، و يتمسكوا بالإيمان المقترن بالعمل ، فمن الخلل الكبير عزل الإيمان عن العمل { وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ..(77)}( القصص) .
والقانون الخامس :
{....إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ...(11)}(الرعد) . والمقصود هنا التغيير إلى الأحسن وليس التغيير إلى الأسوأ . وللأسف..أصبحنا نسير الآن بسرعة الصاروخ للخلف ، و السبب هو التركيز على المدنية المؤمركة ، فلا بد أن تكون لدينا مناعة حضارية نحمي بها حضارتنا ، حتى لا نذوب في الأمم الأخرى ، و نفقد هويتنا وعلينا أن نحصن حضارتنا ، ولا يحصن حضارتنا سوى العقيدة والإيمان بالله و اليوم الآخر ، وتحقيق العدل . و لا يقام العدل إلا بالتقوى و الإحسان ، ورفع كبت الحكام عنها ،وعدم الخنوع من المحكومين للحاكم الظالم . هذا السبب في تخلف حضارتنا وتقدم حضارة الغرب . و أمتنا أقدر على قيادة البشرية من الغرب ، فمازالت بها روح ،و الروح بدأت تظهر بشكل بارز، فنحن أمة محمد خير أمة أخرجت للناس .
فالحضارة المحمدية توازن بين الحقوق و الواجبات (تريد حقك تلتزم بواجباتك هذا للحاكم و المحكوم ) ، لا تفرق بين السلطة و الدين حتى نضمن تقوى الله فينا .
الحضارة المحمدية علماء يفهمون الدين و دعاة يفهمون العلم . والحضارة المحمدية الجسد الموازن بين الروح و العقل و العواطف ...تربية مكملة للتشريع ، و حكومة منفذة للشرع و الشورى ،
الحضارة المحمدية متفتحة على العالم ، و تستفيد مما عند العالم و تعدلها بقيمها لتوافق ديننا ، و تركز على العقيدة و الهوية وبناء الإنسان ، و تركز على بناء جيوش تضمن الأمن و الأمان ، لا جيوشا لإقامة الحفلات و الأفراح والليالي الملاح . تلك هي الحضارة المحمدية.
نحن اليوم حقا في أشد الحاجة إلى سفينة نوح إلى طوق النجاة ، فالعالم اليوم يتيه في ظلمات المادية الطاغية ، ويتخبط في الانحلال والإباحية ويرسف في قيود الظلم والاستبداد…وها هي ذي الدول الكبرى تنشب مخالبها المتوحشة لتفترس حضارة الإسلام ، وتخنق ببغيها ووحشيتها القيم الإنسانية ومثلها العليا ورسالات الأنبياء ، وتشن هجوما لاقتلاع الإسلام ، وتدمير الإنسان ، وطرده من أرضه ، وابتزاز خيراته ، وتشريده بالعراء مع أطفاله ونسائه وشيوخه . وما نراه في فلسطين والعراق وأفغانستان ونراه زاحفا إلينا سرا وعلانية أكبر شاهد على ذلك .فما الذي يقينا من هذه الكوارث والويلات ؟
ما الذي يحمينا من الانحطاط الفكري ،والانحلال الأخلاقي ؟
ما الذي يحمينا من حرب طاغية مدمرة ؟أين سفينة نوح وطوق النجاة وصمام الأمان؟
في تقديري وتقدير الكثير منا وأيضا شهادة فلاسفة عدول غير مسلمين أن القيم الروحية والأنظمة الاجتماعية والسياسية التي جاء بها الإسلام هي الجديرة بأن تحمل للعالم منارة الفكر والإصلاح والمبادئ ، لتخليص الإنسانية من ويلات الضلال ، وموبقات الفساد القادمة إلينا سرا و علانية ، فنجد (برنارد شو)الفيلسوف الإيرلندي يردد مقولته المشهورة (لقد كان دين محمد (صلى الله عليه وسلم) موضع تقدير لما ينطوي عليه من حيوية مدهشة ، وإنه الدين الوحيد الذي له ملكة الهضم لأطوار الحياة المختلفة ، و أري أن يدعى محمد منقذ الإنسانية ، وإن رجلا على شاكلته إذا تولى زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته) .
و يقول المؤرخ الإنجليزي (ويلز)في كتابه (ملامح تاريخ الإنسانية): (إن أوربا مدينة للإسلام بالجانب الأكبر من قوانينها الإدارية و التجارية)
لذلك أرى أن جيل الإسلام اليوم من المثقفين والعلماء ورجال الدين أمثال فضيلة الشيخ د.يوسف القرضاوي وغيره من العلماء المعتدلين مطالبون بأداء مسئولية كبرى ودور مهم في إنقاذ البشرية من ظلمات المادية ، وموجات الإباحية . وهذا لا يتأتى إلا بحمل رسالة الإسلام الخالدة إلى الدنيا من جديد ، حتى تنعم البشرية بشريعة القرآن ، هذه الشريعة التي تتسم بالربانية و العالمية و الشمول والعطاء الثر و الخلود .
فهي ربانية لأنها تنزيل من حكيم حميد ..
وهي عالمية لأنها شريعة البشرية جميعا ..
وهي شاملة لأنها جاءت لمناهج الحياة كلها ..
وهي معطاءة لأنها تفي بحاجات البشرية في كل مكان وزمان .
أما الخلود فلأنها تحمل في طياتها بذور نمائها واستمرارها إلى يوم الدين . و يكفي أمة الإسلام فخرا أن يقول سبحان وتعالى عنها:
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .... (110)}(آل عمران) .
فلينهض كل من ينير الإسلام صدره وعقله ... ولينهض صناع الحياة كما أمرهم الله عز و جل لتخرج للبشرية رسالة الإسلام و مبادئ القرآن، وليغرس المربون في نفوس أبنائهم وطلابهم هذه الحقائق ، ويلقنوهم الإسلام السمح ، وسيرة نبيهم الكريم محمد صلى الله عليه و سلم والصحابة والتابعين من رجال ونساء حول الرسول ، حتى يشعروا بمسئوليتهم على الوجه الأكمل . فإن هم فعلوا ذلك فسوف يجدون أولادهم دعاة صادقين ، وجنودا للإسلام ، يبلغون دعوة ربهم ، و لا يخشون أحدا إلا الله ، ويتحملون في سبيلها كل عنت واضطهاد ، وسيصلون في النهاية وبإذن الله إلى النصر الأكبر ، و ما ذلك على الله بعزيز . وما أصدق قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)}(محمد).
عن موقع رابطة أدباء الشام