سياسة الافقار والتجويع
السلام عليكم ورحمة الله اخوتي الافاضل ... موضوع جديد يجمعنا تحت عنوان سياسة الافقار والتجويع
في الحقيقة ان هذا الموضوع خطر ببالي بعد ان سمع ان عدد الملياديرات في العالم يزداد وعدد المليونيرات يتناقص ولم اعرف كيف اصوغه بشكل مقبول يساعدنا على تحليله والقاء نظرة عن كثب واتوقع ان يأخذ مني وقتا في كتابته .. وسألجئ الى اسلوب جديد فيه .. حيث انني ساكتبه كاملا في المنزل واضع نسخته كالمة بين ايديكم لتقرؤوه ثم تعلقوا عليه دون مقاطعة سلسلة افاكاري ... الموضوع بعنوان .... سياسة الافقار والتجويع ..
لا ريب ان القوى الكبرى في العالم وخصوصا تلك التي تملك من مقومات القوة الشيء الكثير ومنها طبعا ( قوة العقل المخطط ) تسعى للسيطرة على اكبر قدر ممكن من مقوامات البقاء والقوة والنفوذ عبر العالم ومنها العالم الاسلامي والعربي باقل الخسائر او دون خسائر تذكر وهذا لا شك هدف كبير تسعى الدول والنخب المتنفذة الى تحقيقه , ولكي نفهم طبيعة الامور بشكل صحيح فلابد من القول بانصاف ( ان ما يسعون اليه يعد حقا مشروعا من وجهة نظرهم فذلك يمثل مصلحة عليا لهم ولبلادهم مهما اختلفنا معهم ) والواجب علينا التعلم منهم والاخذ منهم ومحاولة التقليد في المرحلة الاولى ثم تطوير تلك التجربة من خلال فكرنا الخاص ... ما حاجتي لقتال من في القلعة ان كان بامكاني محاصرتهم داخلها واجبارهم على الاستسلام بعد ان اكسر رغبتهم وقابليتهم على القتال ؟؟؟؟ من هنا يتم معرفة اهمية مبدأ الحصار في الحروب .. والحصار في ايامنا هذه سلاح مرن وهائلة الاثر على من يطبق عليه وقد رأينا بأم العين الآثار الكارثية التي تركها الحصار على العراق بكل مرافقه الحيوية وبالذات على النواحي الاجتماعية والاقتصادية على الدولة العراقية ابان حكم الرئيس السابق صدام حسين ... وحصار غزة ..وبعدها حصار سوريا وايران ... اذا حرمان العدو من المقوامات الاقتصادية والمالية يلعب دورا كبيرا في خلق ازمات اجماعية خانقة لانه يتسبب في ضرب مصالح الناس الاقتصادية المباشرة ويؤثر على لقمة العيش لكل طبقات المجتمع وبالذات الطبقات الفقيرة لانها لا تتحمل اي ضغط او عبئ اضافي فوق الحد التي تعيش فيه .
كذلك الامر مع الدول التي لا تتمع بمستوى اقتصادي جيد .. فهي لا تملك مقومات الصمود الاقتصادي وبالتالي فان كسر ارادة تلك ادول لا تشكل عادة مشكلة كبيرة لاي دولة تستهدفها من قريب او بعيد ... وهذا يفسر اللوك السياسي في الكثير من الدول مهما تغيرت الحكومات المتعاقبة التي تحكم تلك الدول .. سؤال ... هل هناك دولة او جهة مينة تمكنت من الافلات من قبضة الولايات المتحدة الامريكية على سبيل المثال .... وهنا اود ان الفت نظر الاخوة الى ووب الاخذ ببواطن الامور وليس ظاهرها فقط .... فعلى سبيل المثال تمكن العراق من الصمود ي وجه الحصار لمدة 12 سنة بعد حرب تحرير الكويت التي استمت لمدة 42 يوم من القص العنيف والمتواصل من قبل قوات الحلفاء ... ولكن النتيجة النهائية كانت خروج العراق من المادلة الاقليمية والعالمية خلال 3 اسايع فقط واسقاط بغداد خلال 3 ايام بشكل كامل واعدام الرئيس العراقي في يوم عيد الاضحى في اشارة كبيرة لاشعار المؤيدي للنظام العراقي السابق باننا ( كقوى معادية للنظام العراقي ) قادرين على فعل ما نريد وقتما نريد !!! قد نختلف مع هذا المنطق وقد نختلف ولكننا ابدا لا نختلف على النتيجة التي وصل اليها العراق بعد صراع مرير ... مصر خاضت اكثر من حرب مع اسائيل وبالنتيجة توفي الرئيس السابق جمال عبد الناصر ( بعملية اغتيال كما قيل من خلال السم ) وبعد حرب عام 1973 وبعد ان تمكنت القوات المصرية من عبور خط بارليف ظهرت ثغرة الدفرسور وتم اللجوء الى معاهدة السلام وبعدها انتقلت مصر من التسليح الروسي الى التسليح الامركي !! وهذه نتيجة لا يمكن ان نختلف عليها ... القضية الفلسطينية ولدنا وهي حاضرة امام ناظرينا وكانت في اضمحلال مستمر مذ عرفنا تفاصيلها وكانت حدة القتال وشراسة المقاومة تتراجع مع كل عام حتى وصلت الى نقطة الصفر تقريبا !! وهذه ايضا نتيجة لا نتخلف عليها ... هذه الامثلة وغيرها لم تستخدم اسرائيل والولايات المتحدة فيها القوة العسكرية فقط ... بل استغلت نقاط قوة كثيرة ومتنوعة ... منها الحصار المالي وسياسة الافقار ..ولا ننسى طبعا التقصير ونقاط الضعف الذاتي لدى دولنا ومجتمعاتنا مما ساهم في زيادة الخسائر والنكسات فوق رؤوسنا .. وهذه السياسة لا تبطق على العرب والمسلمين وحدهم ... كلنا يتذكر الازمة المالية العالمية . وكيف انها اثرت على الكثير من المجتمعات والدول وقد كانت نتاجئها كارثية على العديد من الشركات والجهات المتنفذة حول العالم .... ولكن هل تعمل عزيزي انها كانت مفتعلة وستهدف عددا من الدول على أسها روسيا والدول الاوروبية وربما الصين !!!! سيقول قائل وهل تسعى امريكا الى اضعاف حلفئها في اوروبا .... اقول نعم وبكل تأكيد ... الكبير عادة لا يسمح للصغار بان يزاحموه او يقاسموه الغنائم بل عليهم فقط ان يقبلوا عطاياه وما يتركه لهم من فتات الطعام وهذا ا خلق العديد من المشاكل بين اوروبا وامريكا ابان غزو العراق عدى بريطانيا واسبيانيا اللذان شاركا في غزو العراق .
اذا وقبل كل شيء تسعى الدول الكبرى الى اضعاف الدول المعادية لحرمانها من القدرة على النمو الاجتماعي اولا والاقتصادي ثانيا والعسكري العلمي ثالثا ... وفي حال نجحت هذه السياسة فلا حاجة اصلا لقتال الدول المعادية .... انظروا مثلا لكوريا الشمالية ... في حال بقيت الامور على ما هي عليه هل توقعون غزوا امريكيا لكوريا الشمالية ؟؟؟ عند حساب المخاطر المتوقعة ن الناحية الاستراتيجية والخسائر المادية فمن المنطق ان نقول بعدم اتخاذ اي اجراء تجاه كوريا طالما اها غير قدرة لى القتال ... وكيف نصل الى هذه انقطة ؟؟؟؟ بايصال كوريا الشمالية الى نقطة تكون غير قادرة عندها على المواجهة لان الشعب الكوري غير قادر على المشي نتيجة الجوع !!! هل يمكن الوصول الى هذه انقطة ؟؟؟؟ حسب التقارير المسربة فان الشعب الكوري الشمالي كاد يصل فعلا الى هذه الحالة رغم ما يقال عن قوة وصلابة الجيش الكوري الشمالي فان المجتمع محطم وهو يعيش بسياسة النفاق للزعيم الاوحد ( الذي يصل الى مرتبة الرب عندهم ) !!! انهم شعب مضطهد ولا يقوون على القتال ولو فعلو فسيهزمون شر هزيمة .
المتتبع للاخبار المالية والاقتصادية بشكل عام يعرف جيدا ان عدد الفقراء في تزايد مستر عبر العالم وقد سمعت قبل عدة ايام ان عدد (المليارديرات قد تزايد خلال العام الماضي فيما تراجع عدد المليونيرات ) ... فتركز المال وبالتالي السلطة قد تعدى الطبقات الاجتماعية العادية في المجتمعات الى المجتمعات الغنية وهذه الظاهرة ستستمر حتى تتركز القوة المالية والسلطة في يد اقل عدد ممكن من البشر خلال الاعوام القادمة ... ليتم التحكم في العالم اجمع اسهل وبالتالي يكون فرض الادراة اسهل وعند يكون النصر مضمونا دون حاجة الى القتال اصلا !!!! اليس امرا جميلا ان تسطير على الاخرين وتجبرهم على الخضوع لارادتك دون ان تطلق رصاصة واحدة ... فعلا انه لامر رائع !!!
ولكن بالمقابل ... من يطبق هذه السياسة ؟؟؟ ومن هو القادر على تطبيقها ؟؟؟ ومن هم ضحايا هذه السياسة وكيف يمكن لهم مقاومتها والانتصار عليها ؟؟؟
اسمحوا لي بالاستراحة قليلا ثم العودة الى الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله ... نكمل احبائي في الله
في جواب على الاسئلة المطلوحة مسبقا اقول ان كل قوي يملك عقلا يطبق هذه السياسة ليس فقط في عالم الدول والنخب ورجال الاعمال والمتنفذين بل ان الانسان الطبيعي يفعل ذلك بقصد او غير قصد , لاحظوا معي ان الاهل يستخدون هذا الاسلوب ليعاقبوا ابنائهم على خطأ قد ارتكبوه اليس كذلك ؟
اذا انه سلاح نفسي قبل كل شيء يلجئ اليه القوي ضد الظعيف ليشعره باهمية الرضوخ لرغباته هذا في الحياه العامة وفي غالم السياسة والاقتصاد يتكرر المشهد بشكل اقسى واكثر ايلاما .. جميع الدول تستخدم هذا الاسلوب في فض هيمنتها وسطوتها على المنافسين متى تمكنت من ذلك وتلجأ الدول الاضعف عسكريا وسياسيا الى العكس من ذلك ... شراء الذمم والروشوة لشركات متنفذة في الدولة المنافسة او الدوة للتخفيف من وطأت سياسة تلك الدولة المعادية على الدولة المستهدفة ...
ضحايا هذه السياسة ... تكون الشعوب الهدف الاول من تطبيق تلك السياسة في العادة اذا ان الشعوب تكون الاداة التي يتمكن الحكام بواسطتها ن تنفيذ سياساتهم المختلفة من خلال توزيع المهمات على افراد تلك الشعوب والخروج بالحصيلة المطلوبة نتيجة جهود ابناء الشعب المنظم والذي يصب في مصلحة سياسة الدولة العليا ..اذا يجب ان تنال اي عقوبات او حصار اقتصادي او غير ذلك من عزيمة الشعب للتأثير عى قدرة الدولة على السيطرة على الشعب والاستفادة من الاداء العام لذلك الشعب .
كيف يمكن لاي دولة النجاح في التصدي لهذه القوة المتمثلة في العقوبات وسياسة الافقار هذه ؟
يعتمد ذلك على فارق القوة بين الدولتين المتحاربتين وخصوصا العسكرية منها والاقتصادية وعلى ما اذا كان الخصمان يملكان ادوات للضغط ام لا ... فمثلا حصلت عقوبات متبادلة بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بخصوص قطاع الطيران قبل عدة اعوام وبين الولايات المتحدة والصين وكان النزاع يخص شركات تجارية ... في الحقيقة لم اتابع مسار تلك العقوبات المتبادلة ولكن تلك التاثيرات لا ترقى لما حدث مع العراق مثلا ... فقد كام فارق القوة مهولا بين من حاصر العراق وبين امكانيات العراق في حينه مما تسبب في خسائر مذهلة على كل المستويات في الدولة العراقية كان اهمها على الاطلاق المستوى الاجتماعي .. اذ انتشرت عدة ظواهر سلبية لم تكن موجودة في المجتمع العراقي قبل الحصار مما ساعد في ما بعد بجانب عدد اخر من السلبيات في باقي المستويات الى تفتت الدولة العراقية وتداعيها حتى اصبحت قابلة للكسر ... وقبل الحرب ظهرت عدة اصوات تنادي بالتدخل العسكري المباشر لاسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين
بغض النظر طبعا عن انتماءات تلك الاصوات الا ان السياسة التي تم تطبيقها ادت الى ظهور مثل تلك الاصوات ... اعتقد شخصيا بعدم امكانية مقوامة تلك السياسة من قبل دول العالم الثالث والامثلة كثيرة وعلى سبيل المثال وفي وقتنا الحاضر لانخذ ايران ... لا يختلف المثل الايراني عن مثيله العراقي كثيرا ... فالسيناريو العام واحد تقريبا .... ونرى ايران وهي تحاول الظهور بمظهر الغير متأثر بتلك العقوبات وهي تواصل او ( تتظاهر بمواصلة ) تصنيع اسلحة جديدة ولا يكاد يوم يخلو من ابتكار او انجاز جديد للصناعة الحربية الايرانية .... يعتقد حكام ايران وكما فعل الرئيس العراقي السابق صدام حسين بان استعراض العظلات له فوائد داخلية وخارجية ...فعلى الصعيد الداخلي يرسلون رسائل قوة الى الشعب وكل من يعارض النظام على وجه الخصوص ويطمئنون الانصار بان دولتكم قوية لرفع المعنويات ..وعلى الصعيد الخارجي فهم يحاولون ارهاب العدو وارباك خططه لعلمهم ان عدوهم يأخذ المتغيرات ويدخلها ضمن معادلاته وخططه الاستراتيجية والتكتيكية وهم بذلك يحاولون زيادة الوقت اللازم لعدوهم للتخطيط وتنفيذ الهجوم المحتمل ...الا ان هذا النمط من السلوك لا يكون مجدي في العادة لان العدو في مثل الحالة الايرانية يتمتع بقدر كبير من الخبرة في التعامل مع القضايا الدولية وله من الامكانيات البشرة والمادية والعلمية ما يمكنه من معرفة طريقة التفكير الايرانية واهداف القيادة وامكانياتها الفعلية وعلى ذلك الاساس يمكن له التخطيط والهجوم بشكل فعال دون الوقوف كثيرا عند تفاصيل ما تحاوله ايران من اطالة لزمن الانتظار ... ونجد الولايات المتحدة تفرض تلك العقوبات القاسية على ايران (شعبا وقيادة ) للنيل من العزيمة العامة وكسر ارادة القتال في انفس افراد الشعب اولا وهو يمثل القاعدة العريضة التي تدعم النظام ومنها يستمد قوته بشكل عام ... واثناء العمليات العسكرية المرتقبة اتوقع ان تسعى القوات المسلحة الامريكية الى كسر ارادة القتال لدى افراد الجيش الايراني والحرس الثوري من خلال استخداد اسلحة جديدة او اذاقتهم طعم الاسلحة التي تم تجريبها على جيرانهم العراقيين قبل حوالي عقد من الزمن لن تضطر الولايات المتحدة الى النزول على الارض لتحطيم ايران وقد اثبت ذلك من قبل في حربي العراق وكوسوفو اذ قصفت العراق لمدة 42 يوما متتاليا وقصفت صربيا لمدة 72 يوما على التوالي وقد كسرت ارادة القتال في كلا الدولتين بنفس الطريقة علما ان التسليح الايراني يشابه الى حد بعيد تسليح الدولتين على الاقل من ناحية الدفاع الجوي بغض النظر عن الاعدد المتوفرة من الصواريخ فالعدد لا يهم اذا ما تم تحييد الاجراءات الالكترونية في منظومات الدفاع الجوي ..
وستكون النتيجة المحتومة اما الهزيمة او الاستسلام . هذا اذا لم يقم الشعب الايراني بالانتفاض على حكامه في ثورة عارمة تقتلع النظام من جذور وبذور تلك الثورة موجدة فعلا في الارض الايرانية .
ان سياسة التجويع سيكون لها اثر حاسم على كل شكل يواجهها وسيتم استخدامها بكثرة خلال الاعوام والعقود القادمة لما لها من فوائد عظيمة وخصوصا في زمن الازمات الاقتصادية مع رفع تكلفة تنصيع الاسلحة الحديثة وارتفاع قيمة التامين على الحياة في الدول المتقدمة .. لماذا يجب علي انتاج كميات كبيرة من الذخيرة والاسلحة وزجها في قتال دولة ضعفية ( نسبيا) وادفع قيمة التامين على الحياة في حال قتل جنودي بينما يمكنني حصار عدوي ودفعه الى الرضوخ دون اطلاق رصاصة واحدة ؟؟؟
موضوع اتمنى ان يتم مناقشته باسلو مهذب وعقلاني لنستفيد منه جميعا واتمنى ان ارى مشاركات تحمل افكار بنائة تعمل على ايراد حلول لبعض ما عرضته من كيفية الصمود في وجه مثل هذه السياسة القاتلة التي تهدد الكثير من شعوبنا .اتمنى لكم طيب الوقت والسلام عليكم
مخطط يمثل توالي الاحداث بسبب سياسة التجويع
ملاحظة : - اعتذر عن الاخطاء الاملائية لوجود خلل في لوحة مفاتيحي واتمنى من الاخوة في الاشراف ان يصححوا الاخطاء اينما وجدت مع الشكر والتقدير لجهودهم الكبيرة وفقهم الله لخير الجميع في منتدانا الرائع