لا نتكلم هنا عن الحرب بمعنى المعارك المستمرة، ولكن العلاقة التي لا تكون مبنية على السلام بين بلدين بسبب حرب قديمة بينهما، فدعونا نستعرض معكم أطول حالات الحروب التي انتهى بعضها باتفاقيات سلام بعد قرون من قيامها، وأخرى لا تزال قائمة.
1) حرب روما وقرطاجة
اشتبكت روما في حرب طويلة ضد قرطاجة وزعيمها "هنيبعل"، إلى أن تمكنت روما أخيراً من هزيمة قرطاجة ودحر جيوشها عام 149 ق.م، الذي لا نعرفه في التاريخ أن السلام بين الأمتين المتناحرتين لم يتم أبداً، وقد استمرت قرطاجة في عدائها ضد الحضارة الرومانية، ولم تصل كل من الأمتين إلى تسوية ما، وتحقق السلام أخيراً عندما قرر كل من عمدة مدينة قرطاجة التي تتواجد في تونس الآن وعمدة مدينة روما توقيع اتفاقية للسلام عام 1985 .
2) حرب التايوان وهولندا
وصل الهولنديون إلى جزيرة تايوان عام 1623 بغرض التجارة لكنهم سرعان ما حاولوا السيطرة على القبائل المحلية هناك وإجبارهم على دخول الديانة المسيحية، بعض القبائل قبلت الديانة الجديدة دون أي حروب أو مشكلات في حين رفضت قبائل أخرى، الأمر الذي جعل الهولنديون يقومون بحرق قراهم. إحدى القبائل التي تمردت هي قبيلة "تاروماك" وانتهجت الكفاح المسلح ضد الغزو الهولندي لبلادهم، فدحرت الجيوش الهولندية بعد معركتهم مع الجيش الصيني العرمرم، لكن لم توقع أي اتفاقية للسلام بين الأمتين، إلى أن قام ممثل الشركة التجارية الهولندية في "تايوان" (مينو جيودهارت) بالاعتذار للزعيم الحالي لقبيلة "تاروماك" وذلك كان عام 2010.
3) حرب جزر سيلي وهولندا
عندما أكلت الحرب الأهلية إنكلترا وسيطر الجمهوريون على معظم أقطار الجزيرة البريطانية، لاذ الملكيون بجزر سيلي المجاورة لبريطانيا، وفي عام 1651 قررت هولندا أن تشن حرباً ضد جزر سيلي متحالفة مع الجمهوريين، الأمر الذي دفع الملكيين إلى إعلان الاستسلام لهم، انتهت الحرب بهذا الشكل وطواها عالم النسيان، لكن أحد الباحثين في التاريخ في جزر سيلي أرسل إلى السفارة الهولندية في لندن ليستفسر منها إذا ما كانت حرب هولندا ضد جزر سيلي حقيقة أم درب من الخيال، وعندما تيقنت السفارة أن الحرب وقعت بالفعل أرسلت سفيرها إلى الجزر ليوقع اتفاقية سلام رسمية في عام 1985.
4) حرب بلدية أويسكار ضد دنمارك
في بداية القرن التاسع عشر أعلن الإمبراطور الفرنسي "نابليون بونابرت" الحرب على إسبانيا وقد دعمته في هذه الحرب الدنمارك، هذا الدعم دفع بلدية أويسكار في إسبانيا إلى إعلان الحرب بدورها على الدنمارك دون أن تشن حرباً حقيقية، في عام 1981 اكتشف مؤرخ إسباني الإعلان الرسمي لهذه الحرب لينظم حفلاً في الـ11 من نوفمبر من نفس العام حيث دعا السفير الدنماركي في إسبانيا وتم توقيع اتفاقية سلام مع عمدة مدينة أويسكار.
5) حرب بلدة برويك أبون تويد وروسيا
تقع بلدة "برويك أبون تويد" الإنكليزية على الحدود الإنكليزية الاسكتلندية، عندما اندلعت حرب القرم عام 1853 بين الإمبراطورية الروسية من جهة، والإنكليز والإمبراطورية العثمانية والفرنسيين ومملكة سردينيا من جهة أخرى، انتهت الحرب عام 1856 ووقعت اتفاقية السلام في باريس لكنها لم تشمل هذه البلدة الإنكليزية المغمورة، لذلك ظلت في حالة حرب مع روسيا إلا أن قام صحافي من الاتحاد السوفيتي عام 1966 بإتباع القصة ومن ثم الذهاب إلى البلدة المغمورة لتوقيع اتفاقية للسلام.
6) بلدة تاون لاين في الولايات المتحدة
تختلف قصة هذه البلدة الأميركية، فقد أشيع أنها رفضت أن تنضم إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1861، رغم عدم تأكيد هذه المزاعم قام صحافي أميركي بإرسال برقية إلى الرئيس "ترومان" عام 1945 يطالبه فيها بإعادة البلدة إلى الولايات المتحدة الأميركية، نظم الرئيس استفتاءً في المدينة للتصويت بإعادتها إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث صوت 113 للعودة إلى البلد الأم أميركا رغم عبثية الاستفتاء.
7) حرب مونتينيغرو واليابان
دخلت روسيا في حرب ضد اليابان في عام 1904، وقررت دولة مونينيغرو (أو الجبل الأسود ) دخول الحرب أيضاً، ولكن نظراً لعدم امتلاكها لأسطول يجابه اليابان تقدم بعض أبنائها للتطوع في الجيش الروسي الذي يقاتل في الجبهة، عندما انتهت الحرب ووقعت اتفاقية السلام عام 1905 لم تشمل الاتفاقية "مونتينغرو" التي نالت استقلالها من صربيا عام 2006، لتوقع اتفاقية سلام مع اليابان التي أرسلت وفداً من أجل الاعتراف بالدولة الوليدة.
8) حرب إمارة "أندورا" وألمانيا
تقع إمارة أندورا المستقلة بين إسبانيا وفرنسا، أعلنت الحرب ضد ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، لكنها لم تدعى إلى جلسات معاهدة فرساي التي أنهت الحرب عام 1918، لهذا ظلت هذه الإمارة الصغيرة في حالة حرب مع ألمانيا إلا أن اشتعلت أوروبا مرة أخرى بالحرب العالمية الثانية عام 1939.
9) حرب كوستاريكا وألمانيا
لا يعرف الكثيرون أن "كوستاريكا" اشتركت مع الأمم التي حاربت ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وكان من المقرر دعوتها لحضور معاهدة "فرساي"، لكن نظراً لوقوع انقلاب عسكري في كوستاريكا قبل عام من المعاهدة، لم تعترف الحكومات الأوروبية بهذه الحكومة الجديدة، لهذا لم تستدعي كوستاريكا، لتستمر في حالة حرب مع ألمانيا إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.
10) كوريا الشمالية والجنوبية
منذ اندلاع حرب الكوريتين التي بدأت عام 1951 وانتهت بعد التدخل الأميركي عام 1953 ، لم توقع اتفاقية سلام بين الأمتين حتى الآن.
http://www.shabakaonline.com/2012/08/10_9245.html