علمتني الحياة في ظل العقيدة

إنضم
10 أكتوبر 2007
المشاركات
13
التفاعل
0 0 0
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخواني واخواتي الكرام هذه كلمات من روائع
الشيخ د. علي عبدالخالق القرني ..

ألقاها في إحدى محاضراته العامة تحدث فيها بروعة عن ما علمته
الحياة في ظل عقيدة توحيد الله سبحانه وتحت ظل الشريعة الاسلامية الغراء
واتمنى ان نستفيد من هذه الكلمات التي تبين الحياة الحقيقة لكل
مؤمن ومؤمنه يريد أن تكون حياته على الهدى والنور ويتذوق حلاوة
حياة الحبور والنعيم والسرور التي من عاش تحت ظلها عاش في نور
ومات على نور ولقي الله بنور وعبر الصراط ومعه النور .



علمتني الحياة في ظل العقيدة


علمتني الحياة في ظل العقيدة أن توحيد الله هو محور
الرسالات السماوية ، ومحور حياة الإنسان الحقة ، فقيمة الإنسان
تظهر عندما يجعل ربه محور حياته .
فصلاته لله ، ونسكه لله ، وحياته لله ، وموته لله ، وشعاره :
(( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ))

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن توحيد الله هو نقطة البداية
في حياة المسلم والأمة ..
وأن التوحيد هو كذلك نقطة النهاية في حياة المسلم والأمة من ضل عنه
خسر الدنيا والآخرة ، قلبه لا يفقه ، وعينه لا تبصروأذنه لا تسمع
حياته ضنك وسعيه مردود ، وذنبه غير مغفور .
وفي المقابل من ضفر بتوحيد الله جل وعلا فقد ربح الدنيا والآخرة
وسعد الدنيا والآخرة ، فسعيه مشكور وذنبه مغفور وتجارته لن تبور .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن بلسم
الجراحات هو الإيمان بالقضاءوالقدر ، قد علم أن ما أصابه لم
يكن ليخطئه ، وعلم أن ما أخطئه لم يكن ليصيبه.
علم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوه بشيء لم ينفعوه إلا بشيء
قد كتبه الله له ، ولو اجتمعت على أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء
قد كتبه الله عز وجل عليه.
فرضي فرضيَ الله عنه ، وسعد بدنياه وأخراه ، واطمأن قلبه وسكنت روحه
فهو في نعيم وأي نعيم.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أنه كما تدين
تدان ، وكما تزرع تحصد
إن زرعت خيرا حصدت خيرا ، وإن زرعت شرا حصدت مثلَه
وإن لم تزرع وأبصرت حاصدا ندمت على التفريط في زمن البذر .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن العقيدة
قوة عظمى ، لا يعدلها قوة مادية بشرية أرضية أي كانت .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ
الله حفظه الله ومن وقف عند أوامر الله بالامتثال ، ونواهيهِ
بالاجتناب ، وحدوده بعدم التجاوز حفظَه الله.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن الظلم
مرتعه وخيم وأن الظلم يفضي إلى الندم ، وأنه ظلمات يوم القيامة.
وأن الله لا يغفلُ عما يعمل الظالمون ، لكن يؤخرهم ليوم تشخص فيه الإبصار.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن البناء جد
صعب ، والهدم سهل جد سهل
فما يبنى في مئات الأعوام من المدن والقرى والقصور والدور يمكن
هدمه في لحظات ، وما يبنى من الأخلاق والقيم والمثل في قرون
يمكن هدمه أيام وليالي.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن
لا أيئس وأن لا أقنط ، وأن أعمل
وأدعو إلى الله ولا أستعجل النتائج وأن أبذر الحب قطفت جنيه
أم لم أقطف جنيه ، فلا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن أنظر في أمور دنياي
إلى من هو تحتي فذلك جدير أن لا أزدري نعمة الله علي.
وأن أنظر في أمور آخرتي لمن هو فوقي فأجتهد اجتهاده لعلي ألحق
به وبالصالحين فلا أحقد على أحد ما استطعت ، ولا أحسد أحدا
ما استطعت.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من
عرف الحق هانت عنده الحياة
فيتعالى على مُتع الحياة وزخارفها لأنه ينتظر متعة أبدية سرمدية
في جنات ونهر في مقعد صدق عن مليك مقتدر.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن لا أحقر
شيء مهما قل ، بل أتعلم وأعمل وأدأب وأداوم ما استطعت إلى
ذلك سبيلا ، وأحب العمل إلى الله
أدومه وإن قل ، والقليل إلى القليل كثير وإنما السيل اجتماع النقط .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن أحسن
الظن بالمؤمنين ، وأن أحملهم
على خير المحامل ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، ذلك الخلق الذي
لا يتصف به حقا إلا المؤمنون .
(( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ))

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن أعدى
الأعداء من لا يواجهك وإنما يغدر بك ويقتلك ويتقمص
شخصك ، ويتقمص عملك أحيانا
لينقض عليك وهو يتبسم وهذا هو أشرس الأعداء ، وهو أقوى الأعداء
ظاهريا وإلا ففي باطنه فهو على شرف جرف هار.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أنه لا نجاح
للدعوة ولا ثمرة لها إن نحن
أعطينها فضول أوقاتنا.
إذا لم ننسى معها طعامنا وشرابنا وراحتنا ، وإذا لم نجند كل طاقاتنا
فلن نفلح في إيصال الأمانة التي كلفنا الله بها.
قال صلى الله عليه وسلم : " بلغوا عني ولو آية "

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن صوت
الحق لا يخمد أبدا إذ هو أبلج
والباطل زبد لجلج ، وأن الباطل ساعة والحق إلى قيام الساعة.



علمتني الحياة في ظل العقيدة أن سهام
الليل لا تخطئ ولكن لها أمد وللأمد انقضاء.
فإذا ادهمت الخطوب وضاقت عليك الأرض وعز الصديق وقل الناصر
وزمجر الباطل وأهله ، ودعم الفساد وأهله وكُبت الحق وأهله فأرفع
يديك إلى من يقول :
(( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ))

علمتني الحياة في ظل العقيدة إنه لا خير
ولا أفضل ولا أجمل ولا أحسن من كلمة طيبة .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن الاجتماع
والمحبة بين المؤمنين قوة
وأن التفرق والتشتت ضعف ، فإن الإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن لا تضيع
فرصة في طاعة ، فإن لكل متحرك سكون ، ولكلِ إقبال إدبار .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن لا أعيب
أحدا ما استطاعت إلى ذلك سبيلا ، وأن أشتغل بإصلاح
عيوبي ، وإنها لكبيرة جد كبيرة آما يستحي من يعيب الناس وهو معيب.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن الصاحب
ساحب وأن القرين بالقرين
يقتدي ، وأن الناس أشكال كأشكال الطير ، والطيور على أشكالها تقع
والخليل على دينِ خليله ، ففر من خليلِ السوء فرارك من الأسد .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن أعمل
بما أقول ما استطعت إلى ذلك
سبيلا ، ومن لم يعمل بما يقول وبما يدعو له فإنما يسخر من نفسه .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن إرضاء
الناس غاية لا تدرك ، لأن علمهم
قاصر ، ولأن عقولهم محدودة ، يعتريهم الهوى ويعتريهم النقص
ويتفاوتون في الفهم والإدراك فلا يمكن إرضاءهم ، فمن ترضي إذا ؟
أرضي الله جل وعلا وكفى.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن أحب
الحق وفلانا ما اجتمعا فإذا افترقا كان الحق أحب من فلان
ونفسي ومالي وأهلي و ولدي والناس أجمعين.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن لا نفرح
في صفوفنا بالهازلين المضيعين لأوقاتهم المفرطين في
المزاح المنغمسين في الملهيات.
نريد رجالا أشداء لا ينثنون للريح ، يشقون الطريق بعزم وجد لا تلهيهم كرة
ولا يضيعهم تلفاز ولا هراء ، وقتهم أعظم وأثمن من أن يضيع في مثل
هذه الترهات.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن النفس
البشرية كالطفل تماما إن هذبتها وأدبتها صلحت
واستقامت ، وإن أهملتها وتركتها خابت وخسرت
بل هي كالبعير إن علفتها وغذيتها بالمفيد سكنت وثبتت واطمأنت وخدمت
وإن تركتها صدت وندت وشردت.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن كثيرا
من الناس محاضن خالدة لتربية
الأجيال ، ولبعضهن مواقف مشرفة تصلح نبراسا ونموذجا لفتياتنا
وأمهاتنا وأخواتنا في وقت أصبحت مصممة الأزياء والممثلة والراقصة
والفنانة هي القدوة وهي الأسوة إلا عند من رحمهن الله سبحانه.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن الدهر
دول والأيام قلب لا تدوم على حال
فالدنيا غرارة خداعة إذا حَلت أوحلت ، وإذا كَست أوكست
وإذا جَلت أوجلت وكم من ملك رفعت له علامات فلما علا مات.

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن ميت
الأحياء من لا يأمر بالمعروف
ولا ينهى عن منكر .
قال صلى الله عليه وسلم :
" لتأمر بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم
ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم "

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن لكل
بداية في الدنيا نهاية ، ولكل شمل
مجتمع فرقة ، ولكل نعيم انقطاع .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من
خدم المحابر خدمته المنابر وكم من سراج أطفأته الريح
وكم من عبادة أفسدها العًُجب.

وأخيرا علمتني الحياة في ظل العقيده أن أعظم سلاح بأيدي المؤمنين
الدعاء ، السلاح العظيم الذي غفل عنه المؤمنون ، لن يهلك معه
أحد بأذن الله ، إنه الالتجاء إلى رب الأرض والسماء :
(( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ))

--------
أخوكم أدكتور زيزو
اللهم أحينا على عقيدة التوحيد وأقبضنا عليها
واحشرنا في زمرة أهلها​
 
عودة
أعلى