خالد شمت-برلينذكرت صحيفة دير تاجس شبيغيل الألمانية اليوم الخميس أن تداعيات أزمة إسبانيا المالية المتفاقمة ضربت جيشها بعمق، وتهدد بإلغائه بعدما حوّلت أسلحته ومركباته إلى كتل ساكنة يعلوها الغبار.
وقالت الصحيفة إن تهديد الأزمة المالية والاقتصادية المتواصلة منذ عام 2008 دفع الدولة الإسبانية لخفض ميزانية قواتها المسلحة بمقدار 25% بحيث أصبحت 6.3 مليارات يورو، ومن المتوقع أيضا خفضها العام القادم إلى 5.7 مليارات يورو سيتم تسديد ثلاثة أرباعها على شكل رواتب للمجندين والعمال.
الرخاء ولى
وقالت الصحيفة إن بعض مدرعات الجيش الإسباني توقفت عن العمل لخلوها من البنزين، في حين جرى ربط بعض سفنه الحربية إلى مراسيها وعلا التراب بعض طائراته المقاتلة بعد أن تم تقليص ميزانيته وحصر أنشطته العسكرية بأضيق الحدود بتأثير الأزمة المالية الخانقة الممسكة بتلابيب البلاد.
وأضافت أن "الجيش الذي تحول إلى مؤسسة ضخمة لتشغيل الشبيبة تضم 170 ألف جندي تتناقص أعداده بشكل متزايد، ولا يعرف جنرالاته ماذا يفعلون بأقساط يتوجب سدادها لعقود وقعوها في زمن الرخاء لشراء دبابات ليوبارد الألمانية وطائرات يوروفايتر الأوروبية وطائرات نقل الجنود العملاقة أي 4000 أم".
ولفتت دير تاجس شبيغيل إلى أن إعلان "تعال إلينا.. نحن نصنع لك مستقبلا" اجتذب في ما مضى آلاف الشبان الإسبان للوقوف في طوابير طويلة أمام مكاتب الجيش المنتشرة بأرجاء المملكة الإسبانية طمعا في الانضمام لصفوفه، وأشارت إلى أن الالتحاق بالجيش الإسباني برتبة جندي عامل كان في الماضي بديلا وظيفيا أغرى الشبان براتب مجز، وأثارهم للمشاركة في المهام الخارجية.
"
دير تاجس شبيغيل: مشاعر الحنق والغضب هي السائدة الآن بين الضباط والجنود الإسبان بعد أن أعجز التقشف الحكومي الحاد جيشهم عن إيجاد بنزين لمركباته
"من سرّه زمن..
واعتبرت الصحيفة أن هذه "الأوقات الذهبية" ولّت بلا رجعة وأصبحت ذكرى من الماضي بعد أن أغلقت مكاتب التوظيف بالجيش أبوابها، وتم تقليص رواتب المجندين الحاليين مثلهم مثل باقي الموظفين، لأن خزينة الدولة باتت خاوية من الأموال.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسباني، المكون من قوات برية وبحرية يصل عددها إلى ثمانين ألف جندي إضافة إلى خمسين ألف ضابط، وبه شريحة من النساء تصل إلى 12% تعد الأعلى مقارنة بكل الجيوش الأوربية، سيتم تقليص عدد أفراده ليصل إلى 15 ألفا فقط بحلول عام 2020.
وذكرت دير تاجس شبيغيل أن مشاعر الحنق والغضب هي السائدة الآن بين الضباط والجنود الإسبان بعد أن أعجز التقشف الحكومي الحاد جيشهم عن إيجاد بنزين لمركباته وأسلحته التي أوقفت 50% منها، وأرغمت على الدخول في بيات شتوي طويل ليس معروفا إن كانت ستعود للعمل بعده أم لا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الوضع أدى لإيقاف حاملة الطائرات الوحيدة لأنها تكلف الجيش الإسباني ثلاثين مليون يورو سنويا، ونقلت عن ضابط إسباني قوله إن استمرار الأوضاع الحالية على ما هي عليه قد يقود لاحقا لإلغاء الجيش الإسباني.
المصدر:الصحافة الألمانية
http://www.aljazeera.net/news/pages/183787ca-7f27-4363-90c7-0250fd706e35?GoogleStatID=9