فهد عامر الأحمدي
شاهدت مؤخرا برنامجاً يستعرض تاريخ الطائرة الخفية إف 117وشقيقتها القاذفة الاستراتيجية ب 2.ورغم أن البرنامج لم يضف لمعلوماتي الكثير حول تقنية الاستخفاء ذاتها إلا أنني فوجئت بوجود ثغرات وأحوال تفقد فيها الطائرة هذه الميزة (وهو ما نبهني فجأة للتصريحات الرسميه التي تصف الطائره بأنها "شبة خفية" او "يتعذر اكتشافها" أو "بصمتها الرادارية ضئيلة" في حين لم تدعِ يوما أنها خفية بالكامل)!!
... ومن المعروف أن اختفاء أي طائرة عن أعين الرادار لا يعتمد على تقنية واحدة أو متخصصة بل على "حزمة" متكاملة من الإجراءات والتصميمات التي تحقق هذا الغرض :
- فهناك مثلا طلاء الطائره بدهان ماص لأشعة الرادار أو قادرعلى تشتيتها من خلال وضعه كطبقات متفاوتة السمك والنوعية.
- وهناك أيضا تصميم الطائرة بأصغر حجم ممكن وبزوايا حادة تشتت أشعة الرادار في اتجاهات عديدة ومتباعدة (وهذا سبب شكلها الغريب)!
- وهناك أيضا الاستغناء عن أكبر قدر ممكن من الأجهزة الالكترونية التى تشع طاقات كهرومغناطيسية يمكن تتبعها...
- وكذلك دفن المحركات فى جسم الطائرة (من الاعلى) للتقليل من أثر الإشعاع الحراري الذي يمكن رصده وتتبعه..
- كما توجد العديد من الاجراءات التكميلية المهمة مثل استعمال زجاج ماص لموجات الرادار على كابينة الطيار، وتبريد الغازات قبل خروجها، وترك زوايا وممرات حادة على الجسم الخارجى بحيث تظهر على الرادار كأشكال ضبابية وأجسام غير مفهومه!!
.. ولكن رغم كل هذه التقنيات لايمكن القول ان طائرة إف 117حققت مطلب الاختفاء الكامل/ بل ان كثيرا من الإجراءات المتبعه (مثل تصغير الحجم وعدم انسيابية الجسم والتقليل من الأجهزة التقنية) حدت من قدراتها القتالية وحصرتها ضمن مهام ضيقة ومحدودة..
ومنذ البداية ظهرت فى أمريكا نفسها أصوات تعارض تصنيع طائره اف 117بسبب كلفتها الباهظة مقابل مزاياها المحدودة.. وحين سقطت إحداهن قبل سنوات فوق البوسنة صدم الشعب الأمريكي حين عرف أن ثمنها الحقيقي يساوي ملياري دولار (وهو مبلغ يزيد بستة أضعاف عن قيمة الطائرة المقاتلة اف 15الأكثر تطورا في القرن العشرين).. وزاد الطينة بلة أن الصرب أسقطوها بصواريخ بدائية الأمر الذي وجة أصابع الاتهام الى لوبي الصناعات العسكرية بإهدار أموال دافعي الضرائب الأمريكي.. ونزولا عند ضغوط المعارضين شكلت واشنطن فريقا من الخبراء دعته "الفريق الأحمر" لدراسة احتمالات رصد "الأعداء" للطائرة الخفية. وبعد ثماني سنوات من البحث والتمحيص خرج التقرير بوجود 28طريقة تسمح برصد الطائرة الخفية (فكانت فضيحة باهظة الثمن)!!! .. ومن اهم نقاط الضعف التى وردت فى التقرير قدرة أجهزة الرادار على كشف الطائرة من الأعلى (كالرادارات المحمولة على طائرات الاواكس أو الأقمار الروسية العسكرية او الرادارات الحديثة التى تنعكس من على طبقة الايونوسفير).. أما اعجب مافى التقرير فهو أن الاستراليين وحدهم - دون شعوب العالم - قادرين على كشف الطائرات الخفية بفضل تمركز نظام الرادار العالمي "جندلي فوق أراضيهم (وهو نظام متقدم للإنذار المبكر يشترك في إدارته البريطانيون والاستراليون.. والأمريكان)!!
----------------------------------------------
منقول للكاتب فهد عامر الاحمدي من جريدة الرياض
شاهدت مؤخرا برنامجاً يستعرض تاريخ الطائرة الخفية إف 117وشقيقتها القاذفة الاستراتيجية ب 2.ورغم أن البرنامج لم يضف لمعلوماتي الكثير حول تقنية الاستخفاء ذاتها إلا أنني فوجئت بوجود ثغرات وأحوال تفقد فيها الطائرة هذه الميزة (وهو ما نبهني فجأة للتصريحات الرسميه التي تصف الطائره بأنها "شبة خفية" او "يتعذر اكتشافها" أو "بصمتها الرادارية ضئيلة" في حين لم تدعِ يوما أنها خفية بالكامل)!!
... ومن المعروف أن اختفاء أي طائرة عن أعين الرادار لا يعتمد على تقنية واحدة أو متخصصة بل على "حزمة" متكاملة من الإجراءات والتصميمات التي تحقق هذا الغرض :
- فهناك مثلا طلاء الطائره بدهان ماص لأشعة الرادار أو قادرعلى تشتيتها من خلال وضعه كطبقات متفاوتة السمك والنوعية.
- وهناك أيضا تصميم الطائرة بأصغر حجم ممكن وبزوايا حادة تشتت أشعة الرادار في اتجاهات عديدة ومتباعدة (وهذا سبب شكلها الغريب)!
- وهناك أيضا الاستغناء عن أكبر قدر ممكن من الأجهزة الالكترونية التى تشع طاقات كهرومغناطيسية يمكن تتبعها...
- وكذلك دفن المحركات فى جسم الطائرة (من الاعلى) للتقليل من أثر الإشعاع الحراري الذي يمكن رصده وتتبعه..
- كما توجد العديد من الاجراءات التكميلية المهمة مثل استعمال زجاج ماص لموجات الرادار على كابينة الطيار، وتبريد الغازات قبل خروجها، وترك زوايا وممرات حادة على الجسم الخارجى بحيث تظهر على الرادار كأشكال ضبابية وأجسام غير مفهومه!!
.. ولكن رغم كل هذه التقنيات لايمكن القول ان طائرة إف 117حققت مطلب الاختفاء الكامل/ بل ان كثيرا من الإجراءات المتبعه (مثل تصغير الحجم وعدم انسيابية الجسم والتقليل من الأجهزة التقنية) حدت من قدراتها القتالية وحصرتها ضمن مهام ضيقة ومحدودة..
ومنذ البداية ظهرت فى أمريكا نفسها أصوات تعارض تصنيع طائره اف 117بسبب كلفتها الباهظة مقابل مزاياها المحدودة.. وحين سقطت إحداهن قبل سنوات فوق البوسنة صدم الشعب الأمريكي حين عرف أن ثمنها الحقيقي يساوي ملياري دولار (وهو مبلغ يزيد بستة أضعاف عن قيمة الطائرة المقاتلة اف 15الأكثر تطورا في القرن العشرين).. وزاد الطينة بلة أن الصرب أسقطوها بصواريخ بدائية الأمر الذي وجة أصابع الاتهام الى لوبي الصناعات العسكرية بإهدار أموال دافعي الضرائب الأمريكي.. ونزولا عند ضغوط المعارضين شكلت واشنطن فريقا من الخبراء دعته "الفريق الأحمر" لدراسة احتمالات رصد "الأعداء" للطائرة الخفية. وبعد ثماني سنوات من البحث والتمحيص خرج التقرير بوجود 28طريقة تسمح برصد الطائرة الخفية (فكانت فضيحة باهظة الثمن)!!! .. ومن اهم نقاط الضعف التى وردت فى التقرير قدرة أجهزة الرادار على كشف الطائرة من الأعلى (كالرادارات المحمولة على طائرات الاواكس أو الأقمار الروسية العسكرية او الرادارات الحديثة التى تنعكس من على طبقة الايونوسفير).. أما اعجب مافى التقرير فهو أن الاستراليين وحدهم - دون شعوب العالم - قادرين على كشف الطائرات الخفية بفضل تمركز نظام الرادار العالمي "جندلي فوق أراضيهم (وهو نظام متقدم للإنذار المبكر يشترك في إدارته البريطانيون والاستراليون.. والأمريكان)!!
----------------------------------------------
منقول للكاتب فهد عامر الاحمدي من جريدة الرياض