ماذا تعرف عن معركة ساراتوجا

3z000z-24

عضو
إنضم
3 فبراير 2012
المشاركات
4,231
التفاعل
1,084 0 0
معركة ساراتوجا

حدثت عام 1777

ان ما كان يحسب نبوءة قبل مائة عام صار الان تاريخاً. فقد تنبأ الدكتور تو كوفيل أن سكان أمريكا الشمالية سيبلغون 150 مليوناً وهم اليوم كذلك بل أكثر من ذلك وهم الان من أغنى وأعلم وأقوى بني الانسان في كل العصور, يستثنى من هذا الحكم سكان الاقسام الجنوبية منهم وأعني بذلك مكسيكو وما دونها جنوباً.
أنشئت الجمهورية الامريكية الكبرى المدعوة الولايات المتحدة الامريكية سنة 1776 م في مدينة فيلاديلفيا في ولاية بنسلفانيا. وهي اليوم ثالث مدن الجمهورية اتساعاً وعظمة .وكان الحضور نواب ثلاثة عشر ولاية وهي: ماساشوستس, نيوهامشر، كنكتيكت , رودايلاند, نيويورك ,نيوجيرسي , دلاوار, ماري لاند ,بنسلفانيا ,فرجينيا ,نورث كاليفورنيا ,ساوث كاليفورنيا ,جورجيا. وبعد القرار سألوا أحدهم وهو العالم الطبيعي الشهير بنجامين فرانكلين, ان يختم عملهم بالدعاء فصلى مستودعاً الجمهورية المولودة الان عناية الله.
ولم يكذب تشاؤم الناس بالعدد ثلاثة عشر كما كذب بتأسيس الولايات المتحدة, أذ كانت أسعد حالاً من كل جمهورية في التاريخ ...


الجيش الإنكليزي


كان لإنكلترا يومئذ جيش قوي فأعدته للزحف على العصاة لردهم الى طاعة الام إنكلترا. وأمدته بسبعة الاف مجهزين بالأسلحة والذخائر.
وعقدت لواءه للجنرال بورجيون البطل الشهير الذي شهد له الاعداء قبل الاصحاب بأصالة الرأي وحسن الادارة وتدبير المعارك.
جمع بورجيون جيوشه على ضفاف بحيرة أونتاريو ونهر سنت لورانس .وأعدهم لخوض المعارك في أودية هدسون ودلاوار وأهيو وقرر بأن يسير جنوباً بطريق البحيرات ووادي هدسون فيلاقيه الجنرال كلنتن الصاعد من نيويورك بالذخائر والامداد فيصل الخط العسكري بين نيويورك وكندا. يفصل الثوار ثم يسحق جيش نيوانجلاد (ماساشوستس وأخواتها)وبذلك تختم الحرب ويخفق العلم الانكليزي ثانية تحت سماء العم سام. فقامت الحملتان الانكليزيتان من كندا ونيويورك في وقت واحد وكان مركز الجيش الأمريكي الرئيسي وقائده جورج واشنطن في بنسلفانيا مسقط رئس الجمهورية. وكان يراقب مجريات الحرب ويدير حركاتها.
وكان الانكليز واثقين بالفوز لتفوقهم مالاً ورجالاً وتهذيباً وكان مجموع رجال الحملة 11443 وتحت قيادة بورجيون قائدان أخران هما الجنرال فيلبس والجنرال فريزر.وكان معه عدداً من الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين. فأجتمع الجيش الانكليزي على ضفاف نهر بو كوييه قرب بحيرة شمبلاين شمالي ولاية نيويورك في 31حزيران يونيو عام 1777 .ثم جاءت كرون بوينت وهو حصن أمريكي بين بحيرتي جورج وشمبلاين .وحلت الحصن بدون معارضة لأن الامريكان أخلوه. وكان الانكليز يحسبون حساباً لمقاومة الامريكان في حصن(تكونديراجا)12ميلاً الى الجنوب وهو مفتاح الطريق الى نيويورك. ولكن القائد الامريكي سنت كلير أخلاه بسبب ضعف جيشه وعدده 3000 .فكان فرح الانكليز عظيماً بذلك وحسبوه فوزاً هلم وأملوا قرب انتهاء الحرب وأفاضت صحفهم في أطراء بورجيون ووصف انتصاره العظيم.


تدبير الامريكان


ولم يكن كدر الامريكان أقل من فرح الانكليز ولكن حكومة نيو انجلاند قررت مواصلة القتال. فعزلت سنت كلير وولت الجنرال جايتس و جعلت واعزه الحربي ساراتوغا. وأثار حماسة الأمريكيين لمواصلة القتال ما ذاع بينهم عن فضائع الهنود الحمر الذين رافقوا الحملة الانكليزية واعتدائهم على النساء والاولاد.
وحدثت حادثتان أضرتا بمركز الحملة الانكليزية عسكرياً: الاولى انكسار حملة الجنرال سنتلارجر في حصن ستانويكي. والثانية انكسار الجنرال باوم في بننجتن. فهرب جنوده وتركوه جريحاً وضرب الامريكان النجدة المرسلة اليه وعددها 500جندي فأفنوهم. وبالرغم من هاتين الحادثتين ظل بورجوين مصمماً على استئناف السير بالحملة وبعدها انقطعت مواصلاته بكندا فإذا لم يتمكن من الاتصال بنجدة كلنتن هلكت حملته عن بكرة أبيها.
فأنسحب الامريكان من سراتوغا الى موقع منيع قرب ستل ووتر في منتصف الطريق بين سراتوغا وألبني. وكانت الاراضي بينهم وبين الانكليز وعرة كثيرة المنحدرات والجداول ولكن الانكليز بذلوا جهدهم في مد الجسور وتمهيد الصعاب وواصلوا تقدمهم الى ستل ووتر فوصلوها في 19أيلول سبتمبر وحلوا على اربعة أميال في سراتوغا.


المعركة الابتدائية


نشبت بين جناح بورجيون الايمن بقيادته وبين الامريكان بقيادة الجنرال جايتس وارنولد وظل القتال ناشباً الى غروب الشمس وكانت الخسارة متساوية بين الجانبين ولم يتم عمل فاصل. وظل الجيشان على مرما رصاص أحدهما الاخر.
وكان القائد بورجيون يتلهب شوقاً لوصول كلنتن بالجهاز والامداد. وكان يجب أن يكون الان في البني ولكن رسولاً جاء من قبله يخبر انه لاقا من الصعاب ما لم يكن في الحسبان وأن أمامه حصنين امريكيين يحاول فتحهما ثم يستأنف سيره فأرسل بورجيون ليحثه على الاسراع والقدوم اليه وقد بدأ الهنود ينسحبون من الحملة وهبط رجالها الى نحو ستة الاف.


ترتيب المعركة الفاصلة


وضع بورجوين جناحه الايمن غربي نهر هدسون على زاوية قائمه من النهر. وحصنه بخنادق وشبكة من الحفر الى الجانبين. وكان الامريكان يزدادون بما يصلهم من المدد كل يوم.فأتاهم من نيوانجلاند2000في9ايلول سبتمبر وأتم الجنرال البولندي كمسيوكو تحصيناتهم. وكان يقود جناحهم الايمن الجنرال لنكلن. وأذ كان هذا الجناح أمنع من أن يؤخذ وجه القائد بورجوين همه لمهاجمة الجناح الايسر بألف وستمائة محارب وستة مدافع مختلفة العيار. وصحبه في هذا الهجوم الجنرالان فيليبس وفريزر وذلك في 7 تشرين الاول أكتوبر. وكان كتابه قد وصل الجنرال كلنتن في 5 تشرين الاول أكتوبر وفاز بأخذ الحصنين في السادس منه. وكسر البوارج الامريكية في النهر وأعد سفن أمدادات لبورجوين, حسب التعليمات الواردة اليه من القائد العام. وهو الان على بعد150ميلاً منه وساق أمامه طليعة مألفه من 1700جندي.وهم الان على بعد 40ميلاً من ألبني ولكن كل هذه الاخبار مجهولة عن بورجوين. ولو فاز في سارتوغا لأتصل بالطليعة وعرف كل شيء والتقى بعدها بالجنرال كلنتن وفاز نهائياً, ولكن قدّر فكان.
دنا بورجوين بالألف وخمسمائة نفر من صفوف الجنرال جايتس الامريكي. وصار منها على ثلاثة أرباع الميل. ونظم هجومه وسلم النظاميين منهم للميجر أوكلاند والمدفعيين للميجر وليمس. وكان معه في القلب جنود المان من (هس)بقيادة الجنرال فريزر زلما علم الجنرال جايتس بأن القائد الإنكليزي قادم اليه أبت مروءته الا ان يكون هو البادئ بالهجوم فنظم صفاً بقيادة الجنرال بور والجنرال ليونارد. وساقه على مسيرة الانكليز وأرسل الجنرال مورغان بألف وخمسمائة للإحاطة بهم.
وفي الحال أمتد القتال على طول الخط وضغط الجنرال مورغان على بلكارس والجنرال فريزر ضغطا شديداً .وتقدمت وحدات عديدة الى الامام للإحاطة بجناح الانكليز الايمن فتراجع الإنكليز ورتبوا أنفسهم في خط مائل يتصل بالنهر لحماية ميسرتهم وصد الهجوم ولولا ذلك لفصلوا عن إخوانهم. وحمي وطيس القتال جداً وأستبسل الجنود في الجانبين وأنتزع الامريكان من الانكليز مدفعاً ووجهوه اليهم وأسروا الميجر أوكلاند بعد أن أصيب والميجر وليمس فتعزز موقفهم بهذا الفوز ولكن الخط الانلكيزي ما زال ثابتاً.
وكان الجنرال أرنولد قد تنازع مع الجنرال جايتس بسبب معركة 19ايلول سبتمبر حيث أتهمه الاخير بالخيانه فجرده جايتس من القيادة في بدء المعركة ولكنه الان وقد بلغ القتال أشده قام بعمل خارق فامتطى صهوة جواده وأطلق له العنان الى الجبهه وجعل يثير حماسة الجنود فأتم بذلك عملاً حربياً قد تعجز فصيلة كاملة عن أتمامه .
وأبدى الإنكليز من البراعة والبسالة ما لا مزيد عنه. ولاسيما الجنرال فريزر فأنه أعاد تنظيم جنوده وبث فيهم روح الحماسة والثقة وكان يتقدمهم مشجعاً بملابسه الرسمية وبذلك كان معرضاً لرصاص الاعداء لأنهم عرفوه بملابسه وعبثاً الح عليه القائد بورجيون أن ينسحب من مواقف الخطر لأن سلامته ضرورية لنجاح الحملة واذا سقط فشلت الحملة فشلاً ذريعاً فكان يجيب عليه بأن الواجب العسكري أقدس من سلامته الشخصية, ولم ينسحب ولم يغير ملابسه الرسمية, فسدد الامريكان المرمى اليه فأصابوه ووقع جريحاً فحملوه الى خيمة الجّراح.
وأضطر الانكليز الى التراجع وأنتثر عُقد النظام في مسيرتهم وقلبها ولكن مشاتهم صدوا هجوم الامريكان وبذلك تمكنوا من الانسحاب دون كارثة الا انهم تركوا في الميدان ستة مدافع وعدداً من الجرحى وظلت مدافع الانكليز تطلق نيرانها على الامريكان حتى فني رجالها وبعد ذلك غنمها الامريكان.
أنكسر الصف الذي قاده بورجوين ولكن المعركة لم تنته بعد. لأن الامريكان واصلوا تقدمهم وهجموا على الانكليز في محلتهم ولا سيما الجنرال ارنولد فأنه قاد هجوماً قوياً على موقع بلكارس الحصين فثبت له الانكليز وخيم الظلام. فأقتحم أرنولد موقع بلكارس تصحبه جماعه من الفدائيين فجرحت رجله جرحاً أوجب سحبه من الميدان. وخضع أسفاً شديد الأسف على هذا الحكم الاضطراري الا أن جنوده ظلوا يقاتلون وظل الانكليز يدافعون وأخيراً أرتد الامريكان عن مواقع الانكليز دون أن يفوزوا منهم بطائل .ولكن هجوم الامريكان في غير هذا الموقع كان اكثر نجاحاً فاخترقوا شبكة من الحواجز والخنادق الالمانية فجاد الالمان بأرواحهم في الدفاع وقتل قائدهم بريمن. وغنم منهم الكثير من الذخائر كانوا غاية في الاحتياج اليها. ولما حلوا تلك النقطة أرغموا جناح الانكليز على الانسحاب. وتعقبوهم يضربون ساقتهم ولكي يتخلص القائد بورجوين من كارثة كبيرة غير موقعه ليلاً فنقل جنوده بحذق خارق الى هضبة تشرف على نهر هدسن. ولكن القائد جايتس كان أعقل من أن يجود بأرواح جنوده عبثاً فلم يهجم على الانكليز بل طوقهم حتى يرغمهم الجوع على التسليم.
وأرسل بورجوين كتاباً في 13تشرين الاول أكتوبر يسأل القائد جايتس المخابرة لأنهاء القتال. فرد عليه هذا بوجوب التسليم بدون قيد ولا شرط فأجابه بأن ذلك غير ممكن بالنظر الى حالة الجنود النفسية وطال الاخذ والرد بينهما واخيراً أتفقا على أن يعبر الانكليز نهر هدسن الى الضفة الشرقية. وهناك يطرحون سلاحهم بأمر قائدهم بورجوين ثم يصير نقلهم الى إنكلترا متعهدين بعدم الرجوع الى هذا الميدان حتى تنتهي الحرب بين الامريكان والانكليز.
فعبروا النهر ,وسلموا, وأسرهم الامريكان ولكنهم لم يرسلوهم الى انكلترا كما وعدوهم. وفاز الامريكان في هذه المعركة أعظم الفوز...

we3rb-c3adbf6d29.jpg

الجنرال بورجوين

we3rb-8406a16f07.jpg

الجنرال هوريشيو جايتس

we3rb-32e4a93b17.jpg

الجنرال دانيال مورغان

we3rb-86201db4f5.jpg

الجنرال كلنتن

we3rb-7fb513ff60.jpg

الجنرال ارنولد

we3rb-fffa7d5301.jpg

نصب تذكاري لساق الجنرال ارنولد المصابه

9k=


images


images



منقول من الاخ bulldog من منتدى اخر
 
عودة
أعلى