تعتبر معركة القرضابية معركة فاصلة في الجهاد الليبي ضد الطليان ، فهي تعرف بمعركة الوحدة الوطنية اذ شارك فيها جميع أبناء ليبيا ، كما انها شكلت البداية لاندحار الايطالييين، فعقب هذه المعركة سقطت الحاميات الايطالية الواحدة تلو الاخرى وبحلول منتصف اغسطس من نفس العام الذي وقعت فيه معركة القرضابية لم يبق بيد الايطاليين الا مدينتي طرابلس والخمس.
فهرس
[إخفاء]
[تحرير] مقدماتها واسبابها
لم يتحمّل الايطاليون المهانة التي لحقت بهم نتيجة هزيمتهم في فزان في عمق ليبيا، حيث استرد المجاهدون منهم في 10 ديسمبر 1914 مدينة مرزق مركز فزّان بعد ان كانوا قد احتلوها في 3 مارس من نفس العام.
قبل ان يستعيد المجاهدون مرزق بايام كانوا قد استعادوا سبها وتحديدا يوم 27 نوفمبر، وقد حث الجنرال امياني الخطى للوصول إلى طرابلس بعد ان نفذ من معركة مرزق، ومن كمائن المجاهدين في الصحراء طوال المدة التي استغرقتها رحلة الهزيمة القاسية.
قرر امياني بالتشاور مع حكومته وقيادته في روما استرداد فزّان بأي ثمن ولضمان ذلك كما يعتقد استعان بعدد من الزعامات الوطنية التي استمالها الايطاليون إلى جانبهم بالمال وبغيره، حيث سيّر جيشين الاول يتجه اليها من طرابلس عن طريق غريان، مزدة، القريات، وقد كمن له المجاهدون من قبائل الزنتان في الطريق الذي يمر عبر اراضيهم الشاسعة وهزم شر هزيمة في يوم 7 ابريل 1915، في المعركة التي عرفت بمعركة مرسيط نسبة إلى الوادي الذي وقعت فيه، امّا الجيش الاخر فقد قاده بنفسه واتجه إلى فزّان عن طريق سرت التي كان الايطاليون قد احتلوها في اوائل سنة 1913.
كان الجيش مؤلفا من أربعة عشر ألفا . جعلت المدافع والرشاشات في حوزة الطليان دائما وتحت رعايتهم . وكان مع هذا الجيش محموعة من القبائل الليبية برئاسة كل من : الساعدي بن سلطان على قبيلة ترهونة ، و رمضان السويحلي على مصراتة ، ومحمود عزيز على زليتن ، ومحمد القاضي من مسلاتة ، ومحمد بن مسعود من قماطة ، وعمر العوراني من الساحل ، و عبد النبي بلخير من ورفلة . وكل واحد من هؤلاء رئيس على جماعة من قبيلته . واتفقوا على أن يجتمع الجيش كله على بنعيزار . وكان الرئيس الأعلى لهذا الجيش الجنرال امياني.
وصل جيش الجنرال امياني المكوّن من الليبيين المتعاملين معه ومن الاحباش و الارترييين بالاضافة إلى الجنود النظاميين الايطاليين، إلى مدينة سرت وزحف يوم 29 ابريل 1915 على المجاهدين الذين تحشّدوا جنوب سرت قرب قصر بوهادي، وعلى الفور هاجم المجاهدون بقيادة أحمد سيف النصر الايطاليين في منطقة القرضابية التي تسمّت بها هذه المعركة.
[تحرير] الهجوم
في صبيحة يوم الخميس 15 من جمادى الآخرة سنة 1333، الموافق 29 أبريل سنة 1915 صدر الأمر بالهجوم وما هي إلا لحظات حتى التقت طلائعه بالمجاهدين، فابتدروهم بالرصاص، وتدفقت سيوله عليهم من كل جهة، وحمي وطيس المعركة فاستشهد من المجاهدين لأول وهلة نحو 400 شهيد ، واشتد الكرب على المسلمين ، ففرح إمياني بذلك وبرق السرور في عينيه.
كل هذا وجماعة رمضان السويحلي لم يشتركوا في المعركة، فلما رآهم إمياني على هذه الحال استفهم من رمضان على هذا الموقف فقال له: هم ينتظرون قدومي إليهم، فأذن له فذهب إليهم، وكان احمد سيف النصر قد أغار بخيله على ميمنة المقدمة فتوقفت قليلا. وصادف مجيء رمضان وقت إغارة احمد سيف النصر فأمر من معه بإطلاق النار على الطليان فأطلقوها عليهم من الخلف فكانت بداية النهاية، فحاص الجيش في بعضه حيصة الحمر، ورجعت أولاه على أخراه، واختلطت خيله برجله، وارتكس بعضه في بعض طلبا للفرار ولا فرار، وركب العرب أقفيتهم واشتدت الضربة على العدو، وأنزل الله ساعة النصر، فتمزق ذلك الجيش ولم ينج منه إلا 500جندي، ونجا الكولونيل إمياني إلى سرت مجروحاً مع من بقي من الجيش، وبقي في مكان المعركة كل ما كان مع الجيش من معدات الحرب وعتادها: من إبل وخيل وبنادق ومدافع ورشاشات.ولقد شارك في هدة المعركة عدة فرسان من الزاوية بقيادة علي صهيب وهو من قبيلة البلاعزة وكان لهم اثر كبير في هدة المعركة
وبحلول الظهر كانت فلول الايطاليين قد تقطعت اوصالها، والتجأت إلى مدينة سرت حيث عاثت فيها فسادا وشهدت المدينة مذابح انتقامية استمرت ثلاثة ايام .
[تحرير] بعد المعركة
بمجرد وصول إمياني إلى سرت جرد جميع الليبين من الأسلحة وعقد مجلسا عسكريا وحكم بالإعدام على كثير من السكان ومن أبناء الليبين الذين التجأوا إلى سرت وفي مقدمتهم من الأعيان والرؤساء الحاج محمد القاضي من مسلاتة، والحاج محمد بن مسعود من قماطة، وحسونة بن سلطان، وأبو بكر النعاس، وأحمد بن عبد الرحمن من ترهونة، وقتل من غيرهم نحو سبعمائة، وأصدر أمرا بالقتل العام، فصار الجند يقتلون الناس في الشوارع وعلى أبواب البيوت، ويربطون العشرة والعشرين في حبل واحد ثم يقتلونهم، ورمي كثير من الناس بأنفسهم في البحر فرارا من التمثيل بهم، فكان منظرا مريعا، وبعثوا إلى روما نحو ألف أسيرا أكثرهم من السكان والحمالين الذين استأجروا جمالهم.
فهرس
[إخفاء]
- <LI class=toclevel-1>1 مقدماتها واسبابها <LI class=toclevel-1>2 الهجوم <LI class=toclevel-1>3 بعد المعركة
- 4 مصادر
[تحرير] مقدماتها واسبابها
لم يتحمّل الايطاليون المهانة التي لحقت بهم نتيجة هزيمتهم في فزان في عمق ليبيا، حيث استرد المجاهدون منهم في 10 ديسمبر 1914 مدينة مرزق مركز فزّان بعد ان كانوا قد احتلوها في 3 مارس من نفس العام.
قبل ان يستعيد المجاهدون مرزق بايام كانوا قد استعادوا سبها وتحديدا يوم 27 نوفمبر، وقد حث الجنرال امياني الخطى للوصول إلى طرابلس بعد ان نفذ من معركة مرزق، ومن كمائن المجاهدين في الصحراء طوال المدة التي استغرقتها رحلة الهزيمة القاسية.
قرر امياني بالتشاور مع حكومته وقيادته في روما استرداد فزّان بأي ثمن ولضمان ذلك كما يعتقد استعان بعدد من الزعامات الوطنية التي استمالها الايطاليون إلى جانبهم بالمال وبغيره، حيث سيّر جيشين الاول يتجه اليها من طرابلس عن طريق غريان، مزدة، القريات، وقد كمن له المجاهدون من قبائل الزنتان في الطريق الذي يمر عبر اراضيهم الشاسعة وهزم شر هزيمة في يوم 7 ابريل 1915، في المعركة التي عرفت بمعركة مرسيط نسبة إلى الوادي الذي وقعت فيه، امّا الجيش الاخر فقد قاده بنفسه واتجه إلى فزّان عن طريق سرت التي كان الايطاليون قد احتلوها في اوائل سنة 1913.
كان الجيش مؤلفا من أربعة عشر ألفا . جعلت المدافع والرشاشات في حوزة الطليان دائما وتحت رعايتهم . وكان مع هذا الجيش محموعة من القبائل الليبية برئاسة كل من : الساعدي بن سلطان على قبيلة ترهونة ، و رمضان السويحلي على مصراتة ، ومحمود عزيز على زليتن ، ومحمد القاضي من مسلاتة ، ومحمد بن مسعود من قماطة ، وعمر العوراني من الساحل ، و عبد النبي بلخير من ورفلة . وكل واحد من هؤلاء رئيس على جماعة من قبيلته . واتفقوا على أن يجتمع الجيش كله على بنعيزار . وكان الرئيس الأعلى لهذا الجيش الجنرال امياني.
وصل جيش الجنرال امياني المكوّن من الليبيين المتعاملين معه ومن الاحباش و الارترييين بالاضافة إلى الجنود النظاميين الايطاليين، إلى مدينة سرت وزحف يوم 29 ابريل 1915 على المجاهدين الذين تحشّدوا جنوب سرت قرب قصر بوهادي، وعلى الفور هاجم المجاهدون بقيادة أحمد سيف النصر الايطاليين في منطقة القرضابية التي تسمّت بها هذه المعركة.
[تحرير] الهجوم
في صبيحة يوم الخميس 15 من جمادى الآخرة سنة 1333، الموافق 29 أبريل سنة 1915 صدر الأمر بالهجوم وما هي إلا لحظات حتى التقت طلائعه بالمجاهدين، فابتدروهم بالرصاص، وتدفقت سيوله عليهم من كل جهة، وحمي وطيس المعركة فاستشهد من المجاهدين لأول وهلة نحو 400 شهيد ، واشتد الكرب على المسلمين ، ففرح إمياني بذلك وبرق السرور في عينيه.
كل هذا وجماعة رمضان السويحلي لم يشتركوا في المعركة، فلما رآهم إمياني على هذه الحال استفهم من رمضان على هذا الموقف فقال له: هم ينتظرون قدومي إليهم، فأذن له فذهب إليهم، وكان احمد سيف النصر قد أغار بخيله على ميمنة المقدمة فتوقفت قليلا. وصادف مجيء رمضان وقت إغارة احمد سيف النصر فأمر من معه بإطلاق النار على الطليان فأطلقوها عليهم من الخلف فكانت بداية النهاية، فحاص الجيش في بعضه حيصة الحمر، ورجعت أولاه على أخراه، واختلطت خيله برجله، وارتكس بعضه في بعض طلبا للفرار ولا فرار، وركب العرب أقفيتهم واشتدت الضربة على العدو، وأنزل الله ساعة النصر، فتمزق ذلك الجيش ولم ينج منه إلا 500جندي، ونجا الكولونيل إمياني إلى سرت مجروحاً مع من بقي من الجيش، وبقي في مكان المعركة كل ما كان مع الجيش من معدات الحرب وعتادها: من إبل وخيل وبنادق ومدافع ورشاشات.ولقد شارك في هدة المعركة عدة فرسان من الزاوية بقيادة علي صهيب وهو من قبيلة البلاعزة وكان لهم اثر كبير في هدة المعركة
وبحلول الظهر كانت فلول الايطاليين قد تقطعت اوصالها، والتجأت إلى مدينة سرت حيث عاثت فيها فسادا وشهدت المدينة مذابح انتقامية استمرت ثلاثة ايام .
[تحرير] بعد المعركة
بمجرد وصول إمياني إلى سرت جرد جميع الليبين من الأسلحة وعقد مجلسا عسكريا وحكم بالإعدام على كثير من السكان ومن أبناء الليبين الذين التجأوا إلى سرت وفي مقدمتهم من الأعيان والرؤساء الحاج محمد القاضي من مسلاتة، والحاج محمد بن مسعود من قماطة، وحسونة بن سلطان، وأبو بكر النعاس، وأحمد بن عبد الرحمن من ترهونة، وقتل من غيرهم نحو سبعمائة، وأصدر أمرا بالقتل العام، فصار الجند يقتلون الناس في الشوارع وعلى أبواب البيوت، ويربطون العشرة والعشرين في حبل واحد ثم يقتلونهم، ورمي كثير من الناس بأنفسهم في البحر فرارا من التمثيل بهم، فكان منظرا مريعا، وبعثوا إلى روما نحو ألف أسيرا أكثرهم من السكان والحمالين الذين استأجروا جمالهم.