حكومة بوتين تعتزم إنفاق 680 مليار دولار على قطاع التصنيع العسكري خلال ثماني سنوات
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تحتاج "قفزة إلى الأمام" تشبه تلك التي قادها جوزيف ستالين قبل نحو80 عاما لتحديث صناعاتها الدفاعية الضخمة، مقرا بالتأخر التقني الذي يشوب مشاريع عسكرية كثيرة.
وقال في لقاء بمجلس الأمن القومي الروسي أمس إن الصناعات الدفاعية الروسية تحتاج "قفزة إلى الأمام" كتلك التي جرت في ثلاثينيات القرن الماضي، في إشارة إلى حملة التصنيع العسكري الشامل التي قادها ستالين، الذي لم يذكره الرئيس الروسي بالاسم.
ومات في حملة التصنيع تلك حسب مؤرخين نحو ستة ملايين شخص، لكن كثيرين من الروس يشيدون بها لأنها سمحت أيضا بكسب الحرب العالمية الثانية وتصنيع البلاد.
وأقر بوتين بالحالة السيئة السائدة في قطاع التصنيع العسكري، قائلا "للأسف، كثير من مشاريعنا ما زال تقنيًا متوقفا عند القرن الماضي"، مشتكيا سوء الانضباط في المصانع التي تتكفل بالطلبيات الحكومية.
وكان الانضباط الصارم -الذي كثيرا ما كان يعني الإعدام- أحد الأساليب التي اعتمدها ستالين لتحويل بلد ريفي دمرته الحرب الأهلية إلى قوة صناعية عظمى.
تحسين الانضباط
ونشر ديمتري روجوزين كبير مسؤولي صناعة الدفاع الروسية على صفحته على فيسبوك نسخة من رسالة بعثها ستالين في 1940 إلى مديري مصانع البنادق، ضمّنها تحذيرا ساخرا جاء فيه "مثل هذه الأساليب لتحسين الانضباط موجودة أيضا".
وقالت رسالة ستالين "أعطيكم يومين أو ثلاثة لبدء الإنتاج الضخم للأعيرة النارية الخاصة بالبنادق الآلية. إذا لم يبدأ الإنتاج في موعده فإن الحكومة ستسيطر على المصنع وتطلق النار على كل الأوغاد هناك".
ورغم أن روجوزين قال للصحفيين إن ما نشره على فيسبوك "دعابة"، فإنه حذر من أنه لن يتم التغاضي عن الإخفاقات.
وقال في اعتراف روسي نادر بالفشل "أقمارنا الصناعية تسقط وسفننا تغرق. واجهنا سبعة إخفاقات في الفضاء خلال الأشهر الـ18 الماضية، ولكن لم يشعر مصنع واحد بالعواقب"، قبل أن يردف "لا بد من معرفة الجناة".
وجعل بوتين التصنيع العسكري في صدارة أولويات فترته الرئاسية الثالثة التي بدأت في مايو/أيار الماضي، وسط احتجاجات كبيرة قادتها المعارضة، التي تنتقد ما تعتبره نهجا تسلطيا ظل يرافقه منذ انتخب رئيسا لأول مرة في 2000.
ويعتزم بوتين إنفاق 680 مليار دولار خلال ثماني سنوات لتحديث الجيش، مع تخصيص الجزء الأكبر من المبلغ للمصانع الدفاعية التي يبلغ عددها 1350.
وتشغل هذه المصانع نحو مليونيْ روسي، أيّد كثير منهم خلال انتخابات الرئاسة الماضية بوتين، الذي وعد بالسماح للشركات الخاصة بدخول قطاع يراه قادرا على تحريك الاقتصاد الراكد بما يسمح لروسيا بإنهاء اعتمادها على الطاقة.
المصدر http://www.aljazeera.net/news/pages/354ef5ce-7e4c-4657-9af9-c06aad21491a?GoogleStatID=9