- إنضم
- 19 أبريل 2008
- المشاركات
- 22,783
- التفاعل
القذافي يتكلم..
الدكتورة لينا الحمصي
الدكتورة لينا الحمصي
أيها الحكام.. أيها المستبدون.. اسمعوني جيداً..
أنا الزعيم المقبور معمر القذافي.. عميد الرؤساء العرب وملك ملوك إفريقيا..
حكمتُ شعبي أكثر من أربعين سنة..
سقتُهم كما تساق الأغنام.. وسيّرتهم كما تسير الآلات..
اخترعت لهم الكتاب الأخضر، وجعلتهم يبدؤون دروسهم ومواعظهم باسمي أنا الفاتح العظيم..
شغّلتهم كالأنعام واستثمرتهم كالأبقار..
استنزفت عرقهم وأكلت حقوقهم.. وسلبت خيرات البلاد وجهود العباد، وجعلتُ النفط والمعادن مصدراً من مصادر رزقي حتى صارت ثروتي مليارات الدولارات..
بنيت لنفسي باب العزيزية، وزوّدته بكافة التجهيزات والمعدات العسكرية والحصون والسراديب والخنادق والأسوار الإسمنتية المضادة للقذائف..
حين ثار شعبي وطلب العدل والحرية وصفته بالجرذان وقمعته بالقوة وقصفته بالمدافع وراجمات الصواريخ..
جلبتُ المرتزقة من إفريقيا، وجعلتهم شبيحتي يهتفون باسمي ويسبحون بحمدي، وأطلقت أياديهم في البلاد، فقتلوا الرجال والشيوخ والأطفال وانتهكوا أعراض النساء..
كنت أنوي إبادة الثائرين..
لم تكن أعداد المقصوفين والمذبوحين والمعذبين تعني لي شيئاً..
الشيء الوحيد الذي كان يعنيني هو أن أقضي على الثورة لأوطد دعائم حكمي المهدد بالانهيار..
لم أكن أعلم أن شعبي أقوى مني ومن حصوني وصواريخي ومدافعي ومرتزقتي..
ولم أكن أتوقع أني سأهرب من قصري وأنا أرتجف خوفاً وذعراً، لأختبئ في مجارير المياه مع الغائط والجرذان..
ولم يخطر في بالي أبداً أن أحداً من أبناء شعبي سوف يركلني بقدمه على وجهي، ويجرني من شعري، ثم يصوب رشاشه على صدري..
لم أتوقع أن يتناوب شعبي البصاق على جسدي بفرح وبهجة، وأن يتم دفني بصورة مقرفة سراً في مكان مجهول من الصحراء..
لم أتصور أن شاشات الفضائيات ستبث صور جسدي المدمى، بعد أن كانت تبث صوري وأنا عزيز مكرم متوّج ملكاً لملوك أفريقيا..
الآن أدركت كم كنت غبياً، والآن تيقنت أن ثورات الشعوب لا يمكن إبادتها وقمعها ودحرها..
أنا الآن في قبري أقاسي فيه عذاباً لا يمكنني وصفه.. ومن هنا.. من حيث العذاب والخزي والآلام أتوجه إليكم يا حكام العالم المستبدين الظالمين ناصحاً لأقول لكم:
استسملوا قبل أن يحل بكم ما حل بي، لأن الشعوب المصممة على الحق والحرية والعدالة قوة لا تهزم..
التوقيع:
معمر القذافي
حاكم ليبيا وملك ملوك أفريقيا..
عن موقع رابطة أدباء الشام
أنا الزعيم المقبور معمر القذافي.. عميد الرؤساء العرب وملك ملوك إفريقيا..
حكمتُ شعبي أكثر من أربعين سنة..
سقتُهم كما تساق الأغنام.. وسيّرتهم كما تسير الآلات..
اخترعت لهم الكتاب الأخضر، وجعلتهم يبدؤون دروسهم ومواعظهم باسمي أنا الفاتح العظيم..
شغّلتهم كالأنعام واستثمرتهم كالأبقار..
استنزفت عرقهم وأكلت حقوقهم.. وسلبت خيرات البلاد وجهود العباد، وجعلتُ النفط والمعادن مصدراً من مصادر رزقي حتى صارت ثروتي مليارات الدولارات..
بنيت لنفسي باب العزيزية، وزوّدته بكافة التجهيزات والمعدات العسكرية والحصون والسراديب والخنادق والأسوار الإسمنتية المضادة للقذائف..
حين ثار شعبي وطلب العدل والحرية وصفته بالجرذان وقمعته بالقوة وقصفته بالمدافع وراجمات الصواريخ..
جلبتُ المرتزقة من إفريقيا، وجعلتهم شبيحتي يهتفون باسمي ويسبحون بحمدي، وأطلقت أياديهم في البلاد، فقتلوا الرجال والشيوخ والأطفال وانتهكوا أعراض النساء..
كنت أنوي إبادة الثائرين..
لم تكن أعداد المقصوفين والمذبوحين والمعذبين تعني لي شيئاً..
الشيء الوحيد الذي كان يعنيني هو أن أقضي على الثورة لأوطد دعائم حكمي المهدد بالانهيار..
لم أكن أعلم أن شعبي أقوى مني ومن حصوني وصواريخي ومدافعي ومرتزقتي..
ولم أكن أتوقع أني سأهرب من قصري وأنا أرتجف خوفاً وذعراً، لأختبئ في مجارير المياه مع الغائط والجرذان..
ولم يخطر في بالي أبداً أن أحداً من أبناء شعبي سوف يركلني بقدمه على وجهي، ويجرني من شعري، ثم يصوب رشاشه على صدري..
لم أتوقع أن يتناوب شعبي البصاق على جسدي بفرح وبهجة، وأن يتم دفني بصورة مقرفة سراً في مكان مجهول من الصحراء..
لم أتصور أن شاشات الفضائيات ستبث صور جسدي المدمى، بعد أن كانت تبث صوري وأنا عزيز مكرم متوّج ملكاً لملوك أفريقيا..
الآن أدركت كم كنت غبياً، والآن تيقنت أن ثورات الشعوب لا يمكن إبادتها وقمعها ودحرها..
أنا الآن في قبري أقاسي فيه عذاباً لا يمكنني وصفه.. ومن هنا.. من حيث العذاب والخزي والآلام أتوجه إليكم يا حكام العالم المستبدين الظالمين ناصحاً لأقول لكم:
استسملوا قبل أن يحل بكم ما حل بي، لأن الشعوب المصممة على الحق والحرية والعدالة قوة لا تهزم..
التوقيع:
معمر القذافي
حاكم ليبيا وملك ملوك أفريقيا..
عن موقع رابطة أدباء الشام
