سرعة تطور نظم المخابرات والمراقبة والاستطلاع (ISR) المتقدمة الجديدة مع القدرة القتالية المضافة للطائرات الموجهة من بعيد (RPAs)، اخذت تغير خريطة الطريق بالنسبة الى مستقبل اداء القوة الجوية. وهذا اخذ ينكشف اسرع مما كان يمكن ان يتنبأ به شخص، حتى قبل سنين قليلة. واختراقات مجموعة التكنولوجيات المتقدمة والخبرة القتالية في العراق وافغانستان وليبيا والاعتقاد السائد بأن التكلفة المعقولة تشكل عاملا رئيسيا تضمن بقاء برامج الدفاع من الجيل الجديد بعد التدقيق الزائد في الميزانية. ولم يعد ممكنا الاعتماد على اعداد الطائرات القتالية العالية الاداء فقط لتضمن التفوق الجوي، فضلا عن السيطرة الجوية، ولذلك يكمن العامل الحاسم حاليا في ادراك الوضع والقدرة على الاستجابة لذلك بسرعة.
ان ميزان الدفاع العالمي اخذ يتحول بطريقة لم تشاهد منذ اواخر الاربعينات، فيما تواجه اوروبا والولايات المتحدة الاميركية تحديات هائلة في التمويل الدفاعي، في حين تباشر روسيا في برنامج تجديد دفاعي مهم، وتزيد الصين في الانفاق على الدفاع بنسبة 10 في المائة سنة بعد سنة مع طائرات محلية متقدمة وبناء صواريخ على اساس الخبرة التي اكتسبتها من استنساخ وتبديل منصات وتكنولوجيات الهندسة الغربية والروسية بنوع خاص. وتتميز المقاتلة (J-10)، التي صُمّمت بمساعدة من اسرائىل، باجهزة تتحكم بالطيران سلكيا وبرادار متقدم. وعلى رغم انها مجهزة بمحرك واحد بمراوح تربينية، فهي تماثل تماما المقاتلة (Eurofighter Typhoon).
ويلعب التصميم اللاحق للجيل الخامس، المعروف بالرمز (J-20)، دور اللحاق بطائرة (F-22) في سلاح الجو الاميركي. وعلى رغم انها ربما تكون بعيدة ست سنوات على الاقل من الخدمة، فهي بوضوح تصميم خفي مجهز بحجيرة اسلحة داخلية كبيرة، مما يوحي بانها طائرة هجومية بعيدة المدى وتقوم بدور التفوق الجوي، وفي روسيا، ان طائرة (T-50/PAKFA) التي يجري تطويرها مع الهند هي ايضا منافسة اخرى لطائرة (F-22)، وتأخذ اداء القتال الى ابعد من المقاتلة الكبيرة المتعددة الادوار (Su-30MK). وان حاملات الطائرات الصينية من الجيل الجديد والمقاتلات البحرية القائمة على الارض والصواريخ المضادة للسفن البعيدة المدى والاسرع من الصوت، تهدد السيطرة البحرية لاسطول حاملات الطائرات الكبيرة للبحرية الاميركية. وتدل كل هذه التطورات على ان وضع التفوق العسكري للولايات المتحدة الاميركية يرجح ان يواجه تحديا لم يسبق له مثيل من قبل، خلال العقدين المقبلين، يؤدي الى ضرورة البدء باعادة التفكير الجذري جدا في هذا الموضوع. وسوف تتولى الطائرات المسلحة الموجهة من بعيد (RPAs) حتما دورا اضافيا في العمليات مستقبلا، فيما تصبح تكاليف العمليات الجوية الموجهة تقليديا محظورة اكثر. والبحرية الاميركية تأتي قبل سلاح الجو الاميركي في هذا المجال. وقد لاحظت البحرية الملكية البريطانية ايضا امكانية الطائرات الموجهة من بعيد (RPAs) المسلحة والخفية التي تعتمد على حااملات الطائرات مستقبلا .
يتبع ...