هذه هي نقاط قوة وضعف القوات الايرانية منقول من لوموند الفرنسية
يرى "فرانسوا جيري"، وهو مؤرخ متخصص في قضايا التحليل الإستراتيجي، أن الجيش الإيراني يتشكل من قوتين أساسيتين: الجيش النظامي، وهو مهم وكثير العديد ولكنه سيئ التجهيز، والحرس الثوري، وهي قوات النخبة "مؤدلجة" و"مشبعة عقديا" وذات تمويل ذاتي.
ويصل تعداد القوات النظامية لجمهورية إيران إلى:
القوات البرية (350 ألف احتياطي و220 ألف مجند و1600 عربة مدرعة)، القوة الجوية (52 ألف مجند وحوالي 300 طائرة مقاتلة)، والبحرية (23 ألف مجند وثلاث غواصات)، إلى جانب قوات الدفاع الجوي. والجيش النظامي هو جيش المجندين، وهذا يعني أنه يتكون من الشبان الإيرانيين الذين يؤدون الخدمة العسكرية في ظروف معيشية متدنية.
القوة الموازية للحرس الثوري تتشكل من القوات البرية والجوية والبحرية وكذلك فيلق القدس (القوات الخاصة) وميليشيات الباسيج. وتخضع قوات "الباسدران" مباشرة لكل من مرشد الثورة ورئيس الجمهورية، وقد نمت وتضخمت في عهد المرشد الحالي علي خامنئي، وأصبح لديها الآن 230000 شخصا، 125،000 مجندا وحوالي 100000 من أفراد الدعم "اللوجستي" والمهندسين والباحثين. وهذا الجيش غير النظامي مجهز بأحدث الوسائل ويملك قدرات عسكرية معتبرة، ويعتمد على البحث والتطوير، وهو مسؤول عن حماية الحدود المحفوفة بالمخاطر.
(2)
في حين يرى الباحث "برنار أوركاديه"، وهو المدير الحالي للمركز الوطني للأبحاث في فرنسا، وقد أقام سنوات في إيران، أن "الجيش الإيراني لديه قوة دفاعية حقيقية، ولكن لا يملك قدرات هجومية عالية".
ففي مجال قدرات الدفاع الأرضي: يفيد المحلل بأن الإيرانيين أعدوا قوة غير متكافئة (كما هو الحال أثناء الحرب الفيتنامية ضد الولايات المتحدة أو حركة طالبان)، ذلك أنهم طوروا قدراتهم الدفاعية على أساس نقاط الضعف لدى الخصم وعززوا نقاط قوتهم: استخدام الأسلحة وتقنيات التكنولوجيا المنخفضة، لكنهم تكيفوا مع واقع بلادهم وطوروا وسائل الدفاع عنها ضد هجوم بري محتمل، إلا أنهم يفتقرون بشكل عام إلى الدبابات والأسلحة التقليدية الشاملة.
في مجال القدرات الدفاعية البحرية: طور الإيرانيون صواريخ البر والبحر يصل مداها من 100 إلى 150 كيلومترا، وهو ما يكفي بالنظر إلى أن مضيق هرمز لا يصل مداه إلى أكثر من 200 كم. وتعتمد في هذا أساسا على التكنولوجيا الصينية، ولكن تم تحسينه وتعزيزه بفضل التكنولوجيا الروسية. ولديهم أيضا السفن السريعة الصغيرة التي تحمل صواريخ قصيرة المدى (5-10 كلم)، مثل التي اقتربت من الأسطول الأميركي قبل شهر ونصف.
في مجال القدرات الدفاعية الجوية: من الناحية التاريخية، وتحديدا في زمن الشاه، كانت القوات الجوية قوية ورائدة في الجيش الإيراني، ولكن تم تدميرها خلال الحرب العراقية الإيرانية. وستحتاج إيران إلى 250 طائرة (قاذفة مقاتلة على سبيل المثال) من أجل الدفاع عن أرض أكبر مرتين ممن فرنسا. وليس لديها طائرات أو صواريخ قوية بما يكفي لصد هجوم جوي إسرائيلي. وقد طوروا الصواريخ لمدة 30 عاما بمساعدة التكنولوجيا الكورية الشمالية. والصواريخ هي واحدة من نقاط قوتهم لكنها مع ذلك ليست متطورة بما فيه الكفاية لمواجهة هجوم إسرائيلي.
ودفاعهم الجوي قائم على التكنولوجيا الروسية، هو جيد نسبيا، على الأقل في مجال جو –أرض، يمكنهم أن يقاوموا هجوما جويا من أراضيهم، لكنهم قد لا يتمكنوا من القتال جوا. وحاولوا الحصول على أنظمة جو s-300 غير أنه تم تعليق العقد الذي وقعوه في عام 2007 من قبل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في سبتمبر من العام 2010، بموجب القرار 1929 الصادر من مجلس الأمن
وتنتج إيران الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي يبيعونها في جميع أنحاء أفريقيا، ولكن قدراتها الهجومية البرية والبحرية والجوية منخفضة إلى حد ما، ومعداتها السوفيتية لها أكثر من 25 عاما، ولا يمكنها مقاومة معدات الولايات المتحدة وإسرائيل.
(3)
بينما يرى "تيري كوفيل"، الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية والمتخصص في الشأن الإيراني، أن مناورات إيران الحالية يُراد منها توجيه رسائل سياسية أكثر منها عسكرية.
فمنذ عام 2007، استقرت ميزانية الدفاع الإيراني نسبيا عند حوالي 3٪، وهو ما يزيد قليلا على ميزانية فرنسا (2٪) وأقل بكثير مما في البلدان الأخرى في المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، التي تقترب ميزانيتها الدفاعية من 8.5٪. كما أعيد بناء الجيش الإيراني، الذي تم تدميره عمليا خلال الحرب ضد العراقية الإيرانية (1980-1988)، منذ أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.
وعلى هذا، يميل الباحث إلى أن إيران لا تشكل تهديدا عسكريا خطيرا، بل ليست أكثر من قوة ردع، حيث هناك فجوة كبيرة بين القدرات الفعلية للجيش والصورة التي تنقلها وسائل الإعلام والحكومات الغربية.
ويرى أن الأحداث الأخيرة ليس لها أي مدلول عسكري، وهي محاولة لإظهار القوة، ذلك أن الترهيب والطعن في الولايات المتحدة هو وسيلة فعالة لخدمة الدعاية في مجال السياسة الداخلية
اخذتوا بالكم من الكلام بلون الاحمر