تكتيك
الكاتب: العميد الطيار الركن / على عتيق العنسي
قالت العرب في أمثالها" قتلت أرض جاهلها وقتـّل أرضاً عالمها"و قال
المفكر الصيني الشهير سون تسي (Sun Tze) قبل نحو 2500 سنة في كتابه القيّم
فن الحرب The Art of war :" إن أولئك الذين لا يعرفون أحوال الجبال
والغابات والأودية الخطرة والسبخات والمستنقعات لا يمكنهم قيادة جيش، وأوصى
عمر بن الخطاب قائده سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما فقال له:
"إذا وطئت أرض العدو تعرف على الأرض كلها كمعرفة أهلها، فتصنع بعدوك كصنعه بك"
مقولات عظيمة تستوقف الباحث العسكري والمؤرخ، بل والمهتم بالتراث
الحضاري الإسلامي، ومعناها جلي وواضح؛ إذ أن من يحارب على أرض لا يعرفها حق
المعرفة سيلقى الهزيمة والفشل؛ لجهله بمسالكها ومواردها، ومواطن الخطر
فيها، فيصبح تائهاً في بلاد غريبة يواجه معالم الأرض فيها من جهة، وعدواً
يتحين الفرصة للقضاء عليه من جهة أخرى، وفي المقابل هناك من يدرس الأرض،
ويبث فيها العيون تستطلع وتجمع المعلومات اللازمة ، ويعد للأمر عدته لتحقيق
النصر في النهاية.
،،،تمثل
الجغرافيا عمقاً أساسياً لكل التحركات العسكرية وسير العمليات الحربية حيث
تمثل الأرض بواقعها الطبيعي والبشري مسرحاً للعمليات العسكرية و تحدد
الجغرافيا العسكرية المحاور الرئيسية على الجبهة، التي تتوزع عليها القوات،
لشن هجوم مباشر على القوات المعادية بعد تحديد مناطق الضعف فيها,,,
في
العلم العسكري الحديث، يمكن اعتبار تعريف معجم مصطلحات الجيش الأمريكي
للجغرافيا العسكرية أفضل تعاريفها دقة وشمولاً، فهو يعرفها بأنها :
"
حقل متخصص من الجغرافيا بالتعامل مع الظواهر الطبيعية والظواهر التي صنعها
الإنسان ، والتي قد تؤثر في مسار العمليات العسكرية أو في التخطيط لها"
،
وهذا يعني دراسة الأرض (TERRAIN ) بسهولها ، وجبالها ، وأوديتها وتلالها ،
وأي معالم طبيعية تبرز على سطحها، كما تشمل الدراسة المجاري المائية،
والطرق ، والمراكز العمرانية ، وغير ذلك من المعالم .
وتهتم
الجغرافيا العسكرية بدراسة الأرض التي تجري عليها العمليات العسكرية، ومنذ
فجر التاريخ الإنساني تشكّل المعلومات الجغرافية عنصراً مهماً من عناصر
النزاع العسكري، وتتخذ العمليات العسكرية طابعاً جغرافياً لأنها تجري على
موقع ما، ولذلك الموقع بيئته الطبيعية المتميزة، ومناخه، ونظامه الثقافي.
والعمليات
العسكرية منظومة معقدة ثلاثية الأبعاد تتألف من الفعل وردود الأفعال،
وتمتد من جبهة القتال حتى منشأ الإمداد والتموين عبر الأجواء والمحيطات،
وتتألف أساساً من منظور جغرافي من الوقت والمسافة، وطبيعة الأوضاع السائدة
ضمن إطار ذلك الوقت وتلك المسافة.
ورغم أن الأسلحة والقيادة
والتدريب وتخطيط المعركة، تؤثر إلى حدٍ كبير على الحملات، فإن الجغرافيا
لها تأثير حاسم على النتيجة النهائية التي تسفر عنها الحرب أو المعركة، لذا
ينبغي أن يضع المخططون العسكريون هذه العلاقة الجوهرية نصب أعينهم عند
التخطيط للعمليات العسكرية، ومن هذا المنطلق ينبغي على القادة العسكريين
على كافة المستويات دراسة الأوضاع الطبيعية والثقافية التي حددت نتائج
المعارك عبر التاريخ، فجميع العمليات بغض النظر عن حجمها ونطاقها تتحكم
فيها بيئة العمليات التي تشمل:
الطقس، والمناخ، والأرض، والأوضاع
الثقافية، إذ يتحتم على المخطط العسكري الناجح دراستها، وتقدير تأثيراتها،
واختيار طرق العمل الملائمة، وتعديل خططه وفقاً للتحليلات الدقيقة للعوامل
الجغرافية التي يتميز بها موقع معين.
لاشك
أن المناخ يؤثر تأثيراً بالغاً على العمليات العسكرية، ولعل أوضح مثال على
تأثير المناخ على الحملات العسكرية هو مساهمة شتاء روسيا القارس في إحباط
الهجوم الألماني على موسكو عام 1941م.
ويبحث علم المناخ في الظواهر
المناخية وتوزيعها وتصنيفها، وقد لعبت المعلومات المناخية على مر العصور
دوراً بارزاً في التخطيط العسكري، حيث أن معظم مناطق العالم تسودها مواسم
مواتية للعمليات العسكرية وأخرى غير مواتية لها، وتتطرق تحليلات المنطقة
للعديد من المظاهر المتنوعة وفقاً للإطارين المكاني والزماني موضوع البحث،
وتلعب عوامل معينة مثل:
طبوغرافية الأرض ونباتاتها، وتنوّع الضغط الجوي
فيها، ومظاهر التقلبات الجوية دوراً مهماً في تحديد مناخ منطقة معينة؛
ويكتسب تحليل المناخ دائماً أهمية بالغة في تخطيط العمليات العسكرية
وتنفيذها.
وتعتبر القوات المسلحة بكافة صنوفها ضمن الجهات الرئيسة التي
تعنيها الأحوال الجوية ، وترغب بالحصول على معلوماتها وإدامة هذه المعلومات
، لأنها معلومات هامة وحيوية جدا .
وقد أثرت الأحوال الجوية على
مجريات المعارك بل والحروب منذ عهد بعيد و هناك أمرين ثابتين عن حالة الجو :
أولهما أن الأحوال الجوية دائما موجودة ، وثانيهما أنها دائمة التغير
وتتأثر كل مرحلة من مراحل الحرب بدرجة ما بحالة الجو .
وقد أدرك
القادة عبر العصور أهمية هذه الحالة ، وحاولوا مراعاة الأحوال الجوية
والاستفادة منها. وتعتبر عملية أوفر لورد Overlord من الأمثلة الواضحة جداً
على أهمية حالة الجو في العمليات .
وهي عملية غزو الحلفاء لفرنسا في الحرب العالمية الثانية لتحريرها من الاحتلال الألماني .
وقد أدرك الحلفاء أهمية الطقس وخطورته منذ البدايات الأولى عند التخطيط للعملية.
ومن
الأمثلة الهامة أيضا ما جرى إبان الحرب الكورية ( 1950 – 1953 ) حيث كان
الصينيون الشيوعيون والكوريون الشماليون يشنون هجماتهم الرئيسة دوما عند
اقتراب جبهات هوائية باردة ، قطبية المصدر وبذلك تضطر قوات الأمم المتحدة
على القيام بهجوم معاكس في ظروف درجات حرارة منخفضة جدا ، ورياح وعواصف
ثلجية بعد عبور تلك الجبهات ، كما كان التوقيت المعتاد لهجوم القوات
الكورية الشمالية يتوافق وظروف الطقس غير الملائم للطيران ، حيث كانت قوات
الأمم المتحدة تتمتع بميزة السيطرة الجوية .
يعتمد رجال الإستراتيجية العسكرية والمخططين للمدى البعيد على الإحصائيات
والبيانات المناخية ، التي رصدت وتم حسابها لمواقع كثيرة من العالم ، وتكون
قد جمعت لفترات تمتد عادة لعدة سنوات .
يعتمد رجال التعبية ( التكتيك ) والمخططون للمدى القريب ( القصير ) أساسا
على نشرات أحوال الطقس القائم والذي قلما يتجاوز عدة أيام قليلة قادمة .
تؤثر جميع الظاهرات الجوية ، والمستويات المختلفة المحيطة والخاصة
بالإنارة والضوء ، على جميع الخدمات العسكرية بطرق مختلفة وبدرجات متفاوتة .
5- تفرض درجات الحرارة المفرطة بارتفاعها أو بانخفاضها ، والرطوبة العالية ،
والترب المشبعة بالماء ، والثلوج التي تغطي الأرض إرباكا خطيرا للقوات
البرية .
سقف الغيوم المنخفضة low cloud ceiling أي الغيوم منخفضة المنسوب عموما ،
والرؤية المتدنية والرياح والتيارات الهوائية والضغط الجوي ، إرباكا خطيرا
على العمليات البحرية والجوية وعلى قواعد القوات .
وهناك اعتبارات عند السعي للاستفادة من أحوال الطقس ، وهي أسئلة
على مستشاري القائد في الأرصاد الجوية وأركان حربه الإجابة عليها وهي :
وإن كان كذلك هل بإمكان القائد أن يرتب الأمور لتجنب ذلك ؟
وإن كان كذلك هل بإمكان القائد أن يجري تعديلات في العملية
العسكرية للحد من الآثار السلبية ؟ .
وإن كان كذلك فكيف يتم ذلك ؟ .
،،،يؤثر الطقس (weather) والمناخ
(climate) تقريبا على كل نشاط عسكري ، برا وبحرا وجوا ، سلما وحربا على حد
سواء. وأوضح مثال على تأثير المناخ على الحملات العسكرية هو مساهمة شتاء
روسيا القارس في إحباط الهجوم الألماني على موسكو عام 1941م,,,
لن
يكتمل تحليل الجغرافية العسكرية للمنطقة دون تقويم جغرافيتها الطبية، إذ
يشكّل هذا الجانب أهمية بالغة للقادة العسكريين، فعلى سبيل المثال، هناك
أدلة دامغة تدل على أن تأثير الأمراض كان من بين العوامل الحاسمة أثناء
العمليات السوفيتية في أفغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضي.
فقد
كشفت التقارير العسكرية التي سُمح بالاطلاع عليها مؤخراً أن حوالي 25% من
الجنود السوفييت كانوا يترددون على المستشفيات للشكوى من أنواع مختلفة من
الأمراض خلال الأربع سنوات الأخيرة من احتلالهم لأفغانستان (Graw and
Jorgensen 1997)، ويدل ذلك على مستوى الوهن الذي أصاب الجنود من جراء
الأمراض دون قتال، ولا يمكن لأية مؤسسة عسكرية أن تتحمل ذلك النوع من
الخسائر، وخصوصاً عندما يقترن بنقص في الأفراد وإصابات داخل المعركة، ومن
الواضح أن القوات العسكرية تواجه تحديات طبية وصحية جمة في أفغانستان
(منظمة الصحة العالمية 2001م) ومن هنا ينبغي الاستفادة القصوى من التجربة
السوفيتية في أفغانستان، حيث إنها تبيّن تأثير الأمراض إلى حد كبير على
القوات العسكرية في ظروف مناخية سيئة، مما يقدم دروساً مستفادة لتطبيقها في
العمليات العسكرية المستقبلية.
تمثل الجغرافيا عمقاً أساسياً لكل التحركات العسكرية وسير
العمليات الحربية، إذ أنه من المستحيل فصل العمليات العسكرية عن ظروف
البيئة الجغرافية حيث تمثل الأرض بواقعها الطبيعي والبشري مسرحاً للعمليات
العسكرية.
لذا تهتم الجغرافيا العسكرية بدراسة العلاقة بين البيئة
الجغرافية من جهة وبين الأنشطة العسكرية من جهة أخرى. فهناك ارتباط وثيق
بين الجغرافيا العسكرية والإستراتيجية الوطنية .
إذ تبحث الأولى عن
الخطوط العريضة، التي تحدد اتجاه القوى، والأهداف، والمصالح القومية،
وتحديد أماكن النزاع الفعلي أو المحتملة، والتنبؤ بوقت ومكان الأحداث،
وتهتم الثانية بإعداد، واستخدام القوة السياسية والاقتصادية للدولة إلى
جانب قواتها المسلحة في السلم والحرب لتامين الأهداف الوطنية، لذا يصعب
الفصل بينهما فكل واحدة منهما تعتمد على الأخرى تتأثر بها وتؤثر عليها،
كذلك يصعب فصل الإستراتيجية العسكرية عن الشؤون السياسية، والمدنية،
والاقتصادية، وذلك لأن الحرب لا تقتصر على معارك الجيوش في الميدان، بل
تشمل جميع مظاهر الحياة كذلك.
و من البدهيات أن العلاقة وثيقة بين الجغرافيا العسكرية والحرب،
فعندما تتوتر العلاقات بين الدول وتصل إلى درجة الحرب، تقوم الجغرافيا
العسكرية برسم المسارات الجغرافية البرية والبحرية، التي سوف تنتهجها
القوات المحاربة في سبيل الوصول للهدف فضلاً عن أنها تحدد مواقع الأهداف
الرئيسية الحيوية، التي يكون في تدميرها أثر على إعاقة تقدم الجيش المعادي،
مثل الطرق والكباري والمناطق الصناعية، وتعد الأخيرة من الأهداف
الإستراتيجية المهمة في الحرب، لأنها تزود الجيش المحارب بالضرورات اللازمة
وتدميرها يثير القلق داخل صفوف الجيش المعادي، أي أن للجغرافيا العسكرية
دوراً فعالاً في كل أنواع الحروب البرية، والبحرية والجوية، توضحها الدراسة
التالية:
1
تحدد
الجغرافيا العسكرية المحاور الرئيسية على الجبهة، التي تتوزع عليها
القوات، بشن هجوم مباشر على القوات المعادية بعد تحديد مناطق الضعف فيها،
حتى تتمكن من الدخول إلى أراضيه، أو التسلل من حوله للوصول خلف صفوفه لقطع
طرق النقل والمواصلات، وبالتالي شل حركات الإمداد والتموين إليه، وتراعي
الجغرافيا العسكرية في ذلك العوائق الطبيعية مثل التضاريس والمناخ، وتشترك
مع الأفرع العسكرية في تجهيز الإمكانيات اللازمة للتغلب عليها.
فمثلاً
في حرب أكتوبر 1973، استطاعت القوات المسلحة المصرية أن تعبر العائق
المائي المتمثل في قناة السويس من ضفتها الغربية إلى الضفة الشرقية
بالقوارب المطاطية لمفاجأة العدو، واستغلال مراكز الضعف في جبهته، ثم
مُدَّت بالآليات والمركبات بعد بناء كوبري سابق التجهيز.
أي أنه
مجرد أن توضع الخطط الإستراتيجية، ويُحدد الهدف، تنطلق القوات نحو الهدف
بعد دراسة وسائل الحركة والطرق، التي تتبعها الجيوش مع وضع جدول زمني
للتقدم، ومراعاة العوائق التي قد تحد من كفاءة الحركة.
تطورت
أهداف الجغرافيا الإستراتيجية للحرب الجوية تطوراً كبيراً وسريعاً مع تطور
التكنولوجيا الحديثة، فلم تعد وظيفة السلاح الجوي قاصرة على نقل الجنود،
والسلاح، والذخيرة، والمؤن، لتعزيز الهجوم العسكري، بل تطور دورها، وأصبحت
تسهم بدور فعال وبخاصة خلف خطوط العدو وفي أعماق أراضيه، وذلك بتحطيم
وتدمير كل ما يمكن أن يقلل من عزيمة الجيش المعادي وإرباك خطوطه، وهذا ما
حدث في حرب أكتوبر 1973، حيث بدأتها مصر بالسلاح الجوي، ونجحت في تحطيم
معنويات الجيش الإسرائيلي وحدت من قدرته وعزيمته على القتال.
كما
تهدف الجغرافيا العسكرية إلى التحكم في الفراغ الجوي وتدمير الطائرات
المعادية وحرمانها من استخدامه، وبالتالي يتمكن السلاح الجوي من السيطرة
على قوات العدو البرية والبحرية، ويقوم بضربها وتحطيم الصواريخ المضادة،
وبذلك يقضي على المقاومة الأرضية ضد الطائرات، وعليه يقوم بحماية ومساعدة
قواته البرية المتقدمة، وإرشادها إلى مناطق الضعف في صفوف العدو للتركيز
عليها.
وتهتم الجغرافيا العسكرية بدراسة الظروف المناخية لطبقات الجو،
ومنها اتضح وجود تيارات هوائية شديدة السرعة، ويُطلق عليها التيارات
النفاثة (Jet Streams) وأول من أكد على وجود هذه التيارات رجال السلاح
الجوي الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية أثناء عمليات هجومهم الجوي فوق
الجزر اليابانية على ارتفاع 30 ألف قدم، وقُدرت سرعة هذه التيارات حينئذ
بين 200 إلى 300 ميل/ ساعة.
وأصبح لهذه التيارات أهمية كبيرة في
الطيران خاصة بعد استخدام الطائرات النفاثة التي تُحلق على ارتفاعات شاهقة.
إذ يمكن أن تستفيد منها إذا كانت تسير في نفس اتجاها.
أو تتجنبها إذ كانت تسير في اتجاه مضاد لها.
كما
لا يستغني السلاح الجوي والملاحة الجوية عن بيانات الطقس، وذلك تأميناً
لسلامة الطلعات الجوية وحركات الطيران. ولا يتوقف دور الجغرافيا العسكرية
على دراسة ظروف الطقس فحسب، بل تتعداه إلى اختيار مواقع المطارات بالأماكن،
التي تقع في سهول فسيحة حتى لا تُشكل عقبة أمام الطيران من جهة، والتي يقل
تعرضها لحدوث الضباب بكثرة ولا تتأثر بالزوابع والأعاصير من جهة أخرى.
تقوم
الجغرافيا العسكرية للحرب البحرية بتحديد المسارات البحرية والاستفادة من
التيارات البحرية إذا كان الإبحار في اتجاها أو تجنبها إذا كان خط السير في
اتجاه مضاد لها، كما تهتم بدراسة العوائق، التي تؤثر على المناورات
البحرية وبخاصة ما يتعلق بالظروف المناخية مثل الأعاصير ـ وما يتبعها من
ارتفاع الأمواج أو ما يعرف بهياج البحر ـ والضباب وأثره في حجب الرؤية، كما
تهتم بتحديد أماكن الشعاب المرجانية وجبال الجليد حتى تتجنبها السفن أثناء
الملاحة البحرية، إضافة إلى أنها تُحدد أعماق البحار والمحيطات على خرائط
تُعرف بالخرائط البحرية ( (Marine Maps، كما أنها تدرس المد والجزر وحركات
الأمواج واتجاهاتها.
وتهدف الجغرافيا العسكرية للحرب البحرية إلى مهاجمة السواحل وإنزال
القوات عليها لتقوم بدورها في تدمير مراكز العدو الإستراتيجية والحيوية،
أو في الاستيلاء على مصادر الثروة الموجودة مثل ما كان يحدث في الحروب
الاستعمارية، كما تهدف إلى حماية سواحل الوطن من الهجوم، كما هو الحال
بالنسبة للبحرية الأمريكية التي تعمل على درء الخطر عن القارة الأمريكية
بعيداً عن سواحلها، بحيث يكون الدمار على أراضٍ غير أراضيها.
فوزعت الأساطيل الحربية على المحيط الأطلسي، والهادي، والهندي والبحر المتوسط، والبحر الكاريبي.
وتهتم الجغرافيا الطبيعية بدراسة الأغلفة الأربعة للكرة الأرضية، (الغلاف الجوي، والغلاف المائي، والغلاف الصخري، والغلاف الحيوي).
أمّا
الجغرافيا البشرية فتتناول دراسة الظاهرات البشرية على سطح الأرض ومدى
التأثير المتبادل بينهما وبين بيئاتها الطبيعية والصور الاجتماعية الناجمة
عن تفاعل الإنسان مع بيئته المحلية مثل توزيع السكان وأنماط العمران، كما
تشمل دراسة النشاط البشري ومؤثراته وتوزيعاته، وكذلك التركيب السياسي
للدولة بوصفه ظاهرة جغرافية، وتعرف كل الأفرع سابقة الذكر بالجغرافيا
الموضوعية (Topical Geography) ، أو الجغرافيا الأصولية Systematic
Geography) )، وتركز على الموضوعات أكثر من تركيزها على الأماكن، أو على
الظاهرات الجغرافية أكثر من المساحة. وإضافة إلى ما سبق، هناك فروع جغرافية
تهدف إلى الربط بين الظاهرات الجغرافية المختلفة لإبراز العلاقة التبادلية
بين الإنسان والبيئة، مثل الجغرافيا الإقليمية والجغرافيا الطبية،
وجغرافيا المياه لايتسع المجال لذكرها.
تم بحمد الله
field marshal