رد: صور من ذاكرة فلسطين العام1867م حتى لاننسى
في حارتنا
ديك سادي سفاح
ينتف ريش دجاج الحارة
كل صباح
ينقرهن
يطاردهن
يضاجعهن
ويهجرهن
ولايتذكر أسماء الصيصان ! !
في حارتنا
ديك يصرخ عند الفجر
كشمشون الجبار
يطلق لحيته الحمراء
ويقمعنا ليلا ونهار
يخطب فينا
ينشد فينا
يزني فينا
فهو الواحد ، وهو الخالد
وهو المقتدر الجبار
في حارتنا
ثمة ديك عدواني ، فاشيستي
نازي الأفكار
سرق السلطة بالدبابة
ألقى القبض على الحرية والأحرار
ألغى وطنا
ألغى شعبا
ألغى لغة
ألغى أحداث التاريخ
وألغى ميلاد الأطفال
وألغى أسماء الأزهار
في حارتنا
ديك يلبس في العيد القومي
لباس الجنرالات
يأكل جنسا
يشرب جنسا
يسكر جنسا
يركب سفنا من أجساد
يهزم جيشا من حلمات ! !
في حارتنا
ديك من أصل عربي
فتح الكون بآلاف الزوجات ! !
في حارتنا
ثمة ديك أمي
يرأس إحدى الميليشيات
لم يتعلم
إلا الغزو . . . وإلا الفتك
وإلا زرع حشيش الكيف
وتزوير العملات
كان يبيع ثياب أبيه
ويرهن خاتمه الزوجي
ويسرق حتى أسنان الأموات
في حارتنا
ديك ، كل مواهبه
أن يطلق نار مسدسه الحربي
على راس الكلمات
في حارتنا
ديك عصبي مجنون
يخطب يوما كالحجاج
ويمشي مزهوا كالمامون
يصرخ من مئذنة الجامع :
((يا سبحاني . . ياسبحاني . . ))
((فأنا الدولة ، والقانون)) ! ! .
كيف سيأتي الغيث إلينا ؟
كيف سينمو القمح ؟
وكيف يفيض علينا الخير ، وتغمرنا البركة ؟
هذا الوطن لا يحكمه إلا الله . .
ولكن . . تحكمه الديكه ! !
في بلدتنا
يذهب ديك . . ياتي ديك . .
والطغيان
يسقط حكم لينيني
يهجم حكم أمريكي
والمسحوق هو الإنسان
حين يمر الديك بسوق القرية
مزهوا ، منفوش الريش . .
وعلى كتفيه بضيء نياشين التحرير
يصرخ كل دجاج القرية في إعجاب :
((يا سيدنا الديك)) .
((يا مولانا الديك)) .
((يا جنرال ***** . . ويا فحل الميدان . . ))
((أنت حبيب ملايين النسوان)) .
((هل تحتاج الى جارية ؟)) .
((هل تحتاج الى خادمة ؟)) .
((هل تحتاج الى تدليك ؟))
حين الحاكم سمع القصة
أصدر أمرا للسياف بذبح الديك
قال بصوت غاضب :
((أن ينتزع السلطة مني . .))
((كيف تجرأ هذا الديك)) ؟؟
(( وأنا الواحد دون شريك )).