تماشيا مع الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر نبذة عن الجزائر قبل العصور القديمة

شعلة الشهداء

صقور الدفاع
إنضم
15 يونيو 2011
المشاركات
2,710
التفاعل
409 0 0
الجزائر اسم لمدينة عرفت قبل مجيء العرب باسم Ecosiomme ولم تكن تطلق على وطن مترامي الأطراف إلا منذ العصر العثماني حيث أخذ العثمانيون من المدينة عاصمة لمملكة ذات حدود مقررة فاشتق اسم الوطن من اسم عاصمة دولته وهذا المعنى الحديث جزء من وطن عرف قبل مجيء الفنيقيين باسم "ليبية" وهو عبارة عن طرابلس وتونس، الجزائر ومراكش، ثم انسلخت الجزائر وما ولاها غربا من هذا الاسم وكان الجغرافيون واليونانيون واللاتينيون يقسمون هذا الوطن إلى ثلاثة أقسام :
1. ماسيسيليا : سهول سطيف، برج بوعريريج، الجزائر و وهران.
2. ماسيليا (موريتانيا الشرقية): قسنطينة، غرب تونس.
3. جيوتيلي : الصحراء.
وأطلق الرومان تسمية "المورينيين". أما مفهوم البربر فيعني بالنسبة للمفهوم اليوناني الروماني : الإنسان الأجنبي الذي لا يتكلم اليونانية والرومانية. واطلق العرب على الشمال الإفريقي أو على البلاد التي تقع غرب البلاد المصرية وقسموا المغرب إلى ثلاثة اقسام :
4. المغرب الأدنى : برقة، تونس، طرابلس، شرق الجزائر.
5. المغرب الأوسط : من بجاية شرقا إلى وادي ملوية غربا، وعليه يشمل وسط و غرب الجزائر وجزء من شرق المملكة المغربية.
6. المغرب الأقصى : من وادي ملوية شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا.
أصل السكان :
البشر كلهم من آدم عليه السلام، وهلك جمع منهم في الطوفان في عهد نوح عليه السلام ولم ينج منهم إلا من ركب السفينة ولم يبق منهم إلا أبناؤه، واتفق المؤرخون على أن أبناء نوح الذين تفرعت عنهم جميع الأمم : سام، حام، يافث. وقد ذكر ابن خلدون في أبناء يافث قطبال ثم ذكر الأمم المتفرعة عنه فقال : «وأما قطبال فهو أصل الصين من المشرق والرومان من المغرب ويقال أن أهل إفريقيا قبل البربر وأن الإفرنج أيضا منهم وأن أهل الأندلس قديما منهم» ولكنه يذهب برأي آخر كونهم من أبناء "مازيغ بن كنعان" بالرجوع إلى حادثة وفد شمال إفريقيا حين صرح أعضاؤه أمام الخليفة عمر بن الخطاب بعد فتح مصر إذ اعتبروا أنفسهم أمازيغ وليسوا بربرا، ويمكن تصنيف البربر إلى تيارين: التيار الأول يعتمد على الرواية والنقد. أما التيار الثاني فيعتمد على الخلقة والصنائع.
التيار الأول : - فرقة تقول أن البربر نشأوا في المغرب وليسوا منقولين من وطن آخر ومنهم أفلاطون.
- فرقة تقول أنهم من ولد نعمان بن حمير بن سبأ أي أنهم عرب ومنهم المسعودي.
- فرقة تقول بأنهم من الفرس وفارس من سام، ويقول مؤرخ بيزنطي عاش في القرن السادس للميلاد بأنهم من العبرانيين، وهذا ما ذهب إليه الطبراني.
التيار الثاني : يوجد في كثير من البربر عرض الأكتاف ضيقي الخصر وهذه الصف معروفة عند قدماء مصر، يوجد فيهم الشقر بالجبال (جرجرة والأوراس) وهذه الصفة نجدها في إيطاليا وأوربا، ويوجد كذلك سمر اللون معتدلي القامة، سخوني الطبع وهذه الصفات توجد في اسبانيا، إيطاليا، جنوب فرنسا (مارسيليا).
أما من ناحية الآثار فقد وجدت أواني طينية نقش عليها تماثيل عثر على مثيلاتها في قبور مصرية ولكن يوجد نظيراتها في صقلية ومالطا ووجدت بناءات للمعابد يقول البيروني أنها تشبه معابد أوربا الغربية.
البربر ليسوا أمة مستقلة وإنما هي مزيج من أمم شرقية وغربية وحد بينها الوطن.
الحياة الاجتماعية عند البربر القدامى :
ينقسم البربر إلى جذعين : البرانس و البتر.
البرانس هم سكان الحضر يعيشون على الزراعة.
البتر هم سكان البدو يعيشون على الترحال.
اتصف البربر بالشجاعة وحب العمل والكرم والتمسك بالحرية، ويقول المؤرخ اليوناني ستيفاني في كتابه "التاريخ القديم لإفريقيا الشمالية" إن أخلاق لبربر وعوائدهم لفتت أنظار المؤرخين والباحثين القدماء سجلوا لهم خصوصيات ومنها «أنهم مجتمع تسوده الطهارة ولعفاف ولهذا كانوا يصلون إلى عمر طويل محتفظين بصحتهم البدنية، فهم لا يأكلون اللحم (الخنزير) إلا قليل منهم رغم تربيتهم للمواشي كما نجدهم لا يربون الخنزير».
ويعرف أنهم عاشوا على زراعة القمح والأشجار المثمرة والزيتون كما عاشوا على تربية البقر، كانوا يعبدون الجماد ويقدسون الشمس والقمر ،الكبش والثور ويتخذون لها تماثيل، وكان لهم إله شبيه بآلهة مصر (آمون) ومظاهره تتمثل في كبش أقرن، وكان للبربر طقوس لدفن موتاهم وذلك بوضعهم في حفر مربعة لشكل في الصخور وكان مدخلها عموديا تسمى بالحواميت وكان اتجاه القبور نحو الشرق (الشمس).
المنازل : وجدت آثارها في الأماكن المرتفعة والكهوف على مقربة من السيول (المياه) ومن المنازل المكتشفة منزل قرب معسكر ومنازل أخرى بوهران،سعيدة، سطيف، تبسة.
الملبس : لباسهم كان من جلود الحيوان واتخذوا زينتهم وحليهم من بيض النعام والأصداف، وكانت رؤوسهم غير مكشوفة يدل على ذلك وجود تماثيل حجرية تشخص إنسان ذلك العصر مكسو الرأس بالجلد أو الريش.
المطعم (الطعام) : كان من البقول وبعض الأشجار الطبيعية.

الوجود الفنيقي في الجزائر 880 – 146 ق م
يعتبر الفنيقيون أمة سامية هاجر أبناؤها من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام واستقروا في مدينة صيدا وصور (لبنان) وهم منسوبون إلى وطنهم فينيقيا وهي قطعة مستطيلة تطل على البحر وهم أمة قليلة ولكنهم تركوا آثارا جليلة وكانوا بطبيعة وطنهم بحريين تجاريين وهم أول أمة دخلت مصر حيث عقدوا مع الفراعنة اتفاقا تجاريا يسمح لهم بنقل البضائع من مصر والتجارة بها في جزر البحر الأبيض المتوسط، فأصبحوا يشقون بمراكبهم هذه الجزر وينقلون إلى حضارات الشرق ومن مراسيهم : بايبلوس ببيروت صيدا وصور، وكانت تجارتهم مع الليبيين مقايضة يأخذون منهم الأنعام والصوف والجلود والعاج ويدفعون لهم عوض ذلك أقمشة مصبوغة بالحمرة وأسلحة وأواني من زجاج، ثم أسسوا بالسواحل مراكز يستريحون فيها ويصلحون سفنهم اهمها : حضرموت (سوسة) هابونة (عنابة – بونة) إجلجلي (جيجل) صلداي (بجاية).
تأسيس قرطاجنة :
تتعدد الأساطير حول التأسيس ولكن الأرجح أنها تأسست سنة 814 ق م وأن المؤسس امرأة تدعى عليسة ديدون (الفارة) وسياق الأسطورة أنها من بيت الملك، تزوجت كاهنا ولها أخ، وبعد وفاة الملك ورث ملكه فقتله أخوها طمعا في ملكها إلا أنها احتفظت بمال زوجها وفرت إلى شمال إفريقيا حيث اشترت من البربر مكان قرطاجنة على الخليج التونسي وبلغت أوج عزها في القرن الرابع إلى أواخر الثالث قبل الميلاد. ولما تأسست أطلق على السكان اسم البونيقيين ومن المدن التي تم تأسيسها: بونة، روسيكادا(سكيكدة)، شولو(القل)، إجلجلي، شرشال، دلس، تنس، أغادير (المغرب) ميلية، طنجة، بنزرت.
وفي الحقيقة فإن الفنيقيين الذين أسسوا دولة قرطاجنة لم يكن هدفهم إخضاع واحتلال موانئ شمال إفريقيا بالقوة وإنما كان هدفهم إقامة مراكز تجارية والتعاون مع سكان المنطقة وعليه فإن الحكم القرطاجي كان متساهلا متسامحا مع الأهالي. ولم يعمل قادة قرطاج على التخلص من زعماء العشائر ورؤساء القبائل وإنما حاولوا الاندماج في المجتمعات المحلية وازدادت أواصر التعاون والمحبة بين الفنيقيين والأهالي عن طريق الزواج والعمل المشترك في المشاريع التجارية (استخراج النحاس، صناعة الرصاص والحلي، نحت الحجارة، طريقة البناء)
ديانتهم : وثنيين يعبدون الشمس والقمر، يتخذون للشمس تمثالا يسمى (بعلا) وللقمر تمثال يسمى (ستارتي) وكانوا يقيمون لهما تمثالين بكل مدينة من مدنهم. فالشمس عندهم إله السماء والأرض يتوسلون برضاه بتقديم القرابين وأكثر ما تكون من أبناء الملوك، والقمر إله الحب والجمال كانوا يمثلونه بصورة امرأة بيدها حمامة، ولما نزلوا ليبيا تأثروا بعقائدهم فأخذوا إله آمون وسموه (بعلامون) وعبدوه حسب تقاليدهم.
1. ويمكن تلخيص أسباب سقوط قرطاجنة وانهيارها في النقاط التالية :
2. الانقسامات السياسية التي كانت تمثل مصالح عرقية واقتصادية متضاربة.
3. اهتمام الدولة بالربح والتجارة وإهمال الجوانب الحيوية الأخرى.
4. المعاملة السيئة في الفترات الأخيرة للأهالي بالإضافة إلى الغرور الذي أصبح سائدا في الأوساط الارستقراطية.
تدخل حكام روما في شؤون الإمارات المتواجدة في شمال لإفريقيا وانتهاجهم سياسة فرق تسد قصد إضعاف العشائر وتقليص نفوذ قرطاجنة والتمهيد للاستيلاء عليها وهذا ما تم بالفعل خلال الفترة الممتدة من 149– 146 ق.م.

الاحتلال الروماني
انتهت الحرب البونيقية بالقضاء على مملكة قرطاجنة وتخريب العاصمة واستولوا على التراب الأصلي وأطلقوا عليه مملكة الرومان بإفريقيا وجعلوا على هذه الولاية واليا، ولم تكن الجمهورية الرومانية تطمع في توسيع الولاية في أول الأمر لكن إيطاليا ضاقت بأهلها بسبب استحواذ طبقة الأغنياء على أراضيهم وجلب العبيد (3 ملايين)وأصبح عدد كبير من الإيطاليين لا أراضي لهم ولا عمل، حتى كان بروما أكثر من 400 ألف لا عمل لهم سوى التجول في الأزقة، ولرفع هذه الأزمة قررت الجمهورية إرسال أولئك الفقراء إلى الولايات الرومانية فجاءوا إلى قرطاجنة بـ 6000 إيطالي، وبعد واقعة "الطابوس" 46 ق م. استعمر الرومان شرق نوميديا وأطلقوا عليه اسم "نوميديا الجديدة" أما موريطانيا الشرقية (سطيف) فقد بقيت تحت يد أمراء بربريين إلى أن حكمها "يوبا الثاني" الذي مهد الوطن للرومان وشجعهم على امتلاكه، وفي سنة 42 م ألحقت موريطانيا بروما نهائيا وبذلك تم للرومان الاستيلاء على الوطن الجزائري، ولم يتقدموا إلى الصحراء، كما لم يخضع البربر الساكنين بالجبال لروما، ومن خضع منهم كان يشن الثورات ضدهم.



حدود الرومان في الجزائر :
في بداية القرن الثالث كان الحد الروماني مارا جنوب الأوراس ثم يصعد شمالا فيمر بناحية بوسعادة فيشمل الحضنة بجهتها الغربية ويمر ببوغار، تيهرت، تلمسان، مغنية، واعتمدت روما في فتح الشمال الإفريقي على ثلاثة أشياء :
السياسة : كانت تزكي نار الفتنة بين ملوك البربر وتحارب أبطالهم.
الجند الروماني : كانوا معروفين بالإخلاص والطاعة والصبر وكانوا يحاربون وقت الحرب ويشتغلون بالفلاحة وقت السلم.
تجنيد البربر :
جمهورية المدن الخمسة :
كانت سيرتا عاصمة الملوك النوميديين (ميلة، روسيكادا، شولو، كوبكلوم –جميلة- ) وكانت في أول الأمر قلاعا حربية ثم أخذ عمرانها ومن القرى التابعة : أورسيكادا، هيستار (بني زياد بقسنطينة)، صدار، وعلى القرى رؤساء منخرطون في سلك موظفي سيرتا، وكما كان لسياسة هذه الجمهورية رجال كان للديانة كذلك رجال وهم أقسام:
1. رجال الدين
2. لقائمون على الهيكل بذبح قرابينه وتقديمها للنار ولا يكون إلا من أهل بيت شريف.
3. المراقبون للأعمال الدينية.
4. العرافون لمعرفة الأمور الغيبية
5. المرشدون وهم الذين يقومون بإرشاد العامة إلى وجوه العبادة.
وقد كان السكان في هذه الجمهورية على طبقتين:
الطبقة الأولى : طبقة الديكرونون (الرجال الثلاثة) يختارهم الحكام.
طبقة العظماء: وهم من كان عضوا بمجلس الشيوخ أو قائدا وبلغ درجة تسمح له بالركوب CHEVALIER.
لجنة الأعضاء الخمسة: وهم من كان له مرتبة أهل الطبقة الثانية.
العرافون.
رجال الشرطة.
أمناء المال البلدي.
ويشترط فيمن يكون عضوا بهذا المجلس زيادة على كونه من أهل الحقول أن يكون نظيف السيرة ذا مال وأن يكون عمره 30 سنة فما فوق.
المدن الرومانية :
تنقسم إلى خمسة أقسام:
1. المدن البحرية وهي تجارية.
2. المدن العسكرية يسكنها الجنود.
3. المدن الفلاحية أكثر من يسكنها البربر.
4. عواصم أولية وثانوية يسكنها كبار الولاة.
5. مدن النزهة وهي لاصطياف الأسر، ومن هذه المدن (جميلة، تيبازة).

وكان من عادة الرومان إذا أرادوا تعمير مكان خطوا به خطين أحدهما من الشرق إلى الغرب والآخر من الشمال إلى الجنوب ثم يجعلون شكلا مربعا حول نقطة التقاء الخطين ويتخذون ذلك المربع مساحة للقرية ويحيطون هذه الساحة بدكاكين وأقواس جميلة وتقام في هذه الساحة الحفلات وتجرى بها الانتخابات وتقرأ على الأمة القرارات، كما اعتنى الرومان ببناء المسارح والملاعب والهياكل الدينية.
منقول
 
عودة
أعلى