أرييل شارون .. رأس الحربة الصهيونية !!
21 يونيو 2008 - 12:19 مساء
الحلقة السادسة والعشرون عشر من كتاب " زعماء صهيون"بقلم الكاتب الصحفي الكبير/ مجدي كامل
وقد تباهى المجرم شارون بذلك ، واعترف به ، وقال : لو عادت الأيام لفعلت نفس الشيء .. لقد كنت آمر الجنود الأسرى بحفر قبورهم بأيديهم ".شارون قد يكون الأكثر وحشية وإجراماً في المائة سنة الماضية .. هذا القول قد لا ينطوي على أية مبالغة .. فقد تفوّق هذا المجرم على هتلر وموسيليني، وتفوق على بيجين ورابين أيضاً، و أكثر من ارتكبوا جرائم كبرى في حق الفلسطينيين و العرب ، في حروبه و مذابحه !!
شارون يتفوق في الجريمة على الجميع .. هو الإرهابي الإسرائيلي الأكبر. . و تاريخ شارون يُعادل تاريخ الكيان الصهيوني كله وهو تاريخ مليء بشتى أنواع الشرور من تعذيب إلى قتل إلى إبادة الجماعية ، و تنفيذ مشروع التصفية الصهيوني الموجه لكل ما هو فلسطيني أو عربي أو مسلم في فلسطين .
ولم يقتصر ذلك المشروع على المذابح فحسب ، بل إن مخططات التهجير والترانسفير ظلت شعل المجرم الشاغل حتى آخر يوم في حياته السياسية ، قبل أن يسقط صريع المرض منذ ما يقارب العامين ، في غيبوبة لا يدري عن الدنيا شيئاً ، وها هم الأطباء يستأصلون جسده قطعة قطعة وجزءاً جزءاً ، نتيجة العفونة التي أصابته ، فكلما تعفن جزء استأصلوه ، حتى أمسى هيكلا عظميا منزوعا عنه اللحم ، ويتنفس تنفساً اصطناعيا ، فما هو بميت ولا بحي ، ليكون آية يضرب الله بها الأمثال للمجرمين والظالمين !!
نعم هذا هو ما حدث مع المجرم السفاح شارون بعد أن تسبب في قتل الزعيم الفلسطيني عرفات بفرضه حصاراً مميتاً عليه في مقره في رام الله ، ليرغمه على الاستسلام والخضوع لشروطه ، ولكن أبو عمار صمد صموداً أسطورياً .
ورغم أن شارون هدم جميع أجزاء المقاطعة ولم يبق إلا على غرفتين منها ، وقطع الكهرباء والماء والطعام عنها, إلا أن عرفات ومن معه بقوا صامدين متحدين ، وكان معه حوالي أربعمائة رجل جميعهم مطلوبون من جانب شارون ، و رفضأبو عمارالتخلي عنهم ، أو تسليمهم مقابل فك الحصار عنه ، وكان يقول : " نعيش معاً أو نستشهد معاً ، فأنا لست من الذين يتخلون عن رجالهم في المعركة " .
وأمام عجز شارون عن فرض الاستسلام على عرفات رغم استخدامه كل الوسائل قال قولته المشهورة والتي تعبر عن عقلية إجرامية " سأساعد الرب على قتل عرفات ".. ثم أعلن موت عرفات بعد ذلك ، و راحت أصابع الاتهام تطول شارون ، و أنه قتله بالسم بمساعدة عملاء له داخل رام الله ، و لم يمض عام واحد حتى كانت إرادة الله له بالمرصاد !!
و قد ولد هذا السفاح أحد أشهر مجرمي المذابح في تاريخ العالم عام 1928 في فلسطين المحتلة في قرية ميلان لأسرة بولندية نزحت إلى فلسطين ، وعندما بلغ من العمر 17 سنة انضم إلى عصابة الهاجاناه الصهيونية ، ومارس الإرهاب من خلالها ، شارك في حرب 1948 ، وجُرح وفقد إحدى خصيتيه ، والبعض يفسر إرهابه على أنه رد فعل على فقدانه تلك الخصية ، ولكن الحقيقة أنه إرهابي مارس الإرهاب قبل حرب 1948 ، وربما زادته تلك الحادثة إرهاباً على إرهاب ، ولكنه إرهابي بالسليقة .
و في عام 1952 شارك في مذبحة قرية شمال غربي مدينة القدس حيث تم حبس الرجال "حوالي 400 رجل" في المسجد ، ومنعوا عنهم الطعام والشراب ، وقدموا لهم البول بديلاً عن الماء ، ثم أخرجوهم وداسوهم جميعاً بالدبابات ، واغتصبوا النساء ثم قتلوهن .
و في عام 1953 تقدم شارون بطلب تشكيل وحدة خاصة للإرهاب تتكون من المحكوم عليهم جنائياً في السجون الإسرائيلية ، وقامت تلك الوحدة بقيادة شارون بتنفيذ خمس مذابح ضد المدنيين الفلسطينيين من 1953 ـ 1956 ، منها مذبح قرية قبية على الحدود الأردنية حيث قُتل كل أفراد القرية رجالاً ونساء وأطفالاً.
ومنها أيضاً مذبحة "بدو العزازمة"، ومذبحة البريج ثم مذبحة قلقلية عام 1956، ثم ارتكب شارون مذبحة ضد الأسرى المصريين في حربي 1956 ، 1967، مما أدى إلى مصرع ثلاثة آلاف أسير أعزل . "بالاشتراك مع آخرين من ضباط الجيش الصهيوني!!
ـ وقد تباهى المجرم شارون بذلك ، واعترف به ، وقال : لو عادت الأيام لفعلت نفس الشيء ، لقد كنت آمر الجنود الأسرى بحفر قبورهم بأيديهم ".
وتُعدّ مذبحة صابرا وشاتيلا من أهم المحطات في حياة المجرم شارون، فقد صممها وأمر بتنفيذها وسهل للجناة فعلتهم وفتح لهم الطريق بعد احتلال بيروت عام 1982 ، وقد حدثت المذبحة يوم "10 سبتمبر 1982"، وكان شارون يشغل منصب وزير الدفاع الصهيوني في ذلك الوقت، وكانت مذبحة مروعة قتل فيها الآلاف ، وتم التمثيل بالجثث ، وقطع الأطراف ، وبقر بطون النساء!!
وقد أدانت لجان التحقيق شارون نفسه في تلك المذبحة كنوع من امتصاص غضب الرأي العام الذي أذهلته وقائع المذبحة!!
بالطبع لا يمكن حصر كل جرائم شارون ، وقد وصفته الكتابات الصحفية في كل مكان بما فيها إسرائيل ذاتها بأنه البلدوزر ، الذئب الجائع ، دراكولا مصاص الدماء ، وغيرها من الأوصاف التي تؤكد على حالته المعروفة والمشهورة ، بل إنه عندما أصبح رئيساً للوزراء عام 2001 مارست حكومته كل أنواع الاغتيال والقتل والاعتقال والمذابح في مدن الضفة وغزة ، وهو صاحب فكرة الجدار العازل الذي التهم المزيد من أراضي الفلسطينيين وعزل أبناء الشعب الفلسطيني.
وُيعتبر مناحيم بيغن مُعلم المجرم والسفاح شارون في عالم الإجرام ، وهو الذي كان يرعاه صغيراً عندما كان يحبو في عالم الجريمة ، وكان دائما يشجعه على ذبح الفلسطينيين وارتكاب المجازر ضدهم ، ويكيل المديح لهذه الجرائم والمذابح ، وهو الذي أعطاه الأوامر بارتكاب مذابح صبرا وشاتيلا وهو الذي اتخذ قرار اجتياح لبنان والقضاء على الوجود الفلسطيني فيه عام 1982 حيث كان حينذاك رئيسا لوزراء الكيان اليهودي و تعد السيرة الذاتية لشارون من وجهة نظر الكثير من الباحثين استثناءً بحال من الأحوال من فكرة التعامل "التقليدي" مع سير حياة العديد من الشخصيات السياسية؛ باعتبار أنَّ السيرة الذاتية لشارون لا تعني مسيرة حياة شخص أمضى جُلَّ سنوات عمره في القتل ونشر الدمار، ولكنها تُعتبر مرآةً حقيقيةً للمشروع الصهيوني في فلسطين وما حولها، وطبيعة هذا المشروع القائمة على أساس اعتماد تراث العنف والدم أساسًا.
والمتتبع للسيرة الذاتية لشارون يجد فيها الكثير من التكثيف والتركيز لملامح هذا المشروع، فشارون التحق بعصابات الهاجاناه ، وهو لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره، وكان في العشرين من عمره أحد مجرمي العصابات الصهيونية في حرب فلسطين في العام 1948 حيث قاد قوات كبيرة نسبيًّا مقارنة مع سنه وحارب في اللطرون على مشارف القدس في مواجهة البطل العربي الشهيد عبد القادر الحسيني، وأصيب فيها شارون بإصابة قيل إنَّها لعبت دورًا بارزا في رسم شخصيته وعدائيته الشديدة للعرب.
و مما يسجله التاريخ هو أن شارون مجرم منذ طفولته الأولي ، فقد كانت أول جرائمه هو التعرض لرجل فلسطيني ثري و سرقة سيارته الفخمة، ومن السيارة الفخمة إلى الحرب الضخمة في فلسطين من أجل ما يدعونه إسرائيل العظمى، حيث أصيب برصاص في بطنه و فخذه وكذا خصيتيه بعدها حل به مرض الملاريا ولمعالجته حسب ما ذكر في مذكرته لجأ إلى أقاربه في لندن و باريس و كذا نيويورك، فسافر إلى تل أبيب مع أبيه لشراء أول جاكيت و زوج من الأحذية التي يلبسها أصحاب المدن، وبعد عودته شعر بأنه ينتمي إلى المجتمع الراقي كما عبر في مذكرته.
لقد عين شارون رئيس إستخبارات في المنطقة الشمالية العسكرية للقيام بمهمته الأولى والمتمثلة في اختطاف رهائن من الأردن من أجل إستغلالهم في عملية تبادل الأسرى، وتمت العملية بخسارة كبيرة فما يهم شارون هو الدولة وليس البشر . في 1955 أصدرت المحكمة حكمها على شارون لأنه قام بسلوك يتنافى وسلوك الضابط، وتولى مسؤولية هذا الحكم حاييم بارليف صاحب الخط الدفاعي بعد
إن شارون إسم لامع، مصدر لمعانه نيران الشرر التي تنبعث من أحقاده التي تسكن أعماقه المتعفنة، فشارون الطفل لا يختلف عن هؤلاء الأطفال الذين بعثوا رسالة وجهت من طفل إسرائيلي إلى طفل فلسطيني جاء فيها :
" شارون سيقتلكم جميعا … إنه قادم إليك في الليل ومعه عقارب و أفاع" و أخرى نشرها باحث إسرائيلي خاصة بميول التلاميذ أهم ما جاء فيها " أريد أن أشرب من دمك حين أراك" ، إن صورة شارون حملها الطفل الإسرائيلي في ملصق مصور فيه هذا الشيطان و هو يحملرأس طفلة مغمور بالدماء .
إن سيرة هذا الشيطان الإرهابي الذي قال له بن جوريون أنت لا تصلح إلا للقتل وقائع تطرق لها الكاتب إبراهيم داود تسرد أن شارون الذي ولد في مزرعة جماعية تسمى موشاف، من أب فلاح ينتمي إلى المهاجرين من روسيا و هولندا وأم ممرضة، مهمتها تقديم العلف للماشية، أنجبا مولودا سنة 1928 يقوم بسرقة قرون الخروب التي تضاف إلى العلف، ولترسيخ صورة الشر فيه أهداه والده خنجرا وهو في سن الثالثة من عمره، وكانت أول جرائمه هو التعرض لرجل فلسطيني ثري و سرقة سيارته الفخمة .
و قد كلف شارون بمهمة الكلاب و هي الجري و اللهث من أجل مطاردة الفدائيين العرب فشكلت الوحدة 101 على رأسها شارون السفاح الذي نال إعجاب بن جوريون لجرأته في سفك الدماء العربية، هذا الأخير وصف شارون بالجاهل و كان ينصحه قائلا : " لا تقرأ يا أرييل فأنت لا تصلح إلا للقتل … ونحن نريد قتلة أكثر من مثقفين ".
وحقق شارون رغبته في سنة 1967 وهذا بإشرافه على المذابح الجماعية ضد المصريين في سيناء، ولأن بارليف لا يريده فقد أجبر على ترك الخدمة بعد الحرب، فقرر الجاهل أن يشتغل بالسياسة و التي تقوم على أساس تشييد بناء الدولة الإسرائيلية حسبه بالإبادة التعسفية بسفك الدماء . و في فندق الملك داود حدث اللقاء بين المتطرف شارون و مناحم بيجين و الذي يعد أكثر تطرفا من شارون، ويشير المصدر أن جدة شارون كانت الداية التي سحبت بيجين للعيش في أرض الشتات، وجده كان صديقا حميما و مقربا لوالد بيجين مما سهل له حمل الحقيبة الوزارية الخاصة بالزراعة و الإستيطان وهذا بعد أن رفض رئاسة الموساد .
في عام 1977 يقسم من لا وفاء له أن يكون وفيا لدولة إسرائيل، وكان هذا القسم بداية لتوسيع المستوطنات، حيث بلغت بعد أشهر قليلة 64 مستوطنة في الضفة الغربية، وكذا 65 مستوطنة في الخليل، وبعدها تولى قيادة المجزرة المشهورة صبرا وشاتيلا سنة 1982حيث فاق عدد المقتولين عدد السنة حيث بلغ 2000 ضحية من ضمنهم أطفال و نساء و كذا المسنين، وكان من بين ما استهدفته طائرات إف16 حافلة ناقلة لفتيات لم تتجاوز سن العشرين، و يستشهد المصدر بشهادة أحد الأطباء السريلانكيين وهذا ضمن تقرير الحملة الدولية لمحاكمة شارون أن أفراد المليشيات قتلوا كل الفريق الطبي الفلسطيني، كما قامت قوات الإرهابي بتدمير مركز الأبحاث الفلسطينية و سرقة كل الوثائق المهمة كونها متعلقة أساسا بالمهمة الفلسطينية قبل 1948 .
إن شهادة الصحفي الفرنسي جان جانييه، حملتنا إلى أموات آخرين، هؤلاء ليسوا من ذبحوا و قصفوا بالدبابات و الطائرات و إنما هم الأموات الذين قصفوا في مقابرهم فرمت بهم القذائف خارج الأرض، فهو لا يكتفي بعدد الأموات الذي تسبب فيه .
و في مذكرات المتقاعد الينورى مارن و هو ضابط في الموساد ، أن شارون كان يطلب منهم القيام بأفعال يندى لها الجبين، وما عجز عنه هؤلاء يتولاه شارون الذي تلذذ باختطاف الفلسطينيين ، كما أكد أن شارون فضل أن يحتفل بعيد ميلاده عن طريق إطفاء شموع خاصة و هي قتل 20 طفلا، وفي طريقه وجد امرأة تحمل رضيعا فقام بالإعتداء عليها بالسكين حتى فصل رأسها عن جسدها، وبعدها أمر بإشعال النار وقذف فيها الرضيع الذي كلما تعالت صراخاته تتعالى ضحكات هذا الحقير، وبعد أن احترق الرضيع، أشار شارون إلى أن هذا لا يدخل في حساب العشرين طفلا و حل دور الخمسة الذين قادتهم براءتهم إلى اللعب في الشارع ليس بعيداً عن منطقة الجليل فأمر جنوده البطاشين بأن يختطفوهم وهم لا يتجاوزون ست سنوات، حيث أمر بتعذيبهم و بعدها حرقهم كما فعل بالرضيع و يضيف المصدر أنه خلال ساعة ونصف تم القضاء على 15 طفلا فلسطينيا .
وما أكثرها جرائم شارون، فما سرد هنا لا يعبر حقا عن كل الواقائع الإجرامية و الوحشية لهذا النذل، لأنه مهما قيل و مهما كتب فإن وحشية شارون لم تذكر كلها لأنها تفوق الخيال