بسم الله الرحمن الرحيم
---------------------------
---------------------------
اردت ان اصلت الضوء فى هذا الموضوع عن وجة المقارنة بين (جولة) رمضان ومعركة العالمين .!
وسوف احاول ان اصلت الضوء (تحديدا) على العبور .. لاننى اردت ان ابحث عناصر (المفاجة والحشد والقوة) .. والتى اجتمعت فى عملية العبور .
فقد كان الراسخ فى ذهنى ان معركة اكتوبر تشابة معركة اختراق (ماجينو)* .. ولكن مع البحث واتلقصى اتضح ان التشابة ضعيف .. ان لم يكن هناك تناقض .!
فعند المقارنة فى نقطة المفاجئة :
فلم تكن المفاجة موجودة فى فى معركة ماجينو .. لان حالة الحرب كانت معلنة منذ فترة طويلة جدا (حالة الحرب الفعلية) 6 اشهر تقريبا .. بينما المفاجئة جائت فى (التطويق) من الشمال (من ناحية بلجيكا وهولندا) .. ولم تأتى من المواجهة لتوقع الفرنسين قيام الالمان بهذا الهجوم .. لذلك تم حشد اغلب الجيش الفرنسى فى خط ماجينو .. لصد هجوم المواجهة .. الذى جاء كما توقعو ولكن العنصر الحاسم هو تفوق القوتين (النوعى والعددى) الجوية والمدرعة بجانب الالمان .. لذلك لا يصح ان نعتبر عنصر المفاجئة (الغير موجود اساسا) من العناصر الحاسمة فى انهيار الخط .. (ماجينو) .
اما فى الحديث عن حرب اكتوبر 73 .. فعنصر المفاجة هو العنصر الحاسم فى هذة العبور .. وقد حدثت المفاجة حتى لوحدات الجيش المصرى نفسة !!!
وسوف نتناول بالتفصيل كيف تم عنصر المفاجة فى المقارنة مع معكرة العالمين .
كما من ناحية التفوق .. فقد كان لدى القوات الالمانية تفوق (نوعى) و(عددى) كبير .. كما كان لديهم العنصر الاهم .. تفوق (ادراكى) للحرب الحديثة .
وهو ما ادى الى النجحات المبهرة لالة الحرب الالمانية فى خلال الثلاث سنوات الاولى (39-42) الى ان ادرك الحلفاء اهمية تغير اساليب تعاملهم مع الحرب .. بل انهم فى بعض الاحيان استخدمو الاسلوب الالمانى نفسة (الاختراق والتطويق) !
ولكن فى الجانب المصرى فقد كان لديهم تفوق (عددى) فقط .. ولم يصل العرب فى اى من الحروب الى التفوق (النوعى) .. اما عن الوعى باساليب الحرب الحديثة فقد كان متواجد لدى الطرف المصرى (صاحب الخبرة فى حروب 56 والاستنزاف بالاضافة الى المدرسة الشرقية ونفحات من المدرسة الالمانية فى الضبط والربط) خبرة ليست بالقليلة بالحرب الحديثة .. وادراك جيد للعنصر الحسام فى المواجة المباشرة (القوات الجوية المعادية) .
وفى نفس الوقت يقابلة ادراك اكثر من خطير للحرب الحديثة فى الجانب الاسرائيلى .. مدعم بالخبرة الامريكية فى الحرب الحديثة .. وفى مواجهة الاسلحة السوفيتية التى استخدمت فى حرب فيتنام (هى نفس التى استخدمت فى حرب اكتوبر) .. هذا بالاضافة الى تفوق (نوعى) كبير .. فبينما كان المصرين يملكون العدد الاكبر من الطائرت (المقاتلة) .. كانت اسرائيل تمتلك العدد الاكبر من الطائرات متعددة المهام (الفانتوم) .
لذلك لا يوجد وجة مقارنة بين تفوق القوات المصرية 73 وتفوق القوات الالمانية 40 !
ويمكن تلخيص عدم جدوى المقارنة بين عبور (بارليف)* وعبور (ماجينو) بانة لم يكن فى حط ماجينو .. مانع مائى كبير ولا ساتر ترابى ولم يكن الاختراق بكامل مواجهة الخط بل كان فى مكان محدد (الاردين) وكان عنصر المفاجئة فى التطويق ولم يكن فى الاختراق .. الخ .
وبالبحث البسيط نجد انة لا يوجد وجه مقارنة بين الاثنين .
وعند البحث ايضا نجد ان التشابة (وفى بعض الحالات تطابق) بين اقتحام خط (بارليف) واقتحام مواقع رومل فى العالمين .
ففى عام 1942 قرر الانجليز بعد معركة دفاعية ناجحة فى (علم حلفا) ان يشنو هجوم على قوات رومل فى العالمين .. وفى عام 1973 قررت المصريين ان يهاجمو القوات الاسرائيلة على الجانب الشرقى للقنال .. وقد واجهت الاثنين مشاكل وعقبات .. تشابهت فى حالات كثيرة وتطابقت فى حلات اخرى .!
العقبة الاولى :
=========
وهى عقبة نفسية .. فبعد سلسة من الهزائم التى منى بها الطرفين (الانجليزى والمصرى) من جانب عدو استطاع ان يضع مركب نقص فى القيادات المعادية (القيادات المصرية والانجليزية) .. كان لازما تغير ملامح (الانهزامية) والضعف عدم الثقة المتفشية فى القيادات .. والجنود على حد سواء .
وقد كان ما جعل هذة المشكلة تتفاقم هو شعور الجندى العادى بان العدو المواجة لة (الالمانى والاسرائيلى) بشر من نوع مختلف (خارقون) !
والازمة هنا جائت بعدم ثقة القيادات بجنودها .. لذلك فقد كان على هذة القيادت ان تختار بين حلين .. اما عدم الحرب .. او معالجة هذة المشكلة .. وقد كان الخيار الاخر هو الانسب لان الحرب كانت حتمية .
ففى الجانب المصرى .. ابعد الجيش بصورة كاملة تقريبا (وبالاخص فى مستويات القيادة الصغرى) عن مشاكل وصراعات السياسة الداخلية .. كما انها استغلت شعور عدم الثقة بين المواطن والجندى (بعد هزيمة 67) لتعزيز عزلة الجيش عما يدور فى الداخل من صراعات (اغلبها بسبب اختلاف فترتين من الحكم وتغيير فى القيادات) .. وبذلك فقد تم للقيادات التى تشرف على عملية الحرب ان تجعل الجيش يستطيع ان يركز بشكل اساسى على اعادة الثقة الى الجنود .
وقد ادى تدفق شحنات الاسلحة (قبل الحرب بشكل مباشر) الى ذيادة هذة الثقة فى تحقيق النصر .
وفى جانب الانجليز فقد عملت القيادة الانجليزية على نشر (الخطب) التحفيزية (التشرشالية) والتى تحرك المشاعر الانسانية نحو وجهة معينة .
وقد قام بهذة الخطب مستوايات عليا من الضباط (وصلت حتى رئيس الوزراء) .. مما ادى الى قوة تأثيرها .. فهناك نظرية تقول انة كلما كبرت رتبة القائدة .. كلما ذاد التأثير .. سواء بالسلب او الايجاب .!
كما انة لمعركة (علم حلفا) الاثر الاعظم فى اعادة الثقة بالجنود الانجليز .. بالاضافة الى تدفق الاسلحة الحديثة على الجيش الانجليزي .
العقبة الثانية :
=========
وهى عقبة سياسة .. وان كنت ارى انها لم تكن عقبة بقد ما كانت (نار تحت الرماد تحتاج الى من يحركها) .
فحشد الراى العام العالمى للقيام بعملية عسكرية معينة على نطاق كبير كانت تتطلب جهد سياسى واجتماعى كبير جدا .. وقد قام الجانبان (الانجليزى والمصرى) بجهد كبير لتحريك هذة النار .. فقد استند الجانبان على (اخطاء) الجانب الاخر .. من ناحية .. واصوات الجماهير من ناحية اخرى .. فنجد نتيجة لذلك ترحيب دولى وشعبى بالمعركتين .. مما يدل على ما تم بذلة من عملية (حشد) الرأى العام الدولى لدعم المعكرة بدل من تعطيلها .
العقبة الثالثة :
=========
وهى العقبة الفنية .. والتى تنقسم الى :
1) عقبة التفوق النوعى .
===============
والتى كانت متوفية لجانب المضاد (الاسرائيلى والالمانى) فقد توافر للالمان تفوق نوعى سواء فى المدرعات او فى المدفعية .. قابلة من ناحية اخرى ضعف فى القوات الجوية (رغم توافة على قاذفات منقضة من طراز (جيكر)) وقلة فى العدد .. اما فى الجانب الاسرائيلى فقد كان لديهم تفوق فى القوة الجوية والقوة المدرعة .. يقابلة ضعف واضح فى المدفعية (رغم توافرها على مدافع بعدية المدى وبعضها مركب على شاسية) .
وقد عالج الجانب المصرى التفوق الاسرائيلى على النحو التالى .
بالنسبة للقوة الجوية .. وذلك بالتركيز على الاسلحة المضادة للقوات الجوية المتمثلة فى الصواريخ ومنصاتها .. فقد انتشرت بطاريات الصواريخ المصرية على طول خط المواجة وفى العمق حتى الدلتا وحدود القاهرة .
بالنسبة للقوة المدرعة .. وذلك بتنشيط طريقة (رجل مقابل دبابة) بل والاعتماد عليها .. على اساس اقامة (مصائد) الدبابات والكمائن لها .
اما الجانب الانجليزى فقد عالج تفوق الجانب الالمانى على النحو التالى .
بالنسبة للمدرعات .. فبرغم تفوق الالمانية على الانجليزية .. الا انها كانت قليلة العدد .. ولكنها كانت على قدر من القوة تجعل الالمان متفوقين .. وقد عالج الانجليز ذلك بالتركيز على (القصف) الجوى المستهدف للتجمعات المدرعة .. بالاضافة الى اتباع اسلوب الضرب من الثبات فى الكمائن .. فقد كانت الخطة الانجليزية تقضى بانتشار المدرعات الانجليزية خلف الخط الدفاعى للالمان .. على ان تستعد للهجمات الالمانية وهى فى حالة الثبات (متمركزة فى حفر) .
بالنسبة للمدفعية .. فقد كان المدافع الالمانية متفوقة (نوعا) بشك خطير على المدافع الانجليزية .. وقد عالج الانجليز ذلك بتركيز التمهيد النيارانى بالمدفعية على مواقع مدفعية الالمان من اول المعركة .. بغرض اخراجها من المعركة من اولها .
يتبع
التعديل الأخير: