بيروت - رياض قهوجي، باحث في الشؤون الاستراتيجية
بالرغم من النداءات والوعود، لم يحصل الجيش اللبناني حتى الآن على أي أسلحة جديدة من الدول الغربية وعلى رأسها أميركا. وحسب مصدر عسكري رفيع فان ما حملته الطائرات الأميركية في الأيام الماضية كان ذخائر متنوعة لتمكين الجيش من خوض المعارك ضد مجموعة فتح الاسلام الارهابية في مخيم نهر البارد. وتطرح جهات عسكرية عدة اليوم مسألة جدية واشنطن وغيرها من العواصم الاروبية في تسليح الجيش اللبناني من أجل تمكينه من مواجهة التحديات المنتظرة اما في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية في الجنوب أو من داخل المخيمات الفلسطينية أو خارجها مثل التهديدات المبطنة لبعض التنظيمات الفلسطينية المرتبطة بسوريا، وخاصة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة. فقد أفادت مصادر أمنية موثوقة بأن مقاتلي القيادة العامة قد استقدموا خلال الأيام القليلة الماضية دبابات تي-55 ومدافع ثقيلة ومدافع مضادة للطائرات الى تخوم مواقعهم في البقاع من الجانب السوري، وحتى أن بعض هذ العتاد دخل الحدود اللبنانية.
وحسب ضابط رفيع في الجيش اللبناني فان "ما يحتاجه الجيش اليوم هو أسلحة وعتاد تؤمن له تفوق نوعي على خصومه لا مجرد ذخائر وقطع غيار لأسلحة قديمة." ويضيف القائد العسكري بأن العديد من المسلحين في لبنان يملكون أسلحة متقدمة قادرة على الحد من قوة وفعالية أسلحة الجيش وبالتالي فان الهدف من اعادة تجهيز الجيش اللبناني يجب أن تكون تأمين تفوق نوعي له لا أن تؤمن له مجرد استمرارية العمل. وقال الضابط، الذي رفض الكشف عن اسمه، بأن اتفاقيات كانت قد عقدت مع دول غربية تم الغاؤها لأسباب مجهولة، وأهم هذه الاتفاقيات كانت مع بلجيكا والتي تضمنت 45 دبابات ليوبارد-1 ومدافع ميدان ذاتية الحركة عيار 155ملم و70 ناقلة جند هجومية. وقال المسؤول بأن قيادة الجيش قد تفاجأت مؤخرا بقرار بلجيكا بيع هذه الأسلحة الى دولة أخرى دون تحديد الأسباب.
أما طائرات الغازيل الفرنسية الصنع التسعة والتي كانت أهدتها دولة الامارات العربية المتحدة للجيش فقد سلمت للجيش مع مدافعها الرشاشة فقط دون صواريخها، مع العلم بأنها طائرات هجومية لا تصلح لأي مهمة أخرى غير قتالية. وقد عزت القيادة الاماراتية سبب ذلك لقدم منظومة صواريخ هوت الخاصة بالطائرات مما يجعل هذه الصواريخ غير صالحة للخدمة. وعندما طلبت قيادة الجيش من باريس أن تفي بوعدها بمساعدة الجيش وتوفر له صواريخ هوت للغازيل جاء الرد الفرنسي بأن الصواريخ متوفرة ولكن ليست مجانا، مع الاشارة هنا الى أن هذه الدول كافة تدرك أن ميزانية الجيش اللبناني الصغيرة لا تسمح له بشراء أي عتاد. حتى أن أمورا بسيطة مثل أجهزة للرؤية الليلية لم تسلم أميركا سوى القليل منها، حسب المصدر العسكري اللبناني.
ويشكك العديد من أركان الجيش اللبناني بصدقية الدول الغربية بتسليح الجيش اللبناني اذ أن المساهمات المالية من بعض دول الخليج العربية، وبمقدمتها المملكة العربية السعودية، تستطيع توفير السلاح المطلوب لولا الرفض والمماطلة من عواصم الغرب في تلبية طلبات الجيش. ويشير مصدر أميركي في البنتاغون الى أن أسباب الرفض الأساسية من بعض الجهات تعود الى كون لبنان ما زال في حالة حرب مع اسرائيل، وهو دولة مجاورة لها، ولخشيتهم من انتقال هذه الأسلحة لحزب الله. لكن مصدر مسؤول من داخل السفارة الأميركية في بيروت أشار الى أن كشف أجراه وفد عسكري أميركي قبل عام على العتاد الأميركي الصنع لدى الجيش اللبناني أظهر أن الأسلحة والعتاد كافة التي سلمتها أميركا للبنان على مرور الزمن مازالت موجودة في ترسانة الجيش، مما ينفي الشائعات الاسرائيلية بأن بعض عتاد الجيش اللبناني قد تحول الى حزب الله أو تنظيمات أخرى. أما بالنسبة لكون لبنان في حالة حرب مع اسرائيل، فقد أشار مسؤول أميركي الى أن الأولوية اليوم هي للحرب على الارهاب، وبالتالي فان جهودا تبذل في الكواليس داخل البنتاغون والخارجية والبيت الأبيض لازالة العقبات أمام تزويد لبنان بالأسلحة. لكن هذه الجهود بطيئة ومكلفة للجيش اللبناني اليوم الذي يحتاجها اليوم قبل غدا. ويضيف مصدر السفارة الأميركية الى أنه حتى ولو سمح للبنان بالتزود بالأسلحة فان الأمر سيحتاج الى وقت لتوفيرها اما من الشركات المصنعة أو احتياطي الجيش الأميركي أو الجيوش الحليفة. وعليه، يقترح المراقبون أن يستخدم الجيش اللبناني المساعدات المالية من الدول العربية من أجل شراء أسلحة من دول شرقية، وتحديدا روسيا والصين من أجل تأمين حاجاته الأساسية – مثل منظومات الدفاع الجوي والدبابات - بانتظار تصحيح الوضع مع الدول الغربية التي تشكل تاريخيا المصدر الرئيسي لسلاح الجيش.
المصدر
http://www.inegma.com/?navigation=reports#
بالرغم من النداءات والوعود، لم يحصل الجيش اللبناني حتى الآن على أي أسلحة جديدة من الدول الغربية وعلى رأسها أميركا. وحسب مصدر عسكري رفيع فان ما حملته الطائرات الأميركية في الأيام الماضية كان ذخائر متنوعة لتمكين الجيش من خوض المعارك ضد مجموعة فتح الاسلام الارهابية في مخيم نهر البارد. وتطرح جهات عسكرية عدة اليوم مسألة جدية واشنطن وغيرها من العواصم الاروبية في تسليح الجيش اللبناني من أجل تمكينه من مواجهة التحديات المنتظرة اما في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية في الجنوب أو من داخل المخيمات الفلسطينية أو خارجها مثل التهديدات المبطنة لبعض التنظيمات الفلسطينية المرتبطة بسوريا، وخاصة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة. فقد أفادت مصادر أمنية موثوقة بأن مقاتلي القيادة العامة قد استقدموا خلال الأيام القليلة الماضية دبابات تي-55 ومدافع ثقيلة ومدافع مضادة للطائرات الى تخوم مواقعهم في البقاع من الجانب السوري، وحتى أن بعض هذ العتاد دخل الحدود اللبنانية.
وحسب ضابط رفيع في الجيش اللبناني فان "ما يحتاجه الجيش اليوم هو أسلحة وعتاد تؤمن له تفوق نوعي على خصومه لا مجرد ذخائر وقطع غيار لأسلحة قديمة." ويضيف القائد العسكري بأن العديد من المسلحين في لبنان يملكون أسلحة متقدمة قادرة على الحد من قوة وفعالية أسلحة الجيش وبالتالي فان الهدف من اعادة تجهيز الجيش اللبناني يجب أن تكون تأمين تفوق نوعي له لا أن تؤمن له مجرد استمرارية العمل. وقال الضابط، الذي رفض الكشف عن اسمه، بأن اتفاقيات كانت قد عقدت مع دول غربية تم الغاؤها لأسباب مجهولة، وأهم هذه الاتفاقيات كانت مع بلجيكا والتي تضمنت 45 دبابات ليوبارد-1 ومدافع ميدان ذاتية الحركة عيار 155ملم و70 ناقلة جند هجومية. وقال المسؤول بأن قيادة الجيش قد تفاجأت مؤخرا بقرار بلجيكا بيع هذه الأسلحة الى دولة أخرى دون تحديد الأسباب.
أما طائرات الغازيل الفرنسية الصنع التسعة والتي كانت أهدتها دولة الامارات العربية المتحدة للجيش فقد سلمت للجيش مع مدافعها الرشاشة فقط دون صواريخها، مع العلم بأنها طائرات هجومية لا تصلح لأي مهمة أخرى غير قتالية. وقد عزت القيادة الاماراتية سبب ذلك لقدم منظومة صواريخ هوت الخاصة بالطائرات مما يجعل هذه الصواريخ غير صالحة للخدمة. وعندما طلبت قيادة الجيش من باريس أن تفي بوعدها بمساعدة الجيش وتوفر له صواريخ هوت للغازيل جاء الرد الفرنسي بأن الصواريخ متوفرة ولكن ليست مجانا، مع الاشارة هنا الى أن هذه الدول كافة تدرك أن ميزانية الجيش اللبناني الصغيرة لا تسمح له بشراء أي عتاد. حتى أن أمورا بسيطة مثل أجهزة للرؤية الليلية لم تسلم أميركا سوى القليل منها، حسب المصدر العسكري اللبناني.
ويشكك العديد من أركان الجيش اللبناني بصدقية الدول الغربية بتسليح الجيش اللبناني اذ أن المساهمات المالية من بعض دول الخليج العربية، وبمقدمتها المملكة العربية السعودية، تستطيع توفير السلاح المطلوب لولا الرفض والمماطلة من عواصم الغرب في تلبية طلبات الجيش. ويشير مصدر أميركي في البنتاغون الى أن أسباب الرفض الأساسية من بعض الجهات تعود الى كون لبنان ما زال في حالة حرب مع اسرائيل، وهو دولة مجاورة لها، ولخشيتهم من انتقال هذه الأسلحة لحزب الله. لكن مصدر مسؤول من داخل السفارة الأميركية في بيروت أشار الى أن كشف أجراه وفد عسكري أميركي قبل عام على العتاد الأميركي الصنع لدى الجيش اللبناني أظهر أن الأسلحة والعتاد كافة التي سلمتها أميركا للبنان على مرور الزمن مازالت موجودة في ترسانة الجيش، مما ينفي الشائعات الاسرائيلية بأن بعض عتاد الجيش اللبناني قد تحول الى حزب الله أو تنظيمات أخرى. أما بالنسبة لكون لبنان في حالة حرب مع اسرائيل، فقد أشار مسؤول أميركي الى أن الأولوية اليوم هي للحرب على الارهاب، وبالتالي فان جهودا تبذل في الكواليس داخل البنتاغون والخارجية والبيت الأبيض لازالة العقبات أمام تزويد لبنان بالأسلحة. لكن هذه الجهود بطيئة ومكلفة للجيش اللبناني اليوم الذي يحتاجها اليوم قبل غدا. ويضيف مصدر السفارة الأميركية الى أنه حتى ولو سمح للبنان بالتزود بالأسلحة فان الأمر سيحتاج الى وقت لتوفيرها اما من الشركات المصنعة أو احتياطي الجيش الأميركي أو الجيوش الحليفة. وعليه، يقترح المراقبون أن يستخدم الجيش اللبناني المساعدات المالية من الدول العربية من أجل شراء أسلحة من دول شرقية، وتحديدا روسيا والصين من أجل تأمين حاجاته الأساسية – مثل منظومات الدفاع الجوي والدبابات - بانتظار تصحيح الوضع مع الدول الغربية التي تشكل تاريخيا المصدر الرئيسي لسلاح الجيش.
المصدر
http://www.inegma.com/?navigation=reports#