تاثير الدرع الرد فعلي على الذخائر
مع تطور التهديد المتوقع ضد المدرعات برزت الحاجة الى زيادة سمك التدريع . ولكن هناك قيود على هذه الزيادة وهي الوزن الاجمالي للمدرعة والابعاد الخارجية لها مما ادى الى توقيف اي زيادة للتدريع والبحث عن طرق ووسائل اخرى لزيادة الوقاية للطاقم والمعدات الاساسية . ونتج عن ذلك استداث الدروع المختلطة التي تتكون من مواد مختلفة مرتبة على شكل طبقات والدروع المتعددة spaced armour وزيادة زاوية ميل الدرع ، واخيرا تم استحداث الدروع الرد فعلية عام 1970 التي استحدثها الدكتور هيلد ومنذ ذلك التاريخ وهي في تطور مستمر .ولقد استخدمت هذه الدروع الرد فعلية في الدبابات الاسرائيلية اثناء الهجوم على لبنان عام 1982 ولاول مرة كما تم استخدام الدروع الرد فعلية بنجاح مع العربات المدرعة بغرض ايقاف عمل الاسلحة الخفيفة والمضادة لها ، ولكن مجال استخدامها توسع ليشمل دبابات القتال الرئيسية ، والمدافع ذاتية الحركة وناقلات الجنود المدرعة .ومن الطبيعي ان يختلف تصميم الدرع الرد فعلي طبقا لنوع المدرعة التي تستخدم معها والتصميم الجيد للدرع الرد فعلي يجعله قادرا على مواجهة ذخائر الحشوة الجوفاء ذات العيار الكبير اضافة الى العيارين النتوسط والصغير ليس هذا فحسب بل يستطيع ان يقاوم ذخائر طاقة الحركة .وفي هذا الموضوع باذن الله سنرى تاثير الدرع الرد فعلي على اداء ذخائر الحشوة الجوفاء والطاقة الحركية اضافة الى هذا سنتحدث عن طرق مواجهة الدروع الرد فعلية .
تاثير الدروع الرد فعلية على قذائف الحشوة الجوفاء:
يبدا عمل الدرع الرد فعلي بعد وقت قصير ومحدد من اصطدام مقدمة نافورة المعدن المسال (jet tip) اثناء ذلك تقوم مقدمة النافورة باختراق طبقة المفرقعات وتفجيرها وتتطاير الالواح وحتى هذه اللحظة فان عملية الاختراق تتم طبقا للقوانين العادية وبعد ذلك عند تطاير الالوا تقوم بسد مسار النافورة باستمرار وانتظام ، وهذه العملية هي التي تتوقف عليها كفاءة الدرع الرد فعلي ولا تخضع لقوانين الاختراق العادية .وينشا عن هذه العملية تشويه لنافورة المعدن وبدرجة كبيرة ، كما انها تفقد جزءا كبيرا من طاقتها ولا تبقى من هذه الطاقة الا جزء صغير لا يكفي لاختراق الدرع الرئيسي ، اما مؤخرة نافورة المعدن المسال فانها تتشتت وتاثيرها محدود. وقد تم تجريب العديد من الاختبارات التي تم فيها استخدام انواع مختلفة من ذخائر الحشوة الجوفاء ضد انواع مختلفة من الدروع الرد فعلية لها زاوايا ميل مختلفة وكانت النتيجة انه تم الحصول على عمق اختراق مختلفة وبدرجات مختلفة وكان تاثير زوايا الميل للدروع الرد فعلية واضحا سواء استخدمت دروع رد فعلية سريعة او بطيئة ( تصنع على شكل صناديق او بلاطات صغسرة بها طبقتان من المفرقعات ) وبالاضافة الى تاثير زوايا الميل فانه هناك عوامل اخرى تؤثر على اداء هذه الدروع وهي ترتيب المواد التي تكون منها الدروع الرد فعلية وعدد طبقات المفرقعات ، وابعاد الدرع وطريقة تثبيته على الدرع الرئيسي ودرجة لاحكام للصناديق او البلاطات .
تاثير الدرع الرد فعلي على اداء ذخائر طاقة الحركة :
تم تصميم الدرع الرد فعلي اساسا ليقاوم ذخائر الحشوة الجوفاء او ما يطلق عليه احيانا ذحائر الطاقة الكيميائية نظرا لاعتمادها في الاداء على الطاقة الناتجة من المفرقعات ، وهذا النوع من الذخائر له القدرة على الاختراق اكبر من قدرة ذخائر طاقة الحركة، ولكن يمكن تطبيق فكرة عمل الدرع الرد فعلي ليقاوم ايضا ذخائر طاقة الحركة ، وفي هده الحالة يلزم اختيار سمك الالوا المعدنية بحيث يناسب هذا التهديد ، وهو ما يعني ان يكون الدرع الرد فعلي اثقل وزنا حتى تتوفر كمية الحركة العرضية الكافية لمقاومة المقذوف المخترق وينتج عن الحركة العرضية للالواح نوعان من التدمير للمقذوف المخترق الاول هو تكسير المقذوف الى ثلاثة اجزاء او اربعة مع تغيير اتجاهها والثاني هو انحراف وانثناء /تكسير المقذوف المخترق ، ويعتمد هذا التاثير على سمك الدرع ، والنسبة بين سرعة المقذوف المخترق وسرعة الالواح المعدنية وزاوية ميل الدرع على اتجاه الاختراق وعند مقاومة قدرة الاختراق المتبقية نتيجة استخدام درع رد فعلي ودرع خامل وجد ان هذه القدرة المتبقية للاختراق تقل حوالي 60 / 80% في حالة استخدام الدرع الرد فعلي .
طرق مواجهة الدروع الرد فعلية :
يعتبر الاتجاه الى زيادة عيار الحشوة الجوفاء (زيادة قطرها ) بهدف الحصوص على اختراق اكبر ، ويعتبر هذا الاتجاه غير كاف لمواجهة الدرعو الرد فعلية ويلزم تصميم اكثر تعقيدا للرؤوس الحربية وهناك عدة طرق لتناول هذا الاتجاه ، ولكن يجمع بينها عدة طرق لتناول هذا الاتجاه ، ولكن يجمع بينها فكرة واحدة ، وهي اداء الاس الحربي على عدة مراحل للتغلب على الدرع الرد فعلي وذلك بوضع شحنة مفرقعات مجوفة امامية وذلك لتنظيف المسار ( ولو لوقت محدد) اما نافورة المعدن المسال الناتج من شحنة المفرقعات المجوفة الرئيسية التي توجد في الخلف .
وتختلف هذه الحلول بالنسبة لمكونات الجزء الامامي الذي يقوم بتنظيف المسار قبل انفجار الشحنة الخلفية للمفرقعات وتشمل هذه البدائل ما يلي :
* شحنة مفرقعات امامية تقوم بفتح ممر في طبقة مفرقعات الدرع الرد فعلي وبدون تفجيرها .
* استخدام شحنة طاقة الحركة في حالة توفرها في السلاح المضاد للدروع وذلك باستخدام مقدمة لفتح الدرع الرد فعلي .
* استخدام مقدمة قوية وثقيلة في الصاروخ بحيث تمسك باللوح الامامي قبل تطايره .
* استخدام شحنة مفرقعات مجوفة صغيرة امامية بحيث تعمل نافورة المعدن المسال الناتج منها على ازالة بلاطة الدرع الرد فعلي وذلك قبل تكوين نافورة المعدن المسال للشحنة الجوفاء الرئيسية في الخلف.
* استخدام شحنة جوفاء من المفرقعات تقوم بتدمير كل بلاطات الدرع الرد فعلي ، وبعد ذلك تعمل شحنة جوفاء رئيسية من المفرقعات وبعد زمن تاخير يتم فيه تطاير الالواح المعدنية للدروع ويكون الطريق خاليا امام نافورة المعدن المسال للشحنة الرئيسية .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: