سفن الحرب البرمائية
بقلم: تيم ريبلي
توحي الجغرافيا وحدها ان البحريات العربية بحاجة لان تأخذ بجدية الحصول على قدرات حربية برمائية. فالممرات المائية الاستراتيجية تهيمن في المنطقة. وان النقل بطريق البحر هو الطريقة الوحيدة غالبا لنقل الحمولة الضخمة والثقيلة الى مسافات بعيدة، وان بلدانا عربية عدة هي بحاجة الى ان تكون قادرة على تزويد او تعزيز الجزر المعرضة للخطر بالقدرات الدفاعية البحرية.
علاوة على ذلك، دفعت البيئة الاستراتيجية المتغيرة العديد من البحريات العربية لتأخذ بالاعتبار كيفية تنفيذ اماني الحكومات للمشاركة في عمليات الحفاظ على الامن في المناطق المحظورة دوليا. والنقل البرمائي هو الوسيلة الواضحة للحكومات العربية لتترجم ارادة الحفاظ على الامن الى عمل فعلي.
القوات البرمائية
ان مجموعة من خيارات المعدات البرمائية متاحة للبحريات الحديثة، انطلاقا من السفن التي تتمتع بمدى استراتيجي/بحري وصولا الى سفن الانزال الصغيرة المصممة للعمل فقط في المياه الساحلية او الانهر.
اما القدرة البرمائية في الطرف الاول، فتعتمد على السفن الحربية الكبيرة التي يطلق عليها منصة هبوط الطوافات (LPH) او رصيف منصة الهبوط (LPD). الاولى هي سفن حربية مسطحة المتن اساسا، صممت لتشغيل الطوافات ونقل القوات البرمائية جوا للمشاركة في الاجراءات، في حين ان الثانية (LPD) صممت للعمل في قواعد في البحر لسفن الانزال. فهي تتمتع برصيف خلفي يجلب الى داخله سفينة الانزال لاتاحتها للتحميل في احوال سالمة نسبيا. وقد حاولت بعض البحريات ان تجمع الدورين في تصميم واحد يطلق عليه احيانا اسم سفن الدعم اللوجستية، لكن لا بد من جعل هذا التصميم ناجحا من خلال أن تجرى تنازلات من ناحية عدد الطوافات او سفن الانزال التي يمكن ان تستوعب في الهياكل. وغالبا ما تكون ارصفة هبوط الطوافات كبيرة (LPD)، الا ان الطائرات بحاجة ان تستوعب فوق المتن لايجاد مكان لسفن الانزال. وقد صممت سفن اختصاصية للاقتراب من الشواطئ وتفريغ المركبات، ويطلق عليها عموما سفينة الانزال او سفينة انزال الدبابات. وهذه السفن تتمتع بنظم مراسي وادوات دفع تتيح لها الاقتراب من الشواطئ والعودة من ثم الى تعويم نفسها ولها ممرات منحدرة كبيرة تتيح انطلاق المركبات.
اما السفن البرمائية الثانية الشائعة اكثر، فهي التي يطلق عليها عموما سفن الانزال. وهذه السفن ليست عادة سفنا تبحر في البحر تماما، بل صممت لنقل القوات والمركبات ذهابا وايابا ومعدات اخرى الى الشاطئ من سفن برمائية اكبر والعمل في بيئات ساحلية.
ان سفن الانزال الاكثر قدرة، التي تستعمل عادة محركات ديزل، هي سفن قادرة على نقل ١٠٠ الى ٢٠٠ طن من الحمولة بسرعة تبلغ نحو ٢٠ عقدة، وتستطيع ان تحمل حتى معدات ثقيلة، مثل دبابات القتال الرئيسية، دون اي مشكلة. وعادة ما تحمل سفن الانزال البرمائية عدة رشاشات او اسلحة مماثلة للدفاع عن القوات و/او اطقم المركبات في داخلها.
اما سفن الانزال التي تعمل على مخدة هوائية في البحرية الاميركية، فتعتمد على سفن حوامة صغيرة الى متوسطة الحجم ومتعددة الاغراض، والمعروفة ايضا بسفن على الشاطىء (DTB)، فهي تتيح للقوات والمواد الوصول الى اكثر من ٧٠% من الخطوط الساحلية في العالم، في حين ان ١٥% تقريبا من الخط الساحلي متاحا فقط لسفن الانزال العادية.
السفن الحربية البرمائية الاولى
ان احدث سفن حربية برمائية نموذجية هي السفن الفرنسية الجديدة (Mistral) و (Tonnerre BPC) زنة الواحدة ٢١٣٠٠ طنا، اللتان صممتا لنشر القوات والقيادة "BPC". وقد بنت السفينتين مديرية الانشاءات البحرية (DCN) بمشاركة شركة (Thales) وشركة (Chantiers de L"Atlantique). وتتمتع كل سفينة بسعة حمل نافع ومؤهلات لتحمل نحو ١٦ طوافة ثقيلة وثلث فوج مؤلل، اضافة الى قاربين حوامين (LCAC) او نحو ٤ سفن انزال.
تحمل كل من سفينة (Mistral) و (Tonnerre) مخزونات كافية للطاقم ولمجموعة قوات من ٤٥٠ جنديا لمدة ٤٥ يوما بين فترات التموين. وتبلغ السرعة القصوى لكل سفينة ١٩ عقدة، ويبلغ مداها عند ١٤ عقدة ١١٠٠٠ ميل بحري. وان سفينة (Mistral) هي اول سفينة حربية في البحرية الفرنسية تعمل على الكهرباء كليا، وهي مجهزة بحاضنين متغيري المكان كهربائيين من نوع (Alstom) بطاقة ٧ ميغاواط. ويتألف نظام توليد الطاقة من ثلاثة مولدات تعمل على الديزل من نوع (wartsila) بطاقة (16V32) ومولد واحد بطاقة (18V200) تولد ٨،٢٠ ميغاواط من الطاقة.
في حزيران/يونيو عام ٢٠١١، وقعت وكالة التصدير الدفاعية الروسية (Rosoboron export) عقدا مع مديرية (DCNS) مقابل سفينتين (Mistral/BPC) والخدمات المتعلقة بها. وتشكل الصفقة جزءا من اتفاقية حكومية بين فرنسا وروسيا على ٤ سفن من طراز (Mistral). وتبلغ قيمة الصفقة ٥٢،١ بليون دولار. وسوف تبني السفن مديرية (DCNS) وشركة (STX) الى جانب شركة بناء السفن المتحدة الروسية (OSK).
انزلت سفينة رصيف هبوط الطوافات (LHD) التي تحمل اسم (Juan Carlos I)، وهي اكبر سفينة للبحرية الاسبانية، في اذار/مارس عام ٢٠٠٨ في حوض بناء السفن (Navantia Ferrol)، اطلق عليها اسم ملك اسبانيا. وقد بنيت سفينة العرض الاستراتيجية بتكلفة بلغت ٣٦٠ مليون يورو تقريبا. وقد صممت في عام ٢٠٠٥ وانجزت تجاربها البحرية في حزيران/يونيو عام ٢٠١٠ وتم تجهيزها في ايلول/سبتمبر عام ٢٠١٠. وتتمتع السفينة (LHD) باربع منصات - رصيف ومرآب للحمولة الثقيلة ورصيف مأوى وحظيرة ومرآب للحمولة الخفيفة ومنصة طيران مع فتحة جانبية بميل ١٢ درجة مئوية للانطلاق الواثب للطائرات. وان السفينة (LHD) هي سفينة متعددة الاغراض، يمكن استعمالها كحاملة طائرات وكسفينة برمائية ولعمليات الاغاثة. ويمكن استخدام السفينة لاطلاق الطائرات التالية (V-22 Osprey) و (AV-8B Plus) والطائرة الضاربة المشتركة (JSF) و ٦ طوافات من طراز (NH-90) و ٦ طوافات من طراز (SH-3D) و ٦ طوافات (AB 212) و٤ طوافات من طراز (CH-47 Chinook).
القدرة العربية
ان شركة بناء السفن في ابوظبي (ADSB) هي احدى الشركات الرائدة في بناء السفن الصغيرة في منطقة الشرق الاوسط. وتستعمل منتوجاتها البرمائية القوات المسلحة الاماراتية وجرى تصديرها. وقد سلمت ١٢ ناقلة قوات سريعة طول الناقلة الواحدة ٢٥ مترا و٤ سفن تموين سريعة طول الواحدة ٢٦ مترا و٦٦ قارب اقتحام طول القارب الواحد ٥،٩ امتار، اضافة الى ٣ قوارب انزال طول الواحد ٦٤ مترا وقاربين للانزال من الفولاذ طول الواحد ٤٢ مترا وقاربين للانزال من المواد المركبة طول الواحد ١٦ مترا طلبتها القوة البحرية الملكية في البحرين.
صممت الشركة (ADSB) ناقلة القوات السريعة لتكون عالية المناورة بنوع خاص في كل السرعات وقادرة على العمل في مياه ضحلة جدا. وتكمن مهمتها الرئيسية في نشر القوات مباشرة على الشاطىء عن طريق ممر يعمل هيدروليكيا. وقد صممت الناقلة طبقا للمواصفات الواردة ادناه واعتمدت على تصميم ناقلتي القوات السريعتين في البحرية السويدية والبحرية الاماراتية مع التعديلات المطلوبة للوفاء بالمتطلبات العملانية لقوارب الدورية المتوسطة المدى. وقد بني هيكلها ومتنها وانشاؤها العلوي، بما فيه الحواجز الانشائية والاطارات استنادا الى الشروط القياسية (Det Norske Veritas 2002) تصنيفا للسرعة العالية والسفن الخفيفة. وكان تصميم السفينة الاصلي وبناؤها ايضا وفقا للانظمة البحرية السويدية (RMS). وتم تجهيزها بمحركين مزدوجين يعملان على الديزل من نوع (MTU) مع محركات مائية نفاثة من نوع (FF550) من شركة (Rolls Royce) ليمنحا السفينة سرعة عالية تزيد على ٣٥ عقدة. وعدا عن مهمتها كناقلة قوات سريعة، سوف تكون السفينة في الخدمة ايضا كقارب صواريخ ومدفعية وهاون.
تتمتع شركة بناء السفن في ابوظبي (ADSB) بحقيبة منتوجات مؤلفة من سفن انزال هي قيد الخدمة في البحرية الاماراتية وفي بحرية عمان الملكية. وقد بنيت حسب المقاييس البحرية العالية المتعلقة بكل انتاج الشركة (ADSB)، واثبتت جدارتها في الخدمة العملانية في الاوقات البحرية. وان تخطيط متن الانشاء الفولاذي والحمولة للمهام الثقيلة يجعلها صالحة لانزال المركبات والقوات والمعدات والوقود والمياه بصورة مثالية. وقد صمم الممر المقوس للاستعمال خلال العمليات البرمائية التي تتيح انزال المركبات والرجال بسرعة على الشاطىء. وقد زودت بتكييف هوائي كامل لسد حاجة ١٩ ضابطا مع طاقم. ويبلغ وزن السفينة صافيا ٧٠٠ طن، وتبلغ سرعتها ٥،١٠ عقدة تقريبا. وتبلغ مساحة منطقة متن الحمولة ٤٠٠ متر مربع، ويتيح مرفق تحميل جانبي الوصول بسهولة الى المعدات التي تحمل من جانب الرصيف.
العمليات المشتركة
ان الحاجة الناشئة لقوة برمائية لاي بحرية عربية هي القدرة على العمل بطريقة متكاملة مع شركاء اقليميين ودوليين. وان عمليات التحالف هي حاليا تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي (GCC) او هيئة الامم المتحدة، وهي شائعة بازدياد. وان البحريات الاقليمية هي بحاجة للتدريب والتجهيز للعمل مع شركاء. وهذه لها دلالات ضمنية رئيسية للبحريات في الخليج، التي تواجه حاليا امكانية العمل خارج مياهها الداخلية التقليدية، التي تؤدي الى الاهتمام في مزيد من القدرات البرمائية العالية. فالاضطراب وعدم الاستقرار في منطقة القرن الافريقي وشمال افريقيا ركزت الانتباه على مزيد من قدرات استعراض القوة الشديدة. وهذا قد يتخذ شكلا في واحدة او اكثر من البحريات العربية الاكبر التي تشتري سفنا اكبر وتعمل بسفن اصغر قدمتها بحريات اخرى. وقد اقام عدد من البحريات العربية علاقات عمل مع شركاء دوليين، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الاميركية، لاجراء تمارين برمائية تتيح لها اكتساب مزيدا من الخبرة وتطبيق تكتيكات جديدة واستخدام احدث المعدات.
يُنظر حاليا الى العمليات البرمائية على انها تشكل قدرة رئيسية للبحريات العربية، التي تبدو على انها تشكل مجال نمو لسنين عديدة مقبلة.
المصدر
http://www.arabdefencejournal.com/article.php?categoryID=17&articleID=888
بقلم: تيم ريبلي
توحي الجغرافيا وحدها ان البحريات العربية بحاجة لان تأخذ بجدية الحصول على قدرات حربية برمائية. فالممرات المائية الاستراتيجية تهيمن في المنطقة. وان النقل بطريق البحر هو الطريقة الوحيدة غالبا لنقل الحمولة الضخمة والثقيلة الى مسافات بعيدة، وان بلدانا عربية عدة هي بحاجة الى ان تكون قادرة على تزويد او تعزيز الجزر المعرضة للخطر بالقدرات الدفاعية البحرية.
علاوة على ذلك، دفعت البيئة الاستراتيجية المتغيرة العديد من البحريات العربية لتأخذ بالاعتبار كيفية تنفيذ اماني الحكومات للمشاركة في عمليات الحفاظ على الامن في المناطق المحظورة دوليا. والنقل البرمائي هو الوسيلة الواضحة للحكومات العربية لتترجم ارادة الحفاظ على الامن الى عمل فعلي.
القوات البرمائية
ان مجموعة من خيارات المعدات البرمائية متاحة للبحريات الحديثة، انطلاقا من السفن التي تتمتع بمدى استراتيجي/بحري وصولا الى سفن الانزال الصغيرة المصممة للعمل فقط في المياه الساحلية او الانهر.
اما القدرة البرمائية في الطرف الاول، فتعتمد على السفن الحربية الكبيرة التي يطلق عليها منصة هبوط الطوافات (LPH) او رصيف منصة الهبوط (LPD). الاولى هي سفن حربية مسطحة المتن اساسا، صممت لتشغيل الطوافات ونقل القوات البرمائية جوا للمشاركة في الاجراءات، في حين ان الثانية (LPD) صممت للعمل في قواعد في البحر لسفن الانزال. فهي تتمتع برصيف خلفي يجلب الى داخله سفينة الانزال لاتاحتها للتحميل في احوال سالمة نسبيا. وقد حاولت بعض البحريات ان تجمع الدورين في تصميم واحد يطلق عليه احيانا اسم سفن الدعم اللوجستية، لكن لا بد من جعل هذا التصميم ناجحا من خلال أن تجرى تنازلات من ناحية عدد الطوافات او سفن الانزال التي يمكن ان تستوعب في الهياكل. وغالبا ما تكون ارصفة هبوط الطوافات كبيرة (LPD)، الا ان الطائرات بحاجة ان تستوعب فوق المتن لايجاد مكان لسفن الانزال. وقد صممت سفن اختصاصية للاقتراب من الشواطئ وتفريغ المركبات، ويطلق عليها عموما سفينة الانزال او سفينة انزال الدبابات. وهذه السفن تتمتع بنظم مراسي وادوات دفع تتيح لها الاقتراب من الشواطئ والعودة من ثم الى تعويم نفسها ولها ممرات منحدرة كبيرة تتيح انطلاق المركبات.
اما السفن البرمائية الثانية الشائعة اكثر، فهي التي يطلق عليها عموما سفن الانزال. وهذه السفن ليست عادة سفنا تبحر في البحر تماما، بل صممت لنقل القوات والمركبات ذهابا وايابا ومعدات اخرى الى الشاطئ من سفن برمائية اكبر والعمل في بيئات ساحلية.
ان سفن الانزال الاكثر قدرة، التي تستعمل عادة محركات ديزل، هي سفن قادرة على نقل ١٠٠ الى ٢٠٠ طن من الحمولة بسرعة تبلغ نحو ٢٠ عقدة، وتستطيع ان تحمل حتى معدات ثقيلة، مثل دبابات القتال الرئيسية، دون اي مشكلة. وعادة ما تحمل سفن الانزال البرمائية عدة رشاشات او اسلحة مماثلة للدفاع عن القوات و/او اطقم المركبات في داخلها.
اما سفن الانزال التي تعمل على مخدة هوائية في البحرية الاميركية، فتعتمد على سفن حوامة صغيرة الى متوسطة الحجم ومتعددة الاغراض، والمعروفة ايضا بسفن على الشاطىء (DTB)، فهي تتيح للقوات والمواد الوصول الى اكثر من ٧٠% من الخطوط الساحلية في العالم، في حين ان ١٥% تقريبا من الخط الساحلي متاحا فقط لسفن الانزال العادية.
السفن الحربية البرمائية الاولى
ان احدث سفن حربية برمائية نموذجية هي السفن الفرنسية الجديدة (Mistral) و (Tonnerre BPC) زنة الواحدة ٢١٣٠٠ طنا، اللتان صممتا لنشر القوات والقيادة "BPC". وقد بنت السفينتين مديرية الانشاءات البحرية (DCN) بمشاركة شركة (Thales) وشركة (Chantiers de L"Atlantique). وتتمتع كل سفينة بسعة حمل نافع ومؤهلات لتحمل نحو ١٦ طوافة ثقيلة وثلث فوج مؤلل، اضافة الى قاربين حوامين (LCAC) او نحو ٤ سفن انزال.
تحمل كل من سفينة (Mistral) و (Tonnerre) مخزونات كافية للطاقم ولمجموعة قوات من ٤٥٠ جنديا لمدة ٤٥ يوما بين فترات التموين. وتبلغ السرعة القصوى لكل سفينة ١٩ عقدة، ويبلغ مداها عند ١٤ عقدة ١١٠٠٠ ميل بحري. وان سفينة (Mistral) هي اول سفينة حربية في البحرية الفرنسية تعمل على الكهرباء كليا، وهي مجهزة بحاضنين متغيري المكان كهربائيين من نوع (Alstom) بطاقة ٧ ميغاواط. ويتألف نظام توليد الطاقة من ثلاثة مولدات تعمل على الديزل من نوع (wartsila) بطاقة (16V32) ومولد واحد بطاقة (18V200) تولد ٨،٢٠ ميغاواط من الطاقة.
في حزيران/يونيو عام ٢٠١١، وقعت وكالة التصدير الدفاعية الروسية (Rosoboron export) عقدا مع مديرية (DCNS) مقابل سفينتين (Mistral/BPC) والخدمات المتعلقة بها. وتشكل الصفقة جزءا من اتفاقية حكومية بين فرنسا وروسيا على ٤ سفن من طراز (Mistral). وتبلغ قيمة الصفقة ٥٢،١ بليون دولار. وسوف تبني السفن مديرية (DCNS) وشركة (STX) الى جانب شركة بناء السفن المتحدة الروسية (OSK).
انزلت سفينة رصيف هبوط الطوافات (LHD) التي تحمل اسم (Juan Carlos I)، وهي اكبر سفينة للبحرية الاسبانية، في اذار/مارس عام ٢٠٠٨ في حوض بناء السفن (Navantia Ferrol)، اطلق عليها اسم ملك اسبانيا. وقد بنيت سفينة العرض الاستراتيجية بتكلفة بلغت ٣٦٠ مليون يورو تقريبا. وقد صممت في عام ٢٠٠٥ وانجزت تجاربها البحرية في حزيران/يونيو عام ٢٠١٠ وتم تجهيزها في ايلول/سبتمبر عام ٢٠١٠. وتتمتع السفينة (LHD) باربع منصات - رصيف ومرآب للحمولة الثقيلة ورصيف مأوى وحظيرة ومرآب للحمولة الخفيفة ومنصة طيران مع فتحة جانبية بميل ١٢ درجة مئوية للانطلاق الواثب للطائرات. وان السفينة (LHD) هي سفينة متعددة الاغراض، يمكن استعمالها كحاملة طائرات وكسفينة برمائية ولعمليات الاغاثة. ويمكن استخدام السفينة لاطلاق الطائرات التالية (V-22 Osprey) و (AV-8B Plus) والطائرة الضاربة المشتركة (JSF) و ٦ طوافات من طراز (NH-90) و ٦ طوافات من طراز (SH-3D) و ٦ طوافات (AB 212) و٤ طوافات من طراز (CH-47 Chinook).
القدرة العربية
ان شركة بناء السفن في ابوظبي (ADSB) هي احدى الشركات الرائدة في بناء السفن الصغيرة في منطقة الشرق الاوسط. وتستعمل منتوجاتها البرمائية القوات المسلحة الاماراتية وجرى تصديرها. وقد سلمت ١٢ ناقلة قوات سريعة طول الناقلة الواحدة ٢٥ مترا و٤ سفن تموين سريعة طول الواحدة ٢٦ مترا و٦٦ قارب اقتحام طول القارب الواحد ٥،٩ امتار، اضافة الى ٣ قوارب انزال طول الواحد ٦٤ مترا وقاربين للانزال من الفولاذ طول الواحد ٤٢ مترا وقاربين للانزال من المواد المركبة طول الواحد ١٦ مترا طلبتها القوة البحرية الملكية في البحرين.
صممت الشركة (ADSB) ناقلة القوات السريعة لتكون عالية المناورة بنوع خاص في كل السرعات وقادرة على العمل في مياه ضحلة جدا. وتكمن مهمتها الرئيسية في نشر القوات مباشرة على الشاطىء عن طريق ممر يعمل هيدروليكيا. وقد صممت الناقلة طبقا للمواصفات الواردة ادناه واعتمدت على تصميم ناقلتي القوات السريعتين في البحرية السويدية والبحرية الاماراتية مع التعديلات المطلوبة للوفاء بالمتطلبات العملانية لقوارب الدورية المتوسطة المدى. وقد بني هيكلها ومتنها وانشاؤها العلوي، بما فيه الحواجز الانشائية والاطارات استنادا الى الشروط القياسية (Det Norske Veritas 2002) تصنيفا للسرعة العالية والسفن الخفيفة. وكان تصميم السفينة الاصلي وبناؤها ايضا وفقا للانظمة البحرية السويدية (RMS). وتم تجهيزها بمحركين مزدوجين يعملان على الديزل من نوع (MTU) مع محركات مائية نفاثة من نوع (FF550) من شركة (Rolls Royce) ليمنحا السفينة سرعة عالية تزيد على ٣٥ عقدة. وعدا عن مهمتها كناقلة قوات سريعة، سوف تكون السفينة في الخدمة ايضا كقارب صواريخ ومدفعية وهاون.
تتمتع شركة بناء السفن في ابوظبي (ADSB) بحقيبة منتوجات مؤلفة من سفن انزال هي قيد الخدمة في البحرية الاماراتية وفي بحرية عمان الملكية. وقد بنيت حسب المقاييس البحرية العالية المتعلقة بكل انتاج الشركة (ADSB)، واثبتت جدارتها في الخدمة العملانية في الاوقات البحرية. وان تخطيط متن الانشاء الفولاذي والحمولة للمهام الثقيلة يجعلها صالحة لانزال المركبات والقوات والمعدات والوقود والمياه بصورة مثالية. وقد صمم الممر المقوس للاستعمال خلال العمليات البرمائية التي تتيح انزال المركبات والرجال بسرعة على الشاطىء. وقد زودت بتكييف هوائي كامل لسد حاجة ١٩ ضابطا مع طاقم. ويبلغ وزن السفينة صافيا ٧٠٠ طن، وتبلغ سرعتها ٥،١٠ عقدة تقريبا. وتبلغ مساحة منطقة متن الحمولة ٤٠٠ متر مربع، ويتيح مرفق تحميل جانبي الوصول بسهولة الى المعدات التي تحمل من جانب الرصيف.
العمليات المشتركة
ان الحاجة الناشئة لقوة برمائية لاي بحرية عربية هي القدرة على العمل بطريقة متكاملة مع شركاء اقليميين ودوليين. وان عمليات التحالف هي حاليا تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي (GCC) او هيئة الامم المتحدة، وهي شائعة بازدياد. وان البحريات الاقليمية هي بحاجة للتدريب والتجهيز للعمل مع شركاء. وهذه لها دلالات ضمنية رئيسية للبحريات في الخليج، التي تواجه حاليا امكانية العمل خارج مياهها الداخلية التقليدية، التي تؤدي الى الاهتمام في مزيد من القدرات البرمائية العالية. فالاضطراب وعدم الاستقرار في منطقة القرن الافريقي وشمال افريقيا ركزت الانتباه على مزيد من قدرات استعراض القوة الشديدة. وهذا قد يتخذ شكلا في واحدة او اكثر من البحريات العربية الاكبر التي تشتري سفنا اكبر وتعمل بسفن اصغر قدمتها بحريات اخرى. وقد اقام عدد من البحريات العربية علاقات عمل مع شركاء دوليين، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الاميركية، لاجراء تمارين برمائية تتيح لها اكتساب مزيدا من الخبرة وتطبيق تكتيكات جديدة واستخدام احدث المعدات.
يُنظر حاليا الى العمليات البرمائية على انها تشكل قدرة رئيسية للبحريات العربية، التي تبدو على انها تشكل مجال نمو لسنين عديدة مقبلة.
المصدر
http://www.arabdefencejournal.com/article.php?categoryID=17&articleID=888