المسيئون الحقيقيون للإسلام

المستقبل العربي

صقور الدفاع
إنضم
3 أكتوبر 2011
المشاركات
3,641
التفاعل
5,610 15 0
للإسلام أعداء .. أعداء كثر وشتى ، طوائف ومذاهب ونحل . لكن أعداءه الداخليين أشد مضاضة على ربيعه، ونضارة شرعه وتعاليمه ، من أعدائه الموسومين بالكفار والمشركين ، من الملل والنحل المناوئة للملة الحنيفية . لأن عداء هؤلاء من الوضوح والظهور ما ينهض لمواجهتهم مُتصدين من أصاغر المسلمين قبل أكابرهم ؛ لكن الأعداء الداخليين من بني جلدة الإسلام ،ومن حاملي لوائه ، أشد وأخطر عليه من مهاجميه الأغيار. فهم ممثلو الإسلام الوحيدون في هذا العالم ، وصورته المثلى لدى الشعوب والأمم غير المسلمة. بهم يُعرف هذا الدين ، وعلى نهج سلوكهم يُقْتدى ويُسْتَنُّ . فبصلاحهم تصلح صورة هذا الدين في عيون الناس ، وبفسادهم تفسد.
فالحكومات والأنظمة المسلمة التي ترفع شعار الإسلام وتستبدل تشريعاته ونظم حكمه ، بنظم وشرائع غيره ؛ ممارسة وتشريعا... تسيء إلى الإسلام .
والأحزاب وكذا التنظيمات المدنية والنقابية الموسومة بــ"الإسلامية" و التي ترفع شعار:" الإسلام هو الحل" ، وتجعله عنوان برنامجها الانتخابي ، ومشروعها المجتمعي ، ثم تذبحه على عتبة الصفقات المشبوهة مع الحكومات المتوالية في تملص صارخ من العهد الذي قطعته مع من اختارها صوتا له ، وأعلاها الكرسي الوثير الذي أنساها صرخات المستضعفين والأيامى والأرامل والمعوزين ... تسيء إلى الإسلام.
والنقابيون المحسوبون على الصف الإسلامي ، الذين يبدأون برصيد "صفر" من الشهرة والمال والجاه ويصيرون بعد وقت وجيز من ذوي النفوذ الذين لا يشق لهم غبار ، ولا يرد لهم طلب ؛ فيركبون ظهر الإسلام التزاما صوريا يخدعون به الرعاع والدهماء ؛ يكسبون أصواتهم ، ويقلبون ظهر المجن على الدين وأهله بعد أن يحققوا شيئا من مآربهم ... يسيئون إلى الإسلام.
والذين يُحَرِّمون التظاهر ضد الفساد و"الحكرة" والاستبداد ، ويصدرون -تحت الطلب -الفتاوى المثبطة ، إرضاء للحكام الظلمة ...يسيئون إلى الإسلام.
و"الإسلاميون" المغاربة الذين وقفوا ضد التظاهر، وحاربوا شباب 20 فبراير بالبلاغات والتصريحات الصحفية والمحاضرات " الخشبية "...يسيئون إلى الإسلام.
والملتحون من ذوي القمصان القصيرة ، الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على أمور، زعموا أنها بدع وضلالات ، اختلف فيها سلف هذه الأمة وخيارها ، فيحيلون المساجد إلى حلبات للصراع ، وساحات للحروب و الفتن ، ويذرون الإنكار على الظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والحقوقي المسلط على رقاب الأمة... يسيئون إلى الإسلام.
والذين لا يفهمون إلا لغة الحرب، ولا يقرأون من القرآن إلا آيات القتال ؛ فيرهبون المدنيين والآمنين من الناس ، قتلا وتفجيرا... يسيئون إلى الإسلام.
والذين يحملون في صدورهم هذا الكتاب العظيم ، من "الطلبة " و"الفقها" ويتلاعبون بآيِهِ تنذُّرا وسخرية و"تلوُّزا" في قراءته فيما يشبه صراخ من به مس من جن ،... يسيئون إلى الإسلام.
والذين يقبِّلون أرجل ورؤوس ونعال شيوخ الزوايا والطرق البدعية ، ويذبحون القرابين على عتبة إقاماتهم الفاخرة ، تبركا وتزلفا إليهم ... يسيئون إلى الإسلام.
والذين يقدمون للأجانب هذا الدين على أنه دروشة وأذكار ، ورؤى تُصْلِح الأحوال ... يسيئون إلى الإسلام.
والذين يرفعون لواء الإصلاح والمقاومة ، و"يتقربون" إلى الله بسبِّ أوليائه من الصحابة و التابعين وسائر مخالفيهم من خيرة هذه الأمة وفضلائها ... يسيئون إلى الإسلام.
والذين يشغلون الأمة بالفتاوى الغريبة ، من قبيل رضاع الكبير ، و زواج الصغيرة، و"النصيحة" باستعمال الجزر والمهراز وغيرها من الأدوات الشبيهة بذكر الرجل لإطفاء الشهوة الجنسية للمرأة، وتجويز شرب الخمر للمرأة الحامل إذا " توحَّمت " على هكذا "مشروب" روحي وو... ويغضون الطرف عن قضايا الأمة المصيرية ، وحاجاتها المستعجلة ، والإنكار على ظالميها ، ومنتهكي حقوقها ... يسيئون إلى الإسلام.
والذين يترددون على بيوت الله بكرة وعشية ، ويتزاحمون بالرُّكَبِ في الجُمَعِ والجماعات ، ولا يتورعون عن أكل الحرام ، وإداء الجيران ، وظلم الناس... يسيئون إلى الإسلام.
والذين يقولون ما لايفعلون ، ويهرفون في الدين بما لا يعرفون ... يسيئون إلى الإسلام.
والذين ...
أعداء الإسلام الحقيقيون- إذن- هم كل المتزيين بزي الإسلام ، والمتكلمين باسمه ، والمدعين الانتماء إليه ؛ ممن تخالف أقوالهم أفعالهم ، وظاهرهم باطنهم، وحقيقتهم ادعاءاتهم ، وسلوكهم منهج هذا الدين وشرعه...
أعداء الإسلام الحقيقيون هم كل من تُنكر الفطرة السليمة سلوكهم، ويربأ العقل النبيه عن سماع أخبارهم ، بعد أن يَبِينَ له تناقض أفعالهم مع أقوالهم ، وصعوبة تصديق ادعاءاتهم...
أعداء الإسلام الحقيقيون – أخيرا- هم كل أولئك المنافقون ، والأفاكون ، والمراؤون ، والدجالون ، والمتفيقهون ... الذين يُحسَبون على الإسلام والإسلام منهم براء !!


ذ.صالح أيت خزانة​
 
عودة
أعلى