- إنضم
- 14 فبراير 2012
- المشاركات
- 656
- التفاعل
لم يخسر نيكولا ساركوزي معركة الـ'رئاسيات' بعد، لكن من شبه المؤكد أنه خسر معركة الـ'رافال'.
كان أمل الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي بيع مقاتلات الـ"رافال"، جوهرة صناعة الطيران العسكري الفرنسي التي تصنعها مجموعة "مارسيل داسو"، لكن كل الجهود التي بذلها من أجل الحصول على أول عقد ذهبت سدى.
ولقد شكّلت مسألة بيع الـ"رافال" أحد التحديات التي رفعها ساركوزي بضعة أشهر عقب وصوله إلى الإليزيه في ماي 2007 ، لكنه لم يبع "رافالا" واحدة خلال ولايته الخمسية.
ودشّن ساركوزي فشله في بيعها بالمغرب الذي فضل اقتناء، خريف 2007، طائرات إفـ16 الأميركية. وكانت هزيمة وإهانة حقيقية له كرئيس جديد آنذاك.
زيارة لأبو ظبي لم تتحقق
وقبل عدة أيام فقط من انطلاق الحملات الدعائية الرسمية للمرشحين العشرة للانتخابات الرئاسية، التي تدور جولتها الأولى الأحد القادم، كان ساركوزي يأمل الانتقال إلى أبو ظبي للتوقيع على صفقة بخصوص ستّين مقاتلة "رافال"، لكن يبدو أن عليه انتظار ولاية أخرى... ربما لن تتحقق.
يقول الكاتب ميشيل كابيرول في صحيفة "لا تريبيون" الفرنسية "قاتل الرئيس ساركوزي حتى آخر لحظة من أجل إقناع الإمارات العربية المتحدة بتوقيع عقد خلال الفصل الأول من سنة 2012. وتمت برمجة زيارة لساركوزي إلى أبوظبي يوم 12 فبراير، ثم شهر مارس. وكان مستعدا ليستقل الطائرة من أجل توقيع هذه الطلبية في أبو ظبي. لكن دون جدوى".
والصفقة ـ التي يحتمل أن تبلغ قيمتها عشرة مليارات دولار ـ كانت قيد التفاوض منذ 2008 لكنها أصبحت محل شك عندما قالت الإمارات أن "الشروط المقترحة غير تنافسية وغير عملية".
وقالت مصادر صناعية آنذاك ان الامارات طلبت تطوير محركات الطائرة وتزويدها برادار أفضل. كما طلبت الامارات تفاصيل بشأن الطائرة المقاتلة "تايفون" المنافسة التي يصنعها كونسترويوم بريطاني وألماني وإيطالي.
وكانت دولة الإمارات قد وقّعت في 1995 اتفاقية تعاون دفاعي مع فرنسا تنص إحدى موادها على أن "البلدين يقرران معا الردود الخاصة والمتأقلمة، بما في ذلك العسكرية، في حال تهديد أمن أو سيادة أو استقلال الإمارات أو وحدتها الترابية".
وكان ساركوزي قد دشّن في مايو 2009 بأبو ظبي أول قاعدة عسكرية فرنسية دائمة في الإمارات، وهي الاولى التي تفتح في الخارج منذ استقلال المستعمرات الفرنسية في افريقيا.
ومن جانب آخر، كانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية قد أرست في ديسمبر 2009 عقد بناء مفاعلات من الجيل الثالث على اتحاد شركات كورية جنوبية، بقيادة شركة الطاقة الكهربائية الكورية "كيبكو". ويضم هذا الكونسورسيوم "كيبكو" وشركات كورية جنوبية منها "سامسونغ" و"هيونداي" و"دوسان هيفي انداستريز"، وكذلك المجموعتين الاميركية واليابانية، "وستنغهاوس" و"توشيبا".
يعلّق ميشيل كابيرول قائلا "يبدو أن عقد الرافال سيوقع من قبل الرئيس المقبل. وهو أمر قاس بالنسبة لنيكولا ساركوزي إذا لم ينتخب من جديد" في مايو بسبب تأخره وراء منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند.
جولة الفرصة الأخيرة
أواخر مارس الماضي، قام وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه بجولة في الخليج زار خلالها الرياض والدوحة.
وفي السعودية، لم يكن لونجيه يحلم بأكثر من الحديث عن أربع فرقاطات من فئة "المدينة" وفرقاطتين للتزويد بالوقود من فئة "بريدة" تم تشغيلها في 1985- 1986 (عقد سواري1)، وهي طلبية تقدر قيمتها بحوالي مليار يورو.
فـ"طموحات فرنسا هي اليوم أكثر تواضعا بكثير في السعودية التي كانت الحلم لرجال الصناعة الفرنسيين. وفرنسا التي توالت خيبات أملها في السعودية، كانت منسية باستمرار عند منح عقود التسليح الكبرى في السنوات الأخيرة. فجيرار لونجيه لن يتحدث لا عن رافال ولا عن فرقاطات فريم، وإن كانتا السلاحين الأكثر مبيعا ضمن تقنيات الصناعة الفرنسية"، كما قالت آنذاك صحيفة "لا تريبيون" عشية الزيارة.
وقد استبعدت السعودية شركة "آلستوم" الفرنسية من مشروع قطار الحرمين السريع، الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك في أعقاب حملة ضاغطة في هذا الاتجاه، نظرا لمشاركة شركة "آلستوم" في عمليات تهويد مدينة القدس المحتلة.
وأعلنت "المؤسسة العامة للخطوط الحديدية" السعودية عن رسوّ عطاء المرحلة الثانية للمشروع على "ائتلاف الشعلة" المكون من عدد من الشركات السعودية والإسبانية، ما يعني استبعاد شركة "آلستوم" الفرنسية من العطاء.
عقب الزيارة، أعلن عن توقيع مجموعة "نكستر" الفرنسية طلبية لتزويد السعودية بـ73 مدرعة الأستطلاع من طراز "ارافيس"، ولم يعلن عن قيمة الصفقة، وهي الاولى لتصدير هذا النوع من المدرعات التي تصنعها الشركة لحسابها الخاص.
والحلم في قطر ربما يتحقق ... بعد الانتخابات
عشية زيارة جيرار لونجيه لقطر، الذي يرتبط أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بعلاقة متميزة مع الرئيس الفرنسي، كانت الآمال كبيرة في الإعلان عن صفقة "رافال" ترفع من رصيد ساركوزي في المعركة الإنتخابية.
لكن، لم يعلن في الدوحة إلا عن استقبال الأمير لجيرار لونجيه والوفد المرافق له، "وذلك للسلام على سموه بمناسبة زيارتهم للبلاد".
وكان جيرار لونغيه أعلن قبل الزيارة بحوالي شهرين أن قطر والكويت وقطر "مهتمان بهذا الطراز من الطائرات، لكنهما ينتظران قرار دولة الامارات".
ونقلت "لا تريبيون" آنذاك عن "مصدر قريب من المفاوضات" القول بأن "الأمير حمد وعد ساركوزي بشراء ما بين 24و36 رافالا لاستبدال طائرات ميراج 5-2000". وأضافت الصحيفة أن الأمير لن يقرر ذلك قبل الإنتخابات الرئاسية" الفرنسية.
وحلم يتبخّر في برازيليا ...
اثناء زيارة الرئيس الفرنسي الى برازيليا في سبتمبر2009، أعرب له نظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا عن نيته إبرام صفقة رافال بعد أن وعده ساركوزي بنقل التكنولوجيا الفرنسية دون قيود.
وكانت خيبة الأمل عندما كشفت معلومات صحافية في بيونس آيريس أن سلاح الجو البرازيلي يفضل الطائرات السويدية "غريبن ان.جي" والاميركية "اف/ايه-19 سوبر هورنت" على "رافال" الفرنسية.
وصفقة لم تتم مع الهند
كما أعلن في باريس أن الهند "قبلت" باقتناء مئة وست وعشرين مقاتلة "رافال" بعد مفاوضات عسيرة استمرت ست سنوات.
وكشفت أنباء صحفية في الرياض، نقلا عن مصادر فرنسية لديها اطلاع واسع ودقيق على صادرات الأسلحة، أن "داسو" اضطر إلى تقديم تنازلات كثيرة لسلاح الجو الهندي، من أهمها خفض قيمة الصفقة التي كانت تقدر باثني عشر مليار دولار... والتي لم ترى النور حتى الآن.
فهل بعد كل هذه الخيبات تضطر "داسو" إلى إيقاف تصنيع الـ"رافال"؟
