بمناسبة الذكرى الخمسين لعيد النصر 19 مارس اقدم لكم هذا المقال
تم توقيع إتفاقيات إيفيان بين وفد جبهة التحرير الوطني تحت راية حكومة الجمهورية الجزائرية المؤقتة بقيادة يوسف بن خدة والوفد الفرنسي المفاوض وذلك يوم 18 مارس /أذار 1962 على أن تدخل حيز التنفيذ إبتدءا من يوم 19 مارس 1962 وهو اليوم الذي تحتفل به الجزائر رسميا عيدا للنصر أي نصر الثورة الجزائرية على الإستعمار الفرنسي وبقوة السلاح .ولم تكن تلك المفاوضات سهلة ولا هينة فقد إستمرت عامين أي منذ العام 1960م ناور خلالها الوفد الفرنسي كثيرا من أجل فرض إرادته على الوفد الجزائري المفاوض .حيث رفضت فرنسا التفاوض مع جبهة التحرير الوطني كممثل وحيد للشعب الجزائري أين طالبت بإدراج المتعاونين مع فرنسا أو ما يطلق عليهم بالأقدام السوداء إضافة إلى المستوطنين الفرنسيين .كما طالبت فرنسا بفصل الصحراء الجزائرية عن الشمال وهذا مارفضته جبهة التحرير الوطني جملة وتفصيلا مستندة إلى قوة جيش التحرير الوطني الذي إشتد عوده حينها وإلى إرادة شعبية صلبة متوافقة مع أهداف الثورة الجزائرية.خصوصا بعد مظاهرات الحادي عشر ديسمبر 1960 التي أبانت عن مدى تلاحم الشعب مع قادة ثورته .مما جعل الرئيس الفرنسي أنذاك الجنرال شارل ديغول يوجه خطابا لقادة الثورة التحريرية يدعوهم فيه إلى سلام الشجعان أي تقديم تنازلات من كلا الطرفين لأجل إيجاد حل للورطة التي حلت بفرنسا حيث لم يستطع ثمان مائة ألف فرنسي مدعومين بالحلف الأطلسي من أجل فرض ((الجزائر الفرنسية)) على الشعب الجزائري وقد كان يكلف هذا الجيش خزينة الدولة الفرنسية مليون فرنك فرنسي قديم .وهو ما لم تستطع الميزانية تحمله حيث كاد أن يؤدي بها إلى الإفلاس .وقد قال الجنرال ديغول خرجنا من تونس والمغرب من أجل الحفاظ على الجزائر ثم خرجنا من الجزائر حفاظا على فرنسا نفسها....خصوصا بعد مظاهرات 17 أكتوبر 1961 أين خرج أكثر من ثلاثين ألف مغترب جزائري لشوارع باريس رافضين حظر التجوال الذي فرض عليهم لوحدهم دون بقية الفرنسيين .ونظم هذا الإضراب من قبل فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا.التي كانت تعتبر فرنسا نفسها ولاية تاريخية سابعة بعدما قسمت الجزائر إلى ستة ولايات تاريخية وتم تقسيم فرنسا نفسها إلى أجزاء .وقد برهن الشعب الجزائري بذلك عن مدى تلاحمه وترابطه في الداخل والخارج مقدما بذلك دعما لجبهة التحرير الجزائرية داخل حدود الوطن من أجل تعزيز موقفها التفاوضي .ورغم كل هذا لم يكن كل الجزائريين متفقين حول إتفاقيات إيفيان فقد إنقسمو على أنفسهم إلى ثلاث تيارات وإتجاهات .هي كما يلي :
1-المؤيدون :وهم الذين يرون في إتفاقيات إيفيان نصرا عظيما خصوصا وأنه جلب للجزائر إستقلالا ماكان لأحد أن يحلم به أو حتى يتخيله .كما أن إتفاقيات إيفيان حققت أهم بند من بنود بيان أول نوفمبر 1954 ألا وهو تحقيق الإستقلال.وهذا ماعبر عنه أحد المجاهدين بقوله إن مجرد نومي هادئا مطمئنا في شارع من شوارع الجزائر دون أن تزعجني دورية فرنسية لتستجوبني أو تجرني للسجن يعد نصرا عظيما وغاية ما أتمناه .
2- المرحليون : وهم الأغلبية العظمى من الشعب والمجاهدين الذين يرون أن إتفاقيات إيفيان ماهي إلا خطوة تتلوها خطوات أخرى وذلك بعد إشتداد عود الدولة الجزائرية.. ثم نلغي كل ما يتعارض مع مبادئنا ومصالحنا القومية .وهذا ما حصل بالفعل حيث تم طرد الجيش الفرنسي من معظم القواعد العسكرية قبل إستكمال المدة القانونية المنصوص عليها في إتفاقيات إيفيان خصوصا من مرسى بن مهيدي بوهران .
3-المعارضون : وهم غالبا من القادة العسكريين للولايات التاريخية إضافة إلى قائد الأركان في جيش التحرير الوطني العقيد الراحل هواري بومدين .ويرى هؤلاء ان ميزان القوى في صالح جيش التحرير وبذلك يجب أن نفرض شروطنا على فرنسا وعليها ان تخرج خروج المنهزم ولا يمنح لها أي إمتياز مهما كان نوعه .
-وعلى الرغم مما قيل عن إتفاقيات إيفيان فإنها تعد نصرا إستراتيجيا للشعب الجزائري وما لم يتحقق في حينه فقد تم تحقيقه مع مرور الوقت .وتخلصت الجزائر من كل أعباء إتفاقيات إيفيان إلا ما بقي من أثار ليست بفعل الإتفاقيات نفسها ولكن بحكم عوامل أخرى ليس هذا مجال شرحها .أخيرا وبهذه المناسبة العظيمة والتي تحتفل فيها الجزائر بعيد نصر الإرادة الشعبية على القوى الإستعمارية ..منهية بذلك حقبة تاريخية سوداء دامت أكثر من 132 سنة إحتلال نترحم على كافة الشهداء الذين ضحو بالغالي والنفيس من أجل أن تعيش الجزائر حرة أبية
.وعادت الجزائر بكل مكوناتها الأمازيغية والعربية إلى حضنها الإقليمي والعربي والإسلامي فقد خرج الشعب الجزائري هاتفا يوم 5 جويلية 1962 (( ...يامحمد مبروك عليك ..الجزائر رجعت إليك ...)).ليبطل بذلك مفعول فتوى قديمة صدرت بداية القرن العشرين من بعض شيوخ وعلماء المشرق العربي مفادها أنه يحرم السفر إلى الجزائر لأنها أصبحت دار كفر
تم توقيع إتفاقيات إيفيان بين وفد جبهة التحرير الوطني تحت راية حكومة الجمهورية الجزائرية المؤقتة بقيادة يوسف بن خدة والوفد الفرنسي المفاوض وذلك يوم 18 مارس /أذار 1962 على أن تدخل حيز التنفيذ إبتدءا من يوم 19 مارس 1962 وهو اليوم الذي تحتفل به الجزائر رسميا عيدا للنصر أي نصر الثورة الجزائرية على الإستعمار الفرنسي وبقوة السلاح .ولم تكن تلك المفاوضات سهلة ولا هينة فقد إستمرت عامين أي منذ العام 1960م ناور خلالها الوفد الفرنسي كثيرا من أجل فرض إرادته على الوفد الجزائري المفاوض .حيث رفضت فرنسا التفاوض مع جبهة التحرير الوطني كممثل وحيد للشعب الجزائري أين طالبت بإدراج المتعاونين مع فرنسا أو ما يطلق عليهم بالأقدام السوداء إضافة إلى المستوطنين الفرنسيين .كما طالبت فرنسا بفصل الصحراء الجزائرية عن الشمال وهذا مارفضته جبهة التحرير الوطني جملة وتفصيلا مستندة إلى قوة جيش التحرير الوطني الذي إشتد عوده حينها وإلى إرادة شعبية صلبة متوافقة مع أهداف الثورة الجزائرية.خصوصا بعد مظاهرات الحادي عشر ديسمبر 1960 التي أبانت عن مدى تلاحم الشعب مع قادة ثورته .مما جعل الرئيس الفرنسي أنذاك الجنرال شارل ديغول يوجه خطابا لقادة الثورة التحريرية يدعوهم فيه إلى سلام الشجعان أي تقديم تنازلات من كلا الطرفين لأجل إيجاد حل للورطة التي حلت بفرنسا حيث لم يستطع ثمان مائة ألف فرنسي مدعومين بالحلف الأطلسي من أجل فرض ((الجزائر الفرنسية)) على الشعب الجزائري وقد كان يكلف هذا الجيش خزينة الدولة الفرنسية مليون فرنك فرنسي قديم .وهو ما لم تستطع الميزانية تحمله حيث كاد أن يؤدي بها إلى الإفلاس .وقد قال الجنرال ديغول خرجنا من تونس والمغرب من أجل الحفاظ على الجزائر ثم خرجنا من الجزائر حفاظا على فرنسا نفسها....خصوصا بعد مظاهرات 17 أكتوبر 1961 أين خرج أكثر من ثلاثين ألف مغترب جزائري لشوارع باريس رافضين حظر التجوال الذي فرض عليهم لوحدهم دون بقية الفرنسيين .ونظم هذا الإضراب من قبل فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا.التي كانت تعتبر فرنسا نفسها ولاية تاريخية سابعة بعدما قسمت الجزائر إلى ستة ولايات تاريخية وتم تقسيم فرنسا نفسها إلى أجزاء .وقد برهن الشعب الجزائري بذلك عن مدى تلاحمه وترابطه في الداخل والخارج مقدما بذلك دعما لجبهة التحرير الجزائرية داخل حدود الوطن من أجل تعزيز موقفها التفاوضي .ورغم كل هذا لم يكن كل الجزائريين متفقين حول إتفاقيات إيفيان فقد إنقسمو على أنفسهم إلى ثلاث تيارات وإتجاهات .هي كما يلي :
1-المؤيدون :وهم الذين يرون في إتفاقيات إيفيان نصرا عظيما خصوصا وأنه جلب للجزائر إستقلالا ماكان لأحد أن يحلم به أو حتى يتخيله .كما أن إتفاقيات إيفيان حققت أهم بند من بنود بيان أول نوفمبر 1954 ألا وهو تحقيق الإستقلال.وهذا ماعبر عنه أحد المجاهدين بقوله إن مجرد نومي هادئا مطمئنا في شارع من شوارع الجزائر دون أن تزعجني دورية فرنسية لتستجوبني أو تجرني للسجن يعد نصرا عظيما وغاية ما أتمناه .
2- المرحليون : وهم الأغلبية العظمى من الشعب والمجاهدين الذين يرون أن إتفاقيات إيفيان ماهي إلا خطوة تتلوها خطوات أخرى وذلك بعد إشتداد عود الدولة الجزائرية.. ثم نلغي كل ما يتعارض مع مبادئنا ومصالحنا القومية .وهذا ما حصل بالفعل حيث تم طرد الجيش الفرنسي من معظم القواعد العسكرية قبل إستكمال المدة القانونية المنصوص عليها في إتفاقيات إيفيان خصوصا من مرسى بن مهيدي بوهران .
3-المعارضون : وهم غالبا من القادة العسكريين للولايات التاريخية إضافة إلى قائد الأركان في جيش التحرير الوطني العقيد الراحل هواري بومدين .ويرى هؤلاء ان ميزان القوى في صالح جيش التحرير وبذلك يجب أن نفرض شروطنا على فرنسا وعليها ان تخرج خروج المنهزم ولا يمنح لها أي إمتياز مهما كان نوعه .
-وعلى الرغم مما قيل عن إتفاقيات إيفيان فإنها تعد نصرا إستراتيجيا للشعب الجزائري وما لم يتحقق في حينه فقد تم تحقيقه مع مرور الوقت .وتخلصت الجزائر من كل أعباء إتفاقيات إيفيان إلا ما بقي من أثار ليست بفعل الإتفاقيات نفسها ولكن بحكم عوامل أخرى ليس هذا مجال شرحها .أخيرا وبهذه المناسبة العظيمة والتي تحتفل فيها الجزائر بعيد نصر الإرادة الشعبية على القوى الإستعمارية ..منهية بذلك حقبة تاريخية سوداء دامت أكثر من 132 سنة إحتلال نترحم على كافة الشهداء الذين ضحو بالغالي والنفيس من أجل أن تعيش الجزائر حرة أبية
.وعادت الجزائر بكل مكوناتها الأمازيغية والعربية إلى حضنها الإقليمي والعربي والإسلامي فقد خرج الشعب الجزائري هاتفا يوم 5 جويلية 1962 (( ...يامحمد مبروك عليك ..الجزائر رجعت إليك ...)).ليبطل بذلك مفعول فتوى قديمة صدرت بداية القرن العشرين من بعض شيوخ وعلماء المشرق العربي مفادها أنه يحرم السفر إلى الجزائر لأنها أصبحت دار كفر