أخطاء القيادة المصرية.. ونظرية المؤامرة وحماقة الجنرالات هل كان السوفيت سبباً في هزيمة 1967؟
التعليق التالي ، ومصدره جريدة القبس "الكويتية" .. يتميز بأهمية سطوره التي تتكلم بصراحة ... عن العديد من الأسباب ...
ولا يمكن أن أن نتفقع مع الكاتب بسبب العديد من "النتائج" التي يتوصل إليهم .. وتتركز علي العوامل التالية
1 - الـفــشــــل .... (ويشمل ذلك .. التنسيق .. والتموين .. والتدريب .. والتخطيط ... والتجاوب مع الأحداث ... و المهزلة التي كانت تتمركز وتتحصن في مكتبها .. ولا تندكج مع أحداث الجنود الذين يقودهم ... )
2 - الغــرور .. وإغلاق الأعين ... وإتباع الحكمة الصينية ، التي يمثلهم تمثال القرود الثلاثة ليعبرو عن ... وضع وصلت إليه القيادة العسكرية المصرية (لا أري .. لا أسمع .. لا أتكلم) ... ويزيد علي ذلك موقف ... لا يــهــمــني
3 - التقصير ... والتساهل ... والتوكل ....
4 - تعقيب مضحك ، من رئيس أركان حرب القوات المسلحة ، الفريق أول "محمد فوزي" .. عندما يقول بأن مصر قد فقدت الحرب ... قبل أول طلقة .. وأتسائل .. وماذا كان يفعل ... حتي لا يحدث ذلك ... وهو المسئول الأول عن قيادة ورئاسة هيئة أركان حرب القوات المسلحة .. التي تنفذ خططها وتعليماتها جميع وحدات القوات المسلحة ... إن ذلك ما هو إلا مأساة .. أنعكست في كلمات شهادته أمام المحكمة .. عندما رد علي سؤال القاضي .. بأن مهمته " أي مهمة رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرية" .. ما هي إلا "تفسير" أوامر المشير ... يا له من تهرب من المسئولية وتعبير مخذل .... لا يشرف
وعندما نتمعن في موضوع أجهزة الأتصالات الاسلكية في الجيش ..ز يخطر إلي بالي .. عندما قررت المخابرات العامة المصرية ..ز عندما هربت جهاز الأاسلكي "الوحيد" إلي داحخل بورسعيد .. والذي يشرفني أنه كان مخبأ في دولاب ملابس والدتي رحمها الله ... فضلت المخابرات العامة أن تستعمل جهاز إتصال ميداني أمريكي من طراز إس سي إر SCR 284 يستعمل عادة بنصبه على سيارات المواصلات ، وفى مراكز الأتصالات اللاسلكية نظرا لقوت ارساله
بدلا من الأجهزة الأنجليزية والفرنسية ، التي كانت في مخازن القوات الأنجليزية في منطقة القنال ... وذلك ، حتي لا يتمكن البريطانيين من التأثير عليها ... ولم يتبقي لهم سوي .. "موجات الشوشرة" .. والبحث عن الجهاز نفسه ... وذلك لعدم معرفتهم بنوع الجهاز ..
ويؤكد موضوعي "سفينة التجسس الأمريكية ليبرتي" تدخل الأمريكيين في موجات مواصلات الحرب ..
وأتسائل ... ألم يخطر ذلك في بال "المخططين" .. ومشتري المعدات للقوات المسلحة .. أليس هنا تقصي أيضا ... ؟؟؟
أترك للقاريء ... بقية الموضوع ... حتي ييتمعن في المهازل الأخري ... وحس بالغضب الذي أحسست به ، عند قراءة هذه السطور ... بهذا التركيز والتلخيص "المؤلم" ...
ولكن ..
ألم تكن الحقيقة مؤلمة ... وألم يكن الفشل ... مخذلا ... لكل من قصر في أداء واجبيه
ستبقي حرب 1967 ... وتطورها .. إلي نكسة ... تحت المجهر ... وسنكتشف كل يوم ، "العديد" من الأحداث الجديدة والأسرار والخبايا ...
ولننتظر اليوم ، الذي يفرج فيه عن "الوثائق المصرية" .. و "العربية" .. وتخرج ... لتري الضوء ...
د. يحي الشاعر
المصدر
http://www.alqabas.com.kw/Final/NewspaperWebsite/NewspaperPublic/ArticlePage.aspx?ArticleID=400544
أخطاء القيادة المصرية.. ونظرية المؤامرة وحماقة الجنرالات هل كان السوفيت سبباً في هزيمة 1967؟
05/06/2008 بقلم معلق وكالة نوفوستي الروسية اندريه موتازين:
هناك سؤال يتبادر الى أذهان البعض، وهو: هل كان الروس مذنبين في نشوب حرب يونيو 1967، وهزيمة العرب فيها؟ وكمؤرخ ومهتم بشؤون الشرق الأوسط أقول لا، لم يكن الأمر كذلك أبدا.
إن مصر لم تكن جاهزة لتلك الحرب حيث اعترف بهذه الحقيقة بعد مرور 30 عاما الفريق محمد فوزي الذي ترأس أركان حرب القوات المسلحة المصرية آنذاك، الذي قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة الأهرام في عام 1997، ان مصر هزمت في حرب 1967 قبل 10 سنوات من بدايتها. وأضاف أن هيئة الأركان العامة الإسرائيلية أعدت خطة لشن حرب واسعة النطاق على مصر في عام 1957 وأطلقت عليها تسمية «صهيون».
ودلت نتائج حرب الأيام الستة على أن إسرائيل نجحت في تنفيذ هذه الخطة.
وسائل الإعلام الإسرائيلية كشفت أسرار الحرب
لم تخف إسرائيل أبدا أنها تستعد لخوض حرب جديدة مع العرب، فقبل 20 يوما من بداية العمليات العسكرية - أي في الخامس عشر من مايو 1967، قال رئيس الوزراء ليفي اشكول ان هذه الحرب ستشن في الوقت والمكان المناسبين لإسرائيل وبخيارها. والأدهى من ذلك كشفت إذاعة «صوت إسرائيل» خطط الحرب مما يعد حدثا فريدا من نوعه في التاريخ. وقالت الإذاعة ومعها صحيفة جيروزاليم بوست إن طائراتها ستشن غارات جوية على مواقع عسكرية مصرية في الرابعة فجر الخامس من يونيو ليتبع ذلك هجوم بري يتيح لإسرائيل دخول قناة السويس في مساء السادس من يونيو. وقد جرت الأحداث وفق هذا السيناريو بالضبط بنسبة 90 في المائة! والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا: إذا كانت المخابرات وقيادة القوات المسلحة المصرية قد علمتا بمثل هذه الخطة فلماذا لم يحركا ساكنا؟
هل كانت هناك مؤامرة؟
كان جمال عبدالناصر، للأسف الشديد، يثق في أقوال الجنرالات الذين يعدون بإزالة الكيان الصهيوني من الخارطة عاجلا أم آجلا، ويتبع توصيات هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة المصرية، وخاصة توصيات المشير عبدالحكيم عامر. وكان عبدالناصر يستعد لخوض حرب دفاعية أعدت خطتها في عام 1966 تحت تسمية «القاهرة».
ويقول محمود فوزي إن مصر لم تكن تعرف تفاصيل القدرات العسكرية الإسرائيلية فيما كان الجيش المصري يعتبر نفسه الجيش الذي لا يقهر.
وفي عام 1967، أوشك عبدالناصر على فقدان السلطة بسبب الهزيمة المرة. ويعتقد بعض الخبراء أن الجنرالات الموالين للولايات المتحدة كانوا يرغبون بإزاحة عبدالناصر الموالي للسوفيت عن طريق الهزيمة في الحرب. ويرى آخرون أن قادة الجيش لم يقدروا إمكانات إسرائيل حق قدرها، ولم يدركوا قوتها الحقيقية. يمكن القبول بالاحتمالين المذكورين، نظرية المؤامرة وحماقة الجنرالات، حيث ألقى عبدالناصر على عاتق المشير عبدالحكيم عامر المسؤولية عن النكبة، ورماه في السجن ليتوفى بعد فترة خلف القضبان في ظروف غامضة.
لا يخفى على أحد أن إسرائيل كانت تستفز مصر وسوريا لدخول الحرب.
ففي السابع من أبريل 1967، وقع اشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية استمر 7 ساعات في منطقة بحيرة طبريا. وعلى الرغم من فترة الاشتباك القصيرة وانسحاب إسرائيل، فإن جمال عبدالناصر أعلن أنه سيرد على «المعتدي» وفقا لمعاهدة الدفاع المشترك الموقعة مع سوريا في عام 1966. وبالفعل نفذ تهديده:
1 ــ في 18 مايو 1967 توجهت مصر الى مجلس الأمن بطلب سحب قوات السلام التي نشرت في غزة وسيناء عام 1957. وقد وافق الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك اويوثان على طلب مصر وبالفعل أخرجت القوات من غزة وسيناء خلال 4 أيام. وفي الثاني والعشرين من شهر مايو احتلت قوات مصرية المواقع التي كانت تشغلها قوات الأمم المتحدة.
2 ــ في 28 مايو سمعت طبول الحرب عندما أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران في وجه السفن المتوجهة الى ميناء إيلات.
صباح الخامس من يونيو فقد سلاح الجو المصري نتيجة الغارات الإسرائيلية نحو 400 طائرة. وجرى تدمير هذه الطائرات وهي جاثمة في قواعدها الجوية.
ويقول شاهد عيان هو المستشرق الروسي اناتولي يغورين:
كان الجانب السوفيتي متمسكا بالتزاماته التي تنص على تدريب العسكريين المصريين. وتمنع تلك الالتزامات مشاركة الخبراء السوفيت في العمليات القتالية. ومع ذلك فعندما حلت ساعة الصفر طلب الخبراء العسكريون السوفيت من الجانب المصري نقلهم الى القواعد الجوية للتحليق بالطائرات المتبقية الى الجو والتصدي للطيران الإسرائيلي.
وقد رفض المصريون هذا الطلب مؤكدين أنهم سيحاربون بأنفسهم، ومنعوا الخبراء السوفيت من الوصول الى المطارات.
قبل الطلقة الأولى
قال محمد فوزي الذي ترأس أركان حرب القوات المصرية آنذاك في المقابلة نفسها مع «الأهرام» إنه وبعد مرور 30 سنة يكرر أن مصر خسرت الحرب قبل الطلقة الأولى.
وأضاف أن 75 في المائة من القوات البرية لم تر العدو، وان ألفا فقط من بين الـ 10 آلاف قتيل في الحرب، قتلوا في المعارك التي دارت في رفح وغزة، أما الـ9 آلاف فقد لقوا حتفهم نتيجة التصرفات غير الحكيمة للمشير عامر، الذي أصدر أمرا في 6 يونيو بالعبور الى الضفة الأخرى لقناة السويس وترك الأسلحة في الضفة الأولى.
أما اناتولي يغورين، فقال متذكرا: «لم يتوقع احد أن يتعرض الجيش المصري الى مثل هذه الهزيمة النكراء. لقد تُركت نحو 450 دبابة صالحة للقتال في صحراء سيناء. وكان بإمكان العسكريين المصريين الانسحاب على تلك الدبابات وتقليل الخسائر في الأرواح. وبدلا من ذلك، قفز الجنود من الدبابات وهربوا سيرا على الأقدام الى القناة».
السلاح الروسي ووسائل الاتصال الغربية
1 ـ بدت الأسلحة السوفيتية في أيدي العرب في حرب 1967 غير فعالة. وكان الطيارون المصريون في العروض الجوية يظهرون مهاراتهم الكبيرة، ولكن عندما بدأت الحرب ودوَّى أزيز الرصاص نسوا كل شيء، نظرا لعدم تمتعهم بخبرات قتالية كافية.
وصلت المجموعة الأولى من الخبراء والمستشارين السوفيت الى مصر عام 1957. كان الفريق يتكون من نحو ألف شخص، ولكن المعطيات الحقيقية ما زالت خلف ستار من الكتمان. وبهذا الشكل ظهر أن فترة 10 سنوات لم تكن كافية لإعداد الجيش المصري للحرب. وأكرر مرة أخرى ان الجنرالات والضباط المصريين، وخاصة أولئك الذين درسوا في الغرب، لم يرغبوا في الانخراط في دورات تدريبية يشرف عليها خبراء سوفيت. لقد كان اهتمامهم في التدريبات العسكرية مركزا على المظاهر والتفاخر بالحسب والنسب.
2 ـ يعود أهم أسباب الهزيمة، الى وسائل الاتصال الغربية. لقد زودت وحدات الجيش المصري بوسائل اتصالات سوفيتية، في حين استخدمت هيئة الأركان العامة وقادة الجيش أجهزة اتصالات غربية، كان بإمكان الاميركيين التأثير عليها وتعطيلها. فعندما حلت ساعة الصفر قام الأميركيون الذين وقفت سفنهم على بعد 14 ميلا من الساحل المصري، بقطع جميع خطوط الاتصال بين هيئة الأركان العامة والقوات المرابطة في سيناء، كما ان المشير عامر لم يخرج من مقره في القاهرة، ولم يره أحد طوال أيام 5 و6 و7 يونيو!
التظاهرات المناوئة للسوفيت
في اليوم الرابع من الحرب، وعندما استولى الإسرائيليون على سيناء، وبدت ملامح الهزيمة، اختفت من شوارع القاهرة شعارات «الى اللقاء في تل أبيب». وبدأت تظاهرات احتجاج قرب جدران السفارة السوفيتية، بحجة التقاعس عن تقديم دعم عسكري لمصر، على الرغم من أن موسكو أقامت جسرا جويا مع القاهرة في ذلك الوقت. وكانت تهبط في مطار القاهرة آنذاك في كل ثلاث دقائق طائرة نقل عسكري سوفيتية محملة بالأسلحة والذخائر.
لقد اضطر هذا الوضع، السفير السوفيتي دميتري بوجيدايف للتوجه الى الرئيس عبدالناصر شخصي.ا وشهد اللقاء مسرحية غريبة: سأل السفير عن سبب استمرار التظاهرات قرب السفارة السوفيتية، فيما تواصل فيه الطائرات السوفيتية رحلاتها لنقل الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الى مصر يومي،ا في تلك اللحظة اتصل عبدالناصر بمستشاره، وقال:
ـ محمد، انظر الى السماء، ماذا ترى؟
ـ أرى طائرات سوفيتية.
فتساءل عبدالناصر مندهشا، عن سبب استمرار التظاهرات، وبعد ساعة اختفى المحتجون ومعهم رجال الشرطة.
وختاما، نقول إن نتائج حرب الأيام الستة معروفة للجميع.
الخسائر في الأرواح: إسرائيل 776 شخصا فقط، مصر 11500، سوريا نحو الف شخص (المعطيات لا تزال سرية) والأردن 696 والعراق عشرة أشخاص.
وفقدت مصر سيناء وقطاع غزة، في حين خسرت سوريا الجولان. أما الأردن ففقد الضفة الغربية والقدس. وبعد حرب الأيام الستة بدأت حرب الاستنزاف التي استمرت عدة سنوات.
وفي لحظة غير مناسبة أوقف أنور السادات الهجوم الكاسح ليصبح التقارب مع الولايات المتحدة وكامب ديفيد واتفاقية السلام مع إسرائيل النتيجة السياسية للقرار الخاص بوقف الهجوم.