لا يشكر اللّه من لا يشكر الناس

zouhir1971

عضو مميز
إنضم
3 أبريل 2008
المشاركات
491
التفاعل
385 0 0
لا يشكر اللّه من لا يشكر الناس

نكران الجميل


من الأخلاق الفاسدة التي عليها النفوس المريضة عدم الاعتراف بالجميل لأصحابه، وعدم الشعور بفضل من أحسن إليك، ونكران الخير الذي يقدمه الناس، ولقد حذرنا النبي صلى اللّه عليه وسلم من هذا الخلق السيئ فقال: ''لا يشكر اللّه من لا يشكر الناس''. رواه أبو داود والإيمان لا يتم، وشكر الله لا يكتمل، إلا إذا قابل العبد الإحسان بالإحسان، والمعروف بالمعروف.. ولذلك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ''إن أشكر الناس للّه عز وجل أشكرهم للناس''. رواه أحمد.
أما اللئيم من الناس والكنود.. والناكر.. فهو يخالف الفطرة التي تجعل الإنسان يكافئ من يحسن إليه، فتجده يقابل إحسان الناس وخيرهم باللا مبالاة وبالبرودة، وربما قال في نفسه، إن على الناس أن يخدمونني.
وهذا هو الغرور وكفران النعمة الذي ينقص الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: ''فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر'' رواه الترمذي.
وما أكثـر من يكتم ما للآخرين من فضل وخير وإحسان، ولا يكلف نفسه أن يكافئهم، وربما تبلغ الوقاحة ببعض المسلمين أنهم يقولون: وما لنا نشكر أصحاب المعروف وهم لا يعطوننا إلا القليل.. ونسي هؤلاء أن المروءة والنخوة والوفاء يجعل المسلم يقابل المحسن بالشكر، ولا يهمه إن كان الإحسان قليلا أو كثيرا، والنفس الخبيثة لا تشكر على الكثير إلا نفاقا وطمعا في المزيد، ولقد وضح صلى الله عليه وسلم أن الشكر لا ينقسم ''من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير'' رواه أحمد.
فليس من الإسلام نكران الجميل. وليس من الإيمان نسيان المعروف. وليس من الإحسان التغافل عن الفضل.
إن الإسلام يأمرنا بمكافأة من أحسن كسلوك حضاري (من أتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه'' أحمد.
ماذا يخسر الإنسان عندما يقول كلمة شكر وحمد وثناء، ويدعو لمن أحسن إليه، إن لم يكن قادرا على مكافأته بهدية مثلا. إن سيدنا موسى عليه السلام حين سقى للمرأتين لقي جزاء إحسانه من والد المرأتين، لنتعلم من خلال هذه القصة أهمية مكافأة المحسن وتشجيعه، فجاءت إحداهما تقول: ''إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا'' القصص/ .25 وكان من سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه ''يقبل الهدية ويثيب عليها'' كما ثبت في الشمائل، وعندما قال المهاجرون: ''يا رسول اللّه ذهبت الأنصار بالأجر كله- لإحسان الأنصار إليهم- قال: لا ما دعوتم اللّه لهم، وأثنيتم عليهم'' فأي دين أعظم من هذا الدين، الذي يجعلك مأجورا في كل الحالات إن كنت محسنا كان خيرا لك، وإن كنت شاكرا للإحسان كان خيرا لك.
وإذا كان عدم مكافأة المحسن قبحا، فمن الأقبح والأسوأ أن يقابل الإنسان الإحسان بالإساءة، كالذي يأكل الغلة ويسب الملة. وإن تعجب، فعجب أن تقابل بعض الحيوانات الإحسان بالحسنى، ونجد الإنسان الجهول يقابل أخيه الإنسان بالنكران..
إن مقابلة الخير بالشر.. مرفوضة في الإسلام حتى مع البهائم، فكيف مع الناس الذين كرمهم اللّه؟ (فالمرأة التي وردت قصتها في السنة خير دليل على هذا المعنى، حيث هربت امرأة مسلمة من العدو على ناقة.. فنذرت إن وصلت إلى المدينة ناجية أن تذبحها.. فلما سمع بها النبي(ص)، قال: بئسما جزيتها ومُنعت من ذبحها.
فأين هي أخلاقنا الإسلامية؟ ضاعت والله في القيل والقال. ونزعم الإسلام.. نصلي ونصوم.. (إن عروة بن مسعود -رغم شركه- قابل إساءة أبي بكر إليه بالحسنى، لأن أبابكر قدم له معروفا ذات مرة، ففي مفاوضات صلح الحديبية قال أبو بكر لعروة كلاما قاسيا، فما كان من عروة إلا أن قال لأبي بكر (أما والله لولا يد كانت لك عندي، لكافأتك بها ولكن هذه بها) أحمد. فيا لها من نخوة غابت في أخلاق المسلمين.. قال الفضيل بن عياض: ''لأن يصحبني فاجر حسن الخلق، أحب إليّ من أن يصحبني عابد سيء الخلق''.
 
بارك الله فيك
_______________________________________________


فصل من لم يشكر الناس لا يشكر الله عن رضي الله عنه مرفوعا { } إسناد صحيح رواه وأبو داود والترمذي قال في النهاية : معناه أن الله تعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر أمرهم ; لاتصال أحد الأمرين بالآخر , وقيل معناه : أن من كان عادته وطبعه كفران نعمة الناس وترك شكره لهم كان من عادته كفر نعمة الله عز وجل وترك الشكر له , وقيل معناه أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله عز وجل وأن شكره كما تقول لا يحبني من لا يحبك أي : أن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أحبني يحبك , ومن لا يحبك فكأنه لم يحبني .

وهذه الأقوال مبنية على رفع اسم الله عز وجل ونصبه .

وروى من حديث مرفوعا مثل حديث ورواه أيضا بلفظ آخر { } .

وعن رضي الله عنها مرفوعا { من أتى إليه معروف فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره . } رواه .

وفي حديث آخر { الأمر بالمكافأة فإن لم يستطع فليدع له } رواه أبو داود وغيره أظنه من حديث .

وعن مرفوعا { } رواه الترمذي . وقال : حسن صحيح غريب .

قال : قد روي عن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

وقال أبو داود : حدثنا عبد الله بن الجراح حدثنا جرير عن عن عن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم { قال : من أبلى بلاء فذكره فقد شكره وإن كتمه فقد كفره } ورواه أيضا بمعناه من طريق آخر وهو حديث حسن وهو للترمذي وقال : غريب ولفظه { }

أي : ذي زور وهو الذي يزور على الناس يتزيا بزي أهل الزهد رياء أو يظهر أن عليه ثوبين وليس عليه إلا ثوب واحد .

وعن مرفوعا { } رواه , وضعفه ابن الجوزي بعد ذكره الجراح بن مليح والد وكيع , وأكثرهم قواه فهو حديث حسن .

وعن مرفوعا { } رواه والترمذي وحسنه .

وعن قال : { } رواه أبو داود والترمذي قال " مثنى بن جامع : إنه سمع يذكر عن وهب بن منبه ترك المكافأة من التطفيف " وكذا قال غير وهب من السلف .

قال في رواية في رجل له على رجل معروف وأياد ما أحسن أن يخبر بفعاله به ليشكره الناس ويدعون له قال النبي صلى الله عليه وسلم : { } والله تبارك وتعالى يحب أن يشكر ويحمد , والنبي صلى الله عليه وسلم أحب الشكر .

وفي الصحيحين أنه عليه السلام قال : { } جزلة بفتح الجيم وسكون الزاي أي : ذات عقل ورأي , والجزالة : العقل والوقار فقد توعد على كفران العشير وهو في الأصل المعاشر والمراد هنا الزوج , توعد على كفران العشير والإحسان بالنار , فدل على أنه كبيرة على نص رحمه الله بخلاف اللعن فإنه قال : " تكثرن اللعن " والصغيرة تصير كبيرة بالكثرة .

رضي الله عنه من حديث { ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة إلا وهو يحب أن يرى أثرها عليه } أيضا بإسناد ضعيف من حديث معاذ بن أنس { } .

وقد روي عن رضي الله عنها قالت : { قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنشديني شعر ابن العريض اليهودي حيث قال : إن الكريم فأنشدت :

إن الكريم إذا أراد وصالنا لم يلف حبلا واهيا رث القوى أرعى أمانته وأحفظ غيبه
جهدي فيأتي بعد ذلك ما أتى أجزيه أو أثني عليه فإن من
أثنى عليك بما فعلت فقد جزى
} قال هذا الشعر ما يصح فيه إلا ما روي عن عن أبيه عن للعريض اليهودي وهو العريض بن السموأل بن عاديا اليهودي من ولد الكاهن بن هارون , شاعر ابن شاعر وأما أهل الأخبار فاختلفوا في قائله فقيل لورقة بن نوفل وقيل ( لزهير بن جناب ) الكلبي وقيل لعامر بن المجنون , وقيل لزيد بن عمرو بن نفيل , ومنهم من قال إنها لزيد بن عمرو , ولورقة بن نوفل البيتان ولم أذكرهما أنا هنا , قال والصحيح فيهما وفي الأبيات غيرهما أنهما للعريض اليهودي والله أعلم .

وقال : أنشدني الحسين بن عبد الرحمن :

لو كنت أعرف فوق الشكر منزلة أعلى من الشكر عند الله في الثمن
إذا منحتكها مني مهذبة حذوا على حذو ما أوليت من حسن



ومما أنشده الرياشي :

شكري كفعلك فانظر في عواقبه تعرف بفعلك ما عندي من الشكر

وقيل رضي الله عنه : المجوسي يوليني خيرا فأشكره قال : نعم وقال بعضهم :



إنني أثني بما أوليتني لم يضع حسن بلاء من شكر
إنني والله لا أكفركم أبدا ما صاح عصفور الشجر



وقال آخر :

فلو كان يستغني عن الشكر ماجد لعزة ملك أو علو مكان
لما ندب الله العباد لشكره فقال اشكروني أيها الثقلان

وقال ذكر النعم شكر .

وقال جعفر بن محمد : من لم يشكر الجفوة لم يشكر النعمة , كذا ذكره عنه فإن صح ففيه نظر , قال الشاعر :

وما تخفى الصنيعة حيث كانت ولا الشكر الصحيح من السقيم

وقال سليمان التميمي : إن الله عز وجل أنعم على عباده بقدر طاعتهم وكلفهم من الشكر بقدر طاقتهم , فقالوا : كل شكر وإن قل : ثمن لكل نوال وإن جل .

وقال رجل من قريش لأشعب : الطمع يا أشعب , أحسنت إليك فلم تشكر , فقال : إن معروفك خرج من غير محتسب إلى غير شاكر , وقالوا : لا تثق بشكر من تعطيه حتى تمنعه .

وقال جعفر بن محمد رحمه الله : ما من شيء أسر إلي من يد أتبعها أخرى ; لأن منع الأواخر , يقطع لسان شكر الأوائل . وذكر غير قول ابن شبرمة : ما أعرفني بجيد الشعر :

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا
وإن قال مولاهم على حمل حادث من الأمر ردوا فضل أحلامكم ردوا

وسأل حماد بن سلمة الأصمعي كيف تنشد هذا البيت يعني البيت الأول فأنشده وقال : البناء بكسر الباء , فرد عليه : البنا بضم الباء .

وقال : إن القوم إنما بنوا المكارم لا اللبن والطين , وذكر غير واحد كسر الباء وضمها , فالكسر جمع بنية نحو كسرة وكسر , والضم جمع بنية نحو ظلمة وظلم , قالوا : وكان رأى الضم لئلا يشتبه بالبناء بمعنى العمارة باللبن والطين والله سبحانه أعلم .

وقال رحمه الله تعالى : إنما يبالغ في التوسل إلى البخيل لا إلى الكريم كما قال :

وإذا امرؤ مدح امرأ لنواله وأطال فيه فقد أسر هجاءه
لو لم يقدر فيه بعد المستقى عند الورود لما أطال رشاءه

.
 
بارك الله فيك
_______________________________________________


فصل من لم يشكر الناس لا يشكر الله عن رضي الله عنه مرفوعا { } إسناد صحيح رواه وأبو داود والترمذي قال في النهاية : معناه أن الله تعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس ويكفر أمرهم ; لاتصال أحد الأمرين بالآخر , وقيل معناه : أن من كان عادته وطبعه كفران نعمة الناس وترك شكره لهم كان من عادته كفر نعمة الله عز وجل وترك الشكر له , وقيل معناه أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله عز وجل وأن شكره كما تقول لا يحبني من لا يحبك أي : أن محبتك مقرونة بمحبتي فمن أحبني يحبك , ومن لا يحبك فكأنه لم يحبني .

وهذه الأقوال مبنية على رفع اسم الله عز وجل ونصبه .

وروى من حديث مرفوعا مثل حديث ورواه أيضا بلفظ آخر { } .

وعن رضي الله عنها مرفوعا { من أتى إليه معروف فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره . } رواه .

وفي حديث آخر { الأمر بالمكافأة فإن لم يستطع فليدع له } رواه أبو داود وغيره أظنه من حديث .

وعن مرفوعا { } رواه الترمذي . وقال : حسن صحيح غريب .

قال : قد روي عن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

وقال أبو داود : حدثنا عبد الله بن الجراح حدثنا جرير عن عن عن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم { قال : من أبلى بلاء فذكره فقد شكره وإن كتمه فقد كفره } ورواه أيضا بمعناه من طريق آخر وهو حديث حسن وهو للترمذي وقال : غريب ولفظه { }

أي : ذي زور وهو الذي يزور على الناس يتزيا بزي أهل الزهد رياء أو يظهر أن عليه ثوبين وليس عليه إلا ثوب واحد .

وعن مرفوعا { } رواه , وضعفه ابن الجوزي بعد ذكره الجراح بن مليح والد وكيع , وأكثرهم قواه فهو حديث حسن .

وعن مرفوعا { } رواه والترمذي وحسنه .

وعن قال : { } رواه أبو داود والترمذي قال " مثنى بن جامع : إنه سمع يذكر عن وهب بن منبه ترك المكافأة من التطفيف " وكذا قال غير وهب من السلف .

قال في رواية في رجل له على رجل معروف وأياد ما أحسن أن يخبر بفعاله به ليشكره الناس ويدعون له قال النبي صلى الله عليه وسلم : { } والله تبارك وتعالى يحب أن يشكر ويحمد , والنبي صلى الله عليه وسلم أحب الشكر .

وفي الصحيحين أنه عليه السلام قال : { } جزلة بفتح الجيم وسكون الزاي أي : ذات عقل ورأي , والجزالة : العقل والوقار فقد توعد على كفران العشير وهو في الأصل المعاشر والمراد هنا الزوج , توعد على كفران العشير والإحسان بالنار , فدل على أنه كبيرة على نص رحمه الله بخلاف اللعن فإنه قال : " تكثرن اللعن " والصغيرة تصير كبيرة بالكثرة .

رضي الله عنه من حديث { ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة إلا وهو يحب أن يرى أثرها عليه } أيضا بإسناد ضعيف من حديث معاذ بن أنس { } .

وقد روي عن رضي الله عنها قالت : { قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنشديني شعر ابن العريض اليهودي حيث قال : إن الكريم فأنشدت :

إن الكريم إذا أراد وصالنا لم يلف حبلا واهيا رث القوى أرعى أمانته وأحفظ غيبه
جهدي فيأتي بعد ذلك ما أتى أجزيه أو أثني عليه فإن من
أثنى عليك بما فعلت فقد جزى
} قال هذا الشعر ما يصح فيه إلا ما روي عن عن أبيه عن للعريض اليهودي وهو العريض بن السموأل بن عاديا اليهودي من ولد الكاهن بن هارون , شاعر ابن شاعر وأما أهل الأخبار فاختلفوا في قائله فقيل لورقة بن نوفل وقيل ( لزهير بن جناب ) الكلبي وقيل لعامر بن المجنون , وقيل لزيد بن عمرو بن نفيل , ومنهم من قال إنها لزيد بن عمرو , ولورقة بن نوفل البيتان ولم أذكرهما أنا هنا , قال والصحيح فيهما وفي الأبيات غيرهما أنهما للعريض اليهودي والله أعلم .

وقال : أنشدني الحسين بن عبد الرحمن :

لو كنت أعرف فوق الشكر منزلة أعلى من الشكر عند الله في الثمن
إذا منحتكها مني مهذبة حذوا على حذو ما أوليت من حسن



ومما أنشده الرياشي :

شكري كفعلك فانظر في عواقبه تعرف بفعلك ما عندي من الشكر

وقيل رضي الله عنه : المجوسي يوليني خيرا فأشكره قال : نعم وقال بعضهم :

إنني أثني بما أوليتني لم يضع حسن بلاء من شكر
إنني والله لا أكفركم أبدا ما صاح عصفور الشجر



وقال آخر :

فلو كان يستغني عن الشكر ماجد لعزة ملك أو علو مكان
لما ندب الله العباد لشكره فقال اشكروني أيها الثقلان

وقال ذكر النعم شكر .

وقال جعفر بن محمد : من لم يشكر الجفوة لم يشكر النعمة , كذا ذكره عنه فإن صح ففيه نظر , قال الشاعر :

وما تخفى الصنيعة حيث كانت ولا الشكر الصحيح من السقيم

وقال سليمان التميمي : إن الله عز وجل أنعم على عباده بقدر طاعتهم وكلفهم من الشكر بقدر طاقتهم , فقالوا : كل شكر وإن قل : ثمن لكل نوال وإن جل .

وقال رجل من قريش لأشعب : الطمع يا أشعب , أحسنت إليك فلم تشكر , فقال : إن معروفك خرج من غير محتسب إلى غير شاكر , وقالوا : لا تثق بشكر من تعطيه حتى تمنعه .

وقال جعفر بن محمد رحمه الله : ما من شيء أسر إلي من يد أتبعها أخرى ; لأن منع الأواخر , يقطع لسان شكر الأوائل . وذكر غير قول ابن شبرمة : ما أعرفني بجيد الشعر :

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا
وإن قال مولاهم على حمل حادث من الأمر ردوا فضل أحلامكم ردوا

وسأل حماد بن سلمة الأصمعي كيف تنشد هذا البيت يعني البيت الأول فأنشده وقال : البناء بكسر الباء , فرد عليه : البنا بضم الباء .

وقال : إن القوم إنما بنوا المكارم لا اللبن والطين , وذكر غير واحد كسر الباء وضمها , فالكسر جمع بنية نحو كسرة وكسر , والضم جمع بنية نحو ظلمة وظلم , قالوا : وكان رأى الضم لئلا يشتبه بالبناء بمعنى العمارة باللبن والطين والله سبحانه أعلم .

وقال رحمه الله تعالى : إنما يبالغ في التوسل إلى البخيل لا إلى الكريم كما قال :

وإذا امرؤ مدح امرأ لنواله وأطال فيه فقد أسر هجاءه
لو لم يقدر فيه بعد المستقى عند الورود لما أطال رشاءه

.
 
اخي اشكرك على اثراء الموضوع ودمتا لنا
تحياتي
 
جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع ........

فى شكر الناس تواضع لله وفى تواضع الله نشكر عباده .....
 
عودة
أعلى