عبور الجيش المصرى قناة السويس بقلم كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان
بواسطة يحى الشاعر في الخميس يونيو 15, 2006 12:46 am
عبور الجيش المصرى قناة السويس
ويقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( وفى الساعة 1420 بدأت الموجات الأولى لخمس فرق مشاة وقوات قطاع بورسعيد فى اقتحام قناة السويس ، مستخدمة حوالى ألف قارب اقتحام مطاط ، وبعد عدة دقائق وضع ثمانية آلاف جندى أقدامهم على الضفة الشرقية وهم يهللون بملء حناجرهم .. الله أكبر .. وبدأوا فى تسلق الساتر الترابى المرتفع ، واقتحام دفاعات العدو الحصينة ، وهم يحملون أسلحتهم الشخصية ، والأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات
وفى اقل من ست ساعات .. وبالدقة فى الساعة 1930 أتمت الفرق الخمس مشاة وقوات قطاع بورسعيد أقتحام قناة السويس على مواجهة 170 كيلومترا ، بقوة 80 ألف جندى من أعز ابناء مصر وذلك باستخدام قوارب الاقتحام المطاط ، ووسائل العبور والاقتحام الأخرى فى 12 موجة متتالية .. واتمت الاستيلاء على 15 نقطة قوية للعدو ، واكملت حصار باقى النقط القوية ، كما تمكنت قواتنا من الاستيلاء على رءوس الكبارى بعمق 2 إلى 4 كيلومتر
وهكذا دمرت قواتنا المسلحة فى أقل من ست ساعات خط بارليف الدفاعى وحطمت حصونه التى استمر العدو يتغنى بها كل السنوات الماضية و قبل آخر ضوء كانت أعداد كبيرة من طائرات الهليوكوبتر قد أفرغت حمولتها من رجال الصاعقة فى عمق سيناء شمالا وجنوبا ...... ففى الشمال قاتل رجال الصاعقة فى مواجهة الجيشين الثانى والثالث فى عمق سيناء قتالا مستميمتا على الطرق والمضايق ضد مدرعات العدو التى حاولت الاقتراب لاجهاض عملية عبور قواتنا ... بل وألقوا بانفسهم فى طريق تقدم العدو ، وعلى ظهورهم الألغام المضادة للدبابات كى تنفجر فوق أجسامهم مدرعات العدو ... ونستبق الحوادث قليلا لنذكر كيف أن وحدة من الصاعقة ظلت تتمسك بمضيق سدر من يوم 6 إلى يوم 22 اكتوبر فحرمت بذلك العدو من اجتياز هذا المضيق لمدة 16 يوما ، حتى جاءها الأمر بالارتداد فعادت لتنضم إلى باقى قوات الجيش الثالث)ـ
كتاب حرب رمضان
المصدر : كتاب حرب رمضان الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة لكل من اللواء حسن البدرى ، طه المجدوب والعميد أركان حرب ضياء الدين زهدى ـ طبعة عام 1974
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( ومن الملامح البارزة فى قتال هذا اليوم ـ وطول مدة الحرب ـ أن القادة كانوا يضربون القدوة والمثل لرجالهم ، يتقدمون جنودهم ، ويقاتلون معهم فى الخطوط الأمامية ، ويستشهدون بينهم ..... و يكفى أن نعلم أن الضباط قادة الفصائل والسرايا عبروا فى الدقائق الأولى ، وأن قادة الكتائب قد عبروا خلال 15 دقيقة من بدء القتال ، وعبر قادة اللوءات خلال 45 دقيقة ، وقادة الفرق خلال ساعة ونصف من بدء الحرب . ولذلك كانت نسبة الخسائر فى الضباط والقادة عالية عن المعدل ، إلا أن الأصرار على تنفيذ المهام كان يتطلب منهم ذلك وفى سبيل النصر وتحرير الأرض تهون الأرواح
كان من أصعب المواقف التى تواجه المشاة ، هى الفترة الحرجة التى كان عليهم أن يقاتلوا دبابات العدو لمدة 6 إلى 8 ساعات حتى تنضم إليهم الإسلحة الثقيلة من الدبابات والأسلحة الأخرى بعد عبورها على المعديات والكبارى وقد تطول المدة إذا تاخر انشاء بعض المعابر او تعطل تشغيلها
إن قتال المشاة ضد الدبابات هو قتال غير تقليدى يتطلب مهارة وشجاعة كبيرة وكان امام المشاة بعد ظهر ذلك اليوم بالجبهة 300 دبابة إسرائيلية موزعة على طول الجبهة .... وقد تمكنت قوات المشاة والصاعقة من تدمير 100 دبابة بمعاونة من نيران المدفعية الموجودة على الضفة الغربية للقناة) ـ مذكرات الجمسى
المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية
( وفى الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة قامت طلائع القوات التى عبرت القناة برفع أعلام جمهورية مصر العربية على الشاطىء الشرقى للقناة معلنة بدء تحرير الأرض السليبة ، واستمر تدفق الموجات عبر القناة بانتظام بفاصل حوالى 15 دقيقة بين كل موجة واخرى حتى الموجة الرابعة حيث بدأ تناقص معدل التدفق نتيجة لإرهاق الأطقم المخصصة للتجديف فى القوارب ولحدوث بعض الأعطال فيها وتسرب المياه بداخلها ...... وقد أدى عدم انتظام تدفق موجات العبور إلى اللجوء إلى المرونة وعدم التقيد بتسلسل العبور ...... ولذا اعطيت الأسبقية لعبور الأفراد والأسلحة المضادة للدبابات والمعدات التى تؤثر على سير القتال .. مع استخدام بعض الناقلات البرمائية من طراز كيه 61 حمولة 3 أطنان لنقل الألغام و حتى الساعة الرابعة والنصف مساء تم عبور 8 موجات من المشاة ... واشتد ضغط أفراد المشاة المصريين على حصون خط بارليف ونقطه القوية وكان الحصن المقام عند علامة الكيلومتر 19 جنوب بورسعيد ـ حصن لاهتزانيت ـ هو أول الحصون التى سقطت وكان ذلك فى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر ، وتوالى بعد ذلك سقوط باقى الحصون
وفى حوالى الساعة الخامسة والنصف مساء أى قبل الغروب تم ابرار 4 كتائب صاعقة بواسطة الهيليكوبتر التى كانت تطير على ارتفاع منخفض فى عمق العدو فى أماكن متفرقة داخل سيناء . ونظرا لخروج هذه الطائرات عن نطاق مظلة الصواريخ المصرية غرب القناة فقد استطاع العدو اسقاط عدد منها بحمولتها البشرية) ـ
جمال حماد
المصدر : العمليات الحربية على الجبهة المصرية للمؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد ـ الطبعة الثانية عام 1993
جزء أخر من تحرير سيناء
وهذا الجزء قامت به الفرقة الثانية بقيادة العميد حسن أبو سعدة
الجبهة
كانت جبهته تمتد من الإسماعيلية الى الفردان على مسافة 30 كم
الاهداف
العدو له على الضفة الشرقية المقابلة
5 نقاط حصينة تدعم ظهرها 50 دبابة قريبة وكتيبة مشاة ميكانيكية
فى الخط الثاني للعدو يوجد لواء مدرع يصل الى 100 دبابة أو أكثر
الصعاب
الساتر الترابي لهذه المنطقة يبلغ ارتفاعه حوالي 32كم
أنواع الوقاية الأخرى من
حقول و ألغام
أسلاك شائكة
سيارات ميكانيكية
غير وجود ثلاث خطوط احتياطية من الدبابات خلفها
المعركــــة
عندما جاءت ساعة الصفر وقامت قوات الطيران و المدفعية بإشعال النيران المصرية فوق الضفة الغربية قامت قوات مشاة الفرقة الثانية بعبور قناة السويس بالقوارب المطاطة وقام الضباط والجنود بتسلق هذه السواتر الترابية الهائلة و التقدم فى عمق سيناء حوالي 2كم فى فترة زمنية لم تتجاوز ال 10 دقائق وكان من المخطط أن يتم ذلك فى حوالي من 30 الى 40 دقيقة وقامت قوات المشاة برفع العلم المصري على الضفة الشرقية لقناة السويس وسط الصيحة الكبرى المشهورة فى حرب أكتوبر وهى الله اكبر الله أكبر
وقامت قوات المشاة بالأسلحة الخفيفة الى التصدي الى دبابات العدو وقام قائد الفرقة بعبور قناة السويس وتسلق الساتر الترابي بعد 5, 1 ساعة من عبور قوات مشاة هذه الفرقة وتم تركيب كل أجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية على الضفة الشرقية
وبعد ذلك كانت إجراءات إنشاء الكباري لعبور الدبابات الى هذه المنطقة تجرى حتى تم بالفعل إنشاء أول كوبري لعبور الدبابات فى تمام الساعة الثامنة وعشرون دقيقة من مساء يوم 6 أكتوبر وحتى ذلك الوقت لم تأتى مهاجمة العدو بالدبابات على موقع الفرقة الثانية ثم بدأت كتائب الجيش الإسرائيلي الى الوصول فى تمام الساعة الثامنة وثلاثون دقيقة فتقدمت أول كتيبة إسرائيلية فتصدت لها قوات مشاة الفرقة الثانية وقامت بإبادتها إبادة كاملة ثم تقدمت الكتيبة الثانية للعدو وفى هذا التوقيت وصلت الدبابات المصرية الى موقع الفرقة الثانية لكي تقوم بالتصدى لكتائب العدو التي تتقدم الواحدة تلو الأخرى نشبت حرب الدبابات الرهيبة فى هذا الموقع للفرقة الثانية المصرية
واستمر العدو فى مضاعفة ضربات الطيران وضرب الكباري وتحدياته للدفاع الجوى المصري
وجاءت أول أشعة الشمس يوم 7 أكتوبر تظهر على الجنود المصريين وهم على ارض سيناء وبدأ العدو يرسل باحتياطيه الكبير لقواته المدرعة وصلت هذه القوات الى ارض المعركة فى السابعة من مساء يوم 7 أكتوبر و فى الساعة الثامنة من مساء يوم 7 أكتوبر قام اللواء 190 مدرعات للعدو بالتحرك من بير سبع على الطريق الساحلي على أن يلحق به جزء من اللواء متمركز من قبل فى العريش وبدأت مدرعات العدو تظهر فى الساعة 11 من صباح يوم 8 أكتوبر وبدأت سرية أولى من مهاجمة الجانب الأيسر للفرقة الثانية المصرية ولكن الفرقة المصرية تصدت لها وإبادتها بأكملها
وكانت هذه السرية عبارة 10 دبابات ثم هاجمت سرية ثانية وتم تدمير 6 دبابات منها ثم هاجمت سرية ثالثة
وكانت قوات طلائع القوات المصرية قد جاءت بالبيانات التالية أن قوات مدرعة للعدو بأعداد كبيرة من 70 الى 80 دبابة وعلى مسافة من 10 اللي 15 كم من الفرقة الثانية على استعداد للتحرك تم التقاط رسالة لاسلكية من القائد تعطى بلاغا لهذا المدرع8ا بالتحرك بعد 20 دقيقة وترجمت الرسالة الى اللغة العربية فى 10 دقائق فأصبح باقي من الزمن 10 دقائق فقط وقام قائد الفرقة المصرية بوضع خطته على الفور وإصدار أوامره وكانت خطته تعتمد على مواجهة العدو بالداخل وليس من الخارج فأمر قائد الكتيبة الأولى التي تمر عليها قوات العدو بعدم التعرض لهم حتى يصبحوا بداخل قواتنا المسلحة وبالفعل تم ترك مدرعات العدو حتى عبرت الكتيبة المصرية الأولى وكانت هذه الدبابات تسير بسرعة 40 كم فى الساعة مع العلم بأن السرعة الطبيعية للدبابة هي 15-20 كم فى الساعة وتركت القوات المصرية قوات العدو تنتقل من 1كم الى أن اطمأنت قوانتا أنها أحكمت الحصار عليهم و أعدت لهم مصيدة الموت ثم بدأو فى إطلاق نيرانهم على العدو ومن كل اتجاه يمينا ويسارا ومن أمامهم و أيضا من خلفهم واستمر الموقف هكذا الى أن انتهت هذه المعركة بعد دقائق فقط من بدئها وكان تعداد هذه الدبابات هو 72 دبابة تسير على هيئة مثلث وكانت المدافع الموجهة إليهم 6 مدافع لكل دبابة
وبسرعة اصدر قائد الفرقة المصرية أوامره الى قواته بتطوير الهجوم الى الجانب الأيمن فطوروا الهجوم بالفعل وقاموا بالاستيلاء على مركز قيادة العدو فى تبة الشجرة ولكن جنود هذا المركز استطاعوا أن يهربوا ثم اندفعت قوات أخرى الى الحصن الذي لم يستسلم بعد و بالفعل تم سقوط هذا الحصن فى تمام الساعة الرابعة مساءا وتقدمت القوات على الجانب الآسر لتحسين أوضاعها وفى أثناء ذلك كانت هناك دبابة للعدو لم تدمر بعد فقامت القوات المصرية بتوجيه ضربة قاتلة لها وقفز منها جنودها بعد احتراقها وارتموا فى حفرة من الرمال وكان عددهم 4 أفراد ثم انضم إليهم 4 جنود آخرين قفزوا من مدرعة أخرى محترقة فأصبح عددهم 8 جنود فى الحفرة فتقدمت إليهم مجنزة مصرية حتى تتملكهم وقام الجنود المصريين بالتقدم إليهم فقام الجنود الإسرائيليون بتسليم أنفسهم وكان من بين هؤلاء الجنود قائد هذا اللواء المدرع 190 وكان يرتدى بدلة عسكرية بدون آي رتب وكان اسمه الكولونيل عساف ياجورى وفى يوم 8 أكتوبر وكان قد بلغ ماتكبدته القوات الإسرائيلية المدرعة فى القطاع الأوسط هو 150 دبابة
تحرير القنطرة شرق
الاهمية
القنطرة شرق تعتبر المدينة الثانية بعد العريش وأرضها تحتوى مباني المدينة
الصعاب
القتال فيها من الصعوبة لوجود مباني الأهالي فيها موقع الهجوم المصري فى الضفة الغربية أرض زراعية منخفضة وموقع العدو فى الضفة الشرقية مرتفع أرض هذه المدينة ليست جافة لا تصلح للسير
نتيجة لأنها المدينة الثانية بعد العريش فان العدو أقام تحصينات خط بارليف فيها بقوة عالية
الاهداف
هناك 7 نقاط لخط بارليف منهم 4 نقاط تعتبر نقاط أساسية ومسافة المواجهة حوالي 37 كم
الخطة
تركيز القوات والهجوم على امتداد 18 كم امام النقاط الأساسية الأربعة وضرب النقاط المتطرفة يمينا ويسارا بالنيران فقط
مهاجمة النقطة الاولى والنقطة الرابعة أولا حتى يتم إحكام الحصار والتحكم فى الإمدادات التي يمكن ان تأتي من الخلف لهذه القوات
المعركة
قامت قوات الفرقة 18 بتنفيذ هذه الخطة فقد قاموا باحتلال النقطة الأولى والنقطة الرابعة بعد 25 دقيقة من عبور المشاه بالأسلحة الخفيفة
ثم بدأو بمحاصرة المدينة بعد 35 دقيقة ثم بدأو بالهجوم على النقطة الثانية واحتلوها ثم النقطة الثالثة واحتلوها أيضا
وكانت الساعة تقترب من الثامنة مساءا من يوم 16 أكتوبر فقد قام العدو بالهجوم من اليمين و اليسار و الوسط إلى من جميع الاتجاهات كي يقتحم الحصار المصري لمدينة القنطرة
ولكن قوات الفرقة 18 من مشاة و أسلحتهم تصدت لهم تصدى الأبطال حتى فشل هذا الهجوم الإسرائيلي
فى الساعة 6 من مساء يوم 6 أكتوبر قام العدو بشن هجوم أخر على الجانب الأيمن للقوات المصرية وكانت هذه الضربة شديدة جدا فنجح العدو فعلا فى فى اختراق القوات المصرية من الجانب الأيمن و اضطرت القوات المصرية الى الرجوع الى الخلف مسافة من 5, 2 كم الى 3 كم
ولكن سرعان ما قام قائد الفرقة بتركيز قوته الدفاعية الى أعماق متتالية حتى جعلها مصيدة نيران للعدو اذا حاول الاقتراب منها وجاءت الدبابات المصرية لتعبر قناة السويس ليلا بأعداد قليلة عن طريق معديات صغيرة لتعزيز القوات فى القنطرة شرق وتأمر بالاستيلاء على حصن شمال البلاد وضرب المعديات التي يمكن للدبابات أن تعبر القناة من خلاله
ودارت المعركة بين القوات المصرية و القوات الإسرائيلية حول هذا الموقع الحصين شمال البلاح وقامت القوات المصرية باستعادة هذا الحصن ولكن القوات الإسرائيلية عادت للاستيلاء عليه وظل هذا الحصن بين القوات المصرية و القوات الإسرائيلية طوال هذه الليلة
وعند ظهور الأضواء الأولى لصباح يوم 7 أكتوبر وفى الساعة السادسة من صباح هذا اليوم قامت القوات المصرية بهجمة عنيفة جدا واستعادت هذا الحصن من القوات الإسرائيلية وتقدمت فى العمق 3 كم جنوبا
وكانت نتائج هذه المعركة هي 37 دبابة محطمة للعدو وبقى لهم 4 دبابات سليمة ولكن العدو وحاول التقدم بهذه الأربع دبابات ولكن القوات المصرية تصدت لهم وقامت بالقضاء على هذه الأربع دبابات
وخلال يوم 7 أكتوبر قامت قوات العدو بالهجوم على القوات المصرية ونجحت بالفعل من اختراق جزء من مواقعنا ولكن القوات المصرية استعادت مواقعها بسرعة بمعاونة الدبابات التي عبرت ليلا
وجاءت الأخبار من قائد الجيش الثاني الميداني الى قائد الفرقة 18 فى القنطرة
أن العدو قام بإرسال لواء مدرع لضرب قواتنا فى القنطرة شرق وأن هذا اللواء سوف يصل الى القنطرة شرق مع بدء أول ضوء من يوم 8 أكتوبر وفى اتجاه الجانب الأيمن للقوات المصرية
وضعت الخطة لمقاومة هذا اللواء وكانت الخطه تعتمد على وضع القوات عند نقطة معينة وعند مسافات محسوبة حيث تهاجم العدو من هذه النقط
وبالفعل عندما تقدم هذا اللواء الإسرائيلي المدرع تجاه القنطرة شرق قامت قوات الفرقة 18 بقصف شديد لهذا اللواء المدرع
جاء الطيران المصري بعد هذا القصف وفى الوقت المحدد له بضرب هذا اللواء هنا وهناك بشدة وعنف حتى انتهى هجوم العدو على الجانب الأيمن بالفشل
ولكنه فى نفس الوقت كان العدو يهاجم القوات المصرية من الجانب الأيسر للفرقة 18 ونجح بالفعل من اختراق جزء صغير من هذا الجانب
لكن القوات المصرية سريعا ما قامت بتطهير هذا الجزء المخترق فى 45 دقيقة فقط وبعد هذا فشل العدو فعلا فى استعادة القنطرة شرق
اسرار التفوق
المهندسون العسكريون المصريون
ويقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( ففى الساعة 1420 من السادس من اكتوبر عبرت الموجة الأولى من القوات المهاجمة قناة السويس ومعها عناصر من المهندسين العسكريين لتأمين مرور المترجلين فى حقول الألغام المعادية ، ثم عادت القوارب لتنقل الموجات التالية
وجدير بالذكر أنه خلال ساعتين من انطلاق الشرارة الأولى كان حجم قوات المهندسين العسكريين التى عبرت القناة ، والتى راحت تعمل فوق سطح الساتر الترابى وفوق صفحة القناة قد تجاوز الخمسة عشر ألف مقاتل من المهندسيين العسكريين من مختلف التخصصات
وفى الموجة الثانية عبرت ثمانون وحدة هندسية فى قواربهم الخشبية بالأفراد والمضخات والخراطيم وخلافها من مهمات فتح الممرات فى الساتر الترابى
وبعد ساعات قليلة بدأت البلاغات تتوالى عن انتهاء المضخات من ازالة الساتر التراب ، وبدأت عملية
تثبيت أرضيات الممرات التى تحولت إلى وحل لأعماق كبيرة تجاوزت المتر فى بعض المناطق . وقد استخدمت فى تنفيذ هذه المهمة مواد مختلفة طبقا لطبيعة التربة من أخشاب وقضبان وحجارة وشكاير مملوءة بالرمل وألواح من الصلب وشباك معدنية وغير ذلك من المواد ...... وكانت عملية التثبيت ضرورية حتى تتمكن آلات الجرف من الخروج من المعديات إلى الممرات لتقوم بازاحة الطبقة الموحلة من الأرض وتصل إلى القشرة الجافة التى يمكن للدبابات والمركبات أن تسير عليها دون تعثررغم محاولات العدو منع انشاء وتشغيل الكبارى والمعديات ومنع فتح الممرات فى الساتر الترابى ، بالقصف المستمر من الأرض والجو على مناطق تمركز وحدات العبور وطرق تحركها ومناطق الإسقاط والممرات فقد اكتمل العمل العظيم واتم المهندسون انشاء الكبارى والمعديات فى الجيش الثانى فى فترة من ست إلى تسع ساعات مثلما كان مخططا تماما أما فى قطاع الجيش الثالث فقد اصطدمت عملية فتح الممرات فى الساتر الترابى بجميع العوامل المعوقة من .... قصف مركز من طائرات ومدفعية العدو ..... صلابة تربة الساتر الترابى .... تغيرات مناسيب مياه القناة بفعل المد والجزر ... حقيقة أن معظم هذه العوامل المعوقة كانت متوقعة إلا أن تكاتفها جميعا فى نفس الوقت ادى إلى إنشاء الكبارى فى نطاق الجيش الثالث فى نحو ست عشرة ساعة بخسارة زمنية قدرها سبع ساعات عن التخطيط الموضوع
جدير بالذكر أن معظم الكبارى أصيب واعيد أصلاحها اكثر من خمس مرات)ـ كتاب حرب رمضان
المصدر : كتاب حرب رمضان الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة لكل من اللواء حسن البدرى ، طه المجدوب والعميد أركان حرب ضياء الدين زهدى ـ طبعة عام 1974
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( كان رجال المهندسين يعملون تحت تهديد نيران العدو ، بينما وجوههم واجسامهم مغطاة بالطين ، والمضخات التى سميت مدافع المياه فى أيديهم يشقون الساتر الترابى . لقد أستخدموا 350 مضخة مياه فى مواجهة الجيشين ( الثانى والثالث ) للقيام بهذا العمل ، وكلما سقط شهيد او جريح منهم حل محله مقاتل آخر فورا واستمر العمل تمكن هؤلاء الرجال من فتح اكثر من ثلاثين ممرا خلال عدة ساعات منذ بدء القتال ، يتهايل من كل ممر ـ فتحة ـ 1500 متر مكعب من الرمال ، واستمروا فى عملهم حتى فتحوا باقى الممرات المطلوبة وعندما وصل عدد الممرات التى تم إنجاز العمل فيها إلى ستين ممرا ، كان المهندسون قد قاموا بتجريف 90 ألف متر مكعب من الرمال
وبدأ رجال المهندسين فى إنشاء الكبارى فى المواقع المحددة لها على القناة وكما كان النجاح فى فتح الممرات فى الساتر الترابى أمرا ضروريا لتشغيل المعديات وإنشاء الكبارى ، فقد كان إنشاء الكبارى امرا محتما لنجاح العملية الهجومية ومن هنا عمل وحدا ت المهندسين سواء لفتح الممرات إو إنشاء الكبارى من أهم وأخطر مراحل الاقتحام والهجوم
لم يقتصر الامر على إنشاء الكبارى الثقيلة بل أقام المهندسون طبقا للخطة عددا مماثلا من الكبارى الخفيفة لعبور العربات الخفيفة عليها وفى نفس الوقت تجذب نيران مدفعية العدو وقنابل وصواريخ طائراته بعيدا عن الكبارى الثقيلة ..... نجح رجال المهندسين فى إنشاء أول كوبرى ثقيل فى حوالى الساعة الثامنة والنصف مساء أى بعد حوالى ست ساعات من بدء الاقتحام . وفى حوالى الساعة العاشرة والنصف أى بعد ثمانى ساعات من بدء الاقتحام كان المهندسون قد اتمموا انشاء ثمانية كبارى ثقيلة وأربعة كبارى خفيفة ، كما قاموا ببناء وتشغيل ثلاثين معدية وأصبحت قواتنا تتدفق عليها شرقا ، بينما تعمل وحدات إنشاء الكبارى باقصى طاقتها ، إلى ان أصبح لدينا فيما بعد عشرة كبارى ثقيلة وعشرة كبارى خفيفة وكان إنجازا عظيما لوحدات المهندسين يوم 6 أكتوبر بعد أن حققوا حتى الساعة العاشرة والنصف مساء :ـ
ـ فتح 60 فتحة ( ممر ) فى الساتر الترابى
ـ إتمام انشاء 8 كبارى ثقيلة
ـ اتمام بناء 4 كبارى خفيفة
ـ بناء وتشغيل 30 معدية) ـ مذكرات الجمسى
المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية : ـ إن العبور العظيم الذى تم فى يوم 6 اكتوبر عام 1973 والذى عبر به العرب من مذلة الهزيمة إلى قمة النصر كان فى مرحلته الأولى عملية مهندسين بحتة ، ولولا فتح الثغرات فى الساتر الترابى على الضفة الشرقية وتركيب الكبارى الثقيلة والخفيفة لعبور المدرعات والمركبات ، وإقامة كبارى الاقتحام لعبور المشاة وتجهيز وتشغيل المعديات لنقل الدبابات والأسلحة الثقيلة وتشغيل آلاف القوارب التى حملت الألوف من أفراد المشاة إلى الشاطىء الشرقى للقناة لولا كل هذه المهام التى قام بها المهندسون فى وقت واحد تقريبا وتحت سيل منهمر من نيران وقذائف وصورايخ العدو من البر والجو لما أمكن لملحمة العبور أن تتم ، ولما تيسر اقتحام قناة السويس أصعب مانع مائى فى العالم خلال ساعات معدودة وعلى طول القناة بقوة خمس فرق مشاة تتكون من 80 ألف جندى بكامل معداتهم وأسلحتهم ومركباتهم فى 12 موجة متتالية ، مستخدمين المعابر والتجهيزات التى أعدها المهندسون لهم لعبور القناة ، ولتعزيز مواقعهم على الشاطىء الشرقى لها فور وصولهم ، وكان الذين هيئوا للقوات المصرية فرصة إحراز ذلك النصر العظيم هم ضباط وجنود 35 كتيبة مهندسين من مختلف التخصصات قاموا بعمل خارق كان أشبه بالمعجزات
وقد ظل المهندسون العسكريون المصريون اكثر من خمس سنوات يبذلون جهودهم الجبارة ومحاولاتهم المتواصلة لإيجاد الحلول السليمة لمشاكل العبور الصعبة ، وقبل حلول 6 اكتوبر 1973 كانت جميع المشاكل قد حلت ، وجميع المصاعب قد ذللت وكانت أهم هذا المشكلات واعقدها ما يلى : ـ
فتح الثغرات فى الساتر الترابى
إنشاء المعديات والكبارى
تجهيزات إشعال القناة بالنابالم
المصدر : العمليات الحربية على الجبهة المصرية للمؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد ـ الطبعة الثانية عام 1993
حقيقة الثغرة
نتيجة للخسائر الفادحة التى تكبدتها إسرائيل فى المعدات والأفراد ، وتحت الضغط السياسى والعسكرى والاستراتيجى ، وبعد أن مدت أمريكا إليها الجسر الجوى الضخم ، وجدت إسرائيل فرصة فى عملية الدفرسوار غرب القناة ، ولذلك حاولت أن تحيط هذه العملية بأضخم دعاية ممكنة لكى تحجب حجم وقيمة الخسائر التى منيت بها نتيجة النجاح الضخم الذى حققته الجيوش العربية ولكن بات واضحا أن هذا النجاح المحدود الذى حققته إسرائيل لا يستطيع تحييد آثار النصر العسكرى العربى ولا حجب الهزيمة التى لحقت بإسرائيل
ولقد أثيرت عشرات التساؤلات حول عملية الدفرسوار( الثغرة ) وحاول الكثيرون ـ إنسياقا وراء الدعاية الإسرائيلية ـ استخدامها كمبرر للانتقاص من حجم وقيمة الإنجاز العسكرى العربى . ولكن لابد أن نؤكد حقيقة هامة وهى أن جميع هذه التساؤلات والمحاولات لا تنال من قيمة هذا الإنجاز ، ولا تستطيع إخفاء حقيقة العزلة السياسية التى أضحت عليها إسرائيل
إن نتائج أى حرب تقاس فى مضمونها العام بما اسفرت عنه من تطورات ومتغيرات شاملة وليس بحساب المكاسب والخسائر التكتيكية المحدودة على هذا الجانب أو ذلك والتى هى شىء طبيعى فى أى عملية عسكرية.
كيف حدثت الثغرة
عندما قامت حرب 6 أكتوبر وبعدما عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس والى الضفة الشرقية لها بجميع وكامل المعدات الحربية لتطهير أرض سيناء قام الاستطلاع الأمريكي يوم 13 أكتوبر بإرسال بعض الطائرات التي تسللت ودخلت الى أرض سيناء لتستكشف نقاط قوة وضعف الجيش المصري وبالفعل نجح الاستطلاع الأمريكي من تحديد نقطة ضعف للقوات المصرية وابلاغ القوات الإسرائيلية بهذه المنطقة لكي يتسللوا منها الى داخل القوات المصرية
وقد كانت هذه النقطة هي المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثاني و الثالث وهى منطقة البحيرات وهذه المنطقة لها طابعها الجغرافي الذي يصعب على أحد السير أو الاختراق منه حيث أن البحيرات فيها لها اتساع كبير وأن طبيعة الأرض فى الشاطئين الغربي و الشرقي يصعب من خلالهما الاختراق بالإضافة الى ذلك قامت القوات المصرية بوضع الألغام فى هذه المنطقة لتأمين عدم عبور آي قوات من هذه المنطقة بالإضافة الى تخصيص قوات تأمين ومهم الجانب الايسر للجيش الثالث و الجانب الأيمن للجيش الثاني بحيث يضيقوا الخناق ويحولوا دون أي اختراق من بينهم
الاحداث
استمرت القوات الإسرائيلية فى شن هجماتها العسكرية حتى يوم 13 أكتوبر وفى يوم 14 أكتوبر قررت القوات المصرية قرار بتطوير الهجوم شرقا وذلك لسببين هما :
1- نقل ثقل العدو من الجبهة السورية الى سيناء.
2- الحصول على مزيد من الأرض المصرية .
ففى ذلك اليوم وهو يوم 14 أكتوبر قامت القوات المصرية بدفع فرقة مدرعة وهى الفرقة 211 من الغرب الى الشرق وعبرت هذه الفرقة فى منطقة الجيش الثاني من اتجاه الدفرسوار ونشبت بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية معركة من أشد و أعنف المعارك التي قامت واستخدام الإسرائيليون فى هذه المعركة الأسلحة الأمريكية الحديثة التي وصلت لهم خلال الحرب لمعونته ومن أهم هذه الأسلحة هي الأسلحة المضادة للدبابات وتكبدت القوات المصرية فى هذه المعارك خسارة عدد كبير من دباباتها ولكنها كبدت القوات الإسرائيلية خسائر أفدح من خسائرها
وقد أطلق على هذه المعارك معارك الدبابات الكبرى وفى هذه المعارك حدث الذي لم يحدث أبدا خلال قصص ومعارك جميع الحروب العالمية فقد كانت هذه المعارك معارك دامية وشرسة حيث كانت المواجهة بين الدبابات لا يفصلها أكثر من 1 كم فقط وخلال هذه المعارك قمنا بالاستيلاء على شريحة أرض جديدة وكبدنا العدو الخسائر الجسيمة وفى يوم 15 أكتوبر وفى الساعة العاشرة مساء قامت قوة صغيرة للعدو تتكون من 7 دبابات بالاحتراق و الوصول الى غرب القناة لم تبلغ القيادة العامة هذه القوة الصغيرة إلا فى صبح يوم 16 أكتوبر وقدر رئيس أركان الجيش الثانى أن هذا شئ بسيط وممكن التعامل معه وأصبحت الأخبار حول هذه الثغرة متضاربة فنقول الدبابات اتجهت الى الشمال وبعضها اتجه الى الغرب وبعضها اتجه الى الجنوب ثم عادت الى الشمال و أصبح عدد الدبابات المتسللة بدلا من 7 دبابات 30 دبابة قامت القوات المصرية بحشد نيران المدفعية وقوات الطيران للتصدى الى هذا العدو من دبابات العدو وكان ذلك فى صباح يوم 16 أكتوبر ولكن دبابات العدو كانت قد انتشرت فى هذه المنطقة واختبئت وراء الجبال الموجودة فى هذه المنطقة فلم تستطع قوات المدفعية وقوات الطيران من إبادة هذه الدبابات نظرا لطبيعة المنطقة الجبلية وفى يوم 17 أكتوبر قامت القوات المصرية بشن هجوما مصريا عنيفا وشديدا فى هذه المنطقة و أسفر عن استشهاد العديد من القيادات
وقد كانت الخطة المصرية التي وضعت لمقاومة الثغرة هى أن تحاصر القوات المعادية فى أضيق مساحة من الأرض فى الغرب وسرعة تدميرها و فى نفس الوقت قفلها من الشرق حتى لا تتدفق قوات العدو وتقرر أن يهاجم الجيش الثاني جنوبا و الجيش الثالث شمالا و بالفعل هذا ما حدث ووصلت المسافة بين الجيشين الى 4 كم فقط ولكن الجيشين لم يتمكنوا من الالتقاء . ولذلك استطاعت قوات العدو أن تنفذ بأعداد أكبر الى الغرب وذلك يوم 17 أكتوبر وكان القتال ودارت المعركة بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية وقامت القوات المصرية بتكبيد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد لم تتكبدها إسرائيل طوال الحرب كلها واستمرت هذه المعارك لمدة أربعة أيام وهى 17 ، 18 ، 19 20 أكتوبر واستخدمت خلال هذه المعارك جميع أنواع الأسلحة المدفعية والمدرعات و الصواريخ و الطيران والهيلكوبتر ولكن زاد تسلل العدو الى هذه المنطقة الجبلية متجها الى الجنوب وقامت القوات المصرية بالتصدى له شمالا فلم يستطع التوجه الى الإسماعيلية ولكنه نجح فى التسلل و الانتشار جنوبا ولم تؤد خطة القيادة العامة للتصدى لها النتائج المطلوبة تماما وكان ذلك حتى يوم 20 أكتوبر
فشل الثغرة
ولكن الموقف تطور واستطاعت القوات الإسرائيلية التسلل و الوصول جنوبا الى قطع طريق القاهرة السويس و قامت الطلائع الأمريكية بمعرفة مدى الاستعداد المصري الكامل لإبادة الثغرة الإبادة الكاملة وعليه طلبت إسرائيل بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية الى الشرق بدلا من العودة الى خطوط وقف النار وأعلن الرئيس السادات موافقته على وقف النار فى 20 أكتوبر وتم وقف إطلاق النار فى 22 أكتوبر من مركز القوة للقيادة المصرية
أسئلة و أ جوبة و تعليقات هامة :
سؤال ؟ **********************************
لماذا لم تقم مصر بتطوير هجومها شرقا للمضايق ؟
قامت مصر يوم 14 اكتوبر بتطوير الهجوم شرقا لاحتلال المضايق وذلك لهدف سياسى وهو تخفيف ضغط الحرب على سوريا كما انه لم يكن مقدرا احتلال المضايق فى ذلك الوقت حيث أن هجوم الدبابات المصرية سيكون خارج نطاق صواريخ الدفاع الجوى سام مما سيعرضها لقصف جوى إسرائيلى ، وذلك ما حدث فعلا وخسرت مصر دبابات كثيرة يوم 14 أكتوبر عام 1973 ( كانت أكبر معركة للدبابات أشترك فيها 1500 دبابة من الطرفين .... ونشاط جوى مكثف من الطرفين ... وكانت خسائرنا فى هذا اليوم 250 دبابة) ـ مذكرات رئيس عمليات حرب اكتوبر لواء محمد عبد الغنى الجمسى ، وقد تم تطوير الهجوم شرقا بالرغم من اعتراض كل من سعد الدين الشاذلى رئيس الاركان وسعد مأمون قائد الجيش الثانى وعبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ولكنه كان قرار سياسى من الرئيس الراحل أنور السادات لتخفيف ضغط الحرب على الدولة الشقيقة سوريا ، وللأسف كان هذا القرار هو أكبر خطأ سياسى عسكرى فى حرب 1973
تعليقات : ***********************************
السادات يصدر قرارا سياسيا بتطوير الهجوم
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( لقد شكل الموقف العسكرى فى الجبهة السورية عامل ضغط على الرئيس السادات سياسيا ، وعلى الفريق أول أحمد إسماعيل عسكريا بصفته القائد العام لقوات الجبهتين المصرية والسورية . ولذلك صدر قرار الرئيس السادات فى الساعات الأولى من يوم 12 أكتوبر للفريق أول إسماعيل بتطوير الهجوم شرقا على الجبهة المصرية لتخفيف الضغط على الجبهة السورية
وفى صباح يوم 12 أصدر الفريق أول إسماعيل أوامره ببدء التطوير فى الساعة السادسة والنصف صباح اليوم التالى 13 أكتوبر مع التمسك برءوس الكبارى
وبناء على طلب سعد مأمون قائد الجيش الثانى واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ، وبعد استدعائهما إلى مركز عمليات القوات المسلحة ومقابلة القائد العام مساء يوم 12 ، تأجل تطوير الهجوم ليكون الساعة السادسة والنصف يوم 14 أكتوبر) ـ مذكرات الجمسى
المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
يقول الفريق سعد الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( بعد عودتى من الجبهة يوم الخميس 11 أكتوبر فاتحنى الوزير ( الفريق أحمد إسماعيل القائد العام ) فى موضوع تطوير هجومنا نحو المضايق ، ولكنى عارضت الفكرة وابديت له الأسباب ، وبدأ لى أنه اقتنع بهذا وأغلق الموضوع . ولكنه عاد وفاتحنى بالموضوع مرة أخرى فى صباح اليوم التالى الجمعة 12 أكتوبر مدعيا هذه المرة أن الهدف من هجومنا هو تخفيف الضغط على الجبهة السورية
عارضت الفكرة على أساس أن هجومنا لن يخفف الضغط على الجبهة السورية ، إذ أن لدى العدو 8 ألوية مدرعة أمامنا ولن يحتاج إلى سحب قوات إضافية من الجبهة السورية حيث أن هذه القوات قادرة على صد أى هجوم نقوم به ، وليس لدينا دفاع جوى متحرك إلا أعداد قليلة جدا من سام 6 لا تكفى لحماية قواتنا وقواتنا البرية ستقع فريسة للقوات الجوية الإسرائيلية نظرا لتفوقها بمجرد خروجها من تحت مظلة الدفاع الجوى .. أى بعد حوالى 15 كيلومترا شرق القناة
إذا نحن قمنا بهذه العملية فإننا سوف ندمر قواتنا دون أن نقدم اية مساعدة لتخفيف الضغط على الجبهة السورية ، وحوالى الظهر تطرق الوزير لهذا الموضوع للمرة الثالثة خلال 24 ساعة وقال هذه المرة ..... ( القرار السياسى يحتم علينا ضرورة تطوير الهجوم نحو المضايق ، ويجب أن يبدأ ذلك من صباح غد 13 أكتوبر )ـ
وبعد الظهر كانت التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم قد تم إعدادها وتحرك اللواء محمد غنيم إلى الجيش الثانى ، واللواء طه المجدوب إلى الجيش الثالث حاملين معهما تلك الأوامر إلى قائدى الجيشين . وبمجرد وصول التعليمات كان اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى يطلبنى على الهاتف ، وقال بغضب سيادة الفريق أنا مستقيل ، أنا لا أستطيع أن أقوم بتنفيذ التعليمات التى أرسلتموها مع اللواء غنيم
ولم تمض سوى بضع دقائق حتى كان اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث هو الآخر على الخط الهاتفى وابدى معارضة شديدة لتلك التعليمات التى وصلته مع اللواء طه المجدوب ، وفى محادثتى مع كل من اللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل لم اخف عنهما أننى أنا أيضا قد عارضت هذه التعليمات ، ولكنى أجبرت عليها ، فاتحت الوزير مرة اخرى فى الموضوع وتقرر استدعاء سعد مأمون وعبد المنعم واصل لحضور مؤتمر بالقيادة فى مساء اليوم نفسه
وفى خلال هذا المؤتمر الذى امتد حتى الساعة الحادية عشر مساء كرر كل منا وجهة نظره مرارا وتكرارا ، ولكن كان هناك إصرار من الوزير على أن القرار سياسى ( قرار اتخذه الرئيس أنور السادات ) ، ويجب أن نلتزم به ، وكل ما أمكن عمله هو تأجيل الهجوم إلى فجر يوم 14 بدلا من فجر يوم 13 كما كان محددا
لقد كان هذا القرارهو أول غلطة كبيرة ترتكبها القيادة المصرية خلال الحرب وقد جرتنا هذه الغلطة إلى سلسلة أخرى من الأخطاء التى كان لها أثر كبير على سير الحرب ونتائجها ) ـ من مذكرات سعد الشاذلى
سؤال ؟ *********************************
ما هى حقيقة الجسر الجوى الامريكى واين الجسر الجوى السوفيتى ؟
لقد اقامت أمريكا جسرا جويا لتعويض الجيش الإسرائيلى عما خسره فى الحرب من طائرات ودبابات و خلافه منذ يوم 10 أكتوبر بصورة غير رسمية ومنذ 13 أكتوبر بصورة رسمية وسمت بعملية نيكل جراس واستخدمت فيها طائرات سى 5 و سى 141 وهى طائرات نقل عسكرية أمريكية عملاقة .
ويذكر رئيس هيئة عمليات حرب أكتوبر 1973 محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ويقول ( لم تكتف إسرائيل بطائرات الجامبو السبع لشركة العال لنقل احتياجتها من الأسلحة والمعدات ، ولذلك عملت محاولات استئجار طائرات مدنية أمريكية لسرعة اجراء النقل ، لكن شركات الطيران رفضت التعاون معها خوفا من المقاطعة العربية واتجه التفكير إلى استخدام طائرات النقل العسكرية الأمريكية لنقل الأسلحة والمعدات ... وقد استمر الجسر الجوى الأمريكى مدة 33 يوم اعتبارا من 13 أكتوبر حتى 14 نوفمبر 1973 ) ـ محمد عبد الغنى الجمسى
وعن الجسر الجوى السوفيتى يقول جمال حماد المؤرخ العسكرى فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية " كان من المتعذر تعويض خسائر الدبابات نظرا لعدم توافر دبابات احتياطية فى مخازن القوات المسلحة المصرية كما أن الدبابات السوفيتية التى ارسلت عن طريق الجسر البحرى السوفيتى والبالغ عددها 400 دبابة من طراز ت 55 وت 62 تم شحنها كلها عن طريق البحر من ميناء أوديسا على البحر الأسود إلى ميناء اللازقية السورى ، مما لم يتح الفرصة لوصول اية شحنات من الدبابات السوفيتية الجديدة إلى مصر "ـ جمال حماد
تعليقات : *********************************
الرئيس السادات يوافق على وقف إطلاق النار
يقول السادات فى كتابه البحث عن الذات ( اتضح لى أن القمر الصناعىالأمريكى الذى كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بعد ساعة ، أخطرهم بنقل الفرقة المدرعة 21 من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط على سوريا كما طلب وألح الرئيس الأسد .. واقر هنا للتاريخ ان روسيا التى تدعى وقوفها مع الحق العربى لم تبلغنا بشىء بواسطة اقمارها الصناعية التى تتابع المعركة
ثم حدث تطور خطير بدأت أشعر به ، وأنا أتابع الحرب من غرفة العمليات .. لقد استخدم الجسر الجوى الأمريكى لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية الجبارة التى تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة .. والعريش تقع خلف الجبهة
وبدات ألاحظ تطورا خطيرا فى معارك الدبابات التى اعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها وكفاءة المصريين فى إدارتها . كنت كلما أصبت لإسرائيل 10 دبابات أرى مزيدا من الدبابات . لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور ـ إنقذوا إسرائيل ـ فى اليوم الرابع ، وهى تستخدم بكل صراحة مطار العريش المصرى الذى يقع خلف الجبهة بكل وضوح لكى تحول الهزيمة الإسرائيلية إلى انتصار .. وتذكرت فى تلك اللحظات ما فعلته أمريكا على جبهة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية ثم على الجبهة اليابانية
أما التطور الثالث والخطير ، فهو أن أطلق صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا البطاريتين تعطيلا كاملا . وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ امريكى جديد يسمى القنبلة التلفزيونية وأنه كان لا يزال تحت الاختبار فى أمريكا ، فأرسلته لنجدة إسرائيل
لقد دخلت امريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل حتى بالأسلحة تحت الإختبار .. وقنبلة المافريك وأسلحة أخرى . وأنا أعرف امكانياتى وأعرف حدودى .. لن أحارب أمريكا
ولذلك بعد عودتى من غرفة القيادة .. كتبت للرئيس الأسد شريكى فى القرار برقية أخطره فيها أنى قررت الموافقة على وقف إطلاق النار .. وسجلت فى هذه البرقية موقفى ، وهو أنى لا اخاف من مواجهة إسرائيل ، ولكنى أرفض مواجهة أمريكا .. وإنى لن أسمح أن تدمر القوات المصرية مرة أخرى .. وإننى مستعد أن احاسب أمام شعبى فى مصر وأمام الأمة العربية عن هذا القرار
وفى هذه الليلة اتخذت القرار بوقف إطلاق النار فقد كان لى عشرة أيام أحارب فيها أمريكا وحدى بأسلحتها الحديثة التى لم يستخدم أغلبها من قبل
وكان الموقف على غير ما يتصوره العالم كله .. فقد كان اعتقاد الجميع فى العالم أن الاتحاد السوفيتى يقف إلى جانبنا ، وأنه قد أرسل الجسر الجوى لنجدتنا ولكن الموقف كان غير ذلك فى الواقع .. فأمريكا وإسرائيل فى مواجهتى ، والاتحاد السوفيتى فى يده الخنجر ويقع وراء ظهرى ليطعننى فى اية لحظة عندما أفقد 85 % أو 90 % من سلاحى كما حدث فى سنة 1967) ـ السادات من كتابه البحث عن الذات
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( وعندما صدر القرار وافقت عليه كل من مصر وإسرائيل على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 1852 يوم 22 أكتوبر بتوقيت القاهرة)ـ مذكرات الجمسى
المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
سؤال ؟ *********************************
هل حقق العبور الاسرائيلى غرب القناة الهدف العسكرى لإسرائيل ؟
كان هدف عبور الجيش الأسرائيلى من الشرق (سيناء) إلى الغرب هو ضرب بطاريات صواريخ سام المضادة للطائرات وإحتلال مدينة الاسماعيلية وتطويق الجيش الثانى بواسطة قوات شارون واحتلال مدينة السويس وتطويق الجيش الثالث بواسطة قوات كل من ابراهام ادان وكلمان ماجن
ولكن الذى حدث هو فشل شارون فى احتلال مدينة الأسماعيلية كما فشل أيضا كل من ادان وماجن فى تطويق الجيش المصرى واحتلال مدينة السويس
وعن العبور غرب القناة يقول دافيد اليعازار رئيس الاركان الأسرائيلى فى 3 ديسمبر 1973 " ما زال شارون يواصل تصريحاته غير المسئولة للصحفيين محاولا أن ينتقص من جميع القادة ليظهر هو فى صورة البطل الوحيد ، هذا بالرغم من أنه يعلم جيدا أن عبورنا إلى الجانب الغربى من القناة كلفنا خسائر فادحة ، ومع ذلك فأننا لم نستطع طوال عشرة أيام من القتال ان نخضع أى جيش من الجيوش المصرية ، فالجيش الثانى صمد ومنعنا نهائيا من الوصول إلى مدينة الإسماعيلية ، وبالنسبة للجيش الثالث فإنه ـ برغم حصارنا له ـ فإنه قاوم بل تقدم واحتل بالفعل رقعة أوسع من الأراضى شرقا ، ومن ثم فإننا لا نستطيع أن نقول إننا هزمناه ..أو أخضعناه " دافيد اليعازار
سؤال ؟ *********************************
كيف توقفت الحرب؟
أصدر مجلس الأمن يوم 21 أكتوبر 1973 القرار رقم 338 لوقف إطلاق النار وقبلت كل من إسرائيل ومصر القرار اعتبارا من يوم 22 أكتوبر 1973
يقول محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات للجيش المصرى خلال حرب اكتوبر ( عندما صدر قرار مجلس الأمن 338 بإيقاف القتال اعتبارا من غروب شمس يوم 22 أكتوبر ......فإن إسرائيل تعلم أنها لم تحقق هدفا سياسيا أو هدفا عسكريا استراتيجيا، لفشلها فى ارغامنا على سحب قواتنا فى شرق القناة إلى غربها.......لذلك قررت إسرائيل ان تبذل جهدا كبيرا لتحقيق قدر من المكاسب السياسية أو العسكرية قبل ان تلتزم بوقف إطلاق النار. وفى سبيل ذلك ، دفعت إسرائيل بقوات جديدة إلى غرب القناة ليلة 22/23 وليلة 23/24 أكتوبر لتعزيز قواتها فى منطقة الدفرزوار . ثم استمرت فى القتال وتقدمت قواتها جنوبا للوصول إلى مؤخرة الجيش الثالث لقطع طريق مصر السويس الصحراوى والاستيلاء على مدينة السويس
وفى يوم 23 أكتوبر أصدر مجلس الأمن القرار رقم 339 تعزيزا للقرار السابق ووافقت كل من مصر واسرائيل على وقف إطلاق النار صباح يوم 24 أكتوبر .......ويذكر محمد عبد الغنى الجمسى رئيس العمليات للجيش المصرى بحرب اكتوبر 1973 فى مذكراته ( وبرغم التزام إسرائيل بالقرار 339 رسميا ، إلا انها تركت لجيشها حرية العمل العسكرى على امل احتلال مدينة السويس فتكون بذلك فد حققت هدفا سياسيا له تأثيره السياسى والعسكرى والاعلامى الكبير)ـ
فشلت محاولات اسرائيل لاحتلال مدينة السويس يومى 24 و 25 أكتوبر ، لكنها نجحت فى قطع طريق مصر السويس الصحراوى
توقف القتال يوم 28 أكتوبر بوصول قوات الامم المتحدة لمنطقة القنال
سؤال ؟ *********************************
ما هو الموقف على الجبهة المصرية يوم 28 أكتوبر أخر يوم للحرب ؟
أصدرت القيادة العامة بيانا عسكريا يلخص الموقف العسكرى صباح يوم 24 أكتوبر 1973 واوضحنا فيه:ـ
ـ أن قواتنا فى سيناء تحتل الشاطىء الشرقى لقناة السويس من بور فؤاد شمالا بطول 200 كيلومتر وبعمق يتراوح ما بين 12 إلى 17 كيلومتر على طول الجبهة بما فيها مدينة القنطرة شرق ، عدا ثغرة صغيرة من الدفرسوار شمالا بطول سبعة كيلومتر ملاصقة للبحيرات المرة وتبلغ المساحة التى تسيطر عليها قواتنا شرق القناة ( سيناء ) 3000 كيلو متر مربع
ـ لا توجد قوات للعدو إطلاقا فى أى مدينة من مدن القناة الرئيسية السويس ، الإسماعيلية ، بورسعيد
ـ توجد بعض وحدات للعدو منتشرة ومتداخلة بين قواتنا فى بعض الأجزاء غرب القناة وقد حاول العدو صباح اليوم 24 أكتوبر قطع الطرق المؤدية إلى مدية السويس ولكن قواتنا تمنعه من تنفيذ أهدافه
التموين إلى جميع قواتنا شرق القناة مستمر بصورة منتظمة ولم يتوقف لحظة واحدة ـ البيان من مذكرات رئيس هيئة عمليات حرب أكتوبر 1973 لواء محمد عبد الغنى الجمسى
هذا وقد استمر هذا الموقف حتى نهاية الحرب حيث فشلت القوات الإسرائيلية فى دخول مدينة السويس واصبح يوم 25 أكتوبر عيدا قوميا لمدينة السويس بعد ذلك ، ولكن العدو قام بقطع طريق مصر السويس وعندها توقفت الحرب بقدوم قوات الطوارىء الدولية يوم 28 أكتوبر 1973
من أبطال حرب أكتوبر ::::::::::::::::::::::::::
الشهيد أحمد حمدى
ضرب العميد أركان حرب احمد حمدى نائب مدير المهندسيين العسكريين وقائد أحد ألوية الكبارى المثل الأعلى فى التضحية والفداء ، إذ استشهد وهو يشارك أفراد احد الكبارى فى إصلاحهيقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( تكبد رجال المهندسين نسبة عالية من الخسائر أثناء فتح الممرات فى الساتر الترابى وإنشاء الكبارى ، إلا أنهم ضربوا المثل فى الإصرار على تنفيذ المهام والتضحية بالنفس فى سبيل الواجب ... واستشهد منهم أحد قادة المهندسين البارزين هو العميد أحمد حمدى الذى أطلق إسمه على نفق قناة السويس بعد الحرب ( نفق الشهيد أحمد حمدى ) .... لقد أحزننى خبر استشهاده ، لأنى عرفته عن قرب أثناء معارك القناة بعد حرب يوينو 67 عندما كنت أعمل رئيسا لأركان جبهة القناة ، وكان يعمل الشهيد أحمد حمدى فى الفرع الهندسى بالجبهة . كان هادئا فى طباعه وعلى درجة عالية من الكفاءة فى عمله الهندسى ، ولديه الأصرار التام على إنجاز مهامه مهما احتاج ذلك من جهد او وقت
لا اتذكر ، أثناء الخدمة معا ، أنى رأيته فى مقر قيادة الجبهة إلا نادرا ، فقد كنت أراه دائما عائدا فى الساعات المتأخرة من الليل من الخطوط الأمامية بعد أن يكون قد أشرف على تنفيذ عمل هندسى تقوم به القوات او الوحدات الهندسية
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية وقد أصيبت معظم الكبارى ، وأعيد إصلاحها أكثر من خمس مرات ، وقد ضرب العميد أحمد حمدى نائب مدير سلاح المهندسين وقائد احد ألوية الكبارى المثل الأعلى فى التضحية والفداء إذ استشهد بينما كان يشارك أفراد احد الكبارى فى عملية إصلاحه
حسن أبو سعدة
ى يوم 8 أكتوبر 1973 قام العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلى ( دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة ) وتدمير كافة دباباته واسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجورى
يتحدث عن ذلك جمال حماد المؤرخ العسكرى ويقول ( كان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتل داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الامامى و التقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة .. وكان قرار قائد الفرقة الثانية مشاة خطيرا ـ وعلى مسئوليته الشخصية ـ ولكن المفأجاة فيه كانت مذهلة مما ساعد على النجاح .. و بمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتل أنطلقت عليهم النيران من كافة الاسلحة بأوامر من قائد الفرقة الثانية مشاة حسن أبو سعدة .. مما أحال أرض القتل إلى نوع من الجحيم .. و خلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء على 8 دبابات سليمة كما تم اسر العقيد عساف ياجورى قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا ـ 190 مدرع ـ ) ـ جمال حماد المؤرخ العسكرى من كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية
وعن معركة الفردان يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 ( اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة فى اتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة ، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان ـ قائد الفرقة التى يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع ـ فى النجاح ... فوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات فى وقت واحد تنفيذا لخطة حسن أبو سعدة .. وكانت المفاجاة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية .. كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التى كانت تتقدم الهجوم ، فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة فى أرض القتل . لم يكن أمام عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء فى إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها فى الأسر برجال الفرقة الثانية وظلت هذه الدبابة المدمرة فى أرض المعركة تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب
لقد شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا فى مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة .. اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ .... وقد اسعدنى ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدو ) ـ مذكرات الجمسى
وعنه يقول الرئيس الراحل أنور السادات ( إن الذى قام بهذا العمل قائد من البراعم الجديدة أسمه حسن أبو سعدة) ـ من كتابه البحث عن الذات
مذكرات جندى مصرى على الجبهة :
قصة جندى مصرى من أبطال الدفاع الجوى الذين ساهموا فى كتابة حرب أكتوبر
هناك كثيرا من الذكريات فى قلوب مئات الألأف من الجنود الذين خاضوا اخر حروب مصر واشدها منذ الفراعنة واخشى انها سوف تموت معنا و لا يعلم أحدا شيئا عنها ـ عبد الله المصرى
يبدأ عبد الله المصرى ذكرياته ويقول .... إنى أفخر بأن أكون واحدا من مئات الآلأف الذين ساهموا فى كتابة جزء من تاريخ مصر فى 6 اكتوبر1973
خريف 1971:ـ تم تجنيدى فى القوات المسلحة و بسبب دراستى تم ارسالى الى مدارس القوات المسلحة المتخصصة فى الرادار و الصواريخ لتلقى العلوم العسكرية فى أنظمة الدفاع الجوى و لأصبح متخصص فى تشغيل و اصلاح محطات الرادار التى توجه الصواريخ و فى صيف عام 1972 انهى الرئيس السادات عمل الخبراء الروس و تم ارسالنا على الفور لحل محلهم فى كتائب الصواريخ وكان مكانى فى كتيبة الصواريخ 14 على الجبهة بالقرب من مدينة السويس و عندى نزولى ومعى مخلتى من العربة التى تحمل المياه الى الكتيبة و التى وجدتها مصادفة على الطريق خرج أحد الجنود من خندقه وهو يبتسم وقال بصوت عالى.." أيوة هى دى الجبهة "... وكانت إجابة لسؤال يدور فى ذهنى ولم أكن قد نطقت به بعد و لكنى لم اشاهد محطات الرادار و لا قواذف الصواريخ و لا العربات التى تحمل الصواريخ . أين هى هذه الكتيبة ؟!! وعرفت أنها تنصب احد الكمائن لطيران العدو على حافة القناة وهذا المكان هو مؤخرة الكتيبة اى مكان العودة ، وركبت مرة أخرى عربة المياه بعد تزويدها بالطعام واتجهنا فى إتجاه القناة
وكان أول لقاء مع رفقاء السلاح . العريف "أبو الفتوح" ( مأمور ضرائب) وحبه الشديد للنظافة و الترتيب وكان يعطينى علبة سجائره " البلمونت " التى كانت تصرف لنا مع طعام الصباح خلال أيام الحرب لأنه لا يدخن
العريف "توفيق" معهد صناعى و شنبه الدوجلاس ومغامراته النسائية التى كان يقصها علينا وبيبته فى فمه يفوح منها دخان "الانفورا" ذو الرائحة الجذابة
العريف "حمدى" (مهندس زراعى) و تحديه الدائم للنقيب "حمدى" و بيبته التي دائما فى فمه حتى عندما تكون مطفاءة و مهارته فى تتبع الأهداف على شاشات الرادار
الرقيب "سعيد" وتنفيذه الأوامر بدقة والخوف الدائم من الوقوع فى الخطأ
الرقيب"جرجس" وبشرتة البيضاء و شنبه الاشقر و هدوئه المميت وصداقتة الكبيرة لزكرية الرقيب أول "زكريا"ـ
نقيب (يوزباشى) "حمدى" قائد المحطة مهندس مكلف صارم نادرا ما يبتسم و دفاعه الدائم عنا مع قائد الكتيبة للحصول على أفضل الامتيازات لنا
و فى النهاية صديقى " فكرى" دبلوم عامل المولد الذى يمد المحطة بالكهرباء واعتناءه الشديد بنفسه ومظهره
وانتهى الكمين دون اشتباك مع طيران العدو الذى لم يحاول الاقتراب من القناة وقمنا بفك المحطات و تحميل الصواريخ و كان هذا عمل شاق لان قواعد الصواريخ هذه صممت لتبقى فى مكان ثابت لضخامتها وثقل معداتها و لكن كانت قيادتنا أيضا تدربنا على نقلها من مكان لآخر حتى لا يعلم العدو بمكان ثابت لها عن طريق وسائل استطلاعه فقد كنا فى حركة مستمرة
مقتبس
المصادر
http://www.almoarekh.com و http://www.egyptiantalks.org و ومذكرات المشير الجماسى و كتاب "المعارك الحربية على الجبهة المصرية حرب أكتوبر 1973 بقلم جمال حماد
يحى الشاعر
[تم التعديل في 6-7-2006 بواسطة Yahia-Al-Shaer]
عبور الجيش المصرى قناة السويس
ويقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( وفى الساعة 1420 بدأت الموجات الأولى لخمس فرق مشاة وقوات قطاع بورسعيد فى اقتحام قناة السويس ، مستخدمة حوالى ألف قارب اقتحام مطاط ، وبعد عدة دقائق وضع ثمانية آلاف جندى أقدامهم على الضفة الشرقية وهم يهللون بملء حناجرهم .. الله أكبر .. وبدأوا فى تسلق الساتر الترابى المرتفع ، واقتحام دفاعات العدو الحصينة ، وهم يحملون أسلحتهم الشخصية ، والأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات
وفى اقل من ست ساعات .. وبالدقة فى الساعة 1930 أتمت الفرق الخمس مشاة وقوات قطاع بورسعيد أقتحام قناة السويس على مواجهة 170 كيلومترا ، بقوة 80 ألف جندى من أعز ابناء مصر وذلك باستخدام قوارب الاقتحام المطاط ، ووسائل العبور والاقتحام الأخرى فى 12 موجة متتالية .. واتمت الاستيلاء على 15 نقطة قوية للعدو ، واكملت حصار باقى النقط القوية ، كما تمكنت قواتنا من الاستيلاء على رءوس الكبارى بعمق 2 إلى 4 كيلومتر
وهكذا دمرت قواتنا المسلحة فى أقل من ست ساعات خط بارليف الدفاعى وحطمت حصونه التى استمر العدو يتغنى بها كل السنوات الماضية و قبل آخر ضوء كانت أعداد كبيرة من طائرات الهليوكوبتر قد أفرغت حمولتها من رجال الصاعقة فى عمق سيناء شمالا وجنوبا ...... ففى الشمال قاتل رجال الصاعقة فى مواجهة الجيشين الثانى والثالث فى عمق سيناء قتالا مستميمتا على الطرق والمضايق ضد مدرعات العدو التى حاولت الاقتراب لاجهاض عملية عبور قواتنا ... بل وألقوا بانفسهم فى طريق تقدم العدو ، وعلى ظهورهم الألغام المضادة للدبابات كى تنفجر فوق أجسامهم مدرعات العدو ... ونستبق الحوادث قليلا لنذكر كيف أن وحدة من الصاعقة ظلت تتمسك بمضيق سدر من يوم 6 إلى يوم 22 اكتوبر فحرمت بذلك العدو من اجتياز هذا المضيق لمدة 16 يوما ، حتى جاءها الأمر بالارتداد فعادت لتنضم إلى باقى قوات الجيش الثالث)ـ
كتاب حرب رمضان
المصدر : كتاب حرب رمضان الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة لكل من اللواء حسن البدرى ، طه المجدوب والعميد أركان حرب ضياء الدين زهدى ـ طبعة عام 1974
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( ومن الملامح البارزة فى قتال هذا اليوم ـ وطول مدة الحرب ـ أن القادة كانوا يضربون القدوة والمثل لرجالهم ، يتقدمون جنودهم ، ويقاتلون معهم فى الخطوط الأمامية ، ويستشهدون بينهم ..... و يكفى أن نعلم أن الضباط قادة الفصائل والسرايا عبروا فى الدقائق الأولى ، وأن قادة الكتائب قد عبروا خلال 15 دقيقة من بدء القتال ، وعبر قادة اللوءات خلال 45 دقيقة ، وقادة الفرق خلال ساعة ونصف من بدء الحرب . ولذلك كانت نسبة الخسائر فى الضباط والقادة عالية عن المعدل ، إلا أن الأصرار على تنفيذ المهام كان يتطلب منهم ذلك وفى سبيل النصر وتحرير الأرض تهون الأرواح
كان من أصعب المواقف التى تواجه المشاة ، هى الفترة الحرجة التى كان عليهم أن يقاتلوا دبابات العدو لمدة 6 إلى 8 ساعات حتى تنضم إليهم الإسلحة الثقيلة من الدبابات والأسلحة الأخرى بعد عبورها على المعديات والكبارى وقد تطول المدة إذا تاخر انشاء بعض المعابر او تعطل تشغيلها
إن قتال المشاة ضد الدبابات هو قتال غير تقليدى يتطلب مهارة وشجاعة كبيرة وكان امام المشاة بعد ظهر ذلك اليوم بالجبهة 300 دبابة إسرائيلية موزعة على طول الجبهة .... وقد تمكنت قوات المشاة والصاعقة من تدمير 100 دبابة بمعاونة من نيران المدفعية الموجودة على الضفة الغربية للقناة) ـ مذكرات الجمسى
المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية
( وفى الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة قامت طلائع القوات التى عبرت القناة برفع أعلام جمهورية مصر العربية على الشاطىء الشرقى للقناة معلنة بدء تحرير الأرض السليبة ، واستمر تدفق الموجات عبر القناة بانتظام بفاصل حوالى 15 دقيقة بين كل موجة واخرى حتى الموجة الرابعة حيث بدأ تناقص معدل التدفق نتيجة لإرهاق الأطقم المخصصة للتجديف فى القوارب ولحدوث بعض الأعطال فيها وتسرب المياه بداخلها ...... وقد أدى عدم انتظام تدفق موجات العبور إلى اللجوء إلى المرونة وعدم التقيد بتسلسل العبور ...... ولذا اعطيت الأسبقية لعبور الأفراد والأسلحة المضادة للدبابات والمعدات التى تؤثر على سير القتال .. مع استخدام بعض الناقلات البرمائية من طراز كيه 61 حمولة 3 أطنان لنقل الألغام و حتى الساعة الرابعة والنصف مساء تم عبور 8 موجات من المشاة ... واشتد ضغط أفراد المشاة المصريين على حصون خط بارليف ونقطه القوية وكان الحصن المقام عند علامة الكيلومتر 19 جنوب بورسعيد ـ حصن لاهتزانيت ـ هو أول الحصون التى سقطت وكان ذلك فى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر ، وتوالى بعد ذلك سقوط باقى الحصون
وفى حوالى الساعة الخامسة والنصف مساء أى قبل الغروب تم ابرار 4 كتائب صاعقة بواسطة الهيليكوبتر التى كانت تطير على ارتفاع منخفض فى عمق العدو فى أماكن متفرقة داخل سيناء . ونظرا لخروج هذه الطائرات عن نطاق مظلة الصواريخ المصرية غرب القناة فقد استطاع العدو اسقاط عدد منها بحمولتها البشرية) ـ
جمال حماد
المصدر : العمليات الحربية على الجبهة المصرية للمؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد ـ الطبعة الثانية عام 1993
جزء أخر من تحرير سيناء
وهذا الجزء قامت به الفرقة الثانية بقيادة العميد حسن أبو سعدة
الجبهة
كانت جبهته تمتد من الإسماعيلية الى الفردان على مسافة 30 كم
الاهداف
العدو له على الضفة الشرقية المقابلة
5 نقاط حصينة تدعم ظهرها 50 دبابة قريبة وكتيبة مشاة ميكانيكية
فى الخط الثاني للعدو يوجد لواء مدرع يصل الى 100 دبابة أو أكثر
الصعاب
الساتر الترابي لهذه المنطقة يبلغ ارتفاعه حوالي 32كم
أنواع الوقاية الأخرى من
حقول و ألغام
أسلاك شائكة
سيارات ميكانيكية
غير وجود ثلاث خطوط احتياطية من الدبابات خلفها
المعركــــة
عندما جاءت ساعة الصفر وقامت قوات الطيران و المدفعية بإشعال النيران المصرية فوق الضفة الغربية قامت قوات مشاة الفرقة الثانية بعبور قناة السويس بالقوارب المطاطة وقام الضباط والجنود بتسلق هذه السواتر الترابية الهائلة و التقدم فى عمق سيناء حوالي 2كم فى فترة زمنية لم تتجاوز ال 10 دقائق وكان من المخطط أن يتم ذلك فى حوالي من 30 الى 40 دقيقة وقامت قوات المشاة برفع العلم المصري على الضفة الشرقية لقناة السويس وسط الصيحة الكبرى المشهورة فى حرب أكتوبر وهى الله اكبر الله أكبر
وقامت قوات المشاة بالأسلحة الخفيفة الى التصدي الى دبابات العدو وقام قائد الفرقة بعبور قناة السويس وتسلق الساتر الترابي بعد 5, 1 ساعة من عبور قوات مشاة هذه الفرقة وتم تركيب كل أجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية على الضفة الشرقية
وبعد ذلك كانت إجراءات إنشاء الكباري لعبور الدبابات الى هذه المنطقة تجرى حتى تم بالفعل إنشاء أول كوبري لعبور الدبابات فى تمام الساعة الثامنة وعشرون دقيقة من مساء يوم 6 أكتوبر وحتى ذلك الوقت لم تأتى مهاجمة العدو بالدبابات على موقع الفرقة الثانية ثم بدأت كتائب الجيش الإسرائيلي الى الوصول فى تمام الساعة الثامنة وثلاثون دقيقة فتقدمت أول كتيبة إسرائيلية فتصدت لها قوات مشاة الفرقة الثانية وقامت بإبادتها إبادة كاملة ثم تقدمت الكتيبة الثانية للعدو وفى هذا التوقيت وصلت الدبابات المصرية الى موقع الفرقة الثانية لكي تقوم بالتصدى لكتائب العدو التي تتقدم الواحدة تلو الأخرى نشبت حرب الدبابات الرهيبة فى هذا الموقع للفرقة الثانية المصرية
واستمر العدو فى مضاعفة ضربات الطيران وضرب الكباري وتحدياته للدفاع الجوى المصري
وجاءت أول أشعة الشمس يوم 7 أكتوبر تظهر على الجنود المصريين وهم على ارض سيناء وبدأ العدو يرسل باحتياطيه الكبير لقواته المدرعة وصلت هذه القوات الى ارض المعركة فى السابعة من مساء يوم 7 أكتوبر و فى الساعة الثامنة من مساء يوم 7 أكتوبر قام اللواء 190 مدرعات للعدو بالتحرك من بير سبع على الطريق الساحلي على أن يلحق به جزء من اللواء متمركز من قبل فى العريش وبدأت مدرعات العدو تظهر فى الساعة 11 من صباح يوم 8 أكتوبر وبدأت سرية أولى من مهاجمة الجانب الأيسر للفرقة الثانية المصرية ولكن الفرقة المصرية تصدت لها وإبادتها بأكملها
وكانت هذه السرية عبارة 10 دبابات ثم هاجمت سرية ثانية وتم تدمير 6 دبابات منها ثم هاجمت سرية ثالثة
وكانت قوات طلائع القوات المصرية قد جاءت بالبيانات التالية أن قوات مدرعة للعدو بأعداد كبيرة من 70 الى 80 دبابة وعلى مسافة من 10 اللي 15 كم من الفرقة الثانية على استعداد للتحرك تم التقاط رسالة لاسلكية من القائد تعطى بلاغا لهذا المدرع8ا بالتحرك بعد 20 دقيقة وترجمت الرسالة الى اللغة العربية فى 10 دقائق فأصبح باقي من الزمن 10 دقائق فقط وقام قائد الفرقة المصرية بوضع خطته على الفور وإصدار أوامره وكانت خطته تعتمد على مواجهة العدو بالداخل وليس من الخارج فأمر قائد الكتيبة الأولى التي تمر عليها قوات العدو بعدم التعرض لهم حتى يصبحوا بداخل قواتنا المسلحة وبالفعل تم ترك مدرعات العدو حتى عبرت الكتيبة المصرية الأولى وكانت هذه الدبابات تسير بسرعة 40 كم فى الساعة مع العلم بأن السرعة الطبيعية للدبابة هي 15-20 كم فى الساعة وتركت القوات المصرية قوات العدو تنتقل من 1كم الى أن اطمأنت قوانتا أنها أحكمت الحصار عليهم و أعدت لهم مصيدة الموت ثم بدأو فى إطلاق نيرانهم على العدو ومن كل اتجاه يمينا ويسارا ومن أمامهم و أيضا من خلفهم واستمر الموقف هكذا الى أن انتهت هذه المعركة بعد دقائق فقط من بدئها وكان تعداد هذه الدبابات هو 72 دبابة تسير على هيئة مثلث وكانت المدافع الموجهة إليهم 6 مدافع لكل دبابة
وبسرعة اصدر قائد الفرقة المصرية أوامره الى قواته بتطوير الهجوم الى الجانب الأيمن فطوروا الهجوم بالفعل وقاموا بالاستيلاء على مركز قيادة العدو فى تبة الشجرة ولكن جنود هذا المركز استطاعوا أن يهربوا ثم اندفعت قوات أخرى الى الحصن الذي لم يستسلم بعد و بالفعل تم سقوط هذا الحصن فى تمام الساعة الرابعة مساءا وتقدمت القوات على الجانب الآسر لتحسين أوضاعها وفى أثناء ذلك كانت هناك دبابة للعدو لم تدمر بعد فقامت القوات المصرية بتوجيه ضربة قاتلة لها وقفز منها جنودها بعد احتراقها وارتموا فى حفرة من الرمال وكان عددهم 4 أفراد ثم انضم إليهم 4 جنود آخرين قفزوا من مدرعة أخرى محترقة فأصبح عددهم 8 جنود فى الحفرة فتقدمت إليهم مجنزة مصرية حتى تتملكهم وقام الجنود المصريين بالتقدم إليهم فقام الجنود الإسرائيليون بتسليم أنفسهم وكان من بين هؤلاء الجنود قائد هذا اللواء المدرع 190 وكان يرتدى بدلة عسكرية بدون آي رتب وكان اسمه الكولونيل عساف ياجورى وفى يوم 8 أكتوبر وكان قد بلغ ماتكبدته القوات الإسرائيلية المدرعة فى القطاع الأوسط هو 150 دبابة
تحرير القنطرة شرق
الاهمية
القنطرة شرق تعتبر المدينة الثانية بعد العريش وأرضها تحتوى مباني المدينة
الصعاب
القتال فيها من الصعوبة لوجود مباني الأهالي فيها موقع الهجوم المصري فى الضفة الغربية أرض زراعية منخفضة وموقع العدو فى الضفة الشرقية مرتفع أرض هذه المدينة ليست جافة لا تصلح للسير
نتيجة لأنها المدينة الثانية بعد العريش فان العدو أقام تحصينات خط بارليف فيها بقوة عالية
الاهداف
هناك 7 نقاط لخط بارليف منهم 4 نقاط تعتبر نقاط أساسية ومسافة المواجهة حوالي 37 كم
الخطة
تركيز القوات والهجوم على امتداد 18 كم امام النقاط الأساسية الأربعة وضرب النقاط المتطرفة يمينا ويسارا بالنيران فقط
مهاجمة النقطة الاولى والنقطة الرابعة أولا حتى يتم إحكام الحصار والتحكم فى الإمدادات التي يمكن ان تأتي من الخلف لهذه القوات
المعركة
قامت قوات الفرقة 18 بتنفيذ هذه الخطة فقد قاموا باحتلال النقطة الأولى والنقطة الرابعة بعد 25 دقيقة من عبور المشاه بالأسلحة الخفيفة
ثم بدأو بمحاصرة المدينة بعد 35 دقيقة ثم بدأو بالهجوم على النقطة الثانية واحتلوها ثم النقطة الثالثة واحتلوها أيضا
وكانت الساعة تقترب من الثامنة مساءا من يوم 16 أكتوبر فقد قام العدو بالهجوم من اليمين و اليسار و الوسط إلى من جميع الاتجاهات كي يقتحم الحصار المصري لمدينة القنطرة
ولكن قوات الفرقة 18 من مشاة و أسلحتهم تصدت لهم تصدى الأبطال حتى فشل هذا الهجوم الإسرائيلي
فى الساعة 6 من مساء يوم 6 أكتوبر قام العدو بشن هجوم أخر على الجانب الأيمن للقوات المصرية وكانت هذه الضربة شديدة جدا فنجح العدو فعلا فى فى اختراق القوات المصرية من الجانب الأيمن و اضطرت القوات المصرية الى الرجوع الى الخلف مسافة من 5, 2 كم الى 3 كم
ولكن سرعان ما قام قائد الفرقة بتركيز قوته الدفاعية الى أعماق متتالية حتى جعلها مصيدة نيران للعدو اذا حاول الاقتراب منها وجاءت الدبابات المصرية لتعبر قناة السويس ليلا بأعداد قليلة عن طريق معديات صغيرة لتعزيز القوات فى القنطرة شرق وتأمر بالاستيلاء على حصن شمال البلاد وضرب المعديات التي يمكن للدبابات أن تعبر القناة من خلاله
ودارت المعركة بين القوات المصرية و القوات الإسرائيلية حول هذا الموقع الحصين شمال البلاح وقامت القوات المصرية باستعادة هذا الحصن ولكن القوات الإسرائيلية عادت للاستيلاء عليه وظل هذا الحصن بين القوات المصرية و القوات الإسرائيلية طوال هذه الليلة
وعند ظهور الأضواء الأولى لصباح يوم 7 أكتوبر وفى الساعة السادسة من صباح هذا اليوم قامت القوات المصرية بهجمة عنيفة جدا واستعادت هذا الحصن من القوات الإسرائيلية وتقدمت فى العمق 3 كم جنوبا
وكانت نتائج هذه المعركة هي 37 دبابة محطمة للعدو وبقى لهم 4 دبابات سليمة ولكن العدو وحاول التقدم بهذه الأربع دبابات ولكن القوات المصرية تصدت لهم وقامت بالقضاء على هذه الأربع دبابات
وخلال يوم 7 أكتوبر قامت قوات العدو بالهجوم على القوات المصرية ونجحت بالفعل من اختراق جزء من مواقعنا ولكن القوات المصرية استعادت مواقعها بسرعة بمعاونة الدبابات التي عبرت ليلا
وجاءت الأخبار من قائد الجيش الثاني الميداني الى قائد الفرقة 18 فى القنطرة
أن العدو قام بإرسال لواء مدرع لضرب قواتنا فى القنطرة شرق وأن هذا اللواء سوف يصل الى القنطرة شرق مع بدء أول ضوء من يوم 8 أكتوبر وفى اتجاه الجانب الأيمن للقوات المصرية
وضعت الخطة لمقاومة هذا اللواء وكانت الخطه تعتمد على وضع القوات عند نقطة معينة وعند مسافات محسوبة حيث تهاجم العدو من هذه النقط
وبالفعل عندما تقدم هذا اللواء الإسرائيلي المدرع تجاه القنطرة شرق قامت قوات الفرقة 18 بقصف شديد لهذا اللواء المدرع
جاء الطيران المصري بعد هذا القصف وفى الوقت المحدد له بضرب هذا اللواء هنا وهناك بشدة وعنف حتى انتهى هجوم العدو على الجانب الأيمن بالفشل
ولكنه فى نفس الوقت كان العدو يهاجم القوات المصرية من الجانب الأيسر للفرقة 18 ونجح بالفعل من اختراق جزء صغير من هذا الجانب
لكن القوات المصرية سريعا ما قامت بتطهير هذا الجزء المخترق فى 45 دقيقة فقط وبعد هذا فشل العدو فعلا فى استعادة القنطرة شرق
اسرار التفوق
المهندسون العسكريون المصريون
ويقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( ففى الساعة 1420 من السادس من اكتوبر عبرت الموجة الأولى من القوات المهاجمة قناة السويس ومعها عناصر من المهندسين العسكريين لتأمين مرور المترجلين فى حقول الألغام المعادية ، ثم عادت القوارب لتنقل الموجات التالية
وجدير بالذكر أنه خلال ساعتين من انطلاق الشرارة الأولى كان حجم قوات المهندسين العسكريين التى عبرت القناة ، والتى راحت تعمل فوق سطح الساتر الترابى وفوق صفحة القناة قد تجاوز الخمسة عشر ألف مقاتل من المهندسيين العسكريين من مختلف التخصصات
وفى الموجة الثانية عبرت ثمانون وحدة هندسية فى قواربهم الخشبية بالأفراد والمضخات والخراطيم وخلافها من مهمات فتح الممرات فى الساتر الترابى
وبعد ساعات قليلة بدأت البلاغات تتوالى عن انتهاء المضخات من ازالة الساتر التراب ، وبدأت عملية
تثبيت أرضيات الممرات التى تحولت إلى وحل لأعماق كبيرة تجاوزت المتر فى بعض المناطق . وقد استخدمت فى تنفيذ هذه المهمة مواد مختلفة طبقا لطبيعة التربة من أخشاب وقضبان وحجارة وشكاير مملوءة بالرمل وألواح من الصلب وشباك معدنية وغير ذلك من المواد ...... وكانت عملية التثبيت ضرورية حتى تتمكن آلات الجرف من الخروج من المعديات إلى الممرات لتقوم بازاحة الطبقة الموحلة من الأرض وتصل إلى القشرة الجافة التى يمكن للدبابات والمركبات أن تسير عليها دون تعثررغم محاولات العدو منع انشاء وتشغيل الكبارى والمعديات ومنع فتح الممرات فى الساتر الترابى ، بالقصف المستمر من الأرض والجو على مناطق تمركز وحدات العبور وطرق تحركها ومناطق الإسقاط والممرات فقد اكتمل العمل العظيم واتم المهندسون انشاء الكبارى والمعديات فى الجيش الثانى فى فترة من ست إلى تسع ساعات مثلما كان مخططا تماما أما فى قطاع الجيش الثالث فقد اصطدمت عملية فتح الممرات فى الساتر الترابى بجميع العوامل المعوقة من .... قصف مركز من طائرات ومدفعية العدو ..... صلابة تربة الساتر الترابى .... تغيرات مناسيب مياه القناة بفعل المد والجزر ... حقيقة أن معظم هذه العوامل المعوقة كانت متوقعة إلا أن تكاتفها جميعا فى نفس الوقت ادى إلى إنشاء الكبارى فى نطاق الجيش الثالث فى نحو ست عشرة ساعة بخسارة زمنية قدرها سبع ساعات عن التخطيط الموضوع
جدير بالذكر أن معظم الكبارى أصيب واعيد أصلاحها اكثر من خمس مرات)ـ كتاب حرب رمضان
المصدر : كتاب حرب رمضان الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة لكل من اللواء حسن البدرى ، طه المجدوب والعميد أركان حرب ضياء الدين زهدى ـ طبعة عام 1974
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( كان رجال المهندسين يعملون تحت تهديد نيران العدو ، بينما وجوههم واجسامهم مغطاة بالطين ، والمضخات التى سميت مدافع المياه فى أيديهم يشقون الساتر الترابى . لقد أستخدموا 350 مضخة مياه فى مواجهة الجيشين ( الثانى والثالث ) للقيام بهذا العمل ، وكلما سقط شهيد او جريح منهم حل محله مقاتل آخر فورا واستمر العمل تمكن هؤلاء الرجال من فتح اكثر من ثلاثين ممرا خلال عدة ساعات منذ بدء القتال ، يتهايل من كل ممر ـ فتحة ـ 1500 متر مكعب من الرمال ، واستمروا فى عملهم حتى فتحوا باقى الممرات المطلوبة وعندما وصل عدد الممرات التى تم إنجاز العمل فيها إلى ستين ممرا ، كان المهندسون قد قاموا بتجريف 90 ألف متر مكعب من الرمال
وبدأ رجال المهندسين فى إنشاء الكبارى فى المواقع المحددة لها على القناة وكما كان النجاح فى فتح الممرات فى الساتر الترابى أمرا ضروريا لتشغيل المعديات وإنشاء الكبارى ، فقد كان إنشاء الكبارى امرا محتما لنجاح العملية الهجومية ومن هنا عمل وحدا ت المهندسين سواء لفتح الممرات إو إنشاء الكبارى من أهم وأخطر مراحل الاقتحام والهجوم
لم يقتصر الامر على إنشاء الكبارى الثقيلة بل أقام المهندسون طبقا للخطة عددا مماثلا من الكبارى الخفيفة لعبور العربات الخفيفة عليها وفى نفس الوقت تجذب نيران مدفعية العدو وقنابل وصواريخ طائراته بعيدا عن الكبارى الثقيلة ..... نجح رجال المهندسين فى إنشاء أول كوبرى ثقيل فى حوالى الساعة الثامنة والنصف مساء أى بعد حوالى ست ساعات من بدء الاقتحام . وفى حوالى الساعة العاشرة والنصف أى بعد ثمانى ساعات من بدء الاقتحام كان المهندسون قد اتمموا انشاء ثمانية كبارى ثقيلة وأربعة كبارى خفيفة ، كما قاموا ببناء وتشغيل ثلاثين معدية وأصبحت قواتنا تتدفق عليها شرقا ، بينما تعمل وحدات إنشاء الكبارى باقصى طاقتها ، إلى ان أصبح لدينا فيما بعد عشرة كبارى ثقيلة وعشرة كبارى خفيفة وكان إنجازا عظيما لوحدات المهندسين يوم 6 أكتوبر بعد أن حققوا حتى الساعة العاشرة والنصف مساء :ـ
ـ فتح 60 فتحة ( ممر ) فى الساتر الترابى
ـ إتمام انشاء 8 كبارى ثقيلة
ـ اتمام بناء 4 كبارى خفيفة
ـ بناء وتشغيل 30 معدية) ـ مذكرات الجمسى
المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية : ـ إن العبور العظيم الذى تم فى يوم 6 اكتوبر عام 1973 والذى عبر به العرب من مذلة الهزيمة إلى قمة النصر كان فى مرحلته الأولى عملية مهندسين بحتة ، ولولا فتح الثغرات فى الساتر الترابى على الضفة الشرقية وتركيب الكبارى الثقيلة والخفيفة لعبور المدرعات والمركبات ، وإقامة كبارى الاقتحام لعبور المشاة وتجهيز وتشغيل المعديات لنقل الدبابات والأسلحة الثقيلة وتشغيل آلاف القوارب التى حملت الألوف من أفراد المشاة إلى الشاطىء الشرقى للقناة لولا كل هذه المهام التى قام بها المهندسون فى وقت واحد تقريبا وتحت سيل منهمر من نيران وقذائف وصورايخ العدو من البر والجو لما أمكن لملحمة العبور أن تتم ، ولما تيسر اقتحام قناة السويس أصعب مانع مائى فى العالم خلال ساعات معدودة وعلى طول القناة بقوة خمس فرق مشاة تتكون من 80 ألف جندى بكامل معداتهم وأسلحتهم ومركباتهم فى 12 موجة متتالية ، مستخدمين المعابر والتجهيزات التى أعدها المهندسون لهم لعبور القناة ، ولتعزيز مواقعهم على الشاطىء الشرقى لها فور وصولهم ، وكان الذين هيئوا للقوات المصرية فرصة إحراز ذلك النصر العظيم هم ضباط وجنود 35 كتيبة مهندسين من مختلف التخصصات قاموا بعمل خارق كان أشبه بالمعجزات
وقد ظل المهندسون العسكريون المصريون اكثر من خمس سنوات يبذلون جهودهم الجبارة ومحاولاتهم المتواصلة لإيجاد الحلول السليمة لمشاكل العبور الصعبة ، وقبل حلول 6 اكتوبر 1973 كانت جميع المشاكل قد حلت ، وجميع المصاعب قد ذللت وكانت أهم هذا المشكلات واعقدها ما يلى : ـ
فتح الثغرات فى الساتر الترابى
إنشاء المعديات والكبارى
تجهيزات إشعال القناة بالنابالم
المصدر : العمليات الحربية على الجبهة المصرية للمؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد ـ الطبعة الثانية عام 1993
حقيقة الثغرة
نتيجة للخسائر الفادحة التى تكبدتها إسرائيل فى المعدات والأفراد ، وتحت الضغط السياسى والعسكرى والاستراتيجى ، وبعد أن مدت أمريكا إليها الجسر الجوى الضخم ، وجدت إسرائيل فرصة فى عملية الدفرسوار غرب القناة ، ولذلك حاولت أن تحيط هذه العملية بأضخم دعاية ممكنة لكى تحجب حجم وقيمة الخسائر التى منيت بها نتيجة النجاح الضخم الذى حققته الجيوش العربية ولكن بات واضحا أن هذا النجاح المحدود الذى حققته إسرائيل لا يستطيع تحييد آثار النصر العسكرى العربى ولا حجب الهزيمة التى لحقت بإسرائيل
ولقد أثيرت عشرات التساؤلات حول عملية الدفرسوار( الثغرة ) وحاول الكثيرون ـ إنسياقا وراء الدعاية الإسرائيلية ـ استخدامها كمبرر للانتقاص من حجم وقيمة الإنجاز العسكرى العربى . ولكن لابد أن نؤكد حقيقة هامة وهى أن جميع هذه التساؤلات والمحاولات لا تنال من قيمة هذا الإنجاز ، ولا تستطيع إخفاء حقيقة العزلة السياسية التى أضحت عليها إسرائيل
إن نتائج أى حرب تقاس فى مضمونها العام بما اسفرت عنه من تطورات ومتغيرات شاملة وليس بحساب المكاسب والخسائر التكتيكية المحدودة على هذا الجانب أو ذلك والتى هى شىء طبيعى فى أى عملية عسكرية.
كيف حدثت الثغرة
عندما قامت حرب 6 أكتوبر وبعدما عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس والى الضفة الشرقية لها بجميع وكامل المعدات الحربية لتطهير أرض سيناء قام الاستطلاع الأمريكي يوم 13 أكتوبر بإرسال بعض الطائرات التي تسللت ودخلت الى أرض سيناء لتستكشف نقاط قوة وضعف الجيش المصري وبالفعل نجح الاستطلاع الأمريكي من تحديد نقطة ضعف للقوات المصرية وابلاغ القوات الإسرائيلية بهذه المنطقة لكي يتسللوا منها الى داخل القوات المصرية
وقد كانت هذه النقطة هي المنطقة الفاصلة بين الجيشين الثاني و الثالث وهى منطقة البحيرات وهذه المنطقة لها طابعها الجغرافي الذي يصعب على أحد السير أو الاختراق منه حيث أن البحيرات فيها لها اتساع كبير وأن طبيعة الأرض فى الشاطئين الغربي و الشرقي يصعب من خلالهما الاختراق بالإضافة الى ذلك قامت القوات المصرية بوضع الألغام فى هذه المنطقة لتأمين عدم عبور آي قوات من هذه المنطقة بالإضافة الى تخصيص قوات تأمين ومهم الجانب الايسر للجيش الثالث و الجانب الأيمن للجيش الثاني بحيث يضيقوا الخناق ويحولوا دون أي اختراق من بينهم
الاحداث
استمرت القوات الإسرائيلية فى شن هجماتها العسكرية حتى يوم 13 أكتوبر وفى يوم 14 أكتوبر قررت القوات المصرية قرار بتطوير الهجوم شرقا وذلك لسببين هما :
1- نقل ثقل العدو من الجبهة السورية الى سيناء.
2- الحصول على مزيد من الأرض المصرية .
ففى ذلك اليوم وهو يوم 14 أكتوبر قامت القوات المصرية بدفع فرقة مدرعة وهى الفرقة 211 من الغرب الى الشرق وعبرت هذه الفرقة فى منطقة الجيش الثاني من اتجاه الدفرسوار ونشبت بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية معركة من أشد و أعنف المعارك التي قامت واستخدام الإسرائيليون فى هذه المعركة الأسلحة الأمريكية الحديثة التي وصلت لهم خلال الحرب لمعونته ومن أهم هذه الأسلحة هي الأسلحة المضادة للدبابات وتكبدت القوات المصرية فى هذه المعارك خسارة عدد كبير من دباباتها ولكنها كبدت القوات الإسرائيلية خسائر أفدح من خسائرها
وقد أطلق على هذه المعارك معارك الدبابات الكبرى وفى هذه المعارك حدث الذي لم يحدث أبدا خلال قصص ومعارك جميع الحروب العالمية فقد كانت هذه المعارك معارك دامية وشرسة حيث كانت المواجهة بين الدبابات لا يفصلها أكثر من 1 كم فقط وخلال هذه المعارك قمنا بالاستيلاء على شريحة أرض جديدة وكبدنا العدو الخسائر الجسيمة وفى يوم 15 أكتوبر وفى الساعة العاشرة مساء قامت قوة صغيرة للعدو تتكون من 7 دبابات بالاحتراق و الوصول الى غرب القناة لم تبلغ القيادة العامة هذه القوة الصغيرة إلا فى صبح يوم 16 أكتوبر وقدر رئيس أركان الجيش الثانى أن هذا شئ بسيط وممكن التعامل معه وأصبحت الأخبار حول هذه الثغرة متضاربة فنقول الدبابات اتجهت الى الشمال وبعضها اتجه الى الغرب وبعضها اتجه الى الجنوب ثم عادت الى الشمال و أصبح عدد الدبابات المتسللة بدلا من 7 دبابات 30 دبابة قامت القوات المصرية بحشد نيران المدفعية وقوات الطيران للتصدى الى هذا العدو من دبابات العدو وكان ذلك فى صباح يوم 16 أكتوبر ولكن دبابات العدو كانت قد انتشرت فى هذه المنطقة واختبئت وراء الجبال الموجودة فى هذه المنطقة فلم تستطع قوات المدفعية وقوات الطيران من إبادة هذه الدبابات نظرا لطبيعة المنطقة الجبلية وفى يوم 17 أكتوبر قامت القوات المصرية بشن هجوما مصريا عنيفا وشديدا فى هذه المنطقة و أسفر عن استشهاد العديد من القيادات
وقد كانت الخطة المصرية التي وضعت لمقاومة الثغرة هى أن تحاصر القوات المعادية فى أضيق مساحة من الأرض فى الغرب وسرعة تدميرها و فى نفس الوقت قفلها من الشرق حتى لا تتدفق قوات العدو وتقرر أن يهاجم الجيش الثاني جنوبا و الجيش الثالث شمالا و بالفعل هذا ما حدث ووصلت المسافة بين الجيشين الى 4 كم فقط ولكن الجيشين لم يتمكنوا من الالتقاء . ولذلك استطاعت قوات العدو أن تنفذ بأعداد أكبر الى الغرب وذلك يوم 17 أكتوبر وكان القتال ودارت المعركة بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية وقامت القوات المصرية بتكبيد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد لم تتكبدها إسرائيل طوال الحرب كلها واستمرت هذه المعارك لمدة أربعة أيام وهى 17 ، 18 ، 19 20 أكتوبر واستخدمت خلال هذه المعارك جميع أنواع الأسلحة المدفعية والمدرعات و الصواريخ و الطيران والهيلكوبتر ولكن زاد تسلل العدو الى هذه المنطقة الجبلية متجها الى الجنوب وقامت القوات المصرية بالتصدى له شمالا فلم يستطع التوجه الى الإسماعيلية ولكنه نجح فى التسلل و الانتشار جنوبا ولم تؤد خطة القيادة العامة للتصدى لها النتائج المطلوبة تماما وكان ذلك حتى يوم 20 أكتوبر
فشل الثغرة
ولكن الموقف تطور واستطاعت القوات الإسرائيلية التسلل و الوصول جنوبا الى قطع طريق القاهرة السويس و قامت الطلائع الأمريكية بمعرفة مدى الاستعداد المصري الكامل لإبادة الثغرة الإبادة الكاملة وعليه طلبت إسرائيل بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية الى الشرق بدلا من العودة الى خطوط وقف النار وأعلن الرئيس السادات موافقته على وقف النار فى 20 أكتوبر وتم وقف إطلاق النار فى 22 أكتوبر من مركز القوة للقيادة المصرية
أسئلة و أ جوبة و تعليقات هامة :
سؤال ؟ **********************************
لماذا لم تقم مصر بتطوير هجومها شرقا للمضايق ؟
قامت مصر يوم 14 اكتوبر بتطوير الهجوم شرقا لاحتلال المضايق وذلك لهدف سياسى وهو تخفيف ضغط الحرب على سوريا كما انه لم يكن مقدرا احتلال المضايق فى ذلك الوقت حيث أن هجوم الدبابات المصرية سيكون خارج نطاق صواريخ الدفاع الجوى سام مما سيعرضها لقصف جوى إسرائيلى ، وذلك ما حدث فعلا وخسرت مصر دبابات كثيرة يوم 14 أكتوبر عام 1973 ( كانت أكبر معركة للدبابات أشترك فيها 1500 دبابة من الطرفين .... ونشاط جوى مكثف من الطرفين ... وكانت خسائرنا فى هذا اليوم 250 دبابة) ـ مذكرات رئيس عمليات حرب اكتوبر لواء محمد عبد الغنى الجمسى ، وقد تم تطوير الهجوم شرقا بالرغم من اعتراض كل من سعد الدين الشاذلى رئيس الاركان وسعد مأمون قائد الجيش الثانى وعبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ولكنه كان قرار سياسى من الرئيس الراحل أنور السادات لتخفيف ضغط الحرب على الدولة الشقيقة سوريا ، وللأسف كان هذا القرار هو أكبر خطأ سياسى عسكرى فى حرب 1973
تعليقات : ***********************************
السادات يصدر قرارا سياسيا بتطوير الهجوم
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( لقد شكل الموقف العسكرى فى الجبهة السورية عامل ضغط على الرئيس السادات سياسيا ، وعلى الفريق أول أحمد إسماعيل عسكريا بصفته القائد العام لقوات الجبهتين المصرية والسورية . ولذلك صدر قرار الرئيس السادات فى الساعات الأولى من يوم 12 أكتوبر للفريق أول إسماعيل بتطوير الهجوم شرقا على الجبهة المصرية لتخفيف الضغط على الجبهة السورية
وفى صباح يوم 12 أصدر الفريق أول إسماعيل أوامره ببدء التطوير فى الساعة السادسة والنصف صباح اليوم التالى 13 أكتوبر مع التمسك برءوس الكبارى
وبناء على طلب سعد مأمون قائد الجيش الثانى واللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ، وبعد استدعائهما إلى مركز عمليات القوات المسلحة ومقابلة القائد العام مساء يوم 12 ، تأجل تطوير الهجوم ليكون الساعة السادسة والنصف يوم 14 أكتوبر) ـ مذكرات الجمسى
المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
يقول الفريق سعد الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( بعد عودتى من الجبهة يوم الخميس 11 أكتوبر فاتحنى الوزير ( الفريق أحمد إسماعيل القائد العام ) فى موضوع تطوير هجومنا نحو المضايق ، ولكنى عارضت الفكرة وابديت له الأسباب ، وبدأ لى أنه اقتنع بهذا وأغلق الموضوع . ولكنه عاد وفاتحنى بالموضوع مرة أخرى فى صباح اليوم التالى الجمعة 12 أكتوبر مدعيا هذه المرة أن الهدف من هجومنا هو تخفيف الضغط على الجبهة السورية
عارضت الفكرة على أساس أن هجومنا لن يخفف الضغط على الجبهة السورية ، إذ أن لدى العدو 8 ألوية مدرعة أمامنا ولن يحتاج إلى سحب قوات إضافية من الجبهة السورية حيث أن هذه القوات قادرة على صد أى هجوم نقوم به ، وليس لدينا دفاع جوى متحرك إلا أعداد قليلة جدا من سام 6 لا تكفى لحماية قواتنا وقواتنا البرية ستقع فريسة للقوات الجوية الإسرائيلية نظرا لتفوقها بمجرد خروجها من تحت مظلة الدفاع الجوى .. أى بعد حوالى 15 كيلومترا شرق القناة
إذا نحن قمنا بهذه العملية فإننا سوف ندمر قواتنا دون أن نقدم اية مساعدة لتخفيف الضغط على الجبهة السورية ، وحوالى الظهر تطرق الوزير لهذا الموضوع للمرة الثالثة خلال 24 ساعة وقال هذه المرة ..... ( القرار السياسى يحتم علينا ضرورة تطوير الهجوم نحو المضايق ، ويجب أن يبدأ ذلك من صباح غد 13 أكتوبر )ـ
وبعد الظهر كانت التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم قد تم إعدادها وتحرك اللواء محمد غنيم إلى الجيش الثانى ، واللواء طه المجدوب إلى الجيش الثالث حاملين معهما تلك الأوامر إلى قائدى الجيشين . وبمجرد وصول التعليمات كان اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى يطلبنى على الهاتف ، وقال بغضب سيادة الفريق أنا مستقيل ، أنا لا أستطيع أن أقوم بتنفيذ التعليمات التى أرسلتموها مع اللواء غنيم
ولم تمض سوى بضع دقائق حتى كان اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث هو الآخر على الخط الهاتفى وابدى معارضة شديدة لتلك التعليمات التى وصلته مع اللواء طه المجدوب ، وفى محادثتى مع كل من اللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل لم اخف عنهما أننى أنا أيضا قد عارضت هذه التعليمات ، ولكنى أجبرت عليها ، فاتحت الوزير مرة اخرى فى الموضوع وتقرر استدعاء سعد مأمون وعبد المنعم واصل لحضور مؤتمر بالقيادة فى مساء اليوم نفسه
وفى خلال هذا المؤتمر الذى امتد حتى الساعة الحادية عشر مساء كرر كل منا وجهة نظره مرارا وتكرارا ، ولكن كان هناك إصرار من الوزير على أن القرار سياسى ( قرار اتخذه الرئيس أنور السادات ) ، ويجب أن نلتزم به ، وكل ما أمكن عمله هو تأجيل الهجوم إلى فجر يوم 14 بدلا من فجر يوم 13 كما كان محددا
لقد كان هذا القرارهو أول غلطة كبيرة ترتكبها القيادة المصرية خلال الحرب وقد جرتنا هذه الغلطة إلى سلسلة أخرى من الأخطاء التى كان لها أثر كبير على سير الحرب ونتائجها ) ـ من مذكرات سعد الشاذلى
سؤال ؟ *********************************
ما هى حقيقة الجسر الجوى الامريكى واين الجسر الجوى السوفيتى ؟
لقد اقامت أمريكا جسرا جويا لتعويض الجيش الإسرائيلى عما خسره فى الحرب من طائرات ودبابات و خلافه منذ يوم 10 أكتوبر بصورة غير رسمية ومنذ 13 أكتوبر بصورة رسمية وسمت بعملية نيكل جراس واستخدمت فيها طائرات سى 5 و سى 141 وهى طائرات نقل عسكرية أمريكية عملاقة .
ويذكر رئيس هيئة عمليات حرب أكتوبر 1973 محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ويقول ( لم تكتف إسرائيل بطائرات الجامبو السبع لشركة العال لنقل احتياجتها من الأسلحة والمعدات ، ولذلك عملت محاولات استئجار طائرات مدنية أمريكية لسرعة اجراء النقل ، لكن شركات الطيران رفضت التعاون معها خوفا من المقاطعة العربية واتجه التفكير إلى استخدام طائرات النقل العسكرية الأمريكية لنقل الأسلحة والمعدات ... وقد استمر الجسر الجوى الأمريكى مدة 33 يوم اعتبارا من 13 أكتوبر حتى 14 نوفمبر 1973 ) ـ محمد عبد الغنى الجمسى
وعن الجسر الجوى السوفيتى يقول جمال حماد المؤرخ العسكرى فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية " كان من المتعذر تعويض خسائر الدبابات نظرا لعدم توافر دبابات احتياطية فى مخازن القوات المسلحة المصرية كما أن الدبابات السوفيتية التى ارسلت عن طريق الجسر البحرى السوفيتى والبالغ عددها 400 دبابة من طراز ت 55 وت 62 تم شحنها كلها عن طريق البحر من ميناء أوديسا على البحر الأسود إلى ميناء اللازقية السورى ، مما لم يتح الفرصة لوصول اية شحنات من الدبابات السوفيتية الجديدة إلى مصر "ـ جمال حماد
تعليقات : *********************************
الرئيس السادات يوافق على وقف إطلاق النار
يقول السادات فى كتابه البحث عن الذات ( اتضح لى أن القمر الصناعىالأمريكى الذى كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بعد ساعة ، أخطرهم بنقل الفرقة المدرعة 21 من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط على سوريا كما طلب وألح الرئيس الأسد .. واقر هنا للتاريخ ان روسيا التى تدعى وقوفها مع الحق العربى لم تبلغنا بشىء بواسطة اقمارها الصناعية التى تتابع المعركة
ثم حدث تطور خطير بدأت أشعر به ، وأنا أتابع الحرب من غرفة العمليات .. لقد استخدم الجسر الجوى الأمريكى لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية الجبارة التى تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة .. والعريش تقع خلف الجبهة
وبدات ألاحظ تطورا خطيرا فى معارك الدبابات التى اعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها وكفاءة المصريين فى إدارتها . كنت كلما أصبت لإسرائيل 10 دبابات أرى مزيدا من الدبابات . لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور ـ إنقذوا إسرائيل ـ فى اليوم الرابع ، وهى تستخدم بكل صراحة مطار العريش المصرى الذى يقع خلف الجبهة بكل وضوح لكى تحول الهزيمة الإسرائيلية إلى انتصار .. وتذكرت فى تلك اللحظات ما فعلته أمريكا على جبهة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية ثم على الجبهة اليابانية
أما التطور الثالث والخطير ، فهو أن أطلق صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا البطاريتين تعطيلا كاملا . وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ امريكى جديد يسمى القنبلة التلفزيونية وأنه كان لا يزال تحت الاختبار فى أمريكا ، فأرسلته لنجدة إسرائيل
لقد دخلت امريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل حتى بالأسلحة تحت الإختبار .. وقنبلة المافريك وأسلحة أخرى . وأنا أعرف امكانياتى وأعرف حدودى .. لن أحارب أمريكا
ولذلك بعد عودتى من غرفة القيادة .. كتبت للرئيس الأسد شريكى فى القرار برقية أخطره فيها أنى قررت الموافقة على وقف إطلاق النار .. وسجلت فى هذه البرقية موقفى ، وهو أنى لا اخاف من مواجهة إسرائيل ، ولكنى أرفض مواجهة أمريكا .. وإنى لن أسمح أن تدمر القوات المصرية مرة أخرى .. وإننى مستعد أن احاسب أمام شعبى فى مصر وأمام الأمة العربية عن هذا القرار
وفى هذه الليلة اتخذت القرار بوقف إطلاق النار فقد كان لى عشرة أيام أحارب فيها أمريكا وحدى بأسلحتها الحديثة التى لم يستخدم أغلبها من قبل
وكان الموقف على غير ما يتصوره العالم كله .. فقد كان اعتقاد الجميع فى العالم أن الاتحاد السوفيتى يقف إلى جانبنا ، وأنه قد أرسل الجسر الجوى لنجدتنا ولكن الموقف كان غير ذلك فى الواقع .. فأمريكا وإسرائيل فى مواجهتى ، والاتحاد السوفيتى فى يده الخنجر ويقع وراء ظهرى ليطعننى فى اية لحظة عندما أفقد 85 % أو 90 % من سلاحى كما حدث فى سنة 1967) ـ السادات من كتابه البحث عن الذات
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( وعندما صدر القرار وافقت عليه كل من مصر وإسرائيل على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 1852 يوم 22 أكتوبر بتوقيت القاهرة)ـ مذكرات الجمسى
المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
سؤال ؟ *********************************
هل حقق العبور الاسرائيلى غرب القناة الهدف العسكرى لإسرائيل ؟
كان هدف عبور الجيش الأسرائيلى من الشرق (سيناء) إلى الغرب هو ضرب بطاريات صواريخ سام المضادة للطائرات وإحتلال مدينة الاسماعيلية وتطويق الجيش الثانى بواسطة قوات شارون واحتلال مدينة السويس وتطويق الجيش الثالث بواسطة قوات كل من ابراهام ادان وكلمان ماجن
ولكن الذى حدث هو فشل شارون فى احتلال مدينة الأسماعيلية كما فشل أيضا كل من ادان وماجن فى تطويق الجيش المصرى واحتلال مدينة السويس
وعن العبور غرب القناة يقول دافيد اليعازار رئيس الاركان الأسرائيلى فى 3 ديسمبر 1973 " ما زال شارون يواصل تصريحاته غير المسئولة للصحفيين محاولا أن ينتقص من جميع القادة ليظهر هو فى صورة البطل الوحيد ، هذا بالرغم من أنه يعلم جيدا أن عبورنا إلى الجانب الغربى من القناة كلفنا خسائر فادحة ، ومع ذلك فأننا لم نستطع طوال عشرة أيام من القتال ان نخضع أى جيش من الجيوش المصرية ، فالجيش الثانى صمد ومنعنا نهائيا من الوصول إلى مدينة الإسماعيلية ، وبالنسبة للجيش الثالث فإنه ـ برغم حصارنا له ـ فإنه قاوم بل تقدم واحتل بالفعل رقعة أوسع من الأراضى شرقا ، ومن ثم فإننا لا نستطيع أن نقول إننا هزمناه ..أو أخضعناه " دافيد اليعازار
سؤال ؟ *********************************
كيف توقفت الحرب؟
أصدر مجلس الأمن يوم 21 أكتوبر 1973 القرار رقم 338 لوقف إطلاق النار وقبلت كل من إسرائيل ومصر القرار اعتبارا من يوم 22 أكتوبر 1973
يقول محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات للجيش المصرى خلال حرب اكتوبر ( عندما صدر قرار مجلس الأمن 338 بإيقاف القتال اعتبارا من غروب شمس يوم 22 أكتوبر ......فإن إسرائيل تعلم أنها لم تحقق هدفا سياسيا أو هدفا عسكريا استراتيجيا، لفشلها فى ارغامنا على سحب قواتنا فى شرق القناة إلى غربها.......لذلك قررت إسرائيل ان تبذل جهدا كبيرا لتحقيق قدر من المكاسب السياسية أو العسكرية قبل ان تلتزم بوقف إطلاق النار. وفى سبيل ذلك ، دفعت إسرائيل بقوات جديدة إلى غرب القناة ليلة 22/23 وليلة 23/24 أكتوبر لتعزيز قواتها فى منطقة الدفرزوار . ثم استمرت فى القتال وتقدمت قواتها جنوبا للوصول إلى مؤخرة الجيش الثالث لقطع طريق مصر السويس الصحراوى والاستيلاء على مدينة السويس
وفى يوم 23 أكتوبر أصدر مجلس الأمن القرار رقم 339 تعزيزا للقرار السابق ووافقت كل من مصر واسرائيل على وقف إطلاق النار صباح يوم 24 أكتوبر .......ويذكر محمد عبد الغنى الجمسى رئيس العمليات للجيش المصرى بحرب اكتوبر 1973 فى مذكراته ( وبرغم التزام إسرائيل بالقرار 339 رسميا ، إلا انها تركت لجيشها حرية العمل العسكرى على امل احتلال مدينة السويس فتكون بذلك فد حققت هدفا سياسيا له تأثيره السياسى والعسكرى والاعلامى الكبير)ـ
فشلت محاولات اسرائيل لاحتلال مدينة السويس يومى 24 و 25 أكتوبر ، لكنها نجحت فى قطع طريق مصر السويس الصحراوى
توقف القتال يوم 28 أكتوبر بوصول قوات الامم المتحدة لمنطقة القنال
سؤال ؟ *********************************
ما هو الموقف على الجبهة المصرية يوم 28 أكتوبر أخر يوم للحرب ؟
أصدرت القيادة العامة بيانا عسكريا يلخص الموقف العسكرى صباح يوم 24 أكتوبر 1973 واوضحنا فيه:ـ
ـ أن قواتنا فى سيناء تحتل الشاطىء الشرقى لقناة السويس من بور فؤاد شمالا بطول 200 كيلومتر وبعمق يتراوح ما بين 12 إلى 17 كيلومتر على طول الجبهة بما فيها مدينة القنطرة شرق ، عدا ثغرة صغيرة من الدفرسوار شمالا بطول سبعة كيلومتر ملاصقة للبحيرات المرة وتبلغ المساحة التى تسيطر عليها قواتنا شرق القناة ( سيناء ) 3000 كيلو متر مربع
ـ لا توجد قوات للعدو إطلاقا فى أى مدينة من مدن القناة الرئيسية السويس ، الإسماعيلية ، بورسعيد
ـ توجد بعض وحدات للعدو منتشرة ومتداخلة بين قواتنا فى بعض الأجزاء غرب القناة وقد حاول العدو صباح اليوم 24 أكتوبر قطع الطرق المؤدية إلى مدية السويس ولكن قواتنا تمنعه من تنفيذ أهدافه
التموين إلى جميع قواتنا شرق القناة مستمر بصورة منتظمة ولم يتوقف لحظة واحدة ـ البيان من مذكرات رئيس هيئة عمليات حرب أكتوبر 1973 لواء محمد عبد الغنى الجمسى
هذا وقد استمر هذا الموقف حتى نهاية الحرب حيث فشلت القوات الإسرائيلية فى دخول مدينة السويس واصبح يوم 25 أكتوبر عيدا قوميا لمدينة السويس بعد ذلك ، ولكن العدو قام بقطع طريق مصر السويس وعندها توقفت الحرب بقدوم قوات الطوارىء الدولية يوم 28 أكتوبر 1973
من أبطال حرب أكتوبر ::::::::::::::::::::::::::
الشهيد أحمد حمدى
ضرب العميد أركان حرب احمد حمدى نائب مدير المهندسيين العسكريين وقائد أحد ألوية الكبارى المثل الأعلى فى التضحية والفداء ، إذ استشهد وهو يشارك أفراد احد الكبارى فى إصلاحهيقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( تكبد رجال المهندسين نسبة عالية من الخسائر أثناء فتح الممرات فى الساتر الترابى وإنشاء الكبارى ، إلا أنهم ضربوا المثل فى الإصرار على تنفيذ المهام والتضحية بالنفس فى سبيل الواجب ... واستشهد منهم أحد قادة المهندسين البارزين هو العميد أحمد حمدى الذى أطلق إسمه على نفق قناة السويس بعد الحرب ( نفق الشهيد أحمد حمدى ) .... لقد أحزننى خبر استشهاده ، لأنى عرفته عن قرب أثناء معارك القناة بعد حرب يوينو 67 عندما كنت أعمل رئيسا لأركان جبهة القناة ، وكان يعمل الشهيد أحمد حمدى فى الفرع الهندسى بالجبهة . كان هادئا فى طباعه وعلى درجة عالية من الكفاءة فى عمله الهندسى ، ولديه الأصرار التام على إنجاز مهامه مهما احتاج ذلك من جهد او وقت
لا اتذكر ، أثناء الخدمة معا ، أنى رأيته فى مقر قيادة الجبهة إلا نادرا ، فقد كنت أراه دائما عائدا فى الساعات المتأخرة من الليل من الخطوط الأمامية بعد أن يكون قد أشرف على تنفيذ عمل هندسى تقوم به القوات او الوحدات الهندسية
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية وقد أصيبت معظم الكبارى ، وأعيد إصلاحها أكثر من خمس مرات ، وقد ضرب العميد أحمد حمدى نائب مدير سلاح المهندسين وقائد احد ألوية الكبارى المثل الأعلى فى التضحية والفداء إذ استشهد بينما كان يشارك أفراد احد الكبارى فى عملية إصلاحه
حسن أبو سعدة
ى يوم 8 أكتوبر 1973 قام العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلى ( دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة ) وتدمير كافة دباباته واسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجورى
يتحدث عن ذلك جمال حماد المؤرخ العسكرى ويقول ( كان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتل داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الامامى و التقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة .. وكان قرار قائد الفرقة الثانية مشاة خطيرا ـ وعلى مسئوليته الشخصية ـ ولكن المفأجاة فيه كانت مذهلة مما ساعد على النجاح .. و بمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتل أنطلقت عليهم النيران من كافة الاسلحة بأوامر من قائد الفرقة الثانية مشاة حسن أبو سعدة .. مما أحال أرض القتل إلى نوع من الجحيم .. و خلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء على 8 دبابات سليمة كما تم اسر العقيد عساف ياجورى قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا ـ 190 مدرع ـ ) ـ جمال حماد المؤرخ العسكرى من كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية
وعن معركة الفردان يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 ( اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة فى اتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة ، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان ـ قائد الفرقة التى يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع ـ فى النجاح ... فوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات فى وقت واحد تنفيذا لخطة حسن أبو سعدة .. وكانت المفاجاة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية .. كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التى كانت تتقدم الهجوم ، فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة فى أرض القتل . لم يكن أمام عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء فى إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها فى الأسر برجال الفرقة الثانية وظلت هذه الدبابة المدمرة فى أرض المعركة تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب
لقد شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا فى مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة .. اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ .... وقد اسعدنى ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدو ) ـ مذكرات الجمسى
وعنه يقول الرئيس الراحل أنور السادات ( إن الذى قام بهذا العمل قائد من البراعم الجديدة أسمه حسن أبو سعدة) ـ من كتابه البحث عن الذات
مذكرات جندى مصرى على الجبهة :
قصة جندى مصرى من أبطال الدفاع الجوى الذين ساهموا فى كتابة حرب أكتوبر
هناك كثيرا من الذكريات فى قلوب مئات الألأف من الجنود الذين خاضوا اخر حروب مصر واشدها منذ الفراعنة واخشى انها سوف تموت معنا و لا يعلم أحدا شيئا عنها ـ عبد الله المصرى
يبدأ عبد الله المصرى ذكرياته ويقول .... إنى أفخر بأن أكون واحدا من مئات الآلأف الذين ساهموا فى كتابة جزء من تاريخ مصر فى 6 اكتوبر1973
خريف 1971:ـ تم تجنيدى فى القوات المسلحة و بسبب دراستى تم ارسالى الى مدارس القوات المسلحة المتخصصة فى الرادار و الصواريخ لتلقى العلوم العسكرية فى أنظمة الدفاع الجوى و لأصبح متخصص فى تشغيل و اصلاح محطات الرادار التى توجه الصواريخ و فى صيف عام 1972 انهى الرئيس السادات عمل الخبراء الروس و تم ارسالنا على الفور لحل محلهم فى كتائب الصواريخ وكان مكانى فى كتيبة الصواريخ 14 على الجبهة بالقرب من مدينة السويس و عندى نزولى ومعى مخلتى من العربة التى تحمل المياه الى الكتيبة و التى وجدتها مصادفة على الطريق خرج أحد الجنود من خندقه وهو يبتسم وقال بصوت عالى.." أيوة هى دى الجبهة "... وكانت إجابة لسؤال يدور فى ذهنى ولم أكن قد نطقت به بعد و لكنى لم اشاهد محطات الرادار و لا قواذف الصواريخ و لا العربات التى تحمل الصواريخ . أين هى هذه الكتيبة ؟!! وعرفت أنها تنصب احد الكمائن لطيران العدو على حافة القناة وهذا المكان هو مؤخرة الكتيبة اى مكان العودة ، وركبت مرة أخرى عربة المياه بعد تزويدها بالطعام واتجهنا فى إتجاه القناة
وكان أول لقاء مع رفقاء السلاح . العريف "أبو الفتوح" ( مأمور ضرائب) وحبه الشديد للنظافة و الترتيب وكان يعطينى علبة سجائره " البلمونت " التى كانت تصرف لنا مع طعام الصباح خلال أيام الحرب لأنه لا يدخن
العريف "توفيق" معهد صناعى و شنبه الدوجلاس ومغامراته النسائية التى كان يقصها علينا وبيبته فى فمه يفوح منها دخان "الانفورا" ذو الرائحة الجذابة
العريف "حمدى" (مهندس زراعى) و تحديه الدائم للنقيب "حمدى" و بيبته التي دائما فى فمه حتى عندما تكون مطفاءة و مهارته فى تتبع الأهداف على شاشات الرادار
الرقيب "سعيد" وتنفيذه الأوامر بدقة والخوف الدائم من الوقوع فى الخطأ
الرقيب"جرجس" وبشرتة البيضاء و شنبه الاشقر و هدوئه المميت وصداقتة الكبيرة لزكرية الرقيب أول "زكريا"ـ
نقيب (يوزباشى) "حمدى" قائد المحطة مهندس مكلف صارم نادرا ما يبتسم و دفاعه الدائم عنا مع قائد الكتيبة للحصول على أفضل الامتيازات لنا
و فى النهاية صديقى " فكرى" دبلوم عامل المولد الذى يمد المحطة بالكهرباء واعتناءه الشديد بنفسه ومظهره
وانتهى الكمين دون اشتباك مع طيران العدو الذى لم يحاول الاقتراب من القناة وقمنا بفك المحطات و تحميل الصواريخ و كان هذا عمل شاق لان قواعد الصواريخ هذه صممت لتبقى فى مكان ثابت لضخامتها وثقل معداتها و لكن كانت قيادتنا أيضا تدربنا على نقلها من مكان لآخر حتى لا يعلم العدو بمكان ثابت لها عن طريق وسائل استطلاعه فقد كنا فى حركة مستمرة
مقتبس
المصادر
http://www.almoarekh.com و http://www.egyptiantalks.org و ومذكرات المشير الجماسى و كتاب "المعارك الحربية على الجبهة المصرية حرب أكتوبر 1973 بقلم جمال حماد
يحى الشاعر
[تم التعديل في 6-7-2006 بواسطة Yahia-Al-Shaer]