رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف
ن البنية الإجتماعية للمجتمع الجزائري كانت تتميز بنوعيتها القبلية خارج المراكز الحضرية و تنوعيتها الطائفية داخلها.
أهمها:
1- الأتراك:
كان عددهم غداة الإحتلال الفرنسي يتراوح بين حوالي عشرة آلاف و ثلاثين ألف نسمة من الأصليين و المندمجين[68].
2- الكراغلة:
هم المنحدرون من آباء أتراك أصلا بالمهنة من الإنكشاريين و الراس و أمهات جزائيات في "حالة الجزائر" و كان عددهم يبلغ خمسة آلاف نسمة عام 1808 حسب تقديرات بوتان (Boutin) و أكثر من 16000 نسمة مقابل 14000 نسمة تركيا بمدينة الجزائر في القرن الثامن عشر (18مـ).
3-البرانية و الدخلاء:
هم الأهالي للحديثو الإستيطان بالمدن[69].
4-الحضر أو البلدية:
يتكونون أساسا من الموريسكيين الأندلسيين الذين فروا من الإضطهاد والإبادة الجماعية (محاكم التفتيش) بالإضافة إلى بقية الأهالي من المستوطنين القدماء في هذه المدن.
5- اليهود:
هم الذين كانوا موجودين بكثرة في قطاع التجارة و في مختلف القطاعات السياسية للمتعاقبة على رقم قلتهم و قد جاء بعضهم من أوربا في القرن الثامن عشر (18مـ) و استوطنوا مدينة الجزائر كما ارتفع عددهم نسبيا مع هجرة الموريسكيين طمعا في حماية المسلمين لهم و بخاصة في مدينتي الجزائر و قسنطينة التي بلغ عددهم فيها قرابة عشر سكانها.
هذا بالإضافة إلى أقليات مسيحية أوربية (فرنسيين، مالطيين، إيطاليين ، إسبان..) و كان مجموع هذه الفئات لا يمثل حسب بعض المصادر أزيد من 6 بالمئة في أحسن الأحوال من مجموع سكان الجزائر، أما خارج المدن و الحواضر الكبرى، فكان عمق الجزائر و سوادها عبارة عن أرياف ذات بنية قبلية تمثل حوالي 94 بالمئة الباقية[70].
و عليه فيمكن تصنيف سكان الريف في الجزائر إبان العهد العثماني تبعا لعلاقاتهم بالحكم البيلكي إلى الأنواع القبلية التالية:
1- قبائل الرعية:
تسود فيما كان يسمى بـ "الأوطان" و هي مناطق محيطة بالمدن خاضعة للبايلك
2- قبائل المخزن:
هي قبائل أعوان للسلطة في إخضاع قبائل الرعية تمثل دورها في جمع الضرائب، و كان بعض قادتها أتراكا[71].
3- القبائل الاحلاف:
هي القبائل التي كانت تتبادل الخدمات و المصالح مع السلطة و كانت موجودة أساسا بين قبائل الرعية و القبائل المستقلة مشكلة مناطق عازلة و أحزمة وقائية للسلطة.
4- القبائل المستقلة:
كانت موجودة أساس بالمناطق الجبلية[72] (الظهرة، الونشريس، قسنطينة) وبشمال الصحراء و هي مناطق يقع معظمها في شرق الجزائر و بخاصة منه ما كان يعرف ببايلك الشرق.[73]
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف
الهوامش والمراجع:
[1] د. محمد مكحلي، تاريخ و مكان الميلاد: 28/09/1961 بسيدي بلعباس. أستاذ محاضر في قسم التاريخ- كلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة الجيلالي اليابس- سيدي بلعباس- الجزائر. حاصل على شهادة الليسانس تاريخ، وشهادة الدراسات المعمقة تاريخ، وشهادة الماجستير أنثروبولوجيا إجتماعية وثقافية، وشهادة دكتوراه تاريخ حديث ومعاصر. بالإضافة إلى شهادة دكتوراه انتروبولوجيا في طريق المناقشة. عضو في مخبر للبحث في التاريخ المحلي للغرب الجزائري. المشاركة في العديد من الملتقيات والندوات الفكرية في الداخل والخارج. [email protected]
[2] البوعبدلي المهدي: الجزائر في التاريخ (العهد العثماني) ، وزارة الثقافة 1984.
راجع شوفاليه كورين الثلاثون سنة الأولى لقيام دولة مدينة الجزائر 1510-1541 تر جمال حمادنة د م ج الجزائر 19991 ص ص 20-24-27.
[3] شوفاليه كورين ، المرجع السابق
ينظر MZALI Mohamed: les beys de tunis et le roi des français M.T.E et S.N.E.D 1976.
[4] قيرة إسماعيل، غربي علي: دليو فضيل، فيلالي صالح: مستقبل الديمقراطية في الجزائر، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت ، يناير 2002 ص 53.
ينظر سعيدني ناصر الدين، النظام المالي للجزائر خلال العهد العثماني م و ك 1986.
ينظر أيضا سعيدوني ناصر الدين، دراسات في الملكية العقارية م و ك 1984.
[5] فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة إلخ......
[6] زمام نور الدين: السلطة الحاكمة و الخيارات التنموية بالمجتمع الجزائري 1962-1998 دار الكتاب العربي 2002
ص 16
[7] زمام نور الدين، المرجع السابق، ص 18..
[8] نفسه ص 18.
عند دراسته للملكية العقارية في منطقة القبائل انتهى كارل ماركس بقوله " لا زال في الجزائر بعد الهند أقوى أثار الشكل القديم للملكية في الأرض حيث تمثل العشيرة و الملكية الموحدة للعائلة ، هنا الأنواع السائدة في ملكية الأرض"، زمام نور الدين ص 18. ينظر سعيدوني ناصر الدين ، دراسات في الملكية العقارية م و ك الجزاء 1986.
[9] زمام نور الدين: المرجع السابق ص19.
[10] سعيدوني ناصر الدين: دراسات في الملكية العقارية ص 27.
[11] المرجع السابق.
[12] نفسه ص 28.
[13] نفسه ص 32.
[14] نفسه.
ينظر سعيدوني ناصر الدين، النظام العالي للجزائر و العهد العثماني م و ك 1986
ينظر أيضا الجيلالي عبد الرحمن بن محمد، تاريخ الجزائر العام د م ج ج3 ، 1982.
ينظر القشاعي موساوي فلة، النظام الضريبي بالريف القسنطيني أواخر العهد العثماني (1771-1837) ، رسالة ماجستير في التاريخ الحديث و المعاصر معهد التاريخ ، جامعة الجزائر 1991.
[15] سعيدوني ناصر الدين، المرجع السابق ص 36.
[16] نفسه
ينظر العنتري محمد صالح: سنين القحط و المسخبة ببلاد قسنطينة مخطوط رقم 2330 المكتبة الوطنية .
[17] 1805-1817:هم مصطفى باشا،1805:أحمد باشا،1808:الغسال،1809:الحاج علي باشا،1809:محمد باشا،1814:عمر آغا،1817
ينظر أيضا بلحميسي مولاي ، الجزائر من جلال رحلات المغاربة في العهد العثماني الجزائر ش و ن ت 1979.
حول الأساليب العثمانية ، الجوانب الإجتماعية و الإقتصادية ، ينظر ضومط أنطون، الإقطاع العثماني خلال القرن 16م بين الحداثة و التقليد، سلسلة تاريخية ، دار النشر للسياسة و التاريخ ، بيروت 2002 ص 89.
[18] ينظر Mzali Mohamed : Les beys de Tunis et le Roi des Français: OPCIT.
[19] Rinn Louis :Le royaume d'Alger sous le dernier bey1897-1899 in R. A PP 41-43,.
[20] لقد انحصرت زراعة البقول و الحبوب بالسهول الساحلية و اختصت المناطق الجبلية بالأشجار المثمرة و تركز الرعي في مناطق الهضاب العليا بقسنطينة و سهول وهران مع زراعة معاشية بسيطة.
ينظر سعيدوني ناصر الدين، دراسات في الملكية العقارية، ص37.
ينظر أيضا: سعيدوني ناصر الدين، الكتابات التاريخية حول الفترة العثمانية من تاريخ الجزائر ، مجلة الثقافة ع 45-197.
[21] يصنف هذا النظام الجبائي الأرض بحسب ما يستخلص منها إلى ثلاثة أنواع.
- أرض عشرية يؤخذ على أصحابها الزكاة أو العشر و هو ما يعادل نصف الخراج
- أرض يستخلص منها الخراج و هو نصف غلة الأرض سواء كان عاملا أو موظفا.
- أرض لا تخضع للمطالب المالية و لا تتوجب عليها أية ضريبة و هي الأرض الموقوفة.
[22] أهمها صناعات الملايا و الملابس و صناعة الخشب و النحاس و الجلد التي اشتهرت بهما مدينة تلمسان.
[23] زمام نور الدين: المرجع السابق ، ص24،
ينظر بن اشنهو عبد اللطيف تكون التخلف في الجزائر محاولة لدراسة حدود التنمية الراسمالية في الجزائر من ( 1830-1962) تر مجموعة من الأساتذة ، الجزائر ش و ن ت 1979 ، ص 26.
[27] أجيرون شارل روبير: تاريخ الجزائر المعاصرة، تر عيسى عصفور بيروت ، باريس، منشورات عويدات 1982 ص 13.
ينظر بوعزيز يحيي مع تاريخ الجزائر في الملتقيات الوطنية و الدولية د م ج 1999 ص 52.
ينظر أيضا :
- Galibert (H DDE) histoire d'Alger ancienne et moderne , paris 1844.
- Grammont (H D DDE) histoire d'Alger sous la domination turque ( 1515-1830) paris 1887.
- Haedo (Fray Diego de ) histoire des rois d’Alger traduit et annotée par Corammont (H.D.DE) Alger 1881.
[28] بو عزيز يحي : المرجع السابق ص ص 52-53 ، نشأ مع السلاجقة الإقطاع العسكري و الإداري المستند على نظام الابايكة و يعتبر نظام الملك الطوسي وزير السلطان ملكشاه 465-485هـ/1072-1092مـ) أول من لقب أتابك و أيضا أول من أقطع الأراضي للحكم دعو عن الرواتب لأنه اعتبر هذا الحل أفضل البلاد و بالتالي لزيادة دخل بيت المال أنواعه الإقطاع الحربي الأقطاع المدني، ينظر ضومط أنطون الإقطاع العثماني خلال القرن 16 مـ، بين الحداثة و التقليد ، دار النشر للسياسة و التاريخ ، بيروت 2002 ص91.
[29] لم يكن هذا النظام جديدا كليا عند العثمانيين و لكنه وجد الكثير من مقوماته في العهد السلجوقي (940-1055مـ) حين نشأ مع السلاحقة الإقطاع العسكري و الإداري المستند على نظام الاتابكة و يعتبر نظام الملك الطوسي وزير السلطان ملك شاه 465-485هـ/1072-1092مـ) أول من لقب "أتابك" و أيضا أول من أقطع الأراضي للجنود عوضاعن الرواتب لأنه اعتبر هذا الجل أفضل لعامة البلاد و بالتالي لزيادة دخل بيت المال، أنواعه الإقطاع الحربي الإقطاع المدني، ينظر ضومط المرجع السابق، ص91.
[30] مفردها "كرغل" أو "كرغلي" و هي كلمة مركبة من اصل تركي « كل أوغل أو Kurl Oughlu » و يعني ترجمتها الحرفية أبناء العبيد و تكتب بالفرنسية « Kouloughli » أو « Kuloughli ».
[31] زمام نو الدين: المرجع السابق ص 27.
[32] زمام نور الدين : المرجع السابق ص 32.
لتفاصيل أكثر ينظر
سعيدوني ناصر الدين، الجزائر في التاريخ العهد العثماني ج 4، م و ك ، الجزائر 1984.
ينظر أيضا ، الاشرف مصطفى الجزائر الأمة و المجتمع ترحنفي بن عيسى م و ك 1983.
[33] سعيدوني ناصر الدين: دراسات و أبحاث في تاريخ الجزائر ، ج 2، ، ص123.
[34] المرجع السابق، ينظر مذكرات الحاج أحمد الشريف الزهار، ش و ن ت ، الجزائر 1980 ص80.
[35] سعيدوني ناصر الدين، نفسه.
[36] أوجاق أو " الوجاق": تعني بالتركية في الأوساط الجزائرية موقع النار أو الموقد ، و هو إسم تنظيمي مستعار للجيش الإنكشاري العثماني و لقد تمردوا على البشاوات في القرن السابع عشر (17مـ) و استولوا على السلطة الفعلية و لم يبق للباشوات سوى وجود رمزي كممثلين سامين للسلطان و لقد انتقلت هذه السلطة الفعلية إلى طائفة الرياس في أواخر القرن نفسه .
[37] انتقلت إلى الجزائر مختلف الأمراض كاكوليرا « Le Cholrea » و التيفوس « La Typhus » و الجدري « La variolle » و الطاعون « La maladie à bubons »
[38] سعيدوني ناصر الدين: المرجع السابق ص 124.
[39] القشاعي موساوي فلة: وباء الطاعون في الجزائر العثمانية ، دوراته و سلم حدته و طرق انتقاله ، مجلة دراسات إنسنانية ، كلية العلوم الإنسانية ، جامعة الجزائر ، عدد 1 سنة 2001 ص 134.
[40] القشاعي موساوي فلة: المرجع السابق
لمزيد من التفاصيل ينظر
- BOUBAKER Said : La Peste dans les pays du maghreb attitudes face au fléau et impact sur les activités commerciales 16,18éme siècles In,R.H.M
2éme année n° 79-80, mai 1995.
ينظر أيضا
- El Kachai MOUSSAOUI Fella : Situation sanitaire et démographique du Beylik de Constantine 1791-1837 In, les actes du 7éme symposium international d’études ottomanes sur la société et l’état dans le monde ottoman publications fondation Témimi : pour la recherche scientifique et l’information zaghouan Tunisie , Septembre 1998.
[41] لم يفرض نظام الحجز الصحي لا على السفن و لا على الأشخاص باستثناء محاولة صالح باي ،قسنطينة العام 1787 فرض حزام صحي حول عنابة و منطقتها ليمنع إنتقال العدوى إلى مدينة قسنطينة.
[42] يقصد بها الأديرة، دير أو Monaster.
[43] سعيدوني ناصر الدين: المرجع السابق ص 125.
[44] نفسه ص 126.
[45] نفسه ص 127.
[46] القشاعي موساوي فلة: وباء الطاعون في الجزائر العثمانية دوراته و سلم حدته و طرق إنتقاله، المرجع السابق ص 136
[47] Panzac Daniel : la peste dans l'empire ottoman 1700-1850, ed Peters leuven, 1985, P212.
[48] القشاعي موساوي فلة: المرجع السابق ص 138.
[49] El Kachai MOUSSAOUI Fella : OPCIT, P68.
[50] تشير إلى ذلك التعبيرات الآتية
- " نتج عن الوباء موت كثير حتى خلت المدن و القرى"
- " قحط عظيم و وباء مفرط"
- " وباء مات فيه خلق كثير"
- " مجاعة قحطت الجزائر قحطا عظيما"
- " و كان الوباء و قد إشتعلت ناره .......وقت الضحى و صل ماية جنازة..."
- " وباء هلك فيه من الناس حتى عجزوا عن دفن أموات لهم"
- " خلت الدور و عمرت القبور"
- " الطواعين المتتالية هي إستمرار للطاعون الأعظم و هي أقل فتاكة منه..."
- " وباء عظيم الحيوية الكبيرة أو القوية عام البروبو"
- " خلال طاعون 1786 أخلت البلاد و أفنت العباد"
- " القحط الشديد و مسغبة عامة"
- " الوباء جعل الناس يأكلون بعضهم بعضا"
- " عدد الموتى يزداد من يوم إلى آخر"
- " اثناء الطاعون الجارف خلت الديار و المنازل"
- كان يدفن في الحفرة الواحدة المائة من الناس"
القشاعي موساوي فلة، المرجع السابق ص 136.
* ينظر مذكرات الحاج أحمد الشريف الزهار، ص ص 144 –151، ينظرأيضا بلحميسي مولاي : الجزائر من خلال رحلات المغاربة في العهد العثماني، الجزائر ش و ن ت 1979 ص 39.
[51] BOUBAKER Said : La peste dans les pays du maghreb, OPCit P323
Berbrugger: un mémoire sur la peste en Algérie depuis 1552jusqu'au 1819 In xploration scientifique de l'Algérie , Paris imp Royale TII 1847..
[52] سعيدوني ناصر الدين: المرجع السابق ص 128.
[53] أهمها: Devoux: quelques tempêtes à Alger in R.A. T.15 1871, pp 339-352.
[54] بسبب وقوع محوره بالقبر منها "لشبونة".
[55] حول زلزال البليدة، ينظر مذكرات أحمد الشريف الزهار، ص 155.
[56] بذل كل من حسان باشا (1563) و محمد قوصة (1606) و شعبان الزناي (1686) و الباي إبراهيم (1687) عدة محاولات لإنقاذ وهران و المرسى الكبير و تحريرها من الإسبان و تحمس حتى الكتاب و الشعراء فالهبوا حماس الناس بأشعارهم و في العام 1707 حشد الباشا محمد بكداش جيشا جرار به المدينتين للتحرير الأول سنة 1708 و استبشر الناس و فرحوا ، و لكن الإسبان احتلوها مرة أخرى لمدة حوالي 60 عاما أخرى ثم عزمت الجزائر و صممت على إزالة الفرحة الإسبانية من جسمها و حشد الباي محمد بن عثمان الكبير قوات عسكرية كبيرة و أجبر الإسبان على الجلاء عنهما بصفة نهائية العام 1792.
[57] مذكرات الحاج أحمد الشريف الزهار، المصدر السابق ص 155.
[58] سعيدوني ناصر الدين: ص129.،ينظر خريطة الزلازل في ملحق الدراسة
[59] سعيدوني ناصر الدين: المرجع السابق ص 129.
[60] ينظر عيدوني ناصر الدين: فحص مدينة الجزائر، دراسات و أبحاث في تاريخ الجزائر ، المرجع السابق ص 143.
[61] ينظر سعيدوني ناصر الدين: دراسات في الملكية العقارية، ص 71.
[62] سعيدوني ناصر الدين ، ص 130.
[63] مذكرات أحمد الشريف الزهار: ص 144.
ينظر العنتري محمد صالح: سنين القحط و المسغبة ببلاد قسنطينة مخطوط رقم 2330، المكتبة الوطنية، الجزائر.
[64] نفسه.
[65] الجيلالي عبد الرحمن بن محمد: تاريخ الجزائر العام د م ج و دار الثقافة بيروت 1982 ، ج3 ، ص261.
[66] الزبيري محمد العربي: مذكرات أحمد باي و حمدان خوجة و بوضربة، ش و ن ت ، الجزائر ط2، 1981 ص 131.
لتفاصيل أكثر
ينظر
Archivist Pierre Boyer : l’évolution de l’Algérie médiane (ancien département d’Alger) de 1830 à 1956 Paris Maisoneuve 1960, pp 60-61.
[67] سعيدوني ناصر الدين، المرجع السابق ص ص 131 و 132 و 133.
[68] Archivist Pierre Boyer : l’évolution de l’Algérie médiane OPCIT, pp 61 et 274.
[69] قيرة إسماعيل غربي علي دليو فضيل فيلالي صالح ، مستقبل الديمقراطية في الجزائر ، ص 54.
[70] سعيدوني ناصر الدين: ص97.، ينظر خريطة الوضع البشري في ملحق الدراسة .
[71] مستقبل الديمقراطية في الجزائر، المرجع السابق ص 55.
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف
المبحث الأول: مدينة الجزائر خلال الحكم العثماني.
كانت مدينة الجزائر أيام الاحتلال الروماني تعرف باسم "ايكسيوم" ثم خرجت أثناء هجمات الوندال وثورات البربر وأصبحت مقرا لقبيلة بربرية تدعى "بني مزغنة" وفي القرن العاشر ميلادي، الرابع هجري أسس بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي مدينة لقبها "بجزائر بني مزغنة".
وأخذ نمو الجزائر يتزايد إلى أن هاجمت القبائل العربية سهول متيجة فاستولت قبيلة الثعالبة على جزائر بني مزغنة وسكنتها، ولما وضعت الدولة الزيانية تكالب الإسبان على سواحل إفريقيا واحتلوا الجزائر وأسسوا حصنا على إحدى صخورها "البينون" .
ونتيجة للضغوطات الإنسانية على سكان الجزائر استنجدوها بالأخوين عروج وخير الدين بربروس للتخلص من الخطر الاسباني المحدق بهم، لأنهم على علم بعدم قدرتهم على مواجهة الجيوش المسيحية، وذلك بسبب ضعفهم وصراعاتهم الداخلية . وعندما نجح عروج في القضاء على شيخ المدينة سالم التومي ونصب نفسه حاكما عليها، حرض الإسبان أنصاره للتخلص من عروج وأتباعه، وشنوا بدورهم حملة عليهم 1516م باءت بالفشل. وحملة أخرى في 1518 نجحت في القضاء عليه، كما وجهوا حملة جديدة على مدينة الجزائر سنة 1519 للقضاء على خير الدين ورفاقه باءت هي الأخرى بالفشل. قام أهل الجزائر في أثرها بتحريض من خير الدين بطلب الحماية من السلطان العثماني في مقابل الانطواء تحت لواء الدولة العثمانية وهو ما لقي القبول عنده، وقام بمساعدة الجزائر بألفي من الجند الانكشاري وبمثلها من المتطوعين وتعيين خير الدين بايلربايا على الجزائر وذلك أواخر 1519م .
قد اتخذ خير الدين مدينة الجزائر عاصمة له، وفي عهده وعهد خلفائه اتخذت مركزا منبعا، تحطمت أمامه كل الهجومات الاسبانية وغيرها، حتى أطلق عليها المدينة التي تقهر، أو المدينة المحروسة، ودار الجهاد، ودار السلطان ولم تنجح سوى الحملة الفرنسية في سنة 1830م في احتلالها .
أولا: موقع مدينة الجزائر.
تقع مدينة الجزائر بين خطي عرض 36.46 شمالا وخط طول 3.3 شرقا، وبالتالي تقع في إقليم وسط البلاد، جناحها الغربي الإقليم الوهراني، وجناحها الشرقي الإقليم القسنطيني .وهي مدينة بحرية مبنية على شاطئ البحر على قاعدة واسعة نسبيا في شكل نصف دائرة على هضبة سريعة الانحدار .
ويمتد إقليم مدينة الجزائر من دلس شرقا، إلا تنس غربا، ومن ساحل البحر شمالا، إلى سفوح الأطلس البلدي جنوبا، وتضم إقليمي الساحل ومتيجة مع بعض الامتدادات في بلاد القبائل والتيطري . وقد تحولت من مرسى صغير، يلجأ إليه الصيادون ويؤوى إليه المسافرون كمحطة ثانوية عند هبوب العواصف إلى مرسى كبير يستقبل مختلف السفن والبضائع، ويقصده التجار من الداخل والخارج.
كما تحولت من قرية مجهولة وعرة المسالك معلقة على صدر الجبل، إلى عاصمة البلاد، كثيرة العمران وافرة السكان .
وقد كان للمدينة خمسة أبواب هي:
ثانيا: أبواب مدينة الجزائر:
أ- باب عزون:
نسبة إلى أحد الثوار من الأهالي اسمه عزون، ثار ضد الحاكم التركي، وحاصر المدينة لكنه قتل من طرف الأتراك. وباب عزون من أهم أبواب المدينة، ومنه كان يدخل القادمون من الجنوب والشرق ومن السهل المتيجي. وكان له جسر يرفع أثناء الخطر .
ب- باب الجديد:
يقع في الجهة الجنوبية الغربية يدخل منه القادمون من البليدة والغرب .
ج- باب الوادي:
نسبة إلى الواد الذي يمر بجانب المدينة، يفتح هذا الباب على الشمال أو الطريق التي تمر بجبل بوزريعة، وهو أقل الأبواب أهمية، ينتهي بجسر يرفع وقت الخطر .
د- باب الجزيرة:
وسمي بباب الجهاد، لأنه الباب الذي كان مخصصا لدخول وخروج القراصنة. وهو أشد الأبواب متانة ومناعة، تقع بجانبه عدة ثكنات للانكشارية البحرية .
و- باب الديوانة:
ويسمى أيضا باب البحر، أو باب السردين كان مخصصا للتجارة البحرية، ولقد علقت بهذا الباب خمسة أجراس، قيل بأنه جيء بها من مدينة وهران سنة 1708م وعلقت على باب الديوانة تخليدا لذكرى الإنتصار على الإسبان واسترجاع مدينة وهران .
كل هذه الأبواب كانت كبيرة الحجم متقنة الصنع، مرصعة بالحديد، تغلق قبل غروب الشمس بقليل وتفتح بعد طلوع الشمس بقليل، يكثر بها الحراس، وتشتد بها الحراسة حتى لا ينسل منها إلى المدينة مشبوه فيه وتحاديها القلاع والثكنات، وكان داخل هذه الأبواب أبواب أخرى ثانوية مثل البابين الداخليين بالقصبة العليا والباب الداخلية فيما وراء باب الجزيرة أو الدزيرة .(انظر الملحق رقم:01).
ثالثا: مراحل الحكم العثماني.
وكما ذكرنا سابقا أن مدينة الجزائر قد دخلت تحت الراية العثمانية هذا ما اكسبها نوعا من الحماية، وأبعدها عنها الكثير من الأطماع خاصة الاسبانية، واستمر الحكم العثماني للجزائر من عام 1509م الى غاية الاحتلال الفرنسي عام 1830م. حيث اجمع المؤرخون على تقسيم هذه الفترة الطويلة من الحكم إلى أربعة عهود وهي كالتالي:
أ- عهد البايلربايات (1519م-1587م)
وبدأ حكام مدينة الجزائر يطلق عليهم هذا اللقب ابتداء من 1519م، وهو التاريخ الذي دخلت فيه مدينة الجزائر تحت راية الحكم العثماني بصفة رسمية، وكان أول من حمل هذا اللقب هو "خير الدين" استنادا إلى الفرمان الذي أصدره السلطان العثماني "سليم الأول"، أن يكون التعيين رسميا من طرف السلطان .
كما لمعت في هذه الفترة عدة شخصيات نذكر منها: "صالح رايس" الذي قام باسترجاع وتحرير بجاية، ووضعوا حدا لأطماع الإسبان، وطردوا منها بصفة نهائية سنة 1555م .
ولقد تولى هذا المنصب (منصب بايلرباي) ثمانية عشر شخصا من الأتراك أولهم كما ذكرنا سابقا خير الدين (1519م-1534م) وآخرهم حسن فنزيانو (1583م-1587م) ، وتميزت هذه المرحلة من الحكم أن معظم من شغل هذا المنصب هم من طائفة رياس البحر الذين كان ابلغهم من رفاق خير الدين .
ب- عهد الباشاوات (1587م-1659م)
في سنة 1587 تم إلغاء نظام البايلربايات، واستبدله بنظام الباشاوات وهذا التغيير عين من قبل السلطان العثماني "مراد الثاني"، حيث اصدر فارمان إلغاء نظام البايلربايات واستبداله بهذا النظام، فاخذ الباب العالي بإرسال الباشاوات لحكم مدينة الجزائر ابتداء من 1587م ، وكان هؤلاء الحكام يديرون شؤون الدولة بمعاونة اللجنة الاستشارية مؤلفة من: وكيل الخرج، الخزناجي، خوج الخيل والأغا، وفي هذه المرحلة كان الباشاوات يعينون لثلاث سنوات .
وأول باشا عين طبقا لهذا التنظيم الجديد هو "دالي احمد باشا" (1587-1589م) وتداول على هذا المنصب أربعة وثلاثون حاكم منهم من شغل المنصب لمرتين مثل "حسين الشيخ" (1613م-1616م)، وكان آخرهم الباشا "إبراهيم" (1656م-1659م) .
ج- عهد الأغاوات: (1659م-1671م)
انتقل النظام من الباشاوات إلى الآغاوات، وكان هذا عام 1659م، وكان الأغاوات ينتخبون من الفرق الانكشارية لمدة شهرين قمريين لهذا كانوا يعرفون ب "أغا المقريين"
ولكي لا يستأثر بالأغا بالسلطة فقد تقرر أن يستعين الحاكم بالديوان العالي . وقد تميز هذا العصر بمحاولة انفصال الجزائر عن الدولة العثمانية ، ضف إلى ذلك النظام لم يدم طويلا، فالأغا يتولى الحكم كما اشرنا سابقا لمدة شهرين ثم يعزل، لذا تشبث الأغا بهذا المنصب ورفضوا التنازل عنه مما أدى إلى عزلهم بطريقة غير طبيعية كالقتل وأول من تولى هذا المنصب هو "خليل أغا" (1659-1660م) وجاء بعده ثلاثة أغوات كان آخرهم "علي أغا" (1665م-1671م) .
د- عهد الدايات (1671م-1830م):
نتيجة الأوضاع التي شهدها عهد الأغوات من النزاعات الشخصية والمؤامرات والانقلابات ضد بعضهم البعض والاغتيال حتى أن كثيرا من ولاة هذا العهد عزلوا أو قتلوا أو ابعدوا بعد شهرين أو أقل من تعيينهم في مناصبهم، وأدت هذه الحالة إلى ظهور طبقة الرياس واختفاء نظام الأغاوات وظهور عهد الدايات 1671م، والذي دام طويلا واندمج فيه الجنود الانكشارية بطائفة الرياس واختفى الصراع بينهما. وتمكن بعض الدايات من الاستقرار في الحكم مدة طويلة خاصة في القرن الثامن عشر، وكانت هناك بعض التنظيمات تحد من سلطة الداي في أوائل هذا العصر، ولكن في العصور المتأخرة حكموا حكما مطلقا وأصبح للداي الحرية المطلقة في الحكم والإدارة والتفاوض مع الدول الاجنبية وعقد المعاهدات السلمية والتجارية، ويعلن الحرب والسلم ويستقبل الممثلين الدبلوماسيين الأجانب، ومنه يعد عهد الدايات بداية لعهد الاستقلال الكامل للدولة الجزائرية عن الدولة العثمانية ولم تبقى إلا بعض الشكليات ، وأول من تولى هذا المنصب هو الداي الحاج باشا (1671م-1682م) وجاء يعده أربعة وعشرون دايا كان آخرهم الدي حسين باشا (1818م-1830م) والتي كانت فترة حكمه أطول من الفترات في عهد الدايات .
رابعا: أوضاع مدينة الجزائر قبيل حكم الداي حسين.
تميزت أوضاع مدينة الجزائر قبيل الداي حسين الاضطرابات وتجاوزات الأتراك على مستويات متعددة، فسياسيا كان نظام الحكم متوترا فالدايات يتعرضون للانقلابات والقتل منذ بداية حكمهم سنة 1671م وقتل منهم ستة عشر داي، كما أنها لم تسلم من الاضطرابات الداخلية المتكررة من فترة إلى أخرى ففي غضون سنة (1813م-1814م) قام بأي وهران بثورة على مدينة الجزائر وزحف على رأس جيشه شرقا حتى وصل إلى مكان لا يبعد عن المدينة بأكثر من ثلاثة فراسخ، وبعد انتصارات وهزائم تمكن الداي "عمر باشا" الذي كان يشغل منصب الأغا في تلك الفترة من قمعها واسر بأي وهران وإعدامه .
إضافة إلى سخط الأتراك، فثارت فرق الجيش المتواجدة بقسنيطنة وقررت إسقاط الداي، وفي 30 نوفمبر 1817 وصل إلى المدينة الجزائر جيش يتكون من أربعة آلاف أو خمسة آلاف جندي فاستقبلوا بنيران المدافع فاضطر الثورات إلى التراجع وإقامة معسكرهم بعيدا عن المدينة، ولكن هذا المعسكر اختفى في اليوم التالي ، ونتيجة لهذه الاضطرابات أمر الداي علي خوجة (1817-1818) بان ينقل مقر إقامته من القصر السابق إلى القصبة، أعلى نقطة في المدينة في سرية تامة، وفي الليل، أيضا عمل علي باشا على الزيادة في تحصين القصبة وتزويدها بمئة مدفع آخر وبالإضافة إلى حرسه التركي كون فرقة قوية من الكراغلة والحضر وأخرى من الزنوج، وحرص على أن تكون الفرقة التركيبة اضعف الفرق في الجيش والحاميات على حد سوى، حتى لا تستطيع أن تقوم بأي حركة ضده ، ولم يغفل عليه أن جعل بينهم جواسيس يلتقطون له إخبارهم .
أما على الصعيد الاجتماعي فكانت مدينة الجزائر تعاني من اجتياح الطاعون منذ 1817م هذا الوباء الذي لم تبتلى به منذ عشرين سنة، واستمر في الفتك بحياة الناس، ففي شهري أوت وسبتمبر 1817 كان يؤدي بحياة مائتين شخص يوميا من مدينة الجزائر .
وشهدت هذه الفترة تناقصا في عدد الأتراك يوميا وهذا بسبب الإعدام والطرد وغير ذلك فمنهم من عاد إلى وطنه تلقائيا ، كما أن الداي علي خوجة وضع خطة تقضي على الانكشارية نهائيا من المدينة وعمل على اخذ أطفال اليهود من دويهم وإرغامهم على اعتناق الإسلام والقيام بالحراسة في القصبة، وترسل البنات إلى خدمة حريمه، وقد أثار هذا اشمئزاز جميع المسلمين لأن دينهم لا يرضى بأعمال من هذا النوع .
وفي عام 1816 حصرت غارة اللورد ايكسموث على مدينة لجزائر التي دمرت جزءا من مباني المدينة وخربت عددا من الراكب البحرية من ضمنها "البورتقيزية" التي أسرها الرايس حميدو من البرتغال عام 1802، واضطر الداي عمر باشا على إمضاء صلح مهين مع انجليزا، فأطلق جميع الأسرى المسيحيين بالمدينة وأعاد المبالغ المالية التي تم بها شراء الأسرى قبل دلك وتنازل عن المطالبة بالاتاوات .
وقدر محتوى الخزينة في الفترة التي سبقت عهد الداي حسين (1817م) بخمسين دولار اسباني وهو مبلغ ضخم لأن الدولار الاسباني كان يساوي في تلك الفترة 3.4 فرنك فرنسي ، وتم تحويل هذه الخزينة بما فيها إلى مقر السلطة الجديدة .
أما الأوضاع الخارجية لمدينة الجزائر قبيل عهد الداي حسين خاصة مع جيرانها تونس والمغرب وطرابلس كانت على حال حسنة، فعلاقة مدينة الجزائر مع تونس تحسنت بعدما كانت في اشد توترها وانطفأت نار الفتنة في عهد علي خوجة الذي عمل على تحسين العلاقة ونسيان الماضي وأحقاده، وكذلك مع المغرب وطرابلس وهذا ما تدل عليه التبرعات التي بعث بها مولاي سليمان سلطان المغرب، والمراكب الذي بعث به يوسف باشا من طرابلس، وهي التبرعات التي جاءت إلى مدينة الجزائر بعد المعركة المؤلمة مع الانجليز . أما مع الدول الأجنبية فكانت الأوضاع تتأرجح من دولة إلى أخرى، فمع الانجليز فقد بناهج من خلال حملة اكسموث على المدينة 1816م، أما اسبانيا فمند سنة 1815 وهي تبدل جهودا مستمرة من اجل تسوية معقولة لقضية الديون ولكن دون جدوى نظرا لتحفظ الجزائر بحقها في تسديد هذه الديون ولو بالالتجاء إلى القوة، لذلك طلبت الحكومة الاسبانية من قنصلها بمغادرة المدينة ، وكانت الدولة الأحسن حظا هي الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تحظى بالاحترام من الحكومة الجزائرية، وهذا ما يفسر احترام البحارة الجزائريين للسفن الأمريكية التي كانت تتجول في مناطقها بعكس السفن الأخرى التابعة للدول الأجنبية والتي كانت تعرض للتفتيش .
المبحث الثاني: الداي حسين باشا
قبل أن نبدأ في استعراض تفاصيل حياة الداي حسين باشا، يجدر بنا الإشارة إلى نقص المصادر التي تتحدث عن هذه الشخصية بالذات، إذ قلما نجد كتابا تناول هذا الموضوع بالتفصيل، إذ نكتفي بتقديم خطوط عريضة وعامة على هذه الشخصية، لا تكفي للوصول إلى تعريف واف وكاف.
أ- حياته:
هو حسين خوجة بن علي، وقيل ابن الحسن، آخر دايات الجزائر ، ولد بقرية فورلا "vurla" الواقعة على الشاطئ الجنوبي لازمير ، أما عن سنة ولادته فهناك تضارب في التواريخ، فهناك من يقولانه كان في 1764 ، 1767م أو 1773م ، وهو من عائلة تركية أصلية، نشأ باسطنبول حيت تلقى مبادئ القراءة والكتابة واكتسب تدريبا عسكريا في المدارس العسكرية أهله لأن يصبح من رجال المدفعية بالجيش العثماني ، وأكتسب مهارة في تلقي المدافع وتصويبها، فأصبح بذلك طبجيا ماهرا وقد اكتسب هذه المهارة من أبيه الذي كان ضابطا في الفرقة المدفعية (الطبجية).
وقد وصفه المؤرخ الفرنسي "اغسطين جال" في الحديث الذي دار بينه وبين الداي حسين في الفندق الذي كان يقيم فيه عند زيارة الداي حسين لباريس في سنة 1831م على النحو التالي: "...قامة متوسطة يميل إلى السمنة...، وله هامة عظيمة وواضحة المعالم، وله لحية بيضاء طويلة ذات تموجات ذهبية، يعلوها شارب أكثر سوادا وكأنه يشكل قوسين للحية، وكل ذلك يضيف وسامة إلى ملامح وجهه.
وللباشا عينان هادئتان، نصفهما مختبئ وراء نظارات، ولم يكن حسين متجهما ولا جامدا، فهو يحب الضحك والحكاية، وله طيبة يمكن أن تكون ساذجة تجعله محبوبا أكثر لدى الناس وكانت ملامحه لطيفة وجذابة" . (انظر الملحق رقم:02).
أما احمد الشريف الزهار فقال عنه "كان قوي النفس لا يتزعزع لعظام الأمور، ولا يتضعضع لنواب الدهور، أما سرية في أهل البلد، وأهل مملكته فقد سار فيهم سيرة حسنة لأهل الجزائر، فقد كان يعفو عن الجرائم، ويصفح عن الزلات" .
كما كان يتميز بالوفاء في القيام بالالتزامات، وكان معروفا في كامل أنحاء أوربا وانه لا يوجد بلاط واحد اشتكى من أن حسين قد خرق المعاهدات التي ابرمها سواء مع القوى أو الضعيف .
وقد ظل أثناء ذلك منتظما في حياته مقتصدا في معيشته متواضعا في مظهره متقيدا بأحكام الشريعة الإسلامية ميالا إلى القضايا الأدبية والمسائل الشعرية محبا لاستظهار القرآن ساهرا على أحوال أسرته وراعيا لأخيه الذي كان يقيم معه، معتنيا ببناته الثلاثة (عائشة، حفيظة، أمينة) .
ب- وصوله إلى الحكم:
سمح له عمله بالجيش أن يترقى في سلك الاوجاق إلى عضو بالديوان، مما سمح له أن يصبح وكيل حوش ، ثم تولى منصب خوجة الخيل في عهد عمر باشا (1814م-1817م) وظل محتفظا بهذا المنصب واستطاع أن يكسب ثقة الداي علي خوجة (1817م-1818م) وأصبح محل ثقته ولما أنهى وظيفته العسكرية تعاطي مهنة التجارة ونجح فيها نجاحا باهرا، فأصبح غنيا في مدة قصيرة، ثم اسند إليه الداي علي باشا منصب كانت الدولة وكلفه بتسيير ممتلكاتها .
اسند إليه منصب الداي في أول مارس 1818م بوصية علي خوجة الذي وافته المنية بسب مرض الطاعون الذي أصاب المدنية في أواخر شهر فيفري 1818م وذلك لمهارته في معالجة الأمور وخبرته الإدارية ومعرفته بتصريف أمور الدولة أثناء توليه منصب خوجة الخيل في عهده . كما أن الانكشارية انتخبوه بالإجماع دايا على الجزائر، فرفض حسين باشا هذا التشريف ولكن إلحاح الانكشارية جعله يقبل ذلك كرها فخاف على نفسه .
وقد نال رضى رجال الديوان واكتسب ثقة الموظفين بالدولة وضباط الجيش وقد وجد المساعدة في ذلك من صهره الحاج مصطفى بن مالك، هذا وقد توجه وفد من الشخصيات من بينهم أعضاء الديوان لحمل خطاب توليته لسلطان باسطنبول.
مع الهدايا التقليدية المعتادة، وعادوا بفرنان التولية والخلعة فأقيمت الأفراح بالجزائر، ونال رضى عامة الناس ، واختار هو الآخر القصبة مقرا له، حيث توفرت الشروط الأمنية ، حيث كان يقوم على حراسته مع مساعديه فرصة من الجند الانسكندري وجماعة من رجال زواوة .
وبعد مبايعته قام بعزل وزراء على خوجة وطردهم من البلاد، كما أعاد أطفال اليهود إلى آبائهم وأعاد أيضا قسما من الأموال التي أخذت من الأتراك الذين كانوا قد هربوا إلى المناطق الأخرى، وفي عهده رجعت الأمور إلى عهدها السابقة ، وعمل منذ توليه منصب الداي لمدة اثني عشر سنة (1818م-1830م) على تنظيم أمور الدولة والسهر على إقرار النظام وتصريف شؤون البلاد ومن مقر إقامته الدائم بحصن القصبة .
وكانت نهاية حكم الداي حسين باشا بتوقيع معاهدة التسليم 05 جويلية 1830م، غادر الداي حسين بمقتضى نص التسليم مدينة الجزائر، فاستقل سفينة جان دارك بعد غروب الشمس يوم 10 جويلية 1830م برفقة 108 من إفراد أسرته وحاشيته واستقر "بلييفون" بايطاليا في 24 أكتوبر 1830م. التي أقام بها ثلاث سنوات، ثم تحول إلى الإسكندرية بمصر على نية أداء فريضة الحج، فأقام بها في 23 سبتمبر 1833 معتزلا السياسة في أحد القصور التي خصصت له مع حاشيته، إلى أن وافته المنية عندما كان خارجا من المسجد في 30 أكتوبر 1838م عن سن يناهز الثلاثة والسبعين سنة .
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف
العلاقات الخارجية للجزائر مع جاراتها خلال العهد العثماني
لعبت تونس و المغرب دورا سياسيا و عسكريا في إضعاف القدرات الدفاعية للجزائر منن خلال الحروب المتبادلة بين الجارات الثلاث ( تونس ، المغرب و الجزائر) أواخر القران اتلثامن عشر و أوائل القرن التاسع عشر بعد انفصال ألإيالات عن بعضها، و تحالف المغرب مع اسبانيا لضرب مدينة الجزائر و عمل سلاطين المغرب منذ العهدين والسعدي و العلوي على مبدأ إضعاف إيالة الجزائر و إعانة العثمانيين بالمال و السلاح، ووقعت حروبا بين الجارات الثلاث، في هذهى الفترة لم ينس بايات تونس العداء التقليدي لدايات الجزائر فكان موقفهم من الجزائريين اللتاييد لألإحتلال الفرنسي الجزائري و كانت النتيجة أن الجارات الثلاث وقعت تحت سيطرة ألإحتلال الفرنسي و كان احتلال الجزائر سنة 1830 تمهيدا لإحختلال تونس و المغرب. يقول الدكتور حنيفي هلايلي في كتابه" " أوراق الجزائر في تاريخ الجزائر في العهد العثماني" أنه لو أجرينا استقراءً للتاريخ نلاحظ أن بلدان المغرب العربي فشلت في تكوين تكتلا سياسيا موحدا يكون امتدادا لعمل الدولة الموحدية وبالرغم من محاولات شسلاطين آل عثمان في تحقيق هذا الحلم فإن العلاقات السياسية بين مختلف بلدان المغرب العربي تميزت بالتوتر و العداء فيما بينها.. ففي تونس زاد هذا التباعد السياسي عن الجزائر بعد الإنفصال تونس عن الجزائر بتكوين باشويتين مستقلتين عن بعضهما البعض، كمما لعبت الصراعات و الماحنات القائمة بين حدود الدولتين تأزما في العلاقات فقد خرق التونسيون في عهد يزوسف داي المعاهدة التي أبرمتها الجزائرمع إيالة تونس في عهد حسين باي قسنطينة عام 1614 م ، فلجأ مراد باي تونس الى استعمال القوة من خلا ل شن حملة عسكرية ضد الجزائر، انتهت بهزيمة الجيش التوةنسي في معركة السطارة قرب مدينة الكاف في لا17 ماي 1628م، و كانت هجومات باي تونس لسباب اقتصادية ارتكزت أساسا على الضرائب و التوسع في الأراضي و التعويضات ، لاسيما و أن وضع تونس كان وقتذاك حرجا جدا لتورطها في خلاف مع جمهورية البندقية .. التنافس نفسه ساد العلاقات الجزائرية المغربية خلال المرحلة الأولى من تأسيس الإيالة، بدأت الصراعات بوضع تلمسان تحت المراقبة نظرا للعلاقة و الوشائج التاريخية القديمة التي كانت تربطهم مع الأسر، فازداد التنافس على مدينة تلمسان كمدينة حضارية لها محطة تجارية هامة، و لها استراتيجية، و كان لح الحظ من يسيطر عليها فيصبح له حق التدخل في لاعمق الجزائر و المغرب، فكانت تلمسات هدفا قجديما لحككام المغرب وهدفا لغزواتهم التوسعية منذ العهد المريني ( ملوك فاس).. و تتضح الصورة جيدا للصراع الجزائري المغربي يقول ذات المؤلف الحملات العسكرية التي دامت ما يقارب ربع قرن من سنة 1551 الى 1576م في العهد السعدي، و للإشارة هنا أن نزول العثمانيين في المغرب العربي تصادف مع بداية حكم الأسرة السعدية للمغرب الأقصى ( 1524م)، و ساهم العثمانيون في الجزائرلا منذ مطلع القرن السابع عشر على تجزئة المغرب الى إمارات تابعة للأشراف و الزوايا و الطرق الصوفية، و يشير الدكتور هلايلي ان تجزأ المغرب ألقصى الى إمارات بعضها كان تحت ىحكم صلحاء مرابطين أصحاب زوايا كالدلائيين في الأطلس المتوسط، أو السملاليين في سوس، و بعضها بيد مجاهدين كمحمد العياشي الذي حارب البرتغاليين في البريحة ثم أفسبان في المعمورة، و بعضها كانت تمثل جمهوريات حرة كسلا و تطوان و كان اغلب سكانها من سكان الأندلس..
ثورات المرابطين و شيوخ الزوايا كانت عاملا حاسما في زوال التواجد العثماني ( الثورة الدرقاوية) نموذجا
لقد لعبت عدة عوامل في تأزم العلاقة بين الأتراك العثمانيين و رجال الطرق الصوفية نظرا للتطور التي شهدته هذه الأخيرة ، إذ ظهر دور الشرفاء في ثورة الطريقة الدرقاوية التي تزعمها الشيخ محمد علي الإدريسي مرابط قرية عين الحوت قرب مدينة تلمسان سنة 1736م و التي استمرت الى غاية 1759م، اي حوالي 24 سنة و التي جعلت تلمسان شبه جمهورية مستقلة ، لكن رد فعل الأتراك كان عنيفا بزعامة الباي محمد الكبير لولا تدخلى السلطان العلوي مولاي يزيد في إبرام الصلح مع باي المغرب، كما ارتكز أسلوب الدايات في فرض سيطرتهم على الطرق الصوفية على "المراوغة" لما لهؤلاء من نفوذ روحي و مادي على جموع القبائل.. و لتنفيذ مشروعه السايسي اعتمد المغرب على نفوذ الطرق الصوفية التي كانت مراكزها تشكل حلقة تمتد من فاس الى تلمسان و تونس مرورا بالواحات ، في هذه الفترة بدأ مسلسل القتل مثلما حدث مع ابي حسون آخر سلاطين الدولة الوطاسية الذي قضى عليه محمد الشيخ المهدي.. و تكون الثورة الدرقاوية أكبر الثورات التي ذكرتها الكتابات التاريخية و هي تنسب الى ابن الشريف الردقاوي الذي دارت بينه و بين با وهران مصطفى العجمي معركة كبيرة في موقعة "قرطاسة" الواقعة جنوب مدينة غليزان و تعرف اليوم بوادي الأبطال و كانت هذه المعارك دافعا قويا لتعاطف محمد بن عثمان الملقب بوكابوس أو المسلوخ و التأثير فيه حسبما ذهبت اليه الوثائق الإسبانية. والدرقاوية كما أشار اليها الدكتور هلايلي في الإشتقاق اللغوي عند جميع الدارسين تعني " الخرقة" كناية للرجال الذين اعتادوا لبس" البرانس" المرقعة، و أجرعها آخرون الى "درقة" و هي بلدة قريبة من فاس، و كانمت الدرقاوية من أقوى الطرق الصوفية في الجزائر ىو كان لها أتباع كثيرون في غرب الجزائر و كانت عاصمتها الروحية فاس بالمغرب و رغم الحملات العسكرية عليها فقد ازداد نفوذها و قوي أتباعها بعين ماضي في الصحراء أواخر العهد العثماني..
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف
ملاحظة مهمة في الموضوع
أزيد من 150 مليون وثيقة في الأرشيف العراقي تخص تاريخ الجزائر في العهد العثماني
الإطلاع على الأرشيف العثماني اليوم مرهون بتعلم اللغة العثمانية ، هكذا قال باحثون ومؤرخون خلال الملتقى الدولي الأول حول الجزائر و العالم العثماني الذي انقعد بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة و الذين أرجعوا تأخر الدراسات حول الفترة العثمانية إلى نقص الوثائق التاريخية من جهة و إلى كون الباحثين العرب لم تشكل لهم بعد الثقافة التاريخية من جهة أخرى فضلا عن الافتقار لقوانين التعامل مع الشعوب مقارنة مع أوروبا التي اهتمت بهذا الجانب و قدمته بلغة أوروبية.. الملتقى الدولي الأول حول "الجزائر و العالم العثماني" شارك فيه باحثين و خبراء من دول عربية( العراق، ليبيا، الأردن، تونس و المغرب و غيرها )، لمناقشة مراحل الحكم العثماني طيلة ثلاثة قرون و كيف نشأت السلطة العثمانية في دول المغرب العربي و بخاصة الجزائر، و ما تأثير السياسة العثمانية على الشعوب، و كانت أول ورقت قدمت خلال اليوم الأول من انطلاق الملتقى الدولي محاضرة الدكتورة عليا هاشم المشهداني التي أشارت إلى أن دراسات العهد العثماني في العراق حظيت باهتمام كبير منذ سنوات السبعينيات و كانت موضوع رسائل الماجستير و أطاريح الدكتوراه التي تناولت تاريخ المغرب العربي في العصور الإسلامية و التي تتوقف عند المدة الانتقالية بين العصور الإسلامية و العصر العثماني الذي يصنف في العراق ضمن التاريخ الحديث ركز فيها الباحثون العراقيون عن وضع الجزائر في العهد العثماني، و يوجد حاليا بالأرشيف العراقي حسبما أكدته الدكتورة عليا هاشم المشهداني و الباحثة في تاريخ المغرب العربي أزيد من 150 مليون وثيقة للحوادث التي حصلت على الدولة العثمانية تخص الجزائر وحدها و حركات التمرد على الحكم العثماني، و أخرى تتعلق بالحكم الفرنسي للجزائر في العهد العثماني و هواجس السلطان الثاني و مكاتبات فرنسا و جواسيسها مع المبشرين للضغط على الجزائريين ، فضلا عن وثائق تخص جهود العثمانيين الدبلوماسية مع بريطاني من أجل احتلال فرنسا للجزائر، و تقول الدكتور المشهداني أن وثائق الأرشيف العراقي حول الجزائر في العهد العثماني مدونة باللغة العثمانية ، مشيرة إلى وجود ترجمة واحدة و هي نادرة جدا بالعربية تعود لفاضل بياتي ، غير أنها عبارة عن ملخص لما هو مكتوب ، و بالتالي فهذه الوثائق تحتاج إلى ترجمة. كما توجد 10 وثائق أخرى تتعلق بمقاومة قسنطينة للاحتلال الفرنسي، و كانت هذه الوثائق موضع اهتمام الباحثين العراقيين في السنوات العشر الأخيرة و أثارت العديد من التساؤلات حول دخول ألأتراك العثمانيين إلى الجزائر و من أهم الوثائق التي عالجاه الباحثون العراقيون الوثيقة التي نشرها عبد الجليل التميمي و هي أول رسالة من أهالي مدينة الجزائر إلى السلطان سليم الأول سنة 1519م تقول المحاضرة أن هذه الوثائق في حاجة إلى الإطلاع عليها من قبل الباحثين الجزائريين و دراستها و تحليلها تحليلا معمقا لتدوين تاريخهم، و يقف إلى موقفها الدكتور العراقي جميل موسى رضا النجار الذي أكد أن التاريخ بحاجة إلى وثائق الأرشيف العثماني الذي كان محجوبا عن الباحثين العرب، ليوضح أن مثل هذه الوثائق أكثر أهمية من بقية الوثائق الأخرى لاسيما في العراق و على الباحثين الجزائريين و الدولة الجزائرية و مؤسساتها الاهتمام بموضوع وثائق العهد العثماني الموجود باسطنبول ، و أن تهيئ جيلا من الباحثين ليقفوا على هذه الوثائق السرية و ترجمتها و فك رموزها.. و يرى المحاضرون أن الفترة العثمانية تعرضت إلى التزييف و التشويه من قبل الفرنسيين، تقول الدكتورة عائشة غطاس من جامعة بوزريعة الجزائر التي قدمت حوصلة عن الرسائل الجامعية التي نوقشت بالجامعة الجزائرية و الدراسات التي ناقشها الجزائريون بالخارج ( تونس ، الشام و فرنسا..)، مؤكدة أن إعادة كتابة التاريخ أصبحت مطروحة بإلحاح من قبل الباحثين العرب و بخاصة الجزائريين..، وحسب الباحثين فإن الإنتاج التاريخي تميز بنزعة تهجمية و لم تحظ موضوعات التاريخ بالاهتمام، خاصة مع بداية الاستقلال إلى غاية التسعينيات التي ظهرت فيها توجهات متعددة، حيث استندت العديد من الدراسات التاريخية لمغرب العربي و الجزائر خاصة إلى الوثائق الفرنسية، و مع بداية التسعينيات حدث توجه جديد أهمل فيه كتابة التاريخ و تفرغ الباحثون إلى الدراسات الاجتماعية و الاقتصادية انطلاقا من الوثائق المحلية بأنواعها أي الرصيد العثماني و سجلات المحاكم الشرعية و دفاتر بيت المال..
من أجل تقريب وجهات النظر و جمع الأرشيف المبعثر: مؤتمر دولي للأرشيفيين و المؤرخين العرب حول التواجد العثماني في البلاد العربية
و لقد حظي مشروع تنظيم مؤتمر دولي للأرشيفيين و المؤرخين حول التواجد العثماني في البلاد العربية إيجابياته و سلبياته على الشعوب العربية موافقة دكاترة جامعيين و مؤرخين في التاريخ العثماني و لقي ترحيبا كبيرا لتنظيمه لتسليط الضوء على الحقبة العثمانية و جمع الأرشيف و النصوص و الوثائق التي ما تزال مخزنة و دراستها ، و تدليل الصعاب خاصة ما تعلق بالمصطلحات، جاء اقتراح تنظيم مؤتمر دولي حول الأرشيفيين و المؤرخين العرب حسبما كشفه السيد عبد المجيد شيخي مدير مركز الأرشيف الوطني خلال المناقشة التي دارت بالمجلس الدولي للأرشيف ألشهر الماضية أين تم الاتفاق على عقد المؤتمر الدولي و هو الاقتراح الذي تقدمت به الجزائر و لاقى موافقة المجلس الدولي للأرشيف، الهدف منه حسب مدير مركز الأرشيف مد جسور التواصل و إيجاد التعاون المثمر و مناقشة الأرشيف، لاسيما و المسائل حول تواجد الدولة العثمانية في البلاد العربية ما تزال مطروحة ، و تم اختيار تنظيم المؤتمر الدولي في الفترة الممتدة بين 2011 و 2012 .. و قد وجه مدير مركز الأرشيف الوطني في ذلك و على هامش الملتقى الدولي حول الجزائر في العالم العثماني الذي تتواصل فعالياته بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة عدة دعوات عديدة للأساتذة الباحثين و المؤرخين و المختصين في الأرشيف و محبيه و كذا الجامعات و معاهد التاريخ لتحضير المؤتمر، كما ستكون المشاركة على مستوى عربي أي دول المشرق العربي و دول المغرب العربي، و قال مدير مركز ألأرشيف الوطني أنه حان الوقت لتقريب وجهات النظر بين الباحثين و المؤرخين قبل أن تذهب معلوماتهم التي ينشرونها إلى الكتب المدرسية ، لأن الكثير من المسائل التاريخية ما تزال موضع نقاش و تناقض و ما يزال المؤرخين و الباحثين في التاريخ يعيشون تباينا جذريا في بعض المواقف بالنسبة للتاريخ، خاصة في مجال تحديد المصطلحات و عملية ألإسقاط في المسائل التاريخية الغير مبنية على معايير قيمية و بخاصة التاريخ الجزائري ، الذي معظم الكتابات التاريخية تقول أن الجزائر في الفترة ما قبل العثمانية كانت مقسمة، و هي أفكار مغلوط فيها لتشويه ماضي الدولة الجزائرية.. و في سياق متصل أشار عبد المجيد شيخي مدير مركز الأرشيف الوطني أن الفرنسيين استولوا على المئات من المخطوطات قبل خروجهم من الجزائر و لم يتركوا إلا القشور، مشيرا إلى الاتفاقيات التي أبرمت مع الحكومة التركية على أن تسلم للأرشيف الوطني نسخة كاملة من الأرشيف الخاص بالجزائر في العهد العثماني و اتفاقيات أخرى مع فرنسا، و لكن يضيف مدير الأرشيف الوطني أن هذه الجهود تذهب سدى لغياب الاتصال المباشر مع الباحثين لأن الكثير من الباحثين الجزائريين لا يولون اهتمامهم بالبحث التاريخي و لا يزورون حتى الأرشيف الوطني و ما يزخر به هذا الأخير من رصيد تاريخي.. و لم يستثن عبد المجيد شيخي من دعوة الجامعيين الجزائريين و حتى الباحثين العرب من الإنظمام إلى جمعية أصدقاء الأرشيف و نفض عنها غبار الركود، و إعادة تنشيطها و تحقيق عن طريقها مشاريع كبرى و القيام كذلك بعمليات تحسيسية لجمع الأرشيف الموجود في المكتبات المغلقة، و الذي استعصي على الباحثين الوصول إليه بعيدا عن دهاليز الإدارة.
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف
أسباب إحتلال الجزائر وقوة أسطولها في عصر الدولة العثمانية
كانت الجزائر خلال العهد العثماني من أقوى الدول فى حوض البحر الأبيض المتوسط، كما كانت تحتل مكانة خاصة فى دولة الخلافة هذه إذ كانت تتمتع باستقلال كامل مكنها من ربط علاقات سياسية وتجارية مع أغلب دول العالم، بل وهي أول دولة اعترفت بحكومة الثورة الفرنسية عام 1789 م وبالثورة الامريكية بعد استقلالها عن التاج البريطاني عام 1776م. كان الإسم الحقيقي للدولة الـجـزائـريـة هو "أيـالـة الجــزائر" وأحيانا إسم " جمهورية الجزائر" أو " مملكة الجزائر"، وبهذه الأسماء أبرمت عشرات المعاهدات مع دول العالم.
كما بلغ أسطولها البحري قوة عظيمة بحيث استطاع خلال القرن الثامن عشر إحداث نظام للملاحة فى المتوسط يضمن أمن الدولة الجزائرية خاصة والدولة العثمانية عامة وبصورة أعم بالنسبة للتجارة الدولية فى هذا البحر، وهو ما جعل الدول الأوربية تعمل على إنهاء هذا النظام تحت غطاء إنهاء ما كان يسمى بـ " القرصنة " التي كانت تمارسها جموع المغامرين الأوربيين بموافقة دولهم ومؤازرتها لهم. في حين أن ذلك كان أسلوبا دفاعيا لمواجهة المد الاستعماري الذي انطلق منذ القرن الخامس عشر والذي دخلت الجزائر بمحض اختيارها من أجله ضمـــن "الخلافة العثمانية " وتحت حمايتها.
لقد بادرت فرنسا فى "مؤتمر فيينا "1814/ 1815 م بطرح موضوع " أيالة الجزائر " فاتفق المؤتمرون على تحطيم هذه الدولة فى مؤتمر " إكس لا شابيل " عام 1819 م حيث وافقت 30 دولة أوربية على فكرة القضاء على " دولة الجزائر"
و أسندت المهمة إلى فرنسا وانكلترا ، و توفرت الظروف المناسبة للغزو عندما تمكنت بحرية البلدين من تدمير الأسطول الجزائري في معركة " نافارين" Navarin سنة 1827م، حيث كان في نجدة الأسطول العثماني وبذلك انتهت السيطرة الجزائرية على البحر الأبيض المتوسط.
لقد
كانت حادثة المروحة الذريعة التي بررت بها فرنسا عملية غزو الجزائر. فقد أدعى قنصل فرنسا أن الداي حسين ضربه بالمروحة نتيجة لاشتداد الخصام بينهما نظرا لعدم التزام فرنسا بدفع ديونها للخزينة الجزائرية التى قدمت لها على شكل قروض مالية ومواد غذائية بصفة خاصة خلال المجاعة التى اجتاحت فرنسا بعد ثورة 1789م، والتي قدرت بـ 20 مليون فرنك ذهبي فى ذلك الوقت.
فقرر الملك الفرنسي شارل العاشرإرسال أسطولا بحريا مبررا عملية الغزو بالثأر لشرف فرنسا و الانتقام من الداي حسين .
في 1830 يحاول الملك شارل العاشر الرفع من شعبيته من خلال غزو الجزائر و لكن ذلك لم يمنع قيام ثورة شعبية أطاحت بحكمه
إن الدوافع الحقيقية للإحتلال كانت غير ذلك، فبالإضافة إلى الصراع الديني القديم بين المسيحية و الإسلام كان يسعى الاحتلال إلى الرفع من شعبية الملك شارل العاشر المنحطة و السطو على خيرات الجزائر و التهرب من دفع الديون.
وكان القرار النهائي بشن الحملة قد اتخذ يوم 30 جانفي 1830م، حيث قام الملك الفرنسي بتعيين كل من الكونت دي بورمون قائدا عاما للحملة والأميرال دوبري (Duperré) قائدا للأسطول، وفي ماي 1830م حررت الحكومة الفرنسية وثيقـتين لتبرير حملتها، الوثيقة الأولى موجهة للدول الأوربية، والثانية للشعب الجزائري، تعلن فيها أن حملتها تستهدف تأديب العثمانيين وتحرير الجزائريين من سيطرتهم.
وفي 25 ماي 1830م إنطلقت الحملة الفرنسية تجاه الشواطئ الجزائرية من ميناء طولون (Toulon)، وقد وضعت خطة الحملة وفق ما رسمه المهندس العسكري الخبير بوتان (Boutin) الذي جاء إلى الجزائر سنة 1808م للتجسس عليها بطلب من الإمبراطور نابليون بونابرت.
كان تعداد الحملة حوالي 37.000 رجل موزعين على 3 فرق وعلى رأس كل واحدة منها جنرالا، تحملهم 675 سفينة عليها 112 مدفعا ووصلت الحملة إلى شاطئ سيدي فرج يوم 13 جوان 1830م وشرعت في عملية الإنزال مباشرة في اليوم الموالي.
الفصل الثاني: مقاومة الاحتلال
بـدايـة المقاومة الجزائـريـة
قام ديوان الداي بقيادة حسين باشا بوضع خطة المواجهة على أساس أن يكون خط الدفاع الأول في قرية اسطاوالي لعرقلة عملية تقدم القوات الفرنسية نحو هذه القرية التي لم تستطع الوصول إليها إلا في 19 جوان، وفي اسطاوالي تمت أول مواجهة حقيقية بين الطرفين . و كان لأنهزام الجيش الجزائري انعكاسات سلبية وخطيرة على معنويات الجيش مما دفع بالداي حسين إلى استدعاء المفتي محمد بن العنابي ليطلب منه جمع الشعب وإقناع الناس بالجهاد دفاعا عن البلاد، ونصب باي التيطري قائدا على الجيش إلا أن كل ذلك كان بدون جدوى.
الإنهزام في معركة أسطوالي فتح الباب واسعا أمام إحتلال مدينة الجزائر
فقد تمكنت القوات الفرنسية من الوصول إلى مدينة الجزائر وإرغام الداي حسين على توقيع معاهدة الاستسلام في 5 جويلية والتي تنص على تسليم مدينة الجزائر وتعهد الطرف الفرنسي بالحفاظ على حرية الدين الإسلامي وعلى أملاك الأهالي وتجارتهم وصناعتهم واحترام نسائهم وحرماتهم.
وأمام حالة شعور السلطة عقدت مجموعة من رؤساء القبائل والأعراش الجزائرية منها بني خليل والخشنة وفليسة مؤتمرا لها في "تامنفوست" يوم 23 جويلية 1830م، وقررت فيه عدم الاستسلام للفرنسيين ونتيجة لذلك ظهرت مجموعة من المقاومين الذين أبلوا البلاء الحسن مثل ابن زعمون من قبيلة فليسة والحاج سيدي سعدي من مدينة الجزائر ومحي الدين بن مبارك من القليعة.
ومع ذلك شرعت فرنسا في توجيه فرقها العسكرية للسيطرة على مناطق أخرى بل وفي توجيه حملات بحرية إلى عنابة ووهران وبجاية وغيرها وكانت شدة المقاومة سببا في انسحاب القوات الفرنسية عدة مرات من هذه المناطق. كما أن فرنسا تجاهلت تجاهلا تاما ما تم التوقيع عليه في معاهدة 5 جويلية 1830م.
مقاومة الأمير عبد القادر
الأمير عبد القادر
لقد كان لسقوط مدينة الجزائر أثر كبير مما حدا بالمواطنين إلى تفويض أمر قيادتهم في المنطقة الغربية إلى أحد زعمائهم وهو شيخ زاوية القيطنة التابعة للطريقة القادرية، وهو محي الدين بن مصطفى الهاشمي، وهذا بعد أن قامت فرنسا بتعيين باي موال لها على وهران، ولقد تمكن الشيخ محي الدين من مضايقة العدو في وهران، وهنا ظهرت قوة شخصية ابنه "عبد القادر" الذي بويع أميرا بدلا من أبيه محي الدين الذي اعتذر عن قيادة المقاومة لكبر سنه، وتمت المبايعة في 27 نوفمبر 1832م.
فشرع الأمير عبد القادر في بعث الدولة الجزائرية من جديد ولكن على أسس حديثة وعصرية ليقينه بأن تحرير البلاد يتحقق تحت راية النظام المحكم فقط، فقسم دولته إلى ثماني مناطق إدارية على أساس اللامركزية الإدارية، واضعا على رأس كل منطقة خليفة، يعملون جميعا من أجل تحقيق الوحدة الوطنية والعدالة وفق الشريعة الإسلامية، أما الجيش فقد كان متكون من جيش نظامي و متطوعين ، فيما يخصص الجيش النظامي فقد كانت الدولة تصرف عليه ، و أستفاد من خبرة المرتزقة و الفارين من الجيش الفرنسي في التنظيم و التخطيط و التسليح و التدريب و حاول الاعتماد على الذات لتسليح الجيش فبنى مصانع الأسلحة و الذخيرة . لقد أثبت الأمير عبد القادر رغم صغر سنه حنكة وكفاءة في تسيير الأمور وقيادة المعارك مما مكنه من الانتصار في العديد من المواجهات التي دارت بينه وبين قادة الجيش الفرنسي، اتبع الأمير في بداية مقاومته أسلوب الحرب النظامية ذلك أن العدو كان يتمركز في المدن فعمل الأمير على تحريرها، بل وأجبر السلطات الفرنسية في الجزائر على الاعتراف به في معاهدتين مختلفتين وذلك عندما اعترفت له بحق تعيين ممثلين عنه لدى هذه السلطات، وذلك في معاهدة دي ميشال في فيفري 1834م أولا. وفي معاهدة التافنا ثانيا. المتطوعين، ومن العناصر التي تلتزم القبائل والأعراش بتقديمهم.
تـنـظيم المقـــــاومة
يعتبر الأمير عبد القادر أحد رموز المقاومة الجزائرية للاستعمار حيث قضى 15 سنة من عمره في محاربة الاستعمار محاولا في نفس الوقت إعادة بناء الدولة جزائرية على أسس جديدة.
رايةالأميرعبدالقادر
تمكن الأمير من توسيع نفوذ دولته في العديد من مناطق الوسط، ووصلت قواته إلى غاية مليانة والمدية ووادي سباو، ومن أبرز الإنتصارات التي حققها الأمير على القوات الفرنسية عندما كان ينتهج أسلوب الحرب النظامية ذلك الذي حققه في المقطع بتاريخ 28 جوان 1835م.
وبعد تمكن القوات الفرنسية من تخريب عاصمة الأمير "معسكر"واحتلال تلمسان غير الأمير أسلوبه في المقاومة إذ شرع في انتهاج أسلوب الحرب الخاطفة فحقق انتصارات كثيرة من أبرزها معركة التافنا في رشقون يوم 25 أفريل 1836م، وبمسعى من الجنرال بيجو وقع الأمير عبد القادر على معاهدة التافنا يوم 20 ماي 1837م والتي استطاع بفضلها توسيع قواعده
بعد تخريب عاصمة الأمير معسكر لجأ الأمير إلى تكوين عاصمة متنقلة سميت بالزمالة
في 1843 تسقط العاصمة المتنقلة للأمير (الزمالة) في يد الاحتلال الفرنسي. فكان لذلك وقع سلبي
كبير على معنويات جيش الأمير
ومع استمرار الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد وضخامة المعارك التي خاضها الأمير عبد القادر بدأ الوهن يدب في صفوف القوات الجزائرية بحيث لم يجد مفرا من وضع حد لمقاومته، يوم 23 ديسمبر 1847م.
مقاومة أحمد باي
الحاج أحمد باي أحد أبطال المقاومة في الشرق الجزائري
وإلى جانب مقاومة الأمير عبد القادر في الغرب و وسط الجزائر ، كانت هناك مقاومة أخرى متزامنة معها في الشرق بقيادة الحاج أحمد باي قسنطينة الذي كان في مدينة الجزائر عندما دخل الفرنسيون إلى سيدي فرج، وشارك في الدفاع إلى أن وصلت القوات الفرنسية إلى منطقة الحراش، واقترح على الداي حسين خطة لمواجهة العدو وتتمثل في الانسحاب إلى منطقة شرشال وترك القوات الغازية تنزل على الشواطئ وتبدأ زحفها نحو العاصمة المحصنة ثم بعد ذلك تقوم القوات الجزائرية بالهجوم عليها إلا أن الداي رفض هذه الخطة مما دفع بالباي أحمد إلى الإنسحاب ليستعد للمواجهة في الشرق.
لقد أستطاع أحـمد باي أن يهزم جيوش المريشال كلوزال في حملته الأولى على قسنـطـينة و قد أضطر الجيش الفرنسي على الإنسحاب مخلفا ما بين 800 و 900 قتيل و غنائم معتبرة
ركز أحمد باي على تحصين أسوار مدينة قسنطينة الأمر الذي جعل القوات الفرنسية تقوم بعملية تطويقه بارسال حملتين إلى بجاية وعنابة، ولم تبدأ في مواجهة الحاج أحمد باي مباشرة إلا في شتاء 1836م حيث تحركت القوات الفرنسية نحو مدينة قسنطينة إنطلاقا من مركز الذَرعان قرب عنابة ولقد عززت هذه القوات بقوات من العاصمة لأحكام الطوق على الجيش الجزائري في مدينة قسنطينة.
خلال الحملة الثانية كادت الجيوش الفرنسية أن تخسر المعركة بعد مقتل أحد قادتها و لكن قوة المدفعية مكنت من فتح ثغرة في أسوار المدينة تم التسلل من خلالها و بذلك سقطت قسنطينة بعد تضحيات جسام من طرف سكانها.
قسم أحمد باي جيشه إلى قسمين أساسيين الأول يتكون من 2000 مقاتل معززين بالمدافع الميدانية للدفاع عن المدينة تحت قيادة "قائد الدار بن عيسى"، والقسم الثاني بقيادته الشخصية خرج لمقارعة العـدو بـين عـنابـة وقسنطينة، وبفعل ذلك تمكن الجيش الجزائري من فصل مؤخرة الجيش الفرنسي عن بقية الجـيـش الـذي كان يتحرك نحو قالمة لجعلها كقاعدة لتنظيم الهجوم على قسنطينة.
وما إن بدأت المعركة أمام أسوار قسنطينة حتى صار الجيش الفرنسي في وضعية جد سيئة وازداد الوضع سوءا بخروج قوات بن عيسى من المدينة الأمر الذي وضع القوات الفرنسية بين فكي كماشة الفك الأول تشكله قوات أحمد باي والفك الثاني تشكله قوات المهاجمين مع ابن عيسى ومدفعية المدينة الأمر الذي أدى إلى فشل هذه الحملة.
على إثر ذلك شرع الفرنسيون في الإعداد لحملة عسكرية ثانية. وبالفعل تمت هذه الحملة في شهر سبتمبر 1837م بمشاركة أكثر من ست جنرالات، لعبت فيها المدفعية دورا هاما، إذ أدرك الفرنسيون أن الدخول إلى المدينة لن يتحقق عن طريق إستسلامها وذلك بإحداث ثغرات في أسوارها والتسلل منها إلى الداخل، وبذلك سقطت مدينة قسنطينة بيد أن مقاومة أحمد باي لم تنته بسقوط المدينة بل تواصلت إلى غاية سنة 1848م بعد أن توجه إلى منطقة الأوراس، حيث ألقي عليه القبض واقـتيد إلى مدينة قسنطينة وسجن في قصره، ونقل بعد ذلك إلى العاصمة حيث توفي أسيرا في أوت 1850م.
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف
السلام عليكم و رحمة الله
لدي تساؤل عن الفقرة التي تخص (تدمير الأسطول الجزائري في معركة " نافارين" سنة 1827م، حيث كان في نجدة الأسطول العثماني) ما هو مصير الاسطول العثماني بعد ذلك ؟
ملاحضة : لم اطع علي كامل الموضوع لان القرائة من الكمبيوتر صعبة و الموضوع يحتاج لطباعة
السلام عليكم و رحمة الله
لدي تساؤل عن الفقرة التي تخص (تدمير الأسطول الجزائري في معركة " نافارين" سنة 1827م، حيث كان في نجدة الأسطول العثماني) ما هو مصير الاسطول العثماني بعد ذلك ؟
ملاحضة : لم اطع علي كامل الموضوع لان القرائة من الكمبيوتر صعبة و الموضوع يحتاج لطباعة
السلام عليكم أخي كيف حالك ان شاء الله بخير معركة نافارين............. بداية السقوط
معركة نافارين .. The Battle of Navarin. تاريخ حاسم للأمة الاسلامية .. 20 أكتوبر 1827م في خليج نافارين (فيلوس شرقي بيلوبونز) جنوب اليونان. تاريخ مهم غير مجرى التاريخ وكان له انعكاسات خطيرة الى يومنا هذا. في هذا اليوم وقعت واحدة من أعتى المعارك البحرية بين الأساطيل العثمانية والجزائرية والمصرية والتي كانت تشكل الدرع الواقي للأمة الاسلامية .. وبين الأساطيل البريطانية والفرنسية والروسية من جهة أخرى. كانت خلاصتها هو الإنهزام الذي وقع لأكبر الأساطيل البحرية في ذلك الوقت وتكالب الأمم عليها . تحطم الأسطول العثماني، والأسطول الجزائري الذي فقد تقريبا 85 بالمئة من قوته، والذي كان السبب المباشر في سهولة الإستعمار الفرنسي للجزائر وكذلك الأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشا.
لهذا تعتبر معركة نافارين من أسوء المعارك التي خاضتها القوات العثمانية في البحر المتوسط وذلك لما خلفته من آثار خطيرة أدت إلى انهزام الأمة الإسلامية تماما ووقوعها تحت نير الإستعمار الغربي الحاقد الذي كان يخطط من القديم للإستيلاء على أهم المراكز الإستراتيجية أهمها الجزائر وبالتالي التمهيد لبسط السيطرة على القارة الإفريقية ككل وهو الأمر الذي حدث مباشرة بعد سنوات فقط من وقوع المعركة وكذلك بسط السيطرة على البحر المتوسط وإضعاف قوة الدولة العثمانية وانفصال اليونان التي كانت تابعة لها.
الخلفية التاريخية
عام 1821 كانت اليونان جزءٌ من الإمبراطورية العثمانية عدا الجزر الفينيسية والتي كانت تحت سيطرة الفينيسيين وبعدهاالفرنسيين وفي عام 1815 وقعت بيد البريطانيين..
بدأت بذور الثورة اليونانية بالظهور من خلال نشاطات أخوية الصداقة وتلفظ : فيليكي إيثيريا باليونانية، وهي منظمة وطنية سرية تأسست عام 1814م في أوديسا الواقعة اليوم في أوكرانيا وفي تلك الفترة كانت رغبة الإستقلال متفشية بين اليونانيين بجميع طبقاتهم وفئاتهم، بعد أن تم شحن مشاعرهم الوطنية لفترة طويلة من الزمن بفضل جهود الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية التي كانت تعمل على تعزيز روح القومية الهيلينية أو اليونانية في نفوس أتباعها، وقد كانت الكنيسة حينها الحصن الأخيرللغة اليونانية والمسؤول الإداري عن اليونانيين أمام السلطان العثماني.
ومن العوامل التي ساعدت أيضاً على اندلاع الحرب، النمو الاقتصادي في اليونان والتأثر بالأفكار الثورية الغربية التي ألهبت في نفوس اليونانيين الغيرة على قوميتهم ووطنهم.. ؟
بداية الحرب
اندلعت شرارة الحرب في شهر آذار/مارس عام1821 عندما قام أليكساندروس إبسيلانتيس زعيم الفليكي إيثيريا بعبورنهر بروت اتجاه مولودافيا الرومانية والتي كانت حينها مقاطعة عثمانية، وكانت برفقته فرقة صغيرة من 4500 محارب يوناني وكان أليكساندروس يأمل بأن تحض تحركاته الريفيين الرومانيين للتمرد على الأتراك، ولكن بدلا من ذلك قام الرومانيون بمهاجمة الأثرياء من بني جلدتهم فاضطرألكسندروس ورجاله للفرار سريعاً من أمام وجه العثمانيين.
ولكن في نفس تلك الفترة انتفض اليونانيين ضد الحكم التركي في شبه جزيرة بيلوبونيس شمال خليج كورنتوس والتي تشكل جزء كبير من مساحة البلاد، وكان البطريرك الأرثوذكسي جريجوريوس المقيم في إستانبول هو المحرك الأول لهذه الثورة، ويجمع كل خيوطها في يديه.
تأثر عدد من الشباب اليوناني الذي كان خارج اليونان بشعارات الثورة الفرنسية، فأنشئوا العديد من الجمعيات في فرنسا والنمسا وغيرها من الدول الأوربية، كان أهمها: جمعية الفكرة العظمى.
قامت هذه الجمعيات اليونانية بأنشطة سرية داخل اليونان وغيرها، وأخذت تجند الكثير من اليونانيين لأفكارها، وكان من بين تلك الأهداف: إحياء الإمبراطورية البيزنطية، واسترداد إستانبول باعتبارها ملكا للأرثوذكس وإخراج الأتراك من أوربا، ودفعهم ثانية إلى قارة آسيا التي خرجوا منها.
رأت روسيا في الثورة اليونانية فرصة لتمزيق الدولة العثمانية التي تناصبها العداء، ورأى ألكسندر الأول قيصر روسيا أن مساندة اليونانيين ستخدم المصالح الروسية، حيث ستظهر الروس حماة للمذهب الأرثوذكسي في العالم، وهو ما سيقود إلى تأليب كثير من العناصر الأرثوذكسية داخل الدولة العثمانية، مما سيضعفها عن مواجهة روسيا في أي حرب مقبلة، خاصة أن الناطقين باللغة اليونانية ضمن الدولة العثمانية كانوا يتمركزون في المورة وكريت وقبرص، وكان هؤلاء يشكلون ما يقرب من نصف سكان تلك المناطق، أي إنهم يتفوقون على العنصر التركي الموجود بين ظهرانيهم، مما يجعل أي ثورة ذات قوة وعنفوان ودموية في ذات الوقت.
اكتشاف الرأس المدبر
تعجبت الدولة العثمانية من الدموية التي مارسها الثوار اليونانيون ضد الأتراك رغم أن الدولة العثمانية كفلت لهم حرية المذهب، وحالت دون سحق الكاثوليك للأرثوذكس في كثير من المناطق. وكان السلطان العثماني يعتبر نفسه حامي المذهب الأرثوذكسي.
استطاعت المخابرات العثمانية أن تحدد الرأس المدبر وهو بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي جريجوريوس الخامس المقيم في إستانبول، فأمر السلطان العثماني محمود الثاني بتفتيش مقره بدقة، وعثر على أوراق تثبت ضلوعه في الثورة وقيامه بمراسلات مع الدول الأوربية وحثها على مساندة اليونانيين، ومن ذلك الرسالة التي بعث بها إلى قيصر روسيا يبين له كيفية هدم الدولة العثمانية.
وإمعانا في صرف الأنظار عنه أصدر جريجوريوس حرمانا كنسيا لكل من يشارك في تلك الثورة، لكن هذه الحيلة لم تخدع العثمانيين.
وقد أمر السلطان محمود الثاني بالقبض على جريجوريوس، حيث اعترف بجميع أنشطته في الثورة، ومن ثَم صدر الحكم بإعدامه ونفذ في يوم عيد الفصح عند الأرثوذكس (20 من رجب 1236 هـ= 22 من إبريل 1821م) في بطريركية فنار وظل معلقا 3 أيام، مكتوبا في عنقه لوحة بخيانته للدولة العثمانية، وتم تعيين بطريك جديد، وأغلق الباب الذي أعدم أمامه جريجوريوس، وأصر البطريرك الجديد ألا يفتح حتى يعدم أمامه رئيس حكومة أو دولة تركي، وما زال مغلقا من يومها، وأعدم عدد من القساوسة والأعيان الذين شاركوا في تلك الثورة.
التفت بعدها مجموعة من يونانيي إسطنبول حول البطريرك الجديد في إدانة التمرد، وفي تاريخ 25 مارس 1821م(يوم عيد الإستقلال في اليونان)، قام جيرمانوس مطران باتراس برفع علم الثورة في دير آيا لافرا بالقرب من كالا فريتا هاتفاً الحرية أو الموت، لتصبح كلماته تلك الشعار الذي تبناه الثوار في السنين اللاحقة.
المطران الأرثوذكسي جيرمانوس يبارك علم الثورة اليونانية في دير آيا لافرا
لوحة زيتية للرسام اليوناني ثيودوروس فرايزاكيس1865م
بدأت حدة المعارك تتصاعد شيئاً فشيئاً متسببةً بمجازر من قبل الطرفين، ففي جزيرة شيوس قتل العثمانيون 25000 يوناني، بينما قتل اليونانيون 15000من الأربعين ألف تركي المقيمين في شبه جزيرة بيلوبونيس. وسرعان ما تدخل إبراهيم باشا أيضا لإخماد الثورة.
الأسباب العامة لمعركة نافارين:
- الخوف من التوسع العثماني في أوروبا الشرقية حيث استطاع الجيش العثماني الوصول إلى أسوار مدينة فيينا وأيضا الفتوحات الاسلامية التي وصلت إلى منطقة القوقاز بما يعرف اليوم بالشيشان وداغستان.
- رغبة التملك والتسلط التي كانت عند قياصرة روسيا ( نيقولا الاول، الكسندر الثاني ) حيث رأت روسيا في الثورة اليونانية فرصةلاضعاف الدولة العثمانية، فقام ألكسندر الأول بمساندة اليونانيين، تحت غطاء حماية الأرثوذكس في العالم، خاصة أن اليونان التمركزون في المورة و كريت و قبرص، حيث يشكلون ما يقرب من نصف سكانالمناطق، أي إنهم يتفوقون على العنصر التركي الموجود بين ظهرانيهم، مما يجعل أي ثورة ذات قوة وعنفوان ودموية في ذات الوقت.
باتفاقية لندن في 6 جويلية 1827 صارت كل من فرنسا ،بريطانيا العظمى و روسيا ضامني الحكم الذاتي لليونان في إطار الخلافة العثمانية. حيث ان الثوار اليونانيون قبلوا التسوية بسهولة.
اتفقت القوات الأوروبية الثلاثة على إرسال أسطول بحري لمضايقة قوات إبراهيم باشا و إجباره على إخلاء بيلوبونيز الحالية ، قاد الأسطول نائب أمير البحر ادوارد قودرينكتن، هنري دي رنيي و لوقين بيتروفيتش قيدن و تقرر فقط استظهار القوة لا المواجهة.
الأسباب المباشرة
كان الأسطول العثماني راسيا في خليج نافارين و كانت البارجة دارتموث قصدته مرتين لتعرض على ابراهيم باشا شروط اخلاء الخليج المقترحة من طرف القوات الثلاثة. لكن إبراهيم باشا رفض ، فقرر الأدميرال ٌقودرنكتن استعراض القوة في 20 أكتوبر 1827، مغتنما رياح جنوبية غربية ، دخل شراعيا في الخليج معززا ب 11 سفسنة بريطانية و 8 سفن روسية و 7 سفن فرنسية معززا ب1270 مدفعا أما القوات العثمانية فكانت متكونة من 82 مركبا 2438 فوهة نارية و 16000 رجلا.
دخلت مراكب الحلفاء في الخليج متراصة بعضها البعض و على مرمى هدف من العثمانيين. أرسل أميرالبحر ٌقودرنكتن زورقا للتفاوض مع إبراهيم باشا.
كانت حراقة حارسة في حدود الخط العثماني الشمالي ، تهدد مباشرة البارجة الدارثموت التي يقودهاالملازم فيتزوري، و طلب منه الابتعاد, فقامت الحراقة الحارسة العثمانية باطلاق النار على السفينة البريطانية، فقتلت الملازم فيتزوري، أول ضحية في المعركة و عددا من مجدفيه. قامت البارجتان الدارثموت و لاسيران بالرد و بدأت المعركة بينما لم تبدأ بوارج الأمراء تبادل أي طلقة نارية كما أرادته العادة.
نتائج المعركة
تعد معركة نافارين واحدة من المعارك البحرية التي غيرت مجرى التاريخ وغيرت مواقع الكثير من القوى المعروفة آنذاك. كانت خلاصتها هو الإنهزام الذي وقع لأكبر الأساطيل البحرية، وهو تحطم الأسطول العثماني،
كذلك الأسطول المصري بقيادة إبراهيم باشااضافة الى 85/100 من أسطول الجزائر أو أكثر
التي وجهت غالبية قطعها الحربية، لمساندة الأسطول العثماني ضد القوى البريطانية الفرنسية و الروسية، قادت معركة بحرية في غاية الشراسة، كل الهجمات تركزت على الأسطول الجزائري الذي فقد معظم قطعه.
ترتب بعد المعركة ضعف عسكري جزائري في البحر فاتحا الباب أمام الهجومات المعادية و مما شجع شارل العاشر ملك فرنسا على فرض حصار بحري و الذي انتهى باحتلال الجزائر في 1830 ثلاث سنوات بعد معركة نافارين.
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف
شكرا اخي شعلة الشهداء و فعلا معركة نافارين ... تاريخ حاسم للأمة الاسلامية و الموضوع هذا تفسر تعرض دول شمال افريقيا للاستعمار
شكرا علي التوضيح
السلام عليكم
شكرا اخي شعلة الشهداء و فعلا معركة نافارين ... تاريخ حاسم للأمة الاسلامية و الموضوع هذا تفسر تعرض دول شمال افريقيا للاستعمار
شكرا علي التوضيح
السلام عليكم
وأنا أشكرك على سؤالك المهم الذي لم أنتبه للتفصيل في المعركة حتى نبهتني وهذا هو المطلوب من كل الاخوة من لديه فكرة رجاء جادا التدخل بها مهما كانت حتى نرفع من قيمة الموضوع تحياتي أخي
رد: الجزائر في ظل الخلافة العثمانية تاريخ مشرف ودرع من دروع الأمة الاسلامية ثلاثة قرون من
يا جزائرنا يا من اجتباك الله فجعلك قلعة من قلاع التوحيد واصطفى رجالك فجعلهم جند من جنوده يرفعون كلمة الله أكبر يحيون بها ويموتون عليها يامن أتاك الاسلام فأخرج فيك أفضل ما عندك فأصبح تاريخك ممتد بالبطولات وكنتي وستيقي قلعة من قلاع الأمة في الليالي الحالكات من هناك من يوم الفتح تاريخك امتلأ بالبطولات وها أنت بشهادة الصديق قبل الغزاة كنت شوكة في عيون الطغاة وهدا الموضوع دليل على كل ما قيل 3 قرون من الجهاد ولما سقطت 132 سنة من الثورات فقدمت ملايين الشهداء وبحارا من الدماء سقت هده الأرض فاستحقيت يا جزائر لقب مقبرة الطامعين والغزاة
دمتي شامخة ياجزائر يا بلاد الرجال ويا من حفظك التاريخ في عمق الزمن ولتبقي ورايتك في السماء وحفظ الله بلادنا لما يحب ويرضى لها.....
أنصحكم بمشاهدة الفيديو فهو باللغة التركية لكنه يحتوي على صور ولوحات تحكي جزء من تاريخ الجزائر حيث كانت الجزائر الجناح الغربي للقوة البحرية للخلافة العثمانية وأسطولها يمثل امتداد كبير لقوة الخلافة الاسلامية انداك
رد: الجزائر في ظل الخلافة العثمانية تاريخ مشرف ودرع من دروع الأمة الاسلامية ثلاثة قرون من
الموسطاش رايس حميدو
مساطيش من بكري
باذن الله سيكون لي موضوع هنا عنه
هناك مسلسل كرتوني وهو عبارة عن سلسلة تروي تاريخ الجزائر في 52 حلقة، بمعدل 26 دقيقة للحلقة الواحدة، تهدف إلى تعريف النشء بتاريخ وأمجاد بلدهم منذ العصر الحجري حتى استعادة الاستقلال من الاستعمار الفرنسي في 05 جويلية 1962.