الجزائر في ظل الخلافة العثمانية تاريخ مشرف ودرع من دروع الأمة الاسلامية ثلاثة قرون جهاد

شعلة الشهداء

صقور الدفاع
إنضم
15 يونيو 2011
المشاركات
2,710
التفاعل
415 0 0
[FONT=&quot]1 – الفتح العثماني للجزائر ( أبعاده و خلفياته ) [/FONT]
[FONT=&quot]2 – إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية [/FONT]
[FONT=&quot]3 – فترة حكم البيلربايات ( 1518 – 1587 م ) [/FONT]
[FONT=&quot]قائمة المصادر بالعربية :[/FONT]
[FONT=&quot]1 – المرآة ( حمدان بن عثمان خوجة ) .[/FONT]
[FONT=&quot]2 – تاريخ الدولة العثمانية العلية ( حليم إبراهيم بك ) [/FONT]
[FONT=&quot]3 –مذكرات الحاج أحمد الشريف الزهار ، نقيب أشراف الجزائر ، تحقيق أحمد توفيق المدني [/FONT]
[FONT=&quot]4 – مذكرات قنصل أمريكا في الجزائر ( وليام شال ) ، ترجمة إسماعيل العربي .[/FONT]
[FONT=&quot]5 – الجزائر و أوربا ( جون وولف ) تعريب أبو القاسم سعد الله [/FONT]
[FONT=&quot]قائمة المراجع العربية :[/FONT]
[FONT=&quot]1 – دراسات و أبحاث في تاريخ الجزائر ، ناصر الدين سعيدوني [/FONT]
[FONT=&quot]2 – محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث ، أبو القاسم سعد الله [/FONT]
[FONT=&quot]3 – تاريخ الجزائر الثقافي ، أبو القاسم سعد الله .[/FONT]
[FONT=&quot]4 – الجزائر في التاريخ ( العهد العثماني ) ، مهدي بوعبدلي و ناصر الدين سعيدوني [/FONT]
[FONT=&quot]5 – وهران عبر التاريخ ، يحي بوعزيز .[/FONT]
[FONT=&quot]6 – المراسلات الجزائرية الأسبانية في أرشيف مدريد ، بوعزيز [/FONT]
[FONT=&quot]7 – علاقات الجزائر الخارجية مع دول و مماليك أوربا ( 1500 – 1870 م ) ، يحي بوعزيز .[/FONT]
[FONT=&quot]8 – العالم العربي الحديث و المعاصر ، جلال يحي .[/FONT]
[FONT=&quot]9 – المغرب عبر التاريخ ، إبراهيم حركات .[/FONT]
[FONT=&quot]10 – الأتراك العثمانيون في شمال إفريقيا ، عزيز سامح تير [/FONT]
[FONT=&quot]11 – دراسات في المقاومة و الاستعمار ، جمال قنان .[/FONT]
[FONT=&quot]12 – العلاقات الفرنسية الجزائرية ، جمال قنان [/FONT]
[FONT=&quot]قائمة المصادر الأجنبية :[/FONT]
[FONT=&quot]1 – Alger au 18em siècle , venture de paradis[/FONT]
[FONT=&quot]2 – Histoire des dernier Bey de Constantine [/FONT]
[FONT=&quot]3 – Histoire D'Alger sous la domination turc , degramond[/FONT]
[FONT=&quot]4 – Histoire de la conquête d'Alger , Alfred netman[/FONT]
[FONT=&quot]5 – La mideteranee et le monde mideterannien , Fernand brodele[/FONT]
[FONT=&quot]6 – Les captifs algériens et l'Europe chrétien , Moulay belahmissi[/FONT]


[FONT=&quot]الفتح العثماني للجزائر[/FONT]​



[FONT=&quot]الغزو الاسباني لسواحل الجزائر : [/FONT]
[FONT=&quot]كان لضعف دولة بني زيان تأثير سيئ على الوضع العام في الجزائر حيث انقسمت هذه الدولة إلى دويلات و إمارات متقاتلة فيما بينها منها : [/FONT]
[FONT=&quot]- الإمارة الحفصية في قسنطينة [/FONT]
[FONT=&quot]- إمارة جبل كوكو في بلاد القبائل[/FONT]
[FONT=&quot]- إمارة بني جلاب بتقرت و وادي ريغ [/FONT]
[FONT=&quot]- إمارة الثعالبة بجزائر بني مزغنة و متيجة [/FONT]
[FONT=&quot]- إمارة دواودة بالحضنة و منطقة الزاب .. إلخ [/FONT]
[FONT=&quot]- هذا التفكك دفع الأسبان و شجعهم على القيام بغزو الموانيء [/FONT]


[FONT=&quot]و السواحل الساحلية للجزائر حيث مهد للأسبان لذلك بحركة جوسسة واسعة ، إذ كلف [/FONT][FONT=&quot]الكاردينال كازيميناس[/FONT][FONT=&quot] شخصا يسمى [/FONT][FONT=&quot]( لوراندو باديا ) [/FONT][FONT=&quot]بمهمة التجسس في مملكة تلمسان الزيانية و ذهب متنكرا في زي تاجر مسلم بصحبة التاجر البندقي [/FONT][FONT=&quot]( جيرونيمو فينال )[/FONT][FONT=&quot] و بقيا قرابة السنة في جمع المعلومات و رسم خريطة تضم المدن الجزائرية و أهم الموانيء ، و بعد إنجاز هذه المهمة قدما هذه الوثائق للملك الاسباني و كافأهم مكافأة كبيرة [/FONT]
[FONT=&quot]- انطلاقا من هذه الوثائق و المعلومات المهمة جهّز [/FONT][FONT=&quot]الملك الاسباني فرديناند حملة[/FONT][FONT=&quot] عسكرية اسند قيادتها إلى[/FONT][FONT=&quot](دون دييغو فرنانديز )[/FONT][FONT=&quot] و ذلك في سبتمبر عام 1505 م .[/FONT]
[FONT=&quot]ُكلفت هذه الحملة بالهجوم على المرسى الكبير الذي كان يستقر به عدد كبير من مسلمي الأندلس المطرودين ، فهجم [/FONT][FONT=&quot]( دون دييغو ) [/FONT][FONT=&quot]في 09 سبتمبر 1505 م على المرسى الكبير و ارتكب الأسبان مجازر دامية ضد المسلمين و أبلى سكانها مقاومة كبيرة و استمرت المعارك أياما إلى غاية سقوطها في أيدي الأسبان .[/FONT]
[FONT=&quot]- كرر الأسبان محاولة ثانية فجهّزوا حملة جديدة خرجت من قرطاجنة بإسبانيا يوم 16 ماي 1509 بقيادة [/FONT][FONT=&quot]الكاردينال كازيميناس[/FONT][FONT=&quot] ، و وصلت هذه الحملة إلى وهران يوم 19 ماي 1509 و فرضت حصار على سواحل المدينة و نتيجة خيانة بعض الضعفاء و بعض اليهود سقط المرسى الكبير في أيدي الأسبان و أصبحت حدود وهران و المرسى الكبير تحت الهيمنة الاسبانية ، بعد هذا النجاح عيّن الأسبان أحد القراصنة المسمى [/FONT][FONT=&quot]( بيدروا نافاروا )[/FONT][FONT=&quot] حاكما عاما على المرسى الكبير و مملكة بني زيان بتلمسان التي استسلمت لاحقا .[/FONT]
[FONT=&quot]- لم يكتفي الأسبان بالمرسى الكبير و بتلمسان بل أخذوا يتحرشون بمدن أخرى مثل مدينة بجاية التي كانت خاضعة لأمير حفصي تابع لإمارة قسنطينة الحفصية يسمى [/FONT][FONT=&quot]عبد الرحمان الحفصي[/FONT][FONT=&quot] و الذي كان ينافسه أخوه [/FONT][FONT=&quot]عبد الله[/FONT][FONT=&quot] في الحكم .[/FONT]
[FONT=&quot]فشنّ الأسبان حملة كبيرة يوم 05 جانفي 1510 م و احتلوها بعد أن فتكوا بأهلها و دروا الكثير من الآثار و المعالم الإسلامية ، و لم تتوقف حملاتهم عند هذا الحد فاتجهوا شرقا و احتلوا مدينة عنابة و القالة في 1510م و توجه الأسبان نحو السواحل التونسية لإسقاط بعض مدنها ، لكن السلطان الحفصي قدم للأسبان ضرائب و أتاوات عنوانا للخضوع و الاستسلام .[/FONT]
clip_image004.jpg
[FONT=&quot]- بعد هذه الحملات المتتابعة من وهران و المرسى الكبير و بجاية و عنابه و القالة و خضوع أغلبها للهيمنة الاسبانية توجس سكان مدينة الجزائر من الخطر القادم و خافوا من مهاجمة الأسبان لمدينتهم بين حين و آخر فوجّه سكان مدينة الجزائر وفدا من الأعيان إلى [/FONT][FONT=&quot]بيدروا نافاروا[/FONT][FONT=&quot] الذي تعهد ( الوفد ) بإطلاق سراح الأسرى و دفع ضريبة مالية للحامية الاسبانية الموجودة ببجاية ، مقابل ألا يتعرض الأسبان لمدينة الجزائر ، بل أكثر من ذلك توجه وفد من الجزائر إلى مدريد عام 1511 م و تنازل عن الجزر الساحلية الشرقية المقابلة لمدينة الجزائر ليقيموا عليها حصونهم و مراكزهم ، أسس الأسبان بإحدى الجزائر حصنا كبيرا يسمى صخرة الجزائر ، كل ذلك التنازل مقابل ألا يتعرض الأسبان بهجوماتهم لمدينة الجزائر .[/FONT]
 

المرفقات

  • 800px-Bombardementd_alger-1830.jpg
    800px-Bombardementd_alger-1830.jpg
    85.2 KB · المشاهدات: 465
التعديل الأخير:
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

أرجو عدم الرد حتى أكمل الموضوع
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف


[font=&quot]- أمام تنامي خطر القوة الاسبانية على السواحل الجزائرية أرادت بعض المدن الجزائرية أن تشتري السلم و الأمان من الأسطول الأسباني حيث قدّم سكان مستغانم و تنس فروض الطاعة و الولاء للأسبان بوهران .[/font]

[font=&quot]أمام هذا الوضع أصبحت أهم المدن الساحلية الجزائرية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب تحت هيمنة الأسبان .[/font]

[font=&quot]بروز الإخوة بربروس[/font][font=&quot] :[/font]

[font=&quot] ينتمي الأتراك إلى القبائل الأولى التركمانية التي اتخذت من الغزو أسلوبا لها ، تعتبر أواسط آسيا هي موطنهم الأصلي ( أذربيجان ) ، اتجهوا غربا إلى شبه جزيرة آسيا الصغرى ( الأناضول ) ، استقروا بها و كونوا نواة دولـتـهم بـها في نهاية القرن 13 م ( 1288 م ) على حساب أراضي الدولة البيزنطية ، و من هناك عبروا بحر مرمرة و مضيق البوسفور و الدردنيل ، رمى الأتراك بكل ثقلهم في شرق أوربا و أطاحوا بعاصمة الدولة البيزنطية و سقطت على أيديهم القسطنطينية عام 1453 م في عهد [/font][font=&quot]السلطان محمد الثاني ( الفاتح )[/font][font=&quot] ، و اتخذها العثمانيون عاصمة لهم ، ثم أخذوا يوسعون حدود دولتهم في كل الاتجاهات .[/font]



[font=&quot]امتلك العثمانيون أساطيل بحرية تجوب مختلف البحار و امتاز البحارة الأتراك بالشجاعة و القوة و كان من بين هؤلاء البحارة الذين جابوا عرض البحر المتوسط [/font][font=&quot]الإخوة بربروس ( عروج و خير الدين – خسرف - و إسحاق )[/font][font=&quot] ، كان أبوهم يدعى [/font][font=&quot]يعقوب بن يوسف الفخارجي[/font][font=&quot] امتهن التجارة على سواحل اليونان و زيادة على أبنائه الثلاث كان له ولد يسمى [/font][font=&quot]محمد إلياس [/font][font=&quot].[/font]




[font=&quot]- ولد أشهر الإخوة بربروس [/font][font=&quot]([/font][font=&quot]عروج ) [/font][font=&quot]حوالي 1473 م بجزيرة مادلي و [/font][font=&quot]خير الدين[/font][font=&quot] في العام الموالي ، كانا يبيعان الفخار لأبيهم في سواحل تونس و الجزائر ، و في إحدى المرات وقع [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] أسيرا و بيع عبدا بجزيرة رودس ، و في أثناء توجهه إلى مصر كمجدف في سفينة تحمل أسرى مسلمين و جرى إفتدائهم بالمال ، بعد ذلك فرّ [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] من ذلك المركب و تعرّف على شخص يدعى [/font][font=&quot]علي بوراس[/font][font=&quot] في الاسكندرية ، اشتغل معه في بيع و نقل الأخشاب بواسطة السفن ينقلونها من ميناء إلى آخر ، و في إحدى المرات اعترض طريقهم قراصنة جنويون و أحرقوا سفينتهم و لم يبقى له سوى العودة إلى الأناضول و تحديدا ( أداليا ) ، تعرّف هناك [/font][font=&quot]بالأمير قرقود[/font][font=&quot] شقيق سلطان الدولة العثمانية [/font][font=&quot]السلطان سليم الأول[/font][font=&quot] فأكرمه و جهّز له سفينة للجهاد في البحر الأبيض المتوسط ضد القراصنة المسيحيين الذين كانوا يعترضون كل السفن بما فيها سفن الحجيج ، ساقته الظروف إلى جزيرة جربة جنوب تونس عام 1504 م ، لحق به أخواه [/font][font=&quot]خير الدين و إسحاق[/font][font=&quot] و أصبحت لهم مجموعة من السفن و بنوا العديد من المستودعات هناك ، اتفق الجميع مع [/font][font=&quot]الأمير الحفصي ( أبي عبد الله محمد علي )[/font][font=&quot] بأن يجعل جربة مركزا لأسطولهم و يفتح أمامهم الموانئ التونسية عند الضرورة مقابل الخُمس ( 1/5 ) من غنائم البحر ، فأخذوا يجاهدون ضد القراصنة المسيحيين ابتداء من 1506 و خاصة البرتغال و الأسبان . و لما كانت جزيرة جربة بعيدة عن ميدان الجهاد في غرب المتوسط نتيجة كثرة هجمات الأسبان طلبوا من الأمير تغيير مركزهم نحو شمال تونس إلى حلق الواد .[/font]

[font=&quot]- ابتداء من عام 1512 م سطع نجم الإخوة الأتراك و أصبح الناس يسمعون عن انتصاراتهم على الأسبان و في شواطئ الأندلس .[/font]

[font=&quot]- كما اتصل بهم علماء و أعيان بجاية و حتى أمير قسنطينة [/font][font=&quot]أبو بكر الحفصي[/font][font=&quot] و استصرخوهم للنجدة و طرد الأسبان من بجاية و سواحلها ، فلبى الإخوة بربروس رغبتهم ، و اتجهوا نحو بجاية ، لكنهم فشلوا في حملتهم هذه بسبب تحصينات الأسبان ، و أثناء هذا الهجوم جُرح [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] و استعصى جرحه مما أضطر القائمين عليه بقطع ذراعه .[/font]

[font=&quot]- أَثََـر هذا الانهزام على [/font][font=&quot]عروج [/font][font=&quot]و أدرك أيضا أن تمركزه في شواطئ تونس ( حلق الواد ) كان بعيدا عن ساحة المعركة لذلك قرر مساعدوه ضرورة البحث عن موقع آخر يساعدهم في إدارة المعارك على أن يكون هذا الموقع المختار في السواحل الجزائرية و قريبا من مدينة بجاية التي أحكم الأسبان قبضتهم عليها ، و كان من بين المواقع المقترحة منطقة جيجل ، كأحسن موقع قريب من بجاية و ذلك بسبب صعوبة التضاريس و التحصينات الطبيعية ، و معرفة بعض الأتراك بهذه المدينة .[/font]

[font=&quot]- و في هذه الأثناء كانت مدينة جيجل تحت سيطرة قراصنة جنويين ، و لما علم أهالي مدينة جيجل بالأخوة بربروس و مكانتهم بعثوا لهم بريدا يحمل في محتواه الاستنجاد لطرد القراصنة من مدينة جيجل فلبى [/font][font=&quot]عروج و خير الدين[/font][font=&quot] طلب أهالي جيجل و قدما على رأس قوة بحرية تجاوزت 500 بحار و نجحوا في طرد قراصنة جنوة سنة 1514 و أصبحت بذلك جيجل تحت نفوذ [/font][font=&quot]عروج و خير الدين[/font][font=&quot] ، و أمام هذا الانتصار تحققت رغبة [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] في الاقتراب من شواطئ الجزائر و تم بذلك نقل مركز قيادتهم العسكرية من حلق الواد بسواحل تونس إلى جيجل على السواحل الجزائرية و أصبحت بذلك بجاية المستعصية على مرمى حجر من قواتهم .[/font]



[font=&quot]استرجاع بجاية :[/font]

[font=&quot]بعدما استقر [/font][font=&quot]عروج و خير الدين[/font][font=&quot] في مدينة جيجل و أسسا بها قاعدة بحرية كانت لا تزال مظاهر الاضطهاد تنقل عبر الأخبار و الروايات و كانت القشتالة ( سكان شبه جزيرة أيبيريا ) يلاحقون في عرض البحر المتوسط الأسر الفارّة من الأندلس نتيجة محاكم التفتيش الني نصبت هناك ، لذلك عمل الإخوة بربروس على مساعدة الموريسكيين و نقل أسرهم و عتادهم من شواطئ إسبانيا نحو شواطئ شمال إفريقيا ( المغرب ، الجزائر ، تونس ، طرابلس الغرب ) ، و لم يكتفي الإخوة بربروس بهذه[/font]

[font=&quot]الأعمال بل هاجموا جزر غرب البحر المتوسط ( جزر البليار ) ، و تم أسر أكثر من ستة آلاف أسير إسباني انتقاما من بطش الأسبان بالأندلسيين .[/font]

[font=&quot]- نظرا لسلوك و أخلاق و نجاحات [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] ، فقد بايعه سكان مدينة جيجل أميرا عليهم و طلب منه شيوخ القبائل و أمير إمارة جبل كوكو بزعامة [/font][font=&quot]أحمد بن القاضي[/font][font=&quot] ، و أصبح بذلك عروج يتمتع بسلطة كبيرة و تأييد من سكان و أعيان مدينة جيجل و ضواحيها .[/font]

[font=&quot]- جهّز [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] حملة عسكرية لاسترجاع بجاية و حاصرها قرابة ثلاثة أشهر و كان ذلك دون فائدة و ذلك في نهاية 1514 م ، و اضطر إلى رفع الحصار لكنه أعاد محاولة جديدة مطلع عام 1515م بواسطة قوة كبيرة ، لكن قلة الذخيرة و نفاذ المخزون الموجود و امتناع الأمير الحفصي بتونس عن تزويده بالذخيرة جعله يتراجع بعدما أسر 300 اسباني .[/font]

[font=&quot]
[/font]


[font=&quot]- لكن إرادة [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] لم تتوقف عند هذا الحد فبعث بأحد مساعديه إلى الباب العالي إمداد بالسلاح و الذخيرة فبعث له من هناك بحوالي 14 سفينة و أكثر من 100 مجدف من المهرة و كمية كبيرة من الأسلحة و الذخيرة و كان ذلك جراء الهدية التي قدمها عروج إلى الباب العالي بعد فتح جيجل .[/font]

[font=&quot]الانتقال إلى الجزائر :[/font]

[font=&quot] تحوّل الحصن الذي أنشأه الأسبان قبالة مدينة الجزائر في 1510 م إلى وكر و مكان للجوسسة و التخريب ، حيث اتخذه الأسبان مركزا لعملياتهم العسكرية لسلب أموال الجزائريين ، و نتيجة هذه الأوضاع المزرية ذهب جمع من سكان مدينة الجزائر إلى مدينة جيجل عام 1516م و شكا هذا الوفد أوضاعه[/font][font=&quot] لعروج[/font][font=&quot] و بطش الأسبان بسكان مدينة الجزائر فأخذ [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] مطلبهم هذا محمل الجد ، لذلك قرر [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] نجدة سكان مدينة الجزائر ، و قدم هذا الوفد راجعا إلى الجزائر في انتظار تلبية مطالبهم .[/font]

[font=&quot]جهّز عروج قوة عسكرية و قاد أخوه [/font][font=&quot]خير الدين[/font][font=&quot] حملة ثانية في نفس الاتجاه و التقيا على مشارف مدينة الجزائر و استقبلهما سكان مدينة الجزائر استقبالا كبيرا و شرعا في الحال في قذف الحصن الاسباني بمدافعهما . في تلك الأثناء اتجه [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] إلى شرشال التي كان يحكمها شخص تركي اسمه [/font][font=&quot]قارة حسن[/font][font=&quot] فقضى عليه و سيطر على المدينة و عاد إلى الجزائر و هناك بايعه السكان أميرا للجهاد .[/font]

[font=&quot]
[/font]


[font=&quot] - بعد مبايعة [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] أميرا للجهاد ، أثار ذلك حفيظة و حقد أعيان و وُجهاء مدينة الجزائر ، و لعل أبرز هؤلاء [/font][font=&quot]سالم التومي[/font][font=&quot] الذي رأى في تلك المبايعة تراجعا لمكانته و نفوذه و مركزه في مدينة الجزائر ، بل و حتى أتباعه رأوا في ذلك توقيفا لمصالحهم و امتيازاتهم لأن السلطة كانت بأيديهم فحاولوا التآمر ضده و أشاعوا في أوساط الناس أن [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] و إخوانه غرباء و دخلاء و لا يحق لهم أن يحكموا السكان .. لم تجد تلك الدعوى التي أطلقها [/font][font=&quot]سالم التومي[/font][font=&quot] آذانا صاغية لدى سكان الجزائر ، بل زادوا تمسكا [/font][font=&quot]بعروج[/font][font=&quot] نظير نجاحاته لذا فكر في حبك مؤامرة ضده و هي محاولة تسميمه ، ففي إحدى المرات قدّم [/font][font=&quot]زوج ابنة سالم التومي[/font][font=&quot] طعاما[/font][font=&quot] لعروج و مجموعة من أتباعه[/font][font=&quot] ، و وضعوا له في طعامه سم ( صمغ ) الخشب ( كان يستعمل آنذاك في صناعة السفن و يجلب من مدينة صقلية ) ، لكن [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] تفطن للمؤامرة و قبض على [/font][font=&quot]سالم التومي[/font][font=&quot] و صهره و اغتاله [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] في منزله ، و في رواية أخرى وسط الحمام .[/font]

[font=&quot]بعد قضاء [/font][font=&quot]عروج[/font][font=&quot] على هذه المؤامرة سارع في نسج علاقات اجتماعية في أوساط الجزائريين ، و جمّع أهالي الجزائر في ساحة التوت و خطب وسط تلك الجموع بأنه لا يرغب في أن يكون حاكما جائرا أو ظالما لكل فئات الجزائريين ، و أنه تنازل عن القيادة لصالح من تراه تلك الجموع أهلا لها ، فتعالت الأصوات في تلك الساحة تدعوه للبقاء أميرا للجهاد بديار الجزائر .[/font]
 

المرفقات

  • 3aroudj.jpg
    3aroudj.jpg
    12.4 KB · المشاهدات: 447
  • image006.jpg
    image006.jpg
    17.1 KB · المشاهدات: 514
  • images.jpeg
    images.jpeg
    11.1 KB · المشاهدات: 439
  • km4jr.jpg
    km4jr.jpg
    96.4 KB · المشاهدات: 488
التعديل الأخير:
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

[FONT=&quot]اعتبر الأسبان وجود [/FONT][FONT=&quot]عروج و خير الدين[/FONT][FONT=&quot] في الجزائر خطرا يهدد وجودهم و مصالحهم ، ليس في الجزائر وحدها بل في شمال إفريقيا لذلك عزم الأسبان على مقاومتهم و طردهم فتحالف الأسبان مع أمير تنس و استمالوا إليهم أتباع [/FONT][FONT=&quot]سالم التومي[/FONT][FONT=&quot] المغتال و بعض زعماء القبائل المجاورة ، و وجهوا حملة كبيرة انطلاقا من وهران بقيادة [/FONT][FONT=&quot]( دييغو دوفيرا )[/FONT][FONT=&quot] ، و صلت الحملة إلى الجزائر أواخر سبتمبر 1916 و نزلت قرب باب الواد ، فتركهم [/FONT][FONT=&quot]عروج[/FONT][FONT=&quot] ينزلون في البر و شرع في مناوشتهم لاستنزاف قواتهم ، و اغتنم فرصة تقهقرهم و هبوب رياح قوية ، فزحف بجيشه عليهم و أغرق سفنهم و قتل و اسر الكثير منهم ، فكانت هزيمة كارثية بالنسبة للأسبان ، و إثر ذلك خرج الناس فرحين مبتهجين من ديارهم و ذبحوا الولائم ابتهاجا بعروج و جنوده .[/FONT]
[FONT=&quot]هذا الانتصار على الأسبان دفع سكان المدن المجاورة كالبليدة و المدية و دلس و مليانة و جزء من بلاد القبائل إلى مبايعة [/FONT][FONT=&quot]عروج[/FONT][FONT=&quot] أميرا عليهم ، و كانت هذه الحملة الناجحة هي التي فتحت أبواب النجاح لعروج و بداية توسع نفوذه في الجزائر .[/FONT]
[FONT=&quot]و لما كان موقف أمير تنس متعاونا مع الأسبان قرر [/FONT][FONT=&quot]عروج[/FONT][FONT=&quot] الانتقام منه و ذهب على رأس قوة كبيرة و اقتحم المدينة في جوان 1517 و قتله و اسر أسرته و طرد الأسبان من تنس ، كما أقدم في هذه الأثناء على تقسيم مملكته الجديدة إلى قسمين : قسم شرقي مركزه دلس يشرف عليه أخوه [/FONT][FONT=&quot]خير الدين[/FONT][FONT=&quot] ، و قسم غربي مركزه الجزائر يحكمه بنفسه .[/FONT]
[FONT=&quot]أُعتبر هذا التقسيم بدايات التنظيم الإداري في الجزائر ، لأنه قسم مناطق النفوذ إلى منطقتين ، و كل منطقة لها حاكمها ، و هذا قصد تسهيل التدخلات العسكرية و حماية الحدود ، و وضع المناطق غير الآمنة تحت حراسة الجنود العثمانيين .[/FONT]
[FONT=&quot]تلمسان تستنجد :[/FONT]
[FONT=&quot]بينما كان [/FONT][FONT=&quot]عروج[/FONT][FONT=&quot] في مدينة تنس ينظم شؤونها ، قدم إليه وفد من تلمسان يشكوا إليه أوضاعهم المزرية ، و تهديد الأسبان لهم ، بسبب ضعف أمراء بني زيان نظرا لصراعهم على السلطة. في هذه الظروف قام [/FONT][FONT=&quot]أبو أحمد الثالث[/FONT][FONT=&quot] بالاستيلاء على العرش بتلمسان بالقوة ، و طرد ابن أخيه [/FONT][FONT=&quot]أبا زيان الثالث[/FONT][FONT=&quot] و وضعه في السجن ، و نتيجة هذا الوضع استنجد و طلب التعاون مع الأسبان [/FONT]
[FONT=&quot]لبّى [/FONT][FONT=&quot]عروج [/FONT][FONT=&quot]رغبة الوفد و استخلف أخاه عروج على الجزائر و اتجه إلى تلمسان و في طريقه مر على قلعة بني راشد ( قرب معسكر ) فوضع بها حامية تركية كبيرة بقيادة أخيه [/FONT][FONT=&quot]إسحاق[/FONT][FONT=&quot] من أجل حماية مؤخرة الجيش و واصل زحفه إلى تلمسان و استطاع بسهولة التغلب على [/FONT][FONT=&quot]أبو أحمد الثالث[/FONT][FONT=&quot] المتآمر مع الأسبان و دخل عروج تلمسان و أطلق سراح [/FONT][FONT=&quot]أبا زيان الثالث[/FONT][FONT=&quot] و أجلسه على عرشه من جديد ، لكن هذا السلطان خاف من هيمنة [/FONT][FONT=&quot]عروج[/FONT][FONT=&quot] و حاول أن يغتاله ، مما أدى بعروج إلى إلقاء القبض عليه و اغتياله .[/FONT]
[FONT=&quot]أما [/FONT][FONT=&quot]أبو أحمد الثالث[/FONT][FONT=&quot] فقد فر إلى وهران لطلب النجدة من الأسبان ، و تعاون الأسبان معه و شنوا حملة كبيرة على قلعة بني راشد و احتلوها و قتلوا صاحبها ( [/FONT][FONT=&quot]إسحاق[/FONT][FONT=&quot] في جانفي 1518 ) ، و واصل الأسبان سيرهم نحو تلمسان و فرضوا عليها حصارا كبيرا مما أضطر عروج أن يعتصم بقلعة المشور ثم غادرها ليلا لكن الأسبان تفطنوا لخروجه و تبعوا مسيرته ليلا و اغتالوه في منطقة سهلية بين المالح و زاوية سيدي موسى ، و أخذوا رأسه إلى اسبانيا ( مدريد ) ، و جندت لهذا الغرض فرق جابت معظم المدن الاسبانية زاهية برأس [/FONT][FONT=&quot]عروج[/FONT][FONT=&quot] كما أرسلوا جلبابه الذي كان يلبسه إلى كنيسة القديس جيروم .[/FONT]
[FONT=&quot]إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية [/FONT]
[FONT=&quot] بعد مقتل [/FONT][FONT=&quot]عروج و إسحاق[/FONT][FONT=&quot] لم يبقى إلا [/FONT][FONT=&quot]خير الدين [/FONT][FONT=&quot]وحيدا[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]، فأصبحت الأخطار تهدده من كل جانب ، ففي الداخل كثر معارضوه و تمرد عليه [/FONT][FONT=&quot]أحمد بن القاضي[/FONT][FONT=&quot] أمير إمارة كوكو ، و تمردت عليه مدينة شرشال و تنس و تواطأ ضده بنو زيان في تلمسان ، و ازدادت أطماع الأسبان في ملكه و تقاعس أمير تونس الحفصي على تقديم يد المساعدة [/FONT][FONT=&quot]لخير الدين[/FONT][FONT=&quot] ، بل أكثر من ذلك حي لما سمع الأمير الحفصي مقتل [/FONT][FONT=&quot]عروج[/FONT][FONT=&quot] عقد مجلس حرب لتوسيع نفوذه داخل الأراضي الجزائرية ، أما أخطار الخارج فكانت واضحة من الأسبان لأنهم كانوا لا يزالون يحتلون مدنا ساحلية ، أمام هذا الوضع قرر [/FONT][FONT=&quot]خير الدين[/FONT][FONT=&quot] مغادرة الجزائر ليستأنف الغزو ضد قراصنة البحر ، و ترك الجزار على حالها ، لكن عقلاء و أعيان الجزائر ألحوا عليه بالبقاء . بعد تفكير طويل استغرق أسابيع تفطن [/FONT][FONT=&quot]خير الدين[/FONT][FONT=&quot] إلى فكرة سياسية و هي محاولة ربط الجزائر مع الدولة العثمانية حتى تصبح لها حماية الإمبراطورية العثمانية [/FONT]
[FONT=&quot]هذه الفكرة تدل على حنكة [/FONT][FONT=&quot]خير الدين[/FONT][FONT=&quot] و دهائه السياسي لأن الجزائر في هذه الظروف بالذات لا تستطيع أن تحمي نفسها من الزحف الأسباني بينما الدولة العثمانية قادرة على دعم سلطتها و تمدها بالرجال و السلاح .[/FONT]
[FONT=&quot] أمام هذه الفكرة التي استحسنها أعيان مدينة الجزائر و بعد أن شاورهم في الرأي أرسل [/FONT][FONT=&quot]خير الدين [/FONT][FONT=&quot]وفدا من أعيان الجزائر إلى الباب العالي في زيارة [/FONT][FONT=&quot]السلطان سليم الأول[/FONT][FONT=&quot] ، و لأن السلطان لم يكن موجودا في الأستانة استقبلهم الصدر الأعظم ، بينما السلطان كان لا يزال منتشيا بفتح مصر ، و إثر عودته عُرضت عليه الفكرة فأستحسنها و أرسل إلى [/FONT][FONT=&quot]خير الدين[/FONT][FONT=&quot] و عينه بوجوده حاكما للجزائر برتبة بيلرباي ( أمير الأمراء ) و بعث له بحامية انكشارية تعدادها 2000 جندي مزودة بـ 12 مدفع و سفنا محملة بالذخائر ، و أذن له بتجنيد المتطوعين ليساعدوه في الحرب ، و بذلك دخلت الجزائر تحت نفوذ الدولة العثمانية و أصبحت إيالة من إيالاتها ، و أكسبها ذلك حماية و حصانة من التهديدات الخارجية منذ نهاية 1518 – 1519 أصبحت الجزائر جزءا من هذه الإمبراطورية منذ تعيين [/FONT][FONT=&quot]خير الدين[/FONT][FONT=&quot] بيلرباي .[/FONT]
[FONT=&quot]- تحالف خير الدين مع قوى إسلامية ( أعيان مدينة الجزائر ) للدفاع عن سلطته و نفوذه ، و توجه وفد جزائري منهم إلى الباب العالي الذي استجاب بتحميله فرمانا ( مرسوم ) بتعيين خير الدين بيلرباي ، و أرسلت له حامية انكشارية و اسلحة و ذخيرة و أذنت له بفتح باب المتطوعين ، و بذلك ( 1518 – 1519 ) أصبحت الجزائر إيالة عثمانية .[/FONT]
- [FONT=&quot]رأي في إلحاق الجزائر بالدولة العثمانية :[/FONT]
1 [FONT=&quot]- هناك من يقول أن سببه خير الدين لميولاته نحو أصوله و دولته الأم .[/FONT]
[FONT=&quot]– و منهم من يقول أن أعيان الجزائر هم من اقترح ذلك بدليل سفر وفد منهم نحو الاستانة ، لكننا نقف موقفا عادلا بين الرأيين[/FONT]
خير الدين بربروس
 

المرفقات

  • سفن تركية في المتوسط.jpeg
    سفن تركية في المتوسط.jpeg
    6.3 KB · المشاهدات: 428
  • لال.jpeg
    لال.jpeg
    7.6 KB · المشاهدات: 427
  • معركة.jpeg
    معركة.jpeg
    9.6 KB · المشاهدات: 426
التعديل الأخير:
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

[FONT=&quot]عهد البيلربايات 1518 – 1587 :[/FONT]
[FONT=&quot] تم فيه تعيين خير الدين بيلر باي بموجب فرمان أمضاه السلطان ( سليم الأول ) و اتخذ من مدينة الجزائر مركزا لحكمه . كما عيّن خير الدين أحمد بن القاضي حاكم جبل كوكو ( على بعد 18 كلم عن الأربعاء نايت ايراثن ) حاكما على بلاد القبائل و ناحيتها الشرقية .[/FONT]
[FONT=&quot]و قد حيكت ضد خير الدين مؤامرات من قبل الدولة المرينية و كذا الدولة الحفصية ، و حتى الاسبان نظموا حملات عسكرية كبيرة و ضخمة قادها البحار دييغو مونكاد و نزلت الحملة بواد الحراش في أوت 1519 و لكنها منيت بهزيمة كبيرة ، فقد فيها الاسبان معظم قواتهم و أسلحتهم ، و كان من بين أسباب هزيمتهم تأخر إمدادات الزيانيين .[/FONT]
[FONT=&quot]كما كان لهذه الهزيمة تأثير كبير على الوجود الاسباني شمال افريقيا ، كما أن الحفصيين و الزيانيين استعملوا الدسائس ، و استمالوا إليهم ابن القاضي و حاولوا استمالة بعض الأعيان أمثال ابن علي محمد و حاولوا دفعهم للثورة ضد خير الدين .[/FONT]
[FONT=&quot]و بدعم من الحفصيين ثار ابن القاضي في وجه خير الدينو نجح في البداية في أن يلحق هزيمة به و يقطع عليه خط الرجعة إلى الجزائر التي استولى عليها ابن القاضي فاضطر خير الدين أن يتراجع و ينسحب إلى قاعدته البحرية القديمة بجيجل لمدة 6 سنوات ( 1521 – 1527 ) و ظل طيلة هذه الفترة يحارب الاسبان .[/FONT]
[FONT=&quot]- لقد عانى سكان مدينة الجزائر كثيرا من ظلم و جور ابن القاضي خاصة في ميدان جباية الضرائب ، نتيجة لذلك راسلوا خير الدين و استنجدوا به ، و سرعان ما ضعفت سلطة ابن القاضي و تفرق الناس من حوله نتيجة سياساته التعسفية ، ثم ما لبث أن عاد خير الدين للجزائر عام 1527 و استعاد سلطته و نفوذه بل و مدهما إلى جبهات كثيرة وقضى على أعداء الداخل و الخارج ، و أسقط الحصن الاسباني الشهير في 16 ماي 1529 و ردم البحر و شكل رصيف طويل أصبح يشكّل جزءً من ساحل الجزائر . و كان طرد الاسبان نقطة تحول في مدينة الجزائر و شكل صدمة للأسبان لذلك قرروا الانتقام من خير الدين .[/FONT]
[FONT=&quot]خير الدين و الأسبان :[/FONT]
[FONT=&quot]بعد طرد خير الدين للاسبان من الحصن المقابل للجزائر قرروا إعداد و تجهيز حملات عسكرية ضد الجزائر و موانئها ، فأمر الملك الاسباني بتجهيز حملة عسكرية ضد الجزائر و منح أموالا طائلة لأحد أكبر القراصنة ( أندري دوريا – مدينة ميلانو ) الايطالي الأصل الذي كان يتقاضى مبالغ طائلة من كنائس أوربا و بعض الملوك مقابل الأعمال العسكرية .[/FONT]
[FONT=&quot]- نجح أندري دوريا في الدخول لشرشال و ألحق بها خرابا كبيرا و نكّل بأهلها و هدّم بعض المساجد و نهب الأموال ... [/FONT]
[FONT=&quot]- و أمام زحف خير الدين اضطر الأسبان للتراجع ، و لعب سكان شرشال دورا بوقوفهم إلى جانب خير الدين الذي نجح في طرد ( دوريا ) من شرشال .[/FONT]
[FONT=&quot]- أمام هذا النجاح استدعاه السلطان إلى القسطنطينية عام 1535 و عيّنه وزيرا للحربية و قائدا لأساطيل الجيش العثماني ، و خلف مكانه حسن آغا [/FONT]
[FONT=&quot]- ظن الأسبان أن رحيل خير الدين سيسهل عليهم احتلال الجزائر فرموا بثقلهم و استنزفوا قواتهم و احتلوا العديد من موانئ تونس ، و في أثناء توجه خير الدين بسفينة ، شارك في الصراع ضدهم و بعد أن تأكدوا من رحيله أعدوا حملة عسكرية استغرق تجهيزها 6 اشهر و أطلق عليها ( ليبارتوا ) و قادها الملك الاسباني شارلوكان ( شارل الخامس ) .[/FONT]
[FONT=&quot]نزلت هذه الحملة بحسين داي يوم 23/10/1541 و رغم تعداد هذه الحملة و كثرة اسلحتها إلا أن تعاون الأهالي و بسالة الفرق الانكشارية تصدت لهجومات هذه الحملة و بقي الاسبان يترقبون إمكانية النزول على الشواطئ عدة ايام إلا أن شجاعة الحاميات العسكرية الجزائرية وقف سدا منيعا أمام هذه الحملة و تعرض الأسبان لهزيمة كبيرة و عادوا خائبين ، و اعتبر هذا بمثابة التجربة الأولى لاختبار قوة البيلرباي الجديد حسن آغا .[/FONT]
[FONT=&quot]- استغل حسن آغا هذا المنصب ليوسع نفوذه و يمد سيطرته بإتجاه العديد من مناطق الجزائر الداخلية فوصلت سيطرته إلى غاية بسكرة و الزيبان .[/FONT]
[FONT=&quot]- بعد أن جزم الاسبان أن الجزائر المحروسة أصبحت مستعصية عليهم حولوا أنظارهم و جهودهم إلى سواحل الجزائر اتلغربية و تحديدا إمارة بني زيان المنهارة بتلمسان ، و أخذوا يتدخلون في شؤونها الداخلية و حاولوا تجنيد أميرها الزياني عبد الله ضد شقيقه أحمد ، و لكن حملتهم التي جهزت بألف مقاتل أُبيدت عن آخرها قرب عين تيموشنت 1543 ، و رغم هزيمتهم عاودا الكرة في العام الموالي 1544 و اقتحموها و نهبوا خزائنها و وضعوا المصاحف في طريق جيادهم و نصبوا فيها حليفهم عبد الله الزياني [/FONT]
[FONT=&quot]- أمام هذا الموقف المشين للإسلام ثار السكان ضد الأمير عبد الله و طردوه من القصر و طالبوا بعودة أخيه أحمد .[/FONT]
[FONT=&quot]- لم تكن الجزائر محل أطماع اسبانيا وحدها ، بل حاول السعديون احتلال تلمسان و ضم أجزاء من الحدود الغربية تحت سيطرتهم ، حيث أرسل السلطان محمد المهدي السعدي حملة عسكرية من مراكش معظم جنودها من عبيد البخاري ، حيث احتلوا تلمسان مدة من الزمن ، و لكن البيلرباي حسن قاوم هذا الغزو و أعدّ فيالقه العسكرية ، و توجه بهم صوب تلمسان ، فأوقع بهم هزيمة قرب مستغانم و زحف نحو تلمسان و طرد القوات السعدية منها ، و نصّب على عرشها الحسن الزياني سنة 1592 ، و بذلك انضمت تلمسان و ضواحيها إلى حظيرة الدولة الجزائرية الحديثة .[/FONT]
[FONT=&quot]إرساء دعائم الدولة الجزائرية العثمانية :[/FONT]
[FONT=&quot]بعدما أُلحقت تلمسان بنفوذ الدولة الناشئة ، رغم ذلك كان الوضع لا يزال هشا في الغرب الجزائري و تحديدا بتلمسان و وهران ، فكان لبقاء هذه الأماكن بعيدا عن مركز الدولة يعتبر في حد ذاته نقطة ضعف قد تشجع الاسبان على التدخل في هذه المناطق .[/FONT]
[FONT=&quot]- استخلف صالح رايس حسن آغا الذي حكم ما بين 1552 – 1556 ، و هو أحد رفاق خير الدين ، فبعد أن وسع فتوحاته نحو الجنوب و سيطر على تقرت و ورقلة ، جهز حملة عسكرية أخرى كبيرة ضد الأشراف السعديين بفاس ، الذين كانوا متآمرين مع الاسبان ضد الأتراك بالجزائر ، و في طريقه مر بتلمسان و عزل أميرها الحسن الزياني ، نظرا للشبهات التي كانت تحوم حول علاقته الوثيقة بالأسبان و تآمره معهم ، و بتنحية الحسن الزياني انتهت فترة حكم الزيانيين بتلمسان نهائيا ، و ألحقت بقايا هذه الدولة بالسلطة التركية بالجزائر ، و بذلك وضع صالح رايس حد لهذه الدويلة ، و قطع بذلك آمال الاسبان في إمكانية احتلالها .[/FONT]
[FONT=&quot]- و لم يكتفي صالح رايس بهذا فقام بطرد الاسبان من بجاية بعد كر و فر طويل نجح في إعادتها ، و بذلك توسع نفوذ الدولة التركية إلى ما وراء بجاية ، و لكن حلم صالح رايس في استرجاع وهران من أيدي الاسبان تأجل سنوات طويلة و سرعان ما أدركته المنية عام 1556 ، و بذلك فقدت الجزائر أحد حكامها الذين اشتهروا بالدفاع عن وحدة أراضيها .[/FONT]
[FONT=&quot]تأسيس و إنشاء نواة الإدارة العثمانية في الجزائر :[/FONT]
[FONT=&quot]كان للجهود التي بذلها صالح رايس تأثير في مستقبل الجزائر حيث وسع نفوذ السلطة نحو الكثير من المناطق في مختلف الجهات الشرقية و الغربية ، و منذ ذلك الحين بدأت ترتسم معالم الحدود السياسية و مناطق نفوذ الدولة العثمانية ، حيث تجدر الإشارة إلى أن البيلرباي الثاني للجزائر ( حسن آغا ) خلال ولايته للجزائر ( الأولى و الثانية ) سعى لتنظيم الإدارة الجزائرية فقسم الجزائر إلى أربع ( 4 ) مناطق ( بايلك ) [/FONT]
[FONT=&quot]1 – بايلك الجزائر[/FONT][FONT=&quot] : مركزه مدينة الجزائر ( دار السلطان ) ، و هو مركز وجود مختلف السلطات و الحاميات العسكرية ، و وجود القناصل الأجانب .[/FONT]
[FONT=&quot]2 – بايلك الشرق[/FONT][FONT=&quot] : مقره قسنطينة ،و يعتبر من أهم البايلك ، له حدود جغرافية واسعة حتى حدود تونس ، يحكم البايلك باي يعين من دار السلطان .[/FONT]
[FONT=&quot]3 – بايلك التيطري[/FONT][FONT=&quot] : من أوسع البايلك مساحة ، عاصمته المدية ، و تصل حدوده أحيانا إلى الصحراء .[/FONT]
[FONT=&quot]4 – بايلك الغرب[/FONT][FONT=&quot] : مركزه مازونة ، ثم تحول لمعسكر ثم وهران بعد تحريرها عام 1792 ، و من أهم البايلك نظرا لموقعه و حدوده المفتوحة مع دويلات المغرب الأقصى .[/FONT]
[FONT=&quot]- منذ ذلك التاريخ بدأت شخصية الجزائر تتضح حدودها ، و أصبح لقادتها و أسطولها دورا في أحداث البحر المتوسط .[/FONT]
[FONT=&quot]فحسن باشا شارك في الحصار ضد جزيرة مالطا ثم أستدعي إلى القسطنطينية مثل أبيه لتولي منصب قيطان البحرية العثمانية ، فخلفه في حكم الجزائر البيلرباي علج علي 1568 – 1571 ، و كان علج علي أحد رفاق خير الدين و كان ضمن القادة الكبار الذين شاركوا و خاضوا المعركة الشهيرة في اليونان ( معركة ليبانتوا ) في البلقان عام 1571 ، و كان الوحيد الذي نجا بأسطوله و أنقذ الكثير من المراكب العثمانية ، مما جعل السلطان يكلفه بإعادة تنظيم الأسطول ، كما اشترك علج علي مع سنان باشا و عرب أحمد في طرد الأسبان من تونس عام 1574 ، و أصبحت بذلك تونس نيابة تركية تابعة للدولة العثمانية .[/FONT]


[FONT=&quot]خصائص و مميزات فترة البيلربايات : [/FONT]
[FONT=&quot]يتسم عهد البيلربايات و فترة حكمهم بخصائص عديدة يتمثل أهمها في : [/FONT]
[FONT=&quot]– [/FONT][FONT=&quot]معظم الحكام الأوائل ( البيلربايات ) من طائفة رياس البحر ، حيث كان أغلبهم من رفاق خير الدين ، و امتهن معظمهم أعمال البحر ، كما أن السلطان العثماني هو الذي يعين أو يوافق على البيلرباي ، أو بالأحرى يقبل اقتراح الرياس ، بحكم أن الجزائر إيالة تابعة للدولة العثمانية .[/FONT]
[FONT=&quot]– [/FONT][FONT=&quot]كانت روابط رياس البحر بالسلطان العثماني روابط قوية ، يتولون تنفيذ أوامره و تعليماته ، و حكم بعضهم لفترات طويلة .[/FONT]
[FONT=&quot]– [/FONT][FONT=&quot]امتاز بعضهم بالقدرة و الكفاءة فنقلوا إلى الأستانة بطلب من السلطان ليتولوا مناصب هامة في الدول مثل قبطان باشا ( وزير الحربية ) ، أمثال خير الدين و حسن أغا و علج علي [/FONT]
[FONT=&quot]– [/FONT][FONT=&quot]ركز معظمهم في أعمالهم على مواجهة المسيحيين خاصة الاسبان في البحر المتوسط و تصفية جيوبهم في بعض المناطق الداخلية و الموانئ ، و قدموا يد المساعدة لمسلمي الأندلس الفارين من بطش المسيحيين ، و بذلوا جهودا كبيرة في هذا المجال .[/FONT]
[FONT=&quot]– [/FONT][FONT=&quot]معظمهم امتازوا بالشخصية و السلطة و النفوذ ، ما أتاح لهم فرصة السيطرة على مناطق خارج الجزائر مثل تونس و طرابلس الغرب ( ليبيا ) ، فبحكم تعيينهم بفرمان ( مرسوم ) من طرف السلطان تولوا تعيين باشاوات في تونس و طرابلس الغرب .[/FONT]
[FONT=&quot]– [/FONT][FONT=&quot]نجح معظمهم في إدارة مختلف جبهات الصراع الخارجية ضد اسبانيا مثلا و الداخلية كمعارضة ابن القاضي و بعض أعيان الجزائر لسلطتهم ، و لعل اشهر هءلاء البيلربايات خير الدين و ابنه حسن باشا و صالح رايس و علج علي و حسن فنزيانو ... [/FONT]
[FONT=&quot]– [/FONT][FONT=&quot]أبرز نجاح لبيلربايات هذا العهد أنهم وحّدوا الجزائر تحت سلطة واحدة ، و تحقيق الوحدة السياسية و الترابية ، لأن معظمهم اهتم بمد نفوذه و سيطرته على كل الجهات من الجزائر ، و قضوا على كل المؤامرات و السلطات المناوئة لحكمهم ، مثل الدولة الزيانية بتلمسان ، و الحفصية بقسنطينة و عنابة ، و إمارة جبل كوكو بالقبائل [/FONT]
[FONT=&quot]و يعتبر البيلرباي صالح رايس بطل تحقيق هذه الوحدة السياسية و الترابية للجزائر ، فهو الذي مد نفوذ الأتراك حتى وصلت إلى الواحات بالجنوب و فرضت الطاعة بالقوة .[/FONT]


رموز قيام الحكم العثماني في الجزائر
خير الدين بربروس


عروج بربروس





هذا فيديو رغم أنه وجيز لكنه يختصر قوة الأسطول الجزائري في الفترة التي تلت الأحداث السابقة
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=q4EH9AFvY_w

 
التعديل الأخير:
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

تشكر علي المجهود اخي شعلة الشهداء
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

تشكر علي المجهود اخي شعلة الشهداء
لا شكر على واجب أخي شرفتنا بمرورك أخ مقاتل شجاع
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

هل تم الموضوع ام لاء اخي الشعلة
ولو انو اقترح تغيير المشعل بهذا


aays_krym.jpg


فالحر على الابواب

icon7.gif
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

هل تم الموضوع ام لاء اخي الشعلة
ولو انو اقترح تغيير المشعل بهذا


aays_krym.jpg


فالحر على الابواب

icon7.gif
ههههههههههههههههه راك شهيتني خويا الرياضي ياخو كان خالص عليك :yahoo[1]:نبدلوه ماكان حتى مشكل ههه:a020[2]:
الموضوع اكنمل شقه الأول وهو الفتح العثماني سنتحدث كيف ستصبح الجزائر من أهم الدول المنطوية تحت عباءة الخلافة العثمانية الى جانب مصر ودور أسطولها في احقاق كلمة لاالله الا الله في غرب المتوسط
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

انا عندي وجهة نظر فيما يخص عنوان الموضوع ان قبلت
كلمة فتح تخص اجزاء اوربا الشرقية التي وصلها الاسلام على يد الفاتحين العثمانيين
الفتح كان دائما تغيير ملة قوم سابقة برسالة الاسلام الجديدية
ام الجزائر واش فتحوا
فهي مفتوحة من قرون من طرف الفاتحين العرب من قبل
اقترح تغيير كلمة فتح
ب
الاحتاد الاخوي العثماني الجزائري ......

icon14.gif
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

انا عندي وجهة نظر فيما يخص عنوان الموضوع ان قبلت
كلمة فتح تخص اجزاء اوربا الشرقية التي وصلها الاسلام على يد الفاتحين العثمانيين
الفتح كان دائما تغيير ملة قوم سابقة برسالة الاسلام الجديدية
ام الجزائر واش فتحوا
فهي مفتوحة من قرون من طرف الفاتحين العرب من قبل
اقترح تغيير كلمة فتح
ب
الاحتاد الاخوي العثماني الجزائري ......

icon14.gif


أين يا أخي ناصر مقاطع قسم التاريخ :busted_red[1]:

عموما أتفق معك فيما قلت
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

أين يا أخي ناصر مقاطع قسم التاريخ :busted_red[1]:

عموما أتفق معك فيما قلت

اصبر عليا شوية
الشغل المليح يبطىء
كما نقول
لكن ارتب اموري فقط في هذه الايام ان شاء الله
ونعود
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

اصبر عليا شوية
الشغل المليح يبطىء
كما نقول
لكن ارتب اموري فقط في هذه الايام ان شاء الله
ونعود


طيب منتظرين مفاجأتك أنت مع صاحبنا الأستاذ شكيب :a020[2]:
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

أتمنى عمل بعض المواضيع والالتزام بمنهجية البحث العلمي بحيث يترك العضو بصمته الخاصة على الموضوع

وفي حال نقل موضوع ما يجب ذكر أسم صاحب الموضوع أو المقال أو الأشارة الى الموقع الذي تم منه نقل أو أقتباس المقال
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

وثيقة طلب أهل الجزائر الانضواء تحت راية الخلافة العثمانية



"المكتوب الوارد من قاضي الجزائر وخطيبها وفقهائها وأئمتها وتجارها
وأمنائها وعامة أهلها.

بعد الدعاء لمقام السلطان
العالي بالنصر والسعادة والهداية إلى العمل الصالح أكتب إليكم عن الأحداث الواقعة
في مدينةالجزائر .

إن مقامكم العظيم له من الحظوة القصوى والإحترام الرفيع
عندنا خصوصا بعدما ذاع صيتكم وذُكرت أيّامكم ، ونحن نشعر بالفخر والإعتزاز معلنين
ولاءنا لكم انطلاقا من ثقتنا العالية بكم وهذا هو شعورنا سواء كان ظاهرا أم باطنا،
وننتظرأوامركم السامية لنا، وكونوا مطمئنين أننا لا نشعر تجاهكم إلا بالتوقير
والتعظيم، ومتمنين لمقامكم الشريف العزة والسّؤدد، وموقفنا هذا نابع من عاداتنا
وتقاليدنا فيتبجيل كافة المؤمنين من أولياء الله المؤيّدين بنصره والمظفرين في
إلحاق الهزيمة بالكفار كما وردت لنا الأنباء بذلك ، ونفصل إليكم الوضع على
النحوالتالي:

بعد أن استولت الطائفة الطاغية على الأندلس انتقل شرّها إلى
قلعة وهران ومن ثم خططت للإستيلاء على سائر البلاد وحصلت على موطئ قدم في بجاية
وطرابلس أما مدينتنا الجزائر فقد بقيت بعيدة عن دينهم ولكنها أصبحت كالغريب وسط
هؤلاء، وضيق علينا أهل الكفر من كل جانب وماكان منّا إلا أن استنفرنا كافة جهودنا
ولجأنا إلىالله الناصر المعين، ولكنّنا قمنا بدراسة الموقف من عدة وجوه خصوصا بعد
أن طلبت الطائفة الطاغية منا أن ندخل تحت ذمّتها، وقد اضطررنا أن نقبل الصلح مع
الكفار بعداشتداد وطأة المحنة علينا وخوفنا على أنفسنا وعلى حريمنا وأولادنا من
السبي وأموالنا من السلب ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

بعد هذه الضائقة
جاءالكفار واستولوا على وهران وبجاية وطرابلس، ومن ثمّ قصدوا إلينا بسفنهم
للاستيلاء على مدينتنا وايقاعنا في حبائل أسرهم وتفريق شملنا، إلا أن قدوم أوروج بك
مع نفر من المجاهدين في سبيل الله وحماة أهل الدين والمسلمين غيّرالأمر، وقد فرحنا
بقدومه واستقبلناه بكل إكرام خصوصا أن هذا المدد قد حررنا من عقدة الخوف بفضل الله
تعالى ، وكان المشار إليه أوروج بك قد قدم على باجة إحدى المدن التونسية قبل قدومه
إلينا ، وقصده من ذلك تحريرها من دنس الكفار ودعم إخوانناالمسلمين فيها، وقام
بمحاصرة قلعتها بمعاونة المجاهد الفقيه الصالح أبو العباس أحمدبن القاضي، وقاما
بتوجيه ضربات ساحقة للكفار عن طريق هدم القلعة وبثّ الخوف في صفوف الأعداء، وهكذا
استطاعا الدخول إلى القلعة على مرأى من الكفّار، وكانت هناك مجموعة من المجاهدين
استطاعت أن تسيطر على أحد أبراج القلعة وهكذا دخلوها عنوة، وقد فر ّ بعض الكفار
والبعض الآخر قتل في انتظار نار جهنم التي أعدها الله للكفار. وقد قاتل المجاهدون
ضد الكفار قتالا عظيما وأبدوا مشاهد مثيرة من البسالة والإقدام ليلا ونهارا من شروق
الشمس حتى غروبها .

وقد قدم إلينا المشار إليه أوروج بك في قلة من أصحابه
ليكونوا عونا لنا في قتالنا ضد أعداء الدّين وهذا هو السبب بالذات الذي حررنا من
عقدة الخوف من الأعداء .

وقد نال المشار إليه أوروج بك مرتبة الشهادة في
معركة تلمسان وحل محله في قيادة المجاهدين شقيقه أبو التّقى خير الدين،وكان خير خلف
لأننا لم نعهده إلاّ متبعا للشرع الشريف وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولم
يثبت عليه إلا التّعظيم لمقامكم ودأبه على الجهاد لإعلاء كلمة الله،وبذلك نال محبة
الجميع واحترامهم ، وكيف لا ينالها وهو أتى بقلب سليم ونية صادقة للجهاد في سبيل
الله . مقدما عليه بكل بسالة وإقدام، مضحيا براحته منفذا لأمر الله تعالى بالجهاد
ومنطلقا من عقيدة إيمانية كأنها كوكب وهاج .

وأودأن أعلمكم أن خير الدين قد
نوى زيارتكم إلا أن أعيان البلدة المذكورة قد رجوه بالتخلي عن فكرة الزيارة حاليا
لعدم زوال خطر النصارى الكفار، وبدلا منه اتفقنا على ارسال العالم الفقيه سيد أبو
العباس أحمد بن علي بن أحمد وأرسلناه إلى حضرتكم فعلا، ويحمل منا رسالة ولاء
لمقامكم الرفيع، واعلم ياسيدي أن اقليم بجاية وأهالي الشرق والغرب في خدمتكم ، وأن
ما حدث في هذه الديار قد تم شرحه لكم في هذه الرسالة.

والسّلام عليكم ورحمة
الله وبركاته

كتب في أوائل شهر ذي القعدة من عام 925.
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

حسن اخوتي كما في ديننا يقال شاورهم في الأمر وكما يقال أيضا رأي الله مع الجماعة وسأخذ باقتراح الأخ الرياضي والأخ النمر العماني وسأرفع طلب لتغيير العنوان بالنسبة لمصدر الموضوع فهو لا يخفى عنكم أنه دراسة لقسم التاريخ وهي محاضرات للأستاذ [font=&quot] برابح الشيخ وقد وضعتها كما هي في موضوع سابق لكن اقترح علي اخوة أعزاء التصرف فيها وتحسينها حتى يفاد بها المتلقي فأضفت لها بعض الصور و2 فيديو وجدتهم في اليوتوب وكبرت الخط الخ......وحذفت الموضوع القديم بعد مساعدة من الأخ عبد العزيز مشكور على تجاوبه كما أشكركم على اقتراحاتكم وتوجيهاتكم اخوتي [/font]
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م

د. محمد مكحلي [1]


قسم التاريخ- كلية الآداب و العلوم الإنسانية- جامعة الجيلالي اليابس / سيدي بلعباس / الجزائر


تقديم:


بتعيين خير الدين بيلرياي " أصبحت الجزائر إحدى الولايات الثلاث للإمبراطورية العثمانية وأصبح لبايلر باي الجزائر بمقتضى هذا التعيين حق التصرف المطلق في الجزائر مع الإشراف على إقليمي تونس و طرابلس، لكن هذا الإشراف لم يدم طويلا فقد ألغى العثمانيون نظام البايلر باي سنة 1588م خوفا من أن يفكر هؤلاء الولاة في الإنفصال فأصبحت الجزائر ولاية عادية يعين على رأسها باشا تغيره الأستانة كل ثلاث سنوات[2].


لم يهتم الباشوات بشؤون الرعية بل انصرف همهم إلى جمع اكبر قسط من الأموال في انتظار مدة الولاية، وبذلك انتقلت السلطة من أيديهم إلى ضباط الجيش الذين بدأ نفوذهم يتعاظم تدريجيا مع بداية سنة 1659م، وأصبح حكام الجزائر العثمانية يعينون من بينهم ضابطا برتبة أغا كحاكم فعلي على الولايات غير أن هذه المرحلة لم تطل مدتها و ذلك لأن الأغا لم يكن يستقر في منصبه أكثر من شهرين نتيجة للتنافس الشديد بين الضباط على الحكم[3].


فكانت الجزائر خلال الفترة من 1518-1671م إيالة عثمانية تتلقى المساعدة المالية و العسكرية من الخلافة و قد اهتم الحكام في هذه المرحلة بتوحيد الجزائر سياسيا و ذلك بالقضاء على الإمارات المستقلة وإخضاعها لسلطة مركزية مقرها مدينة الجزائر كما وجهوا جهودهم لتحرير موانئ البلاد من السيطرة الإسبانية وفرض سيطرة الأسطول على الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط.


مع بداية سنة 1671م دخلت الجزائر مرحلة جديدة تميزت بتولي طائفة رياس البحر السلطة، و هم ضباط البحر الذين نصبوا نظاما جديدا يتمثل في تعيين حاكم للبلاد يلقب بالداي.


و قد التزم الدايات بحفظ الإرتباط مع الدولة العثمانية باعتبارها خلافة إسلامية، لكنهم سلكوا سياسة مستقلة فيما يتعلق بالشؤون الخاصة للبلاد ، فالداي هو الذي :


§ يعقد الإتفاقيات الدولية


§ يستقبل البعثات الدبلوماسية ( القناصل)


§ يعلن الحرب و يبرم معاهدات السلام


لما استقر نظام الدايات تكون في مدينة الجزائر ديوان مستقل هو أشبه بمجلس الوزراء، فهناك وكيل الخرج المختص بشؤون البحرية، و البيت مالجي المختص بالشؤون المالية و رئيس أمين مدينة الجزائر و خوجة الخيل الذي كان يشكل حلقة إتصال بين الجزائريين و الحكومة.
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

مخطط للنظام السياسي و الإداري للجزائر العثمانية في عهد الدايات




و قسمت الجزائر من الناحية الإدارية إلى أربعة أقاليم رئيسية هي:


1- دار السلطان: كانت تضم مدينة الجزائر و ضواحيها


2- بايلك الغرب: كانت عاصمته مازونة ثم معسكر و أخيرا وهران بعد جلاء الإسبان عنها عام 1792م


3- بايلك التيطري، ضم المناطق الوسطى و مناطق جنوب دار السلطان و كانت عاصمته المدية.


4- بايلك الشرق: يقع من شرقي من دار السلطان و بايلك التيطري كان أكبر المقاطعات و الأقاليم ، و كانت عاصمته قسنطينة.


كانت هذه المقاطعات مقسمة إلى قيادات و على رأس كل منها شيخ قبيلة و كان الجهاز الإداري جهازا لامركزيا حيث أن اية علاقة للحكومة برعاياها كانت علاقة غير مباشرة، تعتمد على استعمال الزعماء المحليين لجمع الشرائب و فرض الأمن يمكن استنتاج أهم الخصائص التي ميزت الدولة الجزائرية أنذاك كمايلي:


1- لم يعد تعيين رجال الحكم قائم على الإنتخاب من طرف ممثلي الشعب فلم يكن النظام السياسي ملكيا وراثيا ولكنه لم يرتق إلى نظام جمهوري..


2- حافظ النظام الإداري على التقسيمات القبلية و الزعامات المحلية فلم تتبلور الصفة العصرية للدولة[4].


3- لم تختلف وضعية الجزائر كما كانت عليه لقبه العالم الإسلامي و لكنها كانت مختلفة كما كان يحدث و العالم الأوربي الذي تكونت فيه دول ذات حكومات مركزية أخذت تتأهب لفرض سيطرتها على العالم[5].


الحياة الإجتماعية و الإقتصادية:


عند دراسة أوجه النشاط الإقتصادي و الحياة الإجتماعية للجزائر العثمانية يلاحظ الطابع الزراعي و الرعوي الذي تمركز أساسا في الارياف و أطراف المدن هذا في حين أن الحواضر تكاد تنفرد بالنشاط الحرفي لو لا وجود قدر قليل من نشاط حرفي متواضع يهدف إلى تلبية الضرورات المنزلية و يقوم على الإكتفاء الذاتي في الأرياف. و إلى جانب ذلك لعبت التجارة الخارجية و الداخلية دورا مهما داخل البنية الإقتصادية للمجتمع الجزائري عموما و البنية الحضرية بشكل خاص[6].


لقد هيمن النشاط الإقتصادي في الأرياف الجزائرية و بخاصة النشاط الزراعي و الرعوي[7]، و فيما يخص أشكال الإنتاج، فإنها كانت موزعة على أربعة مجالات طبيعية تتمثل في المرتفعات الجبلية و التلال و السهوب و أطراف الحواضر تشكل في مجملها كلا إجتماعيا و إقتصاديا يمز الريف الجزائري والإمتدادات الريفية التابعة للحواضر.


بالرغم من تنوع هذه المناطق التي تنتحل هذا النمط من العيش فإن الإنتماء إلى الجماعة العمرانية (Communauté) يشكل الشرط الضروري لاستمرار الحياة الإجتماعية ففي كنف هذا التجمع تتحقق ملكية العضو لشروط العمل و الإنتاج أي أن إنتماء الفرد للجماعة شرط تحقيق وجوده فهي تتوسط العلاقة فيما بينه و بين الأرض و وسائل العمل، و هكذا فإن العائلة الممتدة تشرف في المرتفعات الجبلية و بشكل نسبي على الملكية الصغيرة التي تعتبر مجالها واضحا و بين حرائق الجيران و هي (أي الأسرة الممتدة) تمثل الأسرة النووية ( الصغيرة) وجودها ضمنها[8].


و تعتبر "التويزا" « Touiza » أكثر اشكال التضامن القروي شهرة و هي كثيرا ما تجد الفرصة للظهور في أراضي الأوقاف و يلاحظ أن الأب أو الأخ الأكبر في كل أسرة هو الذي يمثل أفراد أسرته في احتفالات القرية و ينوب عنها في التجمعات التي تعقد في المسجد[9].


و من أجل تأمين إعادة انتاجها فإن الأسرة تضيف إلى أنشطتها المعروفة بعض الصناعات الحرفية المرتبطة باستغلالها و التي أحيانا ما يوجه بعضها نحو السوق. أم الملكية غير المنقولة التي تتحقق من خلال الهيبة أو الميراث فرغم كونها ملكية خاصة إلا أنها تبقى تندرج تحت استحواذ العائلة.


إن وضعية الأراضي الزراعية في الجزائر خلال العهد العثماني أصبحت تتصف بمظاهر الصراع الخفي و الإحتكاك المستمر بين أسلوبين من الإنتاج، و نمطين من المعيشة مختلفين أحدهما يرتكز على الإرتباط بالأرض و حيازتها و الأخر يمتهن الرعي و العزوف عن خدمة الأرض[10].


و هكذا لم يبق من الأقاليم المحتفظة بطابعه الزراعي المتمسكة بتقاليده الفلاحية سوى فحوص المدن الكبرى و بلاد القبائل ، و شمال قسنطينة و التيطري و سهل متيجة و سهل غريس[11].


و الجدير بالملاحظة أن العثمانيين قد عملوا جاهدين على الإحتفاظ بالأوضاع السائدة، فأبقوا في غالب الأحيان ملاك الأراضي و أقروا العشائر المتعاملة معهم على الأراضي التي


ت استحوذوا عليها بغية الحصول على تأييد شيوخ القبائل و مساندة رؤساء الزوايا لهم و لم يهتموا بصفة خاصة إلا بما تذره الأرض من إنتاج و ما توفره من جبايات[12].


إن التطور الذي انتهت إليه وضعية الأرض من ناحية الإنتاج لم يكن نتيجة لسياسة معينة من طرف الحكام العثمانيين و إنما كان نتيجة تحول بطيء فرضته الأحوال الإقتصادية و ساهمت فيه الأوضاع الإجتماعية و تسببت فيه حاجة الحكام إلى موارد البلاد "إثر تزايد" الضغط الأوربي على السواحل و إنفتاح البلاد على التجارة الأوربية.


لقد نتج عن كثرة المطالب المالية وقلة الجبايات على الأراضي الزراعية وتعدد المغارم،إهمال الزراعة و تحول قسم من السكان من الإشتغال بالفلاحة إلى مزاولة حرفة الرعي وفي بعض الأحيان اضطر المزارعون إلى الثورة على الحكام و قد انعكس هذا الوضع على الحياة السياسية[13]، إذ أن تحول السلطة إلى الدايات أدى إلى تضررالزراعة، وتحول كثير من الأراضي المنتجة للحبوب إلى ملكيات للبايلك أو مزارع مشاعة بين أفراد القبائل الحليفة "قبائل المخزن" أو العشائر الخاضعة "قبائل الرعية" بعد أن انقطع سيل الهجرة الأندلسية، و تسببت الحملات العسكرية التي كانت تنطلق من مراكز البايلك لجمع الضرائب و أخذ المغارم في الحلاق أضرار فادحة بأهالي الريف و غالبا ما تمكن المحلة أو الفرقة العسكرية مدة طويلة قد تصل على ستة أشهر تتحول أثناءها الأرياف و توجب الضرائب و يعاقب العقاب الممتنعون فمحلة بايلك الشرق تنطلق من قسنطينة و تنقسم إلى فيلقين أحدهما يجوب الهضاب العليا و التل الجنوبي و الأخرى تقصد مناطق التل الشمالية المتاخمة لساحل البحر، أما محلة بايلك البيطري فتتوجه من مدينتي الجزائر والمدية نحو سهل عريب و بني سليمان و البرواقية، بينما محلة بايلك الغرب تخرج من مازونة أو معسكر نحو سهول غريس و وادي مينا وجهات السرسو و تاهرت[14].


وبظهور دايات أقوياء وأكفاء و استقرار نظام الحكم على توسع أراضي الدولة بمواطن العشائر التي ثم إخضاعها،في الوقت الذي استقرت في أوضاع الملكيات المشاعة، وبدأ قسم من الملكيات الخاصة يتحول بفحوص المدن إلى أوقاف أهلية يعود ربحها بعد انقراض عقب محبسها على المؤسسات الدينية و المشاريع الخيرية.


كما هو الحال بفحوص مدن الجزائر و البليدة و القليعة[15].


وبعد مـوت الـداي محمد عثمان باشا تولى مقاليد الحكم الداي باشا حسان (1791-1798مـ) و الداي مصطفى باشا (1798-1805مـ) اللذان انتهجا سياسة جديدة، قوامها تصدير المزيد من المحاصيل الزراعية إلى خارج البلاد عن طريق الشركات الأوربية و المحتكرين اليهود أمثال بكري و بوشناق ، في الوقت الذي كانت فيه البلاد معرضة للمجاعة نتيجة القحط الذي أضر بالزراعة في السنوات التالية 1788 و 1779 و 1800 و 1807م و1816 و 1819[16]، ويلاحظ أن السماسرة اليهود كانوا يصدرون كميات كبيرة من الحبوب أثناء هذه الفترة.


ففي عام 1793م و مثل على ذلك تم شحن مائة سفينة من ميناء وهران قدرت حمولتها بـ 75000 قتطار من القمح و 6000 قنطار من الشعير مما تسبب في حدوث اضطرابات في جهاز الحكم فاغتيل ستة دايات من مجموع ثمانية في مدة قصيرة[17].


لقد أدى الضغط المتزايد على الأرياف إلى قلة الإنتاج و إهمال الزراعة وإعلان العصيان و حدثت سلسلة من الثورات في جميع الجهات مثل منطقة جرجرة (1804-1810-1823م) و شمال قسنطينة (1804م) و الغرب الجزائري (1803-1809م) و مناطق النمامشة و الأوراس ، ووادي سوف( 1818-1823).


و قد شملت الثورات مناطق الحبوب حيث أعلنت التيجانية العصبان سنة 1818 م، هذا في الوقت الذي كان فيه الصراع محتدما مع حكام تونس من 1806م إلى غاية 1817[18]، مما أدى إلى هجرة جزء من السكان هربا من الإنتقام و تجنب لبطش الحملات العسكرية، و لم يعد الحكام يسيطرون بالفعل إلا على سدس أراضي التل الخصبة حبس بعض التقديرات[19]، حيث اصبحت ملكيات أو الدولة هي السائدة في الأرياف في الوقت الذي تركزت فيه الملكيات الخاصة بالمناطق الجبلية الممتنعة عن الحكام، و الملكيات المشاعة في السهوب الداخلية حيث تربى المواشي ولا تزرع الأرض إلا من أجل الحصول على الضروري من الأقوات و نظرا لهذه الأوضاع السيئة و الظروف الصعبة فقد فقد الفلاح الجزائري الرغبة في العمل حتى أنه، في سنة 1786م لم يجد ملاك الأراضي بسهل عنابة الخصيب من يقوم بحصاد حقولهم فاضطروا إلى التنازل عن نصف الإنتاج لمن يقوم بحصـاد القمح بعد أن تخوف كثير من الفلاحين من انتشار الوباء و فاضطروا إلى قبول الحصول على خمس المحصول بينما استحوذ عمال البايلك و الملاك المقيمون بالمدن على أربعة أخماس المحصول بدون مجهود و عليه فقد تقلصت الأراضي الزراعية وتناقصت المساحات المستغلة حتى أصبحت عشية الإحتلال الفرنسي 1830م لا تتجاوز359040 هكتارا[20].


أما النظام الجبائي المطبق على الأراضي الفلاحية فإنه لم يخرج في أساسه عن مبدأ الجباية في الإسلام[21]، و حاول الحكام رفع الإنتاج الزراعي بالإلتجاء إلى الحملات العسكرية لإرغام السكان على تقديم المزيد من المحاصيل الزراعية وباحتكار تجارة الحبوب و تسخير الفلاحين بالأرياف لخدمة أراضي الدولة لإنتاج المزيد من المحاصيل، و قد أنشأوا لهذا الغرض العديد من المظاهر العامة في مراكز الحاميات، و أقيمت المطاحن الهوائية بالقرب من المدن حيث كان قياد البايلك يكلفون بإحصاء المحاصيل الزراعية، و مراقبة مواشي البايلك، و تحديد مقدار الضرائب التي كانت تتقاضاه الدولة عن تلك المحاصيل و المواشي.
 
رد: الفتح العثماني للجزائر أبعاده وخلفياته في ضل تحرشات الاسبان وأطماع الغزاة....بالتصرف

لقد شهد النشاط الصناعي خلال فترة الدراسة 1707-1827 ثلاثة اشكال من النشاط وهي الشكل الحرفي للإنتاج و شكل البايلك للإنتاج (التابع للسلطة أو البايلك) والشكل السابق للتصنيع « Forme pré facturière »

1- الشكل الحرفي للإنتاج:


يظهر هذا النموذج من خلال الصناعة المنزلية فقد أدى إلى تطور إنتاجية النشاط الزراعي الرعوي إلى بدايات لتخصيص جزء من سكان الريف في بعض الصناعات مثل صناعة الأحذية و اللباس أو بعض عمال الحرارة مع بقائهم في بعض الأحيان مرتبطين بالنشاط الزراعي الرعوي كما كان الأمر في المرتفعات الجبلية.


بعد إزدهار النشاط التجاري توسيع التجارة و اتساع المدن خلال اندماج التشكيلة الإجتماعية في المجال الإقتصادي للخلافة العثمانية نشطت الصناعات وامتدت حتى أصبحت لا يخلو إقليم من الأقاليم من بعضها[22].


و كانت هذه الحرف تستجيب للمتطلبات المحلية للمدن أو المناطق المجاورة وكان بعضها يصدر إلى الخارج، كما كانت هذه الحرف تعرف تنظيما اجتماعيا محكما و توزيعا اجتماعيا للعمل له قواعده و حدوده فكل فـرقة كـانت لـها نقاباتها أي أن هذه الصناعات التقليدية لها تنظيمات مهنية حيث كان لمختلف الحرف فكان تنظيمات للدباغين الإسكافيين لصانعي البرادع وتنظيمات لحائكي الصوف و القطن و الحرير و المطرازين و الصباغين البراميا وللنجارين و للحدادين و لصانعي الأسلحة و صانعي المجوهرات[23].


و كذلك كان لكل حرفة نظامها الخاص و مسؤولها الذي يشرف عليها الذي يطلق عليه "الأمين" أو "النقيب" و كان ينتخب يختار بأغلبية أصوات الحرفيين و هو يلتزم بالدفاع عن ممثليه أما السلطات و يعتبر النقيب إضافة إلى إشرافه على البيع والشراء الأمر و الموجه للتعاونية وفق قواعد العزف و هو أيضا يراقب جودة المنتوج و يفك النزاعات التي نشأ بين المعلم و الصناع أو بين رؤساء الورشات ويقوم بتعليم المبتدئين أصول الحرفة و العمل.


و من الناحية الإجتماعية كان النشاط الحرفي يشهد تمايزا اجتماعيا يستند في أغلبه إلى العامل العرقي فكل حرفة كانت خاضعة لجماعة عرقية كما كان لكل حرفة شاركها فيهود الجزائر و قسنطينة مثلا كانوا يحتكرون الصناعات الخاصة بالمعادن الثمينة في الوقت الذي كانت فيه السلطة تحتكر بعض البضائع و المشاغل و كانت عملية الإحتكار التي تمارسها السلطة العثمانية عاملا في إعاقة و منع تطور الحرفيين الأثرياء إلى شكل صناعي أكثر تطورا[24].


و عليه فالسلطة العثمانية و الجزائر كانت تحتكر جزءا من النشاط الصناعي مثل صناعة السفن و مسابك المدافع و مطاحن الدقيق و المحاجر وهذه الصناعات الإستخراجية كانت تمثل مجموعة الضروريات التي تستند إليها قوة البايلك[25]،وقد أدى هذا الوضع إلى تدعيم سلطة الداي الإقتصادية و السياسية على هذا النحو و احتكار الدولة للتجارة الخارجية و كذا اشتداد المنافسة الأوروبية للمنتجات المحلية إلى إفشال تحول البرجوازية الجزائرية إلى برجوازية تحويلية على غرار البرجوازية الأوربية التي وضعت الحرف تحت تصرفها و لم تضيق عليها مجال الإستثمار في هذا المجال.


إن المتمعن في هرم القوة في المجتمع يلاحظ على رأسه الأقلية التركية الحاكمة التي استأثرت بمقاليد الحكم والصناعات الكبرى، و تستحوذ على 1,5 مليون هكتار من الملكية العقارية إلى جانب ما تدر عليها عوائد الضرائب و التجارة و حسب البعض فإن السيطرة التركية بلغت ذورة شرعيتها مع ظهور فكرة الحدود و السيادة الإقليمية[26] و ذلك منذ القرن السادس عشر (16مـ) وقد تمكنت بعد فترة وجيزة من تكوين جيش بحري مكنها من السيطرة على غرب البحر الأبيض المتوسط حيث استمرت هذه السيطرة زهاد ثلاثة قرون و بفضلها عاشت الجزائر إلى غاية مطلع القرن التاسع عشر (19): يذكر أجيرون شارل روبير « Agéron Charles Robert » أن مدينة الجزائر اشتهرت بمحاربتها إلى حد أن سبع دول كانت تدفع للداي حربه منتظمة كما كانت هناك ثماني دول منها إنجلترا يقدم إليه الهدايا النقدية و العينية حتى تتجنب التعرض لقرصانها[27].


و قد أورد يحيي بوعزيز[28] نقلا عن "هنري فارو" مبلغ ما تدفعه دول أوربا و مدنها للجزائر من الضرائب و صنفها على النحو التالي:


§ الولايات المتحدة، هولندا، البرتغال، نابولي، السويد، النرويج، الدانمارك، تدفع ضريبة كل عامين .


§ الدانمارك و النرويج و السويد، تدفع ضرائب أخرى في شكل اسلحة و حبال وصواري و دخيرة البارود و رصاص و حديد تقدر قيمتها بمبلغ 25 ألف فرنك.


§ إسبانيا و فرنسا و إنجلترا و هانوفر و سردينيا و الطوسكان و دافوس والبندقية تدفع هدايا دورية للدايات و الباشوات و أعضاء الديوان عند إبرام المعاهدات و تعيين القناصل لها بالجزائر.


§ هامبورغ و بريم تدفعان أدوات الحرب و التمونيات الحربية النمسا و روسيا لا تدفعان الضرائب و لكن تدفعان أموالا طائلة لفداء أسراها الكثيرين بالجزائر و يضيف أيضا نقلا عن ليون فالبير « Leon Valiber » تسيء من التفصيل عن ما تدفعه دول أوربا إلى الجزائر .


§ مملكة الصقيليتين:تدفع مبلغ 44 ألف بياستير سنويا منها 24 ألف نقد والباقي في شكل بضائع.


§ ممكلة الطوسكان :تدفع 23 ألف بياشر كلها قدم حددت قنصلها بالجزائر


§ مملكة سردينيا :تدفع مبلغا كبيرا من المال كلما جددت قنصلها بالجزائر .


§ البرتغال تدفع نفس ما تدفع نفس ما تدفعه الصقليتان


§ إسبانيا : تدفع مبالغ مالية كلما حددت قنصلها


§ النمسا تدفع هدايا دورية مباشرة و عن طريق الدولة العثمانية


§ إنجلترا تدفع 600 جنيه إسترلينن كلما جددت قنصلها


§ هولندا تدفع نفس مبلغ إنجلترا


§ أمريكا تدفع نفس مبلغ بريطانيا


§ هانوفر، بريم الألمانيتان: تدفعان مبالغ مالية كبيرة كلما حددت قناصلها.


§ السويد و الدانمارك تدفعان مبالغ مالية كبيرة سنوية في شكل مواد حربية قيمتها 400 بياستر.


أدت القوة العسكرية على الخارجي كذا الداخلي إلى تحول المجموعة العسكرية تدريجيا إلى وضع شبه إقطاعي[29] في الداخل و استنادا إلى هذه الشرعية راحت هذه القوى تدعم نفوذها بواسطة بعض الشرائح الإجتماعية في مواجهة قوة القبائل التي لا تعترف بالولاء الديني و لا تدفع الضرائب إلا تحت أسنة الرمــاح و من بين هذه الشرائح الإجتماعية الكراغلة[30] و الذين يرون أنهم ينتمون إلى العائلات الكبيرة «Les familles des grandes tentes» و إلى جانب الكراغلة نجد الأندلسين الموريسكيين المطرودين من الاندلس الذين لعبوا دورا هاما في إعادة إحياء النشاط الحرفي و إلى جانب هؤلاء نجد القبائل التابعة للسلطة و تدعى قبائل المخزن التي تلعب دور الشرطي أما القبائل المنشقة و هي يستغل أٍراضي البايلك و يتمتع بتفويضها بجباية الضرائب من القبائل الأخرى[31].


لقد كشفت عملية التداول التجاري عن وجود تبادل سلعي بسيط و تداول سلعي لراسمال وقد عرفت الجزائر نموذجين لهذا الشكل الأخير للتجارة (التداول السلعي ) يتمثلان في تجارة القوافل الكبرى و التجارة مع أوربا.


تبين عملية التبادل السلعي البسيط الداخلي عن وجود تقسيم نسبي للعمل بين المدن و القرى، يقتصرغالبا على المقايضة سواء بالنسبة للتبادل الحاصل بين الشمال و الجنوب (تمور-مقابل حبوب) أو ذلك الذي يتم بين السهول و المناطق حيث تتم مقايضة الخضار و الفواكه و الزيت و منتجات الحرف مقابل الحبوب بينما يدل النوع الثاني من أشكال التجارة على توافر الصلات بين إفريقيا و أوربا.


و منذ القرن التاسع عشر بدأت الحرف و مختلف الانشطة التقليدية الجزائرية و العهد العثماني و معها الإقتصاد الحضري في التدهور لصالح المنتجات الأوربية ثم لم يقتصر الأمر على الحواضر حين إمتد هذا التأثير إلى داخل الأرياف[32] .
ابو احسان
2008-01-01, 11:35

أ-الوضع الصحي:

1- إنتشار الأمراض و الأوبئة:


شهدت الجزائر العثمانية تقهقرا إقتصاديا و اضمحلالا اجتماعيا واكبه سوء الأحوال الصحية و المعاشية خلال القرنين الرابع عشر (14مـ) والخـامس عشر (15مـ) بعد الحروب الطويلة و ما نجم عنها من خراب للمدن و عمال يقول ناصر الدين سعيدوني اصبحت دلس و هنين مجرد خرائب[33] ثم ما لبثت. أن تحسنت أوضاع البلاد طيلة القرن السادس عشر (16) و النصف الاول من القرن السابع عشر بعد قدوم الموريسكيين واستقرارهم بالجهات الساحلية يستصلحون أراضيها ويعمرون مدنها و قراها وتوسع عمران مدن الجزائر و دلس و تنس و شرشال والقليعة و البليدة و عنابة وقسنطينة و وهران و تلمسان و مستغانم و قلعة بني راشد و مازونة و المدية ومليانة و زمورة و غيرها و انتشرت إلى القرى والعمارة الريفية القريبة منها[34] .


لم يطل هذا التحسن كثيرا إذ عرفت البلاد ركودا اقتصاديا و انكماشا عمرانيا طيلة النصف الثاني من القرن السابع عشر (17مـ) و النصف الأول من القرن الثامن عشر (18مـ) بعد ذلك ساءت الأوضاع الإقتصادية و أقفرت الأرياف والمدن من سكانها و تكاثرت الأعراض و الأوبئة الفتأكة مما أثر سلبا على حالة السكان الصحية و المعاشية و ترك آثارا سيئة على أوضاعهم الإجتماعية[35].


إبتداءا من أواخر القرن الثامن عشر (18مـ) تضاءل عدد سكان المدن وتناقص سكان الأرياف مما تسبب في ضعف قوة الأوجاق[36] أدى هذا الوضع إلى تناقص عدد التجار و قدرة الحرفيين و الصناع و إفتقار الأرياف إلى اليد العامة الزراعية.


و الظاهر أن ذلك التدهور يرجع إلى إنتقال العدوى و إنتشار الأمراض من الأقطار المجاورة بسبب صلة الجزائر ببلدان البحر الابيض المتوسط و انفتاحها على أقاليم السودان و علاقتها التجارية مع أوربا و ارتباطها الروحي بالمشرق الإسلامي[37].


مما ساعد على إنتشار هذه الأمراض واستيطانها في البلاد انتشار المستنقعات بالسهول الساحلية وحول المدن الكبرى وبالرجوع إلى المعلومات التي أكـدها كل من هايدو « Haédo » و شاو « Show » و لوجي دوتاسي « Laugy Detassy » أو شالر « Shaler ».


تستنج أن الأدوية و العقاقير المحضرة كانت غير متوفرة و حتى الصيدلية الوحدة لمدينة الجزائر كانت لا تتوفر إلا على بعض العقاقير و الحشائش و كان الباش خراح "القائم" عليها يجهل مواصفاتها و فوائدها الطبية[38].


الطاعون:


شكل الطاعون أخطر مرض عانت منه كل الفئات الإجتماعية بالجزائر خلال العهد العثماني، كما تعرضت إلى ضرباته الحادة كل العناصر الاجنبية المقيمة بالبلاد لقد تكرر ظهوره في شكل تواتر حلقات متعاقبة مع الأوبئة المستوطنة بالمنطقة تسببت في إنهيار ديمغرافي و أدت إلى تدهور الوضع الصحي الذي اثر بدوره سلبا على إقتصاديات البلاد تاركا تشوهات خطيرة في البيئة الإجتماعية[39].


لقد أثر وباء للطاعون على الأوضاع الصحية للجزائر العثمانية و ارتبط بالعوامل الأخرى التي أثرت على الوضع الصحي للسكان مثل الإضطربات الجوية والتدبدبات المناخية و فترات الجفاف و الفياضانات بالإضافة إلى إجتياح الجراد وما نتج عنه من الزلازل و الحرائق و ما ترتب عنها من تخريب و تدمير[40].


و مما زاد الأحوال الصحية سوءا أن الحكام العثمانيين لم يهتموا بميدان الصحة و لم يعطوها الأهمية التي تستحقها فمن ذلك أنهم ولم يتخذوا أي إجراء وقائي ضد تنامي هذه الأمراض[41]، أما أماكن العلاج فكانت محصورة حول بعض المصحات و الملاجيء مثل زنقة الهواء و ملجأ الأمراض العقلية المخصص للأتراك بالإضافة إلى مارستانات[42] رجال الدين المسحيين التي كانت تنفق عليها الدول الأوربية[43].


و ما يمكن ملاحظته أن الأوبئة كانت تتكرر كل عشرة أعوام أو خمسة عشر عاما وأنها في بعض الأحيان استمرت لبضع سنوات كما حدث خلال أعوام 1784-1798 كما مني القرن السابع عشر ( 17مـ) بانتشار الأوبئة في مختلف جهات البلاد مدة حوالي 39سنة أما القرن الثامن عشر (18مـ) فقد ظهرت أثناءه الأوبئة[44] طيلة السنوات التالية:


1700-1728-1732-1738-1740-1744-1749-1784-1785-1786-1793-1794-1797-1798-1799.


كما اشتدت حدة الأمراض و عمت جميع أرجاء البلاد من 1804- إلى 1808 و من 1818 إلى 1822. وكان الطاعون سنة 1740مـ، و دام ثلاث سنوات و قضى خلالها على 10000 نسمة ، و كان يهلك في الشهر الأول ما بين 300 و 400 نسمة في اليوم.


كما أدى وباء 1786-1787م إلى هلاك 16721 نسمة بمدينة الجزائر فتناقص عدد سكانها إلى 50000 نسمة كما تسبب في موت ثلثي سكان مدينة عنابة.


أما وباء عامي –1792 1798 فإنه أضر بجميع الجهات لاسيما وهران والجزائر وقسنطينة. وفي سنتي 1817-1818 انتشر الوباء في الجزائر و قضى على أكثر من 14000[45].


و هكذا اصبح وباء الطاعون[46] من مظاهر البيئة الجزائرية فتكرر ظهوره بها بإستمرار و قد كان مرتبطا بحركة الأسطول الجزائري و إحتكاكه الدائم بموانئ المشرق التي كانـ مصدرا لمختلف أوبئة الطاعون، حتى عدت الجزائر من مراكزه الدائمة و بيئاته المفضلة و هذا ما عبر عنه "بنزاك" « Panzac » بقوله :وباء الطاعون من الظواهر المستمرة و الدائمة في الجزائر العثمانية « La peste est une constante de l'Algérie ottomane »[47].


لقد اصبحت عدوى الطاعون تنتقل بسرعة في جميع جهات البلاد، و مسافة انتشاره قدرت بـحوالي 200 إلى 400 كلم سنويا وقد يستغرق إنتقالها أحيانا أسابيع قليلة لإجتياح منطقة ما تبعا لشدته و للكثافة السكانية في المنطقة التي تتعرض له[48].


و مع بداية القرن السابع عشر (17مـ) تميز الطاعون بتواتره "للتكراري" إذ نعاقب بصورة مثيرة للدهشة، عانت خلالها إيالة الجزائر من إجتياح المرض أكثر من إيالة تونس التي تضررت هي الأخرى من جراء انتشار الأوبئة بنسبة 26 سنة معدية.


بينما كان نصيب المغرب من الطاعون فترة لا تتجاوز 12 سنة[49].


أما في القرن الثامن عشر (18مـ) فقد تكرر وباء الطاعون و بلغ مجموع السنوات التي انتشر خلالها الطاعون أثناء هذا القرن 63 سنة في مدينة الجزائر وحدها و قد توزعت كمايلي:


§ سنوات 1717-1718-1723-1730-1731-1732


§ سنوات 1738 إلى 1758، انتشرت إلى مناطق بعيدة كالقالة و عنابة قدرت نسبة الوفيات في مدينة الجزائر، سنة 1740 ما بين 200 و 400 وفاة يوميا.


§ سنوات 1778 إلى 1804 ، انتشر وباء الطاعون في جميع الجهات و كان شديد الوطأة على السكان.


§ 1805-1815، زاد في حدته حدوث المجاعات التي تعتبر أثارها الديمغرافية أخطر من بعض الحروب.


لقد كانت أوبئة القرنين السابع عشر (17مـ) و الثامن عشر (18مـ) أكثر حدة و شدة من التي إجتاحت الجزائر أثناء القرن السادس عشر (16مـ)، إذ تشير العديد من التقارير العسكرية و المراسلات القنصلية إلى إستمرار "الوباء الفتاك" أو "الوباء الخطير جدا" [50]لفترات متعاقبة تناهز الواحدة منها 15 إلى 20 سنة وتعقبها عادة فترة خمود لا تتجاوز الست سنوات[51].


ابو احسان
2008-01-01, 11:36

ب- الكوارث الطبيعية
1-الزلازل:

لقد رافق إشتداد الطاعون و إنتشاره بالقطر الجزائري خلال العهد العثماني سلسلة من الهزات الأرضية العنيفة و الشديدة و التي تسببت في تخريب وتحطيم بعض المدن، و اسفر عنها في أحيان كثيرة خسائر في الأرواح و الممتلكات كزلزال مدينتي الجزائر و المدية سنة 1632، و الذي قالت بشأنه بعض الروايات أنه أهلك جل سكان مدينة الجزائر، و زلزال عام 1665 و الذي صاحبه خسوف الشمس وتأثرت به حتى السواحل الأوربية بالإضافة إلى زلزال 1676 الذي دام عدة أشهر ، و تسبب في الثورة ضد الداي الذي نقم عليه الأهالي و اتهموه بسوء الطالع[52].


أهم الزلازل:


لقد تعرضت السواحل الجزائرية إلى عدة زلازل عنيفة و قوية خلفت عددي القتلى و خسائر جسيمة فمنها.


1- زلزال 1716: الذي تخربت من جرائه مدن شرشال و بجاية و مدينة الجزائر و تكررت نتيجة هزات إرتدادية طيلة ايام الثالث (3) و الخامس (5) والسادس و العشرين (26) من شهر فبراير و قد هلك من سكان الجزائر تحت الأنقاض ما لا يقل عن 20000 نسمة حسب بعض المصادر[53].


نظرا لاشتداد حدة الزلازل اضطر الاهالي للخروج إلى ضواحي المدن ومنها ضواحي مدينة الجزائر بعد أن تهدمت منازلهم، مما جعل الداي يصر على معاقبة اللصوص، و القضاء على أعمال الفوضى التي صاحبته هذه الزلازل ثم تكرر حدوث الزلازل بمدن مليانة و عنابة و الجزائر أعوام 1723-1724 و تضررت شرشال من جراء زلازل 1735.


2-زلزال 1755:


يقال عنه زلزال لشبونة[54] و هو زلزال قوي شمل الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط فلم يبق منزل لم يتأثر بحدثه في مدينة الجزائر، و قد أدى هذا الزلزال إلى إنقطاع المياه و تهدم الخبايا، و قد صاحبه ظهور الحرائق للبعض الأحياء و شيوع أعمال النهب و الفوضى لمدة شهرين استمر فيها تكرر الهزات الإرتدادية الارضية.


3-زلزال 1760:


كسابقيه كان شديدا و عنيفا خرب مدينة البليدة[55] و اضر ضررا بالغا بمدينة الجزائر الامر الذي أدى حدا بالسكان إلى الإلتجاء إلى الحرائق و البساتين.


4-زلزال 1790:


حدث هذا الزلزال بوهران و كان دا فائدة على الجيش الجزائري الذي كان يحاصر المدينة تمهيدا لاسترجاعها من أيدي الإسبان[56].


5-زلازل 1818 و 1825:


تكررت الزلازل في الجزائر بحيث عمت أغلب المدن الساحلية و المناطق القريبة من مدينة الجزائر، منها الزلازل الذي ضرب الأطلس البليدي و أدى إلى هدم الدور و المساكن و خراب مدينة البليدة[57] والذي استمرت هزات من 2 إلى 6 ماي 1825 و أدت إلى هلاك أكثر من 7000 قتيل[58].


و قد تركت هذه الكوارث الطبيعية نتائج سلبية على الوضع الديمغرافي للبلاد و على الحالة الصحية ، كما اثرت في نفوس الأاهالي و أدت بهم إلى النقمة من الحكام و الثورة عليهم محملين إياهم سب البلاوي و المأساة.


2- الفيضانات و الحرائق:


اعتبرت الفياضانات و الحرائق من أهم الآفات و الكوراث التي أضرت بالجزائر خلال العهد العثماني، بحيث تسببت في حدوث مجاعات و إختفاء الأقوات وموت الكثير من السكان.


لقد اعتاد الناس حدوث المجاعات إثر سنوات القحط و الجفاف و في أعقاب زحف الجراد الأمر الذي كان يؤدي إلى إنتشار الأمراض و تكاثر الأوبئة .


و من الفيضانات التي عرفتها الجزائر خلال فترة الدراسة تلك التي تميزت بفداحة خطرها و ذلك خلال سنوات 1727-1731-1733-1734-1736-1740-1753-1755-1757-1791-1812-1816[59].


نتيجة لهذا تضررت أوضاع الجزائر الإقتصادية و مما زاد في الطين بلة سوء تصرف الحكام و إنعدام الأمن و شيوع الإصطراب الذي إرتبط بظهور الأمراض الفتاكة والحوادث الطبيعية المدمرة، الأمر الذي أدى إلى تشتت و هلاك كثير من سكان الجزائر و إشتداد الضائقة الإقتصادية بفعل غلاء الأاسعار وشح الأقوات و إتلاف المزروعات[60] و بذلك تناقص عدد سكان و بقيت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية غير مستغلة و تحول جزء من هذه الملكيات إلى مؤسسة الأوقاف[61].


3- الجراد و الجفاف:


مع الزلازل و الفيضانات عرفت الجزائر آفات أخرى تمثلت في غزو الجراد و إ،تشار الجفاف مما أضر أيما ضرر بالجزائر إبان العهد العثماني إجتماعيا و صحيا و إقتصاديا وتسبب في إختفاء الأقوات و هلاك كثير من السكان .


أما سنوات زحف الجراد فمن أكثرها ضرر خلال أعوام فترة الدراسة 1710-1716-1724-1725-1760-1778-1779-1780.


وأما السنوات التي عرفت فيها البلاد إنتشار الجفاف فكانت في الفترات الممتدة من 1734 إلى 1737 و من عام 1778 إلى 1779 و كذلك سنة 1800 وأعوام 1800-1807-1816-1819[62].


4- المجاعات:


عرفت الجزائر خلال العهد العثماني عدة مجاعات كان أثرها وخيما على الوضع الإجتماعي و الصحي و الإقتصادي للبلاد منها مجاعة 1778 و 1779م والتي قيل عنها أن الناس كانوا يموتون بالمئات في شوارع مدينتي الجزائر و قسنطينة[63] و كذلك الشأن بالنسبة لمجاعة 1787 و 1789م التي كان من أسبابها الجراد مع الوباء و كذلك أيضا يمكن الاشارة إلى مجاعة 1794 التي اتسمت فيها الأوضاع بالتردي والفوضى و غلاء الأسعار و غياب الأقوات[64].


و يـذكر عبد الرحمن الجيلالي أن الـجزائر ما كـادت تنتهي و تـستريح من ويـلات الحرب المحزنة حتى فـاجـاها الجدب والـقحط بكامل الـبلاد وأصبحت تعاني من أزمة مجاعة حادة و خانقة ارتفعت فيها الأسعار و غلا المعاش غلاءا فاحشا، حتى بلغ يومئد سعر الصاع الجزائري و هو ما يزن 34 كيلو تقريبا من البر فمات الناس جوعا و استمر للحال على ذلك بضع سنين و كان محمد الكبير باي وهران يأتي بالقمح من بلاد أوربا و يوزعه على الأهالي مجانا، و أعفى المزارعين و الفلاحين من دفع الضرائب و الخراج عن أراضيهم[65].


جـ-الوضع البشري:


فيما يخص الإحصائيات مجموع سكان الجزائر يلاحظ اختلاف ملحوظ عند المؤلفين و المتخصصين بهذا المجال و بخاصة من حيث العدد و الكثافة و هذا يعود إلى الأوضاع الصحية و الأحوال المعاشية و الظروف الطبيعية.


و الظاهر أن التعداد الإجمالي لسكان الإيالة الجزائرية كان يبلغ في نهاية الحكم العثماني حوالي ثلاثة ملايين نسمة إذا أخذنا بعين الإعتبار كل الإحتمالات الواردة و التقديرات الإعتباطية أو الإحصاءات المفرطة و استبعدنا قول حمدان خوجة بأن سكان الجزائر كان يبلغ العشرة ملايين نسمة (10 م ن)[66].


و اذا اعتبرنا الوضع الديمغرافي للمدن الجزائرية خلال العهد العثماني استطعنا الوقوف على تعداد سكان مدينة الجزائر الذي كان يتراوح حسب ما أورده "شاو" Show » بالنسبة سنة 1724 ما بين 40.000 و 180.000 .


أما تقديرات "فنتور دوبارادي" « Venture de paradis » لسنة 1789م فلم تتجاوز الخمسين ألف نسمة و مع نهاية العهد العثماني لم يكن يتجاوز عدد سكان مدينة الجزائر خمسة و ثلاثين ألف نسمة[67] و رغم ما يلاحظ من التناقص والإنكماش الذي أصبحت عليه مدينة الجزائر فإن كل الإحصائيات تؤكد أنها كانت في طليعة المدن و بعد هذا الجرد يمكننا التعرف على الخارطة السكانية للجزائر خلال فترة الدراسة
 
عودة
أعلى