صلح البندقية
المكان: مدينة البندقية – أوربا.
الموضوع: البنادقة يبرمون صلحًا جديدًا مع السلطان العثماني ويتنازلون عن "أشقودرة".
الأحداث:
ابتدأت حركات العدوان بين العثمانيين والبنادقة في سنة 1463م بسبب هروب أحد الرقيق إلى "كورون" التابعة لهم وامتناع البنادقة عن تسليمه بحجة أنه اعتنق الدين المسيحي فاتخذ العثمانيون ذلك سببًا للاستيلاء على مدينة "أرجوس" وغيرها, فاستنجد البنادقة بحكومتهم فأرسل السلطان العثماني عمارة بحرية أنزلت ما بها من الجيوش إلى بلاد "موره" فثار سكانها وقاتلوا الجنود العثمانية للمحافظة على بلادهم وأقاموا ما كان تهدم من سور "برزخ كورنته" لمنع وصول المدد من الدولة العلية وحاصروا مدينة "كورنته" نفسها واستخلصوا مدينة "أرجوس" من الأتراك, لكن لما علموا بقدوم السلطان مع جيش يبلغ عدده ثمانين ألف مقاتل تركوا البرزخ راجعين على أعقابهم فدخل العثمانيون بلاد "موره" بدون كبير معارضة واسترجعوا كل ما أخذوه وأرجعوا السكينة إلى البلاد.
وفي السنة التالية أعاد البنادقة الكرة على بلاد "موره" بدون فائدة, وفي هذه الأثناء كانت الحرب متقطعة بين العثمانيين والبنادقة الذين استعانوا ببابا "روما" وأمير "نابولي" -فتأمل رحمك الله بمن استعان هؤلاء.. استعانوا بقيادتهم الدينية- ومع كل فكان النصر دائمًا للعثمانيين ولم يتمكن البنادقة من استرجاع شيء مما أخذ منهم.
وفي سنة 1477م أغار السلطان على بلاد البنادقة ووصل إلى إقليم "الفريول" بعد أن مر بإقليمي "كرواسيا" و"دلماسيا" وهما تابعان الآن لمملكة النمسا والمجر فخاف البنادقة على مدينتهم الأصلية وأبرموا الصلح معه تاركين له مدينة "كرويا" التي كانت عاصمة إسكندر بك الشهير, فاحتلها السلطان ثم طلب منهم مدينة "أشقودرة" ولما رفضوا التنازل عنها إليه, حاصرها وأطلق عليها مدافعه ستة أسابيع متوالية بدون أن تضعف قوة سكانها وشجاعتهم, فتركها لفرصة أخرى وفتح ما كان حولها للبنادقة من البلاد والقلاع, حتى صارت مدينة "أشقودرة" منفصلة بالكلية عن باقي بلاد البنادقة, وكان لا بد من فتحها بعد قليل لعدم إمكان وصول المدد إليها..
ولذا فضل البنادقة أن يبرموا صلحًا جديدًا مع السلطان ويتنازلوا عن "أشقودرة" في مقابل بعض الامتيازات التجارية وتم الصلح بين الفريقين على ذلك وأمضيت به بينهما معاهدة في يوم 5 ذي القعدة سنة 883هـ - 28 يناير سنة 1479م, وكانت هذه أول خطوة خطتها الدولة العثمانية للتدخل في شئون أوربا, إذ كانت جمهورية البنادقة حين ذاك أهم دول أوربا لا سيما في التجارة البحرية وما كان يعادلها في ذلك إلا جمهورية جنوا.
المصدر: موقع مفكرة الإسلام.
عن موقع قصة الإسلام
الموضوع: البنادقة يبرمون صلحًا جديدًا مع السلطان العثماني ويتنازلون عن "أشقودرة".
الأحداث:
ابتدأت حركات العدوان بين العثمانيين والبنادقة في سنة 1463م بسبب هروب أحد الرقيق إلى "كورون" التابعة لهم وامتناع البنادقة عن تسليمه بحجة أنه اعتنق الدين المسيحي فاتخذ العثمانيون ذلك سببًا للاستيلاء على مدينة "أرجوس" وغيرها, فاستنجد البنادقة بحكومتهم فأرسل السلطان العثماني عمارة بحرية أنزلت ما بها من الجيوش إلى بلاد "موره" فثار سكانها وقاتلوا الجنود العثمانية للمحافظة على بلادهم وأقاموا ما كان تهدم من سور "برزخ كورنته" لمنع وصول المدد من الدولة العلية وحاصروا مدينة "كورنته" نفسها واستخلصوا مدينة "أرجوس" من الأتراك, لكن لما علموا بقدوم السلطان مع جيش يبلغ عدده ثمانين ألف مقاتل تركوا البرزخ راجعين على أعقابهم فدخل العثمانيون بلاد "موره" بدون كبير معارضة واسترجعوا كل ما أخذوه وأرجعوا السكينة إلى البلاد.
وفي السنة التالية أعاد البنادقة الكرة على بلاد "موره" بدون فائدة, وفي هذه الأثناء كانت الحرب متقطعة بين العثمانيين والبنادقة الذين استعانوا ببابا "روما" وأمير "نابولي" -فتأمل رحمك الله بمن استعان هؤلاء.. استعانوا بقيادتهم الدينية- ومع كل فكان النصر دائمًا للعثمانيين ولم يتمكن البنادقة من استرجاع شيء مما أخذ منهم.
وفي سنة 1477م أغار السلطان على بلاد البنادقة ووصل إلى إقليم "الفريول" بعد أن مر بإقليمي "كرواسيا" و"دلماسيا" وهما تابعان الآن لمملكة النمسا والمجر فخاف البنادقة على مدينتهم الأصلية وأبرموا الصلح معه تاركين له مدينة "كرويا" التي كانت عاصمة إسكندر بك الشهير, فاحتلها السلطان ثم طلب منهم مدينة "أشقودرة" ولما رفضوا التنازل عنها إليه, حاصرها وأطلق عليها مدافعه ستة أسابيع متوالية بدون أن تضعف قوة سكانها وشجاعتهم, فتركها لفرصة أخرى وفتح ما كان حولها للبنادقة من البلاد والقلاع, حتى صارت مدينة "أشقودرة" منفصلة بالكلية عن باقي بلاد البنادقة, وكان لا بد من فتحها بعد قليل لعدم إمكان وصول المدد إليها..
ولذا فضل البنادقة أن يبرموا صلحًا جديدًا مع السلطان ويتنازلوا عن "أشقودرة" في مقابل بعض الامتيازات التجارية وتم الصلح بين الفريقين على ذلك وأمضيت به بينهما معاهدة في يوم 5 ذي القعدة سنة 883هـ - 28 يناير سنة 1479م, وكانت هذه أول خطوة خطتها الدولة العثمانية للتدخل في شئون أوربا, إذ كانت جمهورية البنادقة حين ذاك أهم دول أوربا لا سيما في التجارة البحرية وما كان يعادلها في ذلك إلا جمهورية جنوا.
المصدر: موقع مفكرة الإسلام.
عن موقع قصة الإسلام