معركة الزلاقة فخر للعرب

wanass

عضو مميز
إنضم
6 نوفمبر 2007
المشاركات
882
التفاعل
74 1 0
ظلت الأندلس فترة من الزمان تحت حكم الخلافة الأموية منذ أن فتحها المسلمون في عهد الوليد بن عبد الملك ، وبعد سقوط دولة الأمويين أسس عبد الرحمن الداخل خلافة أموية بالأندلس استمرت قرابة ثلاثة قرون ، ثم انقسمت إلى دويلات وأقاليم صغيرة ، وانفرد كل حاكم بإقليم منها ، فيما عرف بعد ذلك بعصر ملوك الطوائف ، وانشغل الحكام بعضهم ببعض ، واشتعلت بينهم النزاعات والخلافات ، مما أغرى بهم عدوهم من الأسبان النصارى الذين كانوا يتربصون بهم الدوائر.فسقطت طليطلة التي كان يحكمها بنو ذي النون في يد ألفونسو النصراني ملك قشتالة، بعد أن خذلها ملوك الطوائف ولم يهبوا لنصرتها بسبب خوفهم من ألفونسو ، وبسبب المعاهدات التي أبرموها معه ، حتى وصل الحال ببعضهم إلى أن يدفع له .الجزية، مقابل أن يكف اليد عنه وعن بلاده وفي الوقت الذي كان فيه ملوك الطوائف منقسمون على أنفسهم ، يتآمر كل واحد منهم ضد الآخر ، ويستعين بالنصارى ضد إخوانه من أجل الحفاظ على ملكه وسلطانه ، كان النصارى قد بدؤوا في توحيد صفوفهم والاجتماع على كلمة سواء ، من أجل هدف واحد وهو القضاء على الوجود الإسلامي في بلاد الأندلس . وبعد استيلاء ألفونسو على طليطلة أصبح مجاوراً لمملكة إشبيلة التي كان يحكمها المعتمد بن عباد ، فبالغ في إذلاله وإهانته ، حتى إنه أرسل إليه يهودياً ليأخذ منه الجزية ، فرفض تسلُّمها بحجة أنها من عيار ناقص ، وهدَّد بأنه إذا لم يقدم له المال من عيار حسن فسوف تُحتل مدائن إشبيلية ، فضاق المعتمد ذرعاً باليهودي وأمر بصلبه وسجن أصحابه ، وبلغ الخبر ألفونسو فازداد حنقاً وغيظاً على المعتمد ، وبعث جنوده للانتقام والقيام بعمليات السلب والنهب ، وأغار هو على حدود إشبيلية وحاصرها ثلاثة أيام ثم تركها ، وفي أثناء ذلك أرسل له رسالة يتهكم فيها ويقول فيها: كَثُرَ - بطول مقامي - في مجلسي الذباب ، واشتدَّ عليّ الحرّ ، فأتْحِفْني من قصرك بمروحة أُروِّح بها عن نفسي وأطرد بها الذباب عن وجهي ، فأخذ المعتمد الرسالة وكتب على ظهرها: قرأت كتابك ، وفهمت خُيلاءك وإعجابك ، وسأنظر لك في مراوِح من الجلود اللمطية تُروِّح منك لا تروح عليك إن شاء الله تعالى فارتاع لذلك وفهم مقصود الرسالة.وكان المعتمد قد عزم على الاستعانة بدولة المرابطين وأميرها يوسف بن تاشفين لمواجهة ألفونسو، فاجتمع بأمراء الطوائف وعرض عليهم الأمر ، ولكنهم أبدوا تخوفهم من أن يسيطر ابن تاشفين على بلاده وينفرد بالسلطان دونه ، فقالوا له : المُلْك عقيم ، والسيفان لا يجتمعان في غِمْد واحد، وقال له ولده : يا أبت أتُدخِل علينا في أندلسنا من يسلبنا ملكنا ، ويبدد شملنا، فقال المعتمد:أي بني والله لا يسمع عني أبدًا أني أعدت الأندلس دار كفر ولا تركتها للنصارى فتقوم اللعنة عليّ في الإسلام مثلما قامت على غيري،وقال :يا قوم إني من أمري على حالتين : حالة يقين وحالة شك ولا بد لي من إحداهما ، أما حالة الشك : فإني إن استندت إلى ابن تاشفين أو إلى الأذفونش فيمكن أن يفي لي ويبقى على وفائه ، ويمكن ألا يفعل ، فهذه حالة شك ، وأما حالة اليقين : فإني إن استندت إلى ابن تاشفين فأنا أرضي الله ، وإن استندت إلى الأذفونش أسخطت الله تعالى ، فإذا كانت حالة الشك فيها عارضة فلأي شيء أدع ما يرضي الله وآتي ما يسخطه؟! ثم قال كلمته المشهورة التي سجلها التاريخ :رعي الجمال عندي- والله- خير من رعي الخنازير فأجاب ابن تاشفين النداء وقال :أنا أول منتدِب لنصرة هذا الدين ، وعبر البحر في جيش عظيم ، ولما علم ألفونسو بتحرك ابن تاشفين كتب إليه يهدده ويتوعده ، فورد عليه ابن تاشفين بقوله : الذي يكون ستراه ولبث ابن تاشفين في إشبيلية ثمانية أيام يرتب القوات ويعد العدّة ، وكان مكثراً من التعبد والصيام والقيام وأعمال البر ، ثم غادر إشبيلية إلى بطليوس . وكان ألفونسو في أثناء ذلك مشغولاً بقتال ابن هود أمير سرقسطة، فلما بلغه الخبر استنفر الصغير والكبير للقتال ، ولم يدع أحداً في أقاصي مملكته يقدر على القتال إلا استنهضه ، وتجمع النصارى من شمالي إسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ، معهم القسس والرهبان يحرضونهم على القتال.حتى التقى الفريقان في سهل الزلاقة بالقرب من بطليوس ، وكان جيش المسلمين ثمانيةً وأربعين ألفاً نصفهم من الأندلسيين ونصفهم من المرابطين ، وجيش ألفونسو مائةُ ألف من المشاة ، وثمانون ألفاً من الفرسان.ولبث الجيشان ثلاثة أيام ، تبادل الفريقان فيها الرسائل فكتب ابن تاشفين إلى ألفونسو يدعوه إلى الإسلام أو الجزية أو القتال ، فاختار القتال ، وكتب إليه ألفونسو يقول له: الجمعة لكم ، والسبت لليهود وهم وزراؤنا وكتابنا وأكثر خدم العسكر منهم فلا غنى لنا عنهم ، والأحد لنا ، فإذا كان يوم الاثنين كان ما نريده من الزحف ، وقصد بذلك مباغتة المسلمين والغدر بهم ، ولكن الله لم يتم له ما أراد . فلما كان يوم الجمعة في العشر الأول من رمضان سنة 479 هـ تأهب المسلمون لصلاة الجمعة ، وخرج ابن تاشفين هو وأصحابه في ثياب الزينة للصلاة ، أما المعتمد فقد أخذ بالحزم خشية غدر الرجل ، فركب هو أصحابه مسلحين وقال لأمير المسلمين ابن تاشفين : \\\" صلِّ في أًصحابك ، وأنا من ورائكم وما أظن هذا الخنزير إلا قد أضمر الفتك بالمسلمين \\\" ، فأخذوا في الصلاة فلما عقدوا الركعة الأولى ثارت في وجوههم الخيل من جهة النصارى ، وحمل ألفونسو لعنه الله في أصحابه يظن أنه انتهز الفرصة ، وإذا بالمعتمد وأصحابه من وراء الناس يصدون هجوم النصارى ، وأخذ المرابطون سلاحهم وركبوا خيولهم ، واختلط الفريقان ، وأظهر المعتمد وأصحابه من الصبر والثبات وحسن البلاء الشيء العظيم ، فقاتل بنفسه في مقدمة الصفوف ، وأُثخن بالجراح ، وهلك تحته ثلاثة أفراس كلما هلك جواد قدموا له غيره ، وقاتل المسلمون قتال من يطلب الشهادة ويتمنى الموت ، حتى هزم الله العدو ، وأتبعهم المسلمون يقتلونهم في كل اتجاه ، ونجا ألفونسو في نفر من أصحابه عند حلول الظلام ، بعد أن أصابته طعنة في فخذه .فهزمه الله شر هزيمة وأعز جنده المؤمنين في هذه المعركة ، وكُتبت للأندلس بسببها حياة جديدة امتدت أربعة قرون أخرى ، بعد أن كانت على موعد مع الفناء والاستئصال.
kortoba2.gif

هده صورة تبين ما ضيع المسلمون في الاندلسس للاسف.........
 
بارك الله فيك ...ولا املك الا قصيدة أبوالبقاء الرندي في رثاء الأندلس.......... وكــــــــــــــــــأن التاريخ يعيد نفسه لنرثي أمتنا التي تستحق الرثاء على الواقع والضعف الذي نعيشه

لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ = فلا يغر بطيب العيش إنسانُ

هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ = من سره زمن ساءتهُ أزمانُ

وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ= ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ

أينَ الملوكُ ذووا التيجان من يَمَنٍ = وأينَ منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟

وأينَ ما شَادهُ شدادُ في إرمٍ ؟= وأينَ ماساسهُ في الفرسِ ساسسانُ

وأينَ ما حازهُ قارونُ من ذهبٍ= وأينَ عادٌ وشدّاد وقحطان؟

أتى على الكل أمرٌ لا مَردّ لهُ = حتى قضوا فكأنّ القومَ ما كانوا

لو صارَ ما كانَ من مُلكٍ ومن مَلكٍ = كما حَكى عن خوالي الطيف وسنانُ

فجائع الدهر أنواع منوعة= وللزمانِ مَسراتٌ وأحزان

وللحوادثِ سُلوانٌ يُسهلها= وما لمَا حل بالإسلام سُلوانُ

دَهى الجزيرة أمرٌ لا عَزاء لهُ = هوى لهُ أحدٌ وأنهدّ ثهلانُ

تبكي الحنيفية البيضاءُ من أسفٍ = كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ

عَلى ديارٍ من الإسلام خالية = قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ

حيثُ المساجدُ قد صَارت كنائسَ ما = فيهنّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ

حتى المحاريب تبكي وهي جامدةٌ = حتى المنابر تَرثي وهي عيدانُ

ياغافلاً ولهُ في الدهر موعظة = إن كنتَ في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ

تلك المصيبةُ أنست ما تقدمها = وما لها من طوال الدهر نسيانُ

ياراكبينَ عِتاقَ الخيلِ ضَامرة =كأنّها في مجال السبقِ عُقبانُ

وحاملينَ سيوفَ الهندِ مُرهفة = كأنها في ظلام النقعِ نيرانُ

أعندَ كمُ نبأ من أهلِ أندلسٍ =فقد سَرى بحديث القوم ركبانُ

كم يستغيث بنا المستضعفونَ وهم = قتلى وأسرى فما يهتز إنسانُ

مَاذا التقاطعُ في الإسلام بينكمُ = وأنتمُ ياعبادَ الله إخوانُ

ألا نُـفوسٌ أبياتٌ لها هِمَمٌ = أمَا على الخير أنصارٌ وأعوانُ

يَا مَن لذلة قومٍ بعد عِزهمُ= أحالَ حالهمُ جَورٌ وطغيانُ

بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم =واليومَ هُم في بلاد الكفر عُبدانُ

لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ مِن كمَدٍ = إن كانَ في القلب إسلامٌ وإيمانُ!!
........................
 
والله والله العطيم سبحاان الله كنت أفكر في إظافة قصيدة من شعراء الاندلس وقلت مع نفسي لاداعي ...
شكرا أخي على الاضافة و من أشهر شعراء دالك العصر الدهبي الدي كان في الحقيقة اخر أو نهاية ازدهار الشعر و العلوم بجميع أنواعها هناك المعتمد ابن عباد و ابن عمار و ابن زيدون ..
 
10/10رائع موضوع جميل وما يعيشه العرب اليوم يشبه حالة ملو الطوائف انذاك
 
رائع اخي على هدا الموضوع التاريخي المشرف للعرب
 
يكمن الجانب العظيم فى معركة الزلاقه حينما ارسل ملك المسيحين برساله لاب تاشفين يحزره من عواقب الحرب معه فارسل له ابن تاشفين رساله يقول له فيها ( ليس الجواب ما تقراء ولكن الجواب ما ترى ) وحينما دارت المعركه بفضل الله وكرمه هزم جند الله وجند الاسلام المسيحيين شر هزيمه حتى ابادوهم عن بكر ابيهم وهذا هو ما تشتهر به هذه المعركه وسميت الزلاقه لأن المعركه كانت على ارض صلبه ولما سارت الدماء تغذوا هذه الارض كانت تنزلق اقدام الفرسان والجنود فبذلك سميت بالزلاقه .
 
مأة و ثمانون ألف ضد ثمانية و أربعون ألف، تقريبا مسلم واحد ضد أربعة من الكفار!! لم يكن يهمهم في دلك الوقت موازين قوة و لا حسابات واقعية ، كانوا مؤمنين حقا، يعلمون أن النصر من عند الله بعد أن يعدوا ما استطاعوا .هدا ما ينقصنا الآن ، بعدنا عن الله
 
يكمن الجانب العظيم فى معركة الزلاقه حينما ارسل ملك المسيحين برساله لاب تاشفين يحزره من عواقب الحرب معه فارسل له ابن تاشفين رساله يقول له فيها ( ليس الجواب ما تقراء ولكن الجواب ما ترى ) وحينما دارت المعركه بفضل الله وكرمه هزم جند الله وجند الاسلام المسيحيين شر هزيمه حتى ابادوهم عن بكر ابيهم وهذا هو ما تشتهر به هذه المعركه وسميت الزلاقه لأن المعركه كانت على ارض صلبه ولما سارت الدماء تغذوا هذه الارض كانت تنزلق اقدام الفرسان والجنود فبذلك سميت بالزلاقه .
اخي العزيز فعلا ارض المعركة كانت صلبة لكن سبب تسمية المعركة بالزلاقة نسبة الى السهل الفسيح التي ضارت به المعركة وكان يسمى سهل الزلاقة
ويا ريت الزمان يعيد الزلاقة ووادي المخازن يوم ضاق العدو مرارة الهزيمة واي هزيمة
 
مأة و ثمانون ألف ضد ثمانية و أربعون ألف، تقريبا مسلم واحد ضد أربعة من الكفار!! لم يكن يهمهم في دلك الوقت موازين قوة و لا حسابات واقعية ، كانوا مؤمنين حقا، يعلمون أن النصر من عند الله بعد أن يعدوا ما استطاعوا .هدا ما ينقصنا الآن ، بعدنا عن الله


احييك .. احييك .. اوجزت فاصبت .. احيك .
 
مشكوور أخي ....
المهم في القصة هو أنني أجد فيها تمثيلا لهذه الفترة من الضعف الذي تعيشه ادول الاسلامية ..حيث أن تكاسل الاندلسيين و تناحرهم جعلهم لقمة صائغة لدى القشتاليين فأصبحت المدن تتساقط واحدة تلو الأخرى الى أن اتى الله بالفرج من بلاد المغرب فاستطاع المرابطون و من بعدهم الموحدون أن يجمدوا حركة الاسترداد لأزيد من قرن و نصف من الزمان ...

أعجبتني مشاركات بعض الأعضاء ببيوت شعرية فأحببت اضافة بيت شعري مما علق في ذهني يحكي حالة التشرذم و الضعف التي أصبحت عليها ملوك الطوائف:
يقول ابن الرشيق و هو يستهزئ ببني عباد :

مما يزهذني في أرض أندلــس ***** أسماء معتضد فيها و معتمـــــــد
ألقاب مملكة في غير موضعها ***** كالهر يحكي انتفاخا صورة الأسد

هاذان البيتان يصلحان أن يوجها لحكامنا الحاليين فحالتهم مطابقة لملوك الطوائف تماما :cry:


 
عودة
أعلى