زيارة جديدة لعبد الحكيم عامر
-جزء 6 -
-جزء 6 -
"تحليل لشخصيته"
عبد الحكيم عامر في ميزان التاريخ
عبد الحكيم عامر في ميزان التاريخ
دراسة تحليلية بقلم دكتور كمال خلف الطويـل
فيما يلي آخر فقرات الموضوع التحليلي عن عبدالحكيم عــامر ..... ويتطرق فيع الكتور كمال خلف الطويل إلي ، مكانة عبدالحكيم عامر في التاريخ ....
رغم كل النقاط الهامة في دراسته عن "عبدالحكيم عــامر" ... والتي تهدف إلي مساعدتنا علي تفهم ... بداية النــهــــاية ...... أو النهاية للبداية
وقد يختلف البعض مع مجهات نظر الدكتور الطويل ... ، غير أنني أعتقد ، أن الغالبية تتفقق مع حقيقة الصورة التي تركها خلفه عبدالحكيم عامر ، عن نفسه وعن إنجازاته وعن قيادته ... بأنــها "صــورة بــاهتة"
تبين لنا صفحات التاريخ السيرة الذاتية والأنجازات العسكرية والأخلاقية لأكثر من فيلد مارشال ... غيروا التاريخ ومجري حوادثه .... ولا يستثني عبدالحكيم عامر من ذلك "تغيير مجري التاريخ" ... ولكن الفرق شاسع بينه وبين كل من الضباط التاليين .... ومن حولهم من ضباط ومساعدين وأركان حرب ....
- فيلد مارشال مونتجومري .. وحرب العلمين ..رغم "الألمان وإيطاليا"
- فيلد مارشال إروين رومل وحرب العلمين ... رغم "هتلر"
- فيلد مارشال جريتشكو .. والحرب العالمية الثانية .. رغم "ستالين"
- فيلد مارشال جوزيب بروز تيتو .. وحرب التحرير اليوغسلافية
- فيلد مارشال فرانكو وأسبانيا
....
........
...
- فيلد مارشال عبدالحكيم عامر وحروب .. "1967 و اليمن .. 1956 ... " للأسف ... بسبب صداقة وتأييد وإخلاص جمال عبدالناصر له ... ووضعه تلك الصداقة فوق مصلحة الشعب لسنوات عديدة ..... أو هل أصبح جمال عبدالناصر ... أسير .... سلطة صديقه .... عبدالحكيم عـــامر ..... ؟؟؟؟؟؟ "
وهو ما أعتقده وأؤمن به ... وبالتالي ما أوجهه من لوم ونقد واضح للرئيس جمال عبدالناصر ....
أكيد ... نظرة التاريخ إليهم جميعا ... تختلف بشكل كبير
مرة أخري ، نشكر الصديق العزيز الدكتور كمال خلف الطويل ، لسماحه لنا بننشر تلك الدراسة علي الموقع ، الذي يري رابطته أدناه .... حيث نتطرق إلي حرب 1967 وتطوراتها وملابساتها وننشر الخرائط والوثائق والصور ، بحيث يتمكن الباحث ، من العثور علي ما يسعي إليه ... وبشكل متركز عند الدخول لمواضيع الموقع ، وفي موقع واحد
http://samy-sharaf1.bravehost.com/
ويرجي العلم ، بأننا ما زلنا نضيف إليهم يوميا ، العديد ... ومن أقلام ... مؤيدة .. ومعارضة
أنشر هنا ، جميع موضوع التحليل ، وتبعا للفهرس والتقسيم الذي وضعه الدكتور كمال خلف الطويل ، ويرجي ملاحظة ، أنه نظرا لضخامة الموضوع ، فسيتم نشره علي عدة أجـــزاء منفصلة
د. يحي الشاعر
زيارة جديدة لعبد الحكيم عامر
دراسة تحليلية
بقلم
دكتور كمال خلف الطويـل
-جزء 5 -
"تحليل لشخصيته"
كيف نظر عامر لعبد الناصر؟
حادثتان بعينهما تدلان على عبدالحكيم عـامر
عبد الحكيم عامر في ميزان التاريخ
الــفــهــرســت
عبد الحكيم عامر عسكريا
عبد الحكيم عامر في ميزان التاريخ
هو أشياء عدة ومتناقضة في رجل: ثائر شجاع .. وطني مصري صميم .. قومي عربي بامتياز .. نزيه الكف والذمة، وأيضا .. رجل ملذات .. يخلط العام بالخاص .. مهمل لشؤون الدولة .. مشغول ببناء حصن قوة وعلى حساب كفاءة الجيش .. ومفضلا حوله لبطانة من سيئ الخلق والسيرة.كان بقاؤه بعد حرب السويس في سدة الجيش أمر يقترب من حد الجريمة .. باختصار.
ندلف عند هذه النقطة لنتفكر في أسباب إبقائه حتى وقوع الكارثة؟
القاطع هو أنه كان بمقدور عبد الناصر تنحيته عن القيادة العسكرية برمتها غداة حرب السويس.
نعم لعامر شعبية متنامية بين الضباط لكن الذريعة المقنعة بادية للعيان.
فصل الخطاب هذه المرة - وفي كل مرة بعدها - أن عبد الناصر كان يزن الأمور من زاوية: هل سيهز الأمر صورة النظام ويخلخل تماسكه؟
مطلع 57 كان المضي في التنحية ذو تكاليف معقولة من هذه الزاوية، فلم تكن الحرب الأهلية الباردة قد بدأت بين معسكر حركة القومية العربية ومعسكر الرجعية العربية المتحالفة مع الاستعمار، ولم تكن قوة عامر الشخصية ذات بأس غير قابل للتطويع، في حين كانت شعبية عبد الناصر في مصر والعالم العربي بل والعالم الثالث كله في ذراها أعقاب السويس.
ما من شك أن فرصة 57 كانت الفرصة الأثمن والأيسر.
أتت الفرصة الثانية غداة الانفصال السوري في خريف 61.
حينها استقال عامر فعلا وبدأ عبد الناصر في التفكير ببدائل من ضمنها استبقاء عامر قائدا عاما وتنسيب عبد اللطيف البغدادي لقيادة القوات الجوية وكمال الدين حسين لقيادة القوات البرية، ثم عدل عبد الناصر عن ذلك كله في ضوء خروج اليمين القديم من جحوره مبشرا بانقلاب في مصر على وقع ذاك الذي تم في سوريا.
قدّر عبد الناصر أن المسألة تستطيع الانتظار حتى تهدأ عاصفة الانفصال وتداعياتها في الداخل.
هنا أيضا كانت قدرته على المضي في قبول الاستقالة أكبر من أي عقبة أمامها، خصوصا في ضوء الانكسار النفسي الذي أحسه عبد الحكيم في صميم كبريائه، وهو الذي شُحن على طائرة الخامسة من عصر 28 أيلول إلى القاهرة بيد من ولاَّهم على مقاليد الجيش السوري بنفسه.
أضاع عبد الناصر فرصة 61 والتي كانت ثمينة وشبه يسيرة.
عاد عبد الناصر لفتح ملف عبد الحكيم وقيادته في خريف 62 وبعد أن بدد سنة كاملة من اللافعل كان عبد الحكيم قد التقط خلالها أنفاسه وعاد مع حوارييه – وأعادوه – إلى سياق الاستقلال النسبي عن مؤسسة الحكم في إقطاعية قوة هي الأقوى من أي مؤسسة أخرى.
حينها شكل عبد الناصر مجلس الرئاسة ليكون القيادة الجماعية العليا والتي من شروط عضويتها الابتعاد من المناصب التنفيذية.
التزم كل رفاق يوليو بهذا الشرط إلا عامر الذي أصل على الاحتفاظ بمنصب القائد العام وإلا فهو لا يضمن الجيش!.
كان الحل الوسط هو تسمية القائد العام بنائب القائد الأعلى (الذي هو رئيس الجمهورية) كناية عن خضوع الأول للثاني .. على الأقل رمزيا.
هنا نجد عبد الناصر يبدد فرصة ثالثة لا زالت تحت سقف الاحتمال والتكلفة. ما شلّ إرادة عبد الناصر هو أن هذه الأزمة حدثت بعد شهر واحد فقط من فضيحة شتورا (والتي فيها شن نظام الانفصال السوري أعنف الهجمات على عبد الناصر ونظامه).
قدّر أنه إن حدث الآن شرخ في النظام بسبب من محاولة تنحية عامر فإن الرجعية العربية ستستشمر ذلك حتى الثمالة. في ذات الحين بيت في نفسه أمرا وهو أن ينتفع من جو القيادة الجماعية ممثلة في مجلس الرئاسة لينتزع من "نائب القائد الأعلى" صلاحياته في تعيين الضباط العظام وإحالتها على المجلس.
جرت تلك المحاولة أواخر نوفمبر 62. هذه المرة اختلف رد فعل عامر عن أي وقت مضى: لقد اختفى في مرسى مطروح معتصما فيها عن الظهور، ومرسلا بيان استقالة لعبد الناصر هو أقرب إلى بيان انشقاق كلي عن النظام، ثم مستحثا قادة الفروع والأسلحة على إرسال العرائض لعبد الناصر معلنين أنهم لا يعترفون بغير عامر قائدا.
عند مفصل 1 ديسمبر 62 اختلف حال عامر عن أي وقت مضى: هو الآن يلوي الذراع ويستقوي بالجيش علانية ويكاد يخرج على النظام شاهرا سيفه.
انتهت الحكاية بعدول عامر عن استقالته واعتزاله، وعدول عبد الناصر عن مشروع قانون الضباط، واتفاقهما على تأجيل المسألة إلى يوليو 63.
ولعل السبب المباشر الذي أدى بعبد الناصر إلى التراجع عن الصدام – إضافة لولاء القادة المعلن لعامر – هو أن حرب اليمن كانت قد بدأت، وليس من الحكمة أن ينشب الصراع في قمة النظام وسط أجوائها.
كان عام 63 أيضا عام اصطراع مع كل من آل سعود وقبائل البعث السوري – العراقي مما دفع عبد الناصر إلى تنييم المسألة ليوم آخر.
أتت فرصة سانحة عقب مؤتمر القمة العربي في يناير 64، والذي دعا إليه عبد الناصر.
لكن نذر استقالة البغدادي وكمال حسين كانت تلوح في الأفق وليس من حكمة في أن ينضاف إليهم عامر، وبه تصبح سفينة النظام في مهب الريح، هذا إضافة لاستمرار الوجود الكبير للقوات المصرية في اليمن.
على ذات المنوال مرت أعوام 64 و 65 و 66، وعبرها بلغ شأو عامر مبلغا يوازي – باستثناء الشعبية – شأو عبد الناصر نفسه إن لم يزد.
كان الرجل الأول مكرر حتى في العلاقات العربية وليس فقط الشأن الداخلي.