ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب

الرياضي

بكل روح رياضية
إنضم
8 فبراير 2010
المشاركات
4,699
التفاعل
939 0 0
ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب

الأحد, 16 أيار/مايو 2010

16283_image002.jpg
يعتبر الإبداع والابتكار ميزة رائدة للعسكرية الإسلامية في الحرب والمعارك، وما حدث في معركة القادسية -عندما فوجئ المسلمون في اليوم الأول للمعركة بظهور الفيلة في مقدمة جيش الفرس- يدلُّ دلالة واضحة على الإبداع في التخطيط العسكري الإسلامي؛ حيث كانت الفيلة بحجمها وصراخها المرتفع تُخيف خيول المسلمين، فتتراجع الخيل أمامها، وبسرعة خاطفة تشاور قادة المسلمين، وأعدُّوا خطة للتغلب على الفيلة، أرسل سعد t إلى عاصم بن عمرو التميمي t فقال:

يا معشر تميم، ألستم أصحاب الإبل والخيل؟ أما عندكم لهذه الفيلة من حيلة؟ قالوا: بلى والله. ثم نادى في رجال من قومه رماة، وآخرين لهم ثقافة (يعني حذق وحركة)، فقال لهم: يا معشر الرماة، ذُبُّوا ركبان الفيلة عنهم بالنبل. وقال: يا معشر أهل الثقافة، استدبروا الفيلة فقَطِّعوا وُضُنَها (يعني أحزمتها)؛ لتسقط توابيتها التي تحمل المقاتلين، وخرج يحميهم والرحى تدور على أشدِّها، وقد جالت الميمنة والميسرة غير بعيد، وأقبل أصحاب عاصم t على الفيلة، فأخذوا بأذنابها وذباذب توابيتها (يعني ما يعلق بها)، فقطعوا وُضُنَها، وارتفع عواء الفيلة، فما بقي لهم يومئذ فيل إلا أُعْريَ، وقُتِلَ أصحابها[1].

ومن أشهر الخطط العسكرية المبدعة في التاريخ الإسلامي خطة محمد الفاتح -رحمه الله- في فتح القسطنطينية، فقد وصل بسفنه المحملة بالمدافع الضخمة إلى مضيق الدردنيل، فوجد أن البيزنطيين قد سدُّوا المضيق بمجموعة من السلاسل الضخمة التي تمتد بين الشاطئين؛ تمنع السفن من العبور، ولكن هذا لم يَفُتَّ في عضد هذا القائد العبقري، ولم يُوقف تَقَدُّمه، فقد قرر أن يقوم بأكبر عملية نقل أسطول بحري في التاريخ، وقام الجيش كله بسحب السفن على أعمدة خشبية وضعها على البَرَّ، والتفَّ من خلف السلاسل، ونزل الأسطول في البحر مرَّة أخرى، وفوجئ البيزنطيون بحركة الالتفاف التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ كله، فلأول مرَّة في التاريخ العسكري يجرؤ قائد على نقل سفنه البحرية، بما تحمله من مدافع ثقيلة ومؤن وعتاد، ويصعد بها قمة الجبل، ثم يهبط بها إلى البحر ليواجه عدوه، وكانت نتيجة المفاجأة أن سقطت المدينةُ في قبضته بأقل الخسائر[2].

هذه بعض مزايا العسكرية الإسلامية، والتي تدلُّ على سبق العقيدة التي تنطلق منها الحضارة الإسلامية ورقي أبنائها.

البحرية الإسلامية

16283_image003.jpg
لم يكن للعرب قبل الإسلام وفي صدره معرفة كبيرة بشئون البحر؛ وذلك لبداوتهم واقتصارهم في تجارتهم على الطرق البريَّة الصحراويَّة، ويُعَدُّ العلاء بن الحضرمي t والي البحرين أوَّل مَنْ ركب البحر في عهد عمر بن الخطاب t، فقد أَحَبَّ أن يُؤْثِّرَ في الفرس أَثَرًا يُعِزُّ الله به الإسلام، فندب أهل البحرين في سنة (17هـ) لفتح بلاد فارس، فبادروا، فحملهم في السفن بغير إذن عمر t، وعَبَرَ بهم الخليج العربي، ثم عادوا إلى البصرة مُحَمَّلِينَ بالغنائم بعد أن فَقَدُوا سفنهم التي عبروا عليها، وقد شقَّ ذلك على عمر t، الذي كان يكره ركوب البحر، فعزل العلاء t[3].

وبعد التوسُّع في حركة الفتوحات الإسلامية، وفتح الشام ومصر، أراد المسلمون مجاراة الروم في ركوب البحر، وحماية السواحل والبلاد التي فتحوها، ودَفْعَ أخطار الروم عنها، وكان من ذلك أنَّ معاوية بن أبي سفيان t كتب وهو بحمص إلى عمر بن الخطاب t يستأذنه في غزو الروم بحرًا، فأبى عمر، فألحَّ عليه معاوية t، وأرسل إليه يقول: "إن قرية من قرى حمص ليسمع أهلها نباح كلابهم وصياح دجاجهم". يريد بذلك أنهم قريبون منهم، وهو ما أَثَّرَ في عمر t، الذي كتب إلى عمرو بن العاص t أن يَصِفَ له البحر وراكبه، فكتب إليه عَمرو t: "إني رأيتُ خَلْقًا كبيرًا يركبه خَلْقٌ صغير، ليس إلاَّ السماء والماء، إن رَكَدَ خرق القلوب، وإن تحرَّك أزاغ العقول، يزداد فيه اليقين بالنجاة قلَّةً، والشكُّ كثرةً، هم فيه كدود على عود، إن مال غَرِقَ، وإن نجا بَرِقَ"[4].

فكتب عمر t إلى معاوية t: "والذي بعث محمدًا بالحقِّ! لا أحمل فيه مسلما أبدًا... وتالله! لمسلم أحبُّ إليَّ ممَّا حَوَتِ الروم، فإيَّاك أن تَعْرِضَ لي وقد تَقَدَّمت إليك، وقد عَلِمْتَ ما لقي العلاء t مني، ولم أَتَقَدَّمْ إليه في مثل ذلك"[5].

فلم تكن للمسلمين قوَّة بحرية حتى عهد عمر بن الخطاب t، والذي انتهج سياسة دفاعية لمواجهة الخطر البيزنطي؛ تتمثَّل في إقامة الحصون والأربطة على السواحل والثغور.

ولما وَلِيَ عثمان بن عفان t الخلافة "لم يزل به معاوية t حتى عزم عثمان t على ذلك بآخرة، وقال: لا تنتخب الناس، ولا تقرع بينهم، خيِّرهم، فمَنِ اختار الغزو طائعًا فاحمله وأَعِنْهُ. ففعل"[6].

ولما استقرَّ الأمر للمسلمين، وشمخ سلطانهم، وخضع لهم غيرهم، وتقرَّب كلُّ ذي صَنْعَةٍ إليهم بمبلغ صناعته، واستخدموا من النواتية[7] في حاجاتهم البحرية أُمَمًا تقوم عليها، وتكرَّرَت ممارستهم للبحر وثقافته؛ استحدثوا بُصَرَاء بها، وشرعوا إلى الجهاد فيه، وأنشئوا السفن فيه والشواني[8]، وشحنوا الأساطيل بالرجال والسلاح، وأمطوها[9] العساكر والمقاتلة لمن وراء البحر، واختصُّوا بذلك من ممالكهم وثغورهم ما كان أقرب لهذا البحر وعلى حافَّته؛ مثل: الشام، وإفريقية، والمغرب، والأندلس[10].

ويذكر التاريخ بكل فخر وإكبار معارك المسلمين البحرية الأولى؛ مثل: غزو قبرص، وموقعة ذات الصواري البحرية سنة (34هـ/654م)، والتي غَيَّرَتْ مسار التاريخ البحري، وحسمت السيادة البحرية في حوض البحر المتوسط لصالح المسلمين، وبرز المسلمون بعدها كقوَّة عسكرية جديدة ومُؤَثِّرَة في عالم البحر، وتحوَّل لقب هذا البحر من (بحر الروم) أو (البحيرة الرومية) إلى بحيرة إسلامية، وقد استحكم نفوذ الأسطول الإسلامي عندما فتح المسلمون الأندلس، وأصبحت سفنهم تَعْبُر في أمان بين سواحل الشام ومصر شرقًا، وإلى الأندلس غربًا.

صناعة السفن

منذ أن أدرك المسلمون قيمة البحرية كسلاح حربي مهمٍّ -وخاصَّة بعد الانتصار الكبير في ذات الصواري- شرعوا في إنشاء العديد من دُورِ صناعة السفن الحربية، وأُنْشِئَتْ لأوَّل مَرَّة دارٌ لصناعتها في جزيرة الروضة بمصر سنة (54هـ/674م)، أُطْلِقَ عليها: (دار الصناعة)[11]، كما أصبح هناك داران لصناعة السفن في بلاد الشام في عكا وصُور، ثم في إفريقيا والأندلس، وقد "انتهى أسطول الأندلس أيام عبد الرحمن الناصر إلى مائتي مَرْكَبٍ أو نحوها، وأسطول إفريقيا كذلك مثله، أو قريبًا منه"[12].

16283_image004.jpg
هذا، وأنشأ المسلمون أسطولاً تِجَارِيًّا إلى جانب الأسطول الحربي, وكان الاهتمام بالملاحة التجارية في البحار الشرقية والجنوبية قد ازداد بعد تَحَكُّم المسلمين في التجارة الدولية، وقد تعدَّدَتْ أنواع السفن الإسلامية الحربية والتجارية بما يُنَاسِبُ طبيعة البحار والمحيطات؛ فكان هناك: الشُّونَة، والحَرَّاقة[13]، والبطسة، والغراب، والشلندية، والحمالة، والطريدة، وهي تختلف من حيث الحجم والوظيفة وخفَّة الحركة، وأكبرها الشُّونَة التي تحمل الجنود والأسلحة الثقيلة، وأصغرها الطريدة وهي سفينة صغيرة سريعة الجري؛ أمَّا الأسلحة فمنها الكلاليب التي استعملها المسلمون في ذات الصواري لربط سفنهم بسفن الرومان، ومنها النفاطة وهي مزيج من السوائل الحارقة، تُطْلَقُ من أسطوانة في مقدِّمَة السفينة، وتسمَّى النار اليونانية، هذا علاوة على الأسلحة البرية التقليدية[14].

وليس أدلُّ على العبقرية البحرية من وجود مؤلَّفات إسلامية عن فنون الملاحة، ومن أشهرها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد)، لابن ماجد (ت بعد 904هـ/1498م) الملقَّب بأسد البحر، وأرجوزته التي بعنوان: (حاوية الاختصار في أصول علم البحار)[15]، وكذلك (المنهاج الفاخر في علم البحر الزاخر)، و(العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية) لسليمان المهري (ت نحو 961هـ/1554م) الملقَّب بمعلم البحر[16].

وكذلك فإن القاموس البحري حافل بالاصطلاحات البحرية الإسلامية التي وَجَدَتْ طريقها إلي اللغات الأوربية، فمن ذلك: (Admiral) وأصلها أمير البحر، و(Cable) أصلها حبل، و(Resif) أصلها رصيف، و(Darsinal) أصلها دار الصناعة.

دستور الأخلاق العسكرية

لا نعجب إذا عرفنا أن المسلمين أول من وثَّقوا العلاقة بين الحرب والأخلاق، فلم يكونوا يتشبهون بقوات الفرس والروم في حروبهم، ولا شكَّ أن هذا من أفضل ما قدمته الحضارة الإسلامية للإنسانية كلها، فقد اهتمت بتربية الضمير، ووضع الوازع الأخلاقي والإنساني في التعامل مع الآخرين: سواء كانوا متحاربين أم مسالمين.

ولم تهدف الحضارة الإسلامية في أثناء نشر الدعوة الإسلامية بين أبناء الأمم الأخرى، إلى إراقة الدماء، وقتل الأبرياء، كما فعل المتصارعون من أبناء الفرس والروم، أو التتار الذين أبادوا من أمامهم كل شيء، فقتلوا الكبير والصغير، والرجل والمرأة، وعقروا الدواب، وأجهضوا الحوامل، وفعلوا ما لا يُستساغ قبوله من بشر!

ولذلك كان الرسول يعلم أصحابه ويوجِّهَهُم فيقول لهم مربيًا: "لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ.."[17]. فالمسلم بطبيعة تربيته الأخلاقية التي يتربى عليها من خلال القرآن الكريم وسُنَّة النبي يكره القتل والدماء، ومن ثَمَّ فهو لا يبدأ أحدًا بقتال، بل إنه يسعى بكل الطرق لتجنُّب القتال وسفك الدماء.

لهذا كان من عدله في الحروب أنه كان يقتصر على قتل المحاربين، ولا يقتل المدنيين الذين لا يشاركون في الحرب والقتال، وقد وصَّى رسولُ الله عبدَ الرحمن بن عوف t بذلك عندما أرسله في شعبان سنة (6 هـ) إلى قبيلة كلب النصرانية الواقعة بدومة الجندل؛ فقال له : "اغْزُوا جَمِيعًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِالله، لاَ تغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، ‏وَلاَ‏ ‏تُمَثِّلُوا، ‏وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا"[18].

ولقد كانت هذه الأخلاق دُستورًا ركينًا في حروب الجيوش الإسلامية مع غير المسلمين، وكانت الحروب الإسلامية تتميز بأنها غير دموية، وكان القواد العسكريون المسلمون ينتهزون الفرص لوقف القتال وحماية الأرواح، وكان قدوتهم في ذلك رسول الله ولقد قمتُ بإحصاء عدد الذين ماتوا في كل الحروب النبوية، سواء من شهداء المسلمين، أو من قتلى الأعداء، ثم قمت بتحليل لهذه الأعداد، وربطها بما يحدث في عالمنا المعاصر، فوجدت عجبًا!

لقد بلغ عدد شهداء المسلمين في كل معاركهم أيام رسول الله ، وذلك على مدار عشر سنوات كاملة، 262 شهيدًا تقريبًا، وبلغ عدد قتلى أعدائه حوالي 1022 قتيلاً، وقد حرصت في هذه الإحصائية على جمع كل من قُتِل من الطرفين حتى ما تم في حوادث فردية، وليس في حروب مواجهة، كما أنني حرصت على الجمع من الروايات الموثَّقة بصرف النظر عن الأعداد المذكورة، وذلك كي أتجنب المبالغات التي يقع فيها بعض المحققين بإيراد الروايات الضعيفة التي تحمل أرقامًا أقلَّ[19]، وذلك لتجميل نتائج الحروب النبوية[20].

وبذلك بلغ العدد الإجمالي لقتلى الفريقين 1284 قتيلاً فقط!

ولكي لا يتعلل أحدٌ بأن أعداد الجيوش آنذاك كانت قليلة؛ ولذا جاء عدد القتلى على هذا النحو، فإنني قمت بإحصاء عدد الجنود المشتركين في المعارك، ثم قمت بحساب نسبة القتلى بالنسبة إلى عدد المقاتلين، فوجدت ما أذهلني! إن نسبة الشهداء من المسلمين إلى الجيوش المسلمة تبلغ 1% فقط، بينما تبلغ نسبة القتلى من أعداء المسلمين بالنسبة إلى أعداد جيوشهم 2%! وبذلك تكون النسبة المتوسطة لقتلى الفريقين هي 1.5% فقط!

إن هذه النسب الضئيلة في معارك كثيرة بلغت 25 أو 27 غزوة[21]، و38 سرية[22]، أي أكثر من 63 معركة، لمن أصدق الأدلة على عدم دموية الحروب في عهده .

ولكي تتضح الصورة بشكل أكبر وأظهر فقد قمت بإحصاء عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية - كمثال لحروب "الحضارات" الحديثة، وخاصَّة أن الدول التي اشتركت فيها ما زالت تدَّعي أنها رائدة للحضارة ولحقوق الإنسان! ثم قمت بحساب نسبة القتلى بالقياس إلى أعداد الجيوش المشاركة في القتال، فصُدِمْتُ بمفاجأة مذهلة! إن نسبة القتلى في هذه الحرب الحضارية بلغت 351%!

ومن جديد.. إن الأرقام لا تكذب، لقد شارك في الحرب العالمية الثانية 15.600.000 جندي (خمسة عشر مليونًا وستمائة ألف)، ومع ذلك فعدد القتلى بلغ 54.800.000 قتيل (أربعة وخمسين مليونًا وثمانمائة ألف)! أي أكثر من ثلاثة أضعاف الجيوش المشاركة! وتفسير هذه الزيادة هو أن الجيوش المشاركة جميعًا -وبلا استثناء- كانت تقوم بحروب إبادة للمدنيين، وكانت تُسْقِط الآلاف من الأطنان من المتفجرات على المدن والقرى الآمنة، فتبيد البشر، وتُفني النوع الإنساني، فضلاً عن تدمير البنى التحتية، وتخريب الاقتصاد، وتشريد الشعوب!

لقد كانت كارثة إنسانية بكل المقاييس، وليس خافيًّا على أحد أن المشاركين في هذه المجازر كانت الدول التي تُعرف آنذاك - والآن - بالدول المتحضرة الراقية! كبريطانيا وفرنسا وأمريكا والاتحاد السوفيتي والصين وألمانيا وإيطاليا واليابان!

وسار على نهج النبي المسلمون من بعده، وظهر ذلك واضحًا في كلمات أشدِّ الصحابة حرصًا على اتباع سنَّته، وهو الصِّدِّيقُ t، وذلك عندما وصَّى جيوشه المتجهة إلى فتح الشام، وكان مما جاء في هذه الوصية: "ولا تفسدوا في الأرض...". فهذا شمول عظيم لكل أمر حميد، فالصديق t ينهى بوضوح عن كل إفساد في الأرض أيًّا كانت صورته، وجاء أيضًا في وصيته "ولا تغرقنَّ نخلاً ولا تحرقُنَّها، ولا تعقروا بهيمة، ولا شجرة تثمر، ولا تهدموا بيعة..."[23].

فهذه تفصيلات توضح المقصود من وصية عدم الإفساد في الأرض؛ لكيلا يظنُّ قائد الجيش أن عداوة القوم تُبيح بعض صور الفساد، فالفساد بشتى صوره أمر مرفوض في الإسلام.

وكان عمر بن الخطاب t إذا بعث أمراء الجيوش أوصاهم بتقوى الله، ثم يقول عند عقد الألوية: "باسم الله، وعلى عون الله، وامضوا بتأييد الله بالنصر، وبلزوم الحق والصبر، فقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله {وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْـمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، لا تجبنوا عند اللقاء، ولا تمثِّلوا عند القدرة، ولا تُسرفوا عند الظهور، ولا تقتلوا هرمًا ولا امرأة ولا وليدًا، وتوقَّوْا قتلهم إذا التقى الزحفان، وفي شنِّ الغارات. ولا تغلُّوا عند الغنائم ونزِّهوا الجهاد عن عرض الدنيا، وأبشروا بالرباح في البيع الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم"[24].

إن اهتمام الإسلام وحضارته بالجانب الأخلاقي في جميع الأنشطة: السلمية والحربية، ليُؤَكِّد على أن الحضارة الإسلامية، قاعدتُها الأخلاق، ودُعامتها الرحمة، وأغصانها العفو، وثمرتها المؤاخاة، فمع التقدم العسكري الرائع الذي وصلت إليه الحضارة الإسلامية، فإنها لم تُهن شعوب الأمم الأخرى، فاحترمت عقائدهم، وتَقَبَّلَتْهم كمواطنين أحرار داخل أرجاء الدولة الإسلامية. وليس أدلُّ على ذلك من تعامل صلاح الدين -رحمه الله- مع أسرى الصليبيين وأمرائهم، من العفو والرحمة، حتى إن الأوساط العلمية والشعبية ما زالت تتذكر صلاح الدين -رحمه الله- وأدواره الأخلاقية قبل العسكرية.

د. راغب السرجاني
[1] الطبري: تاريخ الأمم والملوك 2/412.

[2] علي محمد الصلابي: الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط ص88.

[3] انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 7/96، 97.

[4] ابن خلدون: المقدمة 2/130. وبَرِقَ: يجوز كسر الراء وفتحها، دَهِشَ وتحيَّر. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادَّة برق 10/14.

[5] الطبري: تاريخ الأمم والملوك 3/316.

[6] المصدر السابق 3/317.

[7] النوتي: الملاح الذي يدير السفينة في البحر. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة نوت 2/101.

[8] الشونة: المركب المعدُّ للجهاد في البحر. انظر: المصدر السابق 13/243.

[9] أمطوها: أي جعلوهم يمتطونها، ويركبونها.

[10] ابن خلدون: المقدمة 1/253.

[11] انظر: أبو زيد شلبي: تاريخ الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي ص166.

[12] ابن خلدون: المقدمة 1/253.

[13] الحَرَّاقة: ضرب من السفن فيها مرامي نيران يُرمى بها العدوِّ في البحر. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة حرق 10/41.

[14] انظر: أبو زيد شلبي: تاريخ الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي ص169، 170، وكمال عناني إسماعيل: دراسات في تاريخ النظم الإسلامية ص183- 187.

[15] الزركلي: الأعلام 1/201.

[16] المصدر السابق 3/121.

[17] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب كان النبي إذا لم يقاتل أول النهار أخَّر القتال حتى تزول الشمس (2804)، واللفظ له، ومسلم: كتاب الجهاد والسير، باب كراهة تمني لقاء العدو والأمر بالصبر عند اللقاء (1742).

[18] مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث... (1731)، وأبو داود (2613)، والترمذي (1408)، وابن ماجه (2857)، والدارمي (2439)، وأحمد (18119)، والحاكم (8623).

[19] اعتمدت في حصر الأرقام على ما ورد أولاً في كتب الصحاح والسنن والمسانيد، ثم على روايات كتب السيرة بعد توثيقها، كسيرة ابن هشام، وعيون الأثر، وزاد المعاد، والسيرة النبوية لابن كثير، والطبري، وغيرهم.

[20] كما يذكر بعضهم أن شهداء حادثة بئر معونة هم سبعة وعشرون شهيدًا، بينما الصواب سبعون شهيدًا، أو كما يُسقط بعضهم قتلى بني قريظة من الحساب، بحجة أنهم لاقوا ما يستحقون نتيجة خيانتهم، بينما الصواب أن نثبتهم لأنها كانت معركة حقيقية، بصرف النظر عن أسبابها، وهكذا.

[21] ابن قيم الجوزية: زاد المعاد 1/125، وابن حزم: جوامع السيرة 1/16.

[22] ابن كثير: السيرة النبوية 4/432.

[23] البيهقي في سننه الكبرى (17904).

[24] ابن قتيبة: عيون الأخبار 1/107.
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب الأحد, 16 أيار/مايو 2010

ارجو تصحيح العنوان فقط
العنوان هو ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب
وحذف
الأحد, 16 أيار/مايو 2010

icon10.gif

 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب الأحد, 16 أيار/مايو 2010

موضوع كبير من جد مثل كل مواضيعك الاخرى بارك الله فيك
لكن للاسف حقيقة لا نجد لهم إختراعات في الوقت الحاضر
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب الأحد, 16 أيار/مايو 2010

ملاحضة مهمة
اول من اخترع الشراع المقوس مثل الهلال وركبه على السفن هم العرب
قبل هذا
كانت كل الحضارات تستعمل الشراع المفتوح على شكل مستطيل اومربع و ومستوي تماما بغير تقوس
لكن العرب اكتشفوا ان تقويس شراع السفينة وجعله منبعج من الوسط بزواية مثلة يجعل الرياح تدفع السفينة احسن بكثير من الاشرعة المر بعة والمستطيلة المستوية
وهذه نقلة نوعية في عالم دفع السفن لم يسبقهم بها احد قبل اختراع البخار
فوجب الاشارة الى هذه النقطة
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب الأحد, 16 أيار/مايو 2010

موضوع كبير من جد مثل كل مواضيعك الاخرى بارك الله فيك
لكن للاسف حقيقة لا نجد لهم إختراعات في الوقت الحاضر

شعارنا
قرائتكم هي غايتنا تباع معنا الموضوع الان
هههههههههههه
انا امزح معك اخي خالد هذا اقل مانقدمه للمنتدى
الذي يفيد يجب ان يقدم
وماريك في النقطة التي ادرجناها الان

icon7.gif
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب

صورة من صور عبقرية المسلمين العسكرية فى عهد السلطان محمد الفاتح - رحمه الله !!!

314654263d3c69d728co.jpg



هذه هى الصورة





الوصف :


قد تبدو الصورة للوهلة الأولى مجرد سلسلة من الحديد ملقاة على الأرض !!


ولكنّ هذه السلسلة ورائها قصة من قصص عبقرية المسلمين العسكرية , لا سيما فى عهد الدولة العثمانية !!



هذه صورة سلسلة القرن الذهبى .. !!



هذه السلسلة التى كان يضعها النصارى الأرثوذكس البيزنطيين لحماية القسطنيطينة عن طريق غلق مضيق القرن الذهبى أمام السفن الإسلامية !!!


وكانت هذه السلسلة دوما هى العائق أمام المسلمين لمرور السفن داخل القرن الذهبى لحصار القسطنطينية من البحر !!!


ولكن فى عهد السلطان محمد الفاتح , تجلت عبقريته العسكرية الفذة .. واستطاع وضع خطة حربية عسكرية اندهش المؤرخون منها الى يومنا هذا !!


استطاع محمد الفاتح ان يصنع طريقا على اليابسة فى الجهة المقابلة للقسطنيطينة ليتفادى هذه السلسلة التى تعوق حصاره !!!


وبالفعل مهد طريقا طويلا اعلى التلال وقطع الأشجار ودهن الأرض بالشمع والزيوت ... ثم أمر بتخفيف حمولة السفن !!
constantinople.jpg





ثم أمر بعبور السفن على اليابسة !!!!!!!!!!



وتم هذا الأمر كله فى ليلة واحدة ... !!


وفوجىء النصارى بالقسطنطينة بعشرات السفن الإسلامية تربض لهم فى البحر !!!



ذكر المؤرخون العرب والنصارى هذه الحادثة بكثير من الدهشة والعجب .. حتى ان أحد مؤرخى الغرب قال : أن محمد الفاتح استطاع ان يحول البحر الى اليابسة وان يجعل السفن تمشى على الأرض .. !!!!!!!!



فهذه الخطة العجيبة التى وضعها الفاتح لم يسبقه اليها احد فى التاريخ !!!




وتسقط القسطنطينة فى يد المسلمين .
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب الأحد, 16 أيار/مايو 2010

بارك الله فيك اخي m a a
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب

مشكورررررررررررررررررر
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب الأحد, 16 أيار/مايو 2010

شعارنا
قرائتكم هي غايتنا تباع معنا الموضوع الان
هههههههههههه
انا امزح معك اخي خالد هذا اقل مانقدمه للمنتدى
الذي يفيد يجب ان يقدم
وماريك في النقطة التي ادرجناها الان

icon7.gif
ابشر يا غالي
من اليوم راح نتابع مواضيعك و نسكت
ههههههههههه
الله يبارك فيك مواضيعك احلى مواضيع
خذلك تقييمات
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب

لو العالم للحين مثل قبل رايح يكون التفوق مكتوب لنا
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب

لو العالم للحين مثل قبل رايح يكون التفوق مكتوب لنا

لو
:0126[1]::no[2]:

اختراعات المسلمين عظيمة ونواة للاختراعات الحديثة
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب

قال الله تعالى (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب

مشكورررررررر
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب الأحد, 16 أيار/مايو 2010

موضوع كبير من جد مثل كل مواضيعك الاخرى بارك الله فيك
لكن للاسف حقيقة لا نجد لهم إختراعات في الوقت الحاضر

بل ما زالت عبقريتهم تبدع عندما تتوفر القيادة الراشدة و الحكيمة .أنظر مثلا استخدام الجيش المصري لمضخات الماء لتحطيم خط دفاعي عظيم المتمثل في خط بارليف في حرب أكتوبر1973.وكان الإسرائيليون و كل الخبراء العسكريين يعتبرونه غير قابل للإختراق،حتى قال أحد الجنرالات :لاختراق هذا الخط الدفاعي يجب أن يتعاون سلاخ الهندسة الأمريكي و سلاح الهندسة السوفياتي معا.
 
رد: ابتكارات المسلمين في ميدان الحرب

اشكرك اخي على الطرح الرائع وابتكارات العرب عظيمه وما التطور الذي عليه اهل اوربا الا من ابتكارات العرب وحضارتهم في بلاد الاندلس
 
عودة
أعلى