سلسلة نساء في تاريخ الإسلام

SRIA

عضو
إنضم
27 يوليو 2009
المشاركات
487
التفاعل
10 0 0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه لمحة من سيرة وكفاح واحدة من الصحابيات الجليلات التى وقفن مع رسول الله
sallah.gif
وهو يناضل من أجل الدعوة لدين الله ونشر الإسلام


إنها إمرأة بألف رجل كما يقولون

نعم لا تتعجب من هذا إنها امرأة ( لكن ) لو وزِنت بألف رجل لوزنتهم والله .....
إنهاإمرأة ( لكن ) لو كان لنا مثلها رجال لكان

النصر حليفنا بإذن الله .
إنها امرأة ( لكن ) لا يقارن بها رجال فضلا عن نساء مثلها ..
إنها امرأة ( لكن ) ضحَّت بنفسها ..
فأين أنتم يا مسلمون عن
فعلها ..
إنها امرأةٌ ( لكن ) باعت نفسها بل وأبنائها وزوجها

في سبيل الله
فأين منها أمهاتٌ وآباءٌ وأبناء ..
إنها امرأةٌ ( لكنها ) امرأةٌ سبقها بعضُ أجزاءٍ من جسدها إلى الجنة .

عمَّن أتحدَّث ، مَن هذه المرأة ، إنها المرأة التي أطاقت ما لم يطقه فُحول الرجال ، إنها المرأة التي فعلت الأفاعيل بالأعداء ،
وصنعت المجد بذل العطاء والصبر عند البلاء وضخ الدماء وتقطيع الأشلاء ليرضى عنها من له مافي الأرض وما في السماء ..
إنها امرأة ( لكن ) .. عجز عن فعلها كثير من الرجال !!

فيا لله ما أعظم قدرها وأجلَّ فعلها .. إنها الفاضلةالمجاهدة :

نسيبة بنت كعب ( أم عمارة ) رضي الله عنها وأرضاها .
شهدت بيعة العقبة وأحد والحديبية واليمامة .. وقفت يوم أحدٍ موقفاً أعيى الأبطال ، وأبهر الرجال ، اِسمع لأمِّ عمارة وهي
تحدثك .. تقول :
( رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فما بقي إلا نفرٌ قليل ما يُتِمُّون عشرة ، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذُبُّ عنه ، والناس يمُرُّون به منهزمين ، ورآني
ولا تِرْس معي ، فرأى رجلاً مُوّلِّياً ومعه تِرس ، فقال :
القِ تِرسَك إلى من يقاتل ، فألقاه ، فأخذته فجعلت أتّرّس به عن رسول الله
sallah.gif
، وإنما فعل بنا الأفاعيل

أصحاب الخيل ، لو كانوا رجّالة مثلنا - أي على أقدامهم - أصبناهم إن شاء الله ..)
فيُقبِل رجلٌ على فرسٍ فيضربني وتترّست له ، فلم يصنع شيئا وولَّى ، فأضرب عرقوب فرسه ، فوقع على ظهره ، فجعل
النبي يصيح ( يا أبن أم عمارة أمك أمك ) .. قالت فعاونني عليه حتى أوردته شعوب - أي الموت - .. فعلاً لقد قامت
لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم مقامَ خيرٍ من مقام كثيرٍ من الرجال .. لقد ضرَبت أمُّ عِمارة مثالاً لتقفَ الأجيال النائمةُ أمامه لعلها تستيقظ من غفلتها.. وتتعلم من أم عمارة تضحيتها ، يوم أحد كان المشركون قد تجمعوا وصوَّبوا سهامهم ووحدوا هجومهم على رسول الله ليقتلوه ، لكن هيهات هيهات :
ما علموا أن ثمَّة أم عمارة هناك ، فوالله ما كان الخطر يدنوا من المصطفى إلا وأمُّ عِمارة دونه حتى قال الحبيب صلوات
ربي وسلامه عليه :
( ما التفتُّ يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني ) .
وقال فيها الحبيب - جعلنا الله من أهل سنته - لمَّا رأى شدة بأس هذه المرأة فى القتال والثبات والعزيمة قال :
( من يُطيقُ ما تُطيقينَ يا أمَّ عِمارة ) .
أُمُّ عمارة .. ضرب رجُلاً ابنها بالسيف فجرحه فأبت أن تتركه حتى قتلته واستقادت منه .. ( فرآها النبي صلى الله عليه
وسلم وتبسَّم حتى بدت نواجذه وقال : ( استقدتِّ يا أم عِمارة ) وقال : ( الحمد لله الذي أظفرك ، وأقرَّ عينك من عدوك ،
وأراك ثأرك بعينك ) .
لئن كُنَّ النساء كما ذُكِرنَ لفُضِّلت النساء على الرجال
لقد استحقَّت أُمُّ عِمَارة أن يُعلَّق عليها وِسام أغلى من كل الأوسمة الدنيوية ، قال فيها النبي وفي أبنائها :
( اللهم أجعلهم رفقائي في الجنة ) فهنيئاً ثم هنيئا يا أم عمارة .
لم تَكَلّ ولم تَمَلَّ أمُّ عِمارة بعد موت الحبيب .. بل استمرت في جهادها وبذلها.. حتى قاتلت يوم اليمامة .. وجرحت اثني
عشر جرحاً وقُطِّعت يدها وهي عجوز مُسِنَّة .
ماذا أقول يا أمة محمد .. لو نظرت إليكم أم عِمارة وأنتم في الملاعب والنوادي ..والأمة تنتهك أعراضها في كل مكان ،
والمسجد الأقصى يإنُّ منذ أمدٍ بعيد من الزمان .
ماذا أقول يا نساء أمة محمد .. لو نظرت إليكنَّ أم عمارة وقد تهاونتنَّ في الحجاب الشرعي وآثرتنَّ ما ألقيَ إليكنَّ من زبائل
الغرب عبر الفضائيات .. ماذا أقول يا رجال أمة محمد ..
هل أقول يا ليت لنا رجال مثل أم عمارة .. نعم والله.. يا ليت لنا نساء ورجال مثل أم عمارة !!
رحمكِ الله يا أم عمارة وغفر لك وأسكنك الجنة مع من قاتلتِ دفاعا عنه وعن دعوته الكريمة وجمعنا وإياك على حوضه الشريف عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

منقول
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: إمرأه بألف رجل!!!!!!!!

عودة قوية بعد غياب طويل فاهلا بعودتك
موضوع جميل والتاريخ الاسلامي مليئ ببطولات النساء المسلمات
بدءا باسماء بنت ابي بكر ومرورا بخولة بنت الازور وهناك ايضا شجرة الدر التي اخفت عن مملكتها حقيقة وفاة زوجها مدة سنة كاملة وهناك لالة فاطمة نسومر التي دوخت سبعة جنرالات فرنسيين
كما كان للتاريخ الامازيغي في الجزائر دور كبير للمراة في مجال القيادة ولا ادل على ذالك من الكاهنة تيهيا وملك قبائل الجيتول في الصحراء المعروفة في التراث الشعبي بلالة بنت القص
وملكة التوارق تينهينان

اسف عن الخروج عن الموضوع لكن التاريخ يستهويني جدا وهو هوايتي المفضلة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: إمرأه بألف رجل!!!!!!!!

قال فيها النبي وفي أبنائها :
( اللهم أجعلهم رفقائي في الجنة )

رحمكِ الله يا أم عمارة وغفر لك وأسكنك الجنة
 
زينب رضى الله عنها

زينب رضي الله عنها بنت رسول الله​

هي زينـب بن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشيـة تزوّجها ابن خالتها أبو العاص بن ربيع بن عبد العزى بن عبد شمس قبل الإسلام وفي حياة أمها، وولدت له أمامة التي تزوجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة، كما ولدت له علي بن أبي العاص الذي مات صبياً، فلما كان الإسلام فُرِّق بين أبي العاص وبين زينب فلمّا أسلم أبو العاص ردّها الرسول صلى الله عليه وسلم عليه بالنكاح الأول.

هجرتها
خرجت زينب رضي الله عنها من مكة مع كنانة، أو ابن كنانة ،فخرجوا في طلبها، فأدركها هبّار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وألقت ما في بطنها، وهريقت دماً فتخلت، واشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية فقال بنو أمية: (نحن أحق بها)...
وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص، وكانت عند هند بنت عتبة بن ربيعة، وكانت تقول: (هذا في سبب أبيك).
فقال الرسـول صلى اللـه عليه وسلم لزيد بن حارثة: ( ألا تنطلق فتجيء بزينب؟)...
قال: (بلى يا رسـول اللـه)...
قال: ( فخذ خاتمي فأعطها إياه )...
فانطلق زيد فلم يزل يتلطّف فلقي راعياً فقال: (لمن ترعى؟)...
قال: (لأبي العاص)...
فقال: (لمن هذه الغنم؟)...
قال: (لزينب بنت محمد)...
فسار معه شيئاً ثم قال: (هل لك أن أعطيك شيئاً تعطيها إياه ولا تذكر لأحد؟)...
قال: (نعم)... فأعطاه الخاتم، وانطلق الراعي وأدخل غنمه وأعطاها الخاتم فعرفته، فقالت: (من أعطاك هذا؟)...
قال: (رجل)...
قالت: (فأين تركته؟)...
قال: (بمكان كذا وكذا)...
فسكتت، حتى إذا كان الليل خرجت إليه، فلما جاءته قال لها: (اركبي بين يديّ)... على بعيره
قالت: (لا، ولكن اركب أنت بين يديّ)... فركب وركبت وراءه حتى أتت،
فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ( هي خير بناتي أصيبت فيّ )...

إجارة زوجها
خرج أبو العاص الى الشام في عيرٍ لقريش، فانتُدِبَ لها زيد في سبعين ومئة راكب من الصحابة، فلَقوا العير في سنة ست فأخذوها وأسروا أناساً منهم أبو العاص، فأرسل أبو العاص إلى زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خذي أماناً من أبيك، فخرجت فأطلعت رأسها من باب حجرتها والنبي صلى الله عليه وسلم في الصبح يصلي بالناس، فقالت: (أيّها الناس! أنا زينب بنت رسول الله وإني قد أجرت أبا العاص)...
فلمّا فرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال: ( أيها الناس إنه لا علم لي بهذا حتى سمعتموه، ألا وإنه يُجير على المسلمين أدناهم )...
فلما أجارته سألت أباها أن يرد عليه متاعه ففعل، وأمرها ألا يقربها ما دام مشركاً، فرجع الى مكة فأدّى إلى كل ذي حقّ حقّه، ثم رجع مسلماً مهاجراً في المحرم سنة سبع، فردّ عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زوجته بذاك النكاح الأول...

وفاتها
ولقد بقيت زينـب رضي اللـه عنها مريضة من تلك الدفعـة التي دفعها هبّار بن الأسـود حتى ماتت من ذلك الوجع، وكانوا يرونها شهيدة، توفيت رضي الله عنها في أوّل سنة ثمان للهجرة، وقالت أم عطية: (لمّا ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اغسِلْنَها وِتراً، ثلاثاً أو خمساً، واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاُ من الكافور، فإذا غسلْتُنّها فأعلمنني)...
فلما غسلناها أعطانا حقْوَه فقال: ( أشْعِرْنَها إيّاها )... وكان هذا منه صلى الله عليه وسلم تعبيراً عن كبير محبته لها وشديد حزنه عليها...

http://www.masrawy.com/Islameyat/Omahat/Banat_ElRasoul/2010/March/28/Zainab.aspx
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
خديجة بنت خويلد أم المؤمنين

خديجة بنت خويلد أم المؤمنين

( والله ما أبدلني الله خيراً منها قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدَّقتني إذ كذبني الناس وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس ) ... حديث شريف
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية

بداية التعارف
كانت السيدة خديجة امرأة تاجرة ذات شرف و مال، فلمّا بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه، بعثت إليه فعرضـت عليه أن يخرج في مالٍ لها الى الشام تاجراً، وتعطيـه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجـار، مع غلام لها يقال له مَيْسَـرة، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج في مالها حتى قَدِم الشام.
وفي الطريق نزل الرسول صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب من الرهبان فسأل الراهب ميسرة: (من هذا الرجل؟)...
فأجابه: (رجل من قريش من أهل الحرم)...
فقال الراهب: (ما نزل تحت هذه الشجرة قطٌ إلا نبي)...
ثم وصلا الشام وباع الرسول صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد، ثم أقبل قافلاً الى مكة ومعه ميسرة، فكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتدَّ الحرّ يرى مَلَكين يُظلاَّنه صلى الله عليه وسلم من الشمس وهو يسير على بعيره... ولمّا قدم صلى الله عليه وسلم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فربحت ما يقارب الضعف...

الخطبة و الزواج
وأخبر ميسرة السيدة خديجة بما كان من أمر محمد صلى الله عليه وسلم فبعثت الى رسول الله وقالت له: (يا ابن عمّ! إني قد رَغبْتُ فيك لقرابتك، وشرفك في قومك وأمانتك، وحُسْنِ خُلقِك، وصِدْقِ حديثك)... ثم عرضت عليه نفسها، فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك لعمّه الحبيب الذي سُرَّ وقال له: (إن هذا رزقٌ ساقهُ الله تعالى إليك)...
ووصل الخبر الى عم السيدة خديجة، فأرسل الى رؤساء مُضَر، وكبراءِ مكة وأشرافها لحضور عقد الزواج المبارك، فكان وكيل السيدة عائشة عمّها عمرو بن أسد، وشاركه ابن عمها ورقة بن نوفل، ووكيل الرسول صلى الله عليه وسلم عمّه أبو طالب...
وكان أول المتكلمين أبو طالب فقال: (الحمد لله الذي جعلنا من ذريّة إبراهيم، وزرع إسماعيل وضئضئ معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته، وسُوّاس حرمه، وجعل لنا بيتاً محجوباً وحرماً آمناً، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا، محمد بن عبد الله لا يوزن برجلٍ إلا رجح به، وإن كان في المال قِلاّ، فإن المال ظِلّ زائل، وأمر حائل، ومحمد مَنْ قد عرفتم قرابته، وقد خطب خديجة بنت خويلد، وقد بذل لها من الصداق ما آجله وعاجله اثنتا عشرة أوقية ذهباً ونشاً أي نصف أوقية وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم، وخطر جليل)...
ثم وقف ورقة بن نوفل فخطب قائلا: (الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت، وفضلنا على ما عددت، فنحن سادة العرب وقادتها، وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم، ولا يردُّ أحدٌ من الناس فخركم ولا شرفكم، وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم، فاشهدوا يا معشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله)...
كما تكلم عمُّهـا عمرو بن أسـد فقال: (اشهدوا عليّ يا معاشـر قريـش أنّي قد أنكحـت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد)... وشهـد على ذلك صناديد قريش...

الذرية الصالحة
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة قبل البعثة بخمس عشرة سنة، وولدت السيدة خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم، القاسم وبه كان يكنى، والطاهر والطيب لقبان لعبد الله ، وزينب، ورقيـة، وأم كلثـوم، وفاطمـة عليهم السلام... فأما القاسـم وعبد اللـه فهلكوا في الجاهلية، وأما بناتـه فكلهـن أدركـن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم...

إسلام خديجة
وبعد الزواج الميمون بخمسة عشر عاماً نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم فآمنت به خديجة، وصدقت بما جاءه من الله، ووازرته على أمره، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله، وصدق بما جاء منه، فخفف الله بذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم لا يسمع شيئاً مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له، فيحزنه ذلك، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها، تثبته وتخفف عليه وتصدقه، وتهون عليه أمر الناس، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قَصَب اللؤلؤ المنحوت، لا صخب فيه ولا نصب )...

فضل خديجة
جاء جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ( إن الله يقرأ على خديجة السلام )...
فقالت: ( إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك السلام ورحمة الله )...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خيرُ نسائها مريم وخير نسائها خديجة )...

عام المقاطعة
ولمّا قُضيَ على بني هاشم وبني عبد المطلب عام المقاطعة أن يخرجوا من مكة الى شعابها، لم تتردد السيدة خديجة في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لتشاركه أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها... وعلى الرغم من تقدمها بالسن، فقد نأت بأثقال الشيخوخة بهمة عالية وكأنها عاد إليها صباها، وأقامت قي الشعاب ثلاث سنين، وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى...

عام الحزن
وفي العام العاشر من البعثة النبوية وقبل الهجرة بثلاث سنين توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها، التي كانت للرسول صلى الله عليه وسلم وزير صدق على الإسلام، يشكـو إليها، وفي نفس العام توفـي عـم الرسول صلى الله عليه وسلم أبو طالب، لهذا كان الرسـول صلى اللـه عليه وسلم يسمي هذا العام بعام الحزن...

الوفاء
قد أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة ما لم يثن على غيرها، فتقول السيدة عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكرها يوماً من الأيام فأخذتني الغيرة، فقلت: (هل كانت إلا عجوزاً قد أبدلك الله خيراً منها)...
فغضب ثم قال: ( لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس، وصدَّقتني إذ كذّبَني الناس، وواستني بمالها إذ حرمنـي الناس ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء )...
قالت عائشة: (فقلتْ في نفسي: لا أذكرها بعدها بسبّةٍ أبداً)

http://www.masrawy.com/Islameyat/Omahat/Omahat/2010/March/17/Khadija.aspx
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الخنساء بنت عمرو

الخنساء بنت عمرو بن الشريد بن رباح بن ثعلبة بن عصية بن سليم السلميـة الشاعرة المشهورة واسمها تماضر، قدمت مع قومها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأسلمـت، وكان الرسول الكريم يستنشدها ويعجبه شعرها ويقول: (هيه يا خنساء)...
الشعر
أجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبل الخنساء ولا بعدها أشهر منها، فقد كانت الخنساء تقول في أول أمرها البيتين أو الثلاثة حتى قتل أخوها شقيقها معاوية بن عمرو، وقتل أخيها لأبيها صخر، وكان صخر أحبهما إليها لأنه كان حليماً جواداً محبوباً في العشيرة، فقد غزا بني أسد فطعنه أبو ثور الأسدي طعنة مرض منها حولاً ثم مات، فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر، فمن قولها في صخر: (...
أعينـيّ جُودَا ولا تَجمدا... ألا تبكيان لصخرَ الندَى
ألا تبكيان الجريّ الجميل... ألا تبكيان الفتَـى السيدَا
طويل النجاد عظيمُ الرماد... وسادَ عشيرتَـه أمـردَا
النصيحة للأبناء
حضرت الخنساء حرب القادسية و معها بنوها أربعة رجال، فوعظتهم وحرّضتهم على القتال وعدم الفرار، ومما قالت: (إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وإنكم لابن أب واحد وأم واحدة ما حبتُ أباكم، ولا فضحتُ أخوالكم، ولا هجّنتُ حَسَبَكم، ولا غيرتُ نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن أنّ الدار الباقية خيرٌ من الدار الفانية... يقول الله عّز وجلَّ: {يا أيّها الذين آمنوا اصْبِروا وصابِروا ورابطوا واتقوا اللهَ لعلّكم تُفْلحون}...
فإذا أصبحتم غداً، إن شاء الله سالمين، فاغدوا إلى قتال عدوّكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، وإذا رأيتم الحربَ قد شمّرَتْ عن ساقها، واضطرمت لظىً على سياقها، وحللت ناراً على أرواقها، فتيمَّمُوا وَطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها، تظفروا الغُنم والكرامة في دار الخُلْد والمُقامة)...
استشهاد الأبناء
فلما أصبح الأبناء باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قتلوا، وكل منهم أنشد قبل أن يستشهد...
فقد قال الأول:
... يا إخوتي إن العجوز النّاصحة... قد نصحتنا إذ دعتنا البارحة
بمقالـة ذات بيـان واضحـة... وإنّما تَلْقَـونَ عندَ الصّابِحة
من آل ساسان كلاباً نابحة
وأنشد الثاني:
... إن العجـوز ذات حزم وجَلَـد... قد أمرتْنَا بالسّـدَادِ والرَّشَـد
نصيحـةً منها وَبرّاً بالولـد... فباكِرُوا الحَرْبَ حماةًفي العدد
وأنشد الثالث:
... واللهِ لا نعصي العجوزَ حَرْفَا... نُصْحاً وبِرّاً صَادِقاً ولطفا
فبادِرُوا الحربَ الضَّروسَ زَحْفاً... حتّى تَلَقَّوْا آل كسْرَى لَفّا
وأنشد الرابع:
... لسـتُ لخنساءَ ولا للأخرم... ولا لعمروٍ ذي السِّعاءِ الأقدم
أنْ لم أرِد في الجيش خنس الأعجمي... ماضٍ على الهولِ خِضَمّ حَضْرِمي
فبلغ الخنساء ما أنشد أبناؤها (وهو أكثر مما سبق) فقالت: (الحمد لله الذي شرّفني بقتْلِهم وأرجو من رَبّي أن يجمعني بهم في مُسْتَقرَّ رحمتِهِ)...
المصدر: موقع الصحابة
http://www.masrawy.com/Islameyat/Sahaba/Sahabiat/2010/april/13/khansaa.aspx
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
نساء في تاريخ الاسلام (تاريخ منسي ) متجدد

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين ونصلي ونسلم علي سيد الخلق أ جمعين



***************


نساء في تاريخ الاسلام



مما لا شك فيه ان تاريخنا الاسلامي حافل بسيرة العظماء


من ابطاله وقادته العظام.


من هنا نبدأ ونصحح المثل القائل وراء كل عظيم امراة


بل وراء كل عظيم ام عظيمة أنجبت عظيم وأ رضعته حب الله ورسوله صلي الله عليه وسلم


علمته معني أن يكون مسلماً .


من هنا ندخل الي موضوعنا وهو القاء الضوء علي تلك الام التي أنجبت العظماء والقادة الفاتحين .


وما اكثر النساء في تاريخ الاسلام وأ نا اقصد النساء التي كرمها الله وسميت سورة بأسمها في القران الكريم النساء التي عرفت معني لا اله الا الله ومعني ان تكون مسلمة .


أ قول لكل ام ولكل أخت عليكي واجب كبير نحو عزة الاسلام مطلوب منكي اعداد جيل يؤمن بالله ورسوله ويرفع الراية حتي يسود الاسلام وتعود الامة الي سابق مجدها العريق .

**************************



في هذا الموضوع بأ ذن الله سوف نذكر نساء في تاريخ الاسلام أ منو بالله ورسوله وجاهدوا في الله حق جهاده فكانو بحق خير مثال لكل ام .


وسنبدأ بأذن الله من العصر النبوي وبعده عصر الصحابة والتابعين عليهم رضوان الله وسنتدرج مع التاريخ عبر العصور باحثين عن تاريخ منسي لنساء تحققت علي ايديهم بطولات مشرقة في تاريخ الاسلام.


أ ملين من الله عز وجل أ ن ييسر لنا كتابة ذالك التاريخ الحافل حتي نعرف الدور الكبير للنساء في تاريخنا ويكون حافزاً لكل النساء في عصرنا فبالكرام يقتدي الكرام.


وعلي كل الاخوة ألا يبخلو علينا بوضع شخصيات من نساء في تاريخ الاسلام فمن لديه اسم لشخصية فليتفضل بوضعها هنا حتي تعم الفائدة
وخير بدايةً لنا هي ذكر امهات المؤمنين رضي الله عنهم
ازواج النبي صلي الله عليه وسلم .


******************************



*نساء النبي امهات المؤمنين*
السيدة خديجة رضي الله عنها




خديجة أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين في زمانها أم القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب


القرشية الأسدية أم أولاد رسول الله صلي الله عليه وسلم وأول من آمن به وصدقه قبل كل أحد وثبتت جأشه ومضت به إلى ابن عمها ورقة


ومناقبها جمة وهي ممن كمل من النساء كانت عاقلة جليلة دينة مصونة كريمة من أهل الجنة وكان النبي صلي الله عليه


وسلم يثني عليها ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين ويبالغ في تعظيمها بحيث إن عائشة كانت تقول ما غرت من امرأة ما غرت من خديجة من كثرة ذكر النبي صلي الله


عليه وسلم لها ومن كرامتها عليه صلي الله عليه وسلم أنها لم يتزوج امرأة قبلها وجاءه منها عدة أولاد ولم يتزوج عليها قط ولا تسرى إلى أن قضت نحبها فوجد لفقدها فإنها كانت نعم القرين وكانت تنفق عليه من مالها ويتجر


هو لها وقد أمره الله أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب الواقدي حدثنا ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس وابن أبي الزناد عن هشام وروي عن جبير بن مطعم أن عم خديجة عمرو


بن أسد زوجها بالنبي صلي الله عليه وسلم وأن أباها مات قبل الفجار ثم قال الواقدي هذا المجتمع عليه عند أصحابنا ليس بينهم اختلاف .
كانت خديجة تدعى في الجاهلية الطاهرة وأمها هي فاطمة بنت زائدةالعامرية كانت خديجة أولا تحت أبي هالة بن زرارة التميمي ثم خلف عليها بعده


عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ثم بعده النبي صلي الله عليه وسلم فبنى بها وله خمس وعشرون سنة وكانت أسن منه بخمس عشرة سنة عن عائشة أن


خديجة توفيت قبل أن تفرض الصلاة وقيل توفيت في رمضان ودفنت بالحجون عن خمس وستين سنة وقال مروان بن معاوية عن وائل بن داود عن عبد الله البهي قال


قالت عائشة كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار لها فذكرها يوما فحملتني الغيرة فقلت لقد عوضك الله من كبيرة


السن قال فرأيته غضب غضبا أسقطت في خلدي وقلت في نفسي اللهم إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء فلما رأى النبي صلي الله عليه وسلم ما


لقيت قال كيف قلت والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس وآوتني إذ رفضني الناس ورزقت منها الولد وحرمتموه مني قالت فغدا وراح علي بها شهرا قال الواقدي خرجوا من شعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين فتوفي أبو


طالب وقبله خديجة بشهر وخمسة أيام وقال الحاكم ماتت بعد أبي طالب بثلاثة أيام هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة مما كنت


أسمع من ذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم لها وما تزوجني إلا بعد موتها بثلاث سنين ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب .


وقال ثابت، عن أنس: " خير نساء العالمين مريم، وآسية، وخديجة ينت خويلد، وفاطمة .


*سودة أم المؤمنين *


بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية.
وهي أول من تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة، وانفردت به نحوا من ثلاث سنين أو أكثر، حتى دخل بعائشة.
وكانت سيدة جليلة نبيلة .
وكانت أولا عند السكران بن عمرو،
أخي سهيل بن عمرو العامري .


وهي التي وهبت يومها لعائشة رعاية لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت قد فركت، رضي الله عنها .
لها أحاديث.
وخرج لها البخاري.
حدث عنها: ابن عباس، ويحيى بن عبد الله الانصاري.
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة، من امرأة، فيها حدة، فلما كبرت جعلت يومها من النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة .
توفيت في آخر خلافة عمر بالمدينة.


*عائشة أم المؤمنين *


بنت الامام الصديق الاكبر، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، بن كعب بن لؤي ; القرشية التيمية، المكية، النبوية، أم المؤمنين، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، أفقه نساء الامة على الاطلاق.
وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر، بن عبد شمس، بن عتاب ابن أذينة الكنانية.
هاجر بعائشة أبواها، وتزوجها نبي الله قبل مهاجره بعد وفاة الصديقة خديجة بنت خويلد، وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهرا، وقيل: بعامين.
ودخل بها في شوال سنة اثنتين، منصرفه عليه الصلاة والسلام من
غزوة بدر، وهي ابنة تسع.
فروت عنه علماء كثيرا طيبا مباركا فيه.
وعن أبيها.
مسند عائشة يبلغ ألفين ومئتين وعشرة أحاديث.
اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين.
وعائشة ممن ولد في الاسلام، وهي أصغر من فاطمة بثماني سنين.
وكانت تقول: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين.
يقال لها: الحميراء.
ولم
يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها، ولا أحب امرأة حبها.
ولا أعلم في أمه محمد صلى الله عليه وسلم، بل ولا في النساء مطلقا، أمرأة أعلم منها.
وذهب بعض العلماء إلى أنها زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مفخر.
قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة.
وقال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل .



وفي " المستدرك " بإسناد صالح، عن أم سلمة: أنها لما سمعت الصرخة على عائشة، قالت: والله لقد كانت أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أباها .
 
رد: نساء في تاريخ الاسلام (تاريخ منسي ) متجدد

أم سلمة أم المؤمنين


السيدة المحجبة، الطاهرة، هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله
ابن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة، المخزومية، بنت عم خالد بن الوليد، سيف الله ; وبنت عم أبي جهل بن هشام.
من المهاجرات الاول.
كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند أخيه من الرضاعة: أبي سلمة بن عبد الاسد المخزومي، الرجل الصالح.
دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم في سنة أربع من الهجرة.
وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسبا.
وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين.
عمرت حتى بلغها مقتل الحسين، الشهيد، فوجمت لذلك، وغشي عليها، وحزنت عليه كثيرا.
لم تلبث بعده إلا يسيرا، وانتقلت إلى الله.
ولها أولاد صحابيون: عمر، وسلمة، وزينب.
ولها جملة أحاديث.

زينب بنت جحش أم المؤمنين​


بنت جحش بن رياب، وابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أمها: أميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم.
وهي أخت حمنة، وأبي أحمد.
من المهاجرات الاول.
كانت عند زيد، مولى النبي صلى الله عليه وسلم.
وهي التي يقول الله فيها:
{ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ﴿37﴾}(الاحزاب).
فزوجها الله تعالى بنبيه بنص كتابه، بلا ولي ولا شاهد.
فكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين، وتقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق عرشه .
وفي رواية البخاري: كانت تقول: إن الله أنكحني في السماء .
وكانت من سادة النساء، دينا وورعا وجودا ومعروفا، رضي الله عنها.
وحديثها في الكتب الستة.
روى عنها: ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش، وأم المؤمنين أم حبيبة، وزينب بنت أبي سلمة، وأرسل عنها القاسم بن محمد.
توفيت في سنة عشرين، وصلى عليها عمر.​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: نساء في تاريخ الاسلام (تاريخ منسي ) متجدد

زينب بنت خزيمة أم المؤمنين


بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله الهلالية.
فتدعى أيضا: أم المساكين، لكثرة معروفها أيضا.
قتل زوجها عبد الله بن جحش يوم أحد، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ; ولكن لم تمكث عنده إلا شهرين، أو أكثر، وتوفيت رضي الله عنها.
وقيل: كانت أولا عند الطفيل بن الحارث.
وما روت شيئا.
وقال النسابة علي بن عبد العزيز الجرجاني: كانت عند الطفيل، ثم خلف عليها أخوه الشهيد: عبيدة بن الحارث المطلبي.
وهي أخت أم المؤمنين ميمونة لامها.


أم حبيبة أم المؤمنين


السيدة المحجبة: رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.
مسندها خمسة وستون حديثا.
واتفق لها البخاري ومسلم على حديثين، وتفرد مسلم بحديثين .
وهي من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها.
عقد له صلى الله عليه وسلم عليها بالحبشة، وأصدقها عنه صاحب الحبشة أربع مئة دينار، وجهزها بأشياء.
وقدمت دمشق زائرة أخاها.
ويقال: قبرها بدمشق وهذا لا شئ، بل قبرها بالمدينة.
وإنما التي بمقبرة باب الصغير: أم سلمة أسماء بنت يزيد الانصارية.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: نساء في تاريخ الاسلام (تاريخ منسي ) متجدد

حفصة أم المؤمنين


الستر الرفيع، بنت أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب.
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد انقضاء عدتها من خنيس بن حذافة السهمي ، أحد المهاجرين، في سنة ثلاث من الهجرة.
قالت عائشة: هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وروي أن مولدها كان قبل المبعث بخمس سنين.
فعلى هذا يكون دخول النبي صلى الله عليه وسلم بها ولها نحو من عشرين سنة.
روت عنه عدة أحاديث.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم، طلق حفصة تطليقة، ثم راجعها بأمر جبريل عليه السلام له بذلك، وقال: " إنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة " .
توفيت حفصة سنة إحدى وأربعين عام الجماعة.
وقيل: توفيت سنة خمس وأربعين بالمدينة، وصلى عليها والي المدينة مروان.


صفية أم المؤمنين


بنت حيي بن أخطب بن سعية، من سبط اللاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام. ثم من ذرية رسول الله هارون عليه السلام.

تزوجها قبل إسلامها: سلام بن أبي الحقيق، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، وكانا من شعراء اليهود، فقتل كنانة يوم خيبر عنها، وسبيت، وصارت في سهم دحية الكلبي ; فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم عنها ; وأنها لا ينبغي أن تكون إلا لك.
فأخذها من دحية، وعوضه عنها سبعة أرؤس .
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما طهرت، تزوجها ، وجعل عتقها صداقها .
وكانت شريفة عاقلة، ذات حسب، وجمال، ودين.
رضي الله عنها.

قيل: توفيت سنة ست وثلاثين، وقيل: توفيت سنة خمسين
وكانت صفية ذات حلم، ووقار.

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: نساء في تاريخ الاسلام (تاريخ منسي ) متجدد

ميمونة أم المؤمنين


بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال ابن عامر بن صعصعة، الهلالية.
زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت أم الفضل زوجة العباس، وخالة خالد بن الوليد، وخالة ابن عباس.

تزوجها أولا مسعود بن عمرو الثقفي قبيل الاسلام، ففارقها.وتزوجها أبورهم بن عبد العزي، فمات.
فتزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم في وقت فراغه من عمرة القضاء سنة سبع في ذي القعدة.
وبنى بها بسرف أظنه المكان المعروف بأبي عروة.
وكانت من سادات النساء.وروت عدة أحاديث.
وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم .
قال مجاهد: كان اسمها برة، فسماها رسول الله: ميمونة

توفيت سنة إحدى وخمسين.رضي الله عنها.

عن يزيد بن الاصم، قال: دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بنى بها فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانت حلقت في الحج.نزلت في قبرها، أنا وابن عباس .
وعن عطاء: توفيت ميمونة بسرف، فخرجت مع ابن عباس إليها، فقال: إذا رفعتم نعشها، فلا تزلزلوها، ولا تزعزعوها .
وقيل: توفيت بمكة، فحملت على الاعناق بأمر ابن عباس إلى سرف، وقال: ارفقوا بها ; فإنها أمكم


جويرية أم المؤمنين


بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية.
سبيت يوم غزوة المر يسيع في السنة الخامسة وكان اسمها: برة، فغير .
وكانت من أجمل النساء.
أتت النبي تطلب منه إعانة في فكاك نفسها، فقال: " أو خير من ذلك ؟ أتزوجك " فأسلمت، وتزوج بها ; وأطلق لها الاسارى من قومها .
وكان أبوها سيدا مطاعا.
وعن جويرية، قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا بنت عشرين سنة.

فما عُلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها
توفيت أم المؤمنين جويرية في سنة خمسين .
وقيل: توفيت سنة ست وخمسين، رضي الله عنها .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: نساء في تاريخ الاسلام (تاريخ منسي ) متجدد

*مارية القبطيـة*​


فهي جارية أهداها المقوقس حاكم مصر للرسول وقد اتخذت مكانتها بين زوجات الرسول
وولدت له ابراهيــم عليه السلام
.​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: نساء في تاريخ الاسلام (تاريخ منسي ) متجدد

مصادر


سير الاعلام الامام الذهبي
الطبقات الكبري بن سعد
تاريخ الاسلام الامام الذهبي
اسد الغابة - الاصابة بن حجر
تاريخ الفسوي
فتح الباري بن حجر
صحيح البخاري
صحيح مسلم
المستدرك للحاكم
مجمع الزوائد للهيثمي
مسند الامام بن حنبل
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: نساء في تاريخ الاسلام (تاريخ منسي ) متجدد

أم كلثوم بنت النبي

" يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة " [ابن سعد].

فمَـنْ تكـون أفضل من حفـصة أم المؤمنين؟
جاء عثمان بن عفان رضى اللَّه عنه إلى بيت النبي ( ليلتمس المواساة في زوجته رقية رضى اللَّه عنها بعد وفاتها، وجاء عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه يشكو للنبى ( أبا بكر، وعثمان حين عرض عليهما ابنته حفصة، بعد أن مات زوجها خُنيس بن حذافة السهمى رضى اللَّه عنه فقال له النبي : " يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة ". وقد صدقت بشراه حيث تزوج هو من حفصة، وتزوج عثمان من أم كلثوم بنت النبي.
ودخلت أم عياش -خادمة النبي إلى السيدة أم كلثوم تدعوها للقاء النبي لأخذ رأيها في أمر الزواج من عثمان ؛ فلما أطرقت صامتة حياءً من النبي ، عرف أنها ترى ما يراه ؛ فقال النبي لعثمان: " أزوجك أم كلثوم أُخت رقية، ولو كُنّ عشرًا لزوجتكهن " [ابن سعد].

فنال عثمان بن عفان بذلك الشرف لقب ذى النورين ؛ لزواجه من ابنتى رسول اللَّه ، فكلتاهما نور بحق، وظلت أم كلثوم في بيت عثمان زوجة له لمدة ست سنوات لا يفارقها طيف أختها رقية.

ولدت السيدة أم كلثوم قبل بعثة النبي ، وشهدت ازدهار الإسلام وانتصاره على الكفر والشرك، وجاهدت مع باقى أسرتها، فشاركت أباها وأمها خديجة جهادهما، وعانت معهما وطأة الحصار الذي فرضه الكفار والمشركون على المسلمين في شِعْب أبى طالب، ثم هاجرت إلى المدينة المنورة مع أختها فاطمة بعد أن أرسل النبي إليهن زيد بن حارثة ليصحبهن.

وشهدت فرحة انتصار المسلمين في بدر، وقد تشابهت ظروف أم كلثوم وأختها رقية رضى اللَّه عنهما حيث نشأتا سويّا في بيت النبوة، وخُطبا لشقيقين هما عتبة وعتيبة من أبناء أبى لهب وزوجته أم جميل، ولكن اللَّه أنقذهما وأكرمهما، فلم يبنيا بهما، وحرم ولدا أبى لهب من شرف زواجهما.

وفى السنة التاسعة من الهجرة، توفيت أم كلثوم دون أن تنجب؛ فأرخى النبي رأسها الشريف بجانب ما بقى من رفات أختها رقية في قبر واحد ، مودعًا إياها بدموعه.


الريحانة

فاطمة الزهراء بنت النبي

كانت حبيبة النبي وريحانته وحافظة أسراره ؛ فقد جلست بجواره يومًا فأسرَّ إليها بنبأ جعلها تبكى وتبتسم، فسألتها السيدة عائشة رضى اللَّه عنها عن ذلك. فأجابتها: ما كان لى لأفشى سر رسول اللَّه فلما مات النبي سألتها فقالت: إن أبى قال لى في أول مرة: " إن جبريل كان يعارضنى القرآن الكريم في كل سنة مرة واحدة، وإنه عارضنى إياه مرتين هذا العام، وما أراه إلا قد حضر أجلي ". فبكيت، ثم أردف بقوله: " وإنك أول أهلى لحوقًا بي نعم السلف أنا لك " فتبسمت. [متفق عليه].

إنها السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي التي قالت فيها أم المؤمنين السيدة عائشة رضى اللَّه عنها: " ما رأيت أحدًا من خلق اللَّه أشبه حديثًا ومشيًا برسول اللَّه من فاطمة " [الترمذي].
وأخبر النبي أنها سيدة نساء أهل الجنة [الترمذى والحاكم]. وأخبر عنها النبي أنها واحدة من خير نساء العالمين. فقال: "خير نساء العالمين أربع: مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد " [ابن حجر في الإصابة].
وكان يقول عنها: " فاطمة بضعة مني، يؤذينى ما أذاها، ويريبنى ما رابها " [متفق عليه].

سُميت رضى اللَّه عنها فاطمة؛ لأن اللَّه تعالى قد فطمها وحفظها من النار، ولقبها النبي الزهراء ؛ فكانت ريحانته وأحب بناته إليه؛ لأنها أصغرهن وحافظة نسله . وكان إذا دخل عليها النبي قامت له وقبلت يده وأجلسته مكانها، وإذا دخلت عليه أخذ بيدها وأجلسها بجواره، ورحب بها أيما ترحيب. وكان إذا قدم من غزو أو سفر يبدأ بالمسجد فيصلي، ثم يزور ابنته فاطمة الزهراء ثم يأتى أزواجه رضوان اللَّه عليهن.

ولدت الزَّهراء قبل بعثة النبي وعمره حينئذ خمس وثلاثون سنة، وذلك في يوم التحكيم عند إعادة بناء الكعبة، يوم أخمد النبي بحكمته وفطنتة نار الحرب بين قبائل قريش المتنازعة حول من يضع الحجر الأسود المقدس في مكانه ؛ فقد بسط رداءه، ووضع فيه ذلك الحجر وطلب من زعماء القبائل أن يمسك كل منهم بطرف الرداء ثم وضعه بيده الشريفة في مكانه.

وقد شهدت السيدة فاطمة منذ طفولتها أحداثًا جسامًا كثيرة، فقد كان النبي يصلى يومًا بالكعبة وبعض سفهاء قريش جالسون، فانبعث شقى من أشقياء القوم فأتى بأحشاء جزور فألقاها على رسول الله وهو ساجد، فلم يزل ساجدًا حتى جاءت فاطمة فأزالت عنه الأذى. كما كانت أم جميل - امرأة أبى لهب- تلقى الأقذار أمام بيته فيزيلها في هدوء ومعه فاطمة تحاول أن تعيد إلى المكان نظافته وطهارته.

وقاست فاطمة رضى الله عنها عذاب الحصار الشديد الذي فرضه الكفار على المسلمين وبنى هاشم في شِعْب أبى طالب، وعانت من فراق أمها التي تركتها تعانى ألم الوحدة وحنين الذكريات بعد وفاتها.
وهاجرت الزهراء إلى المدينة وهى في الثامنة عشرة من عمرها وكانت معها أم كلثوم، وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة. وفى السنة الثانية تقدم كبار الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضى اللَّه عنهما- للنبى ( يطلبون الزواج من السيدة فاطمة، لكن الرسول ( اعتذر لهم في رفق، ثم طلبها على بن أبى طالب كرم اللَّه وجهه فوافق النبي).
وقد قَـدَّمَ عَلِـى مَهْرًا للسيدة فاطمة قدره أربعمائة وسبعون درهمًا، وكانت ثمنًا لدرع أهداها له الرسول يوم بدر، واشتراها منه عثمان بن عفان رضى اللَّه عنه بهذا الثمن، وكان جهازها خميلة، ووسادة من أدم حشوها ليف، ورحاءين، وسقاء، وجرتين.
وفى يوم زواجها قدم النبي ( طبقًا مليئًا بالتمر لأصحابه وضيوفه الكرام، وفى ليلة البناء كان على قد وُفِّق إلى استئجار منزل خاص يستقبل فيه عروسه الزهراء بعد تجهيزها، وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف. وبعد صلاة العشاء توجه النبي ( إلى بيت الزوجية الجديد ودعا بماء فتوضئوا منه ثم دعا النبي ( لهما بقوله: " اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما فتوضئوا " [ابن سعد].

وبعد عام سعيد مليء بالإيمان رزق اللَّه فاطمة رضى اللَّه عنها ابنها الحسن، فاستبشر النبي ( فيه خيرًا، ثم رُزقت من بعده ابنها الحسين، ثم ولد لهما محسن الذي توفى وهو صغير، ثم منَّ اللَّه على بيت النبوة بمولودتين جميلتين هما السيدة "زينب" والسيدة "أم كلثوم"، بنتا الإمام على والسيدة فاطمة رضى اللَّه عنهم جميعًا.

وكانت السيدة فاطمة، وزوجها علي، وابناها الحسن والحسين -رضى الله عنهم- أعز الناس وأقربهم إلى النبي فقد ورد أنه لما نزل قول الله تعالي: { فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)}(آل عمران). دعا رسول الله عليّا وفاطمة والحسن والحسين وقال: " اللهم هؤلاء أهلي " [مسلم].
وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتى وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا " [الترمذي].

وكانت السيدة فاطمة رضى الله عنها تقوم على خدمة زوجها وأولادها، ورعاية البيت، فكان يصيبها التعب والمشقة، وقال عنها زوجها على بن أبى طالب: لقد تزوجتُ فاطمة وما لى ولها خادم غيرها، ولما زوجها رسول الله أرسل معها بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف، ورحاءين وسقاء وجرتين، فكانت تجرُّ بالرحاء حتى أثَّرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثَّرت القربة بنحرها، وكانت تنظف بيتها حتى تغبر ثيابها، وتوقد تحت القدر حتى دنست ثيابها. وكانت السيدة فاطمة رضى اللَّه عنها تشكو الضعف، وتشارك زوجها الفقر والتعب نتيجة للعمل الشاق الذي أثَّر في جسديهما. وعندما جاءت أباها لتطلب منه خادمة تساعدها في العمل لم تستطع أن تطلب ذلك استحياء منه، فتولى الإمام على عنها السؤال وهى مطرقة في استحياء. لكن الرسول قال لهما في رفق وهو يقدر حالهما: " ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أوتيما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبِّرَا أربعًا وثلاثين وسبِّحَا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين فهذا خير لكما من خادم " [البخاري].

وبعد ستة أشهر من وفاة الرسول انتقلت السيدة فاطمة إلى جوار ربها، ودفنت بالبقيع في ليلة الثلاثاء، الثالث من رمضان، سنة إحدى عشرة من الهجرة، وكان عمرها ثمانية وعشرين عامًا.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: نساء في تاريخ الاسلام (تاريخ منسي ) متجدد

المرضعة

(حليمة السعدية)

أرضعتْ رسول اللَّه (، وأتمتْ رضاعه حتى الفصال، وقد عرف النبي ( لها ذلك الجميل؛ فعن أبى الطفيل قوله: رأيت رسول اللَّه يقسِّم لحمًا بالجعرانة، فجاءته امرأة فبسط لها رداءه، فقلت: من هذه؟ فقالوا: أمه التي أرضعتْه. [الطبراني].

إنها السيدة حليمة بنت أبى ذؤيب عبد الله السعدية مرضعة النبي .
قدمت السيدة حليمة رضى اللَّه عنها مكة تلتمس طفلاً رضيعًا، وكانت تلك السنة مقحطة جافةً على قبيلتها -قبيلة بنى سعد- جعلت نساءها -ومنهن حليمة- يسعين وراء الرزق، فأتين مكة؛ حيث جرتْ العادة عند أهلها أن يدفعوا بصغارهم الرُّضَّع إلى من يكفلهم. وتروى لنا السيدة حليمة قصتها، فتقول: قدمتُ مكة فى نسوة من بنى سعد، نلتمس الرضعاء فى سنة شهباء (مجدبة) على أتان ضعيفة (أنثى الحمار) معى صبى وناقة مسنة. ووالله ما نمنا ليلتنا لشدة بكاء صبينا ذاك من ألم الجوع، ولا أجد فى ثديى ما يعينه، ولا فى ناقتنا ما يغذيه، فِسْرنا على ذلك حتى أتينا مكة، وكان الرَّكْبُ قد سبقنا إليها، فذهبتُ إلى رسول الله ( فأخذتُه، فما هو إلا أن أخذته فجئتُ به رحلي، حتى أقبل عَلى ثدياى بما شاء من لبن، وشرب أخوه حتى رَوِي، وقام زوجى إلى الناقة فوجدها حافلة باللبن؛ فحلب وشرب، ثم شربتُ حتى ارتوينا، فبتنا بخير ليلة، فقال لى زوجي: يا حليمة! واللَّه إنى لأراك قد أخذتِ نسمة مباركة، ألم ترى ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه؟!

كانت حليمة -رضى اللَّه عنها- أمينة على رسول اللَّه ، حانية عليه، ما فرَّقت يومًا بينه وبين أولادها من زوجها، وما أحس عندها رسول اللَّه شيئًا من هذا.
وكان لها من زوجها الحارث بن عبد العزى أبناء، هم إخوة لرسول اللَّه من الرضاعة، وهم عبد اللَّه، وأنيسة، وحذافة (وهى الشيماء).

وكان رسول اللَّه َيصِل حليمة، وُيْهِدى إليها، عِرْفانًا بحقها عليه؛ فقد عاش معها قرابة أربعة أعوام، تربى فيها على الأخلاق العربية، والمروءة، والشهامة، والصدق، والأمانة، ثم ردَّته إلى أمه السيدة آمنة بنت وهب، وعمره خمس سنوات وشهر واحد.

وقد أحبها النبي حُبّا كبيرًا؛ حتى إنه لما أخبرته إحدى النساء بوفاتها -بعد فتح مكة- ذرفت عيناه بالدموع عليها.


عمة النبي

(صفية بنت عبد المطلب)

كانت رضى الله عنها صابرة محتسبة، راضية بقضاء الله، ترى كل مصيبة هينة -مهما عظمت- ما دامتْ فى سبيل الله.
ففى غزوة أحد أقبلت لتنظر إلى أخيها حمزة الذي استشهد، فلقيها ابنها الزبير بن العوام فقال: أى أمه، رسول اللَّه يأمرك أن ترجعي،
قالت: ولِمَ؟ وقد بلغنى أنه مُثِّل بأخي، وذلك فى اللَّه، فما أرضانا بما كان فى ذلك، لأصبرن وأحتسبن إن شاء اللَّه.
فجاء الزبير فأخبر النبي فقال: " خلِّ سبيلها ".
فأتتْ إلى حمزة، واستغفرت له، ثم أمر النبي ( بدفنه.
وكانت رضى اللَّه عنها مقاتلة شجاعة.فلما خرج إلى غزوة الخندق، جعل نساءه فى بيت لحسان بن ثابت، فجاء أحد اليهود، فرَقَى فوق الحصن حتى أطل على النساء، فقامت إليه صفية رضى اللَّه عنها فضربته وقطعت رأسه، ثم أخذتها، فألقتها على اليهود وهم خارج البيت، فقالوا: قد علمنا أن هذا -أى النبي لم يكن ليترك أهله، ليس معهم أحد يحميهم، فتفرقوا.

إنها صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أمها بنت وهيب بن عبد مناف بن زُهرة بن كُلاب، وهى أخت حمزة لأمه، تزوجها فى الجاهلية الحارث بن حرب بن أُمية، فولدت له ولدًا، ثم تزوجها "العوام بن خويلد" فولدت له الزبير، والسائب، وعبد الكعبة، وأسلمت صفية، وبايعت النبي وهاجرت إلى المدينة، وكانت من أوائل المهاجرات إلى المدينة، أسلمت مع ولدها الزبير، وقيل: مع أخيها حمزة.
قالت عائشة: لما نزلت{ وأنذر عشيرتك الأقربين}[الشعراء:142]، قام النبي ( فقال: " يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بنى عبد المطلب، لا أملك لكم من اللَّه شيئًا، سلونى من مالى ما شئتم " [مسلم، والنسائي، والترمذي، وأحمد].

توفيت "صفية بنت عبد المطلب" سنة عشرين هجرية فى خلافة عمر بن الخطاب - رضى اللَّه عنه - وعندها بضع وسبعون سنة، ودفنت بالبقيع فى فناء دار المغيرة بن شعبة، وقد روت عن الرسول بعض الأحاديث، فرضى اللَّه عنها وأرضاها.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: نساء في تاريخ الاسلام (تاريخ منسي ) متجدد

المؤازرة

(أروى بنت عبد المطلب)​

دخل عليها ابنها طليب بن عمير -قبل إسلامها- فقال: يا أمى تبعتُ محمدًا وأسلمت للَّه.
فقالت له: إن أحق من آزرت وعضدت ابن خالك، واللَّه لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال، لتبعناه ودافعنا عنه.
فقال طليب: فما يمنعك يا أمى من أن تسلمى وتتبعيه، فقد أسلم أخوك حمزة؟ فقالت: أنظر ما يصنع أخواتى ثم أكون إحداهن.
فقال طليب: فإنى أسألك بالله إلا أتيته، فسلمت عليه وصدقته، وشهدتِ أن لاإله إلا الله وأن محمدًا رسول الَّله.
إنها "أروى بنت عبد المطلب بن هاشم" إحدى عمات النبي ( الست، كانت قبل إسلامها تعضده وتؤازره وتنصره.
قال بعض المؤرخين: إنها أسلمت وهاجرت إلى المدينة، واستدلوا بما رُوِى أن أبا جهل -ومعه عدد من الكفار- اعترضوا النبي ( فآذوه، فعمد طليب بن عمير إلى أبى جهل فضربه ضربة شجه بها، فأخذوه وأوثقوه. فقام دونه أبو لهب حتى خلاه.
فقيل لأروي: ألا ترين ابنك طليبًا قد صير نفسه غرضًا دون محمد؟ فقالت: خير أيامه يوم يذبُّ عن ابن خاله، وقد جاء بالحق من عند اللَّه.
فقالوا: أو قد تبعتِ محمدًا؟ قالت: نعم.
فخرج بعضهم إلى أبى لهب فأخبره، فأقبل حتى دخل عليها فقال: عجبًا لك ! ولاتباعِكِ محمدًا وتركِكِ دينَ عبد المطلب! فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك واعضده وامنعه، فإن يظهر أمره، فأنت بالخيار أن تدخل معه أو تكون على دينك، وإن يُصَبْ، كنتَ قد أعذرت فى ابن أخيك.
فقال أبو لهب: أَوَ لَنَا طاقة بالعرب قاطبة، جاء بدِين مُحْدَثٍ، ثم انصرف. وظلت أرْوَى مؤازرة النبي ناصرة دينه.
قالت ترثى النبي :
ألا يا رسولَ الله كنتَ رجاءنا * وكُنْتَ بنا برّا ولم تَكُ جافيًا​

كانت أروى بنت عبد المطلب قد تزوجت عمير بن وهب فولدت له طليبًا، ثم تزوجت من بعده كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار فولدت له أروي.

تُوُفِّيَتْ -رضى الله عنها- فى نحو سنة 15 من الهجرة.


المجيرة

(أم هانئ)

قال لها رسول اللَّه : " قد أجرنا من أجرت وأمَّنَّا من أمَّنت " [متفق عليه].
إنها ابنة عم النبي ، َتَرَّبتْ معه فى بيت أبيها أبى طالب، فكانت تُكِنّ له المودة التامة والحب الكثير، وكانت قبل إسلامها تدفع عنه أذى المشركين، وتنصره فى كل تحركاته فى سبيل اللَّه، وكان يصل فيها رحمه؛ فكان يزورها ويطمئن عليها.

إنها أم هانئ فاختة بنت أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم، ابنة عم النبي وأخت الإمام على رضى الله عنه، وأمها: فاطمة بنت أسد رضى الله عنها .

روى أنه لمّا عاد رسول الله ( من ثقيف (الطائف)، وكان حزينًا لإعراض أهلها عن دين اللَّه، توجه لزيارتها، ثم بات عندها، فكان ما كان من حادثة الإسراء والمعراج، فكانت أم هانئ تحدث بحديث الإسراء والمعراج، حتى قيل: ما ذكر الإسراء والمعراج إلا وذكر معه اسم أم هانئ. قالت أم هانئ رضى الله عنها:
ما أُسرى برسول اللَّه ( إلا وهو فى بيتي، نام عندنا فى تلك الليلة، فصلى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فلما كان قبيل الفجر أيقظنا رسول اللَّه ، وقال: يا أم هانئ:
لقد صلَّيتُ معكم العشاء الآخرة كما رأيتِ بهذا الوادي ثم جئتُ بيت المقدس فصلَّيتُ فيه ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما تَرَيْنَ ،
وقام ليخرج، فأخذت بطرف ردائه، فقلت له: إنى أذكرك الله، أنك تأتى قومك يكذبونك وينكرون مقالتك، قال: " واللَّه لأحدثنّهُمُوه
وقلت لجارية لى حبشية: ويحك اتبعى رسول اللَّه ( حتى تسمعى ما يقول للِناس، وما يقولون له. فلما خرج رسول اللَّه ) إلى الناس أخبرهم، فعجبوا، فذكر لهم دلائل وعلامات على صدق ما يقول. [ابن هشام].
وقد أسلمت أم هانئ يوم فتحت مكة، بينما فَرَّ زوجها هبيرة هاربًا، وقال فى ذلك شعرًا:

لَعَمْرك ماولَّيْتُ ظهرى محمدًا * وأصحابه جبنًا ولاخيفة القَتــلِ
ولكنى قَلَّبتُ أمرى فلم أجد * لسيفى غناءً إن ضُربتُ ولانبِلي

فلما علم النبي بأمرها وفرار زوجها هاربًا لايلوى على شيءٍ كارهًا أن يدخل فى دين اللَّه، تقدم إليها ليخطبها فقالت: واللَّه إنى كنت لأحبك فى الجاهلية فكيف فى الإسلام، ولكنى امرأة مُصبية (أى عندى صبيان) وأكره أن يؤذوك. فقال : " نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على طفل، وأرعاه على زوج فى ذات يده " [البخاري]. وفى رواية أخرى أَنها قالت: يا رسول اللَّه! لأنتَ أحبُّ إلى من سَمْعِى وبَصَرِي، وحقُّ الزوج عظيم؛ فأخشى إن أقبلتُ على زوجى أن أضيع بعضَ شأنى وولدي، وإن أقبلتُ على وَلَدِى أن أضيع حق الزوج.
وعن أم هانئ قالت: ذهبتُ إلى رسول الله يوم الفتح، فوجدتُه يغتسل، وفاطمة تستره بثوب، فسلمتُ.
فقال: "من هذه"؟
قلت: أنا أم هانئ بنت أبى طالب.
فقال: "مرحبًا بأم هانئ".
فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثمان ركعات ملتحفًا فى ثوب واحد.
فقلتُ: يا رسول الله، زعم ابن أمى -تعنى عليَّا- أنه قاتل رجلاً قد أجرتُه: فلان بن هبيرة.
فقال :) " قد أجرْنا من أجرتِ يا أم هانئ " [متفق عليه].
وكانت رضى الله عنها قبل إسلامها زوجة لهبيرة بن أبى وَهْب بن عمرو المخزومي، وأنجبتْ منه: عمرة، وجعدة، وهانئًا، ويوسف، وطالبًا، وعقيلا، وجمانة. وقد تولى ابنها جعدة بن هبيرة ولاية خراسان فى عهد الإمام على -رضى الله عنه-.
وقد روتْ عن النبي أحاديثَ، بلغت ستة وأربعين حديثًا.
وتُوفيت أم هانئ رضى الله عنها سنة أربعين هجرية، وقيل: سنة خمسين هجرية.


أم الحبيب

(أم أيمن)

هى إحدى المهاجرات الأُوَل، كان رسول اللَّه ( يناديها: " يا أمَّه "، وكان إذا نظر إليها، يقول: " هذه بقية أهل بيتي " [ابن سعد والحاكم].
وكان النبي ( يزورها دائمًا، ويكرمها، ويقول عنها: " أم أيمن أمي، بعد أمي ". وكانت هي سعيدة بهذا الأمر، وتعيشه كأنه حقيقة، فكانت تحنو عليه حنان الأم على ابنها، وتخشى عليه خشيتها، وتغضب أحيانًا عليه كما تغضب الأم، فعن أنس- رضى الله عنه - قال: انطلق بنا رسول الله ( إلى أم أيمن، فانطلقت معه، فناولته إناء فيه شراب. قال: فلا أدرى أصادفته صائمًا أو لم يُرِدْه، فجعلت تصخب عليه (تصرخ فيه) وتذمر عليه (تكلمه بحدة وغضب) وما كانت لتفعل ذلك مع رسول الله ( إلا وهو يعلم أنه بمثابة الابن، فهى قد حضنته وربته ).

هذه أم أيمن رضى الله عنها أحاطت رسول الله بحبها ورعايتها، وكانت أمَّه صغيرًا وكبيرًا، فأكرمها اللَّه -سبحانه وتعالى- بفضله، وجزاها خيرًا على جميلها، وحفظها كما حفظت النبي ، فتروى لنا قصة هجرتها إلى المدينة، ومدى حماية الله تعالى لها، فتقول: خرجتُ مهاجرة من مكة إلى المدينة، وأنا ماشية على رجلي، وليس معى زاد، فعطشتُ وكنتُ صائمة، فأجهدنى العطش، فلما غابت الشمس إذا بإناء تعلّق عند رأسى مُدَلَّى برشاء (أى حبل) أبيض، فدنا منِّى حتى إذا كان بحيث أستمكن منه، تناولته فشربتُ منه، حتى رَويت، فكنتُ بعد ذلك - فى اليوم الحار - أطوف فى الشمس؛ كى أعطش فما عطشتُ بعدها. [ابن سعد].

لما توفى النبي قال أبو بكر الصديق لعمر بن الخطاب -رضى اللَّه عنهما-: انطلقْ بنا نزْر أم أيمن، كما كان رسول اللَّه يزورها، فلما دخلا عليها بكت. فقالا: مايبكيك، فما عند اللَّه خير لرسوله؟ قالت: أَبْكِى أنّ وحْى السماء انقطع، فهيَّجتهما على البكاء، فجعلتْ تبكى ويبكيان معها. [مسلم وابن ماجة].

إنها أم أيمن بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن، وكانت تعرف بالحبشية، وهى وصيفة (خادمة) عبد الله بن عبد المطلب والد النبي ، فلما مات صارت لزوجته آمنة بنت وهب أم النبي ، فظلّت تُكِنّ لها كل إخلاص ومحبة صادقة، وسافرت معها ومع ابنها محمد إلى يثرب لزيارة قبر زوجها عبد اللَّه، ولما عادوا مرضت أم النبي ، وماتت فى الطريق، فدفنتها أم أيمن فى مكان يعرف بالأبواء، وسط الصحراء فى الطريق بين مكة والمدينة، وحملتْ النبي إلى جده عبدالمطلب، وظلتْ تخدمه وتسهر على راحته؛ حتى تزوج ( السيدة خديجة بنت خويلد رضى اللَّه عنها، فانتقلت معه إلى منزلها، وكانت موضع احترامٍ وتقديرٍ منهما.

وعندما تقدم إليها عبيد بن زيد من بنى الحارث بن الخزرج للزواج منها تكفلتْ السيدة خديجة بتجهيزها، وبعد عام من الزواج أنجبت منه ابنها (أيمن الذي تُكنى به دائمًا) وقد استشهد أيمن فى موقعة خيبر، ولما توفى عبيد بن زيد -زوج أم أيمن- تقدم "زيد بن حارثة" للزواج بالسيدة أم أيمن، وزاد من رغبته فيها قول الرسول : " من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن " [ابن سعد]، فولدتْ له "أُسامة بن زيد" حِبّ رسول اللَّه .

وهى إحدى المؤمنات المجاهدات اللاتى شاركن فى المعارك الإسلامية مع رسول الله ، فقد شهدت أُحدًا، وكانت تسقى المسلمين، وتداوى الجَرْحَي، وشهدت غزوة خيبر.

وروت أم أيمن رضى الله عنهـا بعـضًا من أحاديــث رسول الله .

وتوفيت رضى الله عنها فى آخر خلافة عثمان بن عفان رضى اللَّه عنه ودفنت بالمدينة بعد أن تجاوزت التسعين من عمرها.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
رد: نساء في تاريخ الاسلام (تاريخ منسي ) متجدد

امرأة من الحور العين

(أم رومان زوجة أبى بكر)

قال عنها رسول اللَّه : " من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان " [ابن سعد]
صحابية مجاهدة، ذات قلب طاهر ونفس طيبة، نزل رسول اللَّه قبرها، واستغفر لها وقال: " اللهمَّ لم يخْف عَليك ما لقيتْ أم رومان فيك وفى رسولك " [ابن حجر فى الإصابة].
إنها أم رومان بنت عمر بن عويمر، من المسلمات الأُول، تزوجت من عبد اللَّه بن الحارث بن سخبرة، وأنجبت منه الطفيل، وكان قد قدم بها مكة، فحالف أبا بكر الصديق، ولما مات عبد اللَّه تزوجها أبو بكر الصديق؛ فأنجبت منه: عبد الرحمن وعائشة أم المؤمنين. وكان أبو بكر رضى اللَّه عنه متزوجًا قبلها، وعنده من الولد عبد اللَّه وأسماء رضى الله عنهما.
ولما بلغت عائشة رضى الله عنها ست سنوات، ذهبت السيدة خَوْلَة بنت حكيم إلى أمها أم رومان، تقول لها: أى أم رومان! ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟
قالت أم رومان: وما ذاك؟
أجابت خَوْلَة: أرسلنى رسول الله أخطب له عائشة.
ومن ذلك الحين وأم رومان تتشرف بقرابة المصاهرة من الرسول ، وكان لها عنده مكانة خاصة لتُقَاها وإيمانها.
وكانت زوجة لأبى بكر رضى الله عنه وكان النبي ( يحبه حبَّا كبيرًا. هاجرت أم رومان إلى المدينة مع ابنتها عائشة رضى اللَّه عنهما وفى طريق الهجرة هاج بَعِيرُ السيدة عائشة فصاحت أم رومان -وهى خائفة على ابنتها-: وابنتاه، واعروساه. فسكن البعير، ووصلت القافلة إلى المدينة بسلام، وهناك أخبرت أم رومان ابنتها "عائشة" بأنها ستتزوج من النبي .

وكانت أم رومان تحب ابنتها عائشة حُبّا عظيمًا، ففى حديث الإفك أُغْمِى عليها؛ حُزْنًا على ما أصاب ابنتها، ولما أفاقت أخذت تدعو اللَّه أن يظهر الحق، وظلت تواسى ابنتها ودموعها تتساقط، وجعلت تقول: أى بنية !.. هوِّنى عليك، فواللَّه لَقَلَّ ما كانت امرأة حسناء عند زوج يحبها ولها ضرائر إلا كثرن وكثر عليها الناس..
وما إن انكشفت غمامة الإفك، حتى انشرح صدر أم رومان، وحمدت اللَّه على براءة ابنتها، وتكريم الله لها.

ولما كانت السنة السادسة من الهجرة توفيت "أم رومان"، فنزل النبي قبرها واستغفر لها اللَّه. رضى اللَّه عنها وأرضاها، ورجح ابن حجر أنها ماتت بعد السنة الثامنة، والله أعلم.


ذات النطاقين

(أسماء بنت أبى بكر)

أسلمت مبكرًا، وعاشت حياتها تنصر الإسلام فى شجاعة وبطولة، وتضرب المثل فى التضحية والفداء، فتقول: لما خرج رسول اللَّه ( أتانا نفر من قريش، منهم أبو جهل عمرو بن هشام، فوقفوا على باب أبى بكر، فخرجت إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبى بكر؟ قلتُ: لا أدرى واللَّه أين أبي، فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشًا خبيثًا، فلطم خدِّى لطمة خرَّ منها قُرْطي(نوع من حلى الأذن)، ثم انصرفوا.

فمضت ثلاث ليالٍ ما ندرى أين توجّه رسولُ اللَّه ( ، إذ أقبل صوت من أسفل مكة، يغنى بأبيات شعرٍ غنى بها العربُ، وإن الناس ليتبعونه يسمعون صوته ولا يرونه، حتى خرج بأعلى مكة، فقال:

جَزَى اللَّـهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِـهِ * رَفِيقَـيْنِ قَالا خَـيْمَـتَى أمِّ مَعْــبَـدِ
هُمَـا نَزَلا بِالهُـــدَي، فَاهْـَتَـدَتْ بِهِ * فَأفْلَحَ مَنْ أمْسَى رَفِيقَ مُحَـمَّــدِ
لِيهْنِ بنى كَـعْـبٍ مَـكَانُ فَـتَاتِـهِـمْ * وَمَقْعَدُهَـا لِلْمُـؤْمِنِينَ بِمَـرْصَــدِ​
[ابن هشام].
فلما سمعنا قوله - عَرَفْنا حيث وجَّه رسول اللَّه (، وأن وَجْهَهُ إلى المدينة، وكانوا أربعة: رسول اللَّه ، وأبو بكر، وعامر ابن فهيرة مولى أبى بكر، وعبد اللَّه بن أريقط دليلهم.

إنها السيدة الفاضلة أسماء بنت أبى بكر الصديق بن أبى قحافة، وأمها قُتيلة بنت عبد العُزّى بن عبد بن أسعد بن نصربن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وأخت عبد اللَّه بن أبى بكر لأبيه وأمه، وأخت عائشة لأبيها، وكانت أَكبر من عائشة فى السن، ووالدة عبد الله بن الزبير، وآخر المهاجرات وفاة.
ولدت أسماء قبل الهجرة النبوية بسبع وعشرين سنة. وتزوجت من الزبير بن العوام قبل هجرتها إلى المدينة.. فلما استقر النبي وصحبه هاجرت مع زوجها وكانت حاملاً، وفى المدينة، ولدت عبد اللَّه بن الزبير، فكان أول مولود فى الإسلام بالمدينة بعد هجرة المصطفى ، كما ولدت له عروة، والمنذر، والمهاجر، وعاصم، وخديجة الكبري، وأم حسن، وعائشة.
وسُميت "ذات النطاقين" لأنه لما تجهز رسول اللَّه للهجرة ومعه أبو بكر الصديق أرادت أن تجهز طعامًا، ولم تجد ما تربطه به، فشقت نطاقها نصفين، نصفًا تربط به الطعام، ونصفًا لها. [البخارى ومسلم وابن هشام].
فقال لها رسول اللَّه : " قد أبدلكِ اللَّه بنطاقكِ هذا نطاقين فى الجنة ". فقيل لها: ذات النطاقين.[ابن سعد].

وكانت رضى الله عنها صامدة صابرة، بعد هجرة أبيها (أبى بكر) إلى المدينة، حسنة التصرف والتدبير، قالت: ولما توجه رسول اللَّه ( من مكة إلى المدينة -ومعه أبوبكر- حمل أبو بكر معه جميع ماله: خمسة آلاف أو ستة آلاف، فأتانى جدى أبوقحافة، وقد ذهب بصره، فقال: إن هذا واللَّه قد فجعكم بمالِه مع نَفسه! فقلت: كلا يا أبتِ! قد ترك لنا خيرًا كثيرًا.

فعمدتُ إلى أحجار فجعلتهن فى كوة فى البيت - كان أبو بكر يجعل ماله فيها - وغطيت على الأحجار بثوب، ثم جئتُ به، فأخذتُ بيده فوضعتُها على الثوب، فقلتُ: ترك لنا هذا ! فجعل يَجِدُ مسّ الحجارة من وراء الثوب. فقال: لا بأس، إن كان ترك لكم هذا، فقد أحسن، ففى هذا لكم بلاغ. قالت: لا والله ما ترك لنا شيئًا، لكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك [أبو نعيم].

وكانت تثق فيما عند الله ورسوله، وترتاح إليه، فذات يوم بعثت إلى أختها عائشة -لما أصابها ورم فى رأسها ووجهها-: اذكرى وجعى لرسول اللَّه (، لعل اللَّه يشفيني. فذكرت عائشة لرسول اللَّه ( وجعَ أسماء، فانطلق رسول اللَّه ( حتى دخل على أسماء، فوضع يده على وجهها ورأسها من فوق الثياب. وقال: " اللهم عافها من فحشه وأذاه " [ابن سعد].

وكانت رضى الله عنها تؤثر رضا الله تعالى، وتجعل دونه كل رضا، فلما جاءتها أمها "قتيلة بنت عبد العزى" -وكانت مشركة- وقدَّمت لها هدايا، فرفضت أن تقبلها، وقالت: لا أقبلها حتى يأذن لى رسول اللَّه ، ولا تدخلى علي. فذكرت ذلك عائشةُ للنبى فأنزل اللَّه: { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين(8)}(الممتحنة).

وكانت تقول ما تراه حقًا وما تتمناه صدقًا، مصرحة بذلك من غير إيماء ولا استحياء، فقد حدّث هشام بن عروة عن أبيه، قال: دخلت أنا وعبد اللَّه بن الزبير على أسماء -قبل قتل ابن الزبير بعشر ليالٍ، وأنها وَجِعَة- فقال عبد اللَّه: كيف تجدينك؟ قالت: وجِعَة. قال: إن فى الموت لعافية. قالت: لعلك تشتهى موتي، فلذلك تتمناه، فلا تفعل. فالتفت إلى عبد اللَّه فضحكت، فقالت: واللَّه ما أشتهى أن أموت حتى يأتى على أحد طرفيك: إما أن تُقتل فأحتسبك، وإما أن تظفر فتقرَّ عينى عليك.
وإياك أن تُعرضَ على خطة فلا توافق. فتقبلها كراهية الموت. [أبو نعيم وابن إسحاق].

وكانت باحثة عن الحق، فإذا وجدته كانت أسرع الناس عملاً به، ومرشدة غيرها إليه؛ حرصًا على عموم النفع والخير، وتوضيحًا لما استشكل من الأمور، فقد دخل عليها عبد اللَّه -بعد أن خذله أنصاره مستيئسين من النصر على الحَجَّاج- فقال لها: يا أماه! ما ترين؟ قد خذلنى الناس، وخذلنى أهل بيتي! فقالت: لايلعَبنَّ بك صبيان بنى أمية. عِشْ كريمًا أو مِتْ كريمًا. فخرج فأسند ظهره إلى الكعبة ومعه نفر يسير، فجعل يقاتل -فى شجاعة- جيش الحجاج.
ولما ناداه الحجاج ليقبل الأمان ويدخل فى طاعة أمير المؤمنين، دخل على أمه أسماء، فقال لها: إن هذا - يعنى الحجاج - قد أمَّنني. قالت : يا بني، لا ترضَ الدنية، فإن الموت لابد منه. قال: إنى أخاف أن يمثَل بي، قالت: يا بنى ما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها.
عندئذٍ خرج فقاتل قتالاً باسلاً حتى استُشهد! وأقبل عليه الحجاج فحز رأسه، ثم بعث بها إلى عبد الملك بن مروان، وصلبه منكسًا، وعظم الأمر على أمه أسماء - وكان قد ذهب بصرها - فخرجت إلى الحجاج مع بعض جواريها، فلما دخلت عليه قالت: أما آن لهذا الراكب أن ينزل -تقصد ابنها عبد الله-؟ فقال الحجاج: المنافق؟ فقالت: لا واللَّه ماكان منافقًا. سمعتُ رسول اللَّه يقول: يخرج فى ثقيف كذاب ومُبير (قاتل). فأما الكذاب فقد رأيناه -تقصد المختار الثقفي- وأما المبُير فأنت هو! [الطبراني].
ثم جاء كتاب عبد الملك بن مروان بإنزال ابنها من الخشبة ودفعه إلى أهله، فغسلتْه أمه أسماء وطَـيَّـبَـتْـهُ، ثم دفنتْه.

وقد روت أسماء الكثير من الأحاديث، وروى عنها أبناؤها وأولادهم، فعن عبد اللَّه بن عروة بن الزبير، قال: قلتُ لجدتى أسماء: كيف كان أصحاب رسول اللَّه ( إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تَدْمعُ أعينهم، وتقشعر جلودهم، كما نعتهم اللَّه، قال: قلتُ: فإن ناسًا هاهنا إذا سمع أحدهم القرآن خر مغشيَّا عليه! فقالت: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم.

امتد العمر بأسماء حتى بلغت مائة عام، وتُوفِيَت فى سنة 73 هجرية، ولم يسقط لها سن، ولم يُنكر لها عقل! رضى اللَّه عنها.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ام ورقة..شهيدة كانت تمشي على الأرض/مجدي عبد الشافي

ام ورقة بنت عبد الله بن نوفل
قصة شهيدة كانت تمشى على الارض

مجدى عبد الشافي

ان سهولة الاسلام وتلاقية مع الفطرة البشرية ومنطقيتة وكذلك اخلاق النبى صلى الله علية وسلم التى استمدها من القران, وكذلك اخلاق المهاجرون الاوائل وصدق ايمانهم وكذا تضحياتهم كانت العامل الاكبر لاسلام عدد كبير من الانصار فى المدينة مهجر الرسول صلى الله علية وسلم على الرغم من وجود اليهودية زمن طويل فى المدينة التى لم تجذب احدا اليها وذلك لصعوبة منطقها الذى نشأ عن التحريف الذى اصابها.
نحن بين يدى سيدة عجيبة ... اسلمت مع من اسلمو, ولسنا نفضلها على من اسلموا من الانصار الاوائل, فلكل منهم قصص وحكايات مع هذا الدين ,تضعهم في الصفوف الأولى للقديسين...

انها سيدة احبت القرآن وأحبت تلاوته’ وللقرآن تأثير عجيب على النفس البشرية فهو يحيطها بهالة نورانية سرعان ما تتدفق الى القلب والعقل فتجد المرء يرى بنور القران وتتغير موازين الامور لدية, هذا بالاضافة الى سعادة روحية يعجز الانسان عن وصفها. وللقرآن اثر عجيب فترى حجب تزول فترى النفس ذاتها تحلق فى الملاء الاعلى ويكون هناك الشوق للقاء الله والتضحية بالنفس كأرقى مراتب العبادة فليس هناك اعلى من الشهادة كبرهان على الاخلاص والايمان وحب الله. كانت هذة مقدمة بسيطة لسيدة اندفعت يوم نادى رسول الله فى الناس للجهاد لاسترداد ما سلبة الكفار من المهاجرين ... ولنستمتع بل ولنستمتع الى هذا اللقاء العجيب بينها وبين رسول الله :
" سمعت انك يارسول الله قد دعوت الناس للجهاد."
" ائذن لى يارسول الله فأخرج معك, فامرض مرضاكم ثم لعل الله يرزقنى الشهادة" "ثم لعل الله يرزقنى الشهادة "؟ انها وان كانت تطلب ان تمرض جرحى المسلمين الا انا هناك مرمى اخر بعيد وهو الذى اخرجها... الا وهو الشهادة.
أي إيمان هذا الذي يدفع المؤمن الى الشهادة فى سبيل الله؟! لابد انه الإيمان الصادق والدين السليم الذى ان لامس القلوب تجد عجبا وتجد للحياة معنى وتجد لها قيمة. ويستشرف الرسول الكريم صدق نيتها ويستشرف الغيب بعين النبوة فيقول لها " قري في بيتك, فان الله يرزقك الشهادة "[مسند أبي داود].
ومنذ ذلك اليوم سميت الشهيدة... لم تكن هذة الكنية مجرد صدفة ... لالالا... انها ستظل تحمل هذة الكنية الى ان تموت شهيدة ولتكون قصتها هذة يوم التقت النبي دليلا صادقا على انه نبي حق يستشرف الغيب وليكون أيضاً دليلاً على " من يصدق الله يصدقه " لقد قرت فى بيتها واستأذنت النبي في أن تتخذ في بيتها مؤذنا... حسنا انها ارادت من بيتها ان يكون مسجدا لها ... ارادتة بقعة طاهرة. كان رسول الله يزورها فى بيتها ويقول لصحابة " هيا بنا نزور الشهيدة "[ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب].

ما اعذبها من كنية ... وما ارماها مدى من تسمية! ولنحرك عقارب الساعة قليلا إلى الإمام لنرى ... ولنتفكر ماذ خبئت لها الاقدار ... هذة الشهيدة التي تمشي على الارض. تمر الايام ويلتحق النبى النبى صلى الله علية وسلم بالرفيق الاعلى, ويأتي من بعدة ابى بكر ثم عمر وكلهم كانوا يتعهدونها بالزيارة ... ولما لا وهم الذين يتبعون سنة النبي شبر بشبر وزراع بزراع... كانت السيدة الجليلة قد اعتقت غلام وجارية لها ليكون حرين بعد مماتها. ولكنهما استعجلا الايام, فدبرا مقتلها فدخلا عليها وقتلاها... فماتت شهيدة والشهيد فى الاسلام ليس فقط من يموت فى الحرب...
فمن قتل مظلوما فهو شهيد و(من سأل الله الشهادة بصدق؛ بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) .
فلما اصبح امير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة. فدخل أمير المؤمنين عمر الدار فلم يرى شيئا, فدخل البيت فاذا ام ورقة ملفوفة فى قطيفة فى جانب البيت فقال عمر: صدق رسول الله صلى الله علية وسلم كان يقول: انطلقوا بنا نزور الشهيدة.
تخريج الحديث:
أورده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.
وفي مسند أبي داود وابن عبد البر

عن موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة​
 
سلسلة نساء في تاريخ الإسلام/عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية



التابعية الجليلة عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية



كتب عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد إلى أبي بكر بن محمد بالمدينة: " انظر ما كان من حديث رسول الله، أو سُنَّةٍ ماضية، أو حديث عَمْرَةَ فاكتبه؛ فإني خفت دُروسَ العلم، وذهابَ أهلِه ". فمن هي عمرة؟

نسب عمرة الأنصارية
هي عَمْرة بنت عبد الرحمن بن سعْد بن زرارة بن عدس، الأنصاريَّة النجاريَّة المدنيَّة، الفقيهة. جدّها من أوائل الصحابة الأنصاريين، شقيق أسعد بن زرارة أحد النقباء المشهورين. أمها سالمة بنت حكيم بن هاشم بن قوالة. وأختها لأمها الصحابية أم هشام بنت حارثة بن النعمان.
ولدت عمرة في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، حوالَي سنة 29هـ، وكانت ممن تربّين في حِجر السيدة عائشة، وتعلمت منها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

زواج عمرة الأنصارية
تزوَّجت عبدَ الرحمن بن حارثة بن النعمان، فولدتْ له محمَّدًا الذي صار يُكنّى بأبي الرِّجال، وهو لَقب كان له منه نصيب.

شهادات العلماء في عمرة الأنصارية
كان لمكانة عمرة وقربها من السيدة عائشة رضي الله عنها أثر -بعد فضل الله تعالى- في تكوين ذلك المخزون العلمي الضخم للسُّنة النبوية الشريفة عندها رحمها الله تعالى؛ مما جعل كثيرًا من العلماء والأمراء يثنون عليها.
يقول الإمام الحافظ يحيى بن معين: عمرة بنت عبد الرحمن ثقة حجة.
وشهد الإمام المحدّث سفيان بن عيينة لها بالعلم فقال: أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعروة بن الزبير، وعَمْرة بنت عبد الرحمن.
وقال الإمام الذهبي: كانت عالمة، فقيهة، حُجّة، كثيرة العلم، وحديثها كثير في دواوين الإسلام.
سأل القاسمُ بن محمد الإمامَ الزهري: أراك تحرص على العلم، أفلا أدلك على وعائه؟ قال: بلى. قال: عليك بعمرة بنت عبد الرحمن؛ فإنها كانت في حِجر عائشة رضي الله عنها! قال الزهري: فأتيتها فوجدتها بحرًا لا ينضب.
عن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي عن أبيه: سمعت علي بن المديني، وذكر عمرة بنت عبد الرحمن، ففخّم من أمرها، وقال: عمرة أحد الثقات العلماء بعائشة، الأثبات عنها.

تلاميذ عمرة الأنصارية
روى عن عَمْرة الأئمة: البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه رحمهم الله جميعًا.
وكان من تلاميذها: عروة بن الزبير، والإمام ابن شهاب الزهري، والإمام عمرو بن دينار.

أسباب تميز عمرة الأنصارية

نشأتها العلمية:
ترعرعت عَمْرة عند عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- التي ضمَّتها مع إخوتها وأخواتها إلى حِجْرها بعد وفاة والدهم، فنشأت في بيت التقوى والعلم؛ فلا عجب أن تقتبس من شمائلها، وأن تصبح عالمة المدينة وفقيهتها في عصرها.
ولم تتوقف عمرة في روايتها على السيدة عائشة رضي الله عنها، بل حدّثت عن أمهات المؤمنين والصحابيات، وكانت تأخذ عنهن كل صغيرة وكبيرة في السُّنَّة، منهن: السيدة أم سلمة، والصحابية أم هشام بنت حارثة الأنصارية، وحبيبة بنت سهل، وأم حبيبة، رضي الله عنهن أجمعين.

قوة حفظها:
تعتبر عمرة من المُكْثرات في رواية الحديث؛ لما وهبها الله من حافظة قوية، وأغلب ما روت عمرة من أحاديث كان عن السيدة عائشة.
وممّا أخرجه الإمام البخاري أن يحيى بن سعيد كان يذكر حديث عَمْرة للقاسم بن محمد -وهو أحد الفقهاء السبعة- فيقول له: (أتتك – والله - بالحديث على وجهه).

السؤال للتعلم:
- عن عمرة قالت: سألتُ عائشة: كيف كانت صلاة رسول الله؟ قالت: كان يركع فيضع يديه على ركبتيه، ويجافي بِعَضُدَيْه.

ذكاؤها:
يقول الإمام ابن إسحاق الفزاري في كتابه (السِّيَر)، وابن سعد في طبقاته: "كانتْ ذكيَّة الفؤاد، لمَّاحة، فوعتْ عن أمِّ المؤمنين كثيرًا من العِلم".

عمرة الأنصارية وحمل هم الدعوة
نقل الإمام المِزّي وابن كثير في كتابيهما ما نصه: وكتبتْ إليه -أي إلى الحسين- عمرة بنت عبد الرحمن تعظّم عليه ما يريد أن يصنع، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة، وتخبره أنه إنما يُساق إلى مصرعه، وتقول:
"أشهد لَحَدَّثتني عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « يُقتل حسين بأرض بابل »؛ فلما قرأ كتابها قال: "فلا بد لي إذن مِن مصرعي "!!

وفاة عمرة الأنصارية
عندما اقتربت وفاتها قالت لأخيها، وكان لهم بستان قرب البقيع: أعطوني موضع قبري في حائط، فإني سمعت عائشة تقول: " كسر عظْم الميت ككسره حيًّا "؛ يعني في الإثم.
توفيت عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية وهي ابنة سبع وسبعين سنة، وقد اختلفوا في وفاتها؛ فقيل توفيت سنة ثمان وتسعين، وقيل توفيت في سنة ست ومائة. رضي الله تعالى عنها وأرضاها. .

المصدر: شبكة الألوكة.





 
سلسلة نساء في تاريخ الإسلام/حفصة بنت سيرين

حفصة بنت سيرين

"خادمة القرآن"



سيدة فاضلة جليلة، نذرت نفسها لخدمة القرآن وعلومه، بعد أن تعلّقت به، وسرت آياته في نفسها سريان الدماء في العروق.

إنها حفصة بنت سيرين، خريجة مدرسة كبرى من مدارسنا الإسلامية، إنها مدرسة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

فقد نشأت حفصة في بيت تُقى وعلم وورع وزهد، لم تشغلها أمور النساء من اهتمام بزينتهن وجمالهن عن الاهتمام بطلب العلم لتكون من ورثة الأنبياء.

فقد تعمقت في فهم القرآن، ودراسة علومه، إذ نضج سوقها في عصر التابعين الذين كان شغلهم الشاغل خدمة علوم الدين على تنوعها، فغاصت في أعماق الكتاب الكريم تستجلي درره، وتشرح آيه، حتى إن أخاها محمد بن سيرين كان إذا أشكل عليه شيء من القرآن، قال: "اذهبوا فاسألوا حفصة كيف تقرأ؟"

وهذا يدل على علمها بوجوه قراءته.

وكانت كثيراً ما تخلو إلى نفسها وتنقطع للعبادة فتقيم الليالي الطويلة راكعة ساجدة حتى بدا أثر الصلاح على وجهها وأضاء بنور الهدى والإيمان، وهو زينة أتمها الله على عباده المخلصين تعلو فوق كل زينة وجمال.

وهكذا اشتهرت حفصة بعلو مكانتها عند كبار العلماء والمحدثين فقال عنها إمام المحدثين يحيى بن معين:" حفصة بنت سيرين ثقة حجة".

توفيت في السنة الواحدة بعد المئة من الهجرة، عن قرابة السبعين عاماً، وحضر جنازتها جمع كبير من التابعين، وعلى رأسهم الحسن البصري، رحمها الله رحمة واسعة، وجعلها وأمثالها أسوة لبنات هذه الأمة (انظر: ابن حجر: تهذيب التهذيب، 12/410، دار الفكر، والذهبي: سير أعلام النبلاء، 4/507، مؤسسة الرسالة).

عن شبكة السنة النبوية وعلومها
 
عودة
أعلى