الاضرار الجانبية للاسلحة المحمولة جوا
بقلم: تيم ريبلي
ان وفاة واصابة المدنيين او تدمير الممتلكات الخاصة يمكن ان يكون لها تداعيات ضمنية استراتيجية غير متوازية مطلقا بالنسبة للاضرار الفعلية الناجمة. ويمكن ان تحوّل مثل هذه الحوادث السكان ضد القوات العسكرية خلال العمليات المضادة للتمرد، ويكون لها مضامين سياسية او دبلوماسية رئيسية خلال العمليات القتالية التقليدية. وقد دفع هذا القوات الجوية حول العالم للاستثمار بقوة في الذخيرة الموجهة بدقة (PGM)، وفي المخابرات والمراقبة والاستهداف والحيازة ونظم الاستطلاع (ISTAR) التي تتيح مهاجمة الاهداف بدقة كبيرة. وان التقدم في تلك الذخيرة (PGM) والنظم (ISTAR) لا يمكن ان يخفض كثيرا، مع ذلك، المسافة التي يمكن ان تستعمل فيها الاسلحة قريبا من السكان المدنيين او القوات الصديقة دون المجازفة بوقوع اضرار جانبية. وليس مدهشا ان القوات الجوية كانت تبحث عن طرق لتُخَفض فيها قوة الرؤوس الحربية المركبة على الذخيرة الموجهة بدقة (PGM) التي تتيح لها الاستعمال بالقرب تماما من السكان المدنيين او القوات الصديقة.
القنبلة الصغيرة القطر
ان اول سلاح صمم خصيصا باضرار جانبية مخفضة من الجيل الجديد للاستعمال على نطاق واسع هو القنبلة الصغيرة القطر (GBU-39) من شركة (Boeing) التي دخلت الخدمة في سلاح الجو الاميركي في عام ٢٠٠٦. وهذه القنبلة تزن ٢٥٠ رطلا ١١٣ كلغ ويبلغ حجمها نصف حجم اصغر سلاح كان يستعمل آنذاك في سلاح الجو الاميركي. وتستطيع معظم طائرات سلاح الجو الاميركي ان تحمل رزمة من اربع قنابل بقطر صغير (SDB) باستعمال رف (BRU-61/A) بدلا من قنبلة واحدة تزن ٢٠٠٠ رطل ٩١٠ كلغ. ويجري تطوير نموذجين: النموذج الاول من القنبلة الصغيرة القطر، هي القنبلة المجهزة بنظام ملاحة يعمل بالقصور الذاتي بمساعدة نظام الاقمار (GPS) لمهاجمة الاهداف الثابتة، مثل مستودعات الوقود والدشم والقوات الثابتة في الخطوط الامامية. والنموذج الثاني هو قنبلة (GBU-40) من (Boeing) او قنبلة (GBU-53) او الصغيرة القطر (SDBII) من شركة (Raytheon) التي تتضمن باحثا حراريا ورادارا بمزايا اوتوماتيكية تحدد الهدف، لضرب الاهداف الجوالة، كالدبابات والمركبات ومراكز القيادة الجوالة.
تتمتع القنبلة (GBU-39) بخطأ دائري محتمل لا يبلغ اكثر من ٥ - ٨ أمتار، بما يعني انها تتمتع بنسبة ٥٠ في المائة احتمالا لاصابة هدفها المقصود ضمن تلك المسافة. وقد استعملت القنبلة بكثافة من قبل العسكريين الاميركيين في العراق وافغانستان خلال السنوات الخمس الماضية.
التجاوب الاوروبي
يشدد كبار القادة في حلف (NATO) بقوة على الدور الذي يلعبه صاروخ (Brimstone) المزدوج الاسلوب، من شركة (MBDA)، وعلى سلاح (AASM) جو - ارض من شركة (Sagem) او صاروخ (Hammer) الذي استعمل في النزاع الليبي. وهذه الاسلحة المجهزة برؤوس حربية، والتي يزن الواحد منها ١٠٩ ارطال و٢٥٠ رطلا على التوالي، استعملت على مقربة جدا من المقاتلين المتمردين والمدنيين. وهذا منح القادة في حلف (NATO) وسيلة للتدخل في المعارك المعقدة والمربكة وهم على ثقة من ان الاضرار الجانبية غير المقبولة سياسيا يمكن تجنبها.
ان صاروخ (Brimstone) هو صاروخ يطلق من الجو ضد الدبابات طورته شركة (MBDA) لسلاح الجو الملكي في المملكة المتحدة. وكان الهدف منه اصلا ان يستعمل ضد التشكيلات الكبيرة لمدرعات العدو باطلاقه ونسيانه، باستعمال باحث بموجهة ملليمترية يضمن الدقة حتى ضد الاهداف المتحركة. وقد ادت الخبرة في افغانستان الى اضافة توجيه ليزري لتشكيل اسلوب مزدوج للصاروخ (Brimstone) يتيح لرجل في الدائرة تحديد اهداف معينة عندما تكون القوات الصديقة او المدنيين موجودين في المنطقة. وان الشحنة في الرأس الحربية ذات الشكل الترادفي هي فعالة اكثر ضد الدبابات الحديثة من الاسلحة المماثلة، مثل صاروخ (AGM-65G Maverick)، في حين ان منطقة الانفجار الصغيرة تخفض الاضرار الجانبية. وتحمل القاذفة ثلاثة صواريخ (Brimstone) تحتل مكان سلاح واحد وتتيح لطائرة واحدة ان تحمل عدة صواريخ.
بعد برنامج تطوير ممدد، دخل صاروخ (Brimstone) باسلوب واحد الخدمة على متون طائرات (Tornado) في سلاح الجو الملكي عام ٢٠٠٥ ونموذج الاسلوب المزدوج في عام ٢٠٠٨. وقد استعمل النموذج الاخير بكثافة في افغانستان وليبيا. وينوي سلاح الجو الملكي تجهيز مقاتلات (Eurofighter Typhoon) بصاروخ (Brimstone).
لا يمكن استعمال صاروخ (Brimstone) الاصلي كما اقتضت قواعد الاشتباك في (NATO) من الرجل القائم في الدائرة. فبموجب المطلب العملاني العاجل في عام ٢٠٠٨، اجريت تعديلات على الباحث وعلى البرمجية على ٣٠٠ صاروخ قائم للحصول على صاروخ (Brimstone) باسلوب مزدوج. ويمكن توجيه الصواريخ الجديدة بالليزر استنادا الى (STANAG 3733) القياسي والاحتفاظ بالباحث على الموجة المليمترية. ويستطيع الطيار ان يختار أيا من الاسلوبين من القمرة او استعمال الاسلوبين في وقت واحد. ويتيح التوجيه الليزري تحديد اهداف العدو بدقة في البيئات الصاخبة والرادار الذي يعمل على الموجة المليمترية (mmw) يضمن الدقة ضد الاهداف المتحركة.
تم اختيار صاروخ (Brimstone) في آذار/مارس عام ٢٠١٠ ليكون صاروخا اساسيا لحاجة سلاح الجو الملكي للمفاعيل الدقيقة الاختيارية على مدى القدرة ٢ من فئة (Block 1). وسوف يزيد عقد التجربة والصناعة اداء الصاروخ كثيرا، ويجعل الهيكل جاهزا، ويحوّل الرأس الحربية والمحرك الى استعمال ذخيرة غير حساسة. وقد بدأ المسؤولون في تجربة اطلاق الصواريخ المحدثة في موقع (Warton) التابع لشركة (BAE Systems) في عام ٢٠١١، ومن المتوقع ان يدخل الصاروخ الخدمة خلال عام ٢٠١٢. وقد مُنحت شركة (MBDA) في الوقت نفسه عقدا بمرحلة تقدير للقدرة ٣ لمدى المفاعيل الدقيقة الاختيارية (SPEAR). وهذا يقتضي مسافة طيران صاروخية تبلغ ٧٥ ميلا ١٢١ كلم برأس حربية تزن ١٠٠ كلغ تدمج على متن طائرة (F-35 Lightning II)، وقد يستعمل بعض الأنواع الجاهزة من صاروخ (Brimstone).
ان سلاح جو - ارض الجاهز التصميم (AASM) هو سلاح فرنسي يوجه بدقة طورته شركة (Sagem) ويتضمن مجموعة توجيه امامية ومجموعة مركبة في المؤخرة توسع المدى تماثل قنبلة صماء. والسلاح جاهز التصميم لأنه يستطيع دمج انواع مختلفة من وحدات التوجيه وأنواع مختلفة من القنابل. ويتميز النموذج الأساسي بقنبلة تزن ٢٥٠ كلغ اضافة الى نظام ملاحة هجين يعمل بالقصور الذاتي (INS) وتوجيه بنظام (GPS). وتتمتع النماذج الأخرى باضافة تصوير بالأشعة تحت الحمراء (IIR)، وبتوجيه ليزري شبه نشط (SALH)، لزيادة الدقة. وهناك ايضاً نماذج من القنابل تزن ١٢٥ كلغ او ١٠٠٠ كلغ. وقد دخل الصاروخ الخدمة في عام ٢٠٠٧ في سلاح الجو الفرنسي وطيران البحرية الفرنسي.
بدأ البرنامج في عام ١٩٩٧ ومنح العقد لشركة (Sagem) لانتاج مجموعة قنابل اولية من الصاروخ (AASM) الذي يعمل بنظام (GPS)/القصور الذاتي (INS) على ان يسلم بدءاً من عام ٢٠٠٤.
يأتي الصاروخ المعني (AASM) بنماذج عدة طبقاً لحجمه ونوع التوجيه المستعمل. وقد تميز الطراز الأول بقنبلة تزن ٢٥٠ كلغ تماثل مجموعة التوجيه المركبة في المقدمة ومجموعة توسيع المدى المركبة في مؤخرته، تتضمن محرك تعزيز الصاروخ وزعانف كبيرة، وهناك ايضاً نموذج يزن ١٢٥ كلغ تمت تجربته للمرة الأولى في عام ٢٠٠٩، ونموذج مقترح يزن ١٠٠٠ كلغ. اما من ناحية التوجيه، فان النموذج الاساسي يجمع البيانات من جهاز التلقي من نظام (GPS) ووحدة نظام الملاحة التي تعمل بالقصور الذاتي (INS) من خلال مرشحة (Kalman) التي تحقق احتمال خطأ دائري (CEP) يبلغ ١٠ امتار. وهذا النموذج لكل الأحوال الجوية من ١٠ امتار يستكمل بنموذج متري معتدل يعمل في النهار/الليل، ويضيف توجيها يصور بالأشعة تحت الحمراء، يماثل منطقة الهدف بطراز هدف مخزون في ذاكرته لخطأ دائري محتمل (CEP) يبلغ متراً واحداً. اما النموذج الثالث قيد التجربة حالياً، فيستعمل توجيهاً ليزرياً شبه نشط بدلاً من التصوير بالأشعة تحت الحمراء (IIR) يتيح له اصابة الأهداف المتحركة بمزيد من الدقة. وقد منحت هذه النماذج في تشرين الأول/اكتوبر عام ٢٠١٠ تحديداً الفبائياً مرقماً مع نموذج نظام الملاحة الذي يعمل بالقصور الذاتي/ نظام (GPS) الذي تحول الى قنبلة ذكية (SBU - 38) وتحول نموذج (INS/GPS/IIR) الى قنبلة ذكية (SBU - 54) ونموذج (INS/GPS/SALH) الى القنبلة الذكية (SBU - 64). واعيد تسمية النظام بكامله باسم (Hammer) لجعله ملائماً اكثر لزبائن التصدير.
بدأت تجربة الصاروخ (AASM) لأول مرة في نيسان/أبريل عام ٢٠٠٨ في افغانستان عندما اطلقت مقاتلة (Rafale) فرنسية من شركة (Dassault) صاروخين لدعم القوات البرية. وفي ٢٤ آذار/مارس عام ٢٠١١، افيد ان صاروخ (AASM) الذي اطلق من طائرة (Rafale) استعمل لتدمير طائرة التدريب النفاثة الهجومية الخفيفة (G - 2/Galeb) التابعة لسلاح الجو الليبي، وهي اول طائرة حربية ليبية تحدت منطقة الحظر الجوي خلال الحرب الأهلية الليبية في عام ٢٠١١، بعد هبوط الطائرة على المدرج في مطار ميسراتا. وفي ٦ نيسان/أبريل عام ٢٠١١، افيد ان صاروخ (AASM) اطلق من طائرة (Rafale) لتدمير دبابة ليبية على مسافة ٥٥ كلم.
تسليح المركبات الجوية
تكهن المسؤولون التنفيذيون في الصناعة الدفاعية انه سوف يكون هناك نمواً كبيراً في السوق للأسلحة المطورة خصيصاً لاستعمالها في المركبات الجوية دون طيار ابعد من الجيل الحالي من العتاد. وتعتمد الأسلحة الحالية هذه كلها على النظم المستعملة على متون الطائرات بجناح ثابت، وهي ليست اسلحة مثالية للاستعمال في المركبات الجوية دون طيار. ويمكن ان تفقد المركبات الجوية دون طيار كل الفوائد في ازالة الاطقم البشرية ونظم دعم حياتها لتحريرها من الوزن من اجل وقود اضافي وخفض حجم المركبة الجوية الفيزيائي، اذا كان لا بد من ان تحمل الطائرات التي يقودها طيارون اسلحة ثقيلة وكبيرة الحجم.
المركبات الجوية دون طيار ليست ايضاً مبنية عادة الى القياس القوي نفسه كالطائرات العديدة التي يقودها طيارون حتى لا يمكن ان تتحمل ضغط اطلاق صواريخ كبيرة وقوية من تحت اجنحتها او هياكلها الركيكة نسبياً، التي تؤدي الى قصور انشائي كارثي. وهذا قد يعني وضع قيود على الأسلحة التي يمكن ان تحملها حتى تاريخه المركبات الجوية دون طيار من الجيل الحالي سواء أكانت قنابل صغيرة تزن ٥٠٠ رطل ام صواريخ مضادة للدبابات. وكانت الأسلحة الأخيرة عليها قيود واضحة، لانها كانت عادة مسلحة برؤوس حربية بشحنة مقولبة كانت لها منفعة محدودة ضد الجنود في العراء وفي الأبنية وفي المركبات غير المصفحة "Soft Skinned".
حدد المسؤولون التنفيذيون اربع فجوات في السوق، شملت مجموعة الأسلحة التي تزن ١٠ الى ١٥ رطلاً و٥٠ الى ٨٠ رطلاً و٢٥٠ الى ١٠٠٠ رطل. وتطور شركة (Raytheon) حادية للمستقبل من اسلحة للنظم الجوية دون طيار (UAS) مؤلفة من ثلاثة منتوجات رئيسية تعرف باسم الصاروخ التكتيكي الصغير (STM) والصاروخ التكتيكي وسلاح (Monson Concept).
ان شركة (Lockheed Martin) هي في سياق نشر نموذج متخصص من المركبة الجوية دون طيار لصاروخ ,(Hellfire II) توسيعاً لقدرات صاروخ (AGM - 114P) المستعمل حالياً على متن مركبة (Predator) الجوية دون طيار في سلاح الجو الاميركي، وعلى متن المركبة الجوية دون طيار (Reaper)، لتشمل قدرات اشتباك بعيدة عند المحور. وتطور الشركة (LM) ايضاً اسلحة جديدة للمركبات الجوية دون طيار، بما فيها قذيفتان صاروخيتان موجهتان، عيار ٧٠ ملم، اطلق عليهما اسم (Shadow Hawk) بوزن ١٠ ارطال واسم (DAGM) بوزن ٢٥ رطل. ويرجح ان توجه كل تلك الاسلحة بنظم التوجيه من الاقمار الاصطناعية التي حين تربط بالرادار (SAR) تتيح للمركبات الجوية دون طيار اكتشاف الأهداف وضربها في الأحوال الجوية السيئة، التي قد تهزم المستشعرات البصرية الالكترونية التقليدية التي تستعملها المركبات الجوية دون طيار.
مجلة الدفاع العربي
بقلم: تيم ريبلي
ان وفاة واصابة المدنيين او تدمير الممتلكات الخاصة يمكن ان يكون لها تداعيات ضمنية استراتيجية غير متوازية مطلقا بالنسبة للاضرار الفعلية الناجمة. ويمكن ان تحوّل مثل هذه الحوادث السكان ضد القوات العسكرية خلال العمليات المضادة للتمرد، ويكون لها مضامين سياسية او دبلوماسية رئيسية خلال العمليات القتالية التقليدية. وقد دفع هذا القوات الجوية حول العالم للاستثمار بقوة في الذخيرة الموجهة بدقة (PGM)، وفي المخابرات والمراقبة والاستهداف والحيازة ونظم الاستطلاع (ISTAR) التي تتيح مهاجمة الاهداف بدقة كبيرة. وان التقدم في تلك الذخيرة (PGM) والنظم (ISTAR) لا يمكن ان يخفض كثيرا، مع ذلك، المسافة التي يمكن ان تستعمل فيها الاسلحة قريبا من السكان المدنيين او القوات الصديقة دون المجازفة بوقوع اضرار جانبية. وليس مدهشا ان القوات الجوية كانت تبحث عن طرق لتُخَفض فيها قوة الرؤوس الحربية المركبة على الذخيرة الموجهة بدقة (PGM) التي تتيح لها الاستعمال بالقرب تماما من السكان المدنيين او القوات الصديقة.
القنبلة الصغيرة القطر
ان اول سلاح صمم خصيصا باضرار جانبية مخفضة من الجيل الجديد للاستعمال على نطاق واسع هو القنبلة الصغيرة القطر (GBU-39) من شركة (Boeing) التي دخلت الخدمة في سلاح الجو الاميركي في عام ٢٠٠٦. وهذه القنبلة تزن ٢٥٠ رطلا ١١٣ كلغ ويبلغ حجمها نصف حجم اصغر سلاح كان يستعمل آنذاك في سلاح الجو الاميركي. وتستطيع معظم طائرات سلاح الجو الاميركي ان تحمل رزمة من اربع قنابل بقطر صغير (SDB) باستعمال رف (BRU-61/A) بدلا من قنبلة واحدة تزن ٢٠٠٠ رطل ٩١٠ كلغ. ويجري تطوير نموذجين: النموذج الاول من القنبلة الصغيرة القطر، هي القنبلة المجهزة بنظام ملاحة يعمل بالقصور الذاتي بمساعدة نظام الاقمار (GPS) لمهاجمة الاهداف الثابتة، مثل مستودعات الوقود والدشم والقوات الثابتة في الخطوط الامامية. والنموذج الثاني هو قنبلة (GBU-40) من (Boeing) او قنبلة (GBU-53) او الصغيرة القطر (SDBII) من شركة (Raytheon) التي تتضمن باحثا حراريا ورادارا بمزايا اوتوماتيكية تحدد الهدف، لضرب الاهداف الجوالة، كالدبابات والمركبات ومراكز القيادة الجوالة.
تتمتع القنبلة (GBU-39) بخطأ دائري محتمل لا يبلغ اكثر من ٥ - ٨ أمتار، بما يعني انها تتمتع بنسبة ٥٠ في المائة احتمالا لاصابة هدفها المقصود ضمن تلك المسافة. وقد استعملت القنبلة بكثافة من قبل العسكريين الاميركيين في العراق وافغانستان خلال السنوات الخمس الماضية.
التجاوب الاوروبي
يشدد كبار القادة في حلف (NATO) بقوة على الدور الذي يلعبه صاروخ (Brimstone) المزدوج الاسلوب، من شركة (MBDA)، وعلى سلاح (AASM) جو - ارض من شركة (Sagem) او صاروخ (Hammer) الذي استعمل في النزاع الليبي. وهذه الاسلحة المجهزة برؤوس حربية، والتي يزن الواحد منها ١٠٩ ارطال و٢٥٠ رطلا على التوالي، استعملت على مقربة جدا من المقاتلين المتمردين والمدنيين. وهذا منح القادة في حلف (NATO) وسيلة للتدخل في المعارك المعقدة والمربكة وهم على ثقة من ان الاضرار الجانبية غير المقبولة سياسيا يمكن تجنبها.
ان صاروخ (Brimstone) هو صاروخ يطلق من الجو ضد الدبابات طورته شركة (MBDA) لسلاح الجو الملكي في المملكة المتحدة. وكان الهدف منه اصلا ان يستعمل ضد التشكيلات الكبيرة لمدرعات العدو باطلاقه ونسيانه، باستعمال باحث بموجهة ملليمترية يضمن الدقة حتى ضد الاهداف المتحركة. وقد ادت الخبرة في افغانستان الى اضافة توجيه ليزري لتشكيل اسلوب مزدوج للصاروخ (Brimstone) يتيح لرجل في الدائرة تحديد اهداف معينة عندما تكون القوات الصديقة او المدنيين موجودين في المنطقة. وان الشحنة في الرأس الحربية ذات الشكل الترادفي هي فعالة اكثر ضد الدبابات الحديثة من الاسلحة المماثلة، مثل صاروخ (AGM-65G Maverick)، في حين ان منطقة الانفجار الصغيرة تخفض الاضرار الجانبية. وتحمل القاذفة ثلاثة صواريخ (Brimstone) تحتل مكان سلاح واحد وتتيح لطائرة واحدة ان تحمل عدة صواريخ.
بعد برنامج تطوير ممدد، دخل صاروخ (Brimstone) باسلوب واحد الخدمة على متون طائرات (Tornado) في سلاح الجو الملكي عام ٢٠٠٥ ونموذج الاسلوب المزدوج في عام ٢٠٠٨. وقد استعمل النموذج الاخير بكثافة في افغانستان وليبيا. وينوي سلاح الجو الملكي تجهيز مقاتلات (Eurofighter Typhoon) بصاروخ (Brimstone).
لا يمكن استعمال صاروخ (Brimstone) الاصلي كما اقتضت قواعد الاشتباك في (NATO) من الرجل القائم في الدائرة. فبموجب المطلب العملاني العاجل في عام ٢٠٠٨، اجريت تعديلات على الباحث وعلى البرمجية على ٣٠٠ صاروخ قائم للحصول على صاروخ (Brimstone) باسلوب مزدوج. ويمكن توجيه الصواريخ الجديدة بالليزر استنادا الى (STANAG 3733) القياسي والاحتفاظ بالباحث على الموجة المليمترية. ويستطيع الطيار ان يختار أيا من الاسلوبين من القمرة او استعمال الاسلوبين في وقت واحد. ويتيح التوجيه الليزري تحديد اهداف العدو بدقة في البيئات الصاخبة والرادار الذي يعمل على الموجة المليمترية (mmw) يضمن الدقة ضد الاهداف المتحركة.
تم اختيار صاروخ (Brimstone) في آذار/مارس عام ٢٠١٠ ليكون صاروخا اساسيا لحاجة سلاح الجو الملكي للمفاعيل الدقيقة الاختيارية على مدى القدرة ٢ من فئة (Block 1). وسوف يزيد عقد التجربة والصناعة اداء الصاروخ كثيرا، ويجعل الهيكل جاهزا، ويحوّل الرأس الحربية والمحرك الى استعمال ذخيرة غير حساسة. وقد بدأ المسؤولون في تجربة اطلاق الصواريخ المحدثة في موقع (Warton) التابع لشركة (BAE Systems) في عام ٢٠١١، ومن المتوقع ان يدخل الصاروخ الخدمة خلال عام ٢٠١٢. وقد مُنحت شركة (MBDA) في الوقت نفسه عقدا بمرحلة تقدير للقدرة ٣ لمدى المفاعيل الدقيقة الاختيارية (SPEAR). وهذا يقتضي مسافة طيران صاروخية تبلغ ٧٥ ميلا ١٢١ كلم برأس حربية تزن ١٠٠ كلغ تدمج على متن طائرة (F-35 Lightning II)، وقد يستعمل بعض الأنواع الجاهزة من صاروخ (Brimstone).
ان سلاح جو - ارض الجاهز التصميم (AASM) هو سلاح فرنسي يوجه بدقة طورته شركة (Sagem) ويتضمن مجموعة توجيه امامية ومجموعة مركبة في المؤخرة توسع المدى تماثل قنبلة صماء. والسلاح جاهز التصميم لأنه يستطيع دمج انواع مختلفة من وحدات التوجيه وأنواع مختلفة من القنابل. ويتميز النموذج الأساسي بقنبلة تزن ٢٥٠ كلغ اضافة الى نظام ملاحة هجين يعمل بالقصور الذاتي (INS) وتوجيه بنظام (GPS). وتتمتع النماذج الأخرى باضافة تصوير بالأشعة تحت الحمراء (IIR)، وبتوجيه ليزري شبه نشط (SALH)، لزيادة الدقة. وهناك ايضاً نماذج من القنابل تزن ١٢٥ كلغ او ١٠٠٠ كلغ. وقد دخل الصاروخ الخدمة في عام ٢٠٠٧ في سلاح الجو الفرنسي وطيران البحرية الفرنسي.
بدأ البرنامج في عام ١٩٩٧ ومنح العقد لشركة (Sagem) لانتاج مجموعة قنابل اولية من الصاروخ (AASM) الذي يعمل بنظام (GPS)/القصور الذاتي (INS) على ان يسلم بدءاً من عام ٢٠٠٤.
يأتي الصاروخ المعني (AASM) بنماذج عدة طبقاً لحجمه ونوع التوجيه المستعمل. وقد تميز الطراز الأول بقنبلة تزن ٢٥٠ كلغ تماثل مجموعة التوجيه المركبة في المقدمة ومجموعة توسيع المدى المركبة في مؤخرته، تتضمن محرك تعزيز الصاروخ وزعانف كبيرة، وهناك ايضاً نموذج يزن ١٢٥ كلغ تمت تجربته للمرة الأولى في عام ٢٠٠٩، ونموذج مقترح يزن ١٠٠٠ كلغ. اما من ناحية التوجيه، فان النموذج الاساسي يجمع البيانات من جهاز التلقي من نظام (GPS) ووحدة نظام الملاحة التي تعمل بالقصور الذاتي (INS) من خلال مرشحة (Kalman) التي تحقق احتمال خطأ دائري (CEP) يبلغ ١٠ امتار. وهذا النموذج لكل الأحوال الجوية من ١٠ امتار يستكمل بنموذج متري معتدل يعمل في النهار/الليل، ويضيف توجيها يصور بالأشعة تحت الحمراء، يماثل منطقة الهدف بطراز هدف مخزون في ذاكرته لخطأ دائري محتمل (CEP) يبلغ متراً واحداً. اما النموذج الثالث قيد التجربة حالياً، فيستعمل توجيهاً ليزرياً شبه نشط بدلاً من التصوير بالأشعة تحت الحمراء (IIR) يتيح له اصابة الأهداف المتحركة بمزيد من الدقة. وقد منحت هذه النماذج في تشرين الأول/اكتوبر عام ٢٠١٠ تحديداً الفبائياً مرقماً مع نموذج نظام الملاحة الذي يعمل بالقصور الذاتي/ نظام (GPS) الذي تحول الى قنبلة ذكية (SBU - 38) وتحول نموذج (INS/GPS/IIR) الى قنبلة ذكية (SBU - 54) ونموذج (INS/GPS/SALH) الى القنبلة الذكية (SBU - 64). واعيد تسمية النظام بكامله باسم (Hammer) لجعله ملائماً اكثر لزبائن التصدير.
بدأت تجربة الصاروخ (AASM) لأول مرة في نيسان/أبريل عام ٢٠٠٨ في افغانستان عندما اطلقت مقاتلة (Rafale) فرنسية من شركة (Dassault) صاروخين لدعم القوات البرية. وفي ٢٤ آذار/مارس عام ٢٠١١، افيد ان صاروخ (AASM) الذي اطلق من طائرة (Rafale) استعمل لتدمير طائرة التدريب النفاثة الهجومية الخفيفة (G - 2/Galeb) التابعة لسلاح الجو الليبي، وهي اول طائرة حربية ليبية تحدت منطقة الحظر الجوي خلال الحرب الأهلية الليبية في عام ٢٠١١، بعد هبوط الطائرة على المدرج في مطار ميسراتا. وفي ٦ نيسان/أبريل عام ٢٠١١، افيد ان صاروخ (AASM) اطلق من طائرة (Rafale) لتدمير دبابة ليبية على مسافة ٥٥ كلم.
تسليح المركبات الجوية
تكهن المسؤولون التنفيذيون في الصناعة الدفاعية انه سوف يكون هناك نمواً كبيراً في السوق للأسلحة المطورة خصيصاً لاستعمالها في المركبات الجوية دون طيار ابعد من الجيل الحالي من العتاد. وتعتمد الأسلحة الحالية هذه كلها على النظم المستعملة على متون الطائرات بجناح ثابت، وهي ليست اسلحة مثالية للاستعمال في المركبات الجوية دون طيار. ويمكن ان تفقد المركبات الجوية دون طيار كل الفوائد في ازالة الاطقم البشرية ونظم دعم حياتها لتحريرها من الوزن من اجل وقود اضافي وخفض حجم المركبة الجوية الفيزيائي، اذا كان لا بد من ان تحمل الطائرات التي يقودها طيارون اسلحة ثقيلة وكبيرة الحجم.
المركبات الجوية دون طيار ليست ايضاً مبنية عادة الى القياس القوي نفسه كالطائرات العديدة التي يقودها طيارون حتى لا يمكن ان تتحمل ضغط اطلاق صواريخ كبيرة وقوية من تحت اجنحتها او هياكلها الركيكة نسبياً، التي تؤدي الى قصور انشائي كارثي. وهذا قد يعني وضع قيود على الأسلحة التي يمكن ان تحملها حتى تاريخه المركبات الجوية دون طيار من الجيل الحالي سواء أكانت قنابل صغيرة تزن ٥٠٠ رطل ام صواريخ مضادة للدبابات. وكانت الأسلحة الأخيرة عليها قيود واضحة، لانها كانت عادة مسلحة برؤوس حربية بشحنة مقولبة كانت لها منفعة محدودة ضد الجنود في العراء وفي الأبنية وفي المركبات غير المصفحة "Soft Skinned".
حدد المسؤولون التنفيذيون اربع فجوات في السوق، شملت مجموعة الأسلحة التي تزن ١٠ الى ١٥ رطلاً و٥٠ الى ٨٠ رطلاً و٢٥٠ الى ١٠٠٠ رطل. وتطور شركة (Raytheon) حادية للمستقبل من اسلحة للنظم الجوية دون طيار (UAS) مؤلفة من ثلاثة منتوجات رئيسية تعرف باسم الصاروخ التكتيكي الصغير (STM) والصاروخ التكتيكي وسلاح (Monson Concept).
ان شركة (Lockheed Martin) هي في سياق نشر نموذج متخصص من المركبة الجوية دون طيار لصاروخ ,(Hellfire II) توسيعاً لقدرات صاروخ (AGM - 114P) المستعمل حالياً على متن مركبة (Predator) الجوية دون طيار في سلاح الجو الاميركي، وعلى متن المركبة الجوية دون طيار (Reaper)، لتشمل قدرات اشتباك بعيدة عند المحور. وتطور الشركة (LM) ايضاً اسلحة جديدة للمركبات الجوية دون طيار، بما فيها قذيفتان صاروخيتان موجهتان، عيار ٧٠ ملم، اطلق عليهما اسم (Shadow Hawk) بوزن ١٠ ارطال واسم (DAGM) بوزن ٢٥ رطل. ويرجح ان توجه كل تلك الاسلحة بنظم التوجيه من الاقمار الاصطناعية التي حين تربط بالرادار (SAR) تتيح للمركبات الجوية دون طيار اكتشاف الأهداف وضربها في الأحوال الجوية السيئة، التي قد تهزم المستشعرات البصرية الالكترونية التقليدية التي تستعملها المركبات الجوية دون طيار.
مجلة الدفاع العربي