تكنولوجيا الدعم
اعترف احدث اتجاه في تزويد صواريخ سطح - جو بفعالية تكنولوجياتها والاجزاء والاجهزة المشتركة المستخدمة في مجموعة من تلك الصواريخ المختلفة. وبات تكييف الصواريخ المجربة جو - جو اسهل في البيئة الرقمية، التي يمكن فيها تعديل قاذفات الصواريخ ضمن نظم صاروخية مدمجة جديدة تناسب متطلبات برية وسفن اضافية. فبدلا من استعمال حجيرات اسلحة واماكن تعليق في الطائرات، يمكن اطلاق الصواريخ المعدلة من قاذفات موضوعة على مركبات، تمنح خيارات اطلاق متعددة - فردية او اجمالية - او اوقات رد سريعة، والتي يمكن اعادة تلقيمها في الميدان بسرعة باستعمال صناديق تخزين متينة جاهزة في معظم الاحوال للاستعمال فورا. وحيث ان الصواريخ المركبة على المركبات هي مركبة على مركبات مدرعة لها ابراج دوارة مزودة برادارات، يمكن ان تشكل المركبات دفاعات جوية قصيرة المدى عالية الحركة، ويمكن تركيزها لتغطي قوسا واسعا من النار يغطي اي تهديد قادم من اي ناحية. ويمكن ان تحمل المركبات الكبيرة والسفن الحربية عددا كبيرا من الصواريخ التي تطلق عموديا، بما فيها الصواريخ المركبة في حاويات لتشكل قدرة دفاعية جوية في منطقة عميقة ضد الصواريخ او الطائرات، بما في ذلك الهجمات الكثيفة.
ان احد افضل الامثلة الحالية لافضل نظام صاروخ سطح - جو متقدم، يتمتع بتكيّف اطلاق كبير، هو صاروخ (ASTER Eurosam SAMP/T) من شركة (MBDA) المعروض بنموذج يطلق من مركبة ومن سفينة، مثل صاروخ (ASTER 15) ونظام الدفاع من اسطول (30 PAAMS). وان صاروخ (SAMP/T) في الخدمة الفرنسية هو الصاروخ المعروف باسم (Mamba). اما تطوير استعمال نظام الصاروخ البحري الاوروبي (PAAMS) فيعود تاريخه الى مشروع المدمرة (Horizon) في (NATO) في حقبة التسعينات، وتم اختياره في وقت لاحق ايضا كصاروخ دفاع جوي عن منطقة رئيسية تحت اسم (ASTER 30 Sea Viper) على متون المدمرات من نوع (Type 45) في البحرية الملكية. كما ان صاروخ (ASTER 15) مركب ايضا على متن حاملة الطائرات الفرنسية (Charles de Gaulle) وعلى متن المدمرات الجديدة، وتستعمله ايطاليا ايضا. وقد خضع هذا الصاروخ سطح - جو لتجارب اطلاق كثيفة. ويعتبر نظاما قويا جدا. ويمكن ان يشكل مظلة دفاعية واسعة جدا فوق الموجودات الرئيسية والمواقع الاستراتيجية، وهو قادر على اعتراض الصواريخ الجوالة والرؤوس الحربية البالستية والطائرات المهاجمة على مسافة بعيدة. وهو في صميم شبكة نظام الدفاع الصاروخية البالستية لحلف (NATO)، المعروفة باسم مسرح الدفاع الصاروخي البالستي الطباقي النشط (ALTBMD). وان قادة البرنامج وهما شركتا (Thales) و(Raytheon) في صدد وضع رادار مدمج وبنى دعم تحتية معا.
نظام الدفاع البري الاميركي
طور العسكريون الاميركيون نظام دفاع بري متوسط المدى (GMD)، وينشرون في الخارج صواريخ (SM-3) على متن السفينة الحربية (Aegis). وقد نشر هذا النظام شركة (Lockheed Martin) و(Raytheon). وتملك الولايات المتحدة ايضا نظام الدفاع المضاد للصواريخ (Patriot PAC-3) للاستعمال على البر، طورته شركة (L. Martin)، ويتمتع هذا النظام بقدرة اعتراض سريعة جدا. وقد استعمل في النزاعات في العراق لاسقاط صواريخ (Scud). ويستعمله ١٢ بلدا، بما فيها اسرائيل، التي تعاونت مع الولايات المتحدة في شراكة ما بين Boeing والصناعة الجوية الاسرائيلية IAI لانتاج نظام دفاع صاروخ (Arrow) البالستي، الذي يتضمن رادارا مدمجا معقدا جدا وعناصر قيادة وتحكم فعالة جدا. وكان نظام الدفاع الجوي للارتفاعات الشاهقة الارتفاع (THAAD) قيد التطوير منذ سنين عديدة من قبل شركة (L. Martin)، ويعتبره حلف (NATO) صاروخا اعتراضيا ضد الصواريخ البالستية مهما جدا، وهو يوسع التغطية الدفاعية ابعد من صاروخ (Patriot) وصاروخ (SM-3) على متن سفن (Aegis) في قدرته. ويحظى باعجاب قوي على نطاق واسع، خصوصا في الشرق الاوسط، حيث الخشية من هجوم صاروخي من ايران تبقى مجازفة عالية محتملة.
الصواريخ الاوروبية
كانت اوروبا تعمل مع الحكومة الاميركية منذ عقدين على نظم دفاعية صاروخية بالستية قائمة على الارض، وكان اهم صاروخ هو نظام الدفاع الجوي الموسع المتوسط (MEADS)، وهو عبارة عن شراكة بين شركة (LFK) الالمانية وشركة (MBDA) في ايطاليا وشركة (L.Martin). وكان الهدف من هذا النظام ان يكون بديلا محتملا عن صاروخ (Patriot)، يمكن نقله جوا ويتمتع باداء افضل للاصابة وبأوقات رد سريعة. الا ان تقدم تطويره قد تأخر بفعل القرارات الكثيرة الناجمة عن الحاجة الى خفض التكاليف الدفاعية في اوروبا والولايات المتحدة الاميركية. وتشكل متاحية صاروخ (ASTER) كأساس للنظام المحسن القائم على الارض بديلا اوروبيا محتملا مخفض التكاليف لنظام صاروخ (MEADS)، اذا قرر الجيش الاميركي سحب البرنامج على اساس التكاليف.
نظم سطح - جو
بالنسبة لنظم الدفاع الجوي الاقل تطلبا، هناك حاليا نظم سطح - جو جوالة كثيرة جدا بمعايير عالية تمنح فعالية فائقة بتكاليف معقولة. وان احدها الاكثر انتشارا على نطاق واسع هو نظام صاروخ ارض - جو الجوال للاستعمال على مسافة قصيرة المعروف ب (Avenger) من شركة (Boeing)، الذي يشمل مركبة (Hummer) مجهزة بحاضني اطلاق، تحمل كل حاضنة اربعة صواريخ (Stinger SAMs). والمجموعة مرنة جدا في العمل، ويمكن حملها في طائرة من طراز (C-130). ويمكن اطلاق الصواريخ بينما تكون مركبة الاطلاق سائرة بقدرة تصويب عند الالتفاف الى برج دوار مستقر. وتستعمل البحرين ومصر صاروخ (Avenger). وقد عرضت شركة (Boeing) نماذج حديثة من صاروخ (Avenger). وتعرض شركة (MBDA) نظم صواريخ متعددة من صاروخ (Mistral) يوجه بالاشعة تحت الحمراء. ولساحة المعركة والدفاع الجوي الجوال على مسافة قصيرة، تعتمد منصات مركبات مختلفة مدولبة ومجنزرة. ويمكن تحميل نظام مزدوج القذائف، يعرف باسم (Atlas)، على مؤخرة منصة شاحنة صغيرة. وهذه المنصات منخفضة التكاليف بنوع خاص للدفاع الجوال عن القواعد الامامية والثابتة، حيث يمكن ان تكون وحدات الدفاع الجوي بحاجة للانتشار في مناطق محلية. ويمكن حمل الصواريخ في تصميم اطلاق قذائف مزدوجة او بأربع قذائف مع اعادة تلقيم بسرعة، محمولة على متن المركبة. وقد طلب ٤٠ زبون حول العالم صاروخ (Mistral).
نظم دفاع متعددة الادوار
عرضت شركة (Thales) نظام دفاع جوي متعدد الادوار (AD) يتضمن مجموعة من العناصر الجوالة والقابلة للنقل تشمل مركبات الاطلاق ورادارات ووسائل القيادة والتحكم. وتأتي رادارات المراقبة (Shakira) المتقدمة المتعلقة بها بنماذج قصيرة ومتوسطة المدى، تمنح تغطية من ٨٠ كلم الى ٢٥٠ كلم، وتستطيع متابعة ٢٠٠ هدف في وقت واحد. ويمكن تركيب الرادار، كجزء من نظام مدمج، على برج في مركبة منصة مدولبة او مجنزرة مع قاذفات صواريخ متعددة، وذلك يعتمد على الصاروخ المطلوب. ويمكن ان يشمل ذلك صاروخ (VT1) من شركة (Thales) او الصاروخ الجديد المتعدد الادوار الخفيف (LMM) او صاروخ (Starstreak) غير الاعتيادي الذي تبلغ سرعته (Mach 3.5)، ويصيب الهدف باستعمال ثلاث قذائف متفجرة. ويستعمل الجيش البريطاني مركبة مدرعة لاطلاق قذائف متعددة، وهي مركبة (Stormer) من شركة (BAE Systems)، لحمل ٨ صواريخ جاهزة للاطلاق، اضافة الى ١٢ صاروخ اضافي في الداخل.
المنصة الصينية
في حين ان شركة (Raytheon) الأميركية تعرض صاروخ دفاع جوي متوسط المدى (AIM120) يطلق من مركبة (Hummer) تم تكييفه حالياً من النموذج الذي يطلق جواً، لاطلاقه من منصة شاحنة اكبر، اعتمدت الشركة الصينية (CATIC) مجموعة قريبة مماثلة لمفهوم مركبة (Hummer) الأصلية التي تطلق صاروخ AIM - 120 المعروفة باسم (Hunter II)، ويحتوي النموذج الصيني مركبة نسخة مشابهة لمركبة (Hummer) لكن تحمل صاروخين متوسطي المدى من فئة (SD10A SAMs) وصاروخين من فئة (PL5E SAMs) والصاروخان الأخيران مماثلان للصواريخ الاميركية (AIM - 9X) وقد طور الصاروخان اصلاً لدور جو - جو. ويعتقد ان مركبة (Hunter II) هي في مرحلة التطوير وليست بعد عملانية. ويرتبط استعمال النظام بالرادار الجوال (TH - S311) الذي تحمله مركبة اخرى او في انشاء ثابت.
الصواريخ المركبة على شاحنات
باتت نظم الصواريخ سطح - جو المركبة على شاحنات مجموعة شائعة للدفاع الجوي عن المنطقة. ويفكر الجيش الأميركي من جديد حالياً بحاجاته لاستبدال صاروخ (Avenger) الا ان الحرس الوطني الاميركي يخطط لادخال نظام صاروخ (AIM - 120) المركب على شاحنة، المعروف باسم (Slamraam) وقد طورت اسرائيل نظام (Spyder) مركباً على شاحنة ويستعمل صواريخ (Python) موجهاً بالأشعة تحت الحمراء وصواريخ (Derby) الموجهة بالرادار لتمنح دفاعاً في كل الأحوال الجوية ضد الاهداف الجوية التي تقترب على مسافات قصيرة. وكما استعملت الولايات المتحدة الاميركية صواريخ (AMRAAM) وصواريخ (Sidewinder AIM - 9X) جو - جو في دور الاطلاق سطحاً للدفاع عن السفن والقوات البرية، كينت اوروبا ايضاً صواريخها جو - جو لاغراض مماثلة. وان صاروخ (Mica) من شركة (MBDA)المستعمل في المقاتلات النفاثة (Rafale) و (Mirage 2000) متاح بنموذج يطلق عمودياً للاستعمال البحري وفي الجيش، في حين تطور المانيا نظاماً جديداً قصير المدى يعتمد على صاروخ (NG) من شركة (LFK).
لم تحل الصواريخ سطح - جو تماماً محل المدافع بعد، خصوصاً في تأمين حماية قصيرة المدى، لكن تقدم احدث الصواريخ تغطية دفاعية جوية طباقية شاملة لكل التهديدات المتحركة، تندرج من الصواريخ البالستية الى الطوافات والمركبات الجوية دون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض. ولا يمكن لأي قائد عسكري ان يتجاهل قيمة الصواريخ عندما يأخذ بالاعتبار قضايا الدفاع الجوي الأوسع.