الأسلحة والتقنيات العسكرية في أرض الإسلام
حسب الفكرة الشائعة، كان بلدان الإسلام قبل الحرب الصليبية الأولى، على اطلاع بالأسلحة والتقنيات العسكرية المستخدمة في الغرب. يبدو أن ذلك كان وضع الأندلس أيضاً، غير أن الشرق الأوسط استمد من الفنون العسكرية البيزنطية والفارسية، فناً للحرب خاصاً به، لاسيما عبر اتصاله المباشر بهذه الفنون.
وهكذا، كانت الأسلحة البيضاء المفضلة كالحسام (نصل مقوّس ذو حدّ واحد) والسيف (نصل مستقيم ذو حدين) تُستَخدم على السواء منذ بداية الإسلام، حتى ولو بقي السيف سائد الاستعمال لغاية القرن الثاني عشر على الأقل، إذ كثر تصويره خاصة على المنمنمات القروسطية كما على منحوتات الأبواب الفاطمية في القاهرة (نهاية القرن الحادي عشر). أما الحسام وأصله من آسيا الوسطى ، فاستعمله الفرسان في بداية الأمر قبل أن يعتمده المشاة تدريجياً ابتداءً من القرن الثالث عشر، في حين احتفظ السيف بوظيفته في الاحتفالات الرسمية. فيما بعد، أصبح الحسام من المقتنيات التي تحظى بمكانة مهمة إذ بات يُستخدم في الزخرفات والمدونات والصيغ القرآنية. أما الخنجر وهو سلاح شخصي ذو نصل صغير، فقد عرف التطورات نفسها التي شهدها الحسام، مع ميل لاستخدام حسام مقوّس. هناك سلاح أبيض آخر شائع أيضاً هو الفأس. وهو من حديد للمشاة وذو سرج للفرسان ويمكن استخدامه في نفس الوقت مع الحسام أو السيف إذ أصبح الفأس رائجاً منذ القرن السابع حيث كثر انتشاره خاصة في عصر المملوك. وكان شكله طويلاً ومقوّس الطرف، يُنقش عليه اسم عاهل ما أو سور من القرآن الكريم. أخيراً الرمح وهو عبارة عن قضيب من الخيزران، طوله أربعة أمتار تقريباً، غالباً ما كان يستخدمه الجنود والفرسان المسلمون.
تكمن إحدى خصائص هذه الأسلحة البيضاء القروسطية في الاستعمال المألوف لنوع من الفولاذ الصلب يُستخرج من عملية خاصة كانت تُستخدَم في الهند وترتكز على الانصهار المطول لقطع من الحديد والفحم، ويُنقع المزيج بعد ذلك ثم يتم تصفيحه. وقد أُطلق على هذا الفولاذ، من جراء التموجات الناتجة عن عملية ضربه، اسم الفولاذ "المدمقس".
أما المقمعة، وهي سلاح من الأسلحة الراضة، تعلوها كتلة معدنية مع مقبض أو قضيب من خشب، فقد تم تطويرها عامة بين القرنين العاشر والثالث عشر، وكان استخدامها شائعاً في الاحتفالات الرسمية في العصر العثماني.
فيما يتعلق بالأسلحة القذفية، استخدم الفارس المسلم القوس المركب القصير، وهو من أصل بارثي، ابتداءً من القرن السابع. كان هذا القوس مؤلفاً من قرن من خشب أو من أوتار موصولة بواسطة الصمغ، وغالباً ما كانت الأوتار مصنوعة من حرير. أما الجلهق الذي يقذف ميكانيكياً مربعاً مثبتاً على جذع، فكان يتمتع بقوة ضرب أكبر من القوس، مع معدل رمي أكثر انخفاضاً. تم ذكر الجلهق عند الفرس منذ القرن الرابع وانتشر فيما بعد في أرض الإسلام. يجدر التمييز بين الجلهق اليدوي والجلهق بالرجل والجلهق الخفيف المخصص للفرسان. هناك أيضاً نوع جماعي يتألف من جلهق واحد أو عدة جلاهق مركبة الواحد فوق الآخر وكان هذا النوع معدّاّ ليقذف مربعات ثقيلة من المعدن، بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
آلة الرمي المزودة بنظام رقاص الساعة، وهي سلاح جماعي بامتياز أصله من الصين، ظهرت في الجزيرة العربية منذ عصر الأمويين. أما النماذج الأكثر تطوراً والتي استخدمها جنود الإسلام بين العصرين الثاني عشر والثالث عشر، فهي المجانق الكبرى المزودة برقاص ساعة ذي موازنة متحركة حيث كان بإمكان هذه المجانق أن ترمي كرة من عدة كيلغرامات على بعد 200 متر تقريباً، مع معدل رمي منخفض يوازي رميتين في الساعة.
النار اليونانية وهي المكمل الرئيسي لهذه الأسلحة المتنوعة، كناية عن مزيج سائل أو عجيني، من أصل بيزنطي، مركب من الزفت والكبريت والشحم والبارود والكاز، بكميات مختلفة، وله ميزة مزدوجة الفائدة إذ أنه سريع الاشتعال حتى لدى اقترابه من الماء ولا يمكن إطفاؤه. كثر استخدامه منذ بداية الإسلام، على سطح الماء أو داخل الأراضي، للدفاع عن المرافئ والسواحل والطرقات، في أنابيب معدنية ثابتة أو محمولة أو في أوعية من فخار، يتم قذفها خلال المعارك أو عمليات الحصار.
تجسدت التطورات الأخيرة للأسلحة القروسطية في الأسلحة النارية المحمولة ، وهي سلف الطبنجة (البندقية القديمة) والتي يبدو أنها لم تُستخدَم في الشرق إلا ابتداءً من منتصف القرن الرابع عشر، في الفترة نفسها التي استُخدمت فيها المدافع، مع أن المسلمين عرفوا كيفية استعمال بارود المدافع وأصله من الصين، قبل منتصف القرن الثالث عشر.
فيما يتعلق بالأسلحة الدفاعية الجسدية، كان درع الزرد الأكثر استعمالاً، حيث كان يوضع أحياناً تحت خوذة من معدن موصولة بواسطة أحزمة ومثبتة على بطانة من قماش. في القرن الرابع عشر، تم دمج درع الزرد بالخوذة التي تعود النماذج الأولى منها في أرض الإسلام إلى القرن التاسع وليس قبل ذلك، والتي بدت على شكل ورقة من حديد نصف كروية أو عدة أوراق من نحاس مركبة الواحدة على الأخرى، كما يمكن دعمها من الداخل بواسطة صفائح خشبية أو معدنية. أما القطع الإضافية لحماية الأنف والعنق والأذنين، فهي أدت إلى تحسين القدرة الدفاعية لهذا السلاح، ابتداءً من القرن الثاني عشر. ثم تطور درع الزرد بعد ذلك ليصبح خوذة ـ عمامة تحت المملوك، وهو من إحدى المقتنيات التي تحظى بمكانة مهمة، يحمل عدة زخرفات ومدونات.
ثم جاء الترس لتحسين فعالية الدرع والخوذة وكان إجمالاً دائري الشكل ومصمماً من خشب أو من الجلد المغلي ومطلي بالجلد أو أحياناً من معدن. نظراً لمقطعه المجوف، كان من الممكن تقويته بواسطة قلنسوة من معدن وكان يستخدمه الفرسان خاصة. هناك نوع آخر من الترس، أكثر طولاً وذو طرف سفلي مسنون وأصله بيزنطي ولاتيني وكان يستخدمه المشاة. مع ازدهار الأدوات الحربية النارية في القرن الخامس عشر، أصبح الترس من إحدى المقتنيات التي تتمتع بمكانة مهمة حيث كان يصمم أحياناً من الفولاذ المدمقس مع تطعيمات من الذهب الرفيع أو من جلد الزرافة أو الكركدن، من مصر العليا.
وكانت المعارك وعمليات الحصار تشكل الإطار الذي يختبر فيه جنود الإسلام هذه الأسلحة الهجومية والدفاعية على نطاق واسع في المتوسط. وتروي المخطوطات العربية واللاتينية تفاصيل هذه العمليات.
وهكذا، يمكننا الاطلاع على الخطط التي كان يتبعها الجنود القروسطيين خلال المعارك، في التقارير والوثائق العربية الخاصة بالفن العسكري والتي كُتبت في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، على غرار جيش صلاح الدين الأيوبي مع دخول الجنود تحت البيارق وعلى وقع الطبول والبوق، واصطفاف المشاة والقواسين وحاملي الجلاهق وقاذفي الرموح قبل الفرسان، في صفين مركزيين، والانتشار الجانبي للصفين، يدعمهما الفرسان، لمحاصرة العدو. كانت الفروسية والأدوات الخاصة بها تعلب دوراً رئيسياً إلى جانب تقنية التناوب السريع بين الهجوم والانسحاب. وقد تم تطويرها منذ بداية القرن السابع مع تعميم القوس واسترجاع السرج الذي لوحظ في بلاد ما وراء النهر، إضافة إلى وجود قبائل تركية متجولة في الجنود الأمويين والعباسيين.
وشكلت تقنيات الحصار جوهر الفن العسكري لدى المسلمين وكانت مستوحاة من تقنية الحصار البيزنطية. كان حصار المدن والقصور خاصة بالنسبة للجنود في القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر، ينفّذ على عدة مراحل : إقامة المحاصرين في منطقة تسيطر على الموقع، موضوع الحصار؛ محاصرة ووقف التموين بالمواد الأولية والماء؛ القصف المكثف بواسطة آلات القذف؛ خنادق تحت أسس القلاع يقوم بحفرها عمال المناجم. بعد انهيار السور تحت تأثير الحفر والهدم، يبدأ بالهجوم، مشاة مزودون بسلالم ومنجنيق وأبراج متحركة، تحت تغطية القواسين. وتستمر العمليات إلى أن يستسلم المحاصَرون أو ينسحب المهاجمون
حسب الفكرة الشائعة، كان بلدان الإسلام قبل الحرب الصليبية الأولى، على اطلاع بالأسلحة والتقنيات العسكرية المستخدمة في الغرب. يبدو أن ذلك كان وضع الأندلس أيضاً، غير أن الشرق الأوسط استمد من الفنون العسكرية البيزنطية والفارسية، فناً للحرب خاصاً به، لاسيما عبر اتصاله المباشر بهذه الفنون.
وهكذا، كانت الأسلحة البيضاء المفضلة كالحسام (نصل مقوّس ذو حدّ واحد) والسيف (نصل مستقيم ذو حدين) تُستَخدم على السواء منذ بداية الإسلام، حتى ولو بقي السيف سائد الاستعمال لغاية القرن الثاني عشر على الأقل، إذ كثر تصويره خاصة على المنمنمات القروسطية كما على منحوتات الأبواب الفاطمية في القاهرة (نهاية القرن الحادي عشر). أما الحسام وأصله من آسيا الوسطى ، فاستعمله الفرسان في بداية الأمر قبل أن يعتمده المشاة تدريجياً ابتداءً من القرن الثالث عشر، في حين احتفظ السيف بوظيفته في الاحتفالات الرسمية. فيما بعد، أصبح الحسام من المقتنيات التي تحظى بمكانة مهمة إذ بات يُستخدم في الزخرفات والمدونات والصيغ القرآنية. أما الخنجر وهو سلاح شخصي ذو نصل صغير، فقد عرف التطورات نفسها التي شهدها الحسام، مع ميل لاستخدام حسام مقوّس. هناك سلاح أبيض آخر شائع أيضاً هو الفأس. وهو من حديد للمشاة وذو سرج للفرسان ويمكن استخدامه في نفس الوقت مع الحسام أو السيف إذ أصبح الفأس رائجاً منذ القرن السابع حيث كثر انتشاره خاصة في عصر المملوك. وكان شكله طويلاً ومقوّس الطرف، يُنقش عليه اسم عاهل ما أو سور من القرآن الكريم. أخيراً الرمح وهو عبارة عن قضيب من الخيزران، طوله أربعة أمتار تقريباً، غالباً ما كان يستخدمه الجنود والفرسان المسلمون.
تكمن إحدى خصائص هذه الأسلحة البيضاء القروسطية في الاستعمال المألوف لنوع من الفولاذ الصلب يُستخرج من عملية خاصة كانت تُستخدَم في الهند وترتكز على الانصهار المطول لقطع من الحديد والفحم، ويُنقع المزيج بعد ذلك ثم يتم تصفيحه. وقد أُطلق على هذا الفولاذ، من جراء التموجات الناتجة عن عملية ضربه، اسم الفولاذ "المدمقس".
أما المقمعة، وهي سلاح من الأسلحة الراضة، تعلوها كتلة معدنية مع مقبض أو قضيب من خشب، فقد تم تطويرها عامة بين القرنين العاشر والثالث عشر، وكان استخدامها شائعاً في الاحتفالات الرسمية في العصر العثماني.
فيما يتعلق بالأسلحة القذفية، استخدم الفارس المسلم القوس المركب القصير، وهو من أصل بارثي، ابتداءً من القرن السابع. كان هذا القوس مؤلفاً من قرن من خشب أو من أوتار موصولة بواسطة الصمغ، وغالباً ما كانت الأوتار مصنوعة من حرير. أما الجلهق الذي يقذف ميكانيكياً مربعاً مثبتاً على جذع، فكان يتمتع بقوة ضرب أكبر من القوس، مع معدل رمي أكثر انخفاضاً. تم ذكر الجلهق عند الفرس منذ القرن الرابع وانتشر فيما بعد في أرض الإسلام. يجدر التمييز بين الجلهق اليدوي والجلهق بالرجل والجلهق الخفيف المخصص للفرسان. هناك أيضاً نوع جماعي يتألف من جلهق واحد أو عدة جلاهق مركبة الواحد فوق الآخر وكان هذا النوع معدّاّ ليقذف مربعات ثقيلة من المعدن، بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
آلة الرمي المزودة بنظام رقاص الساعة، وهي سلاح جماعي بامتياز أصله من الصين، ظهرت في الجزيرة العربية منذ عصر الأمويين. أما النماذج الأكثر تطوراً والتي استخدمها جنود الإسلام بين العصرين الثاني عشر والثالث عشر، فهي المجانق الكبرى المزودة برقاص ساعة ذي موازنة متحركة حيث كان بإمكان هذه المجانق أن ترمي كرة من عدة كيلغرامات على بعد 200 متر تقريباً، مع معدل رمي منخفض يوازي رميتين في الساعة.
النار اليونانية وهي المكمل الرئيسي لهذه الأسلحة المتنوعة، كناية عن مزيج سائل أو عجيني، من أصل بيزنطي، مركب من الزفت والكبريت والشحم والبارود والكاز، بكميات مختلفة، وله ميزة مزدوجة الفائدة إذ أنه سريع الاشتعال حتى لدى اقترابه من الماء ولا يمكن إطفاؤه. كثر استخدامه منذ بداية الإسلام، على سطح الماء أو داخل الأراضي، للدفاع عن المرافئ والسواحل والطرقات، في أنابيب معدنية ثابتة أو محمولة أو في أوعية من فخار، يتم قذفها خلال المعارك أو عمليات الحصار.
تجسدت التطورات الأخيرة للأسلحة القروسطية في الأسلحة النارية المحمولة ، وهي سلف الطبنجة (البندقية القديمة) والتي يبدو أنها لم تُستخدَم في الشرق إلا ابتداءً من منتصف القرن الرابع عشر، في الفترة نفسها التي استُخدمت فيها المدافع، مع أن المسلمين عرفوا كيفية استعمال بارود المدافع وأصله من الصين، قبل منتصف القرن الثالث عشر.
فيما يتعلق بالأسلحة الدفاعية الجسدية، كان درع الزرد الأكثر استعمالاً، حيث كان يوضع أحياناً تحت خوذة من معدن موصولة بواسطة أحزمة ومثبتة على بطانة من قماش. في القرن الرابع عشر، تم دمج درع الزرد بالخوذة التي تعود النماذج الأولى منها في أرض الإسلام إلى القرن التاسع وليس قبل ذلك، والتي بدت على شكل ورقة من حديد نصف كروية أو عدة أوراق من نحاس مركبة الواحدة على الأخرى، كما يمكن دعمها من الداخل بواسطة صفائح خشبية أو معدنية. أما القطع الإضافية لحماية الأنف والعنق والأذنين، فهي أدت إلى تحسين القدرة الدفاعية لهذا السلاح، ابتداءً من القرن الثاني عشر. ثم تطور درع الزرد بعد ذلك ليصبح خوذة ـ عمامة تحت المملوك، وهو من إحدى المقتنيات التي تحظى بمكانة مهمة، يحمل عدة زخرفات ومدونات.
ثم جاء الترس لتحسين فعالية الدرع والخوذة وكان إجمالاً دائري الشكل ومصمماً من خشب أو من الجلد المغلي ومطلي بالجلد أو أحياناً من معدن. نظراً لمقطعه المجوف، كان من الممكن تقويته بواسطة قلنسوة من معدن وكان يستخدمه الفرسان خاصة. هناك نوع آخر من الترس، أكثر طولاً وذو طرف سفلي مسنون وأصله بيزنطي ولاتيني وكان يستخدمه المشاة. مع ازدهار الأدوات الحربية النارية في القرن الخامس عشر، أصبح الترس من إحدى المقتنيات التي تتمتع بمكانة مهمة حيث كان يصمم أحياناً من الفولاذ المدمقس مع تطعيمات من الذهب الرفيع أو من جلد الزرافة أو الكركدن، من مصر العليا.
وكانت المعارك وعمليات الحصار تشكل الإطار الذي يختبر فيه جنود الإسلام هذه الأسلحة الهجومية والدفاعية على نطاق واسع في المتوسط. وتروي المخطوطات العربية واللاتينية تفاصيل هذه العمليات.
وهكذا، يمكننا الاطلاع على الخطط التي كان يتبعها الجنود القروسطيين خلال المعارك، في التقارير والوثائق العربية الخاصة بالفن العسكري والتي كُتبت في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، على غرار جيش صلاح الدين الأيوبي مع دخول الجنود تحت البيارق وعلى وقع الطبول والبوق، واصطفاف المشاة والقواسين وحاملي الجلاهق وقاذفي الرموح قبل الفرسان، في صفين مركزيين، والانتشار الجانبي للصفين، يدعمهما الفرسان، لمحاصرة العدو. كانت الفروسية والأدوات الخاصة بها تعلب دوراً رئيسياً إلى جانب تقنية التناوب السريع بين الهجوم والانسحاب. وقد تم تطويرها منذ بداية القرن السابع مع تعميم القوس واسترجاع السرج الذي لوحظ في بلاد ما وراء النهر، إضافة إلى وجود قبائل تركية متجولة في الجنود الأمويين والعباسيين.
وشكلت تقنيات الحصار جوهر الفن العسكري لدى المسلمين وكانت مستوحاة من تقنية الحصار البيزنطية. كان حصار المدن والقصور خاصة بالنسبة للجنود في القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر، ينفّذ على عدة مراحل : إقامة المحاصرين في منطقة تسيطر على الموقع، موضوع الحصار؛ محاصرة ووقف التموين بالمواد الأولية والماء؛ القصف المكثف بواسطة آلات القذف؛ خنادق تحت أسس القلاع يقوم بحفرها عمال المناجم. بعد انهيار السور تحت تأثير الحفر والهدم، يبدأ بالهجوم، مشاة مزودون بسلالم ومنجنيق وأبراج متحركة، تحت تغطية القواسين. وتستمر العمليات إلى أن يستسلم المحاصَرون أو ينسحب المهاجمون
التعديل الأخير: