الاختراقات الامنية والمشروع النووي الليبي السابق؟

ميج 21

عضو
إنضم
3 يونيو 2008
المشاركات
43
التفاعل
1 0 0
الاختراقات الامنية والمشروع النووي الليبي السابق؟! ـ ناجي عباس


ناجي عباس : بتاريخ 9 - 6 - 2008
49731.jpg
من هي الاطراف العربية والدولية التي ساهمت طواعية في الكشف عن المشروع النووي الليبي الوليد منذ البداية؟ وكيف تداخل عمل الاجهزة الأمنية العربية والدولية في الأمر؟ وما هي حقيقة الدور الامريكي والالماني في المسألة برمتها؟ وما هي علاقة باكستان وماليزيا وجنوب افريقيا بكل ذلك؟ وكم دفع الليبيون للوسطاء؟ وما هي حقيقة تورط ساسة عرب من ليبيا وغيرها في فضح الوسطاء والصفقات الخاصة بالمشروع النووي الليبي الذي أوقف تماماً في مارس 2004؟

الاسئلة السابقة وغيرها طرحها المراقبون وفجرتها المحاكمة التي جرت يوم الخميس الماضي – الخامس من يونيو – في محكمة الاستئناف في شتوتجارت للمهندس الالماني جوتهارد ليرش البالغ من العمر خمسة وستين عاماً - المتهم بالمساهمة في انجاز برنامج نووي سري في ليبيا والتوسط سراً مع اطراف في جنوب افريقيا وماليزيا وباكستان لتوريد تقنيات اجهزة الطرد المركزي الى ليبيا ، ومن بينها أجهزة الامتصاص الهوائي ضرورية لمعدات الفصل الحلزوني التي تعمل بالغاز الضرورية لتخصيب اليورانيوم – والتي كان من المقرر استخدامها لانتاج اسلحة نووية.- كما اُتهم ليرش بأنه عضو في شبكة دولية لتهريب معدات تقنية يشرف عليها العالم الباكستاني عبد القادر خان – ابو القنبلة النووية الباكستانية.، واتهامه بخرق قانون حظر الصادرات الى مناطق الازمات ، وخرق قوانين التجارة الخارجية وخرق الحصار الذي كان مفروضاً على ليبيا ، وذلك لتزويده ليبيا عبر جنوب افريقيا وماليزيا بتقنيات ضرورية لانتاج اسلحة نووية، وكذلك الاشراف على عمل مختبرات انتاج اجهزة طرد مركزي – وتقاضيه ثمانية وعشرين مليون يورو من ليبيا ثمناً لذلك

.وللتعقيدات التي اشتملت عليها القضية ارتأى القاضي تأجيلها حتى يناير 2009.




القضية وفقاً لكثير من المراقبين والصحفيين المتخصصين هنا – تفوح منها منذ بداياتها الأولى رائحة كريهة، تداخلت فيها عناصر السياسة والمال والفساد والخيانة من الشرق والغرب على السواء، مصحوبة بتخطيط واشراف وتوجيه وتنفيذ عدة اجهزة امنية دولية بمساعدة عربية اصيلة

ونعود لأصل الحدوتة.

ففي عام 1990 قبضت السلطات الالمانية على المهندس جوتهارد ليرش بتهمة اقامة صلات غير مفهومة مع باكستان وتحديداً مع العالم الفيزيائي الشهير عبد القادر خان – والاشتباه في تقديم معلومات لها علاقة بالتقنيات النووية . وأُفرج عن المهندس الالماني لعدم توفر ما يكفي من الأدلة التي تدينه، وغادر المتهم حينها المانيا ليعيش في سويسرا

وفي عام 2003 „ ضبطت " بارجة حربية امريكية سفينة شحن المانية تحمل اسم BBC Chine عليها آلاف القطع التقنية والميكانيكية المخصصة لتصنيع اجهزة الطرد المركزي – وحملت السلطات الالمانية مسؤولية محاولة التهريب تلك للمهندس السويسري اورس تينر وشقيقه مارك ووالدهما فريدريش، وبسبب ضغوط امريكية امنية – وغير امريكية ايضاً وعراقيل غير مفهومة واجهت التحقيقات تأخر نظر القضية لعدم امكانية الحصول على الأدلة المتوفرة في الولايات المتحدة وسويسرا ودول اخرى حتى اصدرت النيابة العامة الالمانية اوامرها بالقاء القبض على المهندس اورس تينر – الذي كان يغادر مطار فرانكفورت الالماني – ولم يتم القبض عليه

لم تستطع السلطات الالمانية الحصول على الأدلة وساهمت دول عديدة وشخصيات عسكرية وسياسية في " الطرمخة " على القضية لاسبابها الخاصة ومحاولة حماية وتغطية الأطراف المتورطة فيها ومن بينهم المهندسين الأ لمان والسويسريين الالماني والسويسرين، واستمر الأمر يحيطه الغموض من كل جانب حتى أعترف الرئيس السويسري باسكال كوشيان ان ثلاثة مهندسين سويسريين كانوا يملكون خرائط ووثائق مفصلة لصنع اسلحة نووية وأمرت الحكومة السويسرية في نوفمبر الماضي بحرقها تفادياً لوقوعها في ايدي " منظمات ارهابية " !!؟

بعد ذلك سلمت السلطات السويسرية المهندس اورس تينر للسلطات الالمانية؟؟!










ننتقل الى باكستان ففي عام 2004 أعترف العالم عبد القادر خان ابو القنبلة النووية الباكستانية في مقابلة تلفزيونية امام العالم كله بأنه كان يدير لمدة خمسة عشر عاماً شبكة دولية نقلت اسراراً نووية وهرّبت بوسائل خاصة تقنيات ومعدات واجهزة متطورة لايران وليبيا وكوريا الشمالية

نعود للمهندس الالماني الذي يُحاكم الآن جوتهارد ليرش – ففي عام 2005 أُعتقل في سويسرا وجرى نقله الى المانيا لمحاكمته عن دوره في محاولة التهريب التقنية المذكورة وتحديداً الى ليبيا وبدأت التحقيقات من جديد، وضغوط امريكية جديدة لوقف التحقيق ، ما أثار شكوك الكثير من المراقبين حول ضلوع المخابرات الامريكية نفسها في التمهيد والاعداد لتلك الصفقة منذ البداية – خاصة وان هناك تلميحات من اطراف سياسية وصحفية تؤكد محاولة الولايات المتحدة تحديداً لملمة القضية حماية لبعض مصادرها في المنطقة العربية ومن بين تلك المصادر شخصيات ليبية كانت قريبة للغاية من المشروع النووي برمته بل ونشرت صحيفة تاج شبيجل الالمانية صراحة في تفسيرها للموقف السويسري والضغوط الامريكية والغموض الذي يلف القضية برمتها وضلوع اطراف امنية عديدة في تغطية المهندسين السويسريين والمهندس الالماني والضغوط التي تمارسها المخابرات الامريكية بمقال اشرات فيه الى عمل المهندسين السويسريين لحساب السي آي ايه اثناء تعاملهم مع العالم الباكستاني عبد القادر خان

وفي المانيا فشلت محاكمة المهندس جوتهارد ليرش مرة اخرى عام 2006 امام محكمة مانهايم؟! وأفرجت السلطات الالمانية عنه بكثير من المرارة في يوليو عام 2007 – لكن الافراج عن المهندس الالماني اثار الكثير من اللغط، وبدات القضية تُتابع بشكل كبير من اوساط شعبية أوسع وذلك بعدما كانت القضية لا تثير الا اهتمام المتخصصين والمهتمين وبعض الاوساط الأمنية هنا وهناك – فقد شعر الكثيرون ان هناك من يفعل ما بوسعه لاجهاض القضية – وبات الامر غير مفهوم لدوائر متعددة، فمن ناحية أقامت الولايات المتحدة الدنيا واقعدتها قبل بسبب المشروع النووي الليبي الغض، وضمت ليبيا لقائمة الدول المتهمة بدعم الارهاب – حتى تخلت ليبيا طواعية عن مشروعها – والآن تتبدى حقائق أخرى تشير الى ان واشنطن ضالعة منذ البداية عبر وسطائها في كل ما يتعلق بتوريد تقنيات او برامج ومعلومات للمشروع النووي الليبي؟!

وعودة مرة اخرى الى باكستان – فقبل يومين فقط في الرابع من يونيو أي قبل محاكمة المهندس الالماني جوتهارد ليرش بيوم واحد فقط صرح العالم الفيزيائي الباكستاني عبد القادر خان في مقر اقامته الجبرية بمنزله في اسلام اباد لشبكة اعلامية امريكية شهيرة انه لم يكن مسؤولاً عن تسريب اية اسرار نووية الى ايران وليبيا – وانه لم يقدم سوىنصائح صغيرة جداً عن المكان الذي يمكن الحصول منه على تكنولوجيا نووية- كما أكد على ان " الشركات التي قدمت احتياجات البلدين كانت اوروبية ، والالمان يملكون هذه المعلومات وفي جنوب افريقيا ايضاً والفرنسيون كذلك يملكون تلك المعلومات ، وهم الذين باعوا وقبضوا الأموال وتربحوا فلماذا يُلقى الآن عليّ وحدي باللوم ، وقال خان في نفس المقابلة ان كوريا الشمالية حصلت على الاسرار النووية من روسيا ، وان كل العلماء والمهندسين الكوريين تلقوا تعليمهم وخبراتهم في روسيا - وان البرنامج النووي الكوري الشمالي يتمتع بتكنولوجيا ممتازة وتصاميم متطورة جداً – على حد وصفه -




لم " ينف " عبد القادر خان فقط كل تصريحاته السابقة عام 2004 حول الشبكة المزعومة التي كان يديرها -– والتي لا يعلم احد ملابسات اضطراره لتبنيه المسؤولية عنها – و لم يتراجع فقط قبل يوم المحاكمة في شتوتجارت بحق المهندس الالماني باربع وعشرين ساعة عن كل اعترافاته السابقة بهذا الخصوص، بل ايضاً عدّل اقواله على نحو تحذيري لكل الاطراف الظاهرة والمستترة على السواء - كما فهم المتخصصون – ملوحاً بإمكانية سرد الحقيقة بكل تفاصيلها ومرة واحدة وان أحداً لا يمكنه المزايدة عليه، فكل الأطراف في الغرب الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة مدانة اكثر من أي احد آخر – وهم ليسوا ملائكة بل هم متورطون ومتربحون ومخططون للأمر برمته من الفه الى يائه

وفي مقابلة ثانية لخان مع شبكة ماكلاتشي الباكستانية الاخبارية صرح بأنه يتحمل فقط مسؤولية ادخال " أدخل ليبيا وايران في قطاع الاعمال الغربي الذي يؤمن المعرفة في بناء برامج التسلح النووي" أي وفقاً لمعاني كلماته تلك لم يكن خان اكثر من وسيط بين ليبيا وايران وشركات غربية بغرض اتمام صفقات التقنية النووية – وان من باع ومن ربح ثم صادر ايضاً تلك التقنيات المباعة كانت الدول الغربية نفسها وان الولايات المتحدة واجهزتها الأمنية هي التي رتبت عمليات البيع وعمليات المصادرة ايضاً بموافقة كاملة من اجهزة امنية غربية وحكومات متعددة من الشرق والغرب

ونعود الى شتوتجارت في المانيا – حيث لم يستطع القاضي هذه المرة ايضاً الا تأجيل نظر القضية حتىيناير 2009

الكثيرون هنا طرحوا الاسئلة الواجبة سواء عن المشروع النووي الليبي المفترض – او عن اسباب تسرب المعلومات ومصادرها، وعلاقة الاجهزة الامنية هنا وهناك بترتيب الاتصالات الولى بين المهندسين الالمان والسويسريين مع الليبيين، والاسباب التي ادت الى نجاح ايران ابقاء الأمر لأطول زمن ممكن سراً

وفشل ليبيا في ذلك برغم وحدة مصادر الطرفين تقريبا

الأجهزة في الغرب والولايات المتحدة تعرف تماماً مصادرها في ليبيا والمانيا وسويسرا وربما دول اخرى ايضاً، وهي حريصة على الا تُستكمل تلك المحاكمة، وحتى لواستكملت فقد أحرقت سويسرا آخر الوثائق التي كان من الممكن الاعتماد عليها ليس فقط في اصدار حكم عادل.بل ايضاً في كشف كل من لعب دوراً في البيع والشراء والوساطة والتخابر والتربح..وهؤلاء تحديداً من تحاول واشنطن ودول اخرى حمايتهم من كل سوء – وبغض النظر بالطبع عن القانون
 
المشروع النووي الليبي كان يطمح الي امتلاك السلاح النووي لكي تدعم ليبيا أفكارها الثورية التحررية في عهد الدولة المشاكسة

الجماهيرية الليبية تحدت الولايات المتحدة و ارادت أن تطيح بها لكي تبقي ليبيا القوية بقوة السلاح النووي

و لكن في الاخير ليبيا اقتربت من انتاج قنبلة ذرية و هذا الأمر معروف لدي قادة المخابرات الامريكية .

فأكبر مسئول سرب معلومات حول المشروع النووي الليبي الي وكالة المخابرات الأمريكية المدعوا مجيد القعود

احد مسئولي الدولة في برنامح الطاقة النووية في وقت سابق

و لله الأمر
 
المهم البرنامج النووي الليبي..ذهب ولن يعود
 
عودة
أعلى