الهجوم الاسرائيلي غير مجد على المنشآت النووية الايرانية

sword1988

عضو
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
821
التفاعل
729 0 0
841_638_s.jpg
يجمع المحللون العسكريون واصحاب الدراسات الاستراتيجية على اعتبار كل اسباب الهجوم الاسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية غير مجدية. وفي هذا السياق رسم الكاتب رونين بيرغمان في صحيفة يديعوت احرانوت السيناريو الآتي:
المهمة اكتملت، كل المنشآت دمرت. نعود الى قواعدنا، سيقول صوت قائد سرب الطائرات الصادر عن جهاز الاتصال في مقر القيادة في وزارة الدفاع وسيتبادل رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقائد سلاح الجو فيما بينهم نظرات مليئة بالرضى، ولكن هم ايضا سيعرفون بان هذه ليست نهاية القصة، تماما لا.
كل من يعنى بمسألة اذا كان ينبغي قصف المنشآت النووية لايران يوافق على ان استخدام الهجوم العسكري العملي يجب ان يكون المخرج الاخير، بعد ان تكون استخدمت كل الامكانات الاخرى: العقوبات والنشاط المضاد لتصدير المعدات الأمنية الى ايران، والضغط الدولي والعمليات السرية لتشويش المشروع النووي لنظام آيات الله.
لا خلاف على ان الخيار العسكري، يجب ان يبقى حتى اللحظة الاخيرة حقا - تلك التي بعدها حتى الهجوم الناجع لن يلحق بالمشروع ضررا ذا مغزى. الجدال بين المحافل المختلفة يتركز على مسألة هل وصلنا الى هذه اللحظة، ولكن في كل الاحوال واضح للجميع بان الهجوم ينطوي على مخاطرات هائلة - ويعد بسيناريوات معقدة للغاية فيما بعد.

الضرر للبرنامج النووي: تأخير ٣ - ٤ سنوات
لقد تعلمت ايران الدرس من القصف الاسرائىلي على المفاعل في العراق في ١٩٨١ ونثرت منشآتها النووية في ارجاء الدولة. اضافة الى ذلك، لا يمكن ان نعرف كم منشآة نجحت في اخفائها. وتحمى المنشآت ببطاريات مضادة للطائرات تحرص طهران على تحصينها من يوم الى يوم، وبعضها مبنية تحت الارض. وحتى في المنشآت المعروفة ليس واضحا جزء من مبنى الانفاق، بحيث انه حتى استخدام القنابل ا لعميقة لا يعد بابادتها.
يدور الحديث عن هجوم معقد للغاية. لاسرائيل قوة جوية محدودة، وليس في حوزتها حاملات طائرات. بين قواعد سلاح الجو والمنشآت النووية الايرانية يفصل ١٥٠٠ كيلومتر على الاقل، ولهذا، هناك حاجة الى التزود بالوقود مرة واحدة في الطريق على الاقل. المعارك الجوية، اذا ما وقعت، ستحتاج الى تزويد آخر للوقود. وكون الحديث يدور بالضرورة عن هجوم قصير، فانه سيكون لزاما التركيز على عدد صغير من المواقع.
نقطة يميلون الى نسيانها هي انه حتى القصف الاكثر نجاحا لن يتمكن من شطب المعرفة التي جمعها العلماء الايرانيون في المجال النووي. وبالنتيجة حتى الهجوم الناجح يمكنه ان يعرقل المشروع ٣ الى ٤ سنوات. هذا كل شيء. في الساحة الداخلية الايرانية هناك من يعتقد ان هجوما على المنشآت النووية سيرصّ الصفوف خلف قيادة الدولة ويعززها بعد الضربة التي تلقتها في الاضطرابات في السنتين الاخيرتين. اضافة الى ذلك من المهم ان نتذكر بان ايران وافقت على ان تطبق على نفسها ميثاق منع انتشار السلاح النووي (NPT)، ومنشآتها العلنية توجد تحت رقابة الامم المتحدة. هذه الرقابة تجعل الامور صعبة على ايران وتبطىء انتاج القنبلة، وهجوم اسرائىلي كفيل بان يوفر لقادة الحكم في طهران الذريعة لطرد المراقبين.

هجوم مضاد: صواريخ وموجة ارهاب عالمية
من الصعب الافتراض بان الهجوم سينتهي بصفر خسائر اسرائىلية. صحيح ان منظومة الدفاع الجوية الايرانية ليست جيدة مثل تلك السورية، وليس لديها صواريخ من نوع SS22 تشكل تحديا جديا لسلاح الجو الاسرائىلي. ولكن رغم ذلك. فان المواقع النووية في ايران هي من الاكثر تحصينا في العالم، وكميات هائلة من الصواريخ تحمي كل واحدة منها.
يحتمل وجود سيناريو يضطر فيه الطيارون الاسرائىليون الى ترك الطائرات فوق ايران. الجمهور في اسرائىل سيجد صعوبة في الحيلولة دون سقوط جنود في الاسر، ويمكن فقط التخمين ماذا سيحصل اذا وصل عشرة طيارين لنا الى غرف التحقيق لدى الحرس الثوري.
خلافا لسوريا، التي لم ترد بعد قصف المفاعل في ايلول ٢٠٠٧، فان ايران تعد كل الوقت بان ترد بقوة اذا ما هوجمت، وينبغي الافتراض بانها ستفي بهذا الوعد. لدى ايران بضع عشرات من صواريخ شهاب مجهزة برؤوس متفجرة تقليدية يمكنها ان تضرب اسرائيل كما ان يستخدمها حزب الله.
في حوزة المنظمة اللبنانية نحو ٥٠ الف صاروخ، وقد اثبتت في الماضي بان في وسعها شل الحياة في القسم الشمالي من الدولة. واذا لم يكن هذا بكاف، فيمكن لايران ايضا ان تستخدم حماس التي توجد بشكل جزئي تحت امرتها والجهاد الاسلامي الفلسطيني الذي تسيطر عليه بشكل كامل. في جهاز الامن توجد محافل تعتقد بانه مثلما لم ترد سوريا على سلسلة اعمال في نطاقها نسبت الى اسرائيل، هكذا ستتردد في الهروع لنجدة ايران. ولكن يوجد ايضا من يعتقد بان العكس هو الصحيح. فسوريا، كما ينبغي ان نتذكر لا تزال العدو الاقوى لاسرائيل.
منير دغان، رئيس الموساد السابق، حذر في كانون الثاني الماضي من اشتعال حرب مع حزب الله ومع حماس بسبب الهجوم على ايران. بل انه قدر بانه يحتمل ان تنضم سوريا الى القتال. السوريون لن يهاجمونا بالدبابات، قال دغان، نحن سنرى هجوما كثيفا بالصواريخ على الجبهة الداخلية لدولة اسرائيل، وفي خط الجبهة سيكون مواطنو الدولة. في تساؤل عما هي قدرة الدفاع الاسرائيلية ضد مثل هذا الهجوم؟ انا لا اعرف حلولا.
كما ان الرد كفيل بان يتجاوز حدود اسرائيل، فقد زرع حزب الله وايران في السنوات الاخيرة عشرات الخلايا الارهابية الساكنة، في ارجاء العالم، مع مخططات لعمليات ضد اهداف اسرائيلية ويهودية - في حالة ثأر على ضربة للمشروع النووي. اسرائيل تفعل كثيرا كي تحمي منشآتها وتحمي اليهود في مختلف ارجاء العالم، ولكن تفعيل تلك الخلايا الساكنة في الوقت نفسه كفيل بان يؤدي الى موجة من العمليات الارهابية التي سيكون من الصعب جدا ايقافها.

الساحة الدولية: شجب وقطع علاقات
العالم الغربي والعالم العربي من غير المتوقع ان يكونا متسامحين حيال هجوم اسرائيل على ايران. العديد من الدول تحدثت مسبقا بشدة ضد مثل هذا الهجوم الذي من شأنه ان يكون شديد المساس بالعلاقات الخارجية لاسرائيل مع اوروبا وربما تؤدي الى قطع العلاقات مع روسيا ومع الصين، اللتين تقيمان علاقات طيبة مع ايران.
لقد اوضحت الولايات المتحدة في الاشهر الاخيرة في اسرائيل بانها تعارض الهجوم بشدة، واذا طلبت اسرائيل الاذن مسبقا بالهجوم، فانها ستجد ردا سلبيا مطلقا، واذا لم تطلب، فان بانتظارها غضب اميركي منتظر، على خلفية العلاقات المعقدة على اي حال بين الدولتين وزعيميهما في السنوات الاخيرة. اضافة الى ذلك يوجد ايضا احتمال ضعضعة الاستقرار الداخلي في دول عربية مختلفة، والتي على اي حال وضعها مهتز، كنتيجة لرد الشارع على العملية الاسرائيلية
 
عودة
أعلى