الموجات الكهرومغنطيسية المسمّاة بالدقيقة هي الموجات التي تتراوح طول الموجة فيها بين متر واحد وجزء من ألف (ملم) منه, يقابله تردد بمقدار يتراوح بين 300 MHz و 300 GHz. وتستخدم في أجهزة الكاشوف (الرادار) المدنية والعسكرية وأنظمة الإتصال اللاسلكية مثل البث عبرالقمر الصناعي و WLAN و Bluetooth والإنارة والتعقيم والطهي..
تعتبر أسلحة الموجات الدقيقة Microwave Weapons إلى جانب أسلحة الليزر من الأسلحة الأكثرتطورا في مجال أسلحة الطاقة الموجهة (DEW (Directed Energy Weapons, ويمكن استخدامها ضد الأجهزة الإلكترونية والأفراد.
وتدفع البحرية الأميركية وسلاح الجو قدما لتطوير أسلحة كهرومغناطيسية - كهربائية معا, تستطيع تحويل الخصم إلى بخار دون أن تترك أثرا. وفي ألمانيا تتعاون شركتان متخصصتان في مجال صناعة الأسلحة, لتطوير سلاح يعرف ب (High Power Microwaves) HPM . وقد دمجت الشركتان خبراتهما وطورت عدة أسلحة في هذا المضمار. وأكدت إحدى هاتين الشركتين أن باستطاعتها تطوير انماط وأنظمة متعددة من أسلحة التردد الراداري RF-Weapons.
كيفية عمل أسلحة الموجات الدقيقة وتأثيراتها العضوية = مضاعفاتها
هناك عدة أنماط من أسلحة الموجات القصيرة جدا تعمل جميعها بنفس المبدأ, وهو توجيه حزمة طاقة على هدف محدد بقصد إعطابه أو تدميره. والتقنية الأم يستمر تطويرها منذ سنوات في الخفاء, والعقبة التقنية الرئيسة كانت جعل الأسلحة أصغر حجما وأكثر سهولة للحمل.
يقول أحد خبراء الأسلحة الأميركيين :" إن تحويل فرن الموجات الكهرومغنطيسية من ألة مطبخ إلى سلاح, بحيث يمكن حمله إلى الميدان, ليس فكرة نوعية بقدر ما هي عقبة تقنية". ولم يعد يتكتم على وجود ذاك النوع من السلاح, لأن الهدف من إنتاجه هو بيعه, ولكن ما يكتمه صانعوه, هي الأضرار التي يمكن أن يلحقها بالإنسان, حال إستعماله ضده.
تقوم الكائنات العضوية, عند تعرضها لإشعاع كهرومغنطيسي عالي التردد, بامتصاص ذاك الإشعاع, الذي يحدث مضاعفات مختلفة. وتتباين درجة امتصاص الكائن للطاقة المصاحبة للإشعاع باختلاف خصائص تكوين الجسم العضوي الممتص, وتتغير بحسب قوة وشدة تردد الحقل الكهرومغنطيسي المنبعث.
ومن الثابت علميا حصول التأثير الحراري والتداخلي (التشويش) للموجات الكهرومغنطيسية على الأجسام الحية. ومن بين مضاعفاتها السلبية على الإنسان يعتبر التأثير الحراري مهم وخطر: إذ إن ارتفاع درجة حرارة بعض أعضاء الجسم, ولو قليلا, قد يؤدي إلى فشلها أو تلفها بالكامل
وبالأخص الدماغ يعتبر من الأعضاء المتحسسة لإرتفاع طفيف للحرارة. ويمكن لاستعمال الجوال (ذو الهوائي الخارجي بطاقة مستمرة مقدارها ٢ واط) بوضعه على الأذن, أن يتسبب برفع حرارة الدماغ نصف درجة مئوية.
بالإضافة إلى التأثيرات الحرارية التي تحدثها الموجات الكهرومغنطيسية الدقيقة (النابضة pulsed) هناك التأثير غير الحراري, والذي يشكل خطرا يحدق بالدماغ والجهاز العصبي, ونظام إفراز الهرمون ونظام المناعة وتوليد كريات الدم والخلايا والأنسجة والأعضاء. فلقد أظهرت عدة دراسات, أن الإشعاعات الكهرومغنطيسية النابضةهي الأكثر إضرارا بجسم الإنسان. وما ثبت من خلال تلك الدراسات أن الموجات الكهرومغنطيسية النابضة (المتقطعة المنتظمة) متوسطة الطاقة, هي أشد خطرا من تلك المستمرة, عالية الطاقة. وقد أجريت تجارب طبية وأخرى عسكرية لدراسة تأثير الموجات الكهرومغنطيسية النابضة الموجهة على رأس الإنسان مباشرة, أمكن أثناءها من تنشيط خلايا معينة في الدماغ وشل أخرى إختياريا, كما تمكن الباحثون من إحداث شلل دماغي موضعي بواسطة إشعاعات كهرومغنطيسية نابضة (repetitive transcranial Magnet stimulation).
تحدث مهندس الكهرباء الأميركي Pevler منذ سنوات عن إمكانية استعمال جزيئات الضوء Photons كذخيرة: وصرح خبير الأسلحة الكندي Hillaby, بأن حلول جزيئات الضوء وموجات الكهرومغنطيس مكان الرصاصة والمقذوف, سيتزامن وبداية القرن القادم. وقد دؤبت كبريات شركات صناعة الأسلحة على متابعة فكرة استبدال الرصاص والقوة التفجيرية بجزيئات الضوء. ويقول مدير إحدى شركات إنتاج أسلحة الطاقة الموجهة DEW, وهي شركة Raytheon التي أنتجت سابقا الأفران الكهرومغنطيسية, إننا ننوي استبدال كل الأسلحة, التي تعمل بدفع البارود, بأسلحة الطاقة الموجهة, وستستعيض أي منظومة أو عربة حاملة للمقذوفات تلك بالأسلحة الكهرومغنطيسية. وتأمل الشركات المنتجة لهذا النوع من الأسلحة بأرباح خيالية من بيعها, ولأن تطوير تلك الأنطمة يفتح مجالا واسعا للإستثمار أمام المؤسسات العسكرية والخاصة العاملة في مجال مكافحة الإرهاب