كتاب حديث: ساركوزي يوظف وكالة الاستخبارات الداخلية لحسابه
باريس ـ مارينا منصف
الجمعة 20 كانون الثاني / يناير 2012 04:26:47 GMT
كشف كتاب صدر حديثًا في فرنسا عن "فساد الأجهزة الأمنية الفرنسية وتعاونها مع الرئيس نيكولا ساركوزي"، الذي وعد عندما قام بدمج قوة مكافحة التجسس مع وحدة الاستخبارات الداخلية بأن "هذا الكيان الجديد سيضع حدًا للممارسات السابقة بالتجسس على أي شخص يتم اعتباره يشكل خطرًا على النظام"، والذي أشار وقتها إلى أنه "تعرض بنفسه ولمدة طويلة لأفعال تجسس وتشويه غير مشروعة بواسطة خصومه الذين حاولوا الإيقاع به أثناء حملته الرئاسية في العام 2007 واعدًا "بجمهورية محترمة لا يقوم قادتها باستغلال أجهزة الاستخبارات في أغراض سياسية". ولكن ما حدث عكس ذلك إذ أصبح جهاز الاستخبارات الداخلية الجديد، والذي يضم 4000 شخص أداة مُكرسة لخدمة معسكر ساركوزي ومصالحه.
وعلق مسؤول في الاستخبارات لم يفصح عن اسمه بأنه "قد مل من العمل في خدمة ووفقًا لرغبات الرئيس الفرنسي"، وأضاف أخر أنه "أصبح في حيرة، إذ يبدو أن الجهاز الاستخباراتي الجديد قد أنشىء لخدمة قصر الإليزيه"، منتقدًا "رئيس الجهاز الكورسيكي الأصل برنارد سكورشيني الشهير بلقب القرش"، والذي وصفه مؤلفو الكتاب الثلاثة بأنه "أحد فتية ساركوزي المستعدين للقيام بأي شيء للدفاع عنه". وهو ما أعلنه سكورشيني بالفعل عندما صرح بأنه "سيفعل أي شيء يطلبه منه ساركوزي أيًا كان هذا الشيء".
وكشف الصحافيون ديديه هاسو وأوليفيا ريكاسين وكريستوف لابيه في الكتاب أن "سكورشيني قد قام بإنشاء وحدة غامضة للعمليات الخاصة تُسمى الوحدة "أر" غير المدرجة بأي هيكل تنظيمي للجهاز". وأن هذه الوحده تضم 15 شخصًا بارعين في فتح الأبواب وزرع أجهزة التصنت بالمنازل وأجهزة التتبع بالسيارات. كما أنهم خبراء في استخدام أجهزة الكمبيوتر في اختراق الأجهزة الأخرى والحصول على معلومات منها، وأنهم يعملون وفقًا لقاعدة واحدة هي "ألا يراهم أو يمسك بهم أحد". وهو الأمر الذي علق عليه أحد العملاء بالجهاز بأنه قد "تجاوز الحدود"، إذ يبدو أن "سكورشيني لا يعرف كيف يقول لا للرئيس ساركوزي".
ويأتي الكتاب الجديد في أسوأ وقت ممكن بالنسبة للرئيس الفرنسي الذي يحاول استعادة جزء من شعبيته التي فقدها بمحاولة تركيز وسائل الإعلام على معركته ضد البطاله قبل الانتخابات الرئاسية في نيسان/ أبريل المقبل. وبعد يومين فقط من التحقيق مع المدعي العام فيليب كوروي المقرب من ساركوزي بتهمة التجسس بشكل غير قانوني على صحافي في جريدة لوموند يقوم بالتحقيق في قضية بيتينكور المتفجرة سياسيًا.وهي القضية التي يخضع فيها سكورشيني نفسه للتحقيق، على الرغم من أن كليهما أنكر "ارتكاب أي مخالفات".
ويذكر أن جهاز الاستخبارات كان قد أجرى تحقيقًا في الشائعات التي أثيرت العام الماضي حول تورط كل من الرئيس الفرنسي ساركوزي وزوجته كارلا بروني في علاقات، وتم اتهام وزيرة العدل رشيدة داتي التي نفت بقوة "تورطها في هذه القضية". وصرح أحد العملاء لمؤلفي الكتاب بأن "رئيس البنك الدولي السابق دومنيك شتراوس- كان، صار هدفًا قبل أن يتم اتهامه بتهم اغتصاب في نيويورك في آيار/مايو الماضي". ولايعتبر ساركوزي أول رئيس فرنسي يُتهم بالتجسس على خصومه وحلفائه، إذ كان الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتران يتجسس على بعض الشخصيات العامة، بل وعلى بعض الممثلات أيضًا. وعلق أحد العملاء بأن "الاستخدام السياسي للوكالة بلغ مستويات لم يصل إليها من قبل في عهد الرئيسين شيراك وميتران".
وردًا على هذا الكتاب نفى سكورشيني "قيامه بالتجسس على أي أحد"، ووصف الكتاب بالمُهين"، ونفى وزير الداخلية كلود غيان "استخدام الوكالة كأداة سياسية في خدمة الحكومة، وأنه يعمل دائمًا في إطار قانوني، ولا يتجسس على أحد".
باريس ـ مارينا منصف
الجمعة 20 كانون الثاني / يناير 2012 04:26:47 GMT
وعلق مسؤول في الاستخبارات لم يفصح عن اسمه بأنه "قد مل من العمل في خدمة ووفقًا لرغبات الرئيس الفرنسي"، وأضاف أخر أنه "أصبح في حيرة، إذ يبدو أن الجهاز الاستخباراتي الجديد قد أنشىء لخدمة قصر الإليزيه"، منتقدًا "رئيس الجهاز الكورسيكي الأصل برنارد سكورشيني الشهير بلقب القرش"، والذي وصفه مؤلفو الكتاب الثلاثة بأنه "أحد فتية ساركوزي المستعدين للقيام بأي شيء للدفاع عنه". وهو ما أعلنه سكورشيني بالفعل عندما صرح بأنه "سيفعل أي شيء يطلبه منه ساركوزي أيًا كان هذا الشيء".
وكشف الصحافيون ديديه هاسو وأوليفيا ريكاسين وكريستوف لابيه في الكتاب أن "سكورشيني قد قام بإنشاء وحدة غامضة للعمليات الخاصة تُسمى الوحدة "أر" غير المدرجة بأي هيكل تنظيمي للجهاز". وأن هذه الوحده تضم 15 شخصًا بارعين في فتح الأبواب وزرع أجهزة التصنت بالمنازل وأجهزة التتبع بالسيارات. كما أنهم خبراء في استخدام أجهزة الكمبيوتر في اختراق الأجهزة الأخرى والحصول على معلومات منها، وأنهم يعملون وفقًا لقاعدة واحدة هي "ألا يراهم أو يمسك بهم أحد". وهو الأمر الذي علق عليه أحد العملاء بالجهاز بأنه قد "تجاوز الحدود"، إذ يبدو أن "سكورشيني لا يعرف كيف يقول لا للرئيس ساركوزي".
ويأتي الكتاب الجديد في أسوأ وقت ممكن بالنسبة للرئيس الفرنسي الذي يحاول استعادة جزء من شعبيته التي فقدها بمحاولة تركيز وسائل الإعلام على معركته ضد البطاله قبل الانتخابات الرئاسية في نيسان/ أبريل المقبل. وبعد يومين فقط من التحقيق مع المدعي العام فيليب كوروي المقرب من ساركوزي بتهمة التجسس بشكل غير قانوني على صحافي في جريدة لوموند يقوم بالتحقيق في قضية بيتينكور المتفجرة سياسيًا.وهي القضية التي يخضع فيها سكورشيني نفسه للتحقيق، على الرغم من أن كليهما أنكر "ارتكاب أي مخالفات".
ويذكر أن جهاز الاستخبارات كان قد أجرى تحقيقًا في الشائعات التي أثيرت العام الماضي حول تورط كل من الرئيس الفرنسي ساركوزي وزوجته كارلا بروني في علاقات، وتم اتهام وزيرة العدل رشيدة داتي التي نفت بقوة "تورطها في هذه القضية". وصرح أحد العملاء لمؤلفي الكتاب بأن "رئيس البنك الدولي السابق دومنيك شتراوس- كان، صار هدفًا قبل أن يتم اتهامه بتهم اغتصاب في نيويورك في آيار/مايو الماضي". ولايعتبر ساركوزي أول رئيس فرنسي يُتهم بالتجسس على خصومه وحلفائه، إذ كان الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتران يتجسس على بعض الشخصيات العامة، بل وعلى بعض الممثلات أيضًا. وعلق أحد العملاء بأن "الاستخدام السياسي للوكالة بلغ مستويات لم يصل إليها من قبل في عهد الرئيسين شيراك وميتران".
وردًا على هذا الكتاب نفى سكورشيني "قيامه بالتجسس على أي أحد"، ووصف الكتاب بالمُهين"، ونفى وزير الداخلية كلود غيان "استخدام الوكالة كأداة سياسية في خدمة الحكومة، وأنه يعمل دائمًا في إطار قانوني، ولا يتجسس على أحد".