ماذا لو غلب التهور وجنون العظمة على الحكمة والتعقل عند سلطة القرار الإيرانية، المحصورة في يد إنسان مثلنا يخطئ ويصيب؟
إيران تقرع طبول حربها على أبواب الخليج العربي، مهددة بغلق مضيق هرمز شريان الطاقة النفطي الأهم، متحدية دول العالم أجمع، ومهددة مصادر رزق شعوب الخليج، يقابلها اطمئنان غير مفهوم، وتقاعس عن إجراء ترتيبات حقيقية من جانب دول المنطقة.
فهل نحن على استعداد لمواجهة الشرر الذي سيتطاير من حولنا، وقد يصيبنا بعضه؟ وهل استفدنا من الشرر الذي طال دول الخليج إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية؟ وهل هناك تنسيق بين دول الخليج لمواجهة أي احتمالات تمس الأمن القومي، كقيام إيران بإغلاق المضيق، وشل عمليات التصدير والتموين لدول مجلس التعاون؟ أو قصف منشآتنا النفطية باعتبارها تخدم مصالح شيطانها الأكبر؟
لابد أن هناك خططاً موضوعة لمواجهة حالات الطوارئ في قطاعي النفط والكهرباء، فهذا هو المفترض، ولا بد أنها تراجع سنوياً، وتعدل لتتواءم مع أي مستجدات، وإضافات تمت على المرافق
فعلى مستوى مجلس التعاون، فلا نعتقد أن هناك تنسيقا جديا قد حدث، والدلالة على ذلك هو عدم وجود اي منشآت او خطوط تموين وتصدير استراتيجية تربط بين الدول الخليجية، فجمود الوضع على ما هو عليه هو السائد، وتجميد او رفض المشاريع الحيوية المشتركة هو السياسة المتبعة.
ما نعني بالاستعداد لمواجهة حالة الطوارئ الجدية، نقول ان المهم في حالة الحرب هو إبقاء شريان الحياة جاريا، ونعني هنا الكهرباء والماء والوقود. فواضح هنا أن بعض دول الخليج لا تملك أي خطوط تصدير تعبر جزيرة العرب الى بحر العرب،
او الى البحر الأحمر او الى ما ورائه، لتكون منفذا لمنتجاتنا اذا ما قصفت نقاط التصدير المطلة على الخليج العربي، او اذا ما اغلق مضيق هرمز، وبعض دول الخليج ليس لديها أنابيب تربط كل دولة بالأخرى،
لتمد بعضها بالغاز والمنتجات النفطية، او بالعكس، وليس هناك اي تكامل مائي، او كهربائي جاهز، ليمدنا بأي نوع من أنواع الطاقة.
وللتذكير، فخلال الحرب العراقية ـ الايرانية، قام النظام السوري، وكعادته مع العرب، بمساندة ايران ضد العراق، فقطعت خطوط التصدير العراقية الى سوريا ولبنان، عندما كان لبنان مسيطره عليه سورياً،
وقامت ايران بدورها بقصف ميناءي البكر والعميق العراقيين، قام العراق وبسرعة قياسية بمد خطين للتصدير، احدهما عبر تركيا والآخر عبر السعودية.
خلاصة / عندما تهدد ايران بضرب مصالحنا في الخارج، فهي تعني ما تقول، وقد فعلتها إبان حرب الخليج الاولى، وشلت جزئيا عمليات التصدير والانتاج والتكرير في الكويت، استخدمت في ذلك صواريخ سيلك وورم الصينية، وصواريخ ارض ارض الكورية، كما استعانت بعملائها من حزب الله بتفجير منشآت نفطية داخل الحقول، وهي على استعداد لان تفعل افظع من ذلك، اذا لم نتوحد كخليجيين، واذا لم نحافظ على جبهاتنا الداخلية.
مع اننا نشك كثيرا في استطاعة ايران تنفيذ تهديدها الاجوف بغلق مضيق هرمز في وجه الملاحة العالمية تحديدا، ولكن الحذر مطلوب، فهي تستطيع قصف منشآتنا وناقلاتنا، وقد فعلتها معنا في حربها مع العراق، وقد يتهور احد قادتها، فيقوم بعمل انتحاري ضد المضيق، وعندها سيكتشف الايرانيون وقتها انهم ارتكبوا غلطة طالما تمنيناها.