[FONT="]الإمبراطورية الأمريكية ذات العواصم الأربع[/FONT]
[FONT="]ميسون البياتي[/FONT]
تواجدت بشكل مكثف في المكتبة المركزية الضخمة مدة عشرين يوما لغرض البحث في قضية جزيرتي تيران وصنافير السعوديتين المؤجرتين الى مصر واللتين كانتا السبب المباشر لقيام حرب السويس عام 1956 , ثم إستعملتهما إسرائيل حجة لإشعال حرب الأيام الستة عام 1967 , تلك الحرب التي إحتلت فيها إسرائيل وخلال 6 أيام كلا من : صحراء سيناء المصرية , ومرتفعات الجولان السورية , والضفة الغربية الفلسطينية الملحقة بالأردن بعد حرب 1948 , وجزيرتي تيران وصنافير السعوديتين المؤجرتين الى مصر . عندما وقع السادات على معاهدة التطبيع مع الأمريكان عام 1979 .. أعيدت له بموجبها سيناء , مع شرط وضع تيران وصنافير تحت الإدارة الدولية حتى لا تقفل بهما مصر عن إسرائيل ( المستعمرة الأمريكية رقم واحد ) طريق الملاحة عبر خليج العقبة .
وبهذا ضاعت للعرب جزيرتان ذاتا موقع حيوي حساس ومهم , هكذا .. عيني عينك .. رغم طمر الحكومات العربية والإعلام العربي لهذه الحكاية .. ورغم تشدق جميع الحكام العرب بشعارات الحرية والرخاء والعروبة والإسلام .
خلال بحثي تاريخيا وجغرافيا في أوضاع المنطقة كنت قد فحصت خرائط البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط , ثم تصفحت عناوين ومتون جميع الكتب التي تناولت أحوال هذه المنطقة .
شق قناة السويس هذا المجرى المائي الخطير بين البحرين الأبيض المتوسط والبحر الأحمر, والذي غير والى الأبد صورة العلاقة ما بين الشرق والغرب , وغير معها والى الأبد أيضا قيمة الشرق الأوسط _ تلك المنطقة المنسية من العالم _ التي لم تكن تهم أحدا بالقدر الذي أصبحت عليه بعد شق القناة , حيث تغيرت أحوال كل الدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر لأنها أصبحت واقعة على الطريق الذي يربط الشرق بالغرب , فإزادت الحروب والصراعات الإثنية التي تغذيها الدول العظمى من أجل الحصول على موطيء قدم في المنطقة , وبأية صورة .
وبعد ذلك حين سيكتشف النفط في الأرض العربية , إضافة الى هذا الموقع الذي صار في قلب العالم فلا عجب أن تتصارع كل القوى العظمى على الهيمنة على المنطقة العربية وصولا الى دك وتفتيت كل أطره القديمة وإعادة السيطرة عليه الى حد ( الملمتر ) المربع الواحد , لأن كل ملمتر واحد ( زائد أو ناقص ) هو مؤشر على قوة أو ضعف الدولة المهيمنة .. وصولا الى تحويل ( فكرة ) مشروع الشرق الأوسط الكبير الى ( واقع ) بديهي , سيتم تنفيذه كاملا خلال النصف المقبل من هذا القرن على أبعد تقدير . لذلك ستعم المنطقة الحروب والفتن والإنقلابات وسيتردى واقع مواطن المنطقة ماديا وقيميا وثقافيا .. وستتضخم قناعات طائفية وقبلية وعشائرية ستسحب معها واقع المنطقة الى الحضيض .
يرجى فتح الرابط التالي الذي يصف لنا الإمبراطوريات الكبرى التي عاشت في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط :
http://www.mapsofwar.com/images/EMPIRE17.swf
الصفحة التي ستدخلونها عنوانها (( التاريخ الإمبراطوري للشرق الأوسط )) وفيها إستعادة لأسماء الإمبراطوريات التي تأسست في الشرق الأوسط ورسم لخرائطها في تقنية ديجتال متحركة وبالألوان .
أول إمبراطوريات الشرق الأوسط هي الإمبراطورية الفرعونية سنة 1450 قبل الميلاد , تليها الإمبراطورية الحيثية سنة 1340 قبل الميلاد , ثم مملكة إسرائيل سنة 1050 قبل الميلاد , والإمبراطورية الآشورية سنة 721 قبل الميلاد . تليها الإمبراطورية البابلية سنة 600 قبل الميلاد , ثم الإمبراطورية الفارسية سنة 550 قبل الميلاد , ثم الإمبراطورية المقدونية سنة 336 قبل الميلاد , ثم نشأت الإمبراطورية الرومانية سنة 44 قبل الميلاد , ثم تأسست الإمبراطورية البيزنطية سنة 565 بعد الميلاد .
سنة 610 ميلادية أسس الفرس الساسانيون إمبراطوريتهم . دولة الخلافة الإسلامية تأسست سنة 750 ميلادية , الموقع يعتبرها دولة واحدة منذ عهد النبي محمد وحتى سقوط الأندلس مرورا بالأمويين والعباسيين . ثم تأسست الدولة السلجوقية سنة 1100 .
الحملات الصليبية على بيت المقدس أسست في الشام المملكة الصليبية سنة 1140 لكن صلاح الدين حين أسقط هذه المملكة الصليبية سنة 1187 وأسس حكمه فأن المملكة التي يسميها الموقع ( مملكة صلاح الدين ) والتي نعرفها نحن بالدولة الفاطمية ضمت أراضي شاسعة تمتد من مصر الى الجزء الشمالي من العراق – الى ( تكريت ) .
ثم أسس المغول دولتهم سنة 1179 . بعدها تمكن العثمانيون من تأسيس دولتهم في تركيا سنة 1700 .
ومنذ العام 1912 وقع الشرق الأوسط برمته تحت السيطرة الأوربية فقد كان أجزاءا من ( رجل مريض ) تسعى الدول الأوربية الى تقطيع أوصاله لتريحه من عذابه .
بانتهاء الحرب العالمية الاولى وبعد مقررات معاهدة فرساي , وإتفاقية سايكس _ بيكو , تم وضع جميع الدول العربية تحت إنتداب فرنسا وبريطانيا .
عام 1948 تمكنت الولايات المتحدة من تأسيس إسرائيل , ولم تتمكن من منحها القدس كاملة , بسبب إصرار البريطانيين في مفاوضات معاهدة التقسيم . ولكن تم الإلتفاف على هذه الموضوع في حرب الأيام الستة عام 1967 حيث إحتل الأمريكان بواسطة إسرائيل كل ما كانوا يريدونه ( بإسم اليهود ) ولم يمنح لهم في إتفاقية التقسيم .
حين سنصل الى العام 1979 وهو العام الذي وقع فيه السادات على معاهدة التطبيع مع الأمريكان فإن الخارطة ستبدأ بإعلان تواريخ إستقلال الدول العربية عن الإنتدابين البريطاني والفرنسي , لأن الأمريكان في تلك اللحظة فقط , صاروا يشعرون أن خطتهم في الإستيلاء والسيطرة على الشرق الأوسط .. قد أصبحت في موقع التنفيذ .
عام 2003 دخل الأمريكان الى العراق وإحتلوا بغداد . لم تكن القضية بسبب تهور السيد دبليو بوش أو إدمانه على الكحول ... ولا بسبب طغيان صدام حسين , ولا بسبب مظلومية الشيعة , ولا من أجل تاسيس وطن قومي للكورد , ولا من أجل وضع حد لتسلط أهل السنة على مقاليد الأمور .. ولا من أجل نفط كركوك أو البصرة أو حقوق التركمان والأيزيدية والفيلية .. وإنما من أجل الإستيلاء على بغداد بذاتها .
عودوا الى الخارطة من جديد وتأملوا آخر محطة فيها ... ستجدون من كل حواضر الشرق الأوسط : بغداد والقدس وحدهما الظاهرتان , وستجدون كل الحدود المصطنعة التي وضعت بين أقاليم الوطن العربي في القرن الماضي ستتحول الى خطوط خفيفة هلامية .. لأن الوطن العربي سيتوحد ( محلاها من فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار ) لتأسيس الجزء الشرقي من ( الإمبراطورية الأمريكية ذات العواصم الأربع ) : نيويورك , واشنطون , بغداد , والقدس .
[FONT="]ميسون البياتي[/FONT]
تواجدت بشكل مكثف في المكتبة المركزية الضخمة مدة عشرين يوما لغرض البحث في قضية جزيرتي تيران وصنافير السعوديتين المؤجرتين الى مصر واللتين كانتا السبب المباشر لقيام حرب السويس عام 1956 , ثم إستعملتهما إسرائيل حجة لإشعال حرب الأيام الستة عام 1967 , تلك الحرب التي إحتلت فيها إسرائيل وخلال 6 أيام كلا من : صحراء سيناء المصرية , ومرتفعات الجولان السورية , والضفة الغربية الفلسطينية الملحقة بالأردن بعد حرب 1948 , وجزيرتي تيران وصنافير السعوديتين المؤجرتين الى مصر . عندما وقع السادات على معاهدة التطبيع مع الأمريكان عام 1979 .. أعيدت له بموجبها سيناء , مع شرط وضع تيران وصنافير تحت الإدارة الدولية حتى لا تقفل بهما مصر عن إسرائيل ( المستعمرة الأمريكية رقم واحد ) طريق الملاحة عبر خليج العقبة .
وبهذا ضاعت للعرب جزيرتان ذاتا موقع حيوي حساس ومهم , هكذا .. عيني عينك .. رغم طمر الحكومات العربية والإعلام العربي لهذه الحكاية .. ورغم تشدق جميع الحكام العرب بشعارات الحرية والرخاء والعروبة والإسلام .
خلال بحثي تاريخيا وجغرافيا في أوضاع المنطقة كنت قد فحصت خرائط البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط , ثم تصفحت عناوين ومتون جميع الكتب التي تناولت أحوال هذه المنطقة .
شق قناة السويس هذا المجرى المائي الخطير بين البحرين الأبيض المتوسط والبحر الأحمر, والذي غير والى الأبد صورة العلاقة ما بين الشرق والغرب , وغير معها والى الأبد أيضا قيمة الشرق الأوسط _ تلك المنطقة المنسية من العالم _ التي لم تكن تهم أحدا بالقدر الذي أصبحت عليه بعد شق القناة , حيث تغيرت أحوال كل الدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر لأنها أصبحت واقعة على الطريق الذي يربط الشرق بالغرب , فإزادت الحروب والصراعات الإثنية التي تغذيها الدول العظمى من أجل الحصول على موطيء قدم في المنطقة , وبأية صورة .
وبعد ذلك حين سيكتشف النفط في الأرض العربية , إضافة الى هذا الموقع الذي صار في قلب العالم فلا عجب أن تتصارع كل القوى العظمى على الهيمنة على المنطقة العربية وصولا الى دك وتفتيت كل أطره القديمة وإعادة السيطرة عليه الى حد ( الملمتر ) المربع الواحد , لأن كل ملمتر واحد ( زائد أو ناقص ) هو مؤشر على قوة أو ضعف الدولة المهيمنة .. وصولا الى تحويل ( فكرة ) مشروع الشرق الأوسط الكبير الى ( واقع ) بديهي , سيتم تنفيذه كاملا خلال النصف المقبل من هذا القرن على أبعد تقدير . لذلك ستعم المنطقة الحروب والفتن والإنقلابات وسيتردى واقع مواطن المنطقة ماديا وقيميا وثقافيا .. وستتضخم قناعات طائفية وقبلية وعشائرية ستسحب معها واقع المنطقة الى الحضيض .
يرجى فتح الرابط التالي الذي يصف لنا الإمبراطوريات الكبرى التي عاشت في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط :
http://www.mapsofwar.com/images/EMPIRE17.swf
الصفحة التي ستدخلونها عنوانها (( التاريخ الإمبراطوري للشرق الأوسط )) وفيها إستعادة لأسماء الإمبراطوريات التي تأسست في الشرق الأوسط ورسم لخرائطها في تقنية ديجتال متحركة وبالألوان .
أول إمبراطوريات الشرق الأوسط هي الإمبراطورية الفرعونية سنة 1450 قبل الميلاد , تليها الإمبراطورية الحيثية سنة 1340 قبل الميلاد , ثم مملكة إسرائيل سنة 1050 قبل الميلاد , والإمبراطورية الآشورية سنة 721 قبل الميلاد . تليها الإمبراطورية البابلية سنة 600 قبل الميلاد , ثم الإمبراطورية الفارسية سنة 550 قبل الميلاد , ثم الإمبراطورية المقدونية سنة 336 قبل الميلاد , ثم نشأت الإمبراطورية الرومانية سنة 44 قبل الميلاد , ثم تأسست الإمبراطورية البيزنطية سنة 565 بعد الميلاد .
سنة 610 ميلادية أسس الفرس الساسانيون إمبراطوريتهم . دولة الخلافة الإسلامية تأسست سنة 750 ميلادية , الموقع يعتبرها دولة واحدة منذ عهد النبي محمد وحتى سقوط الأندلس مرورا بالأمويين والعباسيين . ثم تأسست الدولة السلجوقية سنة 1100 .
الحملات الصليبية على بيت المقدس أسست في الشام المملكة الصليبية سنة 1140 لكن صلاح الدين حين أسقط هذه المملكة الصليبية سنة 1187 وأسس حكمه فأن المملكة التي يسميها الموقع ( مملكة صلاح الدين ) والتي نعرفها نحن بالدولة الفاطمية ضمت أراضي شاسعة تمتد من مصر الى الجزء الشمالي من العراق – الى ( تكريت ) .
ثم أسس المغول دولتهم سنة 1179 . بعدها تمكن العثمانيون من تأسيس دولتهم في تركيا سنة 1700 .
ومنذ العام 1912 وقع الشرق الأوسط برمته تحت السيطرة الأوربية فقد كان أجزاءا من ( رجل مريض ) تسعى الدول الأوربية الى تقطيع أوصاله لتريحه من عذابه .
بانتهاء الحرب العالمية الاولى وبعد مقررات معاهدة فرساي , وإتفاقية سايكس _ بيكو , تم وضع جميع الدول العربية تحت إنتداب فرنسا وبريطانيا .
عام 1948 تمكنت الولايات المتحدة من تأسيس إسرائيل , ولم تتمكن من منحها القدس كاملة , بسبب إصرار البريطانيين في مفاوضات معاهدة التقسيم . ولكن تم الإلتفاف على هذه الموضوع في حرب الأيام الستة عام 1967 حيث إحتل الأمريكان بواسطة إسرائيل كل ما كانوا يريدونه ( بإسم اليهود ) ولم يمنح لهم في إتفاقية التقسيم .
حين سنصل الى العام 1979 وهو العام الذي وقع فيه السادات على معاهدة التطبيع مع الأمريكان فإن الخارطة ستبدأ بإعلان تواريخ إستقلال الدول العربية عن الإنتدابين البريطاني والفرنسي , لأن الأمريكان في تلك اللحظة فقط , صاروا يشعرون أن خطتهم في الإستيلاء والسيطرة على الشرق الأوسط .. قد أصبحت في موقع التنفيذ .
عام 2003 دخل الأمريكان الى العراق وإحتلوا بغداد . لم تكن القضية بسبب تهور السيد دبليو بوش أو إدمانه على الكحول ... ولا بسبب طغيان صدام حسين , ولا بسبب مظلومية الشيعة , ولا من أجل تاسيس وطن قومي للكورد , ولا من أجل وضع حد لتسلط أهل السنة على مقاليد الأمور .. ولا من أجل نفط كركوك أو البصرة أو حقوق التركمان والأيزيدية والفيلية .. وإنما من أجل الإستيلاء على بغداد بذاتها .
عودوا الى الخارطة من جديد وتأملوا آخر محطة فيها ... ستجدون من كل حواضر الشرق الأوسط : بغداد والقدس وحدهما الظاهرتان , وستجدون كل الحدود المصطنعة التي وضعت بين أقاليم الوطن العربي في القرن الماضي ستتحول الى خطوط خفيفة هلامية .. لأن الوطن العربي سيتوحد ( محلاها من فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار ) لتأسيس الجزء الشرقي من ( الإمبراطورية الأمريكية ذات العواصم الأربع ) : نيويورك , واشنطون , بغداد , والقدس .