بسم الله.
الحمد لله.اولا علينا أن نحسن تصور لقاء العدو ما المراد منه حتى يندفع
الإشكال ,وهذا يقودنا الى أن نقول أن الجهاد في سبيل الله ليس ميدانه واحدا كما يظن كثير من الجهلة ,وإنما الجهادفي سبيل الله له ميادين متعددة
وهي كا التالي:
1-الميدان الاقتصادي .بذل المال لإنكاء العدو ونشر الدين.
2-الميدان الفكري .ايضاح التعاليم الإسلامية والمناظرات والردود على اهل الباطل ,ولست بصدد الشرح وانما الإشارة فحسب.
3-الميدان الإعلامي ,واعتقد انه في هذا العصراشد نكاية من السلاح.
4-ميدان الكتابة والتأليف ,مثل المواقع والمنتديات فهم مجاهدون وعلى ثغرة عظيمةوأحسب ان جميع المشاركين في هذا المنتدى هم مجاهدون.
5-الحركة والتجوال في العالم لخدمة الأهداف الدعوية .
6-ميدان التضحية بشهوات النفس وراحتها لنصرة الأمة والا لما سمي جهادا.
7-ميدان الإعداد لتقوية المسلم ماديا وفكريا ومعنويا.
8-التضحية بالحياة كلها ,وبذل النفس :
اولا:كلمة حق تقال لسلطان جائر لقوله عليه السلام(افضل الشهداء حمزة ورجل قام الى امام جائر فأمره ونهاه فقتله)رواه احمد.بالطرق الشرعية.
ثانيا:الدخول في صفوف الأعداء على سبيل التجسس.
ثالثا:المجابهة القتالية المعروفة.
لذا نلاحظ أن الجهلة يعتقدون ان الجهاد هو الفقرة الثالثة من الميدان الثامن
ويستشكلون قوله عليه الصلاة والسلام (الجهاد ماض منذ بعثني الله الى يوم القيامة)فليس المراد من هذا الحديث بالجهاد هو المجابهة القتالية فحسب وانما الجهاد ما ض على اي ميدان من الميادين تارة بالسيف والسنان وأخرى بالحجة والبرهان ,قال تعالى(اذ قال الله ياعيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة)فكيف يكونون فوق الذين كفروا والدولة والقوة بيد اليهود والنصارى وأهل الحق اليوم مستضعفون فالجواب أن يقال
تارة بالسف والسنان وأخرى بالحجة والبرهان فهم فوقهم الى يوم القيامة,
والجهاد بمفهوم المواجهة العسكرية يتقرراذا دعت الحاجة القصوى اليه
وكانت الاستعدادت له مكافئة لاحتمالات النصر وفق نظم الأسباب والمسببات
وبيانات الله ورسوله.
وقبل المواجهة لابد من توافر الشروط التالية:
1-اعداد المستطاع من القوة والا جتهاد في اعدادها حتى تربوا او على الأقل تساوي او اقل بقليل من قوة العدو وتكون من مال وسلاح وعدد وعدة وخبرات وعلوم ومعارف .
2-اتخاذ مختلف الوسائل السلمية التي يمكن ان تحقق النصر والأهداف من غير قتال ولا حرب لقوله تعالى(وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله
انه هو السميع العليم)وقد امر الله بقبول سياسة السلم مع احتمال ان تكون هذه السياسة من الأعداء خطة من خطط المخادعة التي يمارسونها وفي ذلك قوله تعالى (وان يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين )ولقوله صلى الله عليه وسلم (لا تتمنوا لقاء العدو وسلو الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف).
3-ان يكون القتال لإعلاء كلمة الله .
واثناء القتال لابد من توافر شروط النصر التالية:
1-وحدة الغاية.
2-وحدة صف المقاتلين وتماسك جماعتهم.
3-الاعتماد الكلي على الله في تحقيق النصر.
4-شدة البأس في القتال حتى يدخل الهلع في قلوب الأعداء
5-الثبات والمصابرة وعدم تولية الأدبارويكون ذلك بالدعاء والذكر الكثير
6-طاعة القيادة وعدم التنازع والاختلاف فانه يورث الفشل والهزيمة.
اذا فهمنا ذلك :تجلى لنا معنا قوله عليه السلام (لاتتمنوا لقاء العدو)
فالمراد من التمني المنهي عنه هو أن يتمنى لقاء العدو وهو لم يعد العدة له
فيكون أول الفارين فيقع في الذنب العظيم ,أو يبتلى المسلمون بهزيمة نكراء
وانكشاف للسوءة كما هو حال (بن لادن والظواهري )وغيرهم من الجهلة
الذين فتحوا على هذه الأمة باب شر ونكبات بدعوى الجهاد وهؤلاء خالفوا
امر رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل (لاتتمنوا لقاء العدو),نعم اذا استجمعت الشروط السابقة قتمنى كما تشاء وكان بعض الصحابة يقول(والله لإن امكنني الله من فلان وفلان لأفعلن به كذا وكذا)تمنى ذلك وهو يعي ما يقول .
اما أن اتمنى لقاء العدو وليس في يدي الا كلا شنكوف عتيق ,وفي يد العدو
صواريخ عابرة للقارات ,فهذا تمني منهي عنه الا اذا فرض القتال دفاعا
فهذا أمر آخر لذا نجد انه عليه السلام قال بعدها (لاتتمنوا لقاء العدوا وسلو الله العافية)ما معنى سلوا الله العافية؟
العافية في الدنيا من القتل والتشريد وضياع المال والديار.
والعافية الأخروية من ضياع الدين والفرار من الزحف وموالاة الأعداء
والوقوع في الذل .
ثم قال بعد ذلك(فإذا لقيتموهم فاصبروا)فالصبر مفتاح الفرج.
ولذا أقول بكل صراحة أن من يسمون الآن الجهاديين- ليسو اجميعهم بالطبع-
فتحوا باب ذل وهوان على هذه الأمة وهم كا لأحمق الذي يريد أن ينفعك فيضرك,فلو أن ابن لادن وظف امواله لدعم اللوبي الإسلامي في اوروبا
وامريكا لعادت فلسطين الى أهلها منذ زمن والسبب الغباء السياسي الذي
يتحلى به اولئك من يسمون بالجهاديين فهم ينظرون الى الغرب انه يتحرك
تحركا عقائديا لنشر النصرانية او الإلحاد وهذه قراءة خاطئة للغرب جرت علينا ويلات متعاقبة .
اخواني الكرام ,الغرب الآن في هذه الأزمنة (غرب براغماتي)اي نفعي محض ,نعم قد يستخدم الدين لدعم براغماتيته احيانا لماذا لا نستغل هذه
الثقافة المادية لدى الغرب في دعم قضايانا العقائدية والدعوية.
اخواني لقد اصبح كثير من الدعاة يتخوف من الدعوة الى الإسلام لماذا ؟
حتى لايقع في ورطة تحمل التزامات تجاه الداخلين للإسلام ,واذكر ان بعض العلماء طلب من ابن لادن دعمه لشراء كتب لطلبة العلم فأجابه (ان الميزانية لا تسمح بذلك)في الوقت الذي يقدم ابن لادن لبعض القبائل عروضا مغرية في ان يعطيهم احدث انواع الأسلحة التي تكلف الملايين.
ومن سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه كما صح الخبر بذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فأرجو أن تصل كلمتي هذه المختصرة الى عقول وقلوب الشباب الذي يريد العزة لأمته وأنقاذ العالم من الانحطاط.
مثال للتوضيح:
ما قولكم في تلميذ يتمنى أن يدخل الامتحان وهو غير مستعد له أصلا وإنما مجرد حماس ؟
نقول لهذا التلميذ(لا تتمنى الامتحان وسل الله العافية ).لكن لو كان مستعدا له ,فيكون التمي علامة من علامات نجاحه وتفوقه والله أعلم.