رافال في عرض للمعرض الدولي للطيران في فرنسا (
أرشيف)
بعد انتظار دام عشرين عاماً تستكمل فرنسا الشهر المقبل ولأول مرة تزويد قاعدة "بروفانس" الجوية بطائراتها الجديدة من طراز "رافال أف 1" التي تواجه منافسة شرسة من المقاتلات الأميركية للفوز بعقود جديدة على مستوى العالم.
وجاء الاتفاق العسكري الأخير بين المملكة العربية السعودية وفرنسا في الحادي والعشرين من شهر يوليو/تموز الجاري, ليمثل أهم اختراق تحققه الطائرة رافال في الأسواق الخارجية بعد متاعب عديدة واجهتها في هذا السياق.
وتواجه رافال مصاعب مع الأميركيين الذين أسفرت ضغوطهم عن تراجع دول مثل هولندا وكوريا الجنوبية وسنغافورة عن شراء أعداد منها, حسب مراقبين فرنسيين. وفي هذا السياق لم ينجح الفرنسيون حتى الآن في إتمام أي صفقة لبيع الطائرة، بما في ذلك سلاح الجو الإماراتي أحد أفضل زبائن صناعة الطائرات الحربية الفرنسية.
تراجع دول
"
الاتفاق العسكري الأخير بين المملكة العربية السعودية وفرنسا يمثل أهم اختراق تحققه الطائرة رافال في الأسواق الخارجية بعد متاعب عديدة واجهتها في سياق تسويقها خارجيا
"وتراهن باريس على نجاح الاتفاق المبدئي الذي عقدته مع الرياض من أجل تفعيل توريد عدد من طائرات رافال لم يحدد بعدُ، في إطار صفقة عسكرية شاملة للخروج من الإخفاقات المتوالية التي لاقتها أحدث مقاتلاتها على مدى السنوات القليلة الماضية.
ومن المقرر أن تتم عملية إحلال لكل الطائرات العاملة حالياً في صفوف سلاحي الجو والبحرية الفرنسيين لتحل محلها الطائرة رافال من الآن وحتى عام 2012. ويبلغ إجماليها 294 طائرة من بينها 234 طائرة لسلاح الجو و60 طائرة للبحرية.
وقد بادرت القوات الفرنسية بنشر عدد من طائرات رافال (أف 1) التي تتميز بقدراتها في مجال الدفاع الجوي في الخارج -أفغانستان- بموافقة الرئيس جاك شيراك القائد الأعلى للجيوش بحكم المنصب الرئاسي، وذلك قبل أن يدخل قرار نشرها حيز التنفيذ رسمياً.
وتضم سلسلة رافال طرازين آخرين مستقبليين هما (أف 3), فيما تقوم (أف 2) بمهمات جو-جو وجو-أرض, ولديها القدرة على إطلاق الصواريخ البحرية (سكالب)، إضافة إلى إسقاط القنابل عالية الدقة في إصابة الهدف وهي من نوع (أي أي أس أم).
وقد بلغت ميزانية إنتاج رافال 28 مليار يورو بواقع 95 مليون يورو للطائرة الواحدة تضاف إليها 30 ألف يورو تكلفة الطلعة الواحدة.
دعوة أميركية
الجزيرة نت علمت أن باريس تجري مشاورات مستمرة مع كل من الرباط وجنيف, اللتين ينظر إليهما باعتبارهما الأقرب إلى شراء الطائرة رافال.
وتواجه الصفقة المتوقعة مع الجانب المغربي بعض المشاكل خاصة في ظل الحساسية الجزائرية-المغربية جراء تزود أي طرف منهما بسلاح حديث يخل بموازين القوى في المغرب العربي، فضلاً عن التردي النسبي للعلاقات الجزائرية-الفرنسية في الوقت الحالي.
وأفادت تقارير صادرة عن جهات فرنسية متخصصة من بينها "المفوضية العامة للتسليح" بعدم دقة ما يتردد من ارتفاع ثمن الطائرة رافال. وذكّرت في هذا الصدد بإجمالي ميزانية إنتاج (إيروفايتر) البريطانية الذي يصل إلى 33 مليار يورو لإنتاج 232 طائرة "مما يرفع ثمن الواحدة منها بنسبة 50% بالمقارنة مع رافال".
وقد رد الأميركيون مؤخراً على طموحات صناعة الطائرات الحربية الفرنسية بدعوة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى مشاركتها في تطوير وإنتاج الطائرة (أف 35). وتضم القائمة كلاً من بريطانيا والدانمارك وهولندا والنرويج وإيطاليا، إلا أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى قرار نهائي في هذا الخصوص.
أشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بقرار دولة الإمارات العربية المتحدة «البدء بمحادثات مع باريس لشراء مقاتلات من طراز رافال لتحل محل طائرات الميراج 2000 في أسطولها الجوي.
وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية «انه خبر سار لفرنسا»، مضيفاً ان «الإمارات تستعمل المعدات الفرنسية منذ زمن طويل. وهي تنظر باهتمام إلى مقاتلات رافال كي تستبدلها 63 طائرة ميراج 2000».
وأشار إلى أنه «لم يتحدد بعد أي موعد، كما ان المحادثات ستتواصل خلال الأسابيع المقبلة». وتعتبر باريس انه «بفضل مميزاتها وقدرتها على القيام بجميع أنواع المهمات، تلبي مقاتلات رافال كلياً حاجات سلاح الجو الإماراتي لتأمين الدفاع والأمن خلال الأعوام المقبلة».
وأوضح البيان انه «في حال التوقيع على العقد المقبل فإن تسليم أولى الطائرات قد يتم اعتباراً من عام 2012».
تحالف مع اليونان
على صعيد آخر، اقترح الرئيس الفرنسي «تحالفاً جديداً فرنسياً يونانياً» وذلك خلال الزيارة الرسمية الأولى لرئيس دولة فرنسي إلى اليونان منذ أكثر من 25 عاماً.
وألقى ساركوزي كلمة أمام البرلمان اليوناني أشار فيها إلى أصوله اليونانية، حيث يتحدر جده من طرف والدته من سالونيكي (شمال).
وقال وسط تصفيق النواب «عندما غادر جدي الذي كنت أحبه كثيراً سالونيكي، كان يافعاً، ولم يخطر في باله بالطبع أن حفيده سيعود إلى اليونان بعد ذلك بعقود». وأضاف ساركوزي «يربطنا شعور عميق بالصداقة.. هذا الرابط الخاص بين فرنسا واليونان منذ 1974 منذ عودة قسطنطين كرمانليس من المنفى بعد سنوات الظلمات، يجسده شعار: اليونان، فرنسا، تحالف».