رد: إسرائيل تجري تجربة على منظومتها الجديدة من صواريخ حيتس
نجحت إيران فى إجراء أول تجربة لإطلاق صاروخ "قادر" بعيد المدى خلال المناورة البحرية الضخمة التى تجريها حاليا بالخليج العربى، وذلك ردا على التصاعد الملحوظ فى لهجة الولايات المتحدة الأمريكية لفرض مزيد من العقوبات على إيران، تستهدف القطاع المصرفى، المتمثل فى البنك المركزى والنفط الإيرانى.
وجاءت طهران بمناورات "الولاية 90 " التى تستمر لمدة 10 أيام فى مضيق هرمز، أعلنت خلالها أنها ستستخدم أحدث الأجهزة والمعدات الإيرانية المحلية الصنع وإطلاقها لصواريخ بعيدة المدى، كرسالة واضحة لأمريكا والاتحاد الأوروبى مفادها أنها قادرة على إغلاق المضيق.
وقبل عدة أيام هدد مستشار رئيس الجمهورية الإيرانية محمد رضا رحيمى فى تهديد صريح وبعبارات لا تحمل التأويل أنه فى حالة حظر النفط الإيرانى لن تعبر قطرة نفط واحدة من المضيق، وهو أول تهديد صريح وقاطع للمسئولين الإيرانيين الذين أكدوا فى بداية المناورات على أنهم ليسوا بصدد إغلاق المضيق، أعقب ذلك التهديد تصريح للأدميرال حبيب الله سيارى، قائد القوات البحرية، أن غلق المضيق "كشربة الماء" أى يمكن لإيران بسهولة أن تغلقه، وذلك ردا على من يشكك فى قدرتها على غلقه أو عدم امتلاكها الوحدات البحرية لغلقه.
كما هدد نائب القائد العام لقوات الحرس الثورى، العميد حسين سلامى، بأن رد بلاده سيكون مضاعفاً ولا يقتصر على زمان أو مكان محددين، ما إذا تعرضت مصالحها الحيوية للتهديد وأن مضيق هرمز جزء من الجغرافيا الدفاعية لإيران وأنها سنعمل حسب ما تقتضيه الظروف المختلفة.
وأكد مصطفى اللباد، رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية بالقاهرة، قائلا: إن اختبار إيران، صباح يوم، الاثنين، لصواريخ طويلة المدى فى مضيق هرمز "تعتبر رسالة للولايات المتحدة الأمريكية بأن الجمهورية الإسلامية قادرة على غلق مضيق هرمز، لكن هذا لايعنى أنها بصدد إغلاقه، لكنها بصدد إظهار قدراتها على إغلاق المضيق".
وأضاف اللباد فى تصريحات خاصة لـ "لليوم السابع" أن اختبار الصواريخ فى هذا التوقيت محاولة لثنى الدول الأوروبية عن إصدار عقوبات على البنك المركزى الإيرانى، لأن العقوبات على البنك المركزى تعنى عقوبات على القطاع المصرفى كله.
وكذلك محاولة لثتنى الدول الأوروبية عن حظر النفط الإيرانى لأنه فى حالة حدوث ذلك يعنى ضرب إيران فى الصميم.
وأشار اللباد إلى أن إغلاق المضيق ورقة إيران الردعية الأهم، ولن تستخدمها إلا إذا تم ضرب منشآتها النووية أو فرض حظر نفطى عليها.
وتشهد منطقة الخليج شدا وجذبا واضحا يقابله صمت خليجى وتوعد بين الطرفين برد عسكرى "مضاعف" حال تعرض مصالحها الحيوية للتهديد، تزامناً مع الإعلان عن إنتاج أول قضيب للوقود النووى محلى الصنع وتجربته بنجاح داخل مفاعل طهران البحثى، كذلك يأتى متزامنا مع قرب استئناف إيران والدول الكبرى للمفاوضات النووية التى علقت منذ عامين.
وفى أول رد فعل إسرائيلى على المناورات الصاروخية الإيرانية لصواريخها بعيدة المدى بالخليج العربى، قررت تل أبيب أن تجرى تجربة لمنظومة اعتراض الصواريخ البالستية "حيتس 3" لأول مرة فى الوقت القريب العاجل.
ونلقت إذاعة الجيش الإسرائيلى "كول تساهال" عن مصادر عسكرية قولها "إن الصناعات الجوية وشركة رفائيل يعملان بشكل متسارع من أجل تطوير الأنظمة الدفاعية حيتس 3 و العصى السحرية والقبة الحديدية".
وأضافت المصادر العسكرية بالجيش الإسرائيلى أن التجربة ستجرى على الأراضى الإسرائيلية وليس فى الولايات المتحدة وسيحضرها ممثلون عن المنظومة العسكرية الإسرائيلية وأيضا ممثلون عن البنتاجون، وكذلك شركة بوينج الشريك فى تطوير مشروع الحيتس على مر أجياله".
ووأضحت الإذاعة العسكرية أن ما سيميز التجربة أنه سيتم إطلاق صاروخ واحد فقط وليس إطلاق صاروخ بهدف اعتراض صاروخ، مشيرة إلى أن التجربة معدة لاختبار الأنظمة الجديدة التى تم إدخاله على صاروخ حيتس 3، والذى من المفترض أن يتفوق على سابقيه من صواريخ الحيتس من حيث المواصفات و الأداء.
الجدير بالذكر أن صاروخ حيتس 3 يتميز بأنه أكثر سرعة وقدرة عالية على المناورة، كما يتميز بأنه لديه قدرة على إصابة الهدف بشكل أدق، مما يهدد أى صاروخ إيرانى يتم إطلاقه تجاه إيران.
وكانت قد اختبرت طهران بنجاح صاروخ أرض- بحر عابر للقارات من نوع "قادر"، مؤكدة أنه "تم للمرة الأولى اختباره بنجاح". ويبلغ مدى صاروخ قادر 200 كلم.
وقال موسوى، المتحدث باسم المناورات العسكرية، التى تجريها البحرية الإيرانية فى منطقة مضيق هرمز الذى يعبر منه حوالى 40% من صادرات النفط العالمية المنقولة بحرا، إن "هذا الصاروخ الذى بناه الخبراء الإيرانيون نجح فى إصابة هدفه ودمره". وكان موسوى أكد أول أمس الأحد انه فى اليوم الأخير للمناورات "ستعتمد السفن الحربية للبحرية إجراءات جديدة تكتيكية تظهر قدرة إيران على منع أى حركة ملاحية فى مضيق هرمز إن قررت ذلك".
وأضاف "أن قادر هو نظام صاروخى حديث جدا مجهز برادار فائق الدقة تم تحسين مداه وجهازه الذكى، الذى يمنع رصده مقارنة بالأجيال السابقة".
وستقوم البحرية الايرانية بتجربة صاروخ آخر متوسط المدى من طراز "نور" وصاروخ قصير المدى فى اليوم الأخير لهذه المناورات البحرية التى تجرى فى منطقة مضيق هرمز الاستراتيجى.
وكان الأميرال موسوى أعلن فى وقت سابق "اليوم سنقوم باختبار صاروخ أرض- بحر بعيد المدى من نوع قادر للمرة الأولى، وصاروخ قصير المدى من نوع نصر وصاروخ أرض- أرض من نوع نور". وأضاف "أن نظام نور الحديث جدا تم تحسينه فى نظام منع رصده بالرادار ونظام رصد الهدف".
وقد هددت إيران فى الأيام الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز فى حال فرضت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية عقوبات على صادراتها النفطية.
وقامت البحرية الإيرانية أول أمس الأحد بتجربة صاروخ أرض- جو من نوع "محراب"، وهذا الصاروخ الذى "صمم وصنع" فى إيران "مجهز بأحدث تكنولوجيا لمحاربة الأهداف الخفية والأنظمة الذكية التى تحاول اعتراض الصاروخ".