مع تصاعد احتجاجات
المعارضة الجورجية ضد الرئيس
ساكشيفيلي،
صرح المذكور لإحدى
وكالات الأنباء بحسرة بالغة، أن الولايات
المتحدة تخلت عنه
!!
لم يأت ساكشفيلي بجديد، فتاريخ
الولايات المتحدة الأمريكية مليء بمثل
هذه المواقف، فلا صداقة مع أحد تدوم
..
ولا وفاء لأحد يستمر
.. هذا هو المنطق
السياسي الامريكي في التعامل مع
الأنظمة الحاكمة في كل زمان ومكان..
منطق الغدر هذا لا يستثني أحدًا
. ليس
فيه مكان لحليف أو صديق.. الجميع
سواسية.المعيار الوحيد هو المصلحة
فقط.. ليس فيه مكان لحليف أو صديق.
الجميع سواسية
. ليس لحقوق الصداقة
مكان. لا مكافأة نهاية الخدمة للصديق
أو الحليف الذي أفنى نفسه في خدمة
العم سام. لا مكان لحقوق الانسان أو
أية مصطلحات أو مفاهيم أخرى تحمل
شبهة أي شيء يتعلق ب " الانسانية " !!
ما قاله ساكشيفيلي، وما جرى مؤخرا
في باكستان مع الجنرال برويز مشرف،
الذي تخلت عنه أمريكا دون رحمة، آخر
حلقة من حلقات مسلسل الغدر الامريكي
بالحلفاء والاصدقاء
.
لم يشفع لمشرف عند سيده بوش أنه
في خدمته
– كما لم يفعل غيره - وخادمه
المطيع، الذي فتح له باكستان على
مصراعيها، وجعلها جسرا للوثوب على
جارتها أيضا أفغانستان بحجة التعاون
في مكافحة الارهاب.
كان بوش يسلمه قوائم أسماء كل
من يريد اعتقالهم من مواطنيه ومواطني
دول إسلامية أخرى حتى دون دليل على
اشتراكهم في أعمال إرهابية فيجمعهم
مشرف ويسلمهم عن طيب خاطر
!!
ورغم أن الولايات المتحدة قد
تخصصت عبر عقود طويلة في بيع
حلفائها وأصدقائها بمجرد أن تجد
البديل الافضل أو ان تراهم آيلين للسقوط
–
وغالبا ماتكون هي السبب الرئيسي
في هذا السقوط – الا ان كثيرين هم من
الحكام الذين لا يتعظون، وما أن تغدر
أمريكا بحاكم حتى يتطوع آخر ويقدم
نفسه لها ك " عميل مرشح " على أن
تكون هي رأس الحربة التي يستخدمها
هو للقفز على كرسي الحاكم وتدور الايام
ليجد في النهاية الغدر بانتظاره وربما
ترفض حتى استقباله في بلادها ولو
للعلاج لأنها ببساطة.استنفذته حتى
سقط في أعين شعبه ولا تريد أن تراهن
على جواد خاسر بل تريد أن تراهن على
البديل وغالبا ما تكون قد أعدته أو أعد
هو نفسه وطرح هو نفسه عليها كبديل
أفضل. وهكذا!!
واشنطن
.. كيف تتخلى عن حلفائها؟
يتتبع الكتاب رحلة سقوط عدد كبير
من الحكام والزعماء والقادة من حلفاء
واشنطن الذين حاولوا الاستقواء بها أو
التقرب إليها على حساب شعوبهم وكيف
غدرت بهم وتخلت عنهم أو بمعنى أدق
"
باعتهم فجأة "، وحولتهم من " ملائكة "
الى
"شياطين " مستخدمة الآلة الإعلامية
الشيطانية الأمريكية الرهيبة وتشهد
أغلفة أعداد مجلة "تايم " الامريكية على
هذا الغدر فشتّان بين موضوع وصورة
غلاف الحاكم عندما يكون ملاكا في
أعين واشنطن وموضوعه وصورته على
الغلاف بعد أن يتحول لشيطان!!
في هذا الكتاب متابعة لتجربة
الرئيس الباكستاني برويز مشرف
وتجربة شاه إيران محمد رضا بهلوي،
وتجربة الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس،
وتجربة مانويل نورييجا رئيس بنما كما سنطالع تجارب هؤلاء
الذين باعتهم أمريكا أيضا ومنهم ادوارد
شيفاردنادزة رئيس جورجيا السابق
شيفاردنادزه "يسار"
وسوهارتو رئيس اندونيسيا
وبينوشيه ديكتاتور تشيلي
وباتيستا ديكتاتوركوبا
وموبوتو رئيس الكنغو
وبي ناظيربوتو رئيسة وزراء الباكستان السابقة
وجان أريستيد رئيس هاييتي وعسكر
آكاييف وغيرهم
. الكتاب محاولة للوقوف
على الخطأ التاريخي الكبير الذي يقع
فيه أي حاكم اذا اعتقد ولو لبرهة أو
للحظة واحدة أن أي قوة عظمى خارجية
يمكن أن تضمن له الاستمرار في السلطة
لأن الضمانة الوحيدة هنا هي شعبه
والتاريخ شاهد على هذه القوى العظمى
وكيف تغدر بأصدقائها وتراهن على
البديل لتبدأ اللعبة من جديد!!.
لقد جعل برويز مشرف من باكستان
حديقة خلفية للمخابرات المركزية
الامريكية وحربها المجنونة على الارهاب
كي لا تنعم بلاده بالاستقرار السياسي
ولتفقد حريتها الكاملة في اتخاذ القرارات
المصيرية سواء في شؤونها الداخلية أو
فيما يخص جيرانها أفغانستان والهند
بشكل خاص بعد أن ارتهن كليا لسياسة
ادارة بوش المعادية للعرب والمسلمين
.
تسعة أعوام قضاها رئيس باكستان
السابق بحماس واندفاع أعمى في خدمة
دولة العم سام
. وجعل من نفسه وضد
ارادته الغالبية العظمى من ابناء شعبه
رأس حربة مسمومة ضد دول وشعوب
مسلمة كأفغانستان مثلا ليس لها مع
باكستان في السابق خصومات أو
نزاعات أو مطامع من أي نوع.
وهنا ملاحظة مهمة وهي ان التخلي
ليس باضرورة أن يتم خلال سنة أو
سنتين بل، ان التخلّي الفاجع يحصل
بعد عقود من التحالف والصداقة كما
حدث للشاه وسوهارتو اللذين حكم كل
منهما ما يقارب أربعة عقود من الزمن
والملاحظة الاخرى هي ان هؤلاء الرؤساء
الثلاثة كانوا يحكمون دولا اسلامية
!
وتماما مثل مصير شاه ايران تخلت
الولايات المتحدة الامريكية عن الحاكم
الذي كرس فترة حكمه لخدماتها وفعل
كل ما تريده تلك الدولة العدو لبلده
باكستان المسلمة
.
استقال الرجل ولم يجد حلفاءه
الامريكيين كما كان يتوقع ولم يقرأ
دروس التاريخ وأصابته لعنة بوش لم
يبك عليه البيت الابيض وخرج معانقا
حرسه الخاص
. خرج ولم يعد!!
كان يدير شركة
!!
سقط مشرف ليقول سفير بلاده في
أمريكا حسين حقاني في تصريح ل
"سي
إن.إن" عن رحيله في نفس الليلة التي
رحل فيها: " مشرف لم يكن يفهم في
السياسة ولم يكن يدرك أنه يدير بلدًا بل
شركة "!!
يقول وليم سوليفان آخر سفير
امريكي في ايران قبل رحيل الشاه في
كتابه
: " أمريكا وايران ": " التفت الشاه
نحوي وقال: ان هناك مؤامرة أجنبية
تنشط ضدّي. وأنا لا أستغرب أن يفعل
ذلك السوفييت والانجليز لكن مما
يحزنني من الاعماق أكثر من أي شيء
آخر هو دور وكالة المخابرات الامريكية"
سي آي ايه
" في هذه المؤامرة ولازلت
أسأل نفسي عن الاسباب التي جعلت
المخابرات الامريكية تشترك في المؤامرة
؟.. ماالذي اقترفته ضد أمريكا حتى
تعاملني بهذه الطريقة القاتلة " ؟
وفي كتاب " الشاه وأنا " وهي مذكرات
وزير البلاط " أسد علم " نقرأ عن الشهور
الأخيرة لحكم (شاهنشاه آريا مهري ) أي
ملك الملوك سيد الآريين.
" ثم جاء الرئيس كارتر وزوجته.
ورقص الرئيس مع الشاهبانو أي
الامبراطورة ورقص الامبراطور مع
زوجة كارتر
. وأثناء الرقص قال الرئيس
للامبراطورة: إن ايران هي جزيرة
الامان في الشرق الأوسط ولم يكن يعلم
أن المخابرات المركزية اعدت كل شيء
لاستقبال ماهو آت والشاه لا يدري
فقد عكروا حوله الحياة الاقتصادية
والسياسية والعائلية ولم يعد يعرف
رأسا من قدمين وشمالا من جنوب
وأصبح جاهزا للسقوط.. وسقط !
في طهران وبالتحديد في قصر
نياوران الامبراطوري كان شاه ايران محمد
رضا بهلوي وضيفه الرئيس الامريكي
جيمي كارتر يحتفلان ويتبادلان النخب
احتفالا بليلة رأس السنة الميلادية في
31
ديسمبر 1977 عندما وقف كارتر رافعا
كأسه لتحية مضيفه الامبراطور الايراني
قائلا " جلالة الشاه اهنئكم على تمكنكم
من الحفاظ على مملكتكم كبحيرة هادئة
وآمنة في هذا العالم المتلاطم الامواج
والمتنوع العواصف " وبعد عشرة أشهر
من هذا الحديث المبهج للاسارير الملوكية
الفارسية وذلك الاحتفال الملوكي الاخير
برأس السنة الميلادية في امبراطورية
الطاووس الايراني وبالتحديد في اكتوبر
1978
وفي ذات القصر كان الامبراطور
الايراني محمد رضا بهلوي يستقبل
الجنرال هايزر مبعوث الرئيس الامريكي
والسيد وليم سوليوان السفير الامريكي
في طهران آنذاك ليسلماه رسالة الادارة
الامريكية المتضمنة طلبا مباشرا من
جلالة الشاه بمغادرة ايران و "ترك الجمل
بما حمل " وتسليم امبراطوريته ومملكته
للقيادة الجديدة ليحكموا ايران بنظام
حكم جديد لم يسبق أن عرف له نظيرا في
العالم، وهكذا خرج محمد رضا بهلوي
من ايران مستسلما للارادة الامريكية
ليعيش متشردا في المنافي الى ان مات
دون ان تقدم له الولايات المتحدة اي نوع
من انواع المساعدات حتى الانسانية
منها!
الرئيس العاشر لجمهورية الفلبين
كان ماركوس هو الرئيس العاشر
لجمهورية الفلبين تولى رئاسة الفلبين
من
30 ديسمبر 1965 الى 25 فبراير 1986
ثم فر وعائلته بعد إضرابات شهدتها
الفلبين ضد حكمه
.
طيلة سنين حكمه كان خادما مطيعا
لأسياده في واشنطن وليس أدل على ذلك
من فتح بلاده على مصراعيها لأمريكا لكي
تبني فيها قواعد عسكرية دائمة رغم أنف
شعبه، متظاهرة بدعمها له
– قبلت طلبه
بان تكون امريكا منفى لزعيم حركات
المعارضة الفلبينية "بنينو أكينو" زاعمة
انها بهذا تضعه تحت اعينها ولكنها في
الحقيقة كانت تحتفظ به كبديل مناسب
للحليف اذا حانت الساعة واستنفذ دوره
بالنسبة لها وأصبح جودا خاسرا وهكذا
حالها دائما!!.
نموذج عملي آخر لنظرية التخلي
الامريكي عن الحلفاء في مجال التطبيق
هو
: تخليها عن سوهارتو: الرئيس
الاندونيسي الاسبق.
لقد كان الرجل حليفا قويا للولايات
المتحدة لم يعص لها أمرا لا في
السياسة ولا في الاقتصاد، ولا في
الامن الاستراتيجي، ولا في الاسراف في
خدمتها في مواجهة المد الشيوعي في
اندونيسيا وما حولها
.
لقد كان بحق الجنرال الأمريكي
في الجيش الاندونيسي ثم في حكم
اندونيسيا
. ثم كانت عاقبته: السقوط
المخزي من الحكم الذي كان سببه
المباشر (ثورة شعبية ) ضد تدخلات
البنك الدولي التي أدت الى انهيار مروع
في معيشة غالبية الشعب الاندونيسي
وعندما سقط الرجل الحليف بل قبيل أن
يسقط: تفنن الاعلام السياسي الامريكي
في وصمه بالدكتاتورية والجهل والفساد
واساءة استعمال السلطة. كان هذا
النفاق السياسي الهائل مجرد تسويغ
لنظرية التخلي عن الحلفاء !! في عام
1968
دبرت وكالة المخابرات المركزية
الامريكية " سي.آي.ايه " انقلابا عسكريا
قاده سوهارتو ضد رئيس اندونيسيا
الشرعي سوكارنو الذي قادد البلاد نحو
الاستقلال.
وكان في عام
1966 قد أقنع الرئيس
سوكارتو بأن يمنحه سلطة اعادة
الامن والاستقرار الى البلاد والتي
كانت نقطة التحول في الدور السياسي
لسوهارتو حيث قاد محاولة انقلابية
ضده بدعم امريكي انتهت بانقضاضه
على السلطة عام 1968 ليصبح الرئيس
الثاني لأندونيسيا، وفي مارس 1998 أعاد
مؤيدو سوهارتو في البرلمان انتخابه
رئيسا للبلاد للمرة السابعة، ولم يمض
من ولاية سوهارتو الا شهور قليلة حتى
خرج الطلاب في مظاهرات عارمة احتلوا
أثناءها العاصمة جاكرتا وحاصروا
البرلمان مطالبين باصلاحات ديمقراطية
لينتهي الامر باستقالة الرئيس سوهاتو
في 21 مايو 1998 وتسلم نائبه حبيبي
رئاسة البلاد لفترة مؤقته الى حين
قيام انتخابات عامه.استقر سوهارتو
بعد مغادرته للحكم برفقة اسرته في
إحدى ضواحي جاكرتا متواريا عن
الأنظار وقدرت مجلة تايم الأميركية ثروة
سوهارتو بحوالي 15 مليار دولار امريكي
وقيمة ما امتلكته أسرته في 32 سنة من
حكمه بحوالي 73 مليار دولار.
مانويل نورييجا
..
ليس للعملاء ثمن
!!
من يتتبع سقوط الزعماء والقادة من
حلفاء واشنطن ومن حاولوا الاستقواء
بها أو التقرب اليها على حساب
شعوبهم وتخليها عنهم فجأة وذلك
لخدمة مصالحها أولا سوف يلحظ أن
هذا السقوط قد تكرر لأكثر من قائد في
أكثر من دولة
. الرئيس الاسبق لبنما
مانويل نورييجا كان واحدا من هؤلاء
فقد اختطفته قوة أمريكية ورحّلته إلى
واشنطن حيث اودع السجن ولم يشفع
له اعترافه بأنه كان عميلا مخلصا
للمخابرات الامريكية بل كان من أقرب
الاصدقاء لبوش الاب اثناء رئاسته
للمخابرات الامريكية.
ولم يشفع لنورييجا تقديمه
للمخابرات الأمريكية ما لم يقدمه أحد
من عملائها الكبار، وأهمها وأخطرها
تصفيته لزعيم بنما الوطني الذي طرد
الامريكيين من بنما واسترد القناة، على
غرار تأميم قناة السويس المصرية بعد
أن لعبت واشنطن الدور الأكبر في دعمه
خلال انفلابه في عام
1983 والذي استغل
فيه كونه قائدا عسكريا له نفوذه لكنها
ألقت القبض عليه لاحقا خلال اجتياحها
لبنما عام 1989 بعد أن استنفذ مهمته
وحاكمته بتهم عديدة منها الاتجار في
المخدرات والاحتيال.
وفي عام
1992 حكم عليه بالسجن
40
عاما ثم خفضت مدة عقوبته الى 30
عاما ثم إلى
17 عاما لسلوكه الجيد..!!
وعندما سئل مسئول أمريكي كبير
: كيف
كان يلتقي بنورييجا أسبوعيا ويتناول
معه الإفطار وهو يعلم أنه يتاجر في
المخدرات.
أوجستو بيونوشيه
عبرة لمن يبيع وطنه
!!
لايمكن أن يتذكر العالم عميلا
نموذجيا للأمريكيين كما يتذكر الجنرال
أوجستو بيونشييه
.. والسبب ان الرجل
كان مستعدا لكل شيء أو أي شيء.
وما كان على الامريكيين الا ان يأمروه
فيطيع
. كانت عينه على السلطة. وكان
من المستحيل أن يبلغ مراده لسبب
بسيط وهو أن من يشغل مقعد الرئيس
هو الزعيم الوطني الكبير سلفادور
الليندي الذي لا يمكن لأحد أن يزحزحه
عن كرسي الرئاسة ولو قيد أنملة
لشعبيته وجماهيريته ووطنيته وأمانته
ونزاهته.. ومن ثم وجد هذا الجنرال
الحالم بالرئاسة في الامريكيين ضالته
المنشودة. عرضوا عليه الصفقة وقدموا
الثمن فوافق على أن يبيع نفسه، ومن
قبلها وطنه.. وعندما سقط في النهاية،
تخلى عنه حلفاؤه في واشنطن، ورفضوا
استقباله وحتى علاجه – فيما بعد – وهم
الذين قتل هو من اجلهم سلفادور الليندي
بعد ان اقتحم عليه قصر الرئاسة وامطره
بالرصاص!!
لقد أدى بيونيشيه للأمريكيين
خدمات لا تقدر بثمن
. خدمات ملوثة بدم
وعرق وثروات شعب تشيلي دون وازع
من رحمة أو ضمير.
فبمجرد وصوله للحكم على اشلاء
الليندي سرعان ما دمر هو وزمرته
–
بأوامر امريكية
– كل الروابط السياسية
والاقتصادية بكوبا والتي بدأت وتوثقت
في عهد الليندي والمد الثوري العالمي،
كما قطع كل علاقات تشيلي بالاتحاد
السوفييتي والمنظومة الاشتراكية تأكيداً
للمصالح الأمريكية في الانقلاب كما ان
تشيلي بينوشيه كانت الدولة اللاتينية
الوحيدة التي لم تدعم الارجنتين في
حرب جزر الفوكلاند ضد بريطانيا.
كانت علاقات تشيلي بينوشيه مع
الولايات المتحدة الامريكية اولا ثم مع
الدول التي تنضوي تحت عباءتها
ونتيجة لكون بينوشيه ممثل المصالح
الامريكية في التشيلي تلقى نظامه
دعما أمريكيا لا محدودا رغم انتهاكاته
الصارخة لحقوق الانسان
.
ولقصة تجنيد بينوشيه من جانب
الأمريكيين قصة دامية ففي نوفمبر من
العام
1970 وصل الزعيم الاشتراكي
سلفادور الليندي الى رئاسة تشيلي
في انتخابات حرة ومباشرة لم تعجب
الولايات المتحدة بدأ أوجستو بينوشيه
عهده العسكري بقتل الرئيس المفضل
للشعب، واستمر حاكما سبعة وعشرين
عاما كان فيها مخلب القط الامريكي في
المنطقة والعدو الاول لكل مفكري وكتاب
وأحرار امريكا اللاتينية شهد عهده
اغتيال الجنرال عمر توريخوس رجل
بنما القوي والذي كان عائقا في وجه
الهيمنة الامريكية الشاملة على القناة
وشكل مع نورييجا الحاكم البديل لبنما
ورافاييل ليونداس تروخيليو حاكم
الدومينيكان أسوأ وجوه الديكتاتورية
التابعة لأمريكا.
شيفرنادزة
.. قدمت للأمريكيين
كل ما طلبوا مني!!
نموذج حديث لقرابين مذبح الغدر
الامريكي بالحلفاء
.. انه رئيس جورجيا
الجمهورية السوفييتية السابقة ادوارد
شيفرنادزه الذي خلعته الثورة الوردية
المدعومة بالكامل من واشنطن في شهر
!!
نوفمبر من عام 2003
يقول شيفرنادزه لصحيفة
" ديلي
تليغراف " البريطانية في فبراير عام 2003
لقد قدمت للامريكيين كل ما طلبوه مني
بل اكثر مما طلبوه ولعبت دورا اساسيا
في انهيار الاتحاد السوفياتي وقدمت
لهم قاعدة عسكرية على ارض جورجيا
بالقرب من الحدود الروسية، وجلبت
جنرالاتهم ليدربوا جيشنا ويقودوه ورغم
كل هذا خانوني ودبروا الانقلاب ضدي،
كان السفير الامريكي يجلس معي، وبعد
ساعة واحدة شاهدته وسط المتظاهرين
ضدي في الميدان امام مبنى البرلمان ولا
أدري لماذا فعلوا ذلك معي
!!
هذا هو ادوارد شيفرنادزه رئيس
جورجيا السابق الذي اعترف بأنه
لعب دورا أساسيا في تفكيك الاتحاد
السوفييتي لمصلحة امريكا واستجاب
لكل مطالبها وبرغم ذلك كله باعته،
واعترفت بحكومة الانقلاب، بعد أن أعدت
وجهزت البديل دعمته وساندته لكي
يكون رجلها في المستقبل بدلا من حليفها
التليد، الذي انتهى دوره وحان وقت
القائه في سلة قمامتها السياسية
!!، لكن
رجلها الآن " ساكشيفيلي"، وكما أشار في
تصريحه قبل أيام، يتوقع الرحيل بعد أن
أحس بان امريكا قد تخلت عنه!!