تنشر صحيفة "موسكوفسكيه نوفوستي" مقالة للمحلل السياسي ألكسندر كرامتشيخين، يعلق فيها على الأمر الذي أصدره مؤخرا، الرئيس الصيني هو جينتاو للقوات المسلحة، بالاستعداد للحرب، دون تحديد الدولة المستهدفة. وهذا الأمر ساهم في ترك الباب مفتوحا أمام المحللين للتكهن والاستنتاج. ويضيف الكاتب، أن الظن سوف يذهب بغالبية المحللين إلى أن الولايات المتحدة، هي الدولة المستهدفة. لكن التفكير المنطقي قد يقود إلى غير ذلك. فالاقتصاد الصيني ينمو بوتائر عالية. لكن قلة فقط تعلم أن معدل نمو النفقات الحربية يتعدى بكثير وتائر النمو الاقتصادي. فالميزانية العسكرية المعلنة للصين تبلغ 90 مليار دولار، في حين أن النفقات العسكرية الفعلية تتجاوز بنسبة 150% إلى 300% النفقات المعلنة. ويجب الانتباه إلى أن المشتريات العسكرية الصينية آخذة في التناقص، وفي المقابل، يزداد حجم الإنتاج الحربي الداخلي. فالصين تستنسخ الأسلحة الروسية والغربية (وفي أغلب الأحيان يجري ذلك دون الحصول على ترخيص، أي أنها ببساطة تسرق التصاميم) علما بأنها تدخل تعديلات على تلك المنتجات بما تجعلها أكثر تطورا.
إن تحديث الأسطول الحربي، قد يكون مقدمة لاحتلال تايوان، أو لحماية الثروات الطبيعية في بحر الصين الجنوبي، أو للمحافظة على تواصلها مع أفريقيا والشرق الأوسط. وسلاح الجو الصيني يتعزز بطائرات جديدة تقدر بالمئات. والطيران، كما هو معلوم، يمكن أن يستخدم في أي مكان. أما تحديث الدبابات، فيستهدف القيام بعمليات برية حصرا. ومن المعروف أن الدبابات هي السلاح الأنسب للقيام بعمليات في عمق أراضي العدو. وهنا يجب أن نلتفت إلى أن الصين تملك حوالي 10 آلاف دبابة، وأنها تنتج سنويا من 150 إلى 200 دبابة. وهذا العدد يفوق ما تنتجه دول العالم مجتمعة. ولا بد من التأكيد على أن هذا العدد مبالغ فيه جدا، إذا افترضنا أن فيتنام هي الدولة التي يدعو هو جينتاو للاستعداد لمقارعتها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن سلاح الدبابات عديم الجدوى إذا كانت الهند، هي الدولة التي يدعو هو جينتاو للاستعداد للدخول في حرب معها، وذلك أن الحدود بين الصين والهند تتألف من سلاسل جبال الهملايا. وفي هذه الحالة يبقى العدو الأكثر ترجيحا هو روسيا وكازاخستان. ومن المصادفات المثيرة للاهتمام، هو أن دبابة (توري ـ 99) الأكثر تطورا لدى الصينيين، يجري نشرها في القواعد العسكرية الموجودة بالقرب من مناطق ما وراء بحيرة البايكال؛ أي الشرق الأقصى وكازاخستان. وهناك أشياء أخرى قد تبدو اعتيادية إذا أحسنا النوايا، وهي أن الصين تجري للعام الخامس على التوالي مناورات لتنفيذ هجوم بري في عمق أراضي العدو. ولا يوجد عدو للصين، يمكن أن يشن عليه هجوم بري، سوى روسيا وكازاخستان.
وإن وتائر النمو المرتفعة، والمعدلات العالية لاستهلاك المواد الغذائية والثروات الطبيعية، تدفع الصين للطمع في جاراتها الغنية بالثروات الطبيعية. وإلا فإنها ستواجه خطر الانهيار. ومع الأسف لا تمتلك الصين أية حلول أخرى.